|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من منا يتفق على كل الحقائق التاريخية و الشخصيات التاريخية التي تمثل تلك الفترةأي فترة المهدية؟ هل نتفق جميعا على الزبير بااشا او الخليفة عبدالله أو المك نمر أو النجومي أو ؟ هل نتفق جميعا على حسن الأداء لفترة الخليفة عبدالله؟ هل نتفق جميعا بأن فترة المهدية كانت من أزهى العهود الوطنية؟ إذن...,.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
إذن لا بد من وجود وسائل أخرى و معينات تردم الفجوة .أي فجوة اختلافاتنا و فجوة غياب الحقيقة النهائية و الحقائق الحاسمة.هذا الدور قد يقوم بعض المؤرخون بابتداع اساليب توليفية تشمل فلسفة التاريخ مثلا أو اللجوء لافتراضات تأويلية شخصية تتسم بالواقعية و الدقة و بعد النظر. و لكن يظل المؤرخون مغلولولي الأيدي و التحليل بحكم مناهج علم التاريخ. و لكن ماذا لو ساهم آخرون هم مطلقوا السراح و الخيال و يمتلكون ادوات تحليل مغايرة؟ مثل من؟ مثل الأدباء ؟ غريبة؟ ليس غريبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كان لبول ريكو اختراق تاريخي في التعامل مع الأحداث التاريخية داعيا لإضافة السرد و التأويل و اللغة في استكناه الأحداث التاريخية. و حسب ريكور و غيره و حسب ما ابتدعه البعض و خطه في كتابة الأحداث التاريخية من منظور أدبي روائي أو شعري أو غيره فأمكن بالتالي القفز فوق الحواجز و التابوهات المنهجية و العلمية و الإجتماعية و الثقافية لتقديم رؤى جديدة تمزج بين التأويل و التفسير للأحداث التاريخية. خير مثال على ما نقول ما قام به جورجي زيداني من كتابة بعض القصص و الوقائع التاريخية حسب وجهة نظره.و حقيقة لا أدري من سبقه في هذا المجال سواء في العالم العربي أو الإسلامي. كذلك كان هنام محمد المنسي قنديل الذي كان يكتب القصص التاريخي بأسلوب أدبي معيدا صياغتها بأسلوب ممتع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
إن الروايات على سبيل المثال التي توثق للأحداث التاريخية مهمة ليست من الناحية الأدبية فقط بل و حتى من الناحية التاريخية حيث أن التاريخ هو ذاكرة الأمة و هو الدليل على وجودها و هو مرجعية هويتها لذلك لابد من أن يتم تناوله من عدة زوايا و أن لا تكون المرجعية التاريخية الجامدة هي المرجعية الوحيدة و أن ىلا يكون تأويل الأحداث التاريخية وقفا على المؤرخ فقط. رغم أهميته و أهميتة دوره التوثيقي .نعم المؤرخ مهم في تقديم الإفادات الصحيحة الموثقة و المسجلة.و لكن الأحداث التاريخية لها أكثر من تفسير وى لها أكثر من فهم و تأويل فذلك قد يقوم بها المؤرخ و لكن بشكل فيه كثير من التزام و تحفظ و أخلاقيات المؤرخ. و هنا تكمن أهمية تناول التالريخ من جانب أطراف أخرى و لاعبين آخرين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
إن رواية توترات القبطي التي كتبها امير تاج السر تحكي من خلال قصة حب و هي بالمناسبة رواية سابقة لرواية (شوق الدراويش) و قصة ضياع و تشتت أسر و عوائل خلال سقوط مدينة (المقصود بها سقوط الأبيض) تقريبا فتحكي الرواية المستلهم احداثها من التاريخ قصة اعتقالات و سجن و تدمير أسرة قبطية ضمن التدمير الذي حدث للمدينة. فالراوي هنا اخذ خيط من الأحداث صور من خلال أحداث الحصار و فتح المدينة. و صور بادواته التي تضارع في التصوير ادوات كبار الروائيين العالميين الزخم الذي سبق السقوط و إرهاصات المهدية و تصوير بعض من عمليات الهرولة النفعي لبعض رموز النظام السابق التي صارت بين ليلة و ضحاها قادة و مسئولين ضمن النظام المهدوي الجديد خالعين عباءتهم السابقة. المهم الرواية نموذج ادبي بارع لرواية إنسانيىة تحكي قصة حب في خضم المعارك و هي أيضا عبارة عن توثيق أدبي بديع و موفق لأحداث تاريخية استل من بينها نموذج انساني لفئة أو مجموعة أو أقلية مسها الضر أكثر من غيرها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
خلاصة وجهة نظري و في اعتقادي الرواية تستحق أكثر مما وجدته من اهتمام و نقد خاصة من النقاد و الأدباء السودانيين لأن الأمر يهمهم أكثر من غيرهم ليس بسبب انتمائه القطري و الجغرافي و لكن لأننا نحن الأقرب لأن نحس بما تناوله . و الرواية هي نموذج يكشف بعض الجوانب التاريخية من زاوية خاصة (إنسانية لربما) و التي يمكن أن تكون قد أغفلتها السجلات و الوثائق التاريخية الجامدة التي تهتم بتوثيق الأحداث الكبرى و تسقط من منخالها السردي الجامد الأحداث الصغرى و التي هي ليست صغرى أو تافهة بالمقاييس الإجتماعية و الثقافية و الدينية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فترة المهدية: لماذا لم تجد رواية توترات ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ما جعلني أعيد فتح بوست عن موضوع الرواية و علاقتها بالأحداث التاريخية ما كنت أطلع عليه مؤخرا عن دور الرواية في كشف الأحداث التاريخية أو تفاصيل بعضها. و كنت قد انفعلت من قبل بهذه الرواية و كتبت عنها انطباع عام يجمع بين انطباع القاريء المتذوق و الملم ببعض التفاصيل التاريخية و المنفعل بجودة الرواية و تجويد الكاتب لعرض النماذج البشرية و الشخوص الروائية. و لست بناقد و لكني قاريء. و لكن مؤخرا وجدت نفسي أعود لاحاول أن أكتب عن الرواية بعد أن تكشفت لي بعض الأبعاد عن العلاقة بين الرواية و التاريخ فجعلني ذلك أحس أن هذه الرواية مظلومة جدا و لم تجد الإضاءة التي تستحق خاصة على المستوى العربي الذي لم يكن على اطلاع بتفاصيل الأحداث التاريخية ليعرف مدى ما سكبه الكاتب من إبداع في هذه الرواية و مدى الجهد الذي قام به من هلال إطلاعه على التفاصيل التاريخية. لذلك وجدت نفسي سأقوم من جديد بالكتابة عن هذه الرواية .و ما كتابتي هنا إلا للفت الانتباه لهذا العمل الروائي البديع.
| |
|
|
|
|
|
|
|