05:23 AM Nov, 13 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى رابط مختصر
عبد الله عبيد الثاني جالس على يمين بين الجاج عبد الرحمن، الزعيم العمالي، والرفيق أحمد شامي (القيادة الثورية لاحقاً) بين لجنة الجزب الشيوعي لعطبرة والمديرية الشمالية، 1957.
لا أعرف من مَثَّل القطار على شيء فأصاب وأحسن مثل الناطقون بالراندوك والمرحوم عبد الله عبيد أحمد الذي رحل عن دنيانا منذ أسابيع. وجدت أن الراندوك يسمون القطار ب"الصارقيل" وهو الدودة التي أكثر نفعها للناس في تطعيم سنارات صيد السمك. وبالطبع لا يري في القطار صارقيلاً إلا من "سطّح" عليه أي إعتلى سقفه. أما من كان داخله فلا يرى ما رأى "ِالمُسَطِح". أما عبد الله عبيد فسمى الحزب الشيوعي ب"الكليتون". والكليتون أظنها ماركة تجارية لقاطرات المناورة الصغيرة في المحطات الكبيرة. فهي تعمل 24-7 (في قول الأمريكان أي أيام الله السبعة وعلى مدار اليوم) تفكك العربات التي جاءت بها قاطرات سبقت إلى المحطة (وتسمى متروكة) وتعيد نظمها حسب بطاقة جهتها (بورتسودان، حلفا، كريمة، الخرطوم والصعيد والغرب) لتأخذها في غدها رؤوس قطر إلى محطاتها النهائية. ومن فرط سهر الكليتون صار اسمه أيضاً "صعلوك المحطة" فهو سهران ديمة. وهكذا طابق عبد الله بين الكليتون الساهر يعد القاطرات للسفر إلى مقاصدها بالحزب يجيش الكادحين إلى الاشتراكية. فأنظر بلاغة الرجل ! وكان بليغاً التعبير أقرب إليه من حبل الوريد. أذكر كلمة للدكتور أحمد الأمين البشير في نحو 1957 بنشرة "نهر العطبرة" لرابطتنا الأدبية في المدينة نوه فيها بكتاب صدر لعبد الله عبيد في مصر عن زيارته إما لموسكو أو الصين. فقد زارهما وأنس التعبير في نفسه ليعطي صورة من قرب عن بلدين شدا إنتباه الناس يومها. وهذه أريحية ومسؤولية. فعبر أحمد عن سعادته يرأى عبد الله يتأبط باكورة إنتاجه في مجمع ما بعطبرة التي كان قد تفرغ بها للعمل الشيوعي منقولاً من الخرطوم كما مر في أحاديثنا. وأذكر له مسرحيته "الفكي أب نافورة" عن تفجر عين ماء بالقضارف في النصف الثاني من الستينات هرع إليها المشتفون عرجى ومكاسير للعلاج بمائها "العذراء" الذي ذاعت بركاته. وسمى الناس العين "الفكي أب نافورة". وأذكر إعلانات عن الكتاب وردت فيها عبارة ب"المحول عليه": أي أنك لن تحصل على الكتاب إلا بتحويل ثمنه بالبريد أو شيء من هذا. فمرتب التفرغ لا يكفي. وكان حداثياً. أذكر في نحو 1962 ونحن طلبة بالجامعة انتحينا عصراً ناحية حديقة القرشي (وكان اسمها عبود الذي ناصبناه العداء). ونبهني رفيق أن الداخلين من المدخل الجنوبي هما الرفيق عبد الله عبيد وزوجته. ولم أصدق أن وجد الرفيق في وعثاء النضال زمناً ليأخذ زوجته لحديقة عامة ما كنا نغشى مثلها إلا سكارى ومناضلين. لم أصدق أنه متزوج أصلاً في وقت كان من شيم المناضلين (لفرط حداثة السن) تأجيل الزواج والحصول على الشهادات وقطع الأراضي السكنية وغيرها حتى يوم النصر الأكبر: الاشتراكية ودولة الطبقة العاملة.فكبُر عبد الله في عيني. فلم تكن الخرطوم استعدت لنساء الحدائق أو للنساء عامة كما قيض لها الله الآن ولا تحمده. وكتب عبد الله في كتابه "ذكريات وتجارب" عن وفائه لزوجته وقد هرما (هو ليست هي) بشهر عسل بالمحروسة مصر في 2007 لم يتمكنا منه بعد زواجهما في 1957 كما وصفته قبلاً. ونشر في الكتاب صوراً من هذه الرحلة المؤجلة. ما نظرت إلى سيرة أياً من رفاقنا ممن غادروا الحزب الشيوعي بعد طلاق (أو حتى من بقوا فيه) إلا ساورني أسف للهدر الإنساني. فقد جاؤوا إلى هذه الحركة الجديدة بمواهب غير عادية وبحب استثنائي روحاني للكادحين. ثم وجدوا أنفسهم وقد لفظوا الحزب أو لفظهم وهم صفر اليدين من الوعد الذي هيج أشجانهم لمستقبل سعيد، صفر اليدين من مأثرة مشبعة. فقد استنكرت مرة على الحزب نعي المرحوم الخاتم بأنه، رغم الخلاف، لم يش بأي منهم للأمن. هل هذه حسنات للمرحوم أم أنه استخوان سلموا من عواقبه؟ وآت إلى القصة الحزينة التي بدا لي أن المرحوم أودعني إياها في أنس ما في 2011. وهي في دلالة كيف يصبح الرفيق السابق نجساً عند الرفيق الطهور في الحزب ما يزال. قال لي إنه ذهب مع أخيه للعزاء في والد التجاني الطيب فرفع التجاني الفاتحة معه ولكن لم يسلم عليه بعد الرفع منها. وهذه خصلة في المرحوم التجاني سار بذكرها الركبان وحدثت لي شخصياً وظننتها، لشذوذها، ملابسة عابرة غير مقصودة. ثم حكي عن مرة أخرى استنجسه فيها التجاني. كان عبد الله قال لصحيفة "الإنتباهة" في حوار أجرته معه إن الحزب الشيوعي أول من نادى بحق تقرير المصير للجنوب. وروى للجريدة أنه كان صاغ لمرشح للجبهة المعادية للاستعمار في 1954 برنامجاً شمل حق تقرير المصير للجنوب. فثارت ثائرة بعض الناخبين بالدائرة قائلين كيف تفصلون ما وصله الله. وواصل عبد الله قائلاً إن الإنتباهة نشرت الحوار ولكنها حذفت هذا النص منه. فأتصل بالطيب مصطفي، رئيس التحرير، لكي يعيد الحوار إلى نصابه بنشر ما اقتطع منه. ولم يفعل الطيب بعد الوعد بذلك. وللاستدراك أخذ عبد الله نصه وحكاية الإنتباهة معه إلى جريدة الميدان لنشره بها. فاستقبله رفاق الباب بالجريدة استقبالاً حسناً استغرب له. ثم دخل على التجاني الطيب رئيس التحرير. فصاح فيه: -إنت الجايك شنو؟ الدخلك هنا منو؟ -ناس البوابة. ناسك. أنا عندي حاجة للنشر. -بس سيبها بسرعة وخلاص أمش. وفعل عبد الله: تركها وأنصرف. ولم تنشر الميدان كلمة عبد الله. قال عبد الله عبيد بسودانيتة الغراء: "والله كنت خوة لله باخد بنت اخته مع بنتي بالعربية من كلية التربية الرياضية بالديوم الشرقية إلى أمدرمان كل خميس وبالعكس يوم الجمعة طوال أربع سنوات". وفقع ضحكته القديمة المعروفة. لم أوفق في معرفة إن كانت "الميدان" الحالية قد نعت عبد الله عبيد بما اتفق لها أم لم تفعل. فأسرتها "قطعت السلك". فأوقفت اشتراكي الإسفيري الكريم بها منذ عاتبتها لسخفها في تذكرها عيد ميلاد أستاذنا عبد الخالق محجوب في سبتمبر المنصرم. ومهما يكن فليس مثل حياة عبد الله عبيد، الذي لا أتفق مع كثير من فقراتها، مما يملك الحزب امتيازاً حصرياً لإهمالها أو الالتواء بها. فهي تاريخ آخر له إن استدبرها فنصف عمره رايح. وقد عاتبت عبد لله يوماً لقوله إن نضاله لنظام عبود كان طيشاً. وما حمله على ذلك إلا مثل هذه الأيدي الطهور القابضة. فالوحشة مدعاة للسقم. وذكر لي بعرفان دماثة محمد إبراهيم نقد، المختفي عن أنظار دولة نميري، الذي كان يزوره في داره بالثورة. لم يمنعه من ذلك لا خروج عبد الله على الحزب في 1970 ولا ما ذاع من أنه يخدم في قسم الصحافة بالأمن القومي. اللهم تقبل عبدك عبد الله عبيد وتحنن عليه وعلى من سبقونا من رفاقنا التقدميين بوارف ظلالك. ولاتفتنا بعدهم وثبت قلوبنا على خطتهم الغراء بمننك على المستضعفين,
هذه الكلمات تفسر مضمون انقطاع صلة الرحم اليسارى فى شرزمة سلوكها لمعطيات الخلاف والاختلاف..وتسقط قناعات الوفاء لرفقة العمر والدرب النضالى فى تجرد من كل حقائق تاريخيه او نضاليه او رفاقه جمعت وربطت واطرت .لتسقط الاقنعه وتنكشف الدواخل بما يفيض منها من حقد وحسد وعدم وفاء والتزام وتبقى ظواهر الانتماء مربوطه بالمواقف التى فرضتها الظروف والخصومات تبقى وتزدهر كافراز يكشف عن حقيقة هؤلاء البشر.. الادعاء الاجوف بالصفاء والانتماء والتضحيه ما هى الا اقنعه تتغير حسب ما اتفق.وفى تفشى وحقد وموجده.. وذهب الجيمع انشقاقا وبيعا فى سوق النخاسه فى عهد مايو واوصل عبد الخالق والشفيع وجوزيف قرنق الى عتبات المشانق وتاكد الرفاق من متانة حبال المشنقه وانها ستزهق ارواحهم غلا وتشفيا وتسقط راياتهم الى الابد فى تصفية فريدة من نوعها تقتل الانتماء والوفاء وتاكله بنيران حقدها الابدى..وقد قيل من قيل ان الثوره تاكل بنهيها وتحقق ذلك بان الشيوعيون يرويقيون دماء قادتهم ويقدمون ارواحهم ثمنا لاخلافات حسد تعصف بدواخل انفسهم وتريكاباتهم النفسيه المعقده تاصلا وفعلا وقولا.. وذهبوا وتفرقت ريحهم بين السماء والارض.وسقطت راياتهم..والباقون لا يزالوزن يمارسون دجل الالتزام الاممى فى نفاق مستتر وهم يحملون جرثومة الشقاق فى دواخلهم تربية على الخيانه والانفصام والانقسام..يتسترون باللابتسامات الصفراء ويطحنون بعضهم على مراجل الحقد الاسود..ويتربصون ببعضهم البعض فى قانون الغابه الذى سنوه وامنوا به..اااا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة