|
|
 الجانجويد عار فى جبين دارفور
|
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى فى سورة النساء ( ألم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)
ويقول الشعر السودانى :
من سجن الى بيت اشباح
وعطالة ودم مباح
ومذلة تودى الغربة
والغربة جراح جراح
والحل فى بلدك ذاتها تتحدى سلاح بسلاح
تهدم خفاش العتمة ويعم سودانا صباح
اننا نعيش عصر الانكسار والابتذال والاذلال وعصر افتراس الانسان لاخيه الانسان . و ان المشاهد لما يجرى لانسان دارفور من هلاك للروح والجسد وكل الممتلكات ، كما حدث للطينة وكانها بغداد تدمرها الآله العسكرية الامريكية الباطشة . ويا للحسرة هى قواتنا المسلحة التى تفعل ذلك ، احقا هى قوات الشعب المسلحة ؟ ولا ادرى لماذا سميت بهذا الاسم ؟
وان المشاهد لمناظر اللاجئين يوقن باننا فى عصر الانحطاط الاخلاقى والتسلط الطاغوتى والتوجه العنصرى وعصر القلة الحاكمة التى تعيش فى دائرتها العنصرية والجهوية الضيقة والتى تفرز منها السم الزعاف الذى يقتل بلا رحمة ولاشفقة اهلنا فى دارفور الحبيبة ، والتى تدثرت بثوب الاسلام النقى لتلوثه بقتل الابرياء والشرفاء وزرع ثقافة القتل فى ربوع هذا الوطن .
فيعلم اهلنا فى دارفور ان حكومة الخرطوم تضعهم فى قارب واحد ولاتفرق بين الرزيقى والزغاوى والتعيشى والفوراوى والهلباوى والمسلاتى وعلينا ان ندرك ان النجاة الفردية هى نجاة القارب (دارفور ) والا غرق الكل لان الجميع مستهدفون . وهى ايضا عندما تقول هذا غرباوى فهى لا تميز بين د. مادبو و د. حرير او بين السيد بكرى عديل و د. خليل ابراهيم او بين الوزير كاشا الذى طلب من الجيش ان يسحق الثورة و السيد دريج .
اذا لماذا نسمح للنظام بان يستخدم بعضا منا (مليشيات الجانجويد ) لارتكارب ابشع الجرائم ليمزق بها جسد دارفور ونسيجها الاجتماعى ؟ ولماذا كل هذا الصمت الرهيب من القبائل العربية فى دار فور ؟ وهل هى راضية بما تفعله ( مليشيات الجانجويد) وهى تمارس التطهير العرقى ضد القرى الآمنه والابرياء والشرفاء الذين يدافعون عن شرف وكرامة الانسان فى دارفور والسودان ؟ واذا لم تكن راضية اين صرختها واستنكارها لهذه الافعال الاجرامية لشارونات السودان الحديث ؟
ان الثورة فى دارفور ليست لها أب او أم اللهم الا الذين يسكبون الدماء الطاهرة الزكية من اجل سودان موحد ومعافى وانسان كريم لايذل الا لخالقه . وعندما بدأت حركة العدل والمساواة السودانية الثورة لم تقل ولن تقل بان الثورة ملكا لها او لقادتها. بل هى ( دائرة مردوم اونقارة ) ونحن كأول مجموعة بدأت ( صفقة المردوم او النقارة ) ولم ندعى باننا الافضل فى هذه الدائرة وقطعا سياتى من هو الافضل ليواصل الكفاح والمشوار حتى ينتصر الحق ويسود العدل والمساواة والحرية لكل ربوع السودان .
والم يشعر انسان الهامش بغض النظر عن جنسه او دينه او لونه بالاغتراب الاجتماعى والسياسى والاقتصادى فى داخل وطنه مما دفعه الى اللجوء الى الاحتجاجات والمظاهرات وعندما لم تجدى الاساليب الحضارية نفعا مع القلة الحاكمة فى الخرطوم خرج السلاح للعلن ، والسلاح دائما حيلة المضطر ، فان اهل الهامش ليسوا من هواة الحرب او التقتيل ، ولكنهم دفعوا فواتير عدة : دفنت فذات اكبادهم فى الجنوب ، وسرقت ثرواتهم وخيراتهم ليعيشون ضنك العيش وفاقة الحال وبؤس المآل لينعم بها غيرهم ، وسرقت احلامهم وافراحهم وبيع لهم الذل والهوان ، وفقدوا العزة والكرامة فى ارضهم ووطنهم فاصبح الوطن مفقود مفقود .
اذا لماذا تقف بعض القبائل موقف المتفرج من الثورة ؟ ولماذا دائما يكون عرب الهامش عيدانا لمحرقة انظمة الخرطوم كما حدث فى الجنوب والان يريدونها فى دارفور؟ وان الارتزاق ليست له قبيلة اوجنس او دين او لون وان ما يجرى على ارض دارفور من الجانجويد هو ارتزاق لصالح نظام الخرطوم ، وممارسة الابادة الجماعية كما ارادها القائد العام للقوات المسلحة حسن بشير نصر فى عهد الرئيس الاسبق عبود (حينما قال يمكنه تسليم الرئيس عبود ارض الجنوب ارضا بدون مواطنيين ) والان تنفذ القلة الحاكمة هذه الخطة بواسطة المليشيات وسوف تقضى عليهم حال انقضاء مهمتهم .
وعلينا وان نصحو من ثبات الغفلة وان نحارب هذا الارتزاق وان نزيل من صبحنا ووجوهنا غباشة المكر والضلال التى تزرعها القلة الحاكمة حتى لا نبصر الحقائق ونكتشف ضعفنا وجهلنا والمكائد التى تحاك ضدنا . وان نحارب الظلم والتكبر فى الارض مهما كان يلبس من قناع او صبغة .
ونذكر ان التاريخ لايرحم بعض قادة المنطقة الذين تشكلت نفوسهم المريضة بالارتشاء وخساسة الطبع وسال لعابهم لاموال البترول والوظائف الشكلية التى سخرها النظام لهم لينفذوا له الاعمال الخسيسة والرزيلة ، ولتفتيت وهتك النسيج الاجتماعى فى دارفور .
فكانوا البندقية التى تقتل الاطفال والنساء والشيوخ والزرع والضرع ، وكانوا الساديين المرتشين المرابين بانفسهم ، والذين يبيعون دينهم بدنياهم ويبيعون انفسهم فى سوق النخاسة . وهل هنالك نخاسة اسواء من ذلك ؟ وهل تقبل النفس البشرية ان تكدح وتجتهد لتاكل من دماء وارواح الاطفال والنساء والشيوخ ؟ اى زمن هذا الذى نعيشه ؟ واى ظلامية التى تجتاح هذه النفوس المفتونة بجرائمها ضد الانسانية والدين والاعراف السودانية ؟
وليعلم الجميع كما قال الكاتب الامريكى ( توماس فريدمان ) ( لاخيار ثالثا اما تاهيل المستقبل ليقبر الماضى واما نجاح الاشرار فى عكس تلك المعادلة ) ونذكر بان جذوة الثورة عارمة ومتقدة ولا تنطفى بطائرات النظام ولا مليشياته ولا تنتظر المتفرجين . وماضية بثبات نحو تحقيق اهدافها العادلة والسامية .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست