الثورة والإصلاح... بقلم عبدالحق الريكي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 01:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2016, 09:38 PM

عبدالحق الريكي
<aعبدالحق الريكي
تاريخ التسجيل: 02-08-2016
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة والإصلاح... بقلم عبدالحق الريكي

    09:38 PM Feb, 08 2016

    سودانيز اون لاين
    عبدالحق الريكي-الرباط
    مكتبتى
    رابط مختصر


    أسمع بعضكم يتساءل إن كنت حقا سأتحدث عن الثورة؟ نعم، لكون هذا الخيار موجود في كل مكان وزمان... والكثيرون يشتغلون ليل نهار لتفادي وقوعها فيما آخرون يحلمون بقدومها... ولا أحد يستطيع التنبؤ بوقت حدوثها كالزلزال... هكذا، لم يتوقع أحدٌ ثورة الياسمين بتونس، ولا ثورة الشباب في مصر، ولا رحيل رؤساء...

    في المغرب، حيث كانت الأمور "عادية" سنة 2010، إذ بآلاف الشباب يتظاهرون فجأة يوم 20 فبراير 2011 بكل المدن للمطالبة بالحرية والعدالة والكرامة... الربيع العربي، بدأ بتونس وانتشر كالنار في الهشيم في باقي دول المنطقة. كان مفاجئا لأمريكا وأوروبا وقادة الدول المعنية... ولم أسمع عن تقرير مخابراتي أو أكاديمي تنبأ بما وقع... هذا هو التاريخ وتلك حركة المجتمع... أتحدث عن أحداث وقعت، وليس عن مسبباتها ولا عن نتائجها، حيث تحول هذا الربيع لدى البعض خريفا، وبالنسبة للبعض الآخر كان الحدث فرصة سانحة للتيار الإسلامي المنظم للوصول إلى السلطة، وما زال الكثيرون يحلمون بموجات جديدة من ثورات الشعوب... والبعض الآخر يمني النفس أن يكون قد رحل إلى الأبد...

    ننسى في المغرب أن الثورة لها جذور في التاريخ... لنأخذ على سبيل المثال، القرن العشرين، الذي بدأ سنة 1921 بثورة الريف، بزعامة محمد بن عبدالكريم الخطابي، ضد المستعمر الإسباني؛ وشَهِدَ سنة 1953، ثورة الملك والشعب، تلك الانتفاضة الشعبية، للقوى الحية للشعب المغربي بتلاحم مع الملك الراحل محمد الخامس، للمطالبة بالحرية والاستقلال...

    والأكيد أن الثورة حين تقع لا يعرف أحدٌ بدايتها ولا نهايتها، أما تكلفتها البشرية والمادية فغالبا ما تكون مرتفعة للمجتمع والدولة... ولتفادي العنف المصاحب للثورات اهتدت مجتمعات وأحزاب عديدة لضرورة إيلاء أهمية قصوى للديمقراطية التمثيلية كمنظومة سياسية تمكن كل الفئات الاجتماعية والفرقاء السياسيين من خوض معارك انتخابية عوض حروب مسلحة، ومنح قيمة عالية لورقة الانتخاب عوض الحجارة والمتراس والسلاح الناري... وتمكين الفائزين من تطبيق برامج إصلاحية لفائدة الوطن والمواطنين...

    نعرف أن هناك العديد من التعريفات لكل من الإصلاح والثورة... لنأخذ أحدها من القاموس الأمريكي، "وبستر"، حيث يُعَّرف "الإصلاح" كمصطلح سياسي بكونه "تحسين النظام السياسي من أجل إزالة الفساد والاستبداد"، على خلاف الثورة التي عَرَّفها بكونها "تغيير جذري وواسع في الأحوال والمنهج والمواقف"... أما أهم الثورات فيذكر التاريخ الثورة الفرنسية التي دامت عشر سنوات (1789-1799)؛ والثورة الكوبية (1959)؛ والثورة الإيرانية (1979)؛ وقريبا منا الثورة التونسية (2011)...

    أما الثورة التي تركت آثارا كبرى في العالم فهي الثورة البلشفية بقيادة "لينين" في روسيا، أكتوبر 1917... منذ ذلك الحين تبنت الولايات المتحدة الأمريكية سياسات ترمي إلى الحد من ثورات الشعوب وتغليب الديمقراطية والإصلاح على الثورة... وخير مثال لهذا المنحى هو "روبيرت ماكنمارا" الذي كرس حياته لمواجهة الثورة وأسبابها حين تولى مسؤولية وزارة الدفاع الأمريكية (1961-1968) وهندس للحرب على الثوار في فيتنام، كما ترأس مؤسسة البنك الدولي لثلاثة عشر سنة (1968-1981) حيث عمل على وضع خطط تنموية والرفع من الإعانات والمساعدات لدول العالم الثالث لمواجهة الانفجار الديمغرافي وتحسين ظروف العيش... ومن ثم تفادي الثورة وتحالف الشعوب مع المعسكر الشرقي....

    الإصلاح يوجد اليوم في مأزق مع توالي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وفساد السياسيين واستبداد بعضهم وابتعادهم عن المواطنين... أحسن مثال على ذلك هو ما تعيشه اليوم، الجارة الشمالية إسبانيا، من أزمة ثقة بين السياسيين والمواطنين، وفساد استشرى في معظم الأحزاب بما فيها الحزبين التاريخيين، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والحزب الشعبي اليميني... هذا الوضع كان من نتائجه احتجاجات عارمة للشباب الإسباني تكللت بظهور حركة 15 مايو 2011، التي انبثق عنها حزب راديكالي هو "بوديموس" الذي قرر بعد نقاش واسع العمل من داخل المؤسسات لتغيير وإصلاح ما يمكن إصلاحه عوض الدعوة للثورة...

    المثال الإسباني يؤكد وجود مساحات شاسعة للعمل من داخل المؤسسات المنتخبة (من بلديات، جهات وبرلمان مركزي) لإصلاح أوضاع الإسبان والتجاوب مع مطالبهم وطموحاتهم... الثورة ليست في جدول أعمال المجتمع الإسباني... الإصلاح أولا وأخيرا شعار يرفعه الجميع ويؤكد عليه "فيليبي كونزاليس"، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق والقائد الاشتراكي التاريخي، في حواراته مطالبا بفتح المجال للتشكيلات السياسية الجديدة للتدبير الحكومي وتطبيق بعض من برامجها الإصلاحية...

    لنعد لبلد المغرب، ثورة الشباب خفت لهيبها مع خطاب الملك محمد السادس يوم تاسع فبراير 2011 حول تعديل الدستور وإصلاحات سياسية واعدة... هذا الخطاب الذي صنفه قائد سياسي في حينه أنه يشكل "ثورة هادئة" في سماء المغرب... منذ ذلك الحين، والمجتمع المغربي يبتعد عن الحراك الاجتماعي ويقرر مواصلة منح الفرصة لـ"الإصلاح" مما أدى إلى التداول الشعبي لمصطلحات عديدة حول الموضوع، من ضمنها والأكثر شهرة: "الإصلاح في ظل الاستقرار"... بالمقابل نجد فراغا في صف المعارضة حيث مصطلح "الإصلاح" شبه غائب لكون المتداول هو "محاربة الإسلاميين" والتصدي لمحاولات "أسلمة الدولة والمجتمع" وفي بعض الأحيان يتم التركيز على "غياب الحوار والتشاور"... لكن، لا وجود لبرنامج إصلاحٍ بديل، واضح، ومرقم ومزمن...

    والسؤال الذي يفرض نفسه في مغرب 2016... هل "الإصلاح" قائم وظاهر للعيان ويفي بوعده أم تبخر وتأخر إلى آجل غير مسمى؟... هناك من يعتبر الحكومة الحالية مشروع إصلاح سياسي ومجتمعي، كما يتحدث البعض الآخر عن شجاعة الحكومة في إقدامها على إصلاح صندوق المقاصة وإصلاح أنظمة التقاعد كضرورة لتحسين موازنة الدولة وتمكينها من المداخيل المالية الكفيلة بالنهوض بالاقتصاد وتلبية الحاجيات الاجتماعية للساكنة... هناك رأي آخر، ينكر على هذه الحكومة أي توجه إصلاحي بل يعتبر ما تقوم به هو توجه ليبرالي محض عنوانه البارز: تفقير الفقراء وإغناء الأغنياء....

    المهم أن هناك إجماعا على ضرورة "الإصلاح" في المغرب... خاصة أن أغلب القادة السياسيين جربوا في زمن مضى وصفة "الثورة" وصعوبة تحقيقها مما أدى بهم إلى مراجعات جعلتهم يختارون طريق المشاركة والإصلاح من داخل المؤسسات... على سبيل المثال، نجد ضمن أحزاب الأغلبية الحكومية زعماء: أحدهم كان قائدا إسلاميا آمن بالخلافة والحاكمية، والثاني طالبا تقدميا آمن بالتغيير الجدري والثالث شيوعيا مرتبطا بالمعسكر الشرقي... أما في صف المعارضة فأحدهم كان ماركسيا ينهم ليل نهار من تراث عبدالكريم الخطابي والآخر نقابيا شارك بقوة في انتفاضة فاس 1990، والأخير اشتراكيا كان شعاره "اتحادي، اتحادي، اتحادي، حزب ثورة على الأعادي"...

    الإصلاح ضرورة حتمية وتاريخية تفرضها الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومطلب ملح للشباب والشعب... لكن يبدو أننا لم نتمكن بعد من أن نجعل من "الإصلاح" هما وطنيا ومجتمعيا، وحديث العام والخاص من خلال برامج وشعارات واضحة تعطي مدلولا ومعنى للإصلاح المأمول... أتمنى أن تكون الانتخابات المقبلة فرصة للصراع حول برامج حزبية تحدد بوضوح مضامين الإصلاح المراد على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي... لأنه من الواضح، إذا ما فشل "الإصلاح" فسيتقوى آنذاك طموح الشباب إلى الثورة والرجوع إلى نقطة الصفر....

    عبدالحق الريكي

    الرباط، فاتح فبراير 2016



    أحدث المقالات
  • السودان والجدل العقيم بقلم نورالدين مدني
  • حكاية سور مقابر فاروق بالخرطوم بقلم عصمت عبد الجبار التربى
  • نقد وتفنيد زعم زعيم الجمهوريين امتزاجه بالإله! (1) بقلم محمد وقيع الله
  • شهادتي للتاريخ (15):عيون (بوابات) سد النهضة لم تَغَمُّض ، بل لازالت مُشرَّعة علي مصراعيها للتفاووض
  • آلـيـونـــا قصة قصيرة أحمد الخميسي
  • المنتدى الإرترى للحوار الوطنى (مدرخ ) الفكرة والتصور بقلم محمد رمضان
  • كيف ننصر الله سبحانه وتعالى بقلم عمرالشريف
  • غياب إنتاج أسس الوحدة لا ينتج إلا المزيد من التشرذم... بقلم محمد الحنفي
  • ماذا قال وزير العدل السعودي بشأن اعتقال وليد الحسين ؟؟بقلم خضرعطا المنان
  • سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (5-5) بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • السودان بين فكى معارضة حالمة ونظام يخشى محاذير الإنتقال السياسى بقلم ادروب سيدنا اونور
  • دولتا السودان : طارت السكرة وجاءت الفكرة ! بقلم د. على حمد إبراهيم
  • انتقادات بروفيسور أليكسي لحملة كفاية الامريكية بقلم عمـــر قسم السيد
  • مطبخ الرئيس...!!! بقلم سميح خلف
  • المصالحة الفلسطينية وجذر الصراع بقلم د. فايز أبو شمالة
  • ( 20 %) بقلم الطاهر ساتي
  • حتى لا يلتهموا الدستور..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • تحسسوا رؤوسكم !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ومن لا يفهم يموت بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • في دولة المشروع الحضاري: إمام المسجد فرّاش!!! بقلم الطيب مصطفى
  • رفع وإبقاء العقوبات : أزمة السيادة الوطنية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (89) العدو يختار الضحايا وينتقي الشهداء بقلم د. مصطفى يوسف اللدا
  • مفهوم الزواج في القرآن بقلم عادل عبد العاطي
  • الأهم إعمار العلاقات الداخلية بقلم نورالدين مدني























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de