هاجم وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون نظيره وزير التعليم نفتالي بنت، واتهمه بتسريب المعلومات السرية التي يتم تداولها خلال الجلسات الأمنية للمجلس الوزاري المصغر، واتهم الوزير يعلون زميله نفتالي بسرقة الأفكار التي يتم تداولها في الاجتماعات الأمنية، ومن ثم يقوم بعرضها أمام مركز الأمن القومي وكأنها من بنات أفكاره، وإبداعاته الأمنية.
هجوم وزير الأمن يعلون على زميله نفتالي، كشف عن مواقف الحكومة الإسرائيلية الأمنية، وفضح ما توافق الوزراء الإسرائيليون حوله من مواقف سياسية، فما هو الكلام الخطير الذي قاله نفتالي بنت، وفضخ من خلاله الحكومة الإسرائيلية؟ ولماذا انقلبت القيادة الإسرائيلية على مواقفها السابقة من المقاومة ومن حركة حماس ومن حصار غزة؟
الجواب في كلام الوزير نفتالي بنت الذي قال:
1ـ من الأفضل لنا الانفصال عن قطاع غزة، والتسليم بالواقع القائم هناك، وفصل المسئولية عن مليوني فلسطيني يعيشون هناك عبر فتح أفق للحياة أمامهم مع مراقبة أمنية.
2- إن تطور الأعداء ترك إسرائيل في المؤخرة، مشددًا على ضرورة تغيير النظريات الأمنية وليس فقط عبر الأسلحة.
3- بدلاً من شراء المزيد من الطائرات والقيام بنفس الأفعال فعلينا التفكير بصورة مغايرة؛ والبحث عن المتغيرات التي ستوصلنا إلى طريق أخرى، فجميع طائرات الـF35 باهظة الثمن، لن تفيدنا بشيء أمام خمسة من مقاتلي الوحدة المختارة لحركة حماس؛ الذين يشقون طريقهم تحت الأرض صوب مستوطنة نتيف هعسراه"
4ـ يتوجب علينا انتهاج سياسة مغايرة تجاه حماس وحزب الله، لقد نزف جيشنا في كل مواجهة معهم عبر ضرب رؤوس هذه المنظمات، وعدم منح الحصانة لأحد.
5- هنالك ثغرات كبيرة بين جودة قادة الجيش والجنود وبين النظرية الاستراتيجية التي يعملون في إطارها، لذلك فإن السياسة الأمنية الفاشلة ستضر بالجنود الناجحين.
انتهى الكلام الكبير الخطير الذي جاء على لسان الوزير المتطرف نفتالي، ليبدأ التفاعل معه داخل الشارع الإسرائيلي، ووسط الأحزاب التي طالبت بحل الحكومة، بل وصل الأمر بزعيم المعارضة إتسحق هرتصوغ بأن طالب بإقالة نفتالي بنت.
الكلام الخطير الكبير الصادر عن الوزير المتشدد، الذي طالب بسحق غزة، واقتلاع المقاومة قبل عام، هذا الكلام يعود بنا إلى مربع المصالحة الفلسطينية، وعلى أي أساس تقوم هذه المصالحة، هل تقوم على أساس نظرية اللواء ماجد فرج الذي تفاخر أمام مجلة "ديفنز نيوز" بأن أجهزته الأمنية قد أحبطت 200 هجوم فلسطيني ضد الإسرائيليين، ويعتبر التنسيق الأمني الطريق الوحيد لحق العودة إلى المفاوضات، أم تقوم المصالحة على قاعدة تصعيد المقاومة، التي أجبرت القادة الإسرائيليين على تجريف استراتيجيتهم السياسية وتحريف عقيدتهم القتالية؟
الكلام الأمني الكبير والخطير الذي قاله الوزير نفتالي يعتبر شهادة تفوق وقوة للمقاومة الفلسطينية، وهو إقرار إسرائيلي رسمي بعجز جيشهم عن تحقيق أي انتصار على غزة، وعجز مخابراتهم عن اختراق المقاومة أمنياً، وهو كلام يبشرنا نحن الفلسطينيين والعرب بالنصر القريب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة