شهدت الحلقات التي كتبتها عن تجربتي مع التمويل مشاركات وردود أفعال واسعة، وغالبيتها مدعمة للاتجاه الذي سرت فيه، وقد تبرع كثيرون برواية تجاربهم المرة معه، وطالبوا بضرورة أنسنة الإجراءات، أي أن تراعى فيها إنسانية الإنسان المكرم من فوق السماوات السبع. وذكر مشارك أن أحد رؤساء فرع بنك العمال طلب منهم التقديم للحصول على تمويل أصغر، فبدؤوا في الإجراءات العقيمة والغريبة، وبعد كل مستند يأتون به يطالبونهم بآخر جديد، وبعد ستة أشهر من (المساسقة) تم نقل المدير، وقال بدأنا من جديد ومضت ستة أشهر أخرى، وعندما انتهت إجراءاتنا قالوا نهاية عام وليس هناك تصديقات. ومع بداية العام جئت ممنياً نفسي بالمبلغ الذي سأحمله إلى أحد مراكز الاستثمار حتى لا "يتبعزق" مع التضخم، ووجدت (ناس تدخل وتمرق) من مكتب المدير، أسماء (ملخبطة) تاريخ يحتاج لتعديل، وعندما هدأت الحركة وأصبحت مع شخص أو اثنين دخل شرطي ومعه مستشار البنك القانوني يحملان أوراقاً للتصديق بفتح بلاغات، وكان الشرطي يضع الوريقة في اتجاهي، وأنا جالس أمام المدير استطعت أن التقط الأسماء المدونة بالقلم الأحمر وكان عددها (34) اسماً وهو يحمل ورقتين، وقلت إن هؤلاء أكثر من سبعين عجزوا عن السداد فهل سأكون استثناءً؟!، وقلت في نفسي ما لك وما لهم!!، واعتذرت للمدير، وتعللت له بأني نسيت البطاقة الشخصية بالمنزل فطلب مني تسليمها لإدارة البنك لاحقاً وتسلم المعلوم الشيء الذي ظل معلقاً حتى الآن. وقال عادل خير السيد كنت مديراً لإحدى مؤسسات التمويل الأصغر تبنيت تمويل إصدار كتاب، ولكن لعدم تفهم المديرين الأعلى تم التحفظ عليه، ووجهت صاحبه لمؤسسة أخرى وتم تمويله و طبع كتابه وحقق نسبو أرياح عاليه جداً. فالمشكلة في العقلية التي تدير وليست في بنك السودان لأن قوانينه مرنة جداً، فالتجربة تحتاج لإعادة تقويم في كل المجالات. ويوافقه حسين إبراهيم جمعة الذي يعتقد أن المشكلة في الأخلاق والضمير، ويرى أن البنك الزراعي فشل في تمويل المزارع، وكذا بنوك الثروة الحيوانية، والصناعي، والعمال، والادخار، و... فإلى متى تسير الأشياء بهذه التراجيدية؟ هذه المؤسسات تحتاج لجراحة عميقة، وتأسيس مشروع أنسنة القانون والإنسان معاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة