الأنين الذي ينفثه صدر القطار لكأنه يوزع دموع أحزانه علي مسارات ضيقة في ربوع البلد الكبيروهل كانت تلك إلا صافرات إنذار بالوعيد!ها هم قد إصطفوا لشراء تذاكر الجوع والجهل والمرضيتسلق بعضهم السطح لأجل آهة وعاهة أو موت سريع بلا ثمنعبر نافذتها جالت ليلاي ببصرها ورأت شجرا مقنعا في هيئة الجند مموها يهرول إلي البعيدكل يبكي ليلاههن يقطعن أيدهنويبدين زينتهن لنجم الصباح القريبخفقان الساعة كإختلاف شاب مهاجر إلي ديار الأحباب في مواسم الأمطارالشوارع تبكي غياب أهلها وتشم رائحة الغرباءتشتم الجبناء ثم تبصق علي المشاة في الهوامش القذرةعلي عتبات الليلإصطفت عصافير ملونة الشفاه والوجناتسبحن في أمواج الذكرياتسحابة عابرة مدت أصابعها تعزف ربما أغنية الختام علي أوتار قوس قزحألحانا من إيقاعات الوازا والكرنق والمردوملماذا النيل هنا مكب للنفايات ومنتهي القاذوراتثمة ألسنة علي شاطئيه لا تستسيغ كيمياء التباينولا تستجيب لفيزياء العقليتباهي الحاشية بإرتداء أجنحة النعام لإعادة محاولة الطيران بالقفز من جرف شاهقالطاغية يصعر خده ومن عرشه الزجاجي يرشق الرعاع بالحجارةوهم غارقون في تفاصيل رصف "الرواكيب الصغيرة" بالسراميكيبادلونه رشقا بألسنتهم علي هواتفهم النقالة■ الحاج خليفة جودة■ أمدرمان - أبو سعدأحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة