|
|
 الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام»
|
الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام»
الكتاب المهاجرون شاركوا في تعميق شروط الوعي بالهوية
حاوره : عيسى الحلو
صلاح شعيب ناقد صحفي ومراسل مجلة المجلة بواشنطن له نشاط مشهود خلال السنوات القريبة الماضية، هاجر الى الولايات المتحدة ، وعاش تجربة الاغتراب في كل ابعادها الثقافية والوجدانية جاء في اجازة قصيرة للوطن هذه الايام. التقت به الرأي العام الثقافي الآن وحاورته في قضايا الهجرة والانتماء والاتصال بالوطن اتصالا عميقا رغم المسافات.. وكان هذا الحديث..« المحرر»
الكتابة في حالة الاغتراب والهجرة .. كيف تكون؟
- الكتابة داخل الوطن هي بالاساس اكثر تجذرا وملامسة لقضايا الواقع السوداني، على اعتبار انها تغرف من معين ماهو سائد على المستوى السياسي والفكري والاقتصادي ، ولهذا دائما ما تأتي برؤيا مفارقة للكتابة الحادثة على المستوى الخارجي... الغربة لها مشاكلها النفسية والوجدانية ولذلك كثيرا ما تخصم من رصيد الكاتب خصوصا في جانب الغوص في تفاصيل واقعه الذي هجره. احيانا يحاول « الكاتب المهاجر» اذا جازت التسمية تجاوز كل هذه المطبات النفسية والجغرافية والثقافية ليعبر وبالتالى يكون موجوداً على مستوى بيئته، صحيح ان ثورة الاتصالات قربت المسافات، وهذا على وزن استاذنا عبدالله على ابراهيم حين عبر مسرحيا من خلال « السكة الحديد قربت المسافات» اذن وبهذا المفهوم يكون الكاتب المهاجر حاضرا في واقعه، وان كان بعيدا عنه على ناحية تعميق الشوف فيه والتأثر الآني به.
في حالة الاغتراب، الكتابة تحاول ايجاد توزان ما بين الانتماء للمكان الاول والزمان الاول وبين هنا والان. كيف اذا الاظهار والتخفي كأفق للكتابة؟
كما اشرت في اجابتي السابقة، فان الجديد الذي افرزته ثورة الاتصالات هو انها الغت ماكنا نتعارف عليه بالنسبة للمكان والزمان، المكان صار فضاءً واسعاً من التنوع، ولكنه في الوقت نفسه مرتبط بالضيق حتى لتكاد انك تحس ان العالم ليضيق بسكانه... من السهل جدا ان اسكن في واشنطون او كراتشي اوريودي جانيرو وفي ذات الوقت اقرأ يوميا ما هو مكتوب في صحف وطني، بل والنشر فيها ما هو تعقيب على موضوع صدر في اليوم السابق، اضافة لذلك استطيع ان احصل في ذات الوقت على المقالة التي نشرها تشومسكي في ذات اليوم... اذن انتهى المكان الى فضاء ضيق ومتشابك بحصيلة الصراع في الفضاء، وعليه بدا الزمان محصوراً في التعريف به، على ميكانيزم المكان الذي كأنه يوجهه « ايديلوجياً» وفي هذه الحالة يكون الكاتب اليوم منتميا لهذه التحولات الانسانية ، محاولا ليس فقط التوازن معها، انما فهمها بشكل يومي واستكناه جديدها المضطرد.. الى ذلك يظل افق الكتابة انسانيا في حال ان الكاتب فهم ان الكتابة اصلا فعل انساني متوارث اما وان كان الحديث عن حجم الوعي بضرورة الانتماء للمكون المحلي، فان حسب الكاتب المهاجر هو انه حامل لمكونه الثقافي وانما حتى لوعبر انسانيا فانه هو هذا المهاجر.. المهاجرون من الكتابة قدموا اكبر خدمة لشروط تحسين الوعي، والامثلة كثيرة.
كيف يستعيد المغترب المكان « الماضي»...ويستحضر تلك الاشياء.. عبر النوستالجيا.. كما فعل « مصطفى سعيد» في « موسم الهجرة الى الشمال»؟... اخبار السودان .. ووقائعه ووجدانه ا لابداعي؟
طبعا الهجرات الحديثة ليست كما سابقاتها، وهذا ما مثل مخاوف عقدية وثقافية للولايات المتحدة واوربا وربما قطاع من دويلات اخرى، كان المهاجرون السابقون يعانون في امكانية التواصل مع اوطانهم السابقة وبالتالى يكون الاستيعاب الثقافي سهلا في اوطانهم الجديدة.. الآن اختلفت الظروف، الاوطان تحولت الى فضاءات ثقافية مبذولة بغير عناء، فالانترنت هو بمثابة « السكة الحديد» السريعة جدا في شأن الايصال والتلقي.. وفي احيان كثيرة يدرك المغترب من وعن دول الدول الثالث كثيرا من اشياء لا يدركها المواطن المقيم في الداخل وذلك نسبة لتوفر مصادر المعرفة بالوطن ذاته.. ا لسودانيون بالخارج يدركون ما خفى على مستوى ممارسة دولتهم السياسية اكثر مما هم بالداخل.. والسبب انه لا توجد سنسرة للمنشور او المكتوب، وحتى انه لا توجد رقابة لغوية او صحافوية، وهذا ما ساعد على معرفة « المسكوت عنه» الذي اشار اليه الدكتور فرانسيس دينق كونه - المسكوت- هو الذي يفرقنا.. فيما خص النوستالجيا، من حيث انها استعانة بالتراكم المعرفي والوجداني تجد السوداني بالخارج الآن على التحام يومي بكافة تفاصيل السودان، ثم انه يرى ان الوطن- المكون امامه- وان تباعد المكان، فالسودان موجود على مستوى انشطة الجاليات الثقافية والفكرية والسياسية .. اذن هناك سودان اخر هو سودان الدياسبورا الذي يختلف تماما عن سودان الداخل.. وهو يشكل الآن باتجاه وطن تنقصه آليات التنظيم والتوحد فقط.
الوسائط .. تلك الجسور الاعلامية التي ابتدعتها الغربة... « الانترنت»..
سودانيز اون لاين.. سودان فور اول... صحيفة الرأي العام في الانترنت.. « سكك قربت المسافات» ماذا عنها؟
بالنسبة لسودانيز اون لاين فانها مثلت الريادة في توظيف الانترنت من ناحية التعبير والاخبار وشكلت ملامحها الخاصة وانتجت عددا هائلاً من الكتاب الشباب الذين لم يجدوا مجالا للتعبير والتواصل مع الآخر. هذا بغير اصطدامهم السابق مع انظمة النشر الثقافي التي كانت وما زالت لها محدداتها وسياجاتها والامر نفسه ينطبق على « سودانايل» التي تحاول الاعتماد على الرصانة في النشر ولا تعبأ للكم بقدر اعتمادها على الكيف، اما « سودان فورأول» فهي انتقائية على جهة عضويتها ومضامين المنشور عبرها وتعتبر فتحا ثقافيا كبيرا للكتاب التقليديين كما اسماهم الاستاذ اسامة الخواض وكذلك للكتاب الاسفيريين .. الرأي العام الثقافي ومن خلال مقدرته على التحرير الصحافي المسبوك وانفتاحيته على كل التيارات وابتعاده عن تجييل مادته بدا خط رجعة لهؤلاء الذين ادمنوا الملفات الثقافية التى لها اسهاماتها التاريخية على الناحية الادبية.. الجميل في هذا الشأن هو اننا بازاء خطابات « أعلامية- ثقافية» افرزتها تجربة الهجرة وعززتها مجالات الحوار السودانوي في سعيه لتصحيح مسار التجربة التاريخية للدولة السودانية.
في ذات الاتجاه.. هل هناك اتصال بالاصوات الابداعية الجديدة التي ظهرت الآن؟
- نعم هناك اصوات ابداعية جديدة حقنت فضاء النت بدماء جديدة، وصحيح ان البدايات الجديدة كثيرا ما تتنكب الخطى نحو سعيها لمدارات التجويد والاضافة الكمية والنوعية، ولكن كما نحن نعلم ان العملية الابداعية هي رحلة واجراء له اصوله من التمرحل.. ان كانت رحلة الكاتب الناضج قد اصطدمت بمناخات او فصول من التعب والاحباط والمعوقات الاجتماعية والسياسية فلا مناص من ان تصطدم الاصوات الابداعية الجديدة بكثير من المعوقات.. فاذا كان التفات الكاتب على ماضيه الحضاري والثقافي تعرفا وتقصيا قد يأخذ منه كل عمره الكتابي، واذا ان العثور على الاسرار الموصلة لجزر اللغة تتطلب تلقيا يكاد يكون نظاميا للتجاريب الابداعية السابقة، اذا فما احرانا بالنظر الى الاصوات الجديدة كونها تملك تقنيات الكتابة في شروطها الاولية، اما مستقبلها الذي هو المحك فهو مفتوح على احتمالات الصعود او الاخفاق. وهذه سنة الحياة.
الابداع القومي.. لابد له من بعد جمالى وانساني كوني... والا فقدالقدرة على الحوار مع الابداع الكوني كافق اكثر اتساعا.. كيف يمكن ان نصدر الابداع السوداني الى تلك العوالم البعيدة؟
قبل الحديث عن خلق تماسات لابداعنا القومي مع نظيره الكوني ينبغي فحص الاول ومعرفة امكانيته- او سماحته- في الاعتراف السلمي بمركباته العرقية والجغرافية وفي هذا ارى ان ابداعنا القومي الذي هو بالضرورة انبجس عبر الموصلات الدولتية كان قد وصلنا مأدلجا عبر مايسميه الصديق حسن موسى « العربسلاموية» فيما غيبت او تغيب الهوامش الاخرى الجغرافية والمعرفية.. لم ار اي رصيد للجنوب في ابداعنا القومي، لا في الاغنية ولا في التشكيل او المسرح الابداع الصحافي، اذن نحن مطالبون اخلاقيا وقوميا ببحث الاسباب لذلك وان كنا سنجد في آخر المطاف ان الانانية العربسلاموية قد قضمت خياراتنا في هذا الاتجاه.. هناك حديث عن اغنية امدرمان واقتصارها على شجون واحاسيس قوميات محددة. وهناك حديث بتركيز التناول النقدي على ابناء قوميات محددة وغض النظر عن الآخرين، بل ان الحديث يشمل التأكيد على اهتمام نقادنا باصوات ايديلوجية محددة واهمال اخرى وكذلك هناك حديث عن تراكم نقد تجييلي اكثر من كونه كان متراكما بتجارب جيلية متعددة.. ان لغة مسرحنا واغنيتنا لم تستفد بحد اقصى من هذا الارخبيل السوداني وبالتالى يقودنا كل هذا الى مساءلة انفسنا ان كنا على قدرة للانفتاح على الابداع الكوني بوصفه كما قلت انه افق للاتساع اذا تجاوزنا كل هذه المثالب المتصلة وقلنا بضرورة تصدير الابداع السوداني للعوالم البعيدة، فان الشئ الحرى بالجزم هو ان مركزنا العربي والاسلامي الذي نعتمد عليه في تصدير الايديولجيا والفتاوى الدينية والاقتصادية ما يزال خارج دائرة التأثير الحضاري العالمي، والى ان ننفك من هذه المرجعية ونسهم في نقدها بدلا عن تواضعنا في تلقي نتاجها الفكري والثقافي فاننا سنكون محلك سر.
الاسماء الابداعية التي ترى انها قدمت شيئا الآن؟
- اذا كان المعني بهذه الاسماء انها جديدة.. فهناك اسماء على مستوى الكتابة الفكرية والسياسية والنقدية والروائية والقصصية والشعرية وحتى على مستوى التشكيل ، وبلا ذكر لمجاميع هؤلاء الكتاب، ارى ان هناك محسن خالد وخالد عويس واشرف الشوش وعلاء الدين سنهوري والفاضلابي وعبدالعزيز عدلان وغيرهم.
ماذا عن الهوية؟
- الهوية بالنسبة لي هي فعل صيرورة مفتوح على الزمان، وليس هو هموداً اجتماعياً محصوراً بالثبات والقنوط الايديولجي، ونحن كثيرا ما ننظر لموضوعة الهوية وكأنها ايديلوجيا معرفة ننسجن فيها وعبرها سياجات واوامر تأتي من عل وبوصائية غاية في الانانية.. نحن لا ننظر لقضايا هويتنا وفق ادبيات رسالية، وانما نحاول ان نوجهها بفكر اقصائي فج وجاهل بشروط علم السيوسيولجيا او العلم المعرفي، ولذا يتكرر هذا السؤال بشكل ثلاثيني. لقد طرحنا اشكال الهوية في ثلاثينات القرن الماضي من خلال تنظيرات محمد محمد على وعرفات ومحي عبدالله وحمزة المك طمبل وجماعة ابوروف وتنظيم اللواء الابيض ولكن تم الالتفاف السياسي الانتهازي على هذه المحاولات ثم اعدنا سؤال الهوية في الستينات عبر تجارب مدرسة الخرطوم التشكيلية ومدرسة الغابة والصحراء الادبية وتنظيرات اسماعيل عبدالمعين حول منهج الزنجران الموسيقى ودونك ايضا الصراعات الفكرية التي دارت في الستينات التي عمقها اتصالنا بالايدلوجيا اليسارية والعروبية والاسلاموية وبعد ثلاثين عاماً انبجس السؤال عن الهوية في التسعينات متمثلاً في تنظيرات الراحل احمد الطيب زين العابدين حول منهج السودانوية ونشوء وكواتو المسرحية ولاننسى تجارب مصطفى سيد احمد في شقها الشعري واللحني وعقد الجلاد وساورا وهناك اعمال روائية لابكر آدم اسماعيل وخالد عريس ومحسن خالد لمست وترا في هذا الجانب واخيرا وليس آخراً لاننسى اجتهادات الحركة الشعبية الفكرية حول فكرة السودان الجديد والتي كانت تصب في اتجاه البحث عن الذات القومية، للاسف كل هذه الاجتهادات الفكرية انتهت، وطبعا لمرحلة، الى توليفة دولتية تقوم على شتات من اصولية وتشويه لحلم جون قرنق وترضية للمعارضة الوطنية وانفراج في فكر معاداة الآخر الاجنبي وهكذا ولكن يظل السؤال الملح وهو: هل اجبنا على سؤال الهوية؟ الثابت في قناعاتي الشخصية هو اننا سمدنا السودان لقبول الفكر القبائلي عوضا عن القومي وبالتالى صارت الاجابة تتم على مستوى تمردات على كنه وهوية الدولة السودانية واداة هذه التمردات هو السلاح الذي هو مظهر من مظاهر تفريغ الغبن الجهوي اكثر منه كفراناً بالانتماء للقومية السودانية.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
تحدث الاستاذ صلاح شعيب،
في ما قال به عن العلاقة بين الكاتب التقليدي والاسفيري،
وهو ما حاولنا التنبيه اليه،
حين قال:
| Quote: بالنسبة لسودانيز اون لاين فانها مثلت الريادة في توظيف الانترنت من ناحية التعبير والاخبار وشكلت ملامحها الخاصة وانتجت عددا هائلاً من الكتاب الشباب الذين لم يجدوا مجالا للتعبير والتواصل مع الآخر. هذا بغير اصطدامهم السابق مع انظمة النشر الثقافي التي كانت وما زالت لها محدداتها وسياجاتها والامر نفسه ينطبق على « سودانايل» التي تحاول الاعتماد على الرصانة في النشر ولا تعبأ للكم بقدر اعتمادها على الكيف، اما « سودان فورأول» فهي انتقائية على جهة عضويتها ومضامين المنشور عبرها وتعتبر فتحا ثقافيا كبيرا للكتاب التقليديين كما اسماهم الاستاذ اسامة الخواض وكذلك للكتاب الاسفيريين |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: bayan)
|
الأخ الأستاذ صلاح أبو اسيل
أستوقفنى المقطع التالى عن الهوية:
| Quote: للاسف كل هذه الاجتهادات الفكرية انتهت، وطبعا لمرحلة، الى توليفة دولتية تقوم على شتات من اصولية وتشويه لحلم جون قرنق وترضية للمعارضة الوطنية وانفراج في فكر معاداة الآخر الاجنبي وهكذا ولكن يظل السؤال الملح وهو: هل اجبنا على سؤال الهوية؟ الثابت في قناعاتي الشخصية هو اننا سمدنا السودان لقبول الفكر القبائلي عوضا عن القومي وبالتالى صارت الاجابة تتم على مستوى تمردات على كنه وهوية الدولة السودانية واداة هذه التمردات هو السلاح الذي هو مظهر من مظاهر تفريغ الغبن الجهوي اكثر منه كفراناً بالانتماء للقومية السودانية. |
سؤالك: هل اجبنا على سؤال الهوية؟ من هوالسائل؟ ومن هو المسئول؟
لا أدرى السائل هم الشعب، أم المثقف ولا أدرى هل المسئول هو الحكومة أو الأحزاب
ومنظمات المجتمع النقابية؟ ولا أدرى كيف تكون الأجابة؟ عن طريق دستور يقنن الهوية
المراد الأجابة عليها أم ماذا؟
مودتى
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: bayan)
|
وهذا هو الوعي حد الخرافة كما يقول الشاعر مظفر النواب
التحية لهذا الإنسان الأمة الأستاذ/ صلاح شعيب
وهو الباحث عن الحقيقة العارية دون رتوش (في زمان الحرقة والخوف والرتابة)
له التحية ولكم جميعاً وأنتم تحملون عناء الحاضر والماضي، لبناء مستقبل أفضل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: الصادق صديق سلمان)
|
الاستاذ اسامة الخواض
أولا أتمني أن تكون والاستاذة سلوي علي خير في هذه التجربة الزوجية الجديدة التي نأمل أن تتواصل بالرفاه والبنين وتتيح لكما إستقرارا دائما وأرجوا أن تحفاننا بالكتابات المميزة التي شهدها المنبر لكما, أما بعد فما قلته أنت صحيح فقد شهدناك تصول وتجول هنا بحثا عن تدقيق في التعريف بأنماط الكتابة والكتاب , ولا شك هو الانترنت الذي جعل عالمنا مجبولا علي التداخل إن لم أقصد التناص, وربما هو كذلك.. "نتناص" هنا وهناك من أجل البحث عن مفردة جديدة أو رؤيا لها حظها من الجدة والاستنباط الذكي, وليس العقاب ولا أدري كيف تستقيم "العقوبات الذكية", وهكذا فإشكال المصطلح ليس أدبيا فقط وإنما هو سياسي أيضا..دع ذلك فربما يعلق البعض بأن الترجمة هي الاس او الكجامة الذي " تقضم" حساسية اللغة البالغة ولا يشنفها مثل مصدرها الاصيل وربما ــ أيضا ــ من هنا تبدو إشكالية المصطلح واحدة من إشكالات الحياة بشكل عام, وأنتم النقدة المعتبرين تقولون "قصيدة النثر" فكيف يجوز تحميل الجنسين في جنس واحد رغم أن الجنس للجنس رحمة أو الدم للدم يحن وعلي هذا الاساس ترانا نثرثر والثرثرة ليست دائما بغير موضوع, قريب من إشكال الترجمة أو بالاحري إشكال تقريب حساسية اللغة البادئة للعيان والزائدة كذلك تجدنا نعاني في تمثل القراءة من داخل لغتنا ذاتها, فالقرآن حمال أوجه..فما بالك بالرواية والقصة والشعر الذي هو من نفس الرحمن..أردت بهذه الفذلكة يا صديق التمهيد للقول أن نحتك لمصطلح الكاتب الاسفيري والآخر التقليدي في التمييز وسط صفوف الكتاب القدامي والجدد الذين تلاقوا في الانترنت ــ يدل علي محاولة "ذكية" لرد الاعتبار للكاتب التقليدي الذي عرفته الصحف والمجلات قبل أن تعرفه "إسكرينة" الكمبيوتر وأعتقد أن ذلك هو الامر الضروري لاعادة الاعتبار أيضا للكتابة نفسها, فرغم ما أفرزته كتابات الكتاب الاسفيريين من نماذج للقراءة إلا أن الكاتب التقليدي ما يزال متفوقا علي ناحية الصياغة اللغوية لمادته وترتيب الافكار وإغداق الموضوعية في التناول ولعل كل ذلك جاء بدربة في القراءة وعبر مران طويل من التجويد والاستفادة من المنتديات والاهتمام بتطوير المفردة وغيرها من الاشياء المناسبة للكتابة والتي لم تتوفر لكثير من هؤلاء الذين سميتهم بالاسفيريين. والخطورة ــ والايجابية ــ علي هؤلاء الاسفيريين تأتي في إنه تمهدت أمامهم الفرصة للنشر من غير إستعداد وتوجيه كافيين من قبل كتاب يرافقون يرفقون مسيرتهم عن قرب ويسدون النصائح لهم. أما ما خص الايجابية هو أن توافر المجال للنشر الالكتروني سوف يساعد الاسفيريين علي المدي البعيد في تذوق حساسية اللغة المشار إليها آنفا ًوبالتالي يمكن أن يراكموا في المحاولات بذلك القدر الذي لم يتوافر للكتاب التقليدين..إذن المسائل حمالة للاوجه خصوصا وإن وجوه الصحة والخطأ هو من إنجاب عالمنا الضبابي الذي أري فيه أن مسائل مثل تجويد الابداع والفنون , والكتابة عنصر أساسي فيها, تخضع لمعايير الأحلاقي وغير الأخلاقي , الموضوعي وغير الموضوعي.
وبهذا الاساس يمكن أن تقودنا الكتابة الاسفيرية إلي التضليل بأن كاتبها الاسفيري " الما " هو الافضل في " القراءة له" إذا كانت بوستاته مفضلة بالقراءة بأكثر مما تفعله قصائد عزمي احمد خليل أو مصطفي عوض الله بشارة.. هذا لا ينفي استاذ أسامة أن ما سميتهم بالاسفيرين يحمل بعض مهم قدرات ممتازة في الكتابة ويفتحون بعض الاحيان آفاقا عميقة للتفكير والحوار ولكن السؤال هو إلي متي يظلون وكتابتهم عند هذا المصطلح؟ , بمعني تساؤلئ آخر: هل إذا طوروا في ادواتهم وأصبحوا كتابا مرموقين ومنافسين للتقليدين وبنوا أعمدتهم الصحافية سيحملون ذات هذه التسمية أم ماذا تسميهم؟ والامر ينطبق علي الكتاب التقليديين والذين كثير منهم فضلوا عمل منابرهم الاليكترونية ولا يكترث رهطا منهم للنشر في الصحف والمجلات, إذا أعتزل هؤلاء الكتابة في الوساط الاعلامية التقليدية هل سيكونون علي ذات التسمية أم ماذا..؟
الحقيقة يا أستاذ أسامة أنك فتحت بهذه المصطلحات "حدودا لا حد لها" من التساؤلات عن تماسك هذين المصطلحين في المستقبل وأعتقد أن ذلك هو الاهم, فالكاتب الجيد هو الذي يتيح المجال للقراء للتأمل في ما كتب ووفق هذا كانت الاشارة إليك في ذاك الحوار, علي انني لا أنسي ان هناك كتابات للاسفيريين حركت الراكد القومي في يتعلق بجوانب من السكوت عنه بشكل صريح أكثر من ما فعل الكاتب التقليدي..وللموضوع صلة..
مع كل تقديري وشكري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
Quote: سؤالك: هل اجبنا على سؤال الهوية؟ من هوالسائل؟ ومن هو المسئول؟
لا أدرى السائل هم الشعب، أم المثقف ولا أدرى هل المسئول هو الحكومة أو الأحزاب
ومنظمات المجتمع النقابية؟ ولا أدرى كيف تكون الأجابة؟ عن طريق دستور يقنن الهوية
المراد الأجابة عليها أم ماذا؟ |
الصديق الجار , والزميل بريمة
كيف تبدو يا أخي حيث لم تسنح لنا الظروف باللقاء وآمل أن
تكون والابناء علي خير.
فيما يتعلق بالهوية وسؤالاتها, فالمسألة هي السؤال, مسألة الهوية أو سؤال الهوية
يحملان معني واحدا وهو أن هناك أزمة لم نستطع تمثلهاأو تسويتها..نحن لم نجب علي السؤال لأنناتركناها نهبا لوسائل الاحتراب الظاهر والخفي, والذي هو مسؤول عن هذه الاجابة هو الشعب السوداني ككل, إن أراد إنتفض لتشكيل هويته وإن سكت فسيعتلي المنبر أولئك الارزقية ونهازي الفرص من المثقفين, أما الدستور الذي يقنن الهوية فاين هو يا صديق..أدستور التوالي أم دستور السودان الدائم..؟ نحن لم نصغ حتي الان دستورا ترتضي به الامة, فدساتيرنا مثل دساتير الزار, تنعقد حلقاته ثم تنحل بذلك "البيان الهام فترقبوه" ..
مع تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
صديقنا بكري
أو ابوبكر حامد الامين
لقد فرحت برؤيتي لحروفك وكانت المفاجأة إنني قرأت لكم عدة بوستات
دسمة ومداخلات ناضجة ولم أدرك إنك بكري "ذاتو" الذي ذهب وتركنا في هذه الديار نقاسي الامرين..أخي لقد تركت فراغا في "هيرندون" ولا زلنا نتذكرك بمواقفك الانسانية وعلاقاتك الطيبة مع الناس ..مازال الخير وصلاح حمزة وسيف عركي واحمد كمال وإدريس يفتقدون فيك الاخاء الصادق..أما صديقك الصادق صاروخ فقد تزوج وذهب للامارات ليعمل هناك مع زوجته وتلاقينا بالصدفة في مطار دلاس محزما حقائبه عائدا للامارات..أماالسيد جلال ابو صلعة فما يزال هو هو..أما جمال وتيسير فمايزالو يلونوننا بالاطفال
| Quote: خارج النص: هل الصورة للأمورة أسيل ؟ على قول المصريين " العيال كبرت " ، وقد كنت شاهداً على ميلادها ، لها وللمدام عاطر التحايا. |
نعم هذه الصورة لابنتنا أسيل والتي شهدت أنت ميلادها وكنت تقف معنا أخا أكثر من صديق في المشاوير الطويلة لمستشفي فيرفاكس والثري ناينتي فايف..ولدي الان إسراء وهي تحاول البحث عن الكلمات أما أسيل فلها فصاحة أهلها الجعليين وقوة عين الغرابة وياهو السودان الجديد بدا يظهر في اولادنا..كيف انت تبدو مع تلك البلاد وماذا عن الخضرة والماء ...و.....الحلال آمل إنك قد استقريت وكل شي تمام..
أخوك صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
الزميل عبداللطيف عبدالحفيظ حمد
| Quote: وهذا هو الوعي حد الخرافة كما يقول الشاعر مظفر النواب |
أشكرك يا أخي علي هذا الثناء وآمل أن أكون متأهلا له, خصوصا وإنني ابحث عن مسارب الحقيقة وسط مدارات الناس الاخرين , وما زلت اتواضع بقلة حيلتي في الاحاطة بشأن الحياة
ولكن فليكن المشوار نحو اتقان الكتابة هو ما يتسهل امامنا, فالوعي درجات ولا ادري كيف ربط النواب بين الوعي والخرافة , حتي في محاولة تعليته ــ واقصد الوعي, وعلي كل فوعينا الجمعي هو الاهم وإلا سنسوم الشقاء وتسكننا المذلةــ كون أن الرواكيب الصغيرة لم تبق اكبر من مدن حتي الان..لماذا..لماذا؟
لك تقديري مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
| Quote: شكري وحبي استاذي صلاح!!! |
الزميل عبدالغني كرم الله بشير
اشكرك علي هذه الروح الطيبة التي اخجلت تواضعي واتمني ان اكون دائما عند حسن الظن, أما بخصوص الكتابة لكونها ممارسة انسانية, فدعني اضيف أنها انبل شئ في الحياة والخالدين في الدنيا إنما كانت حرفتهم الكتابة, ولكن اية كتابة..؟
إنها الكتابة التي تحمل عنصر تواصلها مع كل الاجيال.
ولك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
عزيزي واستاذي صلاح..
حقا، لم تعود هناك حدود، أو حجب، أو فواصل، (إلى حين)، الكائن الإنساني (قبل ملاءه البيئة، وزخرفه الدين، ووشم الأخلاق)، كائن واحد، تفرقت به السبل، وسيعود لأصله (ولهذا خلق الزمان والمكان، بتلكم الذبذبة والسعة، وبذلك القالب الحلزوني، (يعيد يوم الأحد والربيع والصباح والغروب)...
نحن لأيقاع واحد، طروب، وسيأتي (على يقيني الخاص)، كم استدرج الجوع الطماطم للفم، وكم استدرجت المعدة (بعقلها اللاشعوري)، الطماطم كي تكون جزء من الجسم، وكم استدرج العقل (الطماطم سابقا)، كي تكون ساعد، أو عصبة، و شعور دافي في سويداء الخواطر والنشيد..
وحدة الوجود ووحدة الشعور (كم سعدت بهدف رونالدينون، ومذكرات جونتر جراس)، من على البعد، من على القرب، وكم سعدت بهذا اللقاء (الرأي العام)، لقد تشظى الكائن الإنساني، رجع لاصله (وفيك أنطوى العالم الأكبر)..
تشدني في التصوف السوداني، الحالات الكبرى، لتجسيد المنشود، وإنزال المثال الأعلى، والحلم للواقع المعاش، (تلكم السماني مع الطيور، وأشتكت له الغزلان)، ورجع (موسى أبو قصة، للماضي، كي ينقذ والدته، قبل زواجه من أبيه)...
بالأمس، كنت أقرأ (مقال عن التنويم المغناطسي)، وقدرة الإيحاء في خلق وهم ووعي كاذب، (الحواس شهود أردياء)، بل أوهم المنوم (النائم)، بأغنية لم تغنى (هلوسة سمعية)...فرقص، على صدى دواخله،
للحق، أحس بأن الأبواب اشرعت، على كشف الذات والأفاق... والكون يسعى لغاية مخبأ في قوانينه الطبيعة والشعورية واللاشعورية (كم أطرب حين أتأمل أنف حبيبتي الجميل، وقد رسم في خلوة الرحم، في تلكم العتمة، فأي كرنفال أبهى وارق من هذا)...
يسرح الناسك البوذي (شعره)، بلا مشط، يتحكم في أي شعرة تزخرف حقل رأسه، (فإين الختام في كرنفال العلم الوسيع)...
أخي واستاذي الجميل، صباح حنون، لعالم عار، كقلب المسيح، (حين تتآخى السيرة والسريرة)، تجفو الأجساد الملابس، (فبداء الخطيئة، حرم على الجسد إرتداء الشمس والنسيم والعطر)...
أعاد لنا العالم المفتوح بصيص حب، وتلاقح كوني، وصداقات تمس أعتاب الإطلاق.. للتو أسمع دوي اعترافات جونتر غراس، وهمزات إيغار، اليهودي المتمرد على وعي الكون..
تحس بثراء الوجد، رغم هفواته الماثلة...المعارف تتفجر في الفيزياء والكمياء والذات..
يكفي.. إن (عرش بلقيس)، سوف يأتيك قبل أن يرتد إليك طرفك..(تلك المعجزة السابقة)، صارت من المسلمات اليوم.. أما غدا.. فالإله وحده يعرف مدى جنونه على السائد والبائد من المعرفة والتفوق..
حقا.. الأبواب مشرعة، على كل شئ!!!
عميق شكري وامتناني، وتقديري....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: صلاح شعيب)
|
| Quote: لو وقف كل رجال السودان ضدي فلن يهمني ذلك |
استاذ صلاح
لا تلفت الى هذا الموتور هذا موسم صيد الظلاميات..
وتتجه الرياح عكس بيان,,
ولقد قلت هذه العبارة وثابتة عندها
وهذا بيان بالعمل..
نقلها حيث شئت..
لتثبت لماذا كتبتها..
ما اهونكم ايها الرجال عندي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: bayan)
|
شكرا للصديق الكاتب صلاح شعيب على تعليقه المسهب على ما قلت من تفريق بين الكاتب التقليدي والكاتب الاسفيري.ولفت انتباهي أكثر ما قلت به:
| Quote: ولكن السؤال هو إلي متي يظلون وكتابتهم عند هذا المصطلح؟ , بمعني تساؤلئ آخر: هل إذا طوروا في ادواتهم وأصبحوا كتابا مرموقين ومنافسين للتقليدين وبنوا أعمدتهم الصحافية سيحملون ذات هذه التسمية أم ماذا تسميهم؟ والامر ينطبق علي الكتاب التقليديين والذين كثير منهم فضلوا عمل منابرهم الاليكترونية ولا يكترث رهطا منهم للنشر في الصحف والمجلات, إذا أعتزل هؤلاء الكتابة في الوساط الاعلامية التقليدية هل سيكونون علي ذات التسمية أم ماذا..؟ |
التمييز قائم بشكل نموذجي كما يحدث دائما.وهذا لا يعني ان هنالك خاتفي الوان.لكن احب ان اقول ان التمييز ليس قائما على "الوسيط " الاعلامي فقط،وانما قائم على طريقة الكتابة نفسها.
اما اذا تحدثنا عن "الوسيط الاعلامي،في ما تعلق بالانترنت،فقد سبق لي ان نوهت الى ما يسمى الآن بالكتابة الرقمية.
*راجع حواراتي مع الصديق حافظ محمد خير ،مجترح ترجمة الاسفير والاسافير.
شكرا لك مرة اخرى.
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد المهاجر صلاح شعيب لـ« الرأي العام» (Re: osama elkhawad)
|
| Quote: نحن لأيقاع واحد، طروب، وسيأتي (على يقيني الخاص)، كم استدرج الجوع الطماطم للفم، وكم استدرجت المعدة (بعقلها اللاشعوري)، الطماطم كي تكون جزء من الجسم، وكم استدرج العقل (الطماطم سابقا)، كي تكون ساعد، أو عصبة، و شعور دافي في سويداء الخواطر والنشيد.. |
الزميل عبدالغني كرم الله
شكرا مرة أخري للمساهمة..لغتك عاليه جميلة ببهائها
وخصوصيتها وآمل أن أقرأ لكم كثيرا فربما نزداد بدفئها
وجدتها..ومبروك لكم هذا التميز في إستمطار اللغة
دررا وروائية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
bayan
صلاح شعيب
osama elkhawad
Biraima M Adam
أبوبكر حامد الأمين
عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
عبدالغني كرم الله بشير
الصادق صديق سلمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست