أعود بذاكرتي الي أيام بعيدة قبل سنوات غائرة في ندبة العمر و أنا أجلس مع ذلك الصبي الذي أحضرته والدته التي أكاد اسمع صوتها الآن: ( محمد، الولد ده عنده امتحان دين بكرة... امتحان سنة اولي... عليك الله راجع ليه دين..) قلت له و أنا أحاول أن أحل معضلة عدم مقدرته علي تذكر اسم والدة الرسول "ص" (اسمع انا مش اسمي محمد، والرسول اسمه محمد.. وأنا امي اسمها امنة و الرسول امه اسمها امنة.. خلاص اتذكرها كدة!.. ) غداً التاسعة صباحا... في غرفة الامتحان الشفهي دار الحوار التالي: -الرسول امه اسمها منو؟ - آمنة - ممتاز... آمنة بنت منو؟ - آمنة بت نايل!! و أعود بالذاكرة مرة أخري الي أزمان بعيدة.. الي ذلك اليوم الصيفي القائظ تحديداً و أنا أخاطب أمي: - الدولاب ده بدل تبيعيه ليها رخيص كدة كان أحسن تديه ليها مجان لأنك كدة لا استفدتي تقدير منها ولا كمان بعتيه بسعره الحقيقي - أخير تكون فرحانة و تقول أشتريته من آمنة بت نايل و غشيتها في السعر... أخير من تحس انها ضعيفة وانا اديته ليها مجان!! أعود هذه المرة بذاكرتي الي أزمان سحيقة.. الي تلك الليلة الباردة من ذلك الشتاء القارص و أنا ذلك الطفل الذي يتسلل في جوف العتمة و هو يرتجف من الخوف و البرد: - يمة - اي يا عشاي - انوم معاك؟ - لاقنك وين يا نور العين ادلف الي ذلك الملاذ الآمن و يتسلل النوم الي عيني علي وقع أصابعها و هي تتدحرج علي المسبحة.. سبحان الله... سبحان الله... سبحان الله. وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة