|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي!! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
أخي د. أبوبكر
لك من التحيايا بقدر ما في الأرض من متسع والبحر من زرقة والسماء من سكون .. وأشكرك نيابة عن
منصور وأصالة عن نفسي لهذا الشعور الطيب الذي لا يخرج إلا من نفس طيبة وروح راضية مرضية ... في
الحقيقة رحلتك إلى ساتومي العجبيبة بهاالعديد من المفارقات والعبر ما يجعلهاجديرة بضمهالأدب
الرحلات لقد تعاملت مع المواقف بحصافة ودبلوماسية وحررت بقية المسافرين من لعنة دول العالم
الثالث أما ذلك البرتغالي فلم أستغرب تصرفه فكل المواطنين الذين ينحدرون من دول وأصول غير
مسلمة لا يثقون في حتى في أنفسهم ويؤمنون بسياسة( عض ألبي ولا تعض رغيفي ) التي يعمل بها جميع
المصريين , عمومالك التحية وأنت تولد من جديد وتتنفس من جديد وتمشي على قدميك من جديد وإلى
سكان ساتومي ألف باقة شوق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (2)!! (Re: Khalid Osman Jaafar)
|
هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (2)!!
لا أعتقد أن هذه الحلقة ستكفي لأن أسرد لكم تفاصيل تلك الرحلة لأن المضحك المبكي هو في تفاصيل أحداثها الدقيقة لذا سأضطر لأن أواصل سرد القصة في حلقة ثالثة حتى لا يفقد الأحبة متعة الأحداث.
بدأ تحرك موكب (الكارو) من المطار:
وصلت ومعي قافلة من ثلاثة عربات كارو بقيادة السنيور الليخاندرو وجليت على يمينه ومعه أحد مساعديه بينما العربتين كل منهما فيهما قائد وركب في السيارة الأخيرة رفيق رحلتنا البرتغالي رودريقيز وقد طلبت منه أن يكون في العربة الأخيرة حتى نحصر العربة الكارو الثانية بيننا نحن الإثنين خوفاً من إحتمال أن (يزوغ أو يتوه) قائدها علماً بأن الأربعة مخمورين أما رائحة العفن والعطن والعرق فحدث ولا حرج. وصلنا المطار وإذا بكل رفاق الرحلة وقد صدموا عندما رأونا في عربات الكارو فقد إعتقدوا أننا ذهبنا لإحضار سيارات تاكسي أو ليموزين لتحملهم إلى وسط العاصمة حيث الفنادق .أحياناً عندما يبلغ الإرهاق بالناس مبلغه تتعطل عندهم حاسة التفكير المنطقي فيفترض أننا حوالي 37 فرداً فهل يمكننا أن نجد ( سيارات تاكسي في مكان ما أو في شارعٍ ما واقفة في إنتظارنا لتقلهم؟ ثم أن الجواب باين من عنوانه ، افلآ يكفي ما مررنا به من مفارقات مع الجوازات والجمارك؟!! ... ثم أليست كل هذه التجهيزات هي مسئولية وواجب قائد الطائرة التي هبطت إضطرارياً في غير وجهتها؟ المهم عندما رأيتهم تحدثت لهم بالإنجليزية وقلت لهم ( العدو خلفكم والبحر أمامكم ) فمن لديه خيار آخر فعليه أن يطرحه وها أنا أعلن الأحكام العرفية وعليهم الطاعة وإلا فكل يخرج الشوكة من جسمه بطريقته ... ولأننا في دولة من دول العالم ... طاشر !! فأنا أحد مواطني ذاك العالم المتخلف والوحيد المؤهل للتعامل مع هكذا رعايا دولة ألقت بنا المقادير في رحمتهم!! .. صمت الجميع وهنا أخبرتهم أن عربة الكارو الأولى سأكون فيها أنا والبرتغالي رودريجز واليخاندرو والمضيفات وقائد الطائرة ومساعده.. العربة الثانية فيها السيدات ... العربة الثالثة بقية الرجال لحماية المؤخرة!!
بدأنا التحرك بإتجاة المدينة ولما سرنا حوالي كيلو ونصف قال لنا السيد اليخاندرو أن المبنى الذي نراه أمامنا هو قصر الرئيس وأن الرئيس رجل فاسد ومترشي وحرامي يعني بالعربي (قطاع محافض) وأن الكولونيل فرنانديز تحرك بالجيش وذهب إلى القصر وهدد الرئيس بأن يعدل من سلوكياته وأخلاقياته وأن يتعلم طهارة الذمة واليد وقد أمهله ثلاث شهور وإلا سوف يلقي به خارج سدة الحكم!! لذا إكتسب الكولونيل فرنانديز شعبية منقطعة النظير من شعب الجزيرة التي تعدادها عشرة آلآف نسمة!!
عندما كنا بمحاذاة بوابة قصر الرئيس فإذا بالسنيور أليخاندرو يخرج بإتجاه بوابة القصر وهنا خاطبته عبر مترجمنا رودريقيز البرتغالي فإذا به لم يعره أو يهرني أدنى إهتمام ولم يكلف نفسه حتى بالرد علينا ... وشعرت أنني فقدت السيطرة وأن القائد الحقيقي هو السينيور اليخاندرو والذي قبض الأجر مقدماً وأن فرص ممارسة أي ضغط عليه تكاد تكون معدومة ومستحيلة وخفت إن بدأت أجادله أن يقوم بتهزأتي ويمرمطني ويمسح الأرض بي أمام من فرضت عليهم الأحكام العرفية ونصّبت نفسي عليهم قائداً بدون أي مسوغ ديمقراطي!!... الآن نحن أمام بوابة القصر ... يوجد حارس مهلهل الملابس لا يتساوى في مظهره حتى مع الخفر ... وهنا توقف الركب وما شعرت إلا بالسنيور أليخاندرو والثلاث الآخرين وقد نطوا في الهواء ( قلبوا الهوبة ) في جلبة وغوغائية وإتجهو نحو مدخل القصر فوقف السنيور أليخاندرو يتبول أمام البوابة وعلى مسمع مرأىً من عيون الحرس الوحيد المهلهلة ملابسه الرسمية والذي كان دائم الإبتسام وهذه طبعاً من علامات التفاؤل بغدٍ واعد!! بينما بدأ الثلاث الآخرين التغوط في بالقرب من البوابة بجوار شيخ العربجية السنيور اليخاندرو ونحن وقد بلغ منا الإعياء وهز ووقوع الكارو في الحفر مبلغاً لا يوصف .. وكما قلت نحتن لا نملك من أمرنا شيء فالأمر كله بيد السنيور أليخاندرو بعد الله سبحانه وتعالى ... وشر البلية ما يضحك!! بع أن قضوا قادة عربات الكارو حاجتهم من بولٍ وغائط بدأ نا مواصلة الرحلة وبعد أقل من كيلومتر واحد توقف الموكب مرة أخرى وكنا هذه المرة أمام كائدرائية بجوارها مقابر .. وإذا بالسنيور أليخاندرو ينزل من الكارو وتبعه الثلاثة مؤشراً بعلامة الصليب في الرأس وجانبي الصدر وإنفتح في بكاءٍ مرير وهنا طلبنا من السيد رودريقيز أن يتحدث معه لمعرفة أسباب البكاء فعرفنا أن والدة قائد الكارو (تبعنا) مدفونة هنا وهو لم يستطع توفير أي شيء ليقدمه لراهب الكنيسة ليطلب من الله طلب الرحمة لها ... وإستمر في البكاء ويبدو أننا أمام ليل ليس له صباح ... والناس جميعاً شبه أموات من الإرهاق والجوع والعطش وإتفاع الرطوبة!! هنا قدحت بنات أفكاري وقلت للسيد رودريقيز أسأل اليخاندرو كم يحتاج ليدفه للقس حتى يترحم له على أمه فرد بأنه على الأقل يحتاج لخمسمائة فرنك... شعرت بأن اليخاندرو يزاول معنا عمليات إبتزاز وبالرغم من أن معي من الفرنكات مبلغ مقدر إلا أنني قلت له عبر المترجم أن سعر المغفرة في الجزيرة مرتفع جداً وأن في بلادنا لا تزيد عن خمسة فرنكات تقريباً!! هنا هز رأسه وقال أنه يمكن أن يتفاوض مع القس على خمسين فرنكاً!! فقلت هل إن دفعت سيواصل التحرك وسيكف عن البكاء الذي شاطره فيه بقية زملاؤه المخمورين فرد بالإيجاب فأعطيته الخمسين فرنكاً فإذا بإبتسامة عريضة إرتسمت على محياه وأفاد أن في الغد سوف يأتي لمقابلة القس ويدفع له؟ وأظن أن هذا لن يحدث أبداً!!!
تحركت قافلتنا حتى شاهدنا بضع لمبات إنارة بعيدة جداً فإذا به يدخل الأمل والبهجة في أنفسنا وقال ما معناه( خلاص قرّبنا)!! ولكن علينا أن نقف أما قيادة الجيش بعد كيلو من هنا لننشد النشيد الوطني ونلقي التحية غيابياً على الكولونيل فرنانديز نصير الضعفاء الذي هدد الرئيس ومنحه فرصة ثلاث أشهر لتغيير وتصحيح سلوكياته وتنظيف يده وتطهير ذمته والتي وصفها السنيور اليخاندرو بأنها ( مطاطة)!!... وقفنا أما القيادة ونزل الأربعة ووقفوا صفاً واحداً وهناك جندي أما القيادة بدا الإنشاد معهم للنشيد الوطني بعد أن خلعوا كل قبعات السعف ووضعوها تحت إبطهم وبدأوا بالتحية العسكرية وهتفوا في فرحٍ وحبور وإبتسام ينم عن الرضا ( فبفا فرنانديز!! .. فبفا فرنانديز)!! وتوجست خيفة أن يظهر علينا اليخاندرو بطلب فرنكات أخرى فقد دفعنا له وهو يبكي وأخاف أن ندفع له أيضاً وهو يبتسم وأثرت الصمت ... وبعد حوالي ربع ساعة إستأنفنا رحلتنا !! إلى الغد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (2)!! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
يا دين النبى
أهذا مقلوب حلم عواطف أم ذاك واقع مشيته ومن معك بخطى كان لزاما عليكم أن تمشوها وقفت فى كل مفرده وجحظت عيناى فى كل عباره وأحترت لكل موقف من تلك المواقف الفريده ومازال العميق فى المؤخره...ياصديقى ذلك سرد تصويرى لواقع يصعب لمستشرقى القرون السابقه للوصول لمستواه ولو وجدوه بلغاتهم لبالغوا فى إكرامك بنوبل...كنت أبحث عنك فى البوستات الأخرى وقلقت لعدم ظهورك وأنت وأنت على حنطور بعير تكابد مشاق النفوذ إلى سقف يأويك فى بلد يقضى الناس فيه حاجتهم تحت أقدام حراس قصر الدولة...فيا دكتور هذا مشروع روايه بالتوسيع الذى أنت أهل له...أشكرك على الإهداء وتقاسمه مع الأستاذه عواطف فشكرا جزيلا لا انقضاء له لو أن إحسانكم يجزيه شكران فشكرا لك وأنت تعب إلينا من فضل يراعك أطنانا من الأدب الخلاق فلك خالص وعميق تحاياى والسلام..................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (3)!! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (3)!!
ابوبكر يوسف إبراهيم
تناول أغلى وجبة عصيدة!!
تحرك ركب قافلتنا بعد أن توقف لمدة ربع ساعة بعد أداء التحية للكولونيل (فيرنانديز) قائد الجيش الذي هدد رئيس الدولة بأن يعدل من سلوكياته وتهير نجاسة يده.. في الطريق بدأنا نشاهد محطات البنزين وقد يعلم جميعنا بأن البنزين يباع إما باللتر أو بالجالون أما أن يباع بالزجاجة ( القارورة) فهذا لم يحدث حتى في عهود صفوف البنزين في عهد الديمقراطية الثالثة في السودان .. عبر (رودريقيز) البرتغالي سألت الليخاندرو عن سر بيع الوقود بالقارورة فأجاب بأنه يستعمل كوقود للدراجات النارية وهي وسيلة المواصلات الرئيسة في الجزيرة الدولة وشركة (توتال) الفرنسية هي صاحبة إمتياز التوزيع وهذه الشركة لها علاقات مريبة مع رئيس الدولة ذاك الرجل السمين الواسع الذمة النجس اليد كما يحلو لليخاندرو أن يصفه وأردف قائلاً أن هناك شركة أمريكية إسمها (شيفرون) إكتشفت أن الجزيرة تعوم على بحيرة من نفط ولكن اللكولونيل أخبر الرئيس بأنه لا يرغب في أن تطأ أرض الأمريكان الجزيرة!!.. بدأت إستهلالات ومعالم وسط العاصمة تظهر لنا بالرغم من أن إنارة الشوارع ضعيفة أو تكاد تكون معدومة وأن الطرقات في حال سيئة جداً وبالكاد بعد كل مسافة تقطع نجد آثاراً تدل على أن هناك آثار أسفلت من العصر الأسفلتي الغابر!! المباني نوعان ، النوع الأول هو من بقايا أبنية شيدها المستعمر البرتغالي ويسكنها علية القوم ويحتل عدد كبير منها رجل الأعمال باهيرو وأنجاله وهم أصهار رئيس الدولة وهذه المنازل لا تعدو أن تكون مثل منازل الطبقة المتوسطة لدينا ولكن هنا في برنسيبي هي قمة الأروستقراطية والرأسمالية والجدير بالذكر أن حالتهاسيئة بالطبع لسوء صيانتها .. أما بيوت الطين فهي أشبه ببيوت أهلنا الغلابة وهي منازل الطبقة البرجوازية أما الفئات الكادحة فسكنهم الصفيحي الصديء يدل على مستواهم المعيشي. المهم وصلنا وسط العاصمة وهو أشبه في حجمه بالسوق العربي ، أمافندقي (الدرة) و (الجوهرة)فهما أبسط ما يمكن أن يقال : أنها كلمة حق يراد بها باطل، فأما( الدرة ) فحدث ولا حرج وهو أشبه بلكوندة كردفان في الخرطوم بجوار داخليات كلية الطب وأما( الجوهرة) وهو الأحسن حالاً هو يقارب فندق الفونس بجوار داخليات كلية الهندسة وبالطبع من المظهر الخارجي يمكنك الحكم ، وقررنا أن نتوكل على الله وأن ندخل( الجوهرة)!! دخلنا الفندق فإذا بموظف الإستقبال يستقبلنا بإبتسامة عريضة وأبدى إستعداده لأن يتكرم علينا بالنزول في الفندق بالرغم من أننا لم نحجز مسبقاً فبالرغم من أن الفندق فارغ كفؤاد أم موسى إلا أنه ربما يريد أن ( يكشكر) ويعكس لنا أهمية فندقه الذي لا يمكن أن تصنفه إلا بأقل من نجمة واحدة!! المهم قلت له: نريد أن نرى الغرف أولاً وقبل أن يتعطف علينا ويتنازل عن موضوع الحجز المسبق.. دخلت أنا ورودريقيز والكابتن بشير وموظف الإستقبال وكدنا أن نسقط مغشياً علينا ففي الغرفة جميع أنواع الحشرات التي خلقها ربناتتجول بحرية وتنطط كيف شاءت دون أن يُعلن عليها قانون طواريء أو حظر تجول ، أما في الأركان فهناك مجموعات من الفئران التي حركت أشنابها وذيولها ترحيباً بنا لأننا ربما نأتي لها بالخير ، لأنها فعلاً فيران جامع فإن كان مواطن الجزيرة من الجوعى فما بالك بفئرانها؟!! وهنا قلت له بإستعلاء وتحدي: أين مدير الفندق؟! فرد بأنه هو الإستقبال والمدير وخدمة الغرف وأن زوجته هي الشيف ومسئولة المغسلة!!( جاك بتاع كلو)!!.. أسقط في يدي فليس هناك من تشكو إليه إلا هو!! قلت له كم سعر الغرفة في الليلة وهل؟ وهنا سأل مع الإفطار أو بدونه؟ قلـ: بكم مع الإفطار وبكم بدونه؟ فأجاب مئتان وخمسون فرنكاً نقداً بدون إفطار كما أخبركم بأننا لا نقبل أي بطاقات إئتمانية لأن هناك الكثير من الضيوف عديمي الذمة ما كانت بطاقاتهم معتمدة!!.. بالطبع ما يقوله محض هراء فأكاد أجزم بأن فندق جوهرة برينسبي لم يدخله زائر منذ أعوام!! وأردف أما إن كان مع الفطار فألف ومئتان وخمسون فرنك!! ( يعني الفطار بأربعة أضعاف أجرة الغرفة)!!.. تعجبت وقلت له : ما هي مكونات هذا الإفطار؟ .. فأجاب ( بيضتين( مسلوق أو مخفوق أو أومليت) كباية عصير .. كباية نسكافيه أوشاي..) قلت له : نحن سنتولى أمر تغذيتنا وسنحاول أن نتدبر أمرنا ولكننا لن ندخل هذه الغرف أو نسكنها إلا بعد نظافتها وتغيير الملايات والبطانيات وأكياس المحطات ورشها من الحشرات لإغتفق معنا بأنه خلال ساعتين سيجهز الغرف ويمكننا الإستراحة في اللوبي في هذا الأثناء .. الجميع بلغ به التعب مبلغه والجوع أوجه وأوجعه وسألنا السيد راموس ( الإستقبال والمدير وبتاع كلو) إن كان هناك مطاعم.. ضحك الرجل على أساس أنني وجهت له سؤال ساذج فرد بأننا في العاصمة وليس الضواحي فتهللت أساريري.. طبعاً في هذا الأثناء لم نستغن عن السنيور/أليخاندرو قائد الإسطول رغم من أنه بدأ ( النِّقَة) ولكني طمأنته عبر رودريقيز أننا بالإمكان إنزال متاعنا ولكننا لا نريد ذلك الآن لأن نريد أربعتهم( طاقم عربات الكارو الثلاث) مشاركتنا الطعام بعد تنظيف الغرف وهذا سوف لا يستغرق أكثر من ساعتين فقط ، فإذا (بالليخاندرو) يتهمني بالتخلف ويقول ولماذا لا تتناول الطعام خلال هاتين الساعتين بدلاً من إضاعتهما في الإنتظار وتربطنا معك هذه المدة أليس هذا أنسب؟! وأخبر بأنه يعرف بجوار الشاطيء مطعم سمك لسيدة يعرفها شخصياً ورغم أنها ربما تكون قد أغلقت المطعم لكنه لعلاقته الجيدة و( الحميمة معها - وكما قال- أنها تهيم به ولكنه لا يعبأ بها) وأنه يستطيع التفاهم معها.. تحركت القافلة وسمعت ( مدير الفندق) يتحدث إلى الليخاندرو وعلمت من ( رودريقيز )( أن المدير وعده بدفع بقشيش جيد إن أعادنا له ولم يذهب بنا إلى الفندق المنافس ووافق ( الليخاندرو) وأكد له بأنه سيعيدنا وعليه أن يحفظ كلمته معه وإلا فعليه أن لا ينام ملء جفنيه إن أخلف وعده!!. تحرك موكبنا عبر أزقة أزقة حي البوستة بالنسبة لها ( هاي وي).. بالكاد يكاد الكارو وعلى الجانبين منازل طينية مما يدل على أنه حي للبرجوازية المتوسطة حسب تصنيف أهل الجزيرة وفجأة توقف ( الليخاندرو) ونزل أمام أحد البيوت وضرب الباب حتى لكاد أن يكسره حتى ظهرت علينا سيدة فارعة الطول ممتلئة الجسم ذات زنود مفتولة وشعر رأسها واقف وفيه شيء أشبه (بالخلال).. عيناها حمراوتان وإذ يتبادل معها (الليخاندرو) الحديث شعرت بأنها تتحدث إليه بشيء من الغلظة، وعلمت من (رودريقيز) أنها أول مفتتح حديثها معه نادته( بالمخادع) و(إبن ال..أح)!! ولكنه قال لها عليها أن تكون مهذبة معه أمام هذا الحشد من ضيوفه الأجانب الذين سيكونون مصدر ثرائها وسألها إن كانت تستطيع تجهيز أي وجبة لهذا الجمع؟ فأجابت هل سيدفعون جيداً؟ فقال لها: هذا آخر شيء تتحدثين عنه فلقد تكون من الأثرياء بعد هذه الوجبة؟ فقالت أن لديها سمك جاف مملح وأنها تستطيع أن تطهوه مع دقيق القمح( يعني بالسوداني الفصيح عصيدة)!! المهم طلبت مائة فرنكاً عن كلب رأس ووافقت على الفور ولسان حالي يقول لرفاقي ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءٍ ولا شكورا)!! وسمعت الليخاندرو يتحدث مع السنيورة (جاردينا- حديقة بالعربي) والإسم سالم- وفهمت من رودريقيز أن العشاء يشمل بعض من شراب محلي كالنبيذلفتح الشهية إشتهرت به الجزيرة والسيدة حديقة بالتحديد!! وكانت رائحة المشروب كريهة ولكن الجميع شرب ما عدا أنا وطاقم المضيفات فقط اللآتي إشمأزين منه كما أبدت المضيفات خيفة من شكل وهيئة السنيورة جاردينيا .. ففعلاً أن شكلها مرعب وقد ذكرتني بسيدة في مدينة زالنجي حين كنت أعمل هناك في نهاية الستينيات، إسمها( أم جمعه دقوا رجال) وكانت تصف نفسها بأنها عضو لجنة نساء الوطني الإتحادي وعضو فرقة فنون دارفور وممرضة سابقة بالسلاح الطبي ومطلقة علي ( المدرب) مدرب شباب الختمية.. وكان لها الكثير من الضحايا والذين عادة ما تكون مدة علاجهم أكثر من (21) يوماًأي تعدت الجنحة إلى الجريمة!! المهم خلال ساعة كانت ثلاث قدور كبيرة تغلي بالمساء والسمك والدقيق ونحن جلوس في الحوش وعلى حصائر من سعف وما كان من ( الليخاندرو)ورفاقه الثلاثة الآخرين إلا أن واصلوا الشرب وهم في الأصل مخمورين... تناولنا الطعام وكانت أشهى وأغلى وجبة عصيدة بالسمك الناشف المملح تناولتها في حياتي .. والجوع كافر وإلى الغد!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (5)!! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الأخ الدكتورأبوبكر يوسف ينتابنى شعور بأنك إستطعت ببسط خيالك لوصف واقع أعتراك فى تلك الرحلة أن تعرج بنا إلى غياهب القرون الوسطى لا بل القرون الحجريه وتمتعنا بمختلف الأدوار والجدر والسلوكيات التى تعكس واقع وحقيقة إنسانها بتفاصيل ربما تغيب عن أنثربولجى حل بربعهم عشرات السنين يدون ويرصد ويحلل ذلك الواقع الفريد سبحان الذى يبقى على جيوب فى الأرض كتلك وينعم على خلق أخر ببصيرة تصيره أن يبدع سويسره وما شاكلها أضدادا لتلك الجزيره التى مسخها تسونامى الجهل والتخلف وفساد ذوى الأمر فيها............................
تحياتى لك ونحن جلوس كلناآذان صاغيه وعين تترقب المزيد
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (6)!! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي (6)!!
ابوبكر يوسف إبراهيم
يرزق المساكين من النصابين!!
كل شيء في هذه الدولة لا يتحرك إلا بالإكرامية وهو التعبير المجازي للرشوة .. فالفقر والفساد أحياًناً يُشَرْعِن مثل هذه السلوكيات.. عموماً مدير الفندق قام بعملية (فك المبلغ) بعد أن نال الإكرامية هو ومسئةل البنك المركزي .. المهم أخذت المبلغ الذي حصلت عليه من ( النصاب بتاع إن قلبي يحبك) وبدأت في توزيعه على غلابة الجزيرة حيث ذهبت مردوفاً في موتسيكل وهي الوسيلة المتداولة للمواصلاتو والمتعارف عليها هنا ويعمل في مزاولتها الطبيب والوزير والمهندس والخفير بجوار أعمالهم الرسمية وذلك توفيراً لقيمة الوقود كمورد لتغطية نفقات التشغيل لهذه الآلة التي لا يقتنيها هنا إلا علية القوم من البرجوازية الوسطى وما فوقها علماً بأن مكيال تزويها بالوقود هو ( القزازة) وليس الجالون أو اللتر!!.
وصلت سوق السمك حيث يتجمع الغلابة للتمتع بمنظر هذا البروتين الذين لا تطاله جيبوبهم وحلوقهم ومن محاسن الصدف أن الصيادين في هذا اليوم إصطادوا تمساح ضخم، وقد علمنا أنه حينما يحدث مثل هذا الصيد يبور السمك نسبة لرخص لحم التماسيح مقارنة بالسمك ، وفي مثل هذه السانحة يقبل الكل و حتى الغلابة على لشراء لحم التماسيح و(مزمزة ) هذا البروتين الرخيص ، ولكني لاحظت أن الجمهرة كبيرة حول بائع لحم التمساح ولكن الإقبال على الشراء ضعيف ويبدو أن الأزمة أزمة سيولة والتي لا تتوفر إلا لدى التماسيح الكبار مثل تماسيح سوق أمدرمان والخرطوم!! المهم أنني شعرت بأن في توزيع المبلغ على الغلابة المحرومين سوف تنتعش مبيعات لحم التمساح!!
بدأت أوزع المبلغ على الفقراء المتجمهرون حول بائع لحم التمساح وقد حدث هرج ومرج فقدت فيه قميصي وبنطلوني الذين آلا إلى تمزق تام وأصبحت ( بالنكس والفنيلة والشراب والحذاء - أكرمكم الله) (منظر كريكاتوري مضحك وقلت في نفسي بلد ما ليك فيها ولد أمشي فيها عريان ) وبينما كنت أمسك بما تبقي لي من فرنكات قليلة في يدي وفي حين غرة خُطفت من يدي وكنت أعتقد أن صقراً إختتطفها من الجو!! ولكن لم أتنبه لما حدث من وقع سرعته إلا عندما رأيت القوم مهرولون خلف شخص يجري وهم خلفه ‘ وحتى تلك اللحظة لم أكن أدري سبب الهرولة حتى رجعوا ممسكين برجلٍ شديد الشبه بالشمبانزي مضرجٌ في دمائه والكل يضربه مرة بالأيادي ومرة (بالنعلات) وفيهم من قطع أغصان الشجر لضربه وما أدهشني أن الكل كان يضرب ويضحك في سادية عجيبة!!.. أحضروه ومعه الفرنكات المختطفة مني وأعادوها لي.. والحمدلله كان من بين الساوتوميين رجلٌ رشيد يتحدث الإنجليزية علمت فيما بعد منه أنه مدير عام صحة البيئة بالدولة ولو أن منظره لا يدل على ذلك بل في الغالب على تدهورها!! وعلمت منه فيما بعد أن برنامج الأمم المتحدة متمثل في هيئة الصحة العالمية بعثته إلى بريطانيا للتخصص والتدريب وها هو يزاول مهامه علماً بأنه احد الغلابة الذين تزاحموا لنيل نصيبه من الصدقة وقد إشترى به لحم تمساح كان ممسك به، وقد شكرني وقد بدأت في قسماته علامات شعور بالأسف لما وقع لي حتى رثا لحالي وعرض خدماته بأن يأخذني إلى الفندق حتى أستر نفسي وفي ذات الوقت إعتذر لي عما فعله ( اللص) الشهير الذي هوكما قيل لي أعرق نشالي الجزيرة وقد أطلق عليه إسم (الشمبانزي) لأنه شديد الشبه به ولأن لا أحد يعرف له أي جذور فأصبح منبوذاً وربما كان هذا هو السبب في أن يحترف النشل والسرقة والخطف حتى يعيش وسط هذه البيئة المدقعة الفقر!!
المهم حمدت الله أنني سأستغنى عن خدمات السيد ( رودريقيز) البرتغالي حين سخر الله لي الدكتور( الفارو) كما يحلو له أن يلقب وكمدير عام صحة البيئة والذي يتحدث الإنجليزية بلكنة نايجيرية.. كما أن مهمام وظيفته لا تتعدي مهام ( ملاحظ صحة ) أو بالكثير ( ضابط صحة)!!... عموماً لقد تلطف الدكتور (الفارو) بإرجاعي على الفندق وقد تعجب الجميع عندما رأوني شبه عاري !!
طلعت الغرفة وسترت نفسي حيث عدت لدكتور ( الفارو) الذي كان ينتظرني وقد دعوته لشرب القهوة فما كان منه إلا أن وجه لي دعوة لتناول العشاء في منزله لمشاركته ( مزمزة) لحم التمساح!! الوقت في الجزيرة مملاً فالتلفاز قناة واحدة وليس هناك أطباق لاقطعة وكل شيء يبث بالبرتغالية ولمدة (4) ساعات في المساء.. أما الموسيقى فهي أقرب إلى إيقاعات ( الفلامنكو ) الأسباني.. وهذا الشعب مع فقره( يضرب الهم بالفاقة) فالكل يغني سواء ما شياً أو جالساً أو مزاولاً لعمله ولا يخلو موروثهم من رنة وأنة حزن وشجن وأعزي ذلك للحال البائسة التي يعيشونها!! قاتل الله الفقر فلو كان رجل لقتلته وكفانا الله أيضاً شر النعمة حينما تتحول لنقمة!!
في السابعة مساءً جاء الدكتور (الفارو) بموتوسيكله الخاص لإصطحابي لمنزله وفي هذا الأثناء كان مدير الفندق يقف إحتراماً وإجلالاً له وقد أوصاه الدكتور بي خيراً وحذره من مغبة أي شكوى مني لأنني ضيفه الشخصي ويبدو أن للدكتور سطوة على أصحاب الفنادق فمطاعمهم أيضاً تخضع لسلطته!!
كنت مستعداً للتحرك معه لولا أن الدكتور همس لي إن كان لدي من السجاير وبنت العناقيد من غير منتج الجزيرة .. فالدخان متوفر لدي لأنني مدخن شره أما بنت العناقيد فدبرت له أمرها من الرفاق!! وصلنا إلى منزل الدكتور الذي هو أشبه بمنازل ودنوباوي الطينية القديمة منزل متواضع جداً وأثاثه أكثر تواضعاً وعرفني على زوجته وإبنتيه ، لقد كان جمال زوجته وإبنتيه ذواتا العشرين ربيعاً فأكثر ملفتاً لروعته كون أن الأم هجين البرتغال المستعمرين لذا كان المنتج النهائي لون نحاسي مبهر أقرب إلى لون العسجد إنه نتاج إختلاط حضارتين أفروأوروبية فكان النتاج هذاالجمال الذي أثرى وقرّب!! وكان دليلاً على أن التباين بين بني البشر يتقلص حين البعد والتحلل من القيود الحضارية التفوقية والفوقية التي يدعيها الأعلى وينظر للآخرين بدونية!! فسبحان مبدع الجمال في جزيرة لم أر فيها جمالاً إلا ألآن!! الأب الدكتور متأثر بالثقافة الإنجليزية لذا فإنه يُدرس بنفسه لإبنتيه اللغة الإنجليزية وكذا زوجته وقد نجح شيئما في سعيه حيث تحدثوا معي إن لم يكن بطلاقة فعلى الأقل إستطاعوا التعبير عما يريدون إيصاله دون عناء!! المفاجأة التي أذهلتني أن الدكتور متزوج من شقيقة الكولونيل (فرنانديز) قائد الجيش الذي هدد وتوعد رئيس الدولة بتعديل سلوكياته المشينة وأن يطهر ذمته الخربة.. أن الكولونيل (فرنانديز) مدعو هنا في منزل شقيقته وصهره للعشاء على شرفي!!..مما حدا بالدكتور أن يبشرني أنني عند الإنتهاء من دعوته سيقوم الكلونيل بإصطحابي في سيارته الرسمية التي عليها علم القيادة والدولة إلى الفندق!! وإلى الحلقة الأخيرة في الغد!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هبوط إضطراري في مطار ( برينسبي) عاصمة دولة ساتومي!! (Re: Khalid Osman Jaafar)
|
الأخ العزيز خالد والله جميل إنك لقيت ليها موقع في الشبكة العنكبوتية بالمناسبة إكتشف فيها البترول بغزارة والصورة الإنتا شايفها دي صورة قصر الرئيس وأجمل ما قيل في المقدمة عنها:This is not a shortstring vaccation but you will get the experience of life time أظن أن ما تحته خط وهذه العبارة بالتحديد تدل على ما سيعانيه الزائر.. العبارة التالية: Friendly People who rarely sees any Tourism والوقعة هو التعبير التالي:؛Principe is the least well- known countries in the world بالمناسبة (بيرنسبي) هي العاصمة وليس الدولة فالدولة ساوتومي وهذا يدل على أن الذي حرر مادة الموقع جهة لا تمت لساوتومي بالإنتماء!! شفت الحلو في الموضوع العبارة التالية : You have to do some research & reserve your hotel room & flight tickets yourself في بشرى أحسن من كده؟! وكأني مسافر كوكب آخر!! أكيد واحد برتغالي شمّ ريحة البترول وراء الموقع .. الرجل بفكر بنظرة إستثمارية بعيدة. شكراً للمرور والمداخلة
| |
|
|
|
|
|
|
|