بلغت نسبة ختان الإناث في السودان 82% وهي من النسب العالية على حد قول الدكتور عمر مندر اختصاصي النساء والتوليد والأستاذ بكلية الطب جامعة القضارف ، والذي أكّد ـ في فعالية ختان الإناث التي نظمها منتدى شروق الثقافي بقاعة عدن بالقضارف السبت الماضي ـ أكّد أن ختان الإناث الممارس تتم فيه إزالة كاملة للبظر والشفرتين ، وأضاف يتم الختان للطفلات بين عمر 4 و14سنة ـ غالبا ـ منوها إلى أن الختان أضحى يتم على طفلات في عمر أقل من ذلك .
ولتفسيره لأسباب استمرار الختان قال مندر أن النسبة الأكبر من الشباب الذكور يفضلون الزواج من المختونات ويظن البعض أن الختان يجعل شكل العضو التناسلي للمرأة أجمل ، وأن البظر يضر الطفل أثناء ولادته ويؤذي الرجل عند الممارسة الجنسية ، وأكّد مندر على خطأ هذه الاعتقادات وأن الشفرتين الكبار ـ اللتين تتم إزالتهما بالختان ـ لهما وظيفة مهمة في تسهيل نزول الجنين .
وأكّد مندر على خطل رأي البعض بأن الطقس الساخن يزيد الشهوة وأن الختان دليل عذرية ويؤدي إلى العفة مؤكدا أن مركز الإثارة الجنسية يكمن في المخ وليس الأعضاء التناسلية .
وشدد مندر على أضرار الختان على الزوجين إذ يؤدي إلى البرود الجنسي لأن المرأة لا تصل إلى الذروة عند الممارسة الجنسية ، وأن الزوج قد يضطر إلى تناول العقاقير التي تؤخر وصوله إلى ذروته ، وقد يتسبب في الضعف الجنسي للرجل وقد يتسبب في الإصابة بسرطان البروستات .
وزاد مندر أن الختان يؤدي إلى كيس الطهارة وآلام الدورة والناسور البولي ، وأكد أن كل الدراسات أثبتت ألا فائدة من ختان الإناث ، وقال أن الجزء الذي تتم إزالته باسم ختان السنة له وظيفة لذلك هنالك ضرر من إزالته ، وأكّد على أن جمعية النساء والتوليد أجمعت على ضرر الختان ، ولم ينف أن هنالك بعض الأطباء يؤيدون ما يسمى بختان السنة . وقال مندر أن الأزهر الشريف وعلماء من أمثال طنطاوي وشلتوت منعوا ختان الإناث ، وشدد على ضرورة التوعية .
وأجمل الدكتور عمر مندر أن العمل على مكافحة الختان يتطلّب العمل على ثلاثة محاور : محور ديني ، ومحور قانوني ، ومحور منظمات المجتمع المدني .
ومن ناحيتها أكّدت السيستر أم الحسن علي أن الناس بدأوا يتخلون عن ختان الإناث قبل سنوات لكن حدثت ردة مؤخرا ، وقالت أن المناهج الدراسية تخلو من التوعية بمضار الختان ، وقالت رغم أن الأزواج يزعمون بأن لا دخل لهم في أمر الختان لكنهم يدفعون للخاتنة! .
وأضافت أم الحسن أن من أضرار الختان آلام الدورة وسلس البول وكيس الطهاراة ومعاناة شهر العسل وكذلك مشاكل اقتصادية جراء الغياب عن العمل ، وأضافت أن طه بعشر أكّد أن هنالك علاقة بين مشاكل النساء النفسية والختان .
ومن جهة أخرى قال "اللا خاتن لبناته" وزير الصحة السابق المهندس مصطفى السيد الخليل أن عادة الختان انتشرت بعد دخول العرب السودان وأن العرب يستخدمونه في التمييز ضد الآخرين وأنّ القبائل الأفريقية التي تمارس الختان مثل الكيكويو والتوتسي لها جذور عربية ، وفقا لقولهم عن أنفسهم ، وبعض القبائل التي تمارس الختان لها جذور فرعونية ، وشدد على أن دخول العرب قد أضرّ بالسودان . وأبدى "اللا خاتن لبناته" الأستاذ حسن علي سر الختم وجهة نظر مغايرة ـ إلى حد ما ـ وأكّد على أنّ دول الخليج العربية ينعدم فيها الختان تماما ولا يوجد بها أي نوع من أنواعه . وشدد سر الختم أن الختان لا علاقة له بالرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ لا توجد شواهد تدل على ذلك ، وأن الحديث الذي يستند عليه البعض هو حديث منحول ، واعتبر الحديث عن ختان سنة ، الذي هو أخف ضررا من الفرعوني ، هو خط رجعة من الفقهاء ، مؤكدا أنه ضد كل أنواع الختان . وذهب الخليل إلى أنّ الإسلام يمنع ختان الإناث فقد قال عز وجل (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) وقال أن الدعوة لأن تخفض لا أن تنهك جاءت في إطار التدرّج الذي عرف به الإسلام الذي حرّم الخمر بذات طريقة التدرج .
ومن ناحيته قال الأستاذ أحمد راضي أنه اقتحم الغرفة على الداية لحظة ختان ابنته وأقسم لها (والله تختني البت دي فرعوني بيني وبينك المحاكم) فتم ختانها بما يسمى بختان السنة ، وأكد أنه الآن ضد كل أنواع الختان تماما .
وأكدت الناشطة في مجال مناهضة العنف ضد المرأة تماضر حسن مكي أن ختان الإناث ضار وأن الدين الإسلامي لا يمكن أن يضرّ الإنسان ، وشددت على أنها تراهن على الوعي أكثر من القوانين .
ومن زاويته عزى المثقِّف الصحي شرف حسن ازدياد ختان الإناث إلى التدهور العام في كل المناحي الاقتصادية والسياسية . وأوضح المثقّف الصحي بخيت عبد الله بخيت أن ما يتم الاستناد عليه في ما يسمى ختان السنة هي أحاديث ضعيفة ولا يعمل بها إلا في فضائل الأعمال .
هذا وقد قال رئيس منتدى شروق الثقافي رمزي يحي أن هذه الفعالية تأتي في إطار اهتمام المنتدى بمناهضة العنف ضد المرأة والطفل ، وزاد أن السودان صادق على اتفاقية حقوق الطفل ، ونبّه رمزي إلى أن المادة 13 التي تجرّم ختان الإناث تم استبعادها من قانون 2010 نتاج لضغوط ، مبديا أمله في إدراجها في القانون مستقبلا ، وأضاف أن شروق يرحب بأي شراكات مع جمعية اختصاصي النساء والتوليد وجمعية مناهضة ختان الإناث بكلية الطب ، التي شارك ممثلان لها في الجلسة ، ووعد بتخصيص فعالية لمناقشة الأمر من الزاوية الدينية .
ذهب عدد من المتداخلين إلى أن ختان الإناث زاد مؤخرا رغم المجهودات المبذولة في مكافحته ولكن دون تفسير شاف ، فربما تكون المداخل غير المناسبة لمكافحته من قبل الناشطين في المجال إحدى الأسباب . وانتهت فعالية شروق التي كشفت أن مهام جسام لا تزال في الانتظار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة