|
الشيوعيون وعجز القادرين علي الكمال بقلم شوقي بدرى
|
01:32 PM Nov, 13 2015 سودانيز اون لاين شوقي بدرى-السويد مكتبتى رابط مختصر هذه الايام تعصف المشاكل بالحزب الشيوعي. واي اضعاف لهذا الحزب يعني اضعاف للحركة السياسية الوطنية. وسيفرح اهل الانقاذ . كلمة شيوعي كانت عنوانا للجودة . الشيوعي كان الانسان الواعي المطلع ، والذي يدعو للعدالة الاجتماعية واحترام حقوق المرأة والاقليات ويبعد عن العنصرية والشوفينية وله نطرة اممية . يناضل لحقوق الانسان ويضحي من اجل الآخرين ... الخ
لكن بما ان الشيوعي متميز في فكره واداءه فهو متميز في عداءه وخصامه ويبرع في سحق من يخالفه الرأي ويغتال شخصية رفاق الامس . كتبت كثيرا وقلت ان الحزب الشيوعي هو السنان في رمح القوي الوطنية . وحتي الكوز كمال عمر اعترف بمقدرة الشيوعيين ونضالهم وتأثيرهم علي السياسة السودانية . ولكن نسأل لماذا ...؟ كان الهجوم علي خالد الحاج سودانيات . وحرقه والتشفي بطرده من الحزب بالتلفون في هولندة بعد رحلة عطاء في الحزب الشيوعي توجها بالتعذيب وبيوت الاشباح ، امتدت لاكثر من ثلاثين سنة .
في التسعينات كنت اقصد ان اذهب الي الامارات عن طريق تشيكوسلوفاكية ، حتي اعيد الصله بالرفاق القدماء واعيد ذكري بداية الشباب والدراسة والتعرف علي الفكر والحياة بعدالاشتراكية . وكان الدكتور محمد محجوب عثمان يشاركني السكن في السويد وهو في انتظار حصوله لحق اللجوء السياسي . وامتد الانتظار لاربعة سنوات. لان محمد محجوب طيب الله ثراه عندما ساله المحقق في نهاية الحقيق الذي استمر ل 6 ساعات . ماذا سيحدث اذا ارجعناك الي السودان ؟ وهذا سؤال روتيني . والجواب كان بدون تردد سأرجع . ومحمد محجوب كان يفكر بالطريقة السودانية ,, ,, انا لا اخاف . انا راجل ,,.
كنت في طريقي امر علي زوجته وابنت الشابة المولوده في براغ . وتكرم مجموعة بتوصيلي الي مكتب الخطط التشيكية بالقرب من نهر الفلتافا ، تحت اقدام تل ليتنا الذي كان ينتصب فوقة تمثال عملاق لإستالين . وفجأه بدا الشاعر المرهف والرجل اللطيف علي عبد القيوم هجوما كاسحا علي الدكتور عبد الرحمن عبد الحميد عثمان . وعبد الرحمن كان وقتها ملئ السمع والبصر وله عدة تخصصات في الطب وحظي بالمال والجاه ويعمل في السعودية علي رأس البعثة الدنماركية التي بنت ادارت مستشفي الجيزان وفرسان. وانتقل الهجوم علي شقيقة الدكتور فاروق حامل الجواز السويدي وله عيادة ناجحه في بريطانيا ووصفهم علي طيب الله ثراه بالجحود ونكران الجميل ، وان الحزب قد عالجهم واكرمهم ولولا الحزب لما كانا شيئا ولما عرفهم اي انسان . والمؤلم ان الآخرين كانوا مرتاحين لذالك الهجوم . وعلي لم يعرف عبد الرحمن ولكن كان عبد الرحمن بالنسبة لكثير من الشيوعيين خائن وناكر للجميل . لانه ناجح .... الخ
علي عبد القيوم هو الشاب المهذب صاحب ديوان الخيل والحواجز . والكل يعرف قصيدته ، ومنها
اي المشارق لم نغازل شمسها
ونميط عن زيف الغموض خمارها
اي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
كان هنالك من يقول انه صديقي ولكن كان هنالك من اقول انا ، انني صديقهم احدهم عبد الرحمن . امتدت صداقتنا الي وفاته قبل اشهر .
نعم كان عبد الرحمن قياديا وذكيا وله كاريزما ولا يخلو من العناد والاعتداد بالنفس . حضرت له مواجهة مع الاخ حسن سنادة في اغسطس 1966 في ممر مطعم صوفيا في ميدان الفاصلاف الشهير وفي قاعة الموتمر والمعرض السوداني الذي اوجدناه بمناسبة فستفال الطلبه السودانيين في شرق اوربا والمانيا . وبما انني كنت عضو سكرتارية الاتحاد بسب الدعم الشيوعي لتأهيلي لعضوية الحزب ,, والتي لم تنجح ،لاقتناعي بأن ذلك النظام خاطئ ,, فكنت حاضرا وحسن كان رئيس الاتحاد . وكان حسن يهدد ويقرع عبد الرحمن وكأنه طفل صغير ويصفه بقلة الادب ,., وانا حاوريك ,, وعبد الرحمن لا يردعليه . وحسن كان من كبار الشيوعيين ويسكن في شقة ويرتدي ارقي البدل والاحذية وكان وقتها مسئولا في اتحاد الطلاب العالمي . وخلف القانوني الطيب ابو جديري رحمة الله عليه والذي غادرنا قبل ايام والجميع من خيرة السودانيين . ولكن عبد الرحمن كان كما يقال عليه ,, من بتاعين البعثة ,, بمعني انه لا تصله فلوس من السودان ويعيش علي البعثة . التي تساوي في السوق الاسود 7 جنيهات سودانية . ويدفع منها الشيوعي 35 كرونة شهريا كمقوي . ويدفع الايجار ويعيش علي الباقي . ولهذا كتب العم ابارو رئيس البوليس السوداني انهم راقبوا الشيوعيين ولم يجدوا اي دعم من الخارج و كانوا يمولون انفسهم باشتراكات الاعضاء وهي 5 في المئة من الدخل وتبرعات اصدقاء الحزب ., والمؤلم انه حتي لبعض الشيوعيين كان المال والمظهر مؤثرا.
الدكتورمامون احمد حسين والذي حكمت عليه الانقاذ بالاعدام في بداية عهدها . رجل سوداني اصيل ابن بلد . يتمتع بالبساطة والتواضع . ارتبط بعبد الرحمن وتمكنا من السيطرة علي اتحاد اتحادات الافارقة الذي كانت تتخلل اجتماعاته الضرب بالكراسي وقبضة اليد . وتدعم البعض بعض السفارات المشاغبين .وصار مامون الرئيس وكان عبد الرحمن يده اليمني . وشاركت انا لانني كنت مقبولا للافارقة ولا افترق عنهم . علي عكس السودانيين من شيوعيين وغيرهم .
مامون اضفي كثيرا من الحماية علي عبد الرحمن . ولكن بعد اكمال مامون لتخصصه ورجوعه ، صار عبد الرحمن بلا غطاء. وانتهي الامر بأن جمد نشاطه . وذهب الي الدنمارك وبدا العمل كطبين . وكما سمعت من الكثيرين من الممرضات والاطباء الاسكندنافيين وفي السعودية ، عبد الرحمن يترك بصماته اينما عمل ويؤثؤ علي كل محيطه .
في سنة 1969 تخرج عبد الرحمن كطبيب متميز . واقمنا حفلة بمناسبة تخرجه . وعندما كنت اتحدث معه ناديته باسمه . فقال بس عثمان حافة كده ياخي قول دكتور عثمان . ولم اصدق عندما لا حظت انه جاد في قوله . ولم اكن اتوقعها من شيوعي . وعرفت في الدنيا بروفسيرات وحملة الدكتوراة من الذين يكرهون هذه الالقاب . وعمل عبد الرحمن في مستشفي نيكوبنق فالستر في جزيرة فالستر المواجهة للشاطئ الالماني . وبسرعة كان ملئ السمع والبصر في المدينة . وتبعة من اطباء براغ اثنين من اصدقائنا الشيوعيين دكتور عبد الرحمن ساتي الآن في لندن . وصديقي الشاعر والرسام ومتذوق الموسيقي سري محمد علي الآن في كندا .ولكن هجوم الشيوعيين على عبد الرحمن لم يتوقف . وعبد الرحمن كان يحب الحزب ويحمل الافكار الاشتراكية . ذهبنالزيارة اسرة سودانية ، وعندما شاهد الصحن الذي يحمل صورة الشهداء قرنق الشفيع وعبد الخالق جرت دموعه حني سالت على خديه بطريقة تلقائية .وعندما كنت اجمع تبرعات للحزب في التسعينات كنت افرض عليه الف دولار وكان يدفعها عن طيب خاطر . ولكن حاله كما قال الدكتور سري محمد علي ... عبد الرحمن ,, كسل بس ,,. والبعض قد يقطع بنزين ويدخل في التزامات اسرية واجتماعية . فطالما لم يعادي الحزب فلا داعي لاستعدائه والتشهير به .
وعبد الرحمن كما قلت كان صلبا وعنيدا . كان الجميع عندما يدخلون في مشادات او نقاشات معة يشتكون الي لانه صديقي . ولم تتوقف شجاراتنا ، حتي وانا ادفعه علي الكرس المتحرك في آخر ايامه . وقديما كان يتصل بي ليقول ,, الويك اند ده انا مشغول عندي شغل في السويد ، الاسبوع الجاي فضي نفسك تعال لي في كوبنهاجن نتشاكل بس تعال بدري بجي بسوقك من البوت .
في كتاب السفير ووكيل وزارة الخارجية السابق السوداني الذي تقصر الكلمات عن وصفه .... فاروق عبد الرحمن ، والذي ظلمته الانقاذ واعفي من عمله ..
اقتباس وعندما ذهبت الي المدرسة الثانوية بعد ذلك وجدن نفسي ارفض الانضمام للجبهة الديمقراطية ,, الحزب الشيوعي بشكل او بآخر ,, وبعد ان جاءني الاخ عبد الرحمن عبد الحميد وهو ,, ابيضاوي ,, كحالي لكن لم تكن لي معه صداقة او سابق معرفة ل ,, يجندني ,, في تنظيمهم اليساري . قال لي ... هل تريد ان تذهب للاخوان المسلمين ام مع ناس الكيتي كولا او الفلوترز السابحون غير هدي او مع الرأسمالية القذرة وعملائها ولم اكن افهم هذه الكلمات . قلت له انني مستقل من الطرفين . حاول الرجل وحاول ثاتية دون فائدة . كان عبد الرحمن الذي يسبقني بعام واحد من الطلاب المحبوبين في خور طقت كما كان حارسا للمرمي في كرة القدم بالمدرسة الشئ الذي اكسبه شعبية ومكانة علاوة علي ما يتمتع به اليساريون عادة من رصيد في مفردات في اللغة العربية والانجليزية تمكنهم من ان يسكتوك ااذا جادلتهم . مرت السنون وانا في حالي اما الاخ عبد الرحمن فقد صار طبيبا ورجل اعمال في الدنمارك والسويد اي في ذلك الغرب الرأسمالي القذر . بعد سنوات طويلة التقيته في مدينة مالمو صيف 2013 وكنت برفقة الاخ شوقي بدري
نهاية اقتباس
لقد جند عبد الرحمن الكثير من الشيوعيين اولهم اهل بيته وابناء حيه وبعض طلاب مدرسة خور طقت . ولقد اعتقل عدة مرات . واصيب بداء الصدر في السجن وعندما جلس لامتحان الشهادة السودانية . امتلأ ت ورقة الامتحان بالدم . وقبض عليه مرة اخري في امدرمان حي العرب . في منزلهم ووجد البوليس السري ود الكتيابي كرتونة مليئة بالمنشورات . وكان يدافع عنه الاستاذ فاروق ابو عيسي . وصدر الحكم ببرائته لان الدفاع كان يقول ان المنزل ملئ بالاهل والضيوف والكرتونة وجدت تحت الشباك الذي يفتح علي الشارع . وعبد الرحمن كان يقول لي ان زياراته لابي عيسي تنتهي بنفحة مالية معتبرة . كان اصدقائه يدفعونه لزيارة المحامي لان الخير يصيبهم كذلك . وعندما اتي عبد الرحمن الي براغ كان وزنه 46 كيلوجراما بالرغم من طوله . وهو في السجن قرر ان يصير طبيبا وان يتخصص في علاج الدرن . ولقد كان . من تأثر بعبد الرحمن وهو طالب في الثانوية وذهب الي السجن ابن شقيقه انور . هل يعادي الحزب امثال هذا الرجل ؟
في العاشر من ابريل 1978 قابلت الباقر احمد عبد الله في لندن وكان قد حضر لزيارتي في السويد في يوم 28 .ديسمبر 1974 وهو يوم عيد ميلاد عبد الرحمن . واخذني الباقر الي شقة الشريف الهندي . وكان الباقر متمددا في شقة الشريف . ولم يكن الشريف موجودا . واستغربت لوجود المناضل عوض عبد الرازق في تلك الشقة . وعوض عبد الرازق هو السكرتير الاول للحزب الشيوعي السوداني . والمؤلم ان الاستاذ كان ينام علي اريكة غير مريحة في المطبخ . وكان حاله رقيقا ولا يخرج ابدا من الشقة . وكان يقول ضاحكا عن تلك الاريكة ,, الدقداق ,, ولم يكن هنالك من يأتي لزيارته . ورحلته كانت بسبب العلاج الذي لم يتوفر له في السودان . وكنت اتساءل اين كل الشيوعيين الذين كان عوض طيب الله ثراه رئيسهم وحادي القافلة . كان للبعض من الشيوعيين عيادات حتي في شارع هارلي الشهير في لندن . وسكن البعض منهم في منازل او شقق مريحة . لماذا ينسي الشيوعيون من اختلف مع خط الحزب ولماذا القطيعة واغتيال الشخصية . اين العشائرية والقيم السودانية التي يدعو لها الحزب في ادبياته . فعوض لم يتنكر للاشتراكية وحاول ان يبعد عن الخط الاستاليني . وحاول ان يؤسس ما عرف بالجبهة والوطنية كوعاء كبير يضم كل اهل اليسار والديمقراطيين . وتعرض عوض الرجل المهذب والجنتلمان لعملية شواء كبيرة . والآن قد تأكد ان ما كان يدعو له عوض هو الخط الصحيح لماذا لا ينتقد الحزب الشيوعي نفسه ويرد لعوض احترامه .
عندما انقسم يوسف عبد المجيد واحمد شامي واسسوا القيادة الثورية ,, الصينيون ,, لم يتعرضا لما تعرض له عوض طيب الله ثراه . لانه كان لتنظيمهم انياب ومخالب . وبعض ,, المساكين ,, من اعضاء الحوب يتعرضون للحرق والتنكيل . ولكن الشخصيات المهابة لا تتعرض لتلك المعاملة . وبعض الاسر التي تعتبر الحزب ملكا لهم بسبب عددهم الكبير في الحزب تجد المحاباة. ولا يتعرضون للشواء والحرق .
سمعنا ان الحزب الاممي والذي يدعو للعدالة الاجتماعية ونبذ الشوفينية والعرقية قد تجنب انتخاب الاستاذ عبد الوهاب عبد التام لان خلفيته القبلية لن تجعله مقبولا للكثيرين . وعندما اسس الدكتور ادهم منظمة الكتلة السوداء ،وهو اول رئيس لتقابة الفنانين لانه بجانب كونه طبيبا كان موسيقارا . وكان اشتراكيا . يحدد اياما للعلاج المجاني او برسوم رمزية في عيادته في مواجهة الكلية في شارع الموردة . انتقل البعض من ذلك التنظيم الي الحزب الشيوعي . وانضم الي ذلك التنظيم اهلنا الاقباط . وبسبب ارتفاع دخلهم دعموا خزينة الحزب . ولو لا دعم الاقباط لما فاز نجح في دخول البرلمان . الحزب كان حزب كل السودانيين .
ع . س . شوقي
أحدث المقالات
- في ذكرى ميلاد والدي بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري
- لاجيء سوداني يصبح دبلوماسي أمريكي!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
- مساجد خمسة نجوم..! بقلم عبد الباقى الظافر
- السيد وزير العدل :هذه بينة فساد!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- عبد الله عبيد: أنتظر نصف قرن لقضاء شهر عسله (1957-2007) بقلم عبد الله علي إبراهيم
- تطبيق خطير في آيفون يُظهر الناس عراة!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
- سينما جد فيلم الذهب والقنفذ ومكواة الفحم بقلم بدرالدين حسن علي
- ما تزال القبلية تؤجل إمكانية التغيير بقلم صلاح شعيب
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (32) لا محرماتٍ ولا خطوطَ إسرائيلية حمراء بقلم د. مصطفى يوسف الل
|
|
|
|
|
|