مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2006, 08:55 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006

    إيمانا مني بضرورة الشفافية في ممارسة العمل السياسي، وبأهمية مناقشة أمور حزب كبير كحزب الأمة في الهواء الطلق، وانطلاقا من مسؤولياتنا تجاه الوطن في هذا الظرف الحرج، أنشر خطابي لرئيس وقيادات حزب الأمة في احدى مناسبات الحزب التي عقدت في الآونة الأخيرة، من دون أن أكون ملزما بالكشف عن المناسبة.
    وأرجو أن يجد الخطاب الذي أرسلته النقاش الواعي والجاد من قبل الجميع.




    خطاب لـ"...." - حزب الأمة القومي

    السيد رئيس حزب الأمة القومي
    السيدات والسادة قيادات حزب الأمة القومي
    السيدات والسادة المشاركون والمشاركات في "...."
    تحية مباركة،،
    وأبارك لكم جميعا عقد هذه "...."، لعلها تكون في الاتجاه الصحيح والمراد لهذا الحزب.
    كنت معنيا بالحضور لدواعي الحوار ومحاولة طرح رؤية من جانبي، إلا أن ظروف الشتات التي نعيشها حالت دون ذلك. وأرغب بشدة في استغلال هذه السانحة لمخاطبة "...."، انطلاقا من واجبي كسياسي شاب ملتزم تجاه هذا الحزب، ومن موقعي أيضا كمثقف، يحوز بالضرورة عقلا ناقدا، ومدققا، ومخالفا في بعض الأحيان.
    وأرجو أن تتسع لي صدور الجميع، فما سأطرحه، لا يتعلق برؤية تتوسل منصبا، ولا تبحث عن مقعد، على الرغم من شرعية ذلك. إنها رؤية أحاول جاهدا أن أصوغها بشكل فكري وثقافي، قد يصادم كثيرا من المرئيات المتوفرة لآخرين، لكن لا بأس في ذلك، فالعقد السياسي المفروض أنه يربط بيننا يقوم على دعائم وأسس وغايات، تتوجه صوب أن يكون الحزب مقنعا لقاعدته، وقادرا على فعل ملموس على الأرض.
    والدور المناط بنا كشباب داخل هذا الحزب، يتعدى الدور الراهن، لدور فاعل يؤسس لمستقبل مغاير، ومؤسساتية حقيقية، وحداثة، واستشراف للآفاق الاستراتيجية التي ينبغي أن يكون حزبنا في فضائها. إنني أتجاوز التفصيلات المتعلقة بهذه "..."، لمحاولة إعادة تأسيس نظري لكثير من المفاهيم والرؤى المتعلقة بنا كشباب وحزب كبير.
    والحق، إنني أرى تراجعا "مخيفا" في دور مثقفي الحزب طيلة الأعوام الماضية، لجهة العقل المنطقي الناقد داخل المؤسسة الحزبية، ما عطّل إلى درجة كبيرة الحوار الداخلي البناء، وأشاع حالة من "الخمول الفكري" والغيبوبة الثقافية، بمعنى حالة التثاقف المستمرة التي تتيح بناءات فكرية وأصوات متعددة، مرتكزة على تنوع فكري حقيقي داخل الحزب، عوض حال الاحتراب والتعارك المناطقي والجهوي.
    وهذا ما لابد أن نشير ونؤكد عليه، بحثا عن معالجات جذرية لمشكلات ظل الحزب يعاني منها منذ سنوات، وعبر تحليل وتفكيك واستنطاق معرفي منهجي لجذور المشكلات. صحيح أن المناسبة تتعلق بـ"..."، لكن أزمات الحزب حاليا، لا تقتصر على "...".
    ونحتاج قطعا إلى مسبار عميق يفحص وجوه كثيرة لأزمة حزب الأمة ، ويستعرضها للوصول الى خلاصات نقدية واضحة لا يمكن اعتبارها من قبيل التواطؤ أو النيّة فى الهدم والاقصاء ، انما الاعتبار الوحيد الذى سيتضح لكلّ ذى بصيرة هو اعتبار المسؤولية الوطنية الجامعة بغرض الدفع قدما بوعينا التاريخي.
    وإذا كنا سنتعرض للمشكلات، فلابد أن نناقش خلل البنى، والتراكمات، والحلول المجتزأة، والأخطاء، بل والخطايا التي ارتكبها الحزب، من دون قدرة حقيقة، وارادة لتجاوز ذلك والاعتراف به، ونقده بشفافية، وطرق علمية.
    وأرى أننا جميعا مدعوون لتقديم أفضل ما لدينا من جهود فكرية خلاقة، من أجل اصلاح الحزب هيكليا ومؤسسيا وفكريا، بل و"اعادة بنائه" على نحو يحقق مصلحة الوطن، وفائدة مستقبله، ويؤسس فعلا لحزب ذي بنى حديثة تلبي الطموحات، وتواكب التحديات الماثلة.
    وأرى أن الاستدارة الجادة للخلف، واستقراء الأحداث بشكل متمهل، يتيح لنا معاينة الواقع على نحو أفضل. ولعل في هذه الاستدارة للماضي، ما يوضح خلل البنى الحزبية، بل والفكرية أحيانا. فهذا الحزب، تأسس في الأربعينات، وقبل ذلك من خلال فكرة "السودان.. للسودانيين"، على مفاهيم ورؤى مدنية وحداثية. وكان مثقفو الحزب آنذاك يرفدونه برؤى تقدمية، وحوارات معمقة حول شؤون شتى، وإن ارتكبوا أخطاء في معالجة بعض المسائل، كالجنوب، وإغفال جانب التأسيس النظري للدولة، وكيفية إرساء تقاليد راسخة لممارستها المدنية الديمقراطية. والواقع أن هذا المسار المدني انحرف منذ منتصف الستينات، ربما استجابة لصعود الإسلام السياسي. والمشكلة في تقديري - وهي مشكلة بنية – هي محاولة مجاراة الإسلام السياسي، بانحرافه قليلا جهة اليمين. وهذا ما أدى تاليا لصوغ برنامج سياسي تحت لافتة دينية.. "الصحوة الإسلامية".
    ومن زاوية أخرى، تقاطعت خطابات هيئة شؤون الأنصار كجهة دينية تحظى باحترام واسع، مع خطابات حزب الأمة، كجهة سياسية لها تاريخها ونضالاتها، ورؤيتها المدنية، وتقدميتها فيما يتعلق بمفاهيم المواطنة، والحداثة عموما. هذا التجاذب العنيف على صعيد احدى البنى الفكرية الرئيسة، أحدث خللا عميقا في الخطاب الفكري والثقافي للحزب.
    من ناحية أخري ، فإن ندرة الاختلافات الفكرية ، وشح المدارس داخل الحزب ، أدي لاستشعار ما بأن رئيس الحزب طالما أنه يجمع الرئاسة السياسية الى جانب القيادة الدعوية وينظّر لهما معا، فان التطابق قائم لا محالة بين الكيان والحزب. ليس هذا فحسب، وانما كذلك نشأ عجز ذاتي عن تأسيس منهج نقدي فكري وسياسي فى داخل الحزب، فما لم ينقده رئيس الحزب، وما لم يراجعه هو بنفسه، لا يمكن الخوض فيه، كونه المرجعية الفكرية الوحيدة.
    وعوض أن يتصدى حزبنا وبشجاعة تامة لمخاطر الإسلام السياسي، ومنزلقاته، جاراه بشكل كبير، ما حرف الساحة السياسية كلها جهة اليمين. ويبدو أن قدر هذا الحزب بناء على تركيبته وبنيته الجماهيرية، و"المزاج السوداني" والفضاء الذي تأسس بداخله، في محافظته على وسطيته الفكرية، وعلى ملمحه السودانوي المدني الحداثي.
    الخلل الفكري الذي توارثناه منذ منتصف الستينات، أفضى في التسعينات لمزاوجة تامة بين خطابي الهيئة (الديني) وحزب الأمة (السياسي)، ثم نتج عنه أخيرا، ردة فكرية سيكون لها آثارها الخطيرة، تمثلت بانتخاب رئيس الحزب إماما للأنصار.
    فى هذه الناحية ، يصح القول بأن الالتباس الحاصل بين قيادة السيد رئيس الحزب ( سياسيا وفكريا وثقافيا ودينيا ) فى حزب الأمة وكيان الانصار، أنشأ جملة من المفاهيم التى يمكن تسميتها بأنها خاطئة. فاجتهاده فى الحقل الدعوي بوصفه قائدا لكيان الأنصار أضحي ينسحب على المشافهات الثقافية وحالة التثاقف فى داخل الحزب من دون التنبه الى أن الاجتهاد فى هذا الحقل قد يصار الى أن يكون "أمميا" وليس بالضرورة أبدا أن يعبّر عن جسم سياسي سوداني كحزب الأمة.
    والواقع أن هذه النقطة تحديدا تحتاج تفكيكا منهجيا ومثابرة فى فصل المدونات النظرية لحزب الأمة فى اطار سعيه مع القوي السياسية الأخري لخلق مناخات جديدة، وفى اطار الدفاع السياسي ايضا، عن المدونات الفكرية المنتجة لكيان الأنصار ومنتسبيه من المسلمين السودانيين المنتميين اليه.
    وعلى الرغم من أن كيان الأنصار قد يكون فى نظر الكثيرين _ وأنا منهم _ كيانا دعويا معتدلا ومنفتحا ، الا ان خطابه الفكري يتعارض مع الخطاب الفكري لحزب الأمة ، لكون هذا الأخير يتجه بخطابه لجميع السودانيين، بأديانهم كافة وأعراقهم وثقافاتهم، ولا يمكن اختزال خطابه فى تفريعات فكرية مستلفة من كيان الأنصار.كما لا يمكن فى المقابل اختزال الحقل الدعوي الانصاري فى مرئيات حزب الأمة فحسب.
    وهذا جزء من تمثلات الأزمة الفكرية التي يعيشها الحزب. وتمثلات الأزمة في جانبها الفكري لا ينكرها إلا مكابر، فالأمر برمته يوحي، ويلقي بظلال من الشك على دعوة حزب الأمة لـ"دولة مدنية"، ناهيك عن أنه يحدث خلطا كبيرا في خطابنا السياسي. والحل الوحيد، يكمن في الفرز الواضح بين هيئة شؤون الأنصار، وحزب الأمة، في الخطاب، وفي المدونات الفكرية، والثقافية، وفي القيادة.
    مشكلة بنيوية أخرى، تكمن في الموقف الضبابي للحزب من مسألتي ("العنف" و"اللا عنف")، و(الديكتاتورية). ففي المسألة الأولى، يندد الحزب دائما بالعنف، لكنه اتبع أسلوبا عنيفا ضد جعفر نميري (1976)، كما هو الحال ضد عمر البشير (1996-1999) تقريبا. وخلّف تذبذب الحزب وتأرجحه بين الموقفين، آثار غير خافية. فـ"المجاهدون" الذين رحلوا صوب ليبيا منتصف السبعينات، وصوب إريتريا بعد ذلك بعشرين عاما، لم تسوّ أوضاعهم، ولم ينصفهم الحزب بتاتا. ولعل الداعي الأخلاقي يلزمنا بمناقشة قضاياهم، وحل مشكلاتهم بصفة نهائية، ورد الاعتبار لهم، وإلا نكون كمن يستعمل الناس لحما ويرميهم عظما، فهم أعظم منا قدرا داخل هذا الحزب، وأكثر كفاحا، وأسمى مكانة.
    ولم يعد شباب الحزب على نحو خاص، على بينة من أمر "العنف" و"اللا عنف"، فهم لا يدركون على وجه الدقة، نهج حزبهم، ورؤيته تجاه المسألة، أهو نهج "جيفاري" قائم على النضال العنيف، أم نهج "غاندي" يلزم مسارا سلميا (على الدوام) في النضال ضد الديكتاتورية. ولابد أن يحسم الحزب هذه المسألة، لأنها تلقي بظلالها على "تكوين" الكادر الحزبي وثقافته، كما تحدد وبشكل قاطع مدى تطابق النهج الحزبي مع قاعدته الأخلاقية. ولأن هذه الضبابية أدت إلى "ثقافة عنفية" داخل الحزب، وخصوصا في أوساط كوادره الشابة، ما حسم بعض الخلافات الداخلية بطريقة عنفية، مثل الاعتداء على المرحوم الدكتور عمر نورالدائم، وما حدث أخيرا ضد كوادر في جيش الأمة.
    أما ما يتعلق بالموقف من الديكتاتورية، فعلى الرغم من الحجج والأعذار التي تسوقها قيادة الحزب لتبرير "خطيئة" مصالحة جعفر نميري، ثم "خطيئة" مصالحة البشير، وعلى الحد الأدنى من المكاسب السياسية، فإن المردود السياسي الذي جناه الحزب من المصالحتين يبقى صفرا بالنظر إلى المكاسب التي جناها النظامان.
    والمشكلة أن المصالحتين جرتا إلى حد كبير بـ"تغييب" الحزب، وحضور قيادته العليا فحسب. بل أن المصالحة الأخيرة تمت من دون علم غالبية أعضاء المكتب السياسي. وواضح الآن، من خلال الدراسة المتأنية لمحصلة المصالحتين، والظروف التي جرتا فيها، والرؤية النهائية التي ينبغي أن ننظر إليها بعين الاعتبار، هي أن المصالحتين لم تفضيا إلا لمردود ضعيف لا يمكن مقارنته مطلقا بالانتكاسات والفشل السياسي بل والأخلاقي الذي تبعهما.
    فعلى الصعيد الأخلاقي، سمحت المصالحة الأولى بمشاركة قيادات من الحزب في نظام "ديكتاتوري"، ومن دون أن يتحقق - قبل ذلك - شرط التحوّل الديمقراطي. وفي جانب الفشل، جرّت المصالحة الثانية لكارثة سياسية تمثلت بإنشقاق الحزب، وتراجع دوره "النضالي"، وركونه لحال "بين..بين"، واحباط الآلاف من كوادره الفاعلة النشطة.
    أليس هذا كله مدعاة لوضع معيار أخلاقي وسياسي رادع لمثل هذه المواقف، طالما أنها أخلاقيا وسياسيا، أثبتت كارثيتها ؟!
    ولست بحاجة للتأكيد على الخلل القاتل والمستمر في البنى التنظيمية والهيكلية في الحزب. وهذا ناتج عن غياب "التخطيط الاستراتيجي" داخل الحزب. والأمر برمته مدعاة لنقاشات مستفيضة من أجل الخروج برؤية نظرية يتبعها عمل من أجل "اعادة تأسيس" التنظيم الحزبي الفاقد للأهلية والدينامية حاليا.
    والحق، إن هذه المسألة تقود لمناقشة الجمود التنظيمي الذي ضرب بأطنابه أروقة الحزب منذ نهاية التسعينات. ولعل مرد ذلك إضافة للطابع المرحلي في الفكر التنظيمي داخل الحزب، انتقال الحزب من حالة "ثورية" إلى حالة "تصالحية".
    الحالة الأولى، تفرز كما هو دائما في حزب الأمة قيادات وكوادر صلبة، تكتسب مزايا الادراك المؤسسي تدريجيا، وتؤهل وتثقف ذاتها على نحو جيد، بعكس الحالة التصالحية، التي يتراجع غالبا دور هؤلاء في ظلها (ولا أعرف السبب، سوى ضلالة تنظيمية، وعادة ذميمة في الحزب)، إذ ينافس على مقاعد القيادة، وتبرز كوادر، غالبا ما يكون اسهامها النضالي والسياسي ضعيفا، بل ومشكوك في صلات بعضها بالديكتاتورية من خلال صفقات سرية، مادية على الأرجح.
    وهي في هذه الحالة، لابد بالضرورة أن تسعى للإعلاء من شأن النزعات المناطقية، والعشائرية، ما يضعف الحس القومي داخل الحزب، ويتضاءل الصراع الفكري والسياسي، صراع المؤهلات والقدرات، إلى مجرد معارك سطحية تدور حول القبيلة والجهة.وهناك مقاعد قيادية محجوزة لقادة حزبيين بناء على أسس البيوتات والثقل القبلي وهذا الشكل يضر بالحزب.
    كما أن انتساب عدد من أبناء السيد رئيس الحزب وأصهاره للهياكل القيادية العليا هو محل نقد واسع من قبل كثيرين من شباب الحزب، واثيرت هذه القضية داخليا أكثر من مرة، ومهما دافع البعض عنها، فإنها تبقى نقطة سوداء لابد من تصحيحها. على أننى أؤكد هنا بأن من حقهم كمواطنين سودانيين وأعضاء فى الحزب الترشح للهياكل القيادية.
    ولابد أن أشير وبوضوح تام، يبلغ حد الادانة، إلى أن عددا من قيادات الحزب، عبثت بمقدرات الحركة الطلابية والشباب وقادتهم الى مستنقع النزاعات التقليدية القديمة وهذا خلل يتحمل الطلاب والشباب جزءا منه كونهم يمثلون جيلا جديدا للاصلاح ما كان ينبغي له أن ينقاد لصراعات كهذه، لكن القيادات التي دفعت في هذا الاتجاه تتحمل مسؤولية تاريخية كونها لم تكتف بالعمل على شق صفوف الحزب، واضعافه فحسب، بل سعت بالفعل لضرب أقوى وأكبر تنظيم "حداثي" ومؤسسي داخل هذا الحزب طيلة تاريخه.
    فما تحقق بالدماء والدموع والنضال منذ مطلع التسعينات في الجامعات السودانية، كان لقمة سائغة لدى هؤلاء، ولابد أن يتحملوا مسؤولية ذلك. و أجد "الكبار" متورطين إلى درجة خيانة مصالح الحزب في استمالة الشباب وترغيبهم في المحاور القديمة حفاظا على المصالح الذاتية واستباقا لثورة هائلة كان من الممكن إحداثها بواسطة أجيال جديدة ضخت دماء صحية في شرايين الحزب ثم ما لبث أن تراجع اتجاه الاصلاح لتفرخ ظروف بعينها بيئة ملائمة للتدجين والسلحفائية والقصور الفكرى .
    وترافق كل هذا مع انهيار تنظيمي، وتسرب في الكوادر، واحباط تعيشه مختلف الفئات الحزبية. والحاجة تبدو ماسة إزاء ذلك لإجراء مراجعات شاملة، لاعادة البعث التنظيمي، والاعداد لعقد مؤتمرات قاعدية، وفئوية، تمهيدا لمؤتمر عام، يعاد من خلاله النظر في جملة مسائل، قبيل تحدي الانتخابات المقبلة، ولمواجهة التحديات الماثلة حاليا.
    ولا يمكن التطرق لمشكلات المال والإعلام من دون النظر أولا في مسألة التنظيم، والتأسيس النظري لحزب حديث في هياكله وبنياته وبرنامجه السياسي. وهنا نقطة لابد من مناقشتها. فالبرنامج السياسي الحالي، محتاج لنقد. والواقع أن أيا من برامجنا السياسية لم يحظ بنقد، لأن البرنامج السياسي كان دائما محاطا بما يشبه "القداسة"، أو لأن العقل المثقف الناقد كان غائبا أو مغيبا، أو لأن هناك كسلا ذهنيا رهيبا نحيله إلى انعدام "الحيوية" الثقافية والفكرية بداخل الحزب.
    وفي ما يتعلق بالبرنامج السياسي، أرى أننا بحاجة لبرنامج أكثر عملياتية، ومختصر كفاية ليصل أي سوداني وسودانية، ومحتاجون لوضع أولوية الخدمات العامة، وحاجات المواطنين، قبيل الملفات الأخرى. وهذا أيضا مناط بالعقول الشابة الناقدة الباحثة، عقولكم، متلاقحة مع عقول شيوخ الحزب، المجرّبة.
    وعليّ أن أنبه وبوضوح إلى أن الحزب يحتاج الآن "ثورة داخلية" عقلانية، تبعث فيه حيوية يفتقدها. هذا من أجل أن نعي مصالحنا على نحو جيد. وبهدف أن ندرك أن الكارثة التي تحيق بالوطن، تضعنا أمام مسؤولية تاريخية جبارة، بوصفنا أكبر الأحزاب السياسية، وأكثرها عراقة، والأهم من ذلك، التكوين السودانوي الصرف لهذا الحزب، والمزاج السوداني الذي يحيط به.
    إن الحزب ما لم يتخلص مرة وإلى الأبد من مأزق الجهوية والمناطقية الذي جره إليه البعض من أجل مصالح ذاتية ضيقة، فلن يتمكن من صنع شيء على الصعيد الوطني. وما لم تتم اعادة تأسيس المؤسسة الحزبية بشكل مؤسساتي وعلمي، فسيظل الحزب كسيحا كما نراه الآن.
    إن الدور الذي يمكن أن نقوم به جميعا، كبير جدا. ولابد أن نعي أن مصلحة الوطن، ومصلحة الحزب، ومصالحنا كلنا، في أن نتجاوز حالة "التوهان" والاحباط هذه، إلى أعمال شجاعة وكبيرة، بالدعوة لتوحيد الحزب، والاعداد لمؤتمر عام لانتخاب قيادة مؤهلة وقادرة على ادارة الصراع السياسي مع النظام الديكتاتوري الذي ما زال قائما. والاعداد المبكر جدا لانتخابات ستكون حاسمة، ويعوزنا من أجل الفوز بها، أن يعاد تأهيل هذا الحزب بأسرع ما يمكن.
    ولي أن أوضح هنا بأننا كشباب مدعوون لإزالة الآثار السيئة التي خلّفها تقاعس قيادة الحزب على مستوى العمل الإنساني الذي كان مطلوبا بشأن أهلنا الضحايا في دارفور. إذ لم يكن منطقيا الاكتفاء بالتنظير السياسي، في وقت يموت الناس هناك، وينزحون بمئات الآلاف.
    فالمطلوب، كان وما يزال، أن يعمل "أكبر حزب سياسي في السودان" على اظهار ولو قدر يسير من الاهتمام الانساني بقواعده في دارفور، من خلال تطوع شبابه في العمل الإغاثي، ومن خلال اطلاق "نفرة" انسانية تضامنا مع انسان دارفور.
    إنني أعتذر وبشدة عن الإطالة في هذه الورقة، لكن فكرة "منبر المستقبل" كانت تدور في ذهني منذ فترة. وهي فكرة لا تبعد كثيرا عن فكرة هذه "...". فالمراد هو تفعيل دورنا كشباب. والتفعيل لابد أن يطال "الذهن" وآليات التفكير والبناءات الثقافية الماثلة، لبلوغ درجة من الحوار الفكري والثقافي المطلوب داخل المؤسسة ولفائدتها. ومن أجل أن يكون اسهام الشباب، ليس محصورا في العضلات، وفي الأصوات الانتخابية في الجامعات، وفي الحشود الشبابية التي تباهي بها قيادة الحزب، وإنما – وهو الأهم – في قدرتنا كشباب على صنع تغيير حقيقي داخل هذا الحزب، وصنع تغيير مماثل على صعيد الوطن، فالمعركة لم تنته مع الديكتاتورية والإسلام السياسي، والاستبداد، كما لن تنته مع الجيوب التقليدية، والجهوية، داخل حزبنا، وفي المجتمع ككل.
    خالد عويس
    دبي، 17/7/2006

    (عدل بواسطة خالد عويس on 08-27-2006, 08:57 AM)
    (عدل بواسطة خالد عويس on 08-27-2006, 09:17 AM)

                  

08-27-2006, 09:05 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)
                  

08-27-2006, 09:47 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)

    ....شكرا خالد عويس علي هذه الشفافية والوضوح والنقد الموضوعي لقيادة
    حزب الامة..........في رأي ومن دون مجاملة للصديق خالد أن هذه الورقة
    تعد وثيقة قيمة شخصت علل الحزب ومكامن الداءونقاط الضعف بحيث
    غطت الخلل التنظيمي والمؤسسي .....والبرنامج السياسي.....
    والجمع بين الامامة والقيادة السياسية .....وأختزال جانب الاسهام الفكري
    والسياسي في شخص رئس الحزب...... أضعاف دور الشباب والطلاب.....
    سيطرة بيت السيد الصادق والدائرة المقربة علي مواقع حزبية مؤثرة
    .....حالة اللاسلم واللاحرب في أروقة الحزب السؤال أهو حزب ثوري جهادي
    بالمفهوم المادي للعنف....أم مدني أصلاحي: نهج الامام عبد الرحمن أم الامام
    الهادي? الاهم هنا هو ثقافة الكادر وتربيته الحزبية وطرائق تفكيره وأسلوبه
    أهو كادر مشبع بثقافة مجتمع مدني والتغير بوسائل مدنية وسلمية
    أما أنه مشبع بهذه القيم ولكنه يستخدم العنف بصورة محدودة ولغرض محدودوبالتالي منضبط في سلوكه
    الحزبي والعام
    أم أنه مشبع بثقافة حربية وأدب عنف بشكل مطلق?
    الموقف من الاسلام السياسي والدولة المدنية: دستور أسلامي
    في الستينات ونهج صحوة بعيد الانتفاضة ,حل الحزب الشيوعي كمجارة
    لتيار الاسلام السياسي ثم وعلي صعيد التطبيق العملي تطبيق دستور مواطنة
    وقوانين وضعية بعد الانتفاضة ثم التوقيع علي أعلان أسمرا والتأمين علي
    مشروع دستوروقوانين وضعية!!!!أين يقف الحزب فعليامن هذه القضية?
    ثم شملت الورقة محورا لنقد مواقف الحزب من التعامل مع الشمولية
    ......الورقة عصارة نقدية مركزة قامت بالتشخيص وقدمت مؤشرات
    العلاج مما يجعلها تصلح للدراسة في أروقة الكوادر الطلابية والشبابية
    للحزب مما يستوجب أثرائها نقدا وأضافة.......
    .....أرجومن الاخ خالد أفراد محور حول قضية دارفور والهامش وتمزق
    النسيج الاجتماعي وتصاعد النعرات العرقية والجهوية في مناطق نفوذحزب
    الامة يحدث هذا بعد أن نجح الامام عبد الرحمن في تذويب القبلية والجهوية
    وصهر كافة الاعراق في أطار الطائفة بدارفور ولكننا نري كل هذا ينهار
    والسؤال ماذا كان يمكن أن يعمل تجاه هذه الازمة وماذا يمكن أن يعمل حاليا
    وماهو دور الحزب في رتق الفتق وتضميد الجراح ورد المظالم?
    تعرضت نفس المناطق لتمزق في نسيجها الاجتماعي أبان فترة التعائشي
    ولكن نجح الامام عبد الرحمن وبحكمة فائقة في علاج ذلك......
    .....00000من ناحية أخري أري ما تناولته الورقة ينسحب علي الحزب
    علي الحزب الاتحادي أيضا ويخاطب بعضا من مكامن الازمة عندهم مما يجعل الطرح يقارب أن يكون تشخيصا لأزمة تكاد تكون عامة..... 00000
    شكرا خالد علي تحريك المياه الساكنة.........
    كمال .....
    أقتبس بعض ما جاء في المذكرة من باب تسليط الضوء
    Quote: والواقع أن هذا المسار المدني انحرف منذ منتصف الستينات، ربما استجابة لصعود الإسلام السياسي. والمشكلة في تقديري - وهي مشكلة بنية – هي محاولة مجاراة الإسلام السياسي، بانحرافه قليلا جهة اليمين. وهذا ما أدى تاليا لصوغ برنامج سياسي تحت لافتة دينية.. "الصحوة الإسلامية".
    ......
    Quote: ناحية أخري ، فإن ندرة الاختلافات الفكرية ، وشح المدارس داخل الحزب ، أدي لاستشعار ما بأن رئيس الحزب طالما أنه يجمع الرئاسة السياسية الى جانب القيادة الدعوية وينظّر لهما معا، فان التطابق قائم لا محالة بين الكيان والحزب. ليس هذا فحسب، وانما كذلك نشأ عجز ذاتي عن تأسيس منهج نقدي فكري وسياسي فى داخل الحزب، فما لم ينقده رئيس الحزب، وما لم يراجعه هو بنفسه، لا يمكن الخوض فيه، كونه المرجعية الفكرية الوحيدة.
    .......الخلل الفكري الذي توارثناه منذ منتصف الستينات، أفضى في التسعينات لمزاوجة تامة بين خطابي الهيئة (الديني) وحزب الأمة (السياسي)، ثم نتج عنه أخيرا، ردة فكرية سيكون لها آثارها الخطيرة، تمثلت بانتخاب رئيس الحزب إماما للأنصار.
    ......

    Quote: .... وهذه يعد شباب الحزب على نحو خاص، على بينة من أمر "العنف" و"اللا عنف"، فهم لا يدركون على وجه الدقة، نهج حزبهم، ورؤيته تجاه المسألة، أهو نهج "جيفاري" قائم على النضال العنيف، أم نهج "غاندي" يلزم مسارا سلميا (على الدوام) في النضال ضد الديكتاتورية. ولابد أن يحسم الحزب هذه المسألة، لأنها تلقي بظلالها على "تكوين" الكادر الحزبي وثقافته، كما تحدد وبشكل قاطع مدى تطابق النهج الحزبي مع قاعدته الأخلاقية
    .......
    ويتصاعد النقد: الموقف من الديكتا توريات
    Quote: أما ما يتعلق بالموقف من الديكتاتورية، فعلى الرغم من الحجج والأعذار التي تسوقها قيادة الحزب لتبرير "خطيئة" مصالحة جعفر نميري، ثم "خطيئة" مصالحة البشير، وعلى الحد الأدنى من المكاسب السياسية، فإن المردود السياسي الذي جناه الحزب من المصالحتين يبقى صفرا بالنظر إلى المكاسب التي جناها النظامان.

    ويتواصل النقد ليغطي جانب المؤسسية
    Quote: والمشكلة أن المصالحتين جرتا إلى حد كبير بـ"تغييب" الحزب، وحضور قيادته العليا فحسب. بل أن المصالحة الأخيرة تمت من دون علم غالبية أعضاء المكتب السياسي
    .....كما أن انتساب عدد من أبناء السيد رئيس الحزب وأصهاره للهياكل القيادية العليا هو محل نقد واسع من قبل كثيرين من شباب الحزب، واثيرت هذه القضية داخليا أكثر من مرة، ومهما دافع البعض عنها، فإنها تبقى نقطة سوداء لابد من تصحيحها. على أننى أؤكد هنا بأن من حقهم كمواطنين سودانيين وأعضاء فى الحزب الترشح للهياكل القيادية.
    ......

    كمال عباس

    (عدل بواسطة kamalabas on 08-27-2006, 07:16 PM)
    (عدل بواسطة kamalabas on 08-28-2006, 06:53 AM)

                  

08-27-2006, 11:30 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: kamalabas)

    شكرا لنا وكمال وسأعود للتعقيب
                  

08-27-2006, 12:37 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)

    العزيز خالد عويس


    انحنـــــي احتراما لك لشجاعتك وشفافيتك ولعقلك الوطني الكبير
    ولانك مثقف بمعني الكلمة نحتاج لامثاله لاحداث الاصلاح الديموقراطي وتشييد صرح المؤسسية في حزب وطني كبير في قامة حزب الامة.. في اطار تجويد الاداء الديموقراطي العام في كل المنظمات السياسية السودانية .. وذات الورقة القيمةياليت اخوتنا في كيان الاتحادي الاستفادة منها لانها تخاطب ذات التعقيدات والمشاكل التي تعيقهم وهي الى حد كبير مشابهة لمشاكل حزب الامة.
    دم بخير ايها الجميل.

    هشام هباني
                  

08-27-2006, 02:27 PM

على اسماعيل
<aعلى اسماعيل
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: هشام هباني)

    انحناءة لهذا الشاب ..ونسأل الله ان يحفظك لهذا الوطن الجريح و يكثر من امثالك ..

    كل الود
                  

09-18-2006, 10:55 AM

عبده عبدا لحميد جاد الله

تاريخ التسجيل: 08-19-2006
مجموع المشاركات: 2194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)

    الأخ/خالدعويس سلامات

    شكراً على هذا النقد الهادف والبناء لقيادة الحزب والشفافية ضرورة
                  

08-27-2006, 04:22 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)

    سلام خالد
    لا يتسع الوقت الان للحوار حول المذكرة, ربما و لاسباب كثيرة قد يوجد من هو انسب للحوار حولها.
    ما يثير اهتمامى بالاساس هو فكرة الاصلاح فى مؤسساتنا السياسية القائمة و مدى واقعيتها و جدواها, بالتحديد الاحزاب السياسية التى نوجد فيها , كل فى موقعه.
    بعد سنوات من المعافرة والمجابدة داخل الحزب الشيوعى و طرح اراء منى و قبلي من اخرين , وللحقيقة اجد ان 90% منى خارجه وال 10% دى ما عارفا شنو! اجدنى مواجه بسؤال تتناسل منه اسئلة
    السؤال: هل حقيقة يمكن احداث تغيير داخل هذه الاحزاب؟ ام هو وهم؟
    - السؤال المترتب على الاجابة بنعم: كيف؟
    - السؤال المترتب على الاجابة بلا: ما البديل ... لمن يرغب فى الفعل الايجابي تجاه ما يدور.

    عذرا ان قفزت على كثير من الاشياء ......
    سلام
                  

08-27-2006, 11:09 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27621

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: esam gabralla)


    الحبيب خالد
    شكراً على الجهد القيم والنقد البناء، متابع ..

    بريمة
                  

08-28-2006, 00:35 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: Biraima M Adam)

    الاخ الكريم خالد

    سعيد انا بطرحك المستنير والشجاع

    لكن سؤالي هنا يكمن في كيفية تقبل هذه القيادات لاراء الشباب؟

    قبول الرأي نفسه مرهون بممارسة هذه القيادات للديمقراطية وإشاعتها داخل التنظيم

    حدوث إنشقاقات داخل التظيمات السياسية عندنا مردها سيطرة الفرد على مقاليد الامور داخل

    الحزب.

    انظر للحزبين الكبيرين والاحزاب الاخرى ... حدثت فيهم عمليات (انجاب قسري) بفضل دكتاتورية

    القيادات التي لاتقبل رأي سوى رأيها

    وكلها لازالت تحلم بالعودة للسلطة كما تعودت من قبل.

    صدَقني .. لاتعمل هذه القيادات على إستقراء مرحلة ما بعد الانقاذ .. وما سيطراء من تغيير على

    على المشهد السياسي في تلك المرحلة من بروز قوى سياسية جديدة تستطيع ان تطرح نفسها بما

    يلبي طموحات المواطنين الذين خاب املهم في اي تغيير يقوده قيادات الاحزاب التقليدية
                  

08-29-2006, 09:17 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: Biraima M Adam)

    up
                  

08-30-2006, 03:13 AM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: kamalabas)

    الحبيب خالد
    جزاك الله الف خير
    ودا عهدنا بيك ياخالد عويس
    دائما فوق ياخالد
                  

09-04-2006, 03:51 AM

alsngaq
<aalsngaq
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 2389

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)




    Quote: والدور المناط بنا كشباب داخل هذا الحزب، يتعدى الدور الراهن، لدور فاعل يؤسس لمستقبل مغاير، ومؤسساتية حقيقية، وحداثة، واستشراف للآفاق الاستراتيجية التي ينبغي أن يكون حزبنا في فضائها. إنني أتجاوز التفصيلات المتعلقة بهذه "..."، لمحاولة إعادة تأسيس نظري لكثير من المفاهيم والرؤى المتعلقة بنا كشباب وحزب كبير.
    والحق، إنني أرى تراجعا "مخيفا" في دور مثقفي الحزب طيلة الأعوام الماضية، لجهة العقل المنطقي الناقد داخل المؤسسة الحزبية، ما عطّل إلى درجة كبيرة الحوار الداخلي البناء، وأشاع حالة من "الخمول الفكري" والغيبوبة الثقافية، بمعنى حالة التثاقف المستمرة التي تتيح بناءات فكرية وأصوات متعددة، مرتكزة على تنوع فكري حقيقي داخل الحزب، عوض حال الاحتراب والتعارك المناطقي والجهوي.
    وهذا ما لابد أن نشير ونؤكد عليه، بحثا عن معالجات جذرية لمشكلات ظل الحزب يعاني منها منذ سنوات، وعبر تحليل وتفكيك واستنطاق معرفي منهجي لجذور المشكلات. صحيح أن المناسبة تتعلق بـ"..."، لكن أزمات الحزب حاليا، لا تقتصر على "...".
    ونحتاج قطعا إلى مسبار عميق يفحص وجوه كثيرة لأزمة حزب الأمة ، ويستعرضها للوصول الى خلاصات نقدية واضحة لا يمكن اعتبارها من قبيل التواطؤ أو النيّة فى الهدم والاقصاء ، انما الاعتبار الوحيد الذى سيتضح لكلّ ذى بصيرة هو اعتبار المسؤولية الوطنية الجامعة بغرض الدفع قدما بوعينا التاريخي.
    وإذا كنا سنتعرض للمشكلات، فلابد أن نناقش خلل البنى، والتراكمات، والحلول المجتزأة، والأخطاء، بل والخطايا التي ارتكبها الحزب، من دون قدرة حقيقة، وارادة لتجاوز ذلك والاعتراف به، ونقده بشفافية، وطرق علمية.
    وأرى أننا جميعا مدعوون لتقديم أفضل ما لدينا من جهود فكرية خلاقة، من أجل اصلاح الحزب هيكليا ومؤسسيا وفكريا، بل و"اعادة بنائه" على نحو يحقق مصلحة الوطن، وفائدة مستقبله، ويؤسس فعلا لحزب ذي بنى حديثة تلبي الطموحات، وتواكب التحديات الماثلة.
    وأرى أن الاستدارة الجادة للخلف، واستقراء الأحداث بشكل متمهل، يتيح لنا معاينة الواقع على نحو أفضل. ولعل في هذه الاستدارة للماضي، ما يوضح خلل البنى الحزبية، بل والفكرية أحيانا.



    الاخ الاستاذ خالد عويس التحية ليك

    اسمح لي اولا ان اشكر الاخ العزيز كمال عباس
    كونه قد لفت انتباهي لهذا البوست الرائع

    عزيزي خالد

    فرجت وكنت اظنها لن تفرج

    هنا

    Quote: وإذا كنا سنتعرض للمشكلات، فلابد أن نناقش خلل البنى، والتراكمات، والحلول المجتزأة، والأخطاء، بل والخطايا التي ارتكبها الحزب، من دون قدرة حقيقة، وارادة لتجاوز ذلك والاعتراف به، ونقده بشفافية، وطرق علمية.


    لا فض فوك

    نعم احزابنا السياسية بالعموم بحاجة للشفافية فى النقد
    لان بنيتها بحاجة لاعادة هيكله بصورة ممنهجة وعلمية
    حديثك هذا يجعلنا ننظر لحزب الامة بعين الاحترام
    ولا اعتقد انه يوجد وطني واحد سوف يسئ الظن فى الاحزاب
    السياسية مهما اختلفت رؤيتها وبرامجها طالما تتمتع بقدر
    عالي من الشفافية فى نقدها الذاتي.

    ان ما سطرته هنا اخي خالد يعد تحفة وورقة جديرة
    بالتمحيص والنظر والوقوف عندها طويلا

    اتمنى ان تجد قدرها بين اروقة الحزب ولا تذهب
    هباءا منثورا.

    التحية لك اخي خالد عويس
                  

09-04-2006, 04:51 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: alsngaq)

    عزيزي السنجك
    تحية طيبة لك وللأخ العزيز كمال عباس، هذا المثقف العميق الذي أكن له احتراما عميقا، ولم ألتق به إلى غاية الآن.
    الحقيقة، إننا نؤمن، عدد من زملائي وزميلاتي الشباب والشابات في حزب الأمة القومي، وشخصي الضعيف، بأن هذا الحزب ملك للشعب السوداني، ومن حق الشعب علينا، ومن حقنا عليه أن تكون كل أمورنا تحت الأضواء الكاشفة، والحقائق حول حزبنا يجب أن نملكها للناس أولا بأول، لأننا نحتاج لرؤى مكملة لرؤانا حول الإصلاح. وليس بالضرورة أن نقدم نحن فقط نقدا تجاه حزب الأمة. مطلوب من جميع المثقفين أن يدلوا بدلائهم. نحن نتطلع لحياة سياسية معافاة. نعد لأن يكون حزب الأمة حزبا مختلفا وملبيا لتطلعاتنا جميعا. والبداية الصحيحة، هي النقد المنهجي، ومعاينة التجربة بتجرد. نحن نلتزم بدعم حزب الأمة وقيادته في أي موقف صحيح تتخذه القيادة، كمجابهة زيادة أسعار الوقود. ونحتفظ لأنفسنا بمسافة (واعية) للاختلاف في شؤون شتى، مثل إمامة رئيس الحزب لكيان الأنصار، وجيبوتي وجنيف والتقارب مع المؤتمر الشعبي. نحن ننتقد إتكاء الحزب في مرحلة من مراحله على برنامج سياسي به شبهة الإسلام السياسي (الصحوة الإسلامية). ونتطلع لأن يكون الحزب حزبا مدنيا كما أصبحت مرجعيته حاليا.
    شكرا لك على مرورك. والمكرة وجدت سبيلها للقيادة وحظيت بقراءة واسعة.
                  

09-08-2006, 00:24 AM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)


    قراءة في خطاب الأستاذ/ خالد عويس

    لرئيس وقيادات حزب الأمة

    توفيق خليل علي/ إنجمينا
    [email protected]

    عندما تقع السياسة في حبال الأديب والمثقف المبدع تصبح للقراءة مذاق مركب، فالمثقف المبدع يمتلك ناصية الكلمة ومعاول البناء الفكري والتفكيك النقدي العميق الذي يتجاوز ظواهر الأشياء إلى كوامنها وتقعيرات الألفاظ إلى معانيها. وتبقى قدرته على إنجاز هذه المهمة متوقفة على مستوى ودرجة إرتباطه بالواقع السياسي والتزامه الوطني والأخلاقي، وهذا ما نقرأه في مواقف وكتابات الأستاذ/ خالد عويس وبلا أدنى مجاملة.

    فكم تسلل إلى منابرنا من أبناء (قبيلته) ممن عمقوا الجراح وأهانوا شرف الكلمة، دخلوا من باب السلطان فغادروا كل وجدات نقى.

    يجدد الأستاذ/ خالد عويس التزامه الحزبي ودوره كمثقف فيقول في مقدمة رسالته المفتوحة لرئيس وقيادات حزب الأمة : (إنطلاقاً من واجبي كسياسي شاب ملتزم تجاه هذا الحزب ومن موقعي أيضاً كمثقف يحوز بالضرورة عقلاً ناقداً ومدققاً ومخالفاً في بعض الأحيان).

    ويلفت نظر جيله من شباب الحزب إلى الراهن الحزبي بقوله (والدور المناط بنا كشباب داخل هذا الحزب يتعدى الدور الراهن لدور فاعل يؤسس لمستقبل مغاير ومؤسساتية حقيقية وحداثة واستشراف للآفاق الإستراتيجية التي ينبغي أن يكون حزبنا في فضائها). انتهى

    كما ينبه إلى حالة التراجع المخيف في دور مثقفي الحزب لجهة العقل الناقد داخل المؤسسة الحزبية.

    إن خالد عويس ومعه جيل من المثقفين الشباب بمختلف خلفياتهم الفكرية والسياسية يريد أن يرى على الأرض لا على الورق ديناميكية وقدرة على التعاطي مع الحراك السياسي بكل تجلياته الذاتية والمحيطة ويزعجه الخطاب العاطفي المشحون والمتوتر والرافض لمنازلة العقل والمنطق.

    أردت من خلال هذه المقدمة أن أتسلل إلى التعقيب على ورقه الأستاذ/ خالد عويس التي أوافقه الرأي على بعض ما ورد فيها من قراءة لأوضاع الحزب والكيان وأتحفظ كثيراً على البعض الآخر مما سأتناوله هنا ولعل هذا هو جزء من عافيتنا المستردة أن نتملك الشجاعة في أن نمارس نقداً ذاتيا مفتوحاً لطالما ظل حبيس الكواليس.

    في البدء لا بد من التسليم بأن كل تنظيماتنا وأوعيتنا السياسية والمدنية هي في الحقيقة إنعكاس لواقع الجغرافيا والتاريخ الذي تمخضت عنه والمكون الاجتماعي الذي تعكسه وبهذه القراءة فهي كائنات تعيش في فناء كبير من الجهل والفقر والتخلف الاقتصادي والنمط الاجتماعي القائم على دور للقبلية والعشيرة والأسرة ...الخ.

    ومن هنا تصبح أي محاولة نقدية جادة ملزمة بالتعامل مع هذا المعطي القاهر حتى يصبح نقداً واقعياً وعلمياً، فالمسألة في اعتقادي ذات طابع مركب تتعلق بخلفيات لا يجدي أن نكتفي بالتعامل السطحي مع إفرازاتها فقط ولكن لا بد أن نفعل ذلك في سياق تاريخي وثقافي واجتماعي يمسك بالجذر ومتى ما توفرت الحيثيات المطلوبة يصبح الحكم على إفرازات الأزمة المتجلية في السلوك السياسي والبناء الفكري لأي من أحزابنا السياسية أمراً ممكناً.

    هذا بالطبع لا يجب أن يفهم على أنه نوع من التهرب أو محاولة لصناعة (معلبات جاهزة) من الأعذار لتجاوز أخطاء سياسية وتاريخية، فالوقوف عند أخطائنا السياسية والتاريخية ونقدها بتجرد وشفافية هو أمر حيوي ومطلوب ولكننا بالتأكيد لن نكون موضوعيين إلا إذا فعلنا ذلك في سياق تاريخي محكوم بظروفه السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذه الظروف مجتمعه تشكل سقوف للممكن إنجازه.

    وتماماً مثلما يفعل الاقتصادي في وضع ميزانيته السنوية يتحرك السياسي أيضاً وفق إحداثيات فيها السياسي والاقتصادي والمحلي والدولي.

    فإن كنا نتحاسب مع الاقتصادي في ميزانيته بحساب الأرقام والمعدلات فلماذا نرفض مرافعات السياسي ودفوعاته ونجره إلى محاكمات دون النظر في ما هو موضوعي من حيثيات فنلبسه بالتالي أكثر من (طاقية).

    @ مسألة الإسلام السياسي :-

    تحدثت الورقة عن أن الحزب تأسس من خلال فكرة السودان للسودانيين وعلى مفاهيم مدنية وحداثية ... الخ. وأن هذا المسار (بحسب الورقة) انحرف منذ منتصف الستينات إستجابة لصعود الإسلام السياسي وقاد لصوغ برنامج سياسي تحت لافتة دينية (الصحوة الإسلامية). انتهى.

    بداية لعلنا لا نختلف كثيراً على أن الصعود الحقيقي للإسلام السياسي لم يبدأ في منتصف الستينات بل لاحقاً، باستثناء الحادث العارض والذي لم يتطور الوعي السياسي آنذاك لامتصامه فقاد لطرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان في سقطة سياسية تاريخية مدوية انتهت تداعياتها بانقلاب مايو المشئوم.



    أما شعار (الصحوة الإسلامية) الذي تصدر البرنامج الانتخابي السياسي لحزب الأمة فقد جاء في أعقاب (الجوقة السبتمبرية) في العام 1983م والتي سميت إسلامية واستطاعت الجبهة القومية الإسلامية عقب الانتفاضة إبان الفترة الانتقالية وبعدها أن تجر الساحة السياسية بأكملها إلى حالة من الإستقطاب حادة، استخدمت فيها وسائل متعددة في الإرهاب الفكري ضد خصومها السياسيين عبر صحافة صفراء مسمومة وخطاب عاطفي موازي استهدفت به البسطاء و السذج لتحدث من خلاله اختراقاً سياسياً.

    إزاء هذا الواقع كان لا بد من التصدي لهذا (الاتجار الرخيص بالشعارات) لا من خلال ما أسمته الورقة (لافته دينيه) فحسب بل من خلال جهد فكري وسياسي كبير سجله التاريخ لقيادة الحزب التي اتخذت موقفاُ عقلانياً وشجاعاً بدأ منذ إعلان هذه القوانين في سبتمبر 1983م في أعقاب أزمة النميري مع الجهاز الفضائي، انتهاءً بدخول الحزب إلى انتخابات العام 1986م وإلغاء هذه القوانين عي أحد أهم لافتاته السياسية والانتخابية وتأكد ذلك من خلال المشاركة في (إعلان كوكادام).

    إن الإطلاع على كل أدبيات الحزب السياسية والفكرية تقول بعكس ما ذهبت إليه الورقة من الإدعاء بمسايرة قيادة الحزب لتيار الإسلام السياسي وتنفي كذلك الإدعاء الآخر والذي جاء في متن مقال الأستاذ/ خالد عويس (... تقاطعت خطابات هيئة شئون الأنصار كجهة دينية تحظى باحترام واسع مع خطابات حزب الأمة، كجهة سياسية لها تاريخها ونضالاتها ورؤيتها المدنية وتقدميتها فيما يتعلق بمفاهيم المواطنة والحداثة عموماً ...الخ) انتهى.

    من المعلوم بالضرورة واليقين أن المرجعية الفكرية والثقافية تشكلان ملامح وقسمات أي خطاب سياسي أو رؤية هادفة للتغيير ولعل النظر والبت في قضايا تتعلق بالهوية ومفهوم الموطنة ومشروع الدولة التعاقدي وعلاقة الدين بالدولة والدستور وهلمجرا. تتطلب اعتماد مواقف فكرية واجتهادية محددة وفي حالة حزب الأمة وهيئة شئون الأنصار فقد كان الانسجام في الخطاب سمة مميزة ويصعب كثيراً الحديث عن تناقض أو تقاطع الخطابين.

    تتحدث الورقة حول ضرورة التفكيك المنهجي (في فصل المدونات النظرية لحزب الأمة في إطار سعية مع القوى السياسية الأخرى لخلق مناخات جديدة وفي إطار الدفاع السياسي أيضاً عن المدونات الفكرية المنتجة لكيان الأنصار ومنتسبية من المسلمين السودانيين المنتمين إليه) انتهى.

    في رأي هذه دعوة جريئة لحوار فكري سياسي بناء يطرح أسئلة ملحة حول حجم ودور عضوية الحزب من غير المسلمين وإمكانية مشاركتهم في هذا الحوار المنشود. والنظر في تجارب الآخر إقليميا ودولياً.

    ثانياً : انتخاب رئيس الحزب إماماً للأنصار :

    للحديث حول هذا الموضوع لا بد من تشحيذ الأذهان لاستدعاء جملة من الوقائع والحيثيات المتعلقة بالمؤتمر العام لهيئة شئون الأنصار وأحسب أن كثير من الأحباب قد كتب حول هذا الأمر. لقد أتاحت لي الظروف أن أتابع هذا الحدث التاريخي عن كثب وكانت لي مشاركتي المتواضعة من خلال موقعي بأمانة الشباب بالهيئة بدأ بالورش التحضيرية لقيام المؤتمر العام انتهاءً بقيام المؤتمر والذي بجانب انتخاب الصادق المهدي إماماً للأنصار، أنجز وعبر آليات ديمقراطية قاعدية كثير من البناء المؤسسي والذي تصبح فيه مهام الإمام محكومة بمؤسسية وشورية بها قدرة واسع من الشفافية.

    أعتقد كثيرون بأن فكرة قيام المؤتمر العام في ذلكم الظروف التاريخي كانت مناورة سياسية من قيادة الحزب لسحب البساط من تحت أقدام المنشقين عليه وتأكيد شعبيته ولكن الأمر لم يمكن كذلك لأن التوصية بقيام مؤتمر عام جاءت من مجلس الحل والعقد بالهيئة وكان تحدياً كبيراً في ظل الصعوبات المالية والتنظيمية المحيطة بالهيئة ولكن عزم الأنصار وارادتهم كانت أقوى من كل تحدى.

    الحقيقة الأخرى التي يغفلها أو يتغافل عنها البعض هي أن الإمامة فرضت فرضاً على الرجل ولم يكن راغبا في توليها في ذلك الظرف التاريخي علي أقل تقدير وقد عبر عن روئيته في أهمية البناء المؤسسي كأولوية وأن قضية الإمامة يمكن النظر فيها لاحقا وقد شاركة الرأي في هذا عدد من قيادات وشباب الأنصار بل إن البعض عبر عن عدم تفهمه لأهمية المسالة مع وجود مؤسسة تتولى شئون الأنصار . والآخرون وهم أغلبية عبروا عن رغبتهم بالوسائل الديمقراطية والمؤسسية التي قادت في النهاية وبرغم مناشدة الرجل للمؤتمرين (بإرجاء أمر انتخابه إماما) وسط أهاريج من الفرح والدموع والهتاف المدوي (الله اكبر ولله الحمد).

    الأمر برمته يترك أمامنا خيارين الأول هو خيار أسمته الورقة ((بالمؤسساتية الحقيقية)) وآخر يريد قفزا بالزانة فوق الواقع دونما عبرة أو اعتبار.

    ختاما أوافقكم الرأي بأن البعض قد جر الحزب إلى ما أسميته بمأزق الجهوية والمناطقية وأننا في حوجة ماسة وملحة لغربلة ومراجعة أوضاعنا التنظيمية برمتها وفتح الفرص لدماء جديدة وعقول ناقدة للخروج من حالة الخمول الفكري بفتح قنوات للحوار و التثاقف.

    نحن مازلنا بعيدين عن فعل حقيقي وملموس على الأرض ودوننا دارفور بكل مأساتها وجراحاتها.

    وهنا كم وددت لو أن الحزب والكيان استفادا من تجربة (حزب الله اللبناني) ليس في جانب المقاومة ولكن في استثمار الإرادة والطاقات البشرية والروحية المتوفرة في عمليات النجدة والدفاع المدني والإغاثة وهنالك قواسم مشتركة معلومة.

    أين هم شباب الأنصار والحزب من هذا الفضاء الشاسع من العمل الطوعي المطلوب والذي يوفر احتكاكا بالجماهير ويكون له أثره الطيب على المنكوبين من جراء الحروب أو الكوارث.

    ختاما شكرا للحبيب خالد عويس الذي أتاح لنا فرصة لهذه المساهمة على أمل أن يتواصل الحوار.

    والله المستعـــان
                  

09-18-2006, 10:44 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: Abdelrahman Elegeil)

    سأعود للتعقيب على الأستاذ توفيق خليل
                  

09-18-2006, 10:50 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)

    صدقني يا خالد عضوية المنبر-بالتحديد العضو عضوين- الإتهموك بالانحياز للحزب و لقيادته بعد أحداث المسيرة إلخ قرو المذكرة دي هنا و مرت عليهم مش ما عارفين مواقفك شنو!
    كونك من الكوادر المستنيرة الناقدة بنضج ووعي لأداء حزبك كما أن لك المقدرة على تشجيع الحزب ساعة يحسن الأداء لا ينكرهما إلا مكابر أو من بعينه رمد!
    لنا
                  

09-18-2006, 10:59 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: lana mahdi)

    ليس للجميع، يا لنا، الرغبة الحقيقية في تطوير أحزابنا السياسية، لأن ذلك يخالف مصالحهم
                  

09-19-2006, 04:27 AM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرتي لرئيس وقيادات حزب الأمة القومي 17-7-2006 (Re: خالد عويس)

    الزميل خالد : تحياتي :
    النقد الذاتي مطلوب
    المذكرة تحتاج لتسعة اعضاء من الحزب لتصبح مذكرة العشرة !
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de