تحية طيبة معطرة بالعبير للأب العزيز عثمان محمد حسن قلت في بداية المقال أنك ترددت في بادئ الأمر عن مكاتبتي وأنا أسأل لماذا هذا التردد؟ فأنا أجيد أدب الحوار والاستماع للرأي الآخر و أؤمن بأن تبادل الآراء والأفكار مع تباينها واختلافها أمر جيد ومفيد وقد سبق لك أن حاورتني عند كتابتي لمقالي :(نعم وألف نعم للتطبيع مع إسرائيل ولا وألف لا لوهم الوحده العربيه) وقد خاطبتنى بمقالك(ابنتي عبير سويكت أنا بكره إسرائيل) وقد سمحت لنا هذه الفرصة للتحاور وتبادل الأفكار ولم تجد مني صدودا او نفورا في التحاور فلماذا إذن التردد في مكاتبتي هذه المره أبي العزيز عثمان محمد حسن؟ فأنا هي نفس العبير لم يتغير فيني شيء، علي العموم أنا سعدت بمقالتك كالعاده فبين هذا الجمع الغفير من الرافضين لحرية الرأي الآخر وآخرين عمت العنصرية قلوبهم أجد فيك سعة الصدر وطيبة القلب والمرونة في الحوار والاستماع للطرف الآخر. لقد قرأت مقالك مرات عديدة ثم قرأت مقالي أيضاً وهنا أتساءل هل هنالك سوء فهم؟ أم أنني لم أتمكن من إرسال المعلومة كما ينبغي ؟أم أن المستقبل لم يفهم مقالي بشكل جيد؟ أبي العزيز أن مقالي كان واضحاً، الهدف منه مباركة خطوة التعاون الإيطالي السوداني في دحر الإرهاب ، و تنوير الشباب عن خطورة الدواعش والإسلام فوبيا على العالم أجمع وليس فقط العالم الغربي، و دعوة السودان لمزيد من التعاون مع أوربا والعالم الخارجي من أجل إحلال السلام، وأنا لم أكذب عندما قلت أن بعض فصائل المعارضة غير النزيهة تحرض الغرب وتهيجه بالإسلام فوبيا ، وبما أنني تعودت في مقالتي إكمال الصوره بعكس آراء الرأي والرأي الآخر فكان لا بد من ذكر الرأي الآخر الذي كان معارضا لهذه الخطوة ونقلت آرائهم من غير نقص ولا زياده، وتكلمت عن بعض فئات المعارضه غير النزيهة التي لا تبارك أي خطوة جيده يخطوها السودان خوفاً من أن يزيد ذلك من أرصدة النظام ويطول بقائه، وهنا كل الشباب من أبناء جيلي يتسائلون ماهو الهدف الرئيسي؟ هل هو إسقاط النظام من أجل تبديل الكراسي ومسميات الحكم؟ أم أحداث تغيير أقتصادي واجتماعي أولاً ثم تبديل الكراسي ثانياً؟ ونعم أبي عثمان أنا أجلس مع ابناء شعبي واستمع لهم وأقاسمهم الألم لأنى جزء منهم وأحاول بقصر حيلتي وامكانياتي البسيطه أنا أعمل على التغيير ولو بقلمي ولساني، أما فيما يخص التدهور الاقتصادي والصحي والعطاله والتعليم فقد سلطت الضوء ما استطعت بمقالاتى من ضمنها(خارطة الطريق كلام في كلام يا عوض دكام) وحاولت التطرق لمآسى السودان بشتى أنواعها، مروراً بمقالي(رئيس البلد وينو لابان ولا طلا لا جانا يتفقد لا زارنا في الحله)، وكان لي الكثير من المقالات في هذا الشأن، وعندما تطرقت إلى الإعلام كان الهدف من كلامي مساعدة الشعب فى التغيير لأن التغيير لا يكون فقط بإزالة النظام واستبدال الكراسي وإجبار الشعب للخروج وملاقاة الموت ان كان يريد الحياة بمعنى ازيحوا البشير أن كنتم تتألمون وسنأتي لكم بالعيش الرغيد أو موتوا قهراً . علي سبيل المثال المغرب بلد نظامه ملكى تحكمه أسره واحده ونظام غير ديمقراطي ولكن أعجبتني لفتت المغاربة الرائعة وتعاونهم داخلياً وخارجيا عند ما رأوا خطر الإرهاب الذي بات يتربص بمصيرهم على سبيل المثال :أقامت المغرب مهرجان مراكش للضحك إبان الأحداث التي تلت ضرب نيس من قبل الإرهابيين ثم أزمة البوركيني ، وفي هذا المهرجان قاموا بدعوة كبار الشخصيات المؤثره في فرنسا من فنانين وممثلين ورسامين ولاعبي كرة القدم وسياسيين غيرهم من المشاهير ولم تخسر المغرب شيئا كبيراً في هذا المهرجان بل حصدت ما حصدت من أموال طائلة من الفرنسيين لدعم مشاريع خيريه من مدارس ومستشفيات وغيرها،علماً بأن المغاربة ليسوا راضين عن الحكم الحالي ولكن لا يمنعهم هذا عن الإتحاد والتعاون سويا من إجل تحسين وضع وطنهم، ًثم كيف تمكنت اليابان من النهوض بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الهجوم النووي علي هيروشيما وناجازاكي؟كيف نهضت إقتصاديا وكيف تمكنت من التغلب على الكوارث الطبيعية وصارت ثالث أكبر دولة إقتصادية في العالم بعد أمريكا وأوربا؟ يا أبي الحبيب أنت رجل متعلم ومثقف وقد عشت بالخارج اذن تعلم جيداً أن حتى في دول العالم الأول الناس يعانون ولكن الغربيين مكافحون يقاتلون من أجل العيش يحاولون جاهدين إيجاد الحلول لا يعتمدون علي حكوماتهم وعناصرها لانهم هم من صنع التغيير وصنع الحكومات وليست هي من صنعتهم. بعض الإعلام يحاول أن يعيش الناس في حالة رعب وخوف وكأن الحياة إنتهت والقيامه سوف تقوم اليوم؟ يعرف كيف يضع الشعب في حالة نفسية سيئه مخيلا لهم أن بصيص الأمل هو ازاحة الإنقاذ ومن بعدها سوف تنفتح طاقة القدر، سؤال مهم مشاكل التهميش ومشاكل الجنوب ألم تكن سابقه لحكومة الإنقاذ؟ لماذا لم نعمل على حلها أم كنا ننتظر ان تأتي حكومة معينة لنضع كل اللوم علي عاتقها، لقد قالها أحد الغربيين في أزمة الهجره قائلا:أنا لست ضد المهاجرين ولا الهجره ولكن أريد ان تعلم شعوب العالم الثالث أن هروبهم من بلدهم ولجؤهم إلى أوربا ليس الحل الجزري لمشاكلهم إذا أرادوا أن ينهضوا كما نهضت أوربا عليهم ان يمسحوا من رأسهم فكرة أنهم مهمشين وضعفاء وليس لهم حيلة فهم قادرين علي بناء أفريقيا وتنميتها فإذا هربت من بقعة لأخرى فماذا تفعل أن ساء حال البقعه التي لجأت إليها؟ سوف تهرب إلى أخرى أم تحاول تحسين بقعتك وتنميتها؟ بنفس الفكره بدل التكلم عن المآسى والكارثة التي ألمت بنا بسبب النظام لماذا لا نبحث عن حلول لتغيير الوضع المأساوى؟ أم أنه بتغيير النظام تنتهي جميع المشاكل؟ أم أن النظام القادم بيده عصاه سحرية سوف تغيير الوضع بين ليله وضحاها؟ وبعد الذي رأيناه من ثورات الربيع العربي وفشلها يظل السؤال الأول والرئيسي من البديل ؟ وماهي مشارعيه؟واقولها لك بصراحة أنا لاتهمني الحكومة ولا المعارضة مايهمني هو السودان الوطن لهذا أكتب ما أراه في مصلحة البلد ومن هذا المنطلق قد تتفق أفكاري مع المعارضه تاره ومع الحكومه تارة أخرى وهذا لايهمني في شئ همي هو الوطن السودان ثم التغيير نحو الأفضل ، لهذا افضل أن أكون مستقلة الرأي والفكر، أرجو أن تكون قد تفهمت وجهة نظري والغوص في بنات أفكارى نحو نهضة شبابيه لسودان أفضل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة