الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة السوداني "

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2006, 03:13 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة السوداني "

    هذه الدراسة نشرت لي قي صحيفة السوداني وهي من ثلاثة أجزاء ، هذا هو الجزء الأول نشر في عدد الجمعة18/8/2006 وأهدية إلى عضوة المنبر الزميلة هنادي يوسف
    الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟
    أو حالة كونك إرهابياً !!
    بقلم : عاطف عبد الله قسم السيد
    الجزء الأول
    الإرهاب وما أدراك ما الإرهاب
    جعلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر من الإرهاب البند الأول في أجندة اهتمام العالم ، وفي مواجهته توحد العالم كله راغبا أو كارها تحت راية المحور الذي تقوده الولايات المتحدة في حربها المقدسة ضد ما يسمى بالإرهاب.
    هناك إعتقاد راسخ لدى الكثيرين بأن الحرب على الإرهاب ما هي إلا غطاء للحرب على الإسلام والمسلمين، خاصة بعد المنحى الإنتهازي الذي اتخذته بعض الأنظمة من إعلان الحرب على الإرهاب كذريعة لإدارج معارضيها السياسيين في خانة الإرهابيين وكذلك بعض الدول مثل إسرائيل أتخذته زريعة لمواجهة الحركات المعارضة في الأراضي المحتلة وجنوب لبنان مثال حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله. ويذهب البعض على أن الحرب على الإسلام جاءت رداً على ما صار يعرف بالصحوة الإسلامية خلال الربع الأخير من القرن الماضي بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وتمدد الإسلام وانتشاره واعتناق الكثيرين له في أمريكا والغرب ، وأيضاً من تداعيات الطفرات التي حققتها الأحزاب الإسلامية في تركيا والجزائر والسودان وزيادة سطوة ونفوذ الحركات الإسلامية في الدول العربية مثل مصر والكويت والمملكة العربية السعودية .
    إن استهداف الإسلام صار قناعة ليس فقط لدى العامة بل في أوساط المثقفين والسياسيين الفاعلين في الحياة العامة والإيمان بوجود مؤامرة تنسج خيوطها الإمبريالية العالمية وتحيكها الصهيونية بالاشتراك مع الغرب الصليبي للقضاء على الإسلام بعد تراجع وتفكك المنظومة الشيوعية أصبح مجرد التشكيك في تلك القناعة أمراً يؤدي بإلصاق أشنع التهم بصاحبها أقلاها العمالة وأشدها الكفر.
    لو افترضنا وجود تلك المؤامرة التي يتعرض لها الإسلام كدين وعقيدة والمسلمين كملة، هل مواجهتها تعفينا من ممارسة النقد الذاتي لثقافتنا والسعي الجاد لتحديث خطابنا الديني علّنا نحصل على إجابة للسؤال المرهق عن سبب ارتباط الإرهاب بالإسلام في الذهن الغربي.
    الإرهاب في اللغة والدين والسياسة
    يلاحظ أن المعاجم العربية القديمة قد خلت من كلمتي "الإرهاب و "الإرهابي" لأنهما من الكلمات حديثة الاستعمال، وقد جاء في في "المعجم الوسيط" كلمة الإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية، وفي "المنجد": نجد أن الإرهابي من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته، وتجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم لم يستعمل مصطلح "الإرهاب" بهذه الصيغة ، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من الكلمة ، تدل على الإرهاب والخوف والفزع .
    (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) (الأنفال:60) .
    قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى ( تُرْهِبُونَ ) أي تخوِّفون ( بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) أي من الكافرين . وقال القرطبي: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) يعني تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب .
    نستخلص مما تقدم أن "الإرهاب" يعني التخويف والإفزاع ، وأن "الإرهابي" هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين . ولا يختلف هذا المعنى عما تقرره اللغات الأخرى في هذا الصدد ، فقد ورد في قاموس "المورد" أن كلمة terror تعني: "رعب ، ذُعر ، هول ، كل ما يوقع الرعب في النفوس ، إرهاب ، عهد إرهاب" ، والاسم terrorism يعني: "إرهاب ، ذعر ناشئ عن الإرهاب" ، و terrorist تعني: "الإرهابي" ، والفعل terrorize يعني: "يُرهب ، يُروِّع ، يُكرهه (على أمرٍ) بالإرهاب" .
    وفي قاموس أكسفورد " Oxford Dictionary ": نجد أن كلمة Terrorist "الإرهابي" هو الشخص الذي يستعمل العنف المنظم لضمان نهاية سياسية ، والاسم Terrorism بمعنى "الإرهاب" يُقصد به "استخدام العنف والتخويف أو الإرعاب ، وبخاصة في أغراض سياسية" .
    سياسياً لم يتم أي أتفاق لتحديد ماهية الإرهاب فكما هو جريمة نكراء في نظر البعض ، هو نضال من أجل الحرية في نظر آخرين وأكثر التعريفات شمولية له هو تعريف الاتحاد الأوروبي بأنه العمل الذي يؤدي لترويع المواطنين بشكل خطير, او يسعى الى زعزعة استقرار او تقويض المؤسسات السياسية او الدستورية او الاقتصادية او الاجتماعية لاحدى الدول, او المنظمات, مثل الهجمات ضد حياة الافراد او الهجمات ضد السلامة الجسدية للافراد او اختطاف واحتجاز الرهائن, او احداث اضرار كبيرة بالمؤسسات الحكومية او اختطاف الطائرات والسفن ووسائل النقل الاخرى, او تصنيع او حيازة المواد او الاسلحة الكيماوية والبيولوجية, او ادارة جماعة ارهابية او المشاركة في انشطة جماعة ارهابية.
    إذا أمكننا الإتفاق على الحد الإدنى لتعريف الإرهاب في أنه القيام بأفعال إجرامية من شأنها ترويع المواطنين الآمنين وإثارة الرعب في نفوس العامة وذلك لتحقيق مآرب سياسية غير مبررة. والإرهابيين والمعني بهم الجماعات المشتطة في تطرفها والتي تقوم بأفعال لا تمت للقيم الإنسانية ولا للدين بصلة على سبيل المثال لا الحصر تخطيط وتنفيذ التفجيرات والهجمات التي تروع وتقتل كل يوم عشرات المواطنين في العراق وتقوم بالهجوم على المؤسسات الاقتصادية والسياحية في مصر والسعودية وتقتل الآمنين من الناس في محطات الأنفاق اللندنية أو في مبنيي التجارة في نيويورك.
    لو نظرنا للوضع العالمي اليوم لوجدنا أن الإرهاب بالمعنى المذكور خلقته ظروف موضوعية وذاتية محددة ساهم فيها من يكتوي بنارها الآن، الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة الدعم الغير محدود لكل جرائم الصهيونية في الأراضي المحتلة وتداعيات الاحتلال الكولونيالي لأفغانستان وللعراق الذي وفر أرضية خصبة وبنية تحتية مناسبة لنمو الإرهاب، هذا من جانب ومن جانب آخر الأوضاع السياسية الراهنة في العالم العربي الإسلامي وانعدام الديمقراطية وحقوق الإنسان والمظالم الإجتماعية فيه . تلك الأسباب في خلق الإرهاب متفق عليها بين معظم المحللين ، ولكن لا يعني ذلك عدم وجود أي أسباب أخرى للإرهاب، فلو أفترضنا أنه ليست هناك إسرائيل ، أو أن الأوضاع السياسية والاقتصادية أكثر حرية وديموقراطية وعدالة في الدول العربية والإسلامية لا يعني ذلك بأي حال نهاية الإرهاب ، حيث طال الإرهاب وهدد بقعاً وإناسا ليست لهم علاقة بالوجود الإسرائيلي في فلسطين أو الاحتلال الأمريكي للعراق وبلاداً يحظى فيها المسلمين بأوضاع معيشية وديمقراطية مناسبة مثل فرنسا وأسبانيا والمغرب ، نفهم من ذلك بأن الإرهاب لا وطن له وتتعدد الأسباب لوجوده ، ولهذا السبب فقد أصبحت جرائم الإرهاب من الجرائم التي تتقاصر عنها الحواجز القطرية ويطالها عقاب المجتمع الدولي بكل آلياته أينما كانت تلك الجرائم وذلك وفقا لمبدأ عدم الإفلات من العقوبة.
    ربط بعض أعداء الإسلام بين الإسلام كعقيدة والإرهاب كفعل إجرامي ، معللين بأن الإرهاب يكمن بين طيات نواميسه المقدسة من الكتاب والسنة وكذلك في إجماع فقهاءه وعلماءه ، ودللوا على آرائهم ضد الإسلام ببعض آيات الذكر الحكيم وأحاديث المصطفى ( ص ) التي تدعوا للجهاد وقتال أعداء الدين من الكفار والمشركين .. إلى أخ ..متناولين النصوص شكلاً متجاهلينها جوهراً.
    تصدى لتلك الأفكار بعض من الباحثين والمفكرين الإسلاميين متناولين أسباب ومسببات الإرهاب ذاكرين بأنها لا تكمن في الدين ولا بين طيات تشريعاته أو معاملاته وأكدوا بأن ما يجري حالياً من الجماعات الإسلامية المتطرفة لا يعبّر إطلاقاً عن جوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعوا للتسامح وللتعايش السلمي بين الفرقاء. فما بين الهجوم غير المشروع والدفاع غير المقنع أين تكمن الحقيقة؟ . ذلك ما سنعود له في الجزء الثاني من هذه الدراسة.
                  

08-23-2006, 03:50 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: عاطف عبدالله)

    [QOUTE]ربط بعض أعداء الإسلام بين الإسلام كعقيدة والإرهاب كفعل إجرامي ، معللين بأن الإرهاب يكمن بين طيات نواميسه المقدسة من الكتاب والسنة وكذلك في إجماع فقهاءه وعلماءه ، ودللوا على آرائهم ضد الإسلام ببعض آيات الذكر الحكيم وأحاديث المصطفى ( ص ) التي تدعوا للجهاد وقتال أعداء الدين من الكفار والمشركين .. إلى أخ ..متناولين النصوص شكلاً متجاهلينها جوهراً.
    Quote:

    الأخ عاطف عبدالله
    تحية طيبة

    أخي ذكرت بأن أعداء الأسلام ولسؤ فهم وعدم المام قاموا بالتفسير الخاطئ للآيات والأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن القتال والأرهاب وتحض عليهما ..
    هلا تفضلت أخي أن تستخلص لنا "جوهر" هذه النصوص
    طالما لها معنى غير المعنى المرئي؟


    تحياتي
                      

08-23-2006, 06:18 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: HOPEFUL)

    الأخ هوبفل
    النصوص القرآنية والخلاف بين القراءة السلفية والقراءة التنويرية والتداخل ما بين الدين والفكر الديني أمر اتناوله الكثيرون من علماء التنوير ويمكنني أن أشير لك لبعض المراجع لو أن الأمر يهمك كثيرا - راجع كتابات الشهيد محمود محمد طه " الرسالة الثانية" والدكتور حسين مروة "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" وللدكتور نصر حامد أبو زيد في "نقد الخطاب الديني "
    عموما لن أستبق الأحداث وسوف تجد في الجزئين القادمين من هذه الدراسة بعض من الإجابات لما تسأل وتبحث عنه ، أما لو أستفزتك كلمة أعداء الإسلام فالإسلام منذ أن وجد أوجد معه أعداء وخصوم مثله مثل أي ديانة سواء وضعية أم سماوية.....
    مع خالص التحايا
                  

08-25-2006, 11:46 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: عاطف عبدالله)

    الجزء الثاني
                  

08-25-2006, 11:54 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: عاطف عبدالله)

    العــــودة إلى الجــــــــــذور
    إن الإسلام كعقيدة أشبه بطبق كبير ملئ بالطعام، المذاق متنوع في كل ركن فيه، وحول هذا الطبق نجد أعداداً كبيرة من الناس تجلس في أوقات وأزمان متفاوتة، جميعهم يأكلون منه ولكن المردود في كل جزء منه يحمل بالإضافة لتنوع المذاق والفائدة، خواص اللسان والأمعاء الهاضمة والجسد الذي يستقبل خلاصة هذا الأكل والزمان الذي تناوله فيه، لذا نجد هذا التنوع والتعدد في التفاسير والمذاهب والتيارات الدينية.
    وعلى الرغم من الدعوة المستمرة في الإسلام للوحدة كأثر من آثار التوحيد، والحديث الدائم عن الصف الواحد والهوية الواحدة والجسد الواحد والبنيان المرصوص.. إلخ.. إلا أن الواقع يأتي بخلاف ذلك حيث أفرز لنا عدة اتجاهات فكرية ومذهبية وتلك الاتجاهات الفكرية والمذهبية تقسمت بدورها إلى عدة تيارات ومدارس وكل مدرسة أو تيار تكون نتيجة ظروف موضوعية (زمانية ومكانية) خاصة به وهذه التيارات بعضها تطور ونما وبعضها اندثر وتلاشى، كما نجد أن بعضها ابتعث وولد من جديد، ونلاحظ خاصية أخرى به وهي أنه كلما نما الفكر الديني وتمدد يخلق من داخله خصومه وأعداءه، والاختلاف بين التيارات الإسلامية لا يعني مجرد التعددية فمعظم المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية لا تقبل التعددية، والتنوع داخل الدين الإسلامي عند معظم العلماء والمفكرين الإسلاميين مرفوض لذا نجدهم يشتطون في منتقدي فكرهم ويرمون كل من تجرأ واظهر أي رأي مخالف لهم بالزندقة.وعلى مر التاريخ الإسلامي تقاتل المسلمون في ما بينهم بأكثر مما تقاتلوا مع أعدائهم من غير المسلمين.
    إن التيارات والحركات الإسلامية المتنوعة والمختلفة نشأت نتيجة ظروف تاريخية معلومة بعضها نشأ نتيجة صراعات فكرية مثال المعتزلة وأخوان الصفا وبعضها نشأ لحاجة سياسية مثال السنية الأشعرية والشيعة الإثنا عشرية، وبعضها كرد فعل مقابل تمدد الفكر العلماني واليساري في العالم العربي والإسلامي في الأربعينيات والخمسينيات كجماعات الأخوان المسلمين، وبعضها تكون لخلق توازنات سياسية خلال الحرب الباردة كالأفغان العرب الذين تمخض عنهم تنظيم القاعدة، وبعضها اتخذ المنحى الثوري في مواجهة الاستعمار الاستيطاني اليهودي في فلسطين كجماعات حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله في جنوب لبنان.
    لا شك في أن هناك مبررا لنشوء تلك الجماعات فجميعها وجدت لتلبي حاجة معينة لكن ما يهمنا هنا هو الجماعات الإسلامية التي تنشر الرعب أينما وجدت كجماعات التكفير والهجرة وفلول تنظيم القاعدة والجماعات الجديدة التي تتبدى خلف كل عملية إرهابية، تلك الجماعات التي توسعت في أهدافها وأعلنت حربها المقدسة ضد الغرب الكافر ووسعت دائرة خصومها وأعدائها لتشمل ليس فقط ذلك الغرب بل كل المؤسسات الاقتصادية والهياكل الدستورية العربية التي تأسست في ظل النظام الاقتصادي العالمي الجديد والتي ترى فيها الجماعات المتطرفة أنها من صنع ذلك الغرب الكافر وتخدم مصالحه أو تابعة له بأي شكل من الأشكال. ولكن دون أن نرمي بكل اللوم على الغرب البابوي والشرق الحاخامي، أو على انعدام حقوق الإنسان والتخلف والفقر في الدول الإسلامية، وقبل أن نرمي بالمسؤولية على الجماعات الإرهابية والذين هم في رأيي جزء من تداعيات الأزمة ولكن ليس العلة بذاتها. ولو نظرنا إلى منهجنا الثقافي وخطابنا الإعلامي وسياستنا الرسمية سنحصل على أسباب أخرى لوجود الإرهاب بيننا وعلى إجابات قد تخرجنا من المأزق التاريخي والنفق المظلم الذي حُوصِرَنا وحَاصرنا أنفسنا فيه. ولو استطعنا أن نشخص أسباب علة الإرهاب يمكننا حينها أن نجد لها الترياق المناسب.

    الخطاب السلفي والإرهاب
    ظل الفكر السلفي وباستمرار يروج بأنه يمثل الخير المطلق ويصور أي بديل آخر بأنه الشر المطلق وفي ذلك فقد نجح إلى حد كبير في تحجيم الآراء والأفكار المناهضة له حتى صارت مفاهيم كالعلمانية والاشتراكية كلمات مرادفات للكفر والإلحاد والعياذ بالله، وهو أي الفكر السلفي يلعب دورا رئيسا في جر المجتمع نحو غياهب التخلف والأنفاق المظلمة، وهو لا يكل ولا يمل في إملاء قيمه الأخلاقية ومنهجه الرافض لقيم الحرية والحضارة الحديثة وهذا الطرق المستمر على آذان المجتمع أدى لأن تتبنى قطاعات عديدة من المثقفين لمبادئ وقيم هذا الفكر، لذا نجد كثيرا من السياسيين والناشطين الذين يمثلون تيارات ليبرالية من المفترض أنها مناوئة للأصولية الإسلامية قد سقطوا في فخ الأصولية في مناهجهم وأخذوا يتبنون مواقفها وقيمها وينسجمون مع آلتها الدعائية ومع تراجع التيار التقدمي وانشغاله بإعادة بنائه الفكري وسطوة نفوذ قوى اليمين الرجعي وسيطرته على أجهزة الإعلام الرسمي من صحف وتلفزيون وإذاعة وتشكيلها للرأي العام العربي ومع انتهاجها نفس مبادئ الخطاب السلفي نجد كيف وجد السلفيون من يمرر خططهم وينشر قيمهم الفكرية عبر الساحة الإعلامية مما خلق هذا التعاطف الملموس وسط قطاعات واسعة من المجتمع مع الإرهاب والإرهابيين، لا فرق لديهم بين الإعمال الثورية التحررية أو الأفعال الإجرامية التي لا تخدم أي غرض سوى أهداف أعداء الأمة والمتربصين بها.

    المناهج التعليمية وتغذية الإرهاب
    وما يجري عبر وسائل الإعلام نجد الأمر منه عبر المناهج التعليمية، فلو تمت أي مراجعة لمناهج التربية الإسلامية في معظم الدول العربية لوجدناها تضج بالخطاب السلفي الذي يتميز بالجمود والتعصب والاستعلائية. فهل يعقل في بلد كالسودان يعاني من إشكاليات هجرة العقول العلمية (أكثر من 3500 طبيب أخصائي سوداني يعملون بالمملكة المتحدة فقط) إن أعرق كلية لدراسة الطب البشري بها تكون ساعات تدريس التربية الإسلامية فيها أضعاف ساعات حصص التشريح!! وأن المدارس الثانوية تخصص سبع حصص لتدريس الدين في الأسبوع مقابل حصتين فقط لمادة الكيمياء!! هل يعقل ذلك؟
    أرجو أن لا يؤخذ هذا الحديث بأنني ضد تدريس التربية الإسلامية في المدارس أوالجامعات، لكنني ضد المنهج الذي يدرس والذي لا يرى في الإسلام إلا منهجا أيديولوجيا لخدمة قوى اليمين وليس مشروعا للنهضة لما فيه من قوة دافعة نحو التقدم والعدل والحرية والمساواة الأمر الذي يمثل جوهر العلمانية.

    المساجد وتغذية الإرهاب
    من أكثر المنابر تأثيرا في الرأي العام المساجد وخطب الأئمة خلال صلاة الجمعة، فبدلا من استغلال تلك المنابر في الدعاء والتقرب إلى الله وتوعية المصلين في أمور دينهم ودنياهم نجد أن معظمها يستقل لترويج الفكر السلفي وتمرير برامجه الثقافية التي تصور كل البؤر الساخنة والقضايا السياسية في العالم بأنها حروب ضد الإسلام مثل ما يجري في الشيشان وكشمير والسودان (اللهم أنصر المسلمين في الشيشان) (اللهم أنصر المسلمين في كشمير) واللهم شتت شمل أعداء الإسلام.. نعم كلنا ندعو لنصرة المسلمين في أي مكان، ولكن من هم أعداء المسلمين المعنيون هل هم الروس الذين يقاتلهم الشيشانيون أم الحكومة الهندية التي تقاتل من أجل وحدة الهند؟ يجب الانتباه بأن هناك وجودا لبعض الأفراد الذين يلتقطون حديث أولئك الأئمة ويودون أن يقوموا مقام اليد الإلهية في قتال أعداء الله فيفجرون الفنادق في طابا وشرم الشيخ ويعتدون على العاملين بالشركات السعودية ويقتلون الناس في محطات المترو اللندنية ويذبحون الدبلوماسيين الروس في بغداد ويقتلون السائقين السودانيين العاملين في مجال الإغاثة ويفجرون الأسواق كما يجرى في العراق..

    يجب توعية أئمة المساجد بأن ما يدور في روسيا أو الهند هي قضايا سياسية في المقام الأول وأن آخر حرب صليبية ضد الإسلام كانت في القرن الحادي عشر رغم زلة لسان جورج بوش، ولا يوجد ما يمنع من تداول السياسة خلال المساجد لكن في الأمور التي تهم المسلمين ومن الوجهة التي تراعي مصالحهم ولا شك في أن من مصلحة المسلمين وحدة الدولة الروسية كما كانت مصالحهم من قبل في وحدة وقوة دول الاتحاد السوفيتي الذي تضرر المسلمين كثيرا من تفككه وتشتت شمله.ـ


    عاطف عبد الله
                  

09-03-2006, 01:24 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: عاطف عبدالله)

    الجزء الثالث
    في نقد الفكر السلفي

    إن ما يميز الخطاب الثقافي السلفي السائد وأوجه الخلاف الجوهرية معه تتلخص في قراءته للنصوص الدينية وللتراث الثقافي الإسلامي وانعكاس تلك القراءات على ما يدور في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية اليوم ، والخلط المتعمد مابين الفكر الديني والدين نفسه ومحاولة السلفيين الدءوبة إلباس الفكر ثوب القداسة حتى يبقى بعيدا عن متناول النقد ، ولا يكتفون بتقديس الفكر بل يتعداه لباقي التراث والتاريخ الإسلامي والتوعد بالويل والثبور لكل من يحاول إعمال العقل فيه وإزاحة الضبابية عنه ونفي ما علق به من خرافة وجمود فكري.
    الحياة عبارة عن تكرار متغيرات تخضع للركود أحيانا وللخمول أحيانا أخرى ولكنها ترفض الثبات تماما حتى ولو في حالات الموت تكون الحركة مستمرة في الجسد الميت، ومهما بلغ أوج الفكرة في نضجها وكمالها أن لم تستوعب تلك المتغيرات فسيحاصرها الجمود وتذبل وتنزوي.
    والجمود الفكري يعد حالة مرضية يمر بها الفكر بسبب الانغلاق، ومن أعراضه أن يكون سلوك الفكر ضمن دائرة التصور الفكري المحدود المقيد, وألا يتجاوز الفكر في علاقته بالمحيط الفكري الاجتماعي الذي حوله, البدائل الفكرية المعروفة والمعهودة والمألوفة ،وعلاج تلك الحالة بأن يتفتح الفكر على الأفكار الأخرى ويتفاعل معها، والحضارة الغربية لم تنطلق ويصبح لها شأن إلا بعد أن أطلقت حرية الفكر والنقد والتعبير، والتفاعل شرط أساسي للانفتاح والانفتاح يبدأ من افتراض نقص المعرفة المتوفرة ومن افتراض ان ما يعقله العقل أو ما يعرفه الإنسان ليس كاملا, . وهنا سينبري لنا من يقول بأننا هنا نتناول و نتعامل ليس مع فكر بل عقيدة سماوية أي أن افتراض نقص المعرفة مع الذات الإلهية ليس وارد وأن العقيدة مسألة أيمانية لا تخضع لقوانين المنطق والعلوم الدنيوية ومع صحة افتراض ان ما يعقله العقل أو ما يعرفه الانسان ليس كاملا, إلا أن الأمر مع الله الخالق لكل شئ والذي يمثل فكرة اللا نهاية غير واردة. ولهؤلاء أقول بأن الجمود ليس الدين بل في الفكر الديني وفي فلسفة الذين نصبوا أنفسهم حراسا عليه وأعلنوا للملأ بأنهم أوصياء عليه وعلينا وأعلنوا عنه ما ليس فيه ، وهم لا يحيطون منه إلا بالقشور بعد أن نفوا الجوهر الذي يدعوا للفكر والتفكر وتصحيح الأخطاء.
    أن استمرار نزول القرآن الكريم لحوالي ثلاثة وعشرون عاما التي عاشها الرسول محمد (ص) بعد أن أتته الرسالة يحمل دلالات عميقة تتعلق بمواكبة الوحي للأحداث وللحياة اليومية ومتغيراتها،
    يقول القرآن الكريم في أول سورة هود، " ألر كتابٌ اُحكمت آياته ثم فُصلت من لدن حكيم خبير". نفهم من هذه ألآية أن الله قد أحكم آيات القرآن من قبل أن يُنزله على الأرض، وقد فصّل آياته بيد خالق خبير بمخلوقاته وهو الذي هو أدرى بحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم ففصل الآيات للتناسب مع ذلك الحاضر ولا تتناقض مع الماضي أو تتضارب مع المستقبل، فأنزل الله ألآيات المناسبة في المناسبات المناسبة لها، وهذا تقديرٌ من إله حكيم وعليم ببواطن الأمور .
    ولكن رغم ذلك نجد أن القرآن الكريم حوى حوالي خمسة وسبعون سورة من المائة وأربعة عشر سورة فيها نسخ منها خمسة وعشرون سورة فيها نسخ للنسخ، أننظر للآية101 من سورة النحل: " واذا بدلنا آيةً مكان آية والله اعلم بما يُنزل قالوا انما انت مفتري بل اكثرهم لا يعلمون". وفي سورة البقرة، الآية 106: " ما ننسخ من آية او نُنسها نأت بخير منها او مثلها ألم تعلم ان الله على كل شئ قدير". وفي هذا درس عظيم في المرونة وأيجاد الحلول للمستجدات أولا بأول تماما كما فعل القرآن والتعمق المطلوب في الفهم السليم يتطلب أستنباط الأصل والجوهر في كل حكم وليس التمسك بظاهر النص فقط.
    بعد وفاة الرسول (ص) في العام الحادي عشر للهجرة انقطع الوحي وفتح باب الاجتهاد. بدا الاجتهاد شجاعا على يد الخلفاء الراشدين خاصة الخليفة عمر بن الخطاب ليس فقط فيما هو ظني الثبوت أو الدلالة من النصوص فحسب بل اجتهاد فيما هو قطعي الدلالة والثبوت مثال منع عمر طائفة من العرب الذين أظهروا الإسلام منحهم سهما من الصدقات بعد أن كان الرسول (ص) ومن بعدة الخليفة أبو بكر الصديق قد أعطوهم ذلك السهم تألفاً لقلوبهم عملا بقوله تعالى" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ".(60التوبة). : عمر الفاروق قال لهم: ( إن الله أعز الإسلام واغني عنكم) ثم منع هذه الطائفة كلها ما كان لها من نصيب في الزكاة وجعلها لغيرهم من المسلمين ، كما تجاوز أيضا حكما لنص قرآني قطعي الدلالة والثبوت بتعطيله لحد السرقة في عام الرمادة, عندما تفشت المجاعة والقحط في الجزيرة العربية.
    وما كان الخليفة الفاروق يستبدل عمر حكما لنص قطعي الدلالة والثبوت بحكم آخر إلا لأن (علة الحكم) قد تغيرت مع الزمن.
    سيقول قائل بأن ذلك عمر فأين نحن وعلمائنا من مرتبة عمر وهو الذي تنزل القران على فمه ، لكن عمر أيضا لم يرتقي لمكانة النبي (ص) ، وكان يمكنه الرضوخ لهذه القاعدة التي رضخنا إليها بأن ما سنه الرسول أو أوتي في الكتاب ليس بمقدور من هو أدنى مرتبة دينية ( رغم أن الأسلام لم يعرف عنه التدرج والمراتب الدينية كما في النظام الكنسي ) أو إيمانية أن يغيره فأنكفأنا على أنفسنا وتقوقعنا، وقفلنا باب الإجتهاد فتبلور الجمود.
    خاتمة.
    أن الوسائل الإعلامية والمناهج التعليمية والمنابر الروحية كلها تستقل لترويج الفكر السلفي الذي يذكي نار الفتنة في المجتمع ويلعب دورا أساسيا في تغذية الإرهاب وذلك بالتأثير في العناصر الرخوة فكريا والتي تستغلها الجماعات المتطرفة في أعمالها الإرهابية ضد الآمنين لتحقيق مآربها السياسية غير المشروعة .
    إن الإرهاب هو الخطر الحقيقي ليس فقط ضد مصالح الغرب وقيمه بل ضد كافة المنجزات الإنسانية والحضارية ولمواجهته يجب العمل على تجفيف أحدى منابعه الأساسية وذلك بمحاصر الفكر السلفي بالنقد العلمي وإبراز الوجه الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو لمكارم الأخلاق وللوحدة والحرية والمساواة وبسط الحريات العامة وإتاحة الفرصة لعلماء التنوير وكتابات المستنيرين والمجددين في الدين الذين اتهموا بالكفر والإلحاد بسبب أفكارهم وآرائهم المناوئة للفكر السلفي أمثال خليل عبد الكريم وسيد محمود القمني والدكتور حسين مروة وفرج فودة ود. ناصر حامد أبوزيد وذلك بإدخال كتاباتهم في المناهج الدراسية وطرحها للمناقشة في المنابر الثقافية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بدلا عن محاربتها ومنعها من التداول.
                  

09-03-2006, 09:55 AM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين صدام الحضارات وحواره إين الإسلام (Re: عاطف عبدالله)

    صديقي العزيز
    لك التحية والأشواق
    وأحيك على هذا الطرح ودعني اشارككم الحوار لآنني أؤمن بالحوار ، ومن مدرسة الدكتور محمد ياسر شرف صاحب كتاب حوار الحضارت ردا على صامويل هانتنغتون صاحب نظرية صدام الحضارات والذي "يعتبر التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات؛ إذ إن المواجهة التالية ستأتي حتما من العالم الإسلامي، وستبدأ الموجة الكاسحة التي تمتد عبر الأمم الإسلامية من المغرب إلى باكستان التي تناضل من أجل نظام عالمي جديد". و أن النزاع تفجر بصورة متزايدة على الحد الشمالي للإسلام بين الشعوب الأرثوذكسية والمسلمة، بما في ذلك مذبحة البوسنة وسراييفو، والعنف الجياش بين الصرب والألبان، والعلاقات الحرجة بين البلغار والأقلية التركية.
    ويورد من النماذج المباشرة المتعلقة بالمنطقة موضوعه التالي :
    1) العنف بين الأوستيين والأنغوش (داخل القوقاز الشمالي التابع لروسيا).
    2) المذبحة المتصلة المتبادلة بين الأرمن والأذربيجانيين، والعلاقات المتوترة بين الروس والمسلمين في آسيا الوسطى.
    3) نشر القوات الروسية في القوقاز وآسيا الوسطى.
    4) دور الدين في إحياء الهويات الإثنية وإعادة المخاوف الروسية بشأن أمن حدودها الجنوبية.
    5) مساندة تركيا وإيران للأذربيجانيين أشقائهما في الدين والعنصر واللغة
    بينما تجاوز الدكتور محمد ياسر شرف إلى مفهوم حوار الحضارات في إطاره الفردي والنظري إلى اندغام حوار الذات مع حوار الآخر استناداً إلى وعي التاريخ من جهة، ووعي مكانة عناصر التمثيل الثقافي من جهة أخرى، وثمة تعزيز لحوار الحضارات في اكتماله لدى الممارسة، إذ لا أهمية للحوار الفردي أو النظري وحده، مما يجعله حواراً ناقصاً، ما لم يتعمق بمعطياته الجمالية والأخلاقية والمعرفية والتاريخية ،عندما تتوحد أشكال القدر مع حالات القهر في الإحساس المأساوي بالمصير الإنساني. وتحدّدت مقومات الحوار في موضوعه ومجاله ومداه وغايته وقانونه نحو إدراك منظومته القيمية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، وتوصيف فضاءاته وحالات تشكلاته ، تحدد حوار الحضارات بالنظر في بنية المجتمع الدولي وتركيبه القائم على توزيع عناصر القوة ومدى تكافؤها وعلاقاتها ووظيفتها وأساليب استخدامها وتماهي هذه القوة مع سلطة المعرفة، لأن حوار الحضارات عملية فكرية تنطلق من الوعي بأهمية الحوار المستند إلى معرفة الخصوصيات والنشاطات والفعاليات لدى هذا الشعب أو ذاك، وفي هذه الدولة أو تلك، ضمن فاعلية المجتمع الدولي، ويتطلب ذلك أيضاً «التعرف على الإنجازات الثقافية والعلمية والمعرفية والنسق القيمي ونمط الحياة والسلوك والتصرف وأسلوب المعيشة والعادات والتقاليد والقيم الروحية والمعتقدات بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة أو متقاربة تتضمن تحويل الخصوصيات السابقة لحضارات مختلفة ومتعددة باتجاه التعاون البناء بين الحضارات والدول والشعوب». وخلاصة القول قال: الله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) صدق الله العظيم ، بإعتقادي هذه الآية أبلغ صورة للمصالحة مع الحضارة ..
                  

09-03-2006, 09:56 AM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين صدام الحضارات وحواره إين الإسلام (Re: عاطف عبدالله)

    صديقي العزيز عاطف
    لك التحية والأشواق
    وأحيك على هذا الطرح ودعني اشارككم الحوار لآنني أؤمن بالحوار ، ومن مدرسة الدكتور محمد ياسر شرف صاحب كتاب حوار الحضارت ردا على صامويل هانتنغتون صاحب نظرية صدام الحضارات والذي "يعتبر التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات؛ إذ إن المواجهة التالية ستأتي حتما من العالم الإسلامي، وستبدأ الموجة الكاسحة التي تمتد عبر الأمم الإسلامية من المغرب إلى باكستان التي تناضل من أجل نظام عالمي جديد". و أن النزاع تفجر بصورة متزايدة على الحد الشمالي للإسلام بين الشعوب الأرثوذكسية والمسلمة، بما في ذلك مذبحة البوسنة وسراييفو، والعنف الجياش بين الصرب والألبان، والعلاقات الحرجة بين البلغار والأقلية التركية.
    ويورد من النماذج المباشرة المتعلقة بالمنطقة موضوعه التالي :
    1) العنف بين الأوستيين والأنغوش (داخل القوقاز الشمالي التابع لروسيا).
    2) المذبحة المتصلة المتبادلة بين الأرمن والأذربيجانيين، والعلاقات المتوترة بين الروس والمسلمين في آسيا الوسطى.
    3) نشر القوات الروسية في القوقاز وآسيا الوسطى.
    4) دور الدين في إحياء الهويات الإثنية وإعادة المخاوف الروسية بشأن أمن حدودها الجنوبية.
    5) مساندة تركيا وإيران للأذربيجانيين أشقائهما في الدين والعنصر واللغة
    بينما تجاوز الدكتور محمد ياسر شرف إلى مفهوم حوار الحضارات في إطاره الفردي والنظري إلى اندغام حوار الذات مع حوار الآخر استناداً إلى وعي التاريخ من جهة، ووعي مكانة عناصر التمثيل الثقافي من جهة أخرى، وثمة تعزيز لحوار الحضارات في اكتماله لدى الممارسة، إذ لا أهمية للحوار الفردي أو النظري وحده، مما يجعله حواراً ناقصاً، ما لم يتعمق بمعطياته الجمالية والأخلاقية والمعرفية والتاريخية ،عندما تتوحد أشكال القدر مع حالات القهر في الإحساس المأساوي بالمصير الإنساني. وتحدّدت مقومات الحوار في موضوعه ومجاله ومداه وغايته وقانونه نحو إدراك منظومته القيمية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، وتوصيف فضاءاته وحالات تشكلاته ، تحدد حوار الحضارات بالنظر في بنية المجتمع الدولي وتركيبه القائم على توزيع عناصر القوة ومدى تكافؤها وعلاقاتها ووظيفتها وأساليب استخدامها وتماهي هذه القوة مع سلطة المعرفة، لأن حوار الحضارات عملية فكرية تنطلق من الوعي بأهمية الحوار المستند إلى معرفة الخصوصيات والنشاطات والفعاليات لدى هذا الشعب أو ذاك، وفي هذه الدولة أو تلك، ضمن فاعلية المجتمع الدولي، ويتطلب ذلك أيضاً «التعرف على الإنجازات الثقافية والعلمية والمعرفية والنسق القيمي ونمط الحياة والسلوك والتصرف وأسلوب المعيشة والعادات والتقاليد والقيم الروحية والمعتقدات بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة أو متقاربة تتضمن تحويل الخصوصيات السابقة لحضارات مختلفة ومتعددة باتجاه التعاون البناء بين الحضارات والدول والشعوب». وخلاصة القول قال: الله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) صدق الله العظيم ، بإعتقادي هذه الآية أبلغ صورة للمصالحة مع الحضارة ..
                  

09-05-2006, 01:15 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين صدام الحضارات وحواره إين الإسلام (Re: أسامة أحمد المصطفي)

    .. يا للفرح ويا للسعادة الأديب والباحث والمعد التلفزيوني أبن مدينة "واو" الخضراء الأستاذ أسامة أحمد المصطفى هنا

    صاحب "العرس الدامي" .. الملحمة التي تصور أهوال الحرب. وكاتب "المنعطف" .. بحث الهوية وإرهاصات السلام موجود بالفعل في بحوش بكري يا للجمال والروعة ..
    مرحب بيك يا صديقي فأنت تعد إضافة حقيقية لهذا المنبر
    سأعود بتروي لمداخلتك الثرية حول حوار الحضارات وصراع الثقافات
    لك صادق مودتي
                  

09-05-2006, 12:13 PM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: عاطف عبدالله)

    صديقى العزيز أب احمد
    شكرا علي اعادة هذا الطبق الدسم لتكثر فيه الايادى وقراء السودانى على امتداد الوطن لاينعمون بالنت وهم في انتظارك لانهم ادمنوا الحراك الفكرى الذى تقدمه لهم من خلال العدد الاسبوعى .......... ومشتاقين
                  

09-06-2006, 03:31 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا (Re: أحمد طه)

    أستاذي الأديب والباحث والصحفي المخضرم أحمد طه
    الشوق مطر
    كلماتك كما هي شهادة وقلادة هي أيضا مسئولية أتمنى أن أكون جديرا بها
    وبيناتنا ميلات وسلك
                  

09-06-2006, 05:23 AM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التقريب بين الإنسان والإسلام (Re: عاطف عبدالله)

    صديقي العزيز عاطف
    السلام عليكم ,, وسلام كمان لآنك

    مفكر كبير .. وأديب مبدع

    صديقي العزيز

    تمعنت في بحثكم القيم ، وفي تفاصيلة ، وفي فواصله ، وخرجت منه بنتائج مهمة وعدة ولكن أهمها هدفه الأسمى ، وهو حسب فهمي الخاص ،التقريب بين الإنسان والإسلام، وبين الإنسان والإنسان ، وبين المكان وموجوداته ومخرجاته والإنسان وبين منتجات الإنسان في المكان والإنسان وبين تفعيل الأشياء والإنسان وبين ما تتنتجه تفاعلات الإشياء من كيمياء وفيزياء وجولوجيا، وماء .. وتراب ونار وخراب ودمار وعمار والإنسان .. وبين الحيوان مفترسه وأليفه والإنسان ... وبين كل الإشياء التي تنتج الحضارة والإنسان .. وبين هذاالإنسان والإسلام دين الحضارة الذي يدعو إلى التوازن والتسامح والسلام والمحبة و المساواة وكف الأذي وتوقير الصغير وإحترام الكبير والذي يدعوا إلى
    إنتشار ثقافة الحوار و القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، وهو ما يميز الإنسان عن غيره؛ إذن التقريب بين الإنسان والدين الذي كرمه هو الهدف الأسمى في بحثكم المفيد .. شكرا عاطف

    (عدل بواسطة أسامة أحمد المصطفي on 09-06-2006, 06:30 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de