وقف علي كرتي وزميله أمام مكتب رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري.. طلب الرجلان مقابلة عاجلة مع الرئيس.. إلا أن العميد بكري حسن صالح رفض إجابة الطلب إن لم يعرف سبب المقابلة العاجلة.. حينما أدرك وزير رئاسة الجمهورية وقتها أن ثمة بعض من الإخوان ينوون تقديم مذكرة مناصرة للبشير في صراعه مع شيخ الحركة الإسلامية أمسك بالقلم وبات واحداً من الذين كتبوا مذكرة العشرة التي غيَّرت مسرح الحركة الإسلامية إلى يوم الناس هذا. من المتوقَّع أن يحسم المكتب القيادي للحزب الحاكم قبل نهاية هذا الأسبوع اسم مرشحه لرئاسة مجلس الوزراء.. الترشيحات حتى هذه اللحظة انحصرت في أربع أسماء.. تتفاوت حظوظ الأربعة المبشرين بالمنصب الرفيع.. حسب التسريبات أن الترشيحات تنحصر في المهندس إبراهيم محمود بحكم منصبه كنائب للبشير في الحزب الحاكم.. كما تشمل الترشيحات عوض الجاز إلا أن عامل العمر قد يمنعه من اعتلاء منصة التتويج.. إلا أن حظوظ حسبو عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية ربما تكون الأفضل.. حسبو تحرك بإيجابية خلال فترة شغله لمنصب نائب الرئيس.. كما أن محاصصة دارفور مصحوبة باتجاه لإلغاء منصب النائب الثاني لرئيس الجمهورية.. هذه الحادثات ربما تجعله خياراً محتملاً لشغل المنصب الكبير. لگن الفريق بكري حسن صالح يتمتع بمواصفات أفضل من رصفائه.. الرجل ظل مستودع ثقة رئيس الجمهورية.. ثقة تعززت منذ أن كان الرجلان ضباطين في مركز سلاح المظلات بشمبات.. مضت الثقة والرئيس يدعم بكري في أن يصبح نائباً لأمين الحركة الإسلامية وكذلك نائباً لرئيس الحزب الحاكم.. وقبل ذلك نائباً أول لرئيس الجمهورية. ليست الثقة وحدها التي تعزِّز فرص كسب الرجل لمنصب الرجل التنفيذي الأول في الحكومة.. خلفية بكري العسكرية وبُعده عن المحاور وتدرجه في المناصب تعتبر من مكامن قوة الرجل الذي يميل كثيراً للهدوء والصمت.. بل إن وجوده في المنصب يجعله يجتاز دورة حتمية مهمة يحتاجها في المستقبل.. العمل تحت ضغط مراكز قوى مختلفة أمر يفيد الرجل في مقبل مسيرته.. رئيس الوزراء القادم سيجد أنه يعمل في ظل تقاطعات ما بين الرئاسة والبرلمان والإعلام. في تقديري.. ان الأمر الأكثر أهمية يكمن في ماذا يضيف بكري حسن صالح لمنصب رئيس الوزراء.. المنصب فقد كثيراً من مكامن قوته بسبب تخوف من بيدهم الأمر من إمكانية عدم الانسجام بين رئيس الجمهورية وشاغل المنصب.. تحت هذا الإحساس تم تجريد المنصب من حقه في اختيار الوزراء.. بل تم عكس الآية التي تجعل رئيس الوزراء يشاور رئيس الجمهورية فبات رئيس الوزراء أول من يطلع على قائمة التشكيل تحت بند المشاورة المسكون بالهواجس. بصراحة.. يظل الفريق بكري حسن صالح هو الشخص المناسب لإنقاذ هذا المنصب.. إن تم اختيار الرجل فسيكون إضافة مهمة، خاصة بعد أن منحت الأحزاب تفويضاً للرئيس لاختيار رئيس الوزراء وكامل الوزراء.. الفريق بكري بسبب تواصله الجيد مع الرئيس سيجعل للمنصب أسناناً تحتاجها الممارسة المستقبلية المبنية على السوابق. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة