فأشح بوجهك الآن عن دارفور ..شهادة في الزمن الصعب .. و رمضان كريم ..

Quote: من يقف مع السودان؟ - أ. د. عبدالرحيم نور الدين| تاريخ النشر:يوم الأحد ,24 سبتمبر 2006 1:28 أ.م. إذا كان ما أعلنه إيان برونك بأن اتفاقية أبوجا الخاصة بسلام دارفور قد أدخلت غرفة العناية المركزة «الانعاش» وإذا مضت الجهود والاتجاهات الأمريكية في مسار حتمية نشر القوات الدولية في دارفور، مع رفض الحكومة السودانية لقرار مجلس الأمن رقم 1706، فإن اتفاقية نيفاشا التي وضعت حداً للحرب الدائرة في جنوب السودان سوف تدخل هي الأخرى غرفة الانعاش.. ليس هذا فحسب فإن السودان دولة وحكومة سوف يدخل ايضا غرفة العناية المكثفة إلا إذا وجد السودان نصرا واسنادا من الأشقاء والأصدقاء في الساحة الدولية العريضة.. وما أقلهم. لقد أوجدت قضية دارفور جرحاً دامياً ودائم النزيف في عقل ووجدان الشعب السوداني.. وفي فكر النخب السودانية التي وجدت نفسها حائرة بين تدخل دولي في سيادة السودان واستهداف هويته، وبين الاصرار على التدخل الدولي وانتشار القوات الأممية حفاظاً على أرواح المواطنين في دارفور الذين اضناهم عذاب الفرقة الذي سببه وأوجده اتفاق أبوجا الهش الذي وقعه فصيل واحد مع رفض سبعة فصائل أخرى لذلك الاتفاق واعتباره ظالماً وغير منصف لمئات الآلاف من المشردين والنازحين الذين فقدوا الأقربين.. والظل والمأوى وتفرقت بهم السبل.. والسؤال الأكثر الحاحاً هو: من يقف مع السودان في مجابهة هذه الأزمة المروعة؟ لقد أدت القارة السمراء ضريبتها ومسؤوليتها في هذه المسألة حين أصدر مجلس السلم والأمن الافريقي قراره التاريخي بتمديد فترة بقاء القوات الافريقية حتى نهاية العام الحالي.. ونسمع اصواتاً من هنا وهناك تؤكد أن جامعة الدول العربية تساند السودان في مصابه الجلل.. غير أن مواقف الدول العربية تبدو غير واضحة وضبابية حتى الآن.. ومصر الجارة والشقيقة والتي تربطها مع السودان اصرة القرب الجرافي والاستراتيجي وأواصر الثقافة والدين والمصير المشترك تقف في منأى عن الوقوف مع الحكومة السودانية حيث أفادت الأنباء أن الرئىسين جورج بوش وحسني مبارك قد أعلنا عقب لقائهما في نيويورك لوكالة «فرانس برس» ان رئىسي الدولتين عبرا عن التزام قوى في تأمين الانتقال الى قوة بعثة للأمم المتحدة. ومع هذه المواقف الخارجية التي تميل إلى نشر قوات دولية في دارفور عقب انتهاء المدة المقررة لبقاء الاتحاد الافريقي في نهاية شهر ديسمبر القادم.. ومع وجود التناقضات الداخلية في السودان والمتمثلة في موافقة الحركة الشعبية الشريك في الحكم - على نشر القوات الدولية.. ومع موافقة فصيل مني مناوي الفصيل الوحيد الذي أبرم اتفاقية أبوجا مع الحكومة السودانية، فإن الحالة السودانية تكون مفتوحة على كل الاحتمالات خاصة بعد تصريحات الموفد الخاص للأمم المتحدة يان برونك يوم الخميس الماضي بأن اتفاقية دارفور تحتضر مع دعوته كل الأطراف إلى استئناف المفاوضات. إن هذا المشهد المتداعي والكئيب يحتم على الحكومة السودانية بذل قصارى جهدها من الآن حتى نهاية العام لنزع فتيل الأزمة قبل أن تشتعل أكثر فأكثر مما يساهم في سحب بساط المؤامرة من تحت أرجل العتاة القاسية قلوبهم.. لأن الحكومة السودانية هي المسؤولة جملة وتفصيلاً من كل هذه التداعيات التي ادخلت السودان في هذا التدويل البائس.