تحولت قصة التنقيب عن الذهب في بعض اجزاء البلاد الي لعنة بدلا عن ان تكون نعمة علي الناس والوطن بسبب العشوائية والفوضي وتعدد الاجندات والمافيات السياسية الرسمية والعشائرية والقبلية والمتحالفين معها الي جانب الناقمين عليها والمعارضين للطريقة التي تدار بها الامور وبعض المراقبين من صحافة واعلاميين غير حكوميين . اجمع كل المراقبين داخل وخارج السودان علي انعدام الحد الادني من اجراءات السلامة في مناطق التنقيب عن الذهب بما تحمله من مخاطر حقيقية علي الانسان والبيئة في بلد مثل السودان تكاد تنعدم فيه فرص العلاج المجاني والمناسب للمصابين بالملاريا والزكام ناهيك عن الاصابة بالامراض المهددة للحياة الناتجة بسبب العشوائية في التنقيب عن الذهب ومشتقاته.. من المناطق التي احتلت صدارة الاخبار ذات الصلة بهذه العملية ظهرت منطقة "سودري بشمال كردفان" التي كانت سلطاتها المحلية قد اعلنت في الشهور الماضية عن اكتشافات جديدة في ثلاثة حقول للذهب في المنطقة.. توجد بحوث واجتهادات علمية مختلفة حول عملية التنقيب عن الذهب وكيفية الحد من مخاطرها وتوجد معارضات اخري يقودها مواطنون وبعض جماعات البيئة تحذر من اقامة بعض المصانع التي تعني ببقايا الذهب الي جانب ذلك ظهرت احتجاجات من نوع اخر تتحدث عن استيلاء شركات خاصة مملوكة لبعض دوائر المال والنفوذ السياسي علي عائدات العاملين في التنقيب عن الذهب ومنحهم اجور لاتساوي واحد بالمائة من مجهودهم.. بطريقة تحولهم الي " رقيق" معاصر وليس عاملين لهم حقوق واستحقاقات معلومة ومعروفة ومصانة قانونيا.. السلطات السودانية التي تدير العملية من الباطن تكتفي بتكسب المواطنين من بيع الماء والغذاء والمشروبات في مناطق التعدين ولكنها ومع كل تلك العائدات الضخمة من التنقيب المحفوف بالمخاطر لم تقوم بتطوير تلك المناطق او تقيم فيها بنية اساسية للخدمات والعلاج وخدمات اخري مستحقة للمواطن.. الثروات المطمورة في باطن الارض يفترض انها ملك للدولة والامة ولايجوز فتح الباب امام المضاربات و الانشطة العشوائية الخاصة للاستيلاء والسيطرة عليها وكما هو معروف في الكثير من بلاد العالم يتم تنظيم عمل الشركات الخاصة وفق ضوابط قانونية تراعي سلامة البئية والاقتصاد الوطني للبلاد. ومع ذلك تبقي الاولوية لسلامة المواطن والاجواء المحيطة به من سموم الاشعاعات المميتة والخطيرة وعلي ذكر ذلك ماهي حقيقة ما يجري في منطقة سودري في شمال كردفان كما وردنا من معلومات علي لسان ناشط وصديق من ابناء المنطقة وانسان محل ثقة عن مشروع المصنع المزمع اقامته لبقايا التعدين عن الذهب او ما يصطلح علي تسميته بمصنع "الكرتة" ومخاطره المحتملة. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة