لقد عمت الفرحة جماهير اقليم جبال النوبة بعد سماعهم الاخبار السارة بخصوص انحياز قيادات الجيش الشعبي اقليم جبال النوبة إلى قرارات مجلس التحرير اقليم جبال النوبة القاضية بسحب الثقة من الامين العام الرفيق ياسر عرمان ولقد امتنعت القادات عن الانصياع وراء رغبة الامين العام المخلوع الداعية الي الذهاب إلى المفاوضات باديس وذلك الحدث يؤكد قطعية انتهاء صلاحية الرفيق ياسر عرمان كأمين عام للحركة الشعبية وتعتبر هذا الخطوة الشجاعة من قيادات النوبة في الجيش الشعبي تعبيراً صادقة ووفاءاً لدماء الشهداء الذين ضحوا من اجل قضايا شعب اقليم جبال النوبة . لقد ظللنا منذ مدة طويلة نعبر فيها عن استيائنا كمواطنين من اقليم جبال النوبة عن الطريقة التي تقود بها قيادة الحركة الشعبية عملية النضال ونحن كشعب اقليم جبال شعرنا بان التهميش يلف كل اركاننا ويؤلمنا كثيرا الوضع المآساوي الذي يعيشه انسان جبال النوبة على ارضه السودان في كافه مساحته مدنه وقراه حيث يعاني دون غيره من البشر اقسى انواع التمييز العنصري والقهر والاستهداف الممنهج بالقتل والابادة والتشريد والاضظهاد الديني والثقافي على يد نظام الدولة الدكتاتوري الذي ما انفكى يستخدم كل طاقاته ويجند لها كلما استطاع من قوة لضرب النوبة تقتيلا وتشريدا والسبب في ذلك هو العنصرية المتشربة في عقول بعض الجلابة والتي أصلها نظام المؤتمر الوطني في دولة ما زالت في طور التكوين ليتم تفصيلها على نسق الجهوية المركبة في التعالي العرقي، العروبة والاسلام فخلقت بذلك خياران للقائمين في الدولة من شعب اما ان تكون منهم او تقتل وتباد لا مكان لك بينهم لأن الدولة لا تقبل بك طالما انك لا ترضي ان تظلم علي يدها فالدولة سرقت واصبحت ملك للمحتلين فعليك ان تختار . لقد نجح نظام الكيزان بتدريج عملية اغتصاب وطن من التمكين حتى وصل مراحل التامين واحكم قبضته على مفاصل الدولة كلها ولقد كان معول النجاة من سرطان الحكم الكيزاني الدكتاتوري هي المعارضة السودانية الفاشلة والتي افشلت ثورة الشعب لإسقاط النظام وهي المعارضة التي استشرى فيها الفساد السياسي وسلم بعض قياداتها رقابهم لنظام الكيزان لدوافع جلها مصالح شخصية توزير وتوظيف مالي، ومما وضح أن كان من حراكها السياسي ذلك التباين بين متطلبات المجموعات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان الجيش الشعبي في الرؤى والتوجهات لأن معظم المعارضين اولاد عم النظام الحاكم وأقربائه ولقد قالها بعضهم بوضوح ( جلدنا ما بمنجروا في الشوك ) يعني خلي العبيد ديل يموتوا ونحن نجني الثمار ، فأن معظم المعارضين مع برنامج العنصرة ضد الغير في خلق دولة عربية بالاكراه على حساب الاثنيات الاخرى فهم كانوا لا يؤيدون شعار السودان الجديد لذلك لم ولن تجد في ادبياتهم السياسية ما يشير إلى إسقاط النظام أو تفعيل النضال المسلح بجانب العمل السياسي لإسقاط النظام وإعادة هيكلة الدولة لتستوعب كل المكون السوداني واسقطت المعارضة شعار اسقاط النظام لأنها لم تخلص النية بل كانت حراكاها مخالفا لإرادة الشعب الذي يئت تحت وطئة الظلم وانعدام سيادة الدولة التي استشرى فيها الفساد والدمار وحدث عن التجاوزات بلا حرج . الاطروحات السياسية ليست مثل النظريات الهندسية التي تحل بتطبيقات محددة حساب مثلثات وغيره إنما تحتاج لتكتيكات سياسية بطرق متعددة واستراتيجية قد تكون عسكرية لبلوغ الهدف وكان هو النهج الصحيح الذي طبقه القائد الراحل دكتور جون قرنق وكاد ان يبلغ الهدف لولا إغتياله في 30 يوليو 2005م مدة واحد وعشرين يوما بعد دخوله العاصمة السودانية في 9 يوليو 2005م ومما يعني هناك مجموعة من النخب الصفوية في ذات الاحزاب التي تدعي المعارضة غير راضية بعملية التزواج بين السياسة والعمل العسكري لإسقاط النظام وبالتالي فهي غير متفقة مع الحركة الشعبية في مشروع السودان الجديد من حيث المحتوى والمضمون ولكنها تعمل لمصالحها وتستخدم الحركة الشعبية لإبتزاز النظام والحصول على مكاسب في نفس الوقت النظام يجند من بين المعارضا اشخاصا يستخدمهم في تفكيك المعارضة ذاتها ، والمفارقة أن معظم المقاتلين في الجيش الشعبي من ابناء النوبة يمسكون البندقية وهم الذين يدفعون فاتورة الحرب الباهظة جدا التي قتلت الإنسان ودمرت الديار بينما كل الحلفاء من المعارضة يمسكون القلم والمذياع وأن دفعوا شيئاً من الاعتقالات والقمع الامني إلا انه يندرج في التصوير البطولي الذي يخلق شهرة سياسية تسجل في ملفه فهو ابن عم او قريب ومطلبه لا يتعدى المشاركة والحصول على بعض الامتيازات بينما الاخرين يحاربون ليس من اجل السلطة انما من اجل الدفاع عن ارواحهم المستهدفة للموت على يد نظام دموي دكتاتوري ويناضلون من اجل العدالة والاجتماعية والحقوق المشروعة . حق تقرير المصير مكسب قانوني معترف بها دوليا وفيه خيارات قانوينة تتيح للشعوب حق التمتع به ولابد لشعب النوبة التمسك به لأنقاذ ارواحهم والاجيال القادمة من الهلاك لأن الاستمرار في الحرب لن تفضي إلى نتيجة ايجابية لشعب اقليم جبال النوبة وحقا على كل مواطن في اقليم جبال النوبة عدم الاستهزاء او السخرية بقرارات مجلس التحرير اقليم جبال النوبة لأنها تمثل مصير شعب ظل يناضل من أجل العدالة اكثر من 60 سنة فلابد لهذا الشعب ان يعيش بسلام على ارضيه بدون فرض سيطرة الاخرين عليه او الشروع في تصفيته عرقيا ويستطيع شعب اقليم جبال النوبة وبكل جدارة أن يكونوا مثالا يحتذى به في حكم انفسهم وادارة شئونهم في امن وسلام والذين يتوجسون مما يحدث للجنوبين ويضربونه مثلا للنوبة هم على خطاء في التقدير لأن التعايش المتواجد في الاقليم بين النوبة كقبيلة واحدة متحدة لم تشهد بينهم حروب مثلما بين الدينكا والنوير في جنوب السودان ويتالف جميع مكونات اقليم جبال النوبة في حالة تعايش سلمي مستقر وذلك اكثر تاكيداً على وحدة النسيج الاجتماعي على الرغم من التدخل السياسي المغرض الذي يفرضه الجلابة الشماليين بواسطة بعض ابناء الاقليم المروضين لخدمة اجندة السياسة الشمالية ولكن سهلا على ابناء الاقليم معالجة اي حالة شاذة إذا ما وجدت ونقول للذين يسعون إلى بث سموم الؤتمر الوطني والتلويح التهديدي للنوبة عن القبائل الاخرى المتواجدين في الاقليم لا تحلموا بان يقوم النوبة بمحاربة أهلهم ومواطنيهم الذين يعيشون معهم سنين طويلة وبينهما تصاهر وانساب فهم ليسوا ضيوف هم مواطنين وتقرير المصير لا يعني انفصال اقليم جبال النوبة عن دولة السودان انما هو جنوح للسلم وحقن دماء السودانيين والحفاظ على ما تبقى من وطن . فتقرير المصير ليس طلبا حديثا انما هو قديم والملاذ الاخير لما وصلت إليه الحالة السودانية في وجود معارضة شمالية غير جادة عملت وبصورة واضحة على توطيد النظام واستمراره لأنها ساهمت وبشكل فعال في تدمير الحركات المسلحة إضافة إلى وئد الثورة الشعبية وتجريدها من ادوات المقاومة بذلك تتحمل المعرضة كلما يتعرض له الشعب السوداني من خراب ودمار وتفكك الدولة السودانية علي يد نظام المؤتمر الوطني والذي ظل يباشر في عملية تأمين نظامه ببيع السودان كقطع اراضي للمستثمرين الاجانب بعدما اصبحت السودان كيكة يقطع منها كل من يستطيع ان يدفع كاش ليصرفها النظام على تعزيز ترسانته من السلاح المدمر ومليشياته والماجورين لقتل الشعب السوداني والمدهش أن دولة مثل بريطانيا العظمي أم الديمقراطيات تفتخر بانها سوف تتعاون مع نظام البشير المجرم المطلوب للعدالة الدولية بجرائم حرب ضد شعبه لقد شهادنا تسجيلا لسفيرها في السودان على وسائط التواصل الاجتماعي وهو يمدح الحكومة السودانية ويفتخر بالتعاون معها لمصلحة الشعبين كانه لا يدري ما يجري في السودان من حروب طاحنة وانقلاتات امنية وشعوب مشردة ومعلوم بأن الولايات المتحدة الامريكية بقيادة ترامب قوت علاقافاتها مع السودان وتعتبر هذه كلها خطوات ليست لصالح الإنسان السوداني في انعدام الديمقراطية والعدالة ومع تفشي الفساد الادراي والسياسي وانتشار الحروب واصبحنا نشعر باننا لا نملك وطن وما خفي اعظم . محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة