إذا وافقت الحركات المسلحة على التوقيع على خارطة الطريق المقترحة (خارطة أمبيكي) تكون البداية الصحيحة لخروج السودان من نفق الاحتراب السياسي الداخلي.. قبل يومين أصدرت قوى (نداء السودان) بياناً في ختام اجتماعها في "باريس" يفهم منه أنها في سبيلها إلى التوقيع على خارطة أمبيكي.. مما يعني دخولها في ملف الحوار الشامل.. وهي خطوة مهمة ترفع من المشاركين في الحوار وتقلل كفة الممانعين.. ولم يبق من القوى السياسية المؤثرة خارج منظومة الحوار سوى الحزب الشيوعي والبعث وآخرين.. لكن الخطوة المصيرية الأهم تظل إيقاف الحرب في كافة أقاليم البلاد.. وهي اللحظة التاريخية التي ينتظرها كل أبناء هذا البلد (الصابر على المحنة) على قول شاعرنا التيجاني الحاج موسى.. في تقديري إن الكرة الآن في ملعب الحكومة.. في مسارين:- الأول: رفع منسوب الجدية.. فحكاية تطويل آماد جلسات الحوار محبطة إلى أقصى درجة.. ليس معقولاً أن تنتهي آخر جلسة في حوار قاعة الصداقة في شهر مارس الماضي (2016) وتكون أول جلسة للجمعية العمومية في 6 أغسطس (2016).. طبعاً إذا التزمت الحكومة بالموعد.. خمسة أشهر من الإنتظار مجهول الحيثيات.. رغم أن هناك توصيات كثيرة تنتظر البت في مصيرها.. وهي في معظمها توصيات لا تؤثر ولا تؤخر إنضمام الممانعين. الثاني: أن تعلم الحكومة أن (ما لا يُدرك كله لا يُترك جُله).. ليس مهماً أن ينخرط الجميع في الحوار.. لكن الأهم أن يحس حتى الممانعين أن مسار الحوار يفضي إلى تحقيق آمال التغيير المحسوس المؤثر على المشهد السياسي السوداني.. لكن أن تستمر الحكومة في يومياتها كالمعتاد على مبدأ (وعلى مستمعينا مراعاة فروض الواقع) فإن ذلك يبعثر ضوء آخر شمعة ممكنة في آخر النفق. أنا لست من أنصار حكاية (تهيئة الأجواء) بـ(شوية حريات) فالدستور محشو بما طاب ولذ من الحقوق والحريات.. والمطلوب سيادة القانون لا أكثر.. لكن تكرار المعارضة طلب (تهيئة الأجواء) يمنع شرعية (المنح والمنع) في الحقوق الدستورية الأساسية.. يجب أن تدرك المعارضة أن اختصار كل الشروط والطلبات في (سيادة القانون) فقط لا غير يمنحها أكثر بكثير مما تتوقع.. بل هو الطريق الوحيد المتاح لاستقرار سياسي مستدام.. الفرصة متاحة من أي وقت مضى للمعارضة وللحركات المسلحة أن تحصل على ما لم تحصل عليه بالعنف (ولن).. وبكل يبقى الكاسب الأول من السلام وإنهاء الحرب هي المعارضة.. والخاسر الأول هو المؤتمر الوطني الذي يحمل فوق كتفيه حمولة (27) عاماً من الأخطاء الفادحة.. مطلوب من الحركات المسلحة إنهاء الحرب فوراً وبلا شرط سوى العفو العام وإدماج المقاتلين في الحياة العامة وتوفير مستقبل آمن لهم.. هذا.. أو الطوفان.. والتاريخ لا ينسى ولا يغفر..!! altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة