|
Re: أخي الرئيس ..ألم أقل لك أن وزير المالية (فا� (Re: جمال السراج)
|
في عصر حكومة الإنقاذ اختفت المظاهر الأساسية للعاصمة السودانية .. وتلاشت عن الأنظار معظم الميادين العامة الهامة .. وتحولت الملكيات العامة الكثيرة إلى ملكيات خاصة بقدرة قادر .. وتلك المساكن العسكرية التي كانت تطلق عليها ( الإشلاقات ) قد بيعت وأصبحت مرتعاَ لشركات مجهولة المزاعم والمصادر .. والمعالم الأساسية في العاصمة السودانية فقدت نكهتها بعد أن طمرتها كلاب النظام المتسلط بالفساد والمفاسد .. ومشاريع الدولة الأساسية قد انهارت .. فتلك هي مصلحة سكك حديد السودان التي لا تتواجد إلا في مناطق نادرة من السودان على استحياء .. وهي الآن تجابد أنفاسها الأخيرة .. وتلك هي الخطوط الجوية السودانية التي انهارت بالتمام والكمال .. وتلك هي الخطوط البحرية السودانية التي أصبحت من أحلام الماضي .. والمشاريع الزراعية في السودان حدث ولا حرج .. وفي مقدمتها مشروع الجزيرة ذلك المشروع المهمل المبهم المنبوذ بمعنى الكلمة .. وبالمختصر المفيد فإن السواد الأعظم من المشاريع الزراعية الخاصة والعامة في السودان اليوم يشتكي من حالات الإخفاق والفشل الكبير .. والحال يجري كذلك على المصانع العامة والخاصة في السودان .. وهي المصانع التي تشتكي الآن من العجز وعدم الإنتاج .. والمواطن السوداني يعتمد اليوم كليا على السلع الضرورية والكمالية المستوردة من الخارج بأغلى الأسعار .. ومن سخرية الأحوال أن المزارع السوداني اليوم يشتري المنتجات الزراعية من الأسواق مثله ومثل الآخرين من فصائل المجتمع السوداني .. ولا فرق بين المستهلك المزارع والمستهلك التاجر والمستهلك المعلم والمستهلك الطالب والمستهلك العامل والمستهلك الموظف .. فالكل سواسية في مواجهة مطرقة الغلاء وسندان الجشع والتضخم .. والشعب السوداني كان في عام 89 في حاجة ملحة إلى الإنقاذ من الأحوال المتردية .. حيث الأصوات التي كانت تنادي ( العذاب ولا الأحزاب ) .. ثم استولت حكومة الإنقاذ الكاذبة على المقاليد بفرية الإنقاذ .. فإذا بالبلاد تتراجع آلاف الخطوات إلى الوراء .. واليوم حكومة الإنقاذ في حاجة ملحة إلى الإنقاذ .. وتتواصل دائرة المهازل في السودان .. تلك الدائرة الأبدية .. حيث ذلك الشعب الغريق الذي في حاجة ملحة إلى الإنقاذ .. ثم من سخرية الأحوال فإن المنقذ المزعوم في حاجة إلى الإنقاذ .. وهكذا دواليك .. غريق إلى الأبد في بحار الشقاء .. ومتسلط يزيد الشقاء شقاءَ .. وهو ذلك النحس الأبدي الذي يلازم السودان منذ يوم الاستقلال .
| |
|
|
|
|