بسم الله الرحمن الرحيم روى الإمام البيهقي رحمه الله عن أم المؤمنين عَائِشَةَ بنت الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها أنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ) مما لا شك فيه إن أى إنتصار وفى أى مجال من المجالات المشروعة يعتبر فخراً ومفخرة للوطن وللشعب، وللشعب كذلك فقد غاب وطننا الحبيب عن الانتصارات الإقليمية والعالمية ردحاً من الزمان وفى كافة المجالات،كما لا ننسى بالداخل أيضاَ فقد تلاشت كثير من القيم الإنسانية النبيلة ،ماعدا حالات متفرقة نونادرة في هذا الزمن الصعب نجدها في بعض المهن أو الأعمال الخاصة وليس
العامة التى بيد الحكومة ،فبالأمس القريب أدخل أبناؤنا الصغارالفرحة فى قلوبنا ،وجعلوننا نتفاءل بأن السودان يمكن أن ينهض
من كبوته ويستيقظ من ثباته العميق ،إذا كان هنالك عزم وحزم ووطنية صادقة ،فقد حقق فريق مدرسة «محمد عبدالله» السوداني لقب بطولة «كأس ج» التي أقيمت في قطر الثلاثاء الماضي، بعد فوزه بركلات الترجيح على فريق مدرسة «يونيفرسال» من جزر القمر بعد نهائي مشوّق انتهى بالتعادل هدفين لكل فريق. وأثار فوز الفريق السوداني موجة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ابتهاجاً باللقب الذي حققه الصغار، خصوصاً أن الأندية السودانية فشلت في تحقيق أي انتصار في الخارج منذ زمن.
وعلى ملعب «عبدالله بن خليفة» في الدوحة، ذرف صغار السودان الدموع فرحاً بعدما أحرزوا هدفين في نهاية المباراة التي تقدم فيها فريق جزر القمر، ليحولوا مجريات اللقاء من هزيمة بهدفين من دون مقابل إلى تعادل، وتمكنوا من حسم النتيجة لمصلحتهم في الركلات الترجيحية، وقدموا لبلادهم لقباً في بطولة شاركت فيها فرق من 15 دولة عربيةا،هولاء الفتية الصغار يعلموننا كيفية البذل والعطاء لوطننا نحمل إسمه وملامحمه أينم ذهبنا وحللنا أى في حلنا وترحالنا أفمثل هذا الوطن ألا يستحق منا أن نبذل كل ما أوتينا من معرفة وخبرات (حتى ولو تقاعست الجهات الرسمية كما حدث لهولاء الفتية الأشاوس)حتى يكون إسمه ظاهراً ومسموعاً من بين الأمم؟هذا المثال الأول والمثال الثانى عن الطبيب الإنسان البروف أبشر حسين فقد سمعت عنه الكثير من قبل ،ومن أحد جيرانى إذ كان يتعالج عنده ،فذكر لى جارى بأنه سافر إلى السعودية وقابل طبيب ألمانى وعرض عليه حالته فلما إنتهى من التشخيص وحد مطابقاً تماماً مع التشخيص الذى قام به البروف أبشر في السودان،بل أيضاً نصحه في الإستمرار في نفس العلاجات والأدوية التى كتبها له البروف أبشر،ياسبحان الله كريم أخلاق ودراية وحذق ومعرفةٍ تامة بمهنته،ولنقرأ معاً ما كتبه الأستاذ الصحفلى الكبير /الطاهر ساتى عن هذا الإنسان الفاضل والذى قلما نجده في زمن أصبحت فيه مهنة الطب تأخذ صفة التجارة لا المهنة التى يغلب عليها الطابع الإنسانى البحت،وبعد أن أخذت طابعها التجارى،ورسومها الكبيرة والكثيرة والمتعددة وقبل بها المرضى المغلوب على أمرهم إلا أن المردود بعدهذا العناء والشقاء وفى كثير من الأحيان صفر كبير.،ولنترككم مع ما ذكرها الأستاذ/ساتى عن هذا الأنسان العظيم: .قصدت عيادة البروف أبشر بالفتيحاب، ذات جمعة قبل ثلاثة أسابيع، بدعوة من بعض أصدقائي، لم يكن في خاطري ما شاهدته..فالعيادة - التي تثير إعجابهم - كانت في خاطري محض غرفة يجلس عند مدخلها موظف إستقبال لتنظيم دخول المرضى، ولكنها ليست كذلك..في صالة الإنتظار يجلس أكثر من خمسين مريضا، تجاوزتهم ودخلت إلى صالة أخرى حيث مكتب البروف أبشرحسين، وهي ذات مساحة تسع ضعف عدد الذين ينتظرون في صالة الإنتظار، وأمام هذا المشهد سألت أحد العاملين عن عدد الذين يستفيدون من خدمات هذا اليوم، فأجاب وهو يقلب بعض الدفاتر( يعني ما بين 200 لي 250 مريض)، ولذلك لم تدهشني إجابة البروف حين سألته عن موعد عمل العيادة، حيث قال ( بنبدأ بعد صلاة العصر وبننتهي قبل صلاة الصبح بشوية كدا، )..ذاك الوقت من كل جمعة مجانا، والشكره لله وحده، قالها هكذا ثم إنشغل مع فريق عمله موجها : ( خالتي دي إدوها كراسة ومواعيد مقابلة يوم الجمعة، وراجعوا الروشتة دي و شوفوا عندنا منها شنو)، ولاحقا علمت بأنها الزيارة الأولى لهذه الحالة، حيث كل مريض يستلم - بعد الكشف والفحص - كراسة يكتب فيها البروف مواعيد المقابلة ثم بعض النصائح والإرشادت الطبية والغذائية حسب الحالة المرضية، وكذلك يستلم المريض ماتوفر من الدواء، مجانا، أو يخطر بموعد الإستلام حين يكون متعففا..نعم إطلعت على كراسة أحدهم - دون علم البروف - ووجدت فيها أسطرا توجه فريق العمل بمساعدته بشراء بعض الأدوية وقيمة إيجار تاكسي، فالوقت تجاوز منتصف الليل نسأل الله أن يكثر من أمثال هولاء ،فوطننا الحبيب في حاجة ماسة للقدوة والصلاح والإصلاح. قال أمير الشعراء/أحمد شوقى:-
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة