اعتقد انه لم يدرك البشر منذ ان وجدوا على كوكب الأرض قبل آلاف القرون عن الأديان شيئا إلا بعد ظهور الكتب السماوية مؤخرا فعلام كان يستند اسلافنا في إدارة وتسيير أمور حياتهم اليومية وقتها في غياب الدين غير الأخلاق؟؟
إذا كانت الأخلاق من الدين، فلماذا لايمنع الأخير تجارة الرق والسبى في حقبة كان فيها اتباع مايعرف بالديانات السماوية أكثر وعيا وتشددا وتمسكا بمعتقداتهم؟؟
ولماذا نجد العدالة تتحقق نسبيا في الدول الديمقراطية التي تكفل حرية العقيدة والتعبير وتطبق القانون على الجميع دون محاباة بينما تنعدم العدالة والحكم الرشيد في الدولة الدينية؟؟
إلى متى يستمر هذا العبث وخداع الناس بالدين الذي قررت دول الغرب بعدم اتخاذه مرجعية في حكم الدولة. ومتى يستوعب الناس في بلادي هذا الدرس ويتقبل حقيقة فشل الدولة الدينية؟؟
يجب ان يعلم الجميع ان هذه الأديان السماوية حينما كانت أوروبا وامريكا يوما من الأيام يسيطر عليها الكهنة ورجال الدين تسببت في فصل ملايين من الافارقة السود عن ذويهم إبان ازدهار تجارة الرق وفي حقبة حملة الفتوحات الإسلامية بقيادة عبدالله بن أبي السرح مرورا بغزو الأتراك للسودان فضلا عن الاستعباد الذي مارسه آل المهدي وكبار التجار الجلابة في حق السودانيين مازالت تداعياته مستمرة إلى اليوم.
واليوم كما نرى ان للدين ورجالاته دور كبير في ترك كثير من الشعوب السودانية المستعربة ثقافاتها ومحاولة محو الذاكرة التاريخية للسودان البلد الأفريقي الذي يحتضن أعرق حضارة إنسانية بالتضليل الديني وايهام الناس بالخرافة. ويتمظهر ذلك في فقدان السودانيين لزمام المبادرة والسيطرة على الحكم في بلادهم.
ونجح الوافدين إلى السودان في خداع السكان الأصليين بالدين وفرض الثقافة العربية في بادئ الأمر ثم مالبثوا ان سيطروا على السلطة والأرض حتى بدأوا بممارسة التمييز العنصري وسياسة الاستيطان لتغيير الخارطة الديمغرافية إلى ان وصلوا لمرحلة الابادة للتخلص من السود.
ومن أجل التمكين أشعل الجلابي حروبات عبثية بين القبائل لاضعاف السكان الأصليين وتشتيت أفكارهم بضخ الأفكار المتطرفة في عقولهم عبر دور العبادة والمدارس والخلاوى لتأجيج الفتنة الطائفية ماتمخض عنه انشطار الجنوب وغياب حرية العقيدة في الشمال الذي يتقمص الهوية العربية الإسلامية.
وبفصل الجنوب تجلى بكل وضوح ان الإسلام مجرد ورقة بيد النظام العنصري في الخرطوم إستخدم لاستمالة وخداع مسلمي الهامش لقتال اشقاءهم الأفارقة المسيحين في الجنوب تحت راية الجهاد الذي لم يحم المهمشين في الشمال من الابادة والتنكيل حينما تقدموا للنظام بنفس مطالب الجنوبيين.
لو آمن الناس بالعمل ستتحول آمالهم وأحلامهم إلى حقائق واقعية يعيشونها ويستمتعون بنتائجها الملموسة لامحالة ولكن في ظل الدولة الدينية من الصعوبة بمكان ان يتحقق ذلك في القريب العاجل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة