الديمقراطية كمصطلح وشعار رنان ظل يردده النخب السياسية السودانية على مسامع الشعب لفترات طويلة دون ان تجد طريقا للتطبيق في الواقع ليرى الشعب بريق أمل لمستقبلٍة عبر هذا الشعار بل ظل الية لدغدغة وجدان الشعب الحالم واحدى الكروت الرابحة لخديعتة كما الحال في الشعب السوداني. فالديمقراطية كعمل وسلوك علي ارض الواقع لا يجد مكانا في أرض السودان نسبة لجهل القادة والساسة قبل الشعب البسيط المغلوب على امره رغم ان هذا المصطلح الجميل لم يجد حظا وافر من التطبيق في هذه البسيطة معنا وعملا إلا في بعض المجتمعات المتقدمة اذ استطاعوا العمل بها نسبيا وذالك نتيجة لتقدمهم عنا بقرون. أما في السودان لازال مصطلحنا هذا تحت الصفر وفشل كل النخب الثقافية والاجتماعية ناهيك عن السياسة العمل بها،بل تم استغلاله كوسيلة للخداع كما رأيناه في امتحان تلاميذ مرحلة الأساس الأخيرة الذي كشف قدرة التلاميذ علي الفهم والاستيعاب واحرازهم درجات عالية في الفشل ولكن هذا غير مستغرب فية لأنهم في الأصل اطفال رياض وليسو تلاميذ مدارس. فكل الشواهد التاريخية والحالية والمؤشرات المستقبلية تدل على صعوبة في ان يقنعوا أنفسهم ويرسخو الديمقراطية في دواخلهم كمبدا لانهم عرفوا عنها فقط كوسيلة للارتزاق والتسلط والاستبداد وزريعة لتمديد فترة ذلهم واهانتهم للشعب ففي تقديري أنها حكومات ظل بثياب المعارضة لاغير ناهيك عن مفاهيم تأسيس دولة ديمقراطية في السودان.
الديمقراطية كمبدا للأسف غير موجود في تعاملاتنا مع جموع البشرية التى نتحدث اجحافا عن حقوقها ولكن نجد ماركات مافيا دولية مسجلة في السودان بأسماء أحزاب تملأ السكون الإعلامي ضجيجا بحجة أنها مناهضة للنظام الحاكم كحزب الأمة ،الاتحادي الديمقراطي،البعث العربي، والحركة الإسلامية والحزب الشيوعي السوداني بفروعهم المنتشرة في ازقة الخرطوم قلنا أنها ماركات مافيا ولكن لنعتبرها أحزاب ونتحدث عنها. حزب الأمة وزعيمها المهدي القازوق الذي استعبد جدودنا واباءنا بحجة مقاومة وطرد المستعمر حتى يؤسس لإمبراطوريته المشؤمة التي يتوارثه هو وأحفاده القادمين وكذالك الحزب الشيوعي الذي فرق الموت بين نقد وكرسي رئاسة وكذا الحال في بقية المافيات. كل هذه الأحزاب في الحقيقة هي ذو توجه واحد مع نظام الإبادة الجماعية الحاكمة في السودان وهي الركائز الأساسية والشرايين التي ترفد لها بالحياة. فليس من المنطق ان تتفق أو تتحالف معها لإسقاط النظام والا انك تكذب على نفسك قبل خديعة الآخرين فاسقاط النظام الحقيقي يبدأ بإسقاطهم أولا. أما تلاميذ رياض التحرر والديمقراطية الذين إذا سالت أحدهم من أين بدأ لا يستطيع عن يجيب على السؤال فلهم العذر لأنهم صنعتهم الظروف أو الصدفة فهم أقل إمكانية من أقرانهم السابقين بأن يستمروا في الاسترزاق باسم الديمقراطية بدليل سقوطهم في أول امتحان تجريبي للديمقراطية فكيف يمكنهم السير في هذا الطريق الشائك بمعناه الحقيقي. تحدث الكثير عن أولهم رسوبا (عقار) ولكننا لا نعلم أيهم أكبر درجة في الرسوب ففي تقديري عقار هو التلميذ المجتهد لأنه أحرز المرتبة الرابعة قبل الأخير وبقية رفاقه في الجبهة من خلفة في بقية المراتب وسيكشف لنا الزمن ترتيبهم لاحقا. علينا ان نؤسس لقوى حديثة بمعايير وبرامج جديدة وعقول مستنيرة وضماءر وطنية خالصة حتى يتسنى لنا إيجاد حلول لجزور الأزمة ومنها ننطلق لتأسيس دولة ديمقراطية ودولة تكون فيها المواطنة أساسا للحقوق و الواجبات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة