|
|
 الترابي وغازي صلاح الدين وقطبي المهدي يكشفون نهج الإنقاذ الدموي في سبيل الاحتفاظ بالسلطة.
|
الترابي وغازي صلاح الدين وقطبي المهدي يكشفون نهج الإنقاذ الدموي في سبيل الاحتفاظ بالسلطة.
محمد احمد معاذ - البحرين
-
[email protected]
لا يملك المرء وهو يشاهد ويسمع برنامج "العين الثالثة " الذي بثته قناة "العربية" يوم الجمعة التاسع من سبتمبر , والذي التقي فيه مقدم البرنامج بالدكتور الترابي ,إلا أن يتسمر ويتجمد في مكانه من هول ما يسمع من كلام يخرج من أفواه أناس هم في قمة الهرم المفكر والمخطط والمنفذ لسياسات " الحركة الإسلامية " في السودان في عهد الإنقاذ وربما ما قبل الإنقاذ , وحتى في الممارسة السياسية الطلابية.
كشف هؤلاء الذين كانوا بالأمس جسما واحدا قبل أن يفرقهم الطمع قي المزيد من السلطة بعد استيلائهم عليها في الثلاثين من يونيو 1989,كشفوا لنا كيف أن قتل الغير وتعذيب الذي لا يوافقهم الرأي إنما هو منهج يتفق عليه حزبهم علي مستوي هيئة الشوري , اعلي جسم تخطيطي وتنظيمي في هيكل هذا الحزب الذي تتبدل أسماءه حسب الظروف السياسية والأمنية , ولكن الجسم والفكر واحد.
في هذا البرنامج ذكر الترابي في سياق رده علي سؤال محدثه عن واقعة محاولة اغتيال حسني مبارك, ذكر بأنه كان في البدء لم يكن يعلم شيئا البتة عن أن هناك تخطيط لقتل الرئيس المصري إلا بعد أن تمت المحاولة وفشلت , والا بعد أن جاء الإثيوبيون بقائمة المنفذين من المصريين وبقائمة أسماء الذين خططوا ومولوا هذا الجرم الشنيع. عندها فقط ذكر الترابي انه علم بالأمر, وأردف بان الرئيس البشير أيضا لم يكن ليعلم ذلك إلا بعد مجيء الإثيوبيين إلي الخرطوم بتلكم الأسماء.
ثم ذكر الترابي, وهذا هو الموضوع الخطير الذي دفعنا لكتابة هذا المقال, ذكر بأنهم بعد أن علموا بالأمر دعوا إلي انعقاد جلسة طارئة لهيئة الشورى , وهي اعلي جسم في التنظيم والحزب, وفي ذلك الاجتماع تمت مناقشة الأمر بتفاصيله , حيث وبخوا فيه الذين خططوا ومولوا جريمة الاغتيال دون إخطار رئيس الهيئة ولا رئيس الجمهورية ( لاحظ التوبيخ فقط علي عدم الإخطار , وليس علي الجريمة بحد ذاتها!!!), مما حدي بالمخطط الأول للجريمة , والذي أشار إليه الترابي تلميحا وبخبث شديد بأنه الرجل الذي بعده في المسلسل السلطوي ومن المدنيين!!(يعني قال باااع!) ,بان يصرح أمام المجلس بأنه أحيانا ولدواعي الأمن والسرية يمكن عدم إخطار أي من الراسين!!.
أما الأخطر من هذا , أي من عدم اعتراض هيئة الشورى علي مبدأ الاغتيال , بل كان الاعتراض والتوبيخ علي أن العملية تمت دون علم الرئيسين, الأخطر من هذا كله أن الترابي ذكر بأنه في هذا الاجتماع اقترح احد الحضور بان تتم تصفية المصريين الذين نفذوا الجريمة الفاشلة واتوا إلي السودان بطائرة الخطوط الإثيوبية , وذلك حتي يتم التكتم علي الأمر ولا ينتشر! ولكن الترابي قال بأنه اعترض علي ذلك وذكر صاحب الاقتراح بحرمة قتل النفس التي حرمها الله واستدل بآيات من القران الحكيم!!
إلي هذه اللحظة كنت أظن بان الترابي ربما يكون وحده الذي كان يبارك مثل هذا النهج التصفوي بحق الخصوم السياسيين , ولكن عندما كان مقدم البرنامج يستعرض أراء بعض قادة الإنقاذ وصحفي فيما يقوله الترابي , ذكر غازي صلاح الدين في تعليقه علي ما قاله الترابي عن الذين خططوا للاغتيال من السودانيين وأنهم لا يزالون في السلطة, ذكر غازي (بالله انتبه لما يقوله غازي هذا!؟) بأنه حتي المجرمين لديهم حدا ادني من الأخلاق يمنعهم من الوشاية بأعضاء العصابة وكشفهم!! , وأردف قائلا, بان الترابي إنما يفعل هذا من باب المكايدة السياسية!!
يا للهول!, يعني غازي هذا لم يهتم البتة بان يقول شيئا ضد الجريمة ومن خطط لها من رفقاء دربه, ولم يشجبها أو يستنكرها حتي ولو من باب الحصافة السياسية, ولكنه صب جام غضبه علي الترابي لأنه كشف المجرمين ووشي بهم ولو تلميحا!!
وبنفس القدر من السلبية واللامبالاة بخطورة هذا النهج الاجتثاثي للإنقاذيين , قال قطبي المهدي في تعليقه علي الموضوع نفسه , قال بان الترابي كان هو علي راس الحزب وكان علي علم بكل ما يدور ويباركه!! يعني قطبي أيضا لا ينكر أو يستنكر هذا النهج التصفوي!!يا للكارثة!!
بعد سماع هذا البرنامج ومشاهدته, ومشاهدة كبار رجالات الإنقاذ وممن يسمون أنفسهم بالإسلاميين , لا يملك المرء إلا أن يرتعد فزعا من مجرد التفكير بأنهم هم الذين حكموا السودان منذ العام 1989 إلي الآن بمثل هذا المنهج والمبدأ في التعامل مع الآخرين.وبعد سماع ما قاله الترابي وقطبي المهدي وغازي صلاح الدين في هذا البرنامج, يعود المرء تلقائيا إلي الوراء (فلاشباك) ليستعرض كل ما تم من قتل وتعذيب في بيوت الأشباح , وما تم من قتل جماعي في دارفور والشرق وفي السكن العشوائي في أطراف العصمة القومية, وما يتم الآن من ضرب بالرصاص بغرض القتل للمتظاهرين العزل كما في جامعة الفاشر وفي مسيرة الأربعاء ضد رفع الأسعار,نقول يعود المرء ويستعرض كل هذه الأحداث ليدرك بأنها ما كانت أبدا أخطاء فردية من عساكر بسطاء , إنما هو نهج متبع واستراتيجية تمت المصادقة عليها علي اعلي مستوي في الحزب الحاكم الآن ومن قبل الانشقاق!!
ولنترك القارئ ليجيب علي هذه الأسئلة الملحة جدا, وليتنا نجد من يجيب عليها من الإنقاذيين الذين ربما هداهم الله وصحت ضمائرهم:
لماذا يستمر مجرم أو مجرمون في مواقعهم بالرغم من ثبوت الجرم عليهم؟؟
لماذا لا تتم معاقبتهم تنظيميا ولو صوريا , كما يحدث في كل أحزاب الدنيا؟؟
كيف يمكن لتنظيم كبير كالجبهة القومية قبل الإنقاذ أو المؤتمر الوطني (بعد الإنقاذ وقبل وبعد الانشقاق) أن يخلو من رجل رشيد يقول لهم بان هذا النهج التصفوي خطا ولا يقره الشرع ولا العرف ولا الخلق القويم؟؟
لماذا لا يطالب الشعب وبخاصة الصحافيون والقضاة والمحامون بإقصاء هؤلاء المجرمين وتقديمهم للمحاكمة , بل وتقديم كل أعضاء هيئة الشورى للإنقاذيين منذ مجيئهم إلي السلطة عام1989, لان الساكت علي الجرم يعتبر شريكا فيه؟؟
في الختام لا يسعني إلا أن أقول بأنه وفي ظل مثل هذه الحكومة التي جل أعضاءها من المجرمين, علينا أن نتوقع أكثر من ذبح صحفي أو قصف مواطنين عزل بالكيمائي , أو قذف أناس إحياء من فوق طائرة علي ارتفاع ألاف الأمتار.
محمد احمد معاذ - البحرين
[email protected]
مرجع: تجدون اللقاء كاملا في موقع العربية www.alarabiya.net
From jem website
|
|
 
|
|
|
|
Mohamed Suleiman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست