تحديات التنمية الزراعية المستدامة في السودان (1-3) بقلم محمد عبد الله تبن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2015, 05:32 PM

محمد عبد الله تبن
<aمحمد عبد الله تبن
تاريخ التسجيل: 11-03-2015
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحديات التنمية الزراعية المستدامة في السودان (1-3) بقلم محمد عبد الله تبن

    05:32 PM Nov, 03 2015
    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله تبن-كلية الزراعة- جامعة زالنجي
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    صارت قضية تنمية القطاع الزراعي من أهم القضايا المطروحة علي الأجندة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والتنموية التي تشغل جميع الحكومات، هيئات الامم المتحدة، مؤسسات التنمية المحلية، والعالمية ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم وذلك لارتباط القضية الوثيق بمكافحة الجوع، المرض وتخفيف الفقر والمحافظة علي البيئة وبالتالي تحسين المستوي المعيشي لغالبية الفقراء في العالم وهذا يمثل جل ماتضمنته أهداف التنمية المستدامة التي تبنتها قمة التنمية العالمية التي عقدت بمقر الامم المتحدة بنيويورك في الفترة من 25-27 سبتمبر 2015 تحت شعار "تحويل عالمنا من أجل الناس والكوكب". وذلك بحضور 150 رئيس دولة. و قد أطلق على الخطة التي وافقت عليها 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة ” تحويل عالمنا : خطة التنمية المستدامة 2030″ و التي تضم 17 هدفا للتنمية المستدامة و 169 غاية لمتابعة و قياس تنفيذها. وتعتبر هذه الأهداف الإصدارة الثانية لأهداف الالفية الثمانية التي تبنتها الامم المتحدة في الفترة من 2000 وحتي 2015.
    وعلي المستوي المحلي لم يغب موضوع التنمية الزراعية يوماً ما عن الاهتمام العام منذ فجر الإستقلال وإلي يومنا هذا ولكن فقط في الشعارات السياسية وقاعات الدراسة والمؤتمرات العلمية. فقد ظلت شعارات مثل السودان سلة غذاء العالم، ونأكل مما نزرع والنهضة الزراعية والنفره الزراعية -نصاً أو معناً - متداولة لدي جميع الحكومات التي تعاقبت علي السودان تقريباً. ولكن من الناحية التخطيطية والتنظيمية والتنفيذية لم يتم تحقيق اي شيء ملموس في سبيل تنمية وتطوير القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
    وبحكم دراستي للزراعة وتخصصي في الاقتصاد الزراعي و التنمية الاقتصادية الزراعية، ظللت اتساءل لسنوات عديدة: لماذا عجزت جميع الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان في إحداث تنمية زراعية حقيقية مستدامة؟ وهل عدم الإستقرار السياسي حال دون تحقيق ذلك؟ أم أن الفشل في احداث تنمية زراعية حقيقية مستدامة ادي الي عدم الاستقرار السياسي؟
    وهل الحصار الأمريكي الغربي هو المسئؤل عن تخلف الاقتصاد الزراعي؟ أم ان غياب الإرادة السياسية هو المسئؤل عن ذلك؟
    أم أن الأمر برمته يعزي الي غياب الرؤية الموضوعية حول تحقيق التنمية الزراعية المرجوه؟
    أعتقد أن غياب الرؤية التخطيطية، التنظيمية و التنفيذية الكاملة لدي جميع الأنظمة التي تعاقبت علي حكم السودان ادي الي عجزها عن تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
    فإذا اردنا أن نحلل الوضع الراهن للقطاع الزراعي وذلك بإستخدام اسلوب تحديد نقاط القوة، الضعف، التحديات والفرص المتاحة، فنجد أن نقاط قوة القطاع الزراعي تتمثل في الأراضي الواسعة الصالحة للزراعة وتوفر مياه الري من نهر النيل وروافده والأمطار الموسمية التي تهطل بكميات مقدرة تتراوح مابين 200-900 ملم. وكذلك توفر المراعي الطبيعية، الأمر الذي ادي الي تمتع السودان بميزات نسبية في إنتاج كثير من المحاصيل الحقلية والبستانية و الثروة الحيوانية.
    أما فيما يتعلق بنقاط الضعف فيمكن حصرها في الآتي:
    1/ الثنائية: فنجد أنّ القطاع الزراعي يتميز بوجود قطاع صغير حديث نسبياً علي محازاة نهر النيل وبعض مشاريع الزراعة الآلية في القضارف وغيرها بجانب قطاع موغل في التقليدية يشمل جميع مناطق السودان الاخري. وهذا يرجع الي إنشغال جميع الحكومات المتعاقبة علي حكم السودان بإدارة المشاريع الزراعية الكبيرة مثل مشروع الجزيرة وشركات السكر واهمال الغالبية العظمي من صغار المزراعين مما نتج عنه تاثير محدود جداً علي التنمية الزراعية المستدامة. لذلك علي الحكومة التخلي تماماً عن إدارة جميع المشاريع الزراعية الكبيرة وعليها ايضاً القيام بخصخصة جميع شركات السكر والتفرغ الي تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الزراعية وتطوير صغار المزراعين الذين لا يمكن تحقيق اي تنمية اقتصادية زراعية حقيقية مستدامة بدونهم، بالإضافة الي ذلك توفير الحوافز الاستثمارية للقطاع الخاص ورؤوس الأموال الأجنبية لادارة وتطوير المشاريع الزراعية الكبيرة.
    2/ ضعف البنى التحتية والخدمات الإجتماعية من طرق، كهرباء، مياه شرب، تعليم، اسكان وخاصة في المناطق الريفية نتج عنه هجر كثير من الريفيين لقراهم وتوجههم صوب المدن الكبيرة بحثاً عن الخدمات الأساسية وفرص العمل مما تسبب في أزمة سكن حادة في المدن الكبيرة انعكس في ظهور الاحياء العشوائية و الغلاء الفاحش لاسعار العقارات والايجارات في المدن.
    3/ انتشار الأمية وضعف الوعي والمهارات وانتشار الفقر في المناطق الريفية ادي الي تخلف وسائل الإنتاج وتدني الإنتاجية وكذلك تكوين هياكل وابنية إجتماعية غير قادرة علي التجديد والتطوير والمبادرة.
    4/ تدني مستوي الخدمات الزراعية من بحوث وارشاد زراعي وتمويل وغيرها.
    5/ ضعف المؤسسات الحكومية والهيئات ذات الصلة بالقطاع الزراعي كوزارة الزراعة وكليات الزراعة والبحوث الزراعية وضعف الامكانات و التجهيزات المطلوبة وغياب الرؤية التخطيطية، التنظيمية والضبط المؤسسي.
    6/ عدم تقنين نظم حيازة الأراضي الزراعية: من المعروف ان جل الاراضي الزراعية في السودان غير مسجلة وبالتالي حسب قانون الاراضي تعتبر اراضي حكومية. هذا الوضع القانوني للاراضي الزراعية يعتبر من المعوقات الرئيسة التي تواجه تنمية وتطوير القطاع الزراعي. ويزيد الأمر تعقيداً أن هنالك عدد من القبائل الرعوية ليس لهم حيازات من الأراضي الأمر الذي تسبب في صراع بين الراعي والمزارع حول استخدامات وحيازة الأراضي ومصادر المياه خاصة في مناطق دارفور.
    7/ غياب سياسات اقتصادية زراعية فاعلة لاحداث تغيرات هيكلية جذرية في القطاع الزراعي.
    8/ تذبذب الأمطار، الجفاف، التصحر والتغير المناخي العالمي وغياب القوانين والبرامج التي تهدف إلي الي حماية البيئة والمحافظة علي الغطاء النباتي نتج عنه تدهور الاراضي الزراعية وهشاشة الوضع المعيشي للسكان في مناطق الزراعة المطرية.
    9/ عدم الاستقرار السياسي والصراعات الدائرة وكذلك الحصار الاقتصادي وعوامل السياسة الخارجية والعلاقات الدولية غير الايجابية كلها عوامل تلقي بظلالها السالبة بصورة مباشرة أو غير مباشرة علي القطاع الزراعي.
    10/ عوامل اجتماعية ثقافية سلبية تجاه الزراعة: وهذه تشمل النظرة السالبة للزراعة والريف لدي قطاع كبير من الشعب السوداني بما فيهم النخب المتعلمة من مفكرين ومثقفين وسياسيين. أذكر عندما تم قبولي في الجامعة سالني شخص من الذين يتبوءون مناصب مرموقة في مؤسسات الدولة عن الكلية التي قبلت فيها، فأجبته بانني تم قبولي في كلية الزراعة، فوبخني بأشد العبارات وقال لي كيف لطالب مميز اكاديمياً مثلك بأن يدرس الزراعة، كان الأفضل لك أن تدرس الطب أو الهندسة. وأيضاً أذكر عندما كنت اعمل في شركة زراعية مرموقة في احدي اقسام المراجعة والجودة، وكان العاملون في ذلك القسم يتمتعون بأجور افضل مقارنة بنظرائهم في الاقسام الأخري باستثناء شخصي فتم منحي مرتب اقل أسوة بمرتبات العاملين بالقسم الزراعي. وعندما طالبت بمساواتي مع زملائي الآخرين بالقسم ليبقي الفارق في الاجور هو فارق الخبرات والمهارات، قال لي رئيس القسم اذا لم تقبل بهذا الوضع فعليك الذهاب الي وزارة الزراعة ليمنحوك مرتب قدره 300 جنيه وليس لك اي خيار آخر، كان ذلك في العام 2010. فأدت مثل هذه الافكار والانطباعات السالبة عن الزراعة بالإضافة الي عوامل أخري مثل محدودية سوق العمل الزراعي الي ضعف المنافسة وتدني نسبة القبول في كليات الزراعة، واصبحت كليات الزراعة تحتل الرغبات الاخيرة للطلاب العلميين المتقدمين لمؤسسات التعليم العالي.
    وفي المقال القادم سنتحدث عن التحديات والفرص المتاحة للقطاع الزراعي السوداني.


    محمد عبد الله تبن
    استاذ مساعد، قسم الاقتصاد الزراعي
    كلية الزراعة- جامعة زالنجي
    [email protected]
    تحديات التنمية الزراعية المستدامة في السودان (2-3)
    محمد عبد الله تبن
    في المقال السابق تحدثنا عن نقاط القوة و الضعف للقطاع الزراعي السوداني، ومواصلةً لتحليلنا نتحدث في هذا المقال عن التحديات والفرص المتاحة للقطاع الزراعي.
    يمكن تحديد التحديات والصعوبات التي تواجه تنمية القطاع الزراعي فيما يلي:
    أولاً: يتمثل اكبر تحدي يواجه تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في وقف الحروبات الدائرة و الوصول الي حلول سياسية تتوافق عليها جميع الاطراف المتصارعة وكذلك جميع التيارات السياسية، الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.
    ثانياً: من تحديات التنمية الزراعية صعوبة استقطاب التمويل اللازم لتمويل العملية التنموية وخاصة مشاريع البنية التحتية من طرق، كهرباء، مياه وغيرها والتي تتطلب توفير ميزانيات ضخمة لكي يتم بسطها وتوفيرها في جميع انحاء السودان.
    اما جانب الفرص المتاحة فتتمثل في الآتي:
    أولاً: يعتبر الحوار الدائر الآن واي منبر آخر للحوار سوي كان داخل او خارج السودان فرصة علي القوي الفاعلة في المجتمع استغلالها لايقاف نزيف الحرب و الوصول الي تسوية سياسية نهائية لمشاكل البلاد.
    ثانياً: راسل المال الخليجي والاجنبي
    يوفر وقوع السودان في المحيط العربي كثير من الفرص علينا الاستفادة منها، فوجود علاقة جيدة ومميزة مع دول الخليج الغنية وذات الاحتياطات النقدية الكبيرة وايجاد شراكات ذكية معها يمكن ان يساهم بقدر كبير في توفير التمويل اللازم للمشاريع التنموية من مشاريع بنى تحتية وغيرها. وخاصة في ظل انخفاض اسعار النفط العالمية والعجز المتوقع لميزانيات الدول النفطية في العشر سنوات القادمة، مما يجعل تلك الدول تبحث عن اقتصاديات بديلة وعن ايجاد فرص استثمارية حقيقية تكون صمام الامان للتراجع الاقتصادي المتوقع الذي يهدد اقتصاداتها. بالاضافة الي ذلك يمكن جذب استثمارات اجنبية كبيرة من دول مثل الصين، تركيا، روسيا وغيرها وكذلك ضرورة بناء الثقة مع دول الاتحاد الاروبي وامريكا لجذب روؤس الأموال العالمية واستيراد التكنولوجيا.
    ثالثاً: ضرورة استقطاب رؤوس الاموال المحلية عن طريق تعبئة مدخرات المواطنين العاديين وكذلك مدخرات الشركات ورجال الاعمال وذلك من خلال ادوات السياسات الاقتصادية المالية والنقدية وتاسيس شركات للمساهمة العامة وفتح باب الاكتتاب وشراء الاسهم في هذه الشركات لجميع المواطنين.
    رابعاً: ضرورة تفعيل دور الجامعات والمؤسسات البحثية لتقوم بدورها في الخدمة المجتمعية وتوجيه انشطتها البحثية لحل المشاكل التي تواجه المجتمع. هذا يتطلب تطوير علاقات وثيقة بين هذه المؤسسات واصحاب المصلحة في قضايا المجتمع المختلفة. لذا علي كليات الزراعة ومراكز البحوث الزراعية الذهاب الي الأرياف والحقول لتعلم وتتعلم من المزارعين وتعيش وتقيّم الواقع الموجود هناك حتي يتسنّي الوصول الي تشخيص دقيق للمشاكل والمعوقات وتحديد الإحتياجات الملحة وبالتالي الوصول الي الحلول المطلوبة.
    بعد أن حددنا نقاط القوة، الضعف، التحديات والفرص المتاحة للقطاع الزراعي علينا الاجابة علي اسئلة التخطيط الإستراتيجي المعروفة. اين نحن الآن؟ والي اين نريد أن نذهب؟ وكيف يمكننا الذهاب الي هناك؟ وماهي الاخطار التي قد تمنعنا من الوصول؟
    اين نحن الان؟ نحن الآن في بلد متخلف اقتصادياً، زراعياً وتكنلوجياً تمزقه الصراعات والحروب.
    الي اين نريد ان نذهب؟ نريد أن نعيش في وطن ينعم بالسلام ، الاستقرار، التعددية، العدالة والرفاهية متقدماً اقتصادياً، تكنلوجياً، علمياً، ثقافياً وسياسياً.
    كيف يكون ذلك؟ الاجابة علي هذا السؤل تحتاج الي تضافر الجهود من جميع القوي والتيارات السياسية، الفكرية، الاجتماعية و العلمية ومنظمات المجتمع المدني في سبيل ايجاد المركب المناسب الذي يقلنا الي الضفة الاخري التي نحلم بالوصول اليها مع مراعاة اجراءات السلامة والامان التي تحول دون غرق هذا المركب بفعل طوفان الكوارث والحروب وتوسنامي الإنشقاقات والفتن.

    في المقال القادم انشاء الله سنتحدث عن شكل المركب الذي نريده وخاصة فيما يتعلق بالتصميم الهندسي ونحاول ان نصمم نموذج تجريبي لمحاكاة عمل هذا المركب المقترح والذي يمكن ان يفضي الي اقتراع زورق نجاة حقيقي.

    محمد عبد الله تبن
    استاذ مساعد، قسم الاقتصاد الزراعي
    كلية الزراعة- جامعة زالنجي
    [email protected]



















    تحديات التنمية الزراعية المستدامة في السودان (3-3)
    محمد عبد الله تبن
    في المقالين السابقيين تطرقنا الي تحليل نقاط القوة، الضعف، التحديات والفرص المتاحة للتنمية الاقتصادية الزراعية، وحاولنا الاجابة عن بعض اسئلة التخطيط الاسترتيجي الرئيسة وحددنا الموقع الذي نحن فيه الآن والجهة التي نريد ان نذهب اليها وتسائلنا عن الوسائل المناسبة او الدآبة التي تساعدنا علي الوصول الي المحطة. واقترحنا ايجاد مركب استثنائي يستطيع الصمود وسط امواج الطوفان العاتية حتي نستطيع الوصول من خلاله الي بر الأمان.
    ففي هذا المقال نريد ان نقدم بعض المقترحات التي قد تساعد في بلورة تصور عن المركب الذي نحتاجه.
    كيف تكون البداية من اجل تنمية وتطوير القطاع الزراعي بصفة خاصة و الاقتصاد السوداني بصفة عامة؟؟؟
    لتحقيق تنمية زراعية مستدامة والتي تقود بدورها الي تحقق تنمية اقتصادية شاملة، اقول وبكل ثقة منصة الإنطلاق هي التنمية الريفية المستدامة الشاملة المتوازنة التي تعم كل ربوع بلادي. ولكن السؤال العملي المهم كيف يتم تحقيق ذلك؟؟؟
    أولاً: لا بد من تأسيس وتطوير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. لا بد أن تصل الطرق المعبدة، الكهرباء، مياه الشرب، التعليم الاساسي، الصحة لكل القري والأرياف في السودان من شرقه الي غربه ومن شماله الي جنوبه. صحيح ان كبر مساحة السودان تعتبر عائق في سبيل تحقيق ذلك، لكن هذا الأمر لا بد من تحقيقه ليس بالضرورة في عام او عامين لكن لا بد من وجود اجل مسمي قريب لتحقيق ذلك وفقاً لخطة مدروسة تراعي جميع ابعاد هذا الموضوع.
    ثانياً: هذا المجهود الكبير في تأسيس وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة لا بد ان يصحبه حراك اجتماعي وسياسي يقود الي تغيير جذري في الاتجاهات والمفاهيم السلبية والقيود الاجتماعية التي تحول دون التطور والتقدم خاصة في المناطق الريفية وكذلك بين المجموعات الإثنية المختلفة. وضرورة بناء منظومة قيمية وابنية اجتماعية جديدة تؤسس لبناء دولة العدالة الاجتماعية، الديمقراطية، التعددية واحترام الاخر.
    ثالثاً: الاهتمام ببرامج محو الأمية وتعليم الكبار وتصميم برامج بناء القدرات وتحسين المهارات في المجالات الحرفية والفنية وذلك لتطوير انماط واساليب الانتاج السائدة خاصة في المناطق الريفية الامر الذي يفضي الي زيادة الانتاج والإنتاجية وتحسين مستوي المعيشة للفقراء وصغار المزارعين.
    رابعاً: ضرورة ايجاد سياسة فاعلة لتحسين السكن في المناطق الريفية وذلك بتخطيط جميع القري مع تحمل الدولة رسوم ونفقات التخطيط، وكذلك ضرورة إنشاء ودعم مصانع مواد البناء في المناطق الريفية وذلك لتوفير بيئة مناسبة للعيش والإستقرار في المناطق الريفية الامر الذي يؤدي الي حل جذري لأزمة السكن في المدن المرتبطة بهجرة السكان من الريف الي الحضر.
    خامساً: ضرورة إصدر تشريعات وقوانين تنظم ملكية الأراضي الزراعية وتسجيلها وكذلك ضرورة توفير أراضي للرعاة الذين ليس لهم حيازات حتي لو لزم الامر اعادة توزيع الارضي الزراعية وتعويض الذين فقدوا جزء من حيازاتهم نتيجة لاعادة التقسيم. وكذلك ضرورة تفعيل القوانين الخاصة بحماية البيئة والحياة البرية.
    سادساً: ضرورة اصدار قوانين وتشريعات تتعلق بنظم الثروة الحيوانية. فاقترح اصدار تشريعات تمنع الرعي الجوال بعد العام 2030 فيعني ذلك علي اي مربي حيوانات ان يحاول خلال هذه الفترة تاسيس مزرعة في حيازته بالمواصفات الحديثة تتبع نظام التربية المغلق، شبه المغلق أو شبه المفتوح وتطوير البنيات التحتية للمزرعة من سياج ومصادر مياه وغيرها عن طريق الاستفادة من الخدمات الزراعية من تمويل، ارشاد وبحوث وكذلك التسهيلات التي يجب علي الدولة توفيرها. واعتقد فترة الخمسة عشر سنة كافية لكل الرعاة لتوفيق أوضاعهم وفقاً للقانون المقترح.
    سابعاً: ضرورة مراعاة التخصص الاقليمي للانتاج الزراعي. فمثلاً ان تتخصص منطقة شمال كردفان في انتاج الضان، منطقة وسط دارفور في الانتاج البستاني، منطقة القضارف في انتاج الذرة ومنطقة النيل الابيض والجزيرة في انتاج السكر، نهر النيل والشمالية في إنتاج القمح، كسلا وبورتسودان في إنتاج الإبل وهكذا. وهذا يتطلب توفير الخدمات الزراعية اللازمة من ارشاد وتمويل وبحوث وغيرها حسب كل منطقة. وهذا لا يعني ان المزارع لا يستطيع ان يزرع الذرة في وسط دارفور او لا يستطيع تربية الحيوانات في القضارف بل الامر يقصد به، اذا أراد احد الحصول علي تمويل وتسهيلات لاقامة مزرعة حيوانات فيجب ان يكون موقعها في كردفان، واذا اراد آخر التمتع بتمويل وتسهيلات لاقامة مشروع لزراعة الذرة فيجب ان يكون موقعه في القضارف وهكذا.
    ثامناً: ضرورة تشجيع المزراعيين علي بناء تنظيمات ومؤسسات فاعلة لتشكل قوي ضغط يستطيعون من خلالها حماية مصالحهم وحلحلة المشاكل التي تواجهم عن طريق التأثير علي عملية اتخاذ القرارات. وكذلك ضرورة التركيز علي التسويق الزراعي لاهميته في استمرارية الانتاج وذلك من خلال تشجيع قيام الصناعات التحويلية وغيرها من السياسات. وعلي الدولة ان تتدخل اذا لزم الامر لشراء المحاصيل باسعار مناسبة حتي تضمن استمرار المزارعين في الانتاج.
    تاسعاً: ضرورة إشراك المزراعين والمواطنين في جميع مراحل التنمية الزراعية من تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم وذلك لتدريبهم لإدرة شئونهم وكذلك لضمان نجاح واستمرارية البرنامج التنموي.
    عاشراً: ضرورة ترقية المؤسسات الزراعية كوزارة الزراعة والبحوث الزراعية وكليات الزراعة وتوفير الامكانات وبرامج رفع القدرات اللازمة وتاسيس قواعد للعمل المؤسسي حتي تستطيع هذه المؤسسات القيام بدور الميسر في عملية التنمية الزراعية المستدامة.
    محمد عبد الله تبن
    استاذ مساعد، قسم الاقتصاد الزراعي
    كلية الزراعة- جامعة زالنجي
    [email protected]




    أحدث المقالات
  • ثورة الديموقراطية والسيادة الوطنية ونظريات النخب الجديدة بقلم محمد علي خوجلي
  • السائحون وإعترافات الرجال الشجعان بقلم عوض أمبيا
  • يا ( رجال الدين) ان الخروج على الاخوان المسلمين هو الدين! بقلم بثينة تروس
  • التداعيات المستقبلية للتدخل الروسي في سوريا على الشرق الأوسط
  • لاتزال ابداعات احمد المصطفي تسكن الوجدان ( 2 – 2 ) بقلم صلاح الباشا
  • مرجع ديني أم مستشار الأمين العام للأمم المتحدة؟ بقلم علي الكاش مفكر وكاتب عراقي
  • رسالة للرئيس السوداني عن جريمة بشعة 2 قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان
  • ما تحت عمامة الشيخ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • ونتألم !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قانون الشطة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • إنها مجرد قلة أدب ! (3) بقلم الطيب مصطفى
  • هذا لايشبه الفريق / مالك عقار !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حافة ذاكرة قصة بقلم أحمد الخميسي. كاتب وقاص مصري
  • حكم الديش وخديجة الوقعت من الشباك بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • قصص الحرامية بقلم شوقي بدري
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (24) إسرائيل تخشى الجنائز وتخاف من الشهداء بقلم د. مصطفى يوسف ال























                  

12-14-2015, 10:31 AM

بحر الدين كورينا


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحديات التنمية الزراعية المستدامة في الس (Re: محمد عبد الله تبن)

    دا كلام تمام يا د/ تبن نتمنى الناس المسؤلة تعمل بيه لكي نطلع الى بر الامان ونحدث التنمية الزراعية الحقيقية في بلدنا السودان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de