|
الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة السوداني "
|
هذه الدراسة نشرت لي قي صحيفة السوداني وهي من ثلاثة أجزاء ، هذا هو الجزء الأول نشر في عدد الجمعة18/8/2006 وأهدية إلى عضوة المنبر الزميلة هنادي يوسف الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! بقلم : عاطف عبد الله قسم السيد الجزء الأول الإرهاب وما أدراك ما الإرهاب جعلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر من الإرهاب البند الأول في أجندة اهتمام العالم ، وفي مواجهته توحد العالم كله راغبا أو كارها تحت راية المحور الذي تقوده الولايات المتحدة في حربها المقدسة ضد ما يسمى بالإرهاب. هناك إعتقاد راسخ لدى الكثيرين بأن الحرب على الإرهاب ما هي إلا غطاء للحرب على الإسلام والمسلمين، خاصة بعد المنحى الإنتهازي الذي اتخذته بعض الأنظمة من إعلان الحرب على الإرهاب كذريعة لإدارج معارضيها السياسيين في خانة الإرهابيين وكذلك بعض الدول مثل إسرائيل أتخذته زريعة لمواجهة الحركات المعارضة في الأراضي المحتلة وجنوب لبنان مثال حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله. ويذهب البعض على أن الحرب على الإسلام جاءت رداً على ما صار يعرف بالصحوة الإسلامية خلال الربع الأخير من القرن الماضي بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وتمدد الإسلام وانتشاره واعتناق الكثيرين له في أمريكا والغرب ، وأيضاً من تداعيات الطفرات التي حققتها الأحزاب الإسلامية في تركيا والجزائر والسودان وزيادة سطوة ونفوذ الحركات الإسلامية في الدول العربية مثل مصر والكويت والمملكة العربية السعودية . إن استهداف الإسلام صار قناعة ليس فقط لدى العامة بل في أوساط المثقفين والسياسيين الفاعلين في الحياة العامة والإيمان بوجود مؤامرة تنسج خيوطها الإمبريالية العالمية وتحيكها الصهيونية بالاشتراك مع الغرب الصليبي للقضاء على الإسلام بعد تراجع وتفكك المنظومة الشيوعية أصبح مجرد التشكيك في تلك القناعة أمراً يؤدي بإلصاق أشنع التهم بصاحبها أقلاها العمالة وأشدها الكفر. لو افترضنا وجود تلك المؤامرة التي يتعرض لها الإسلام كدين وعقيدة والمسلمين كملة، هل مواجهتها تعفينا من ممارسة النقد الذاتي لثقافتنا والسعي الجاد لتحديث خطابنا الديني علّنا نحصل على إجابة للسؤال المرهق عن سبب ارتباط الإرهاب بالإسلام في الذهن الغربي. الإرهاب في اللغة والدين والسياسة يلاحظ أن المعاجم العربية القديمة قد خلت من كلمتي "الإرهاب و "الإرهابي" لأنهما من الكلمات حديثة الاستعمال، وقد جاء في في "المعجم الوسيط" كلمة الإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية، وفي "المنجد": نجد أن الإرهابي من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته، وتجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم لم يستعمل مصطلح "الإرهاب" بهذه الصيغة ، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من الكلمة ، تدل على الإرهاب والخوف والفزع . (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) (الأنفال:60) . قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى ( تُرْهِبُونَ ) أي تخوِّفون ( بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) أي من الكافرين . وقال القرطبي: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) يعني تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب . نستخلص مما تقدم أن "الإرهاب" يعني التخويف والإفزاع ، وأن "الإرهابي" هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين . ولا يختلف هذا المعنى عما تقرره اللغات الأخرى في هذا الصدد ، فقد ورد في قاموس "المورد" أن كلمة terror تعني: "رعب ، ذُعر ، هول ، كل ما يوقع الرعب في النفوس ، إرهاب ، عهد إرهاب" ، والاسم terrorism يعني: "إرهاب ، ذعر ناشئ عن الإرهاب" ، و terrorist تعني: "الإرهابي" ، والفعل terrorize يعني: "يُرهب ، يُروِّع ، يُكرهه (على أمرٍ) بالإرهاب" . وفي قاموس أكسفورد " Oxford Dictionary ": نجد أن كلمة Terrorist "الإرهابي" هو الشخص الذي يستعمل العنف المنظم لضمان نهاية سياسية ، والاسم Terrorism بمعنى "الإرهاب" يُقصد به "استخدام العنف والتخويف أو الإرعاب ، وبخاصة في أغراض سياسية" . سياسياً لم يتم أي أتفاق لتحديد ماهية الإرهاب فكما هو جريمة نكراء في نظر البعض ، هو نضال من أجل الحرية في نظر آخرين وأكثر التعريفات شمولية له هو تعريف الاتحاد الأوروبي بأنه العمل الذي يؤدي لترويع المواطنين بشكل خطير, او يسعى الى زعزعة استقرار او تقويض المؤسسات السياسية او الدستورية او الاقتصادية او الاجتماعية لاحدى الدول, او المنظمات, مثل الهجمات ضد حياة الافراد او الهجمات ضد السلامة الجسدية للافراد او اختطاف واحتجاز الرهائن, او احداث اضرار كبيرة بالمؤسسات الحكومية او اختطاف الطائرات والسفن ووسائل النقل الاخرى, او تصنيع او حيازة المواد او الاسلحة الكيماوية والبيولوجية, او ادارة جماعة ارهابية او المشاركة في انشطة جماعة ارهابية. إذا أمكننا الإتفاق على الحد الإدنى لتعريف الإرهاب في أنه القيام بأفعال إجرامية من شأنها ترويع المواطنين الآمنين وإثارة الرعب في نفوس العامة وذلك لتحقيق مآرب سياسية غير مبررة. والإرهابيين والمعني بهم الجماعات المشتطة في تطرفها والتي تقوم بأفعال لا تمت للقيم الإنسانية ولا للدين بصلة على سبيل المثال لا الحصر تخطيط وتنفيذ التفجيرات والهجمات التي تروع وتقتل كل يوم عشرات المواطنين في العراق وتقوم بالهجوم على المؤسسات الاقتصادية والسياحية في مصر والسعودية وتقتل الآمنين من الناس في محطات الأنفاق اللندنية أو في مبنيي التجارة في نيويورك. لو نظرنا للوضع العالمي اليوم لوجدنا أن الإرهاب بالمعنى المذكور خلقته ظروف موضوعية وذاتية محددة ساهم فيها من يكتوي بنارها الآن، الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة الدعم الغير محدود لكل جرائم الصهيونية في الأراضي المحتلة وتداعيات الاحتلال الكولونيالي لأفغانستان وللعراق الذي وفر أرضية خصبة وبنية تحتية مناسبة لنمو الإرهاب، هذا من جانب ومن جانب آخر الأوضاع السياسية الراهنة في العالم العربي الإسلامي وانعدام الديمقراطية وحقوق الإنسان والمظالم الإجتماعية فيه . تلك الأسباب في خلق الإرهاب متفق عليها بين معظم المحللين ، ولكن لا يعني ذلك عدم وجود أي أسباب أخرى للإرهاب، فلو أفترضنا أنه ليست هناك إسرائيل ، أو أن الأوضاع السياسية والاقتصادية أكثر حرية وديموقراطية وعدالة في الدول العربية والإسلامية لا يعني ذلك بأي حال نهاية الإرهاب ، حيث طال الإرهاب وهدد بقعاً وإناسا ليست لهم علاقة بالوجود الإسرائيلي في فلسطين أو الاحتلال الأمريكي للعراق وبلاداً يحظى فيها المسلمين بأوضاع معيشية وديمقراطية مناسبة مثل فرنسا وأسبانيا والمغرب ، نفهم من ذلك بأن الإرهاب لا وطن له وتتعدد الأسباب لوجوده ، ولهذا السبب فقد أصبحت جرائم الإرهاب من الجرائم التي تتقاصر عنها الحواجز القطرية ويطالها عقاب المجتمع الدولي بكل آلياته أينما كانت تلك الجرائم وذلك وفقا لمبدأ عدم الإفلات من العقوبة. ربط بعض أعداء الإسلام بين الإسلام كعقيدة والإرهاب كفعل إجرامي ، معللين بأن الإرهاب يكمن بين طيات نواميسه المقدسة من الكتاب والسنة وكذلك في إجماع فقهاءه وعلماءه ، ودللوا على آرائهم ضد الإسلام ببعض آيات الذكر الحكيم وأحاديث المصطفى ( ص ) التي تدعوا للجهاد وقتال أعداء الدين من الكفار والمشركين .. إلى أخ ..متناولين النصوص شكلاً متجاهلينها جوهراً. تصدى لتلك الأفكار بعض من الباحثين والمفكرين الإسلاميين متناولين أسباب ومسببات الإرهاب ذاكرين بأنها لا تكمن في الدين ولا بين طيات تشريعاته أو معاملاته وأكدوا بأن ما يجري حالياً من الجماعات الإسلامية المتطرفة لا يعبّر إطلاقاً عن جوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعوا للتسامح وللتعايش السلمي بين الفرقاء. فما بين الهجوم غير المشروع والدفاع غير المقنع أين تكمن الحقيقة؟ . ذلك ما سنعود له في الجزء الثاني من هذه الدراسة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة السوداني " | عاطف عبدالله | 08-23-06, 03:13 AM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | HOPEFUL | 08-23-06, 03:50 AM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | عاطف عبدالله | 08-23-06, 06:18 AM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | عاطف عبدالله | 08-25-06, 11:46 PM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | عاطف عبدالله | 08-25-06, 11:54 PM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | عاطف عبدالله | 09-03-06, 01:24 AM |
بين صدام الحضارات وحواره إين الإسلام | أسامة أحمد المصطفي | 09-03-06, 09:55 AM |
بين صدام الحضارات وحواره إين الإسلام | أسامة أحمد المصطفي | 09-03-06, 09:56 AM |
Re: بين صدام الحضارات وحواره إين الإسلام | عاطف عبدالله | 09-05-06, 01:15 AM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | أحمد طه | 09-05-06, 12:13 PM |
Re: الإسلام والحضارة والتقدم .. من عدو من ؟ أو حالة كونك إرهابياً !! " نقلا عن صحيفة ا | عاطف عبدالله | 09-06-06, 03:31 AM |
التقريب بين الإنسان والإسلام | أسامة أحمد المصطفي | 09-06-06, 05:23 AM |
|
|
|