قبل أن نمضى قدماً فى سبيل لفت إنتباه قبيلة النعام التى ما تزال تدفن رأسها فى صحراء الربع الخالى وتنحنى بذله وخنوع لا سابق لهما ونقرع على مسامعها جرس تنبيه فى غاية الإحراج لكى تفيق من وهم الإنحاء للعاصفه حتى تمر والخطر الصليبى والتمادى الموغل فى الإنحراف والغلو والشطط قد طال حتى القرأن المنزل وأستعيض عنه بقرأن جديد أسموه ( الفرقان الحق ) قبل هذا وذاك علينا أن نلقى بإقتضاب قبس من نور يضىء للقارئ المسلم والعربى عتمة دهاليز قوى الشر وعصور أوروبا المظلمه التى فرخت حاضر اليوم التعيس الذى نعيشه ونشهده ونحن فى الحقيقه ضحاياه .وعلى طريقة الفيلسوف ( ميشيل فوكو ) الذى زعم إن الماضى لا يصنع الحاضر بل الحاضر هو الذى يهب الماضى جدواه ومعناه دعنا ننغمس الأن بين طيات وأسطر ثلاثه كتب أرى إن لها عظيم الأثر فيما يجرى الأن وما سيحدث فى المستقبل القريب ، ففى الوقت الذى كتب فيه المفكر الأمريكى من أصل يابانى ( فرانسيس فوكوياما ) سفره الضخم الموسوم بـ ( نهاية التاريخ ) كان المفكر الأمريكى الراحل ( صمويل هنتنجتون ) الذى كتب ( صراع الحضارات ) على وشك الفراغ من أحد أخطر المؤلفات التى خاطبت العقل العالمى فى العصر الحديث وهو مؤلفه الذائع الصيت والمسمى بـ ( الموجه الثالثه ) وللدلاله الكبيره التى يمكننا البناء عليها لما يقرأه هؤلاء المفكرون الذين خدموا الإنسانيه وتميزهم فى وضع مؤشرات صحيحه لما يمكن أن يحدث مستقبلاً يمكننا الإشاره هنا الى المفكر الأمريكى الثالث وهو الكاتب ( أندريه أمارليك ) الذى نشرت له إحدى دور النشر اللبنانيه سنة 1970م مؤلفه الخطير الذى حمل عنوان ( هل يبقى الإتحاد السوفيتى حتى العام 84 ) !! بعدها وفى أقل من عقدين من الزمان فُكك الإتحاد السوفيتى ومزقته الولايات المتحده الأمريكيه شر ممزق محيلةً إياه الى ما يشبه الكانتونات وهجرت كل يهوده الى دويلة بنى صهيون ، حدث ذلك وكما رسمه أمارليك بالضبط بفارغ أربعه سنوات عززت رؤيته المتقدمه للأحداث وبينت على نحو واضح إن هناك بالفعل عقول تقرأ المستقبل وتصنع التاريخ . المؤشرات التى يمكننا الإستناد عليها والتى أوقد شموعها كبار المفكرين ومضوا وخلفوها لنا من وراءهم ها نحن الأن نستعرض جزاءً يسيراً منها نقرأه حاضراً واهبين منه الماضى جدواه ومعناه تماماً كما زعم فوكو . ولماذا نمضى بعيداً ... ففى التاريخ القريب وفى الثانى من شهر أغسطس سنة 1990م غزت القوات العراقيه الكويت ، تلك المغامره الجسيمة العواقب والتى وطدت أركان الوجود فى الشرق الأوسط ومكنتها من إحتلال الجزيره العربيه وقرصنة كل إمكانياتها الماديه والبشريه وأخضعت دولها بالكامل وجندت حكوماتها لشن بلا رحمه أو هواده ضد العرب وضد المسلمين والدين الإسلامى نفسه فى مهده وفى بقاع نزوله تلك الضربه القاصمه التى أُستُدرج لها العراق وشتت شمل العرب والمسلمين والدين الإسلامى الحنيف جسدتها ( هوليوود ) عاصمة السينما العالميه فى العام 1984 م فى فيلم سينمائى للمخرج الأمريكى اليهودى ( ويلارك هويك ) ومن بطولة النجم ( أيدى ميرفى ) وحمل الفيلم الذى مُنع من التوزيع فى دول الخليج إسم ( الدفاع الأفضل ) !! ( Best Defense ) هذا الفيلم المستوحى من رواية ( طرق سهله وطرق صعبه للخروج ) للكاتب الأمريكى ( روبرت غروسباتش ) كتبها سنة 1975 م ، فيلم الدفاع الأفضل هذا تحدث بالضبط عن غزو العراق لدولة الكويت وإستعانة الحكومه الكويتيه بالقوات الأمريكيه لتحرير أراضيها من الإحتلال العراقى ... سنة 1984 قبل الغزو الكارثى بسته سنوات ! وحقيقةً ونحن نمضى فى تسطير هذه السلسله من المقالات المستوحاه بدورها من الأحداث العاصفه التى أطبقت على المنطقه العربيه اليوم وهى ساعيه فى محوها من على خارطة الأرضيه الأرضيه وإفناء شعوبها بالكامل لإقامة ركائز شرق أوسط جديد ومسلمين جُدد وإرساء دين إسلامى جديد جاهز الأن بمصحف كامل يتألف من ( 77 سوره ) وُزع منذ عشر سنوات فى بعض الدول العربيه والخليجيه منها دولة الكويت ، نحن إذ نقول ذلك ونوالى إزعاج قراء موقعنا الأفاضل موقع ( Sudaneseonline.com ) بهذا السرد المتواصل لا نلقى لا باللوم ولا بالنائحه على الغرب الإمبريالى الصهيوأمريكى الصليبى المتطرف على الإطلاق ، ففى الوقت الذى نشجب نحن فيه تعاملهم معنا على هذا النحو السيئ يرون هم ومن خلال رؤيتهم للعالم إن هذا حق مشروع لهم طالما ملكوا أدوات تطويعه ووجدوا حكومات مدمنه على الإنطباح وتجفل من صفير الصافر بل تقدم لهم السيوف لقطع رقاب شعوبها المقهوره وعلى أتم الإستعداد لبيع دينها وعقيدتها مقابل منحها حق العيش بذلةٍ ومهانه فى هذه الحياة الدنيا مسفهين كل من تسول له نفسه وعظهم وأرشادهم وتذكيرهم بأنهم قومُ مسلمون ! وإذا ما جاز لنا أن نسمى الولايات المتحده الأمريكيه وكل دول الغرب المسيحى الكافره بالأعور الدجال فإن أقل وصف يمكن أن نطلقه على هذه الحكومات والدول المنبطحه التى تقعى كالكلب بين قدمى من يسكن البيت الأبيض يحق لنا ههنا أن نصفهم بأحفاد الكافر الأشر المنافق ( عبدالله بن أبى سلول ) هؤلاء من الحشف وسوء الكيل بل من الظلم أن نشبههم بأحفاد وسلالة ( عبد العُزى بن عبد المطلب ) الملقب بأبى لهب ، وذلك لسبب بسيط للغايه إن هؤلاء المنبطحين لا يملكون مثقال ذره من شجاعة أبوجهل الذى عارض الله والرسول جهرةً ومات وهو لم ينحنى لخالق أو مخلوق . وبعد قليل وبحول الله وقوته سنعرض الى الكتاب الثالث ذلك الذى وضعناه فى مقدمة مقالنا هذا إسوةً بكتاب صمويل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما .... كتابانا الثالث الذى يمهد لنا ويقودنا عبر اسطره مبشراً بميلاد العالميه الثانيه هو وبكل الفخر والإعزاز للمفكر السودانى الضخم الباحث والمحلل الإستراتيجى الراحل السودانى ( محمد أبو القاسم حاج حمد ) فإلى هناك ، حيث جدلية الغيب والطبيعه وحركة الله فى الطبيعه والتاريخ ... ودمتم . أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة