كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: عوالم رامبو الضاجة.......جديرة بالقراءة (Re: bayan)
|
حوار مع إدواردو غالينو حاوره ديفيد بارسمين ترجمة:بانقا الياس
نحن نطيع أوامر الدكتاتور الخفي.أنها دكتاتورية الكلمة الواحدة، والصورة الواحدة، والنغمة الواحدة.
تدهشني في كل مرة أزور فيها الولايات المتحدة نسبة الجهل العالية بين السكان.
ذكر جورج أرويل في مقاله لماذا أكتب إن نقطة البداية عنده دائما الشعور بمناصرة المظلومين. فما هي نقطة البداية عندك؟ أكتب عندما أشعر بالأكلان بدأ يدب في يدي بصورة آمرة وملحة. تعلمت ذلك من عازف طبل كوبي بارع. كان ذلك سره أيضا إنه يعزف عندما يشعر بالأكلان في يديه. أكتب عندما أشعر بالحاجة لذلك ولكن ليس لأن ضميري يملي عليِ ذلك والرغبة لا تأتي لمجرد الشعور بالغبن تجاه الظلم،أنما احتفاء بالحياة الجميلة حتى الرعب والمرعبة الجمال.
لقد كتبت شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة الذي بيعت منه أكثر من مليون نسخة وترجم إلى العديد من اللغات في ثلاثة أشهر، ظاهريا هذا زمن قصير جدا. كيف وفرت طاقة متفجرة كهذه؟ _ إنها القهوة. هي كانت المؤلف الحقيقي لهذا الكتاب. لقد شربت محيطات منها في ذلك الوقت. كنت أعمل في عام 1970 في الفترة الصباحية في جامعة منتفيديو محررا لمطبوعات الجامعة. و في الظهيرة أعمل محررا لصالح دور نشر خاصة، مدققا للغة، ومصححا وأعيد كتابة الكثير من الكتب في أي مواضيع يمكنك تخيلها. كالحياة الجنسية للبعوض مثلا. وعلية أعمل من الساعة السابعة أو الثامنة مساءا إلى الخامسة أو السادسة صباحا، أتابع كتابة شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة، لم أذق طعم النوم لمدة ثلاثة أشهر. كانت دعاية لمزايا القهوة لهذا عليك توخي الحذر لو كنت لا تريد أن تصبح يساريا.
كان بإمكانك أن تعيش حياة رغدة بالكتابة إلى المجلات أو التدريس في الجامعات لكنك اخترت أن تعمل نيابة عن صوت من لا صوت لهم. لا أعتقد هناك من لا صوت له. أي فرد له ما يقوله ويستحق أن يسمع بواسطة الآخرين. عليه لا اتفق مع هذا الوضع مطلقا أن أصير صوتا لمن لا صوت له. والمشكلة أن من نالوا امتياز أن يسمعوا قليلون. وأنا لست شهيدا أو بطلا. كلنا لنا الحق أن نعرف وأن نعبر عن أنفسنا،الأمر الذي أصبح صعبا هذه الأيام طالما نحن نطيع أوامر الدكتاتور الخفي.أنها دكتاتورية الكلمة الواحدة، والصورة الواحدة،، والنغمة الواحدة، وربما تكون أكثر خطورة من أشكال الدكتاتوريات الأخري لأنها تعمل على نطاق العالم. وهي بنية عالمية للقوة تفرض قيما كونية تتركز على الاستهلاك والعنف. يعني أنت تساوي ما تملك. وإذا لا تملك شيئا لا تساوي شيئا. والحق يعتمد على مقدرتك على شراء الأشياء. وأنت تعرف بالأشياء التي تملكها. كأنك تقاد بواسطة سيارتك. و تشتري بواسطة محلك التجاري.وتشاهد بواسطة شاشة تلفازك. وتبرمج بواسطة حاسوبك. لقد صرنا جميعا أدوات لأدواتنا.
لقد قلت أن التاريخ ليس جمالا نائما في بعض المتاحف. التاريخ الرسمي جمال نائم، وأحيانا غول نائم في المتاحف. لكني أؤمن بأن الذاكرة ليس نقطة وصول بل محطة مغادرة، ومنجنيقا يقذف بك إلى الأزمنة الحاضرة ليدعك تتخيل المستقبل عوضا عن أن تتقبله كما هو. و إلا سيكون من المستحيل أن تكون لي أي صلة بالتاريخ إذا كان مجرد مجموعة من الأموات والناس و الأسماء والحقائق الميتة. لهذا كتبت ذاكرة النار بصيغة المضارع، محاولا أن أجعل كل شىء حدث حيا وممكن أن يحدث مرة أخرى طالما هناك قارىء يقرأه.
كيف تفسر استلامك جائزة مؤسسة لانان لحرية الثقافة في عام 1990 والتي أسست في الأصل بقروض من المدير السابق للهيئة الدولية للتلفون والتلغراف، وهي شركة متعددة الحنسيات، كتبت عنها مقالات لاذعة يوما و هي متهمة بصورة اساسية في إسقاط حكومة سلفادور الليندي في شيلي؟ لم استلم أنا الجائزة من الهيئة الدولية للتلفون ولتلغراف إنما من مؤسسة لانان. لكنك تدري من أين جاء المال؟ إنها رحلة ممتعة من الجحيم إلى الجنة.
يتناول جورج كاستيدا في كتابه" يوتوبيا غير مسلحة " أو امريكا اللاتينية بعد الحرب الباردة، كيف أن كتاب أمريكا اللاتينية دائما هم"النقاد، وحراس الضمير القومي، والطلاب للدائمين للمصداقية، ومتاريس المبدأ والشرف" في العالم الذي يتحدث الاسبانية والبرتغالية. نجد كثير من الكتاب مهمومين بقضايا الظلم والفقر من حولهم. مثلا الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو يزور منطقة الشيباس في المكسيك بصورة منتظمة ليعبر عن تضامنه مع ثوار الزاباتستا. ما الذي يجعل كتاب أمريكا اللاتينية بصورة عامة يتميزون بحس سياسي أعلى من الكتاب في الولايات المتحدة؟ لا أثق في التعميم أبدا، ولا أود التكهن عن دور الكتاب أو وظيفة الكاتب في اعتقادي إن ذلك خاضع للمكان الذي يعيش فيه، ثم ليس من العدل بمكان أن نعمم الأحكام. ساراماجو كاتب رائع يغوص بعمق في أرواح شخصياته. يدفعه احساسه بالتضامن وهذا أمر يعجبني وأشاركه فيه. لكن هناك بعض الكتاب ليس سياسيون بصورة واضحة يوجد من بينهم كتاب ساعدوا في الكشف عن هوية شعوبهم المخبوءة. وقد قاموا بعمل ذو قيمة عالية من غير أن يدرون. مثال الكاتب المكسيكي جوان رولفو،و الذي في اعتقادي من أعظم كتاب أمريكا اللاتينية في القرن العشرين. إنه قادر على تعرية الحقيقة في أقصى معانيها،ليس فقط حقيقة ضوء النهار، ولكن الحقيقة التي تحتوي على أحلام وانفعالات أيضا. وعليه على المرء أن يكون دقيقا في مسألة إصدار الأحكام. تسود هذه الأيام نزعة تصنيف الكتاب هذا كاتب سياسي وذاك كذا. كلنا سياسيون ، وإن لم ندري ذلك.
أعلن جيمس بولدوين في مقدمة كتابه مذكرات شاب وطني. إنه يرغب في أن يكون رجلا شريفا وكاتبا جيدا. أي الرجال والكتاب تود أن تكون؟ بالطبع أود أن أكون رجلا شريفا وكاتبا جيدا مثل جيمس بولدوين. وأنا من المعجبين به. قال مر ة قصة استخدمتها في الجزء الثالث من كتابي ذاكرة النار. قال بولدوين فيها عندما كان صغيرا كان يتجول مع صديق له يعمل رساما. توقفا عند الاشارة الحمراء فقال له صديقه" أنظر" لم ير بولدوين شيئا سوى بركة قذرة. أصر صديقه عليه أن ينظر مرة أخرى بتروي.أمعن بولدوين النظر بصورة جيدة فرأي بقعة زيت تنتشر على سطح البركة،و رأى الشارع يتحرك، والناس يتحركون،ورأى مخبولين وسحرة والعالم بأجمعه في تلك البركة الصغيرة. في ذلك اليوم قال بولدوين تعلمت النظر. بالنسبة إلي كان ذلك درسا مفيدا.فأنا أحاول دائما أن أنظر للعالم من خلال البرك الصغير في الطرقات.
كتبت باسهاب في كتابك ذاكرة النار عن غارسيا ماركير، وسيزار فالاجو، واستفضت أكثر عندما تحدثت عن الشاعر بابلو نيرودا،ولم تتحدث عن لويس بورخس إلا في سطور قليلة. وهو القائل في مقدمة لواحد من كتبه عام 1935 في بوينس ايرس " كل شىء يجمع الناس معا،مثل كرة القدم أو السياسة. وكل شىء يضاعف الناس كالمرآة أو الجنس يبعث فيه الرعب". ولا يعتبر هناك حقيقة أخري سوى الموجودة في تاريخ أجداده. وفي الكتب التي كتبها أولئك الذين عرفوا كيف يفصلون تلك الحقيقة ما عدا ذلك في نظره محض دخان. كتب بورخس بكثير من الحكمة والكياسة تاريخ العار الكوني، عن العار القومي من حوله لكن من غير أن يحقق فيه. عندما أصبح بابلو نيرودا عضوا ملتزما في الحزب الشيوعي ومليشي، كتب أسوأ قصائده مثل العودة إلى ستالين وما شابهها من قصائد فأسوا مقاطع في قصيدته " كانتو جنرال" كتبها في تلك الفترة. وأجمل مقاطعها كتبت عندما غنى بجزل وحزن آسر، وبهجة وخوف، أنه ولد في أمريكا اللاتينية. وبصورة أخري لم يحتل بورخس مكانا في داخلي، لأني لا أشعر بحيوية الحياة في أعماله برغم من إعجابي بأسلوبه، وموهبته،وحرفيته. هو مثقف، ورجل برأس فقط بدون قلب أو عاطفة أو معدة . لقد كان صفويا وعنصريا وانفعاليا جدا. رجعيا بذل جهدا للتقرب من الدكتاوتوريين الجنرال فيدلا في أرجنتينا وبيوشيه في شيلي. إنه كاتب مقعد في مكتبة عامة لا يستهويني. أما نيرودا مرتبط بالعالم بصورة حميمة وبطرق شتى، تلمس في قصائده الاحتفاء بالحياة والبحر والحب والثمار.
هل تعتقد أن نيرودا الشاعر أفضل من نيرودا الانسان لأنه يساري التوجه؟ لأنك أوجزت جدا في حديثك عن بورخس في ذاكرة النار وأسهبت في حديثك عن نيرودا. ربما كان ذلك صحيحا في ذاكرة النار، إنني كنت أكثر سخاءا مع نيرودا من مع بورخس، ولكن ذلك ليس مرده لتوجههم السياسي الشخصي. عندما أقرأ كتابات نيرودا اشعر إنه شخص عاش خلال الحب والرعب وأعاجيب الحياة ، سقط ونهض مرة أخرى، جرحته ضربات الحب والموت والزمن. إني استشعر دفء الحياة في أعماله الشىء الذي أفتقده في أعمال بورخس ولا أحسه إلا في بعض أعماله غير أنها دائما تأتي كشىء مؤلم وحزين لكنه ذو قيمة عالية أيضا.
لا ير ى كثير من الأمريكيين عندما يتحدثون عن أمريكا اللاتينية سوى مهربي مخدرات وعصابات فدائيين يسارية ومدنا خشبية. ما الذي كون هذا الشعور تجاه أمريكا اللاتينية.؟ تدهشني في كل مرة أزور فيها الولايات المتحدة نسبة الجهل العالية بين السكان، الذين لا يعرفون أي شيء عن أمريكا اللاتينية و عن بقية العالم. إنهم صم و عميان تماما عن أي شيء يحدث خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية. قبل ثلاث سنوات كنت أستاذا زائرا في جامعة ستانفورد وذات مساء كنت أسير مع أستاذ عجوز،رجل مثقف ومهم. سألني فجأة من أين أتيت؟ فقلت من ارجواي. فرد متسائلا ارجواي ؟ ولأني كنت أعرف أن لا أحد يعرف ارجواى حاولت أن أتحدث في موضوع آخر، لكنه كان لبقا بما يكفي ليقول" حسنا، لقد كنا نفعل هناك أشياءا بشعة". عندها انتبهت إنه يتحدث عن غواتيمالا لأن صحيفة النيويورك تايمز قد نشرت في تلك الأيام مقالا عن تورط المخابرات المركزية الأمريكية في غواتيمالا فقلت" لا.. أنك تقصد في غواتيمالا". هذا الجهل للذي يحدث خارج الولايات المتحدة يستلزم درجة عالية من الأمان. والقوات الأمريكية يمكنها أن تفعل ما تشاء لأن المؤسسة الإعلامية لا تعكس ما يدور خارج الأسوار والناس ليس لديهم أدني فكرة عما يحدث في كوسفو، أو العراق، والسلفادور أو غواتيمالا. وبالطبع ليس لديهم فكرة مثلا أن بغداد يسكنها مليون نسمة وتعد من واحدة من أعلى المدن ثقافة في العالم من قبل قرون من تأسيس نيويورك.
| |
|
|
|
|
|
|
ماذا لوبقيـــت في الكلمــــات إلى الأبــــــد؟ (Re: bayan)
|
العدد رقم: 256 2006-07-23 نصوص للشاعر توماس ريفيرا:ماذا لوبقيـــت في الكلمــــات إلى الأبــــــد؟
لاحظت موظفة مكتبة كيرين العامة في مدينة هامبتون بولاية ايوا الأميركية طفلا في التاسعة من العمر يمر كل يوم من أمام المكتبة يقف متأملا اسم المكتبة البارز الحروف مليا ويرفع كتفيه ويرحل. وفي مرة من المرات قررت الموظفة دعوة الطفل إلى الداخل ليشبع فضوله ، شدتها دهشة الطفل الذي فغر فاه عندما رأى كمية الكتب المصفوفة على الرفوف، وإتساع عيونه أكثر عندما علم أن بامكانه استلاف عددا من الكتب لعدة أيام وارجاعها وهو الذي يستقي المعرفة من الصحف والمجلات التي يلتقطها من صناديق القمامة. قالت الموظفة لماذا لم تحاول الدخول وأنت تتوقف كل يوم أمام المكتبة؟ أجابها الطفل مبتسما لأن كلمة كيرين تعني عندنا في اللغة الاسبانية اللحم وأقول لنفسي ماذا يعني مكتبة اللحم؟ هه! لم تكن الموظفة تدري أنها امام مشروع كاتب وقاص وشاعر وباحث اكاديمي وقيادي في الدولة كبير. وأنها بصنيعها هذا اهدت لهذا الطفل الواعد عالما من العلوم والأفكار والأساليب الابداعية في شتى ضروب المعرفة الانسانية.
ولد الشاعر الأميركي المكسيكي الأصل توماس ريفيرا في الثاني والعشرين من ديسمبر 1935 لأسرة مكسيكية مهاجرة في جنوب تكساس. وهو شاعر يثقله البحث عن الذات وشكل قصائده مستوحى من التراث الفلكلوري، الذي يعد واحدا من مكونات القصيدة عنده وذلك في استخدامه للتورية وتوظيفه للأشكال الشفاهية
للأدب، عبر المساحة الخلاقة للعزلة يواصل البحث من خلال الموت في اقنعته المختلفة حيث يأخذ الموت شكلا ثابتا في قصائده بفعل الظلم والقسوة وفقدان الحب، والبحث عنده يقود للاكتشاف الخلاق الذي نبحث عنه. وعن ذلك يقول( إنني أفكرفي كل المشهد الأميركي للقارتين معا . في الواقع أننا نقلنا ثقافات من أوربا بالرغم من أن الثقافات الوطنية ما تزال هنا. وأود أن أبرز الدور الحيوي للقوى الروحية على مفهوم العدالة الاجتماعية واهميتها القصوى للقارتين معا وأن أعالج فكرة العقل والحرية الثقافية وموضعها في المنظور الأميركي وهل يمكن الحصول عليها هنا؟ وإن أمكن ذلك هل يمكن تستخدم؟ اعتقد إننا كمهاجرين لنا إمكانية أكثر قوة للتغيير الثقافي، لقد رأيت القوة في المهاجرين الذين قد يكونون محرومين ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لكنهم يواصلون الحركة ولا يستقرون في مكان واحد ليعانوا أو يخضعوا. إنهم رحالة ولو استقروا حيث لا عمل سيموتون.
وينطبق ذلك على المهاجرين الذين قدموا من أوروبا ومفهوم العدالة الاجتماعية والروحية هناك. مازال العمال المهاجرون يواصلون دورهم كباحثين وقصيدة الباحثين كتبتها لي ولهم ولكل الناس الذين يبحثون وذلك مثال مشجع للأمريكيين. جدي كان باحثا وأبي أيضا وآمل أن أصير مثلهما، تلك هي الروح التي ابحث عنها، وهدف الباحث تأكيد نبله الروحي الذي يؤكد حقيقة وجوده.)
عندما توفي ريفيرا في عام 1984 كتب أصدقاؤه على شاهدة قبره هذا البيت من شعره ( ماذا لوبقيت في الكلمات إلى الأبد). لقد خلد الشاعر في كلماته وها نحن اليوم نراه يتعامل مع المتاهة كشكل من أشكال الأدب، يجد الباحث من خلاله معنى للكتابة، ويقول لنا ريفيرا إن الأدب والأسطورة يجلبان التوتر، الأدب يستحضر حياة الانسان ويعكس بحثها الخارج منها والداخل إليها، وبمعنى آخر غموض محير يمد الانسان أما بالعمق أو بالسطحية في ورطته وتطورها، ويكون البحث موجودا إذا كان هناك محرك للمتاهة الانسانية بمجمل شروطها، يكمل البحث والمتاهة احداهما الآخر ليحضران صورة عيانية مناوبة للمدرك.
من أعماله دائما وقصائد أخرى1970، والأرض لا تفترسني مجموعة قصص 1971،و الباحثون مجموعة شعرية 1973 ، وهذه الأرض المهاجرة 1987، والحصاد مجموعة شعرية 1989 . تأثر في كتاباته القصصية بوليم فوكنر وجيمس جويس ومارسيل بروست والكتاب الكبار في الأمريكيتين.
شاعرية
إن الشعر واحد من أكثر الخبرات الانسانية تعقيدا، فهو يبدأ من لا شيء وهوميلاد وموت الكلمة والشاعر عندما يجمد تجريدات العلاقات الحادة بألفاظه، أما الشعر هو أن تجد البحث وتجد الكلمة، وهو ليس اختراعا بل ايجاد يبدأ الاختراع لهذا
الشعر لا يجب تفسيره ولا قولبته ودراسته بل يقرأ ويحس ويغنى، ينكر الشعر الشاعر ولكن ليس تعبيره وخصوصيته.
وبصورة أخرى طريقة أن تكون لا شيء وكل شيء وعلى كل حال الشعر هو أن تكون أو لاتكون كيف يقول اكتافيو باث ( المعرفة إنقاذ وقوة وتحرر وهجران) يعطيني الشعر مشاعر أكثر صفاءً بالزمن والجمال والانسان والموت الحقيقي.
أبدية
بسبب الموتى يعيش الأحياء
وعاش الموتي بسبب الموتى
ومن أجل الحياة
يعيش الأحياء موتى
ودوما الموتى يعيشون
كلمات بلا صوت
كم رهيبة في صممها
الكلمات التي بلا صوت
ماذا لو بقيت في الكلمات إلى الأبد
وحيدا
أنا وحدي
بسبب الشارع والوجوه
كثيرا ما أحدث أحدا
والبداية صعبة
أنا وحدي
والشارع طويل
والوجوه لا تتوقف
و لا استطيع متابعتها
أنا وحدي الآن حقيقة
ولا استطيع ان أتوقف
ربما
لو سرت
مع الوجوه إلى الوراء
في القمامة
في القمامة اكتشف أزهارا جميلة
بين العلب الفارغة والزجاجات المكسورة
والاطارات التالفة
السماء زرقاء.. زرقاء
حتى الطيور تنظر إليها
و لا تزعج جمالها بالتحديق
نحو الأرض يندفع نسر ازرق مقدس
يطوق عالمه بجانحيه
دفع عينيه إلى حتى سقط في النوم
رأى نملا يتأرجح نحوه
عابرا مشاعره المتوحدة
لاهثا في الحياة بين المدن القصديرية
واقفاص الزجاج والبحيرات الصدئة
والأشجار الضخمة تواصل بحثها
بين بعضها عندما يسرحها الريح
الذي يريد أن يبحث
أن يعصف بطيئا معهم
والنسر يطير عاليا حتى يلمس المدى
وصله ولم يجد ما ينشده
سوى السماء وزرقتها
تخنق عينيه حتى سمع
سطرا أبيض فهوى.
ترجمة وإعداد: بانقا الياس
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147507109
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا لوبقيـــت في الكلمــــات إلى الأبــــــد؟ (Re: bayan)
|
مايا أنجلو
أكتب لنفسي ولذلك القارئ الذي يدفع المستحقات
ولدت الكاتبة الأمريكية السوداء مايا انجلو في الرابع من ابريل عام 1928 بمدينة سانت لويس. وهي فنانة متعددة المواهب شاعرة وممثلة وراقصة وكاتبة أغان ومغنية وموسيقية وكاتبة سيناريو وأول مخرجة سوداء في أمريكا وكاتبة سيرة. من اهم أعمالها " أعطيني كوب ماء بارد أموت من اجله" وهو ديوان شعر ، رشح لجائزة بولتزر و "لقد عرفت لماذا يغني الطائر السجين" وهو سيرة حياتها ، التي تعرضت في جزء منها إلي حادثة الاغتصاب التي تعرضت لها في السابعة من عمرها ، وفقدت علي أثرها مقدرة النطق لمدة خمس سنوات، لاعتقادها أن صوتها قد قتل الرجل الذي أغتصبها وليس أخوها . " وكل أطفال الرب يحتاجون ألي أحذية سفر" ، سيرة حياة تحكي فيها رحلة العودة إلي إفريقيا ثم إلي أمريكا . إلي جانب ارتباطها بحركة الحقوق المدنية. ومن الأفلام التي أخرجتها فيلم " جورجيا جورجيا" ومن أدوارها السينمائية ، دور الجدة "نايو" في مسلسل الجذور الذي كتبه أليكس هايلي . تعتبر مايا أنجلو إن النهاية هي أفضل أجزاء الكتابة بالنسبة إليها ، وذلك عندما تمنحها اللغة نفسها ، وتخضع لرؤاها وتستسلم قائلة " أنا لك يا حبيبتي" ومثل كثير من الكتاب السود تشعر بخيبة أمل لما كتبه بعض الكتاب البيض مثل وليم فوكنر في "الصخب والعنف" أو وليم ستايرون في " اعترافات نات تيرنر" عن تجربة السود ، إذ تعتقد أن الكتاب لم يصوروا حقيقة الجنوب الامريكي كما تراها هي. لكنها في الوقت ذاته تستمتع برؤية بيتر اتول أو مايكل كين، عندما يؤديان دور شخص من الطبقة العليا في إنجلترا . وترى أن علي الطبقة العاملة أن تدرس الطبقة العليا، لكي ترتفع بنفسها فوق أوضاعها ويتوجب علي الأمريكان السود أن يدرسوا الأمريكان البيض ،لأجيال ظل السود تحت العبودية وهم يرون ابتسامة أو تقطيبة علي وجه الرجل الأبيض ، أو يد المرأة البيضاء وهي ترتفع لتنبي شخصا اسود انه علي وشك أن يباع أو يجلد. يكذب بعض الروائيين في كتاباتهم أحيانا ، غير إن مايا بعيدة عن ذلك ، وتقول : عندما أتأمل بعض الكتاب العظماء، أرى أن سر عظمتهم يكمن في إنهم يقولون الحقيقة .التي يستخدمونها وهي التي صنعت أسماء وناساً وأماكنا وأزماناً ، فهم يقولون الحقيقة عن الإنسان، عما هو جدير به ،و عن الذي يجعلنا نخسر ، ونضحك ، ونبكي ،ونسقط أرضاً ونحن نصر أسناننا ونشمر عن سواعدنا ونقتل بعضنا ونحب بعضنا البعض. قال عنها مجموعة من الكتاب من بينهم جيمس بولدوين" إنها عندما تكتب تحاول أن تكشف شيئاً لا تعرفه فهل تبحث عن شئ لا تعرفه عن نفسها أم عننا؟" تقول مايا " نعم عندما أكتب أحاول أن أكتشف من أنا ،من نحن، ما الذي نحن جديرون به، كيف نشعر، كيف نخسر وننهض ونواصل من ظلام إلي آخر. إني أحاول تصوير ذلك ، ولكنني أحاول تطويع اللغة. أحاول أن أرى كيف تبدو هذه اللغة حقيقية. أحب اللغة . أحبها لأجل ما تفعله لنا. كيف سمحت لنا أن نعبر عن الألم والمجد، عن الفوارق الدقيقة وعن الهشاشات في وجودنا ثم تسمح لنا أن نضحك، و أن نظهر حصافة وظرفاً فالحصافة الحقيقية تظهر في اللغة ثم إني لا أختار أسلوبا يكون مهيمناً علي كل النص ولهذا حينما أكتب أحاول أن أتذكر أزماناً في حياتي، وأحداثاً، كانت القسوة ،أو الرقة ،أو الكرم، أو الحسد، أو السعادة سائدة فيها. ربما تكون هناك أربع حالات في المرحلة التي أكتب عنها. أختار منها الذي يسلم إرادته لأسلوبي والذي يمكنني أن أكتب دراما من دون أن أقع في المليودراما. كتبت " كل أطفال الرب يحتاجون إلي أحذية سفر" لأنها أعترضت بصورة غريزية وهي طفلة علي عنوان كتاب توماس وول" أنك لن تعود مرة أخرى إلي الوطن" وقالت الحقيقة إنك لن تترك الوطن أبداً. إنك تحمله معك تحت أظافرك ، في خلايا شعرك"، في الطريقة التي تبتسم بها، وهو معلق علي ظهرك وفي فسحة صدرك. لن تأخذك المؤثرات ومناظر الأماكن ، حتى وأنت تتعلم أن تتكلم لغات الأوطان علي طريقتها لكن يبقي الوطن بين أسنانك. كل فرد يتطلع إليه، الأمريكان السود والأفارقة يذهبون إلي أفريقيا، اليهود الي إسرائيل ، الاوربيون والأنجلو ساكسون يذهبون ألي إنجلترا وإيرلندا، ذوو الخلفيات الجرمانية يذهبون إلي المانيا . الحقيقة أمر عنيد وهذا الكتاب يدور حول محاولة العودة إلي الوطن" . هل يأخذ الكاتب في اعتباره قارئا معيناً عندما يكتب أو يؤلف الموسيقي؟ تقول مايا"أبدأ بنفسي وفي ذهني القارئ. سأكون منافقة إن لم أكن واحداً من هؤلاء ولن أقول إ نني لا أكتب من اجل القارئ. إني أفعل ذلك ، ولكن من اجل القارئ الذي يسمع والذي يتفاعل ويمضي وراء ما أود أ ن أقول ..لهذا أكتب لنفسي ولذلك القارئ الذي يدفع المستحقات. هناك عبارة يرددها الناس في غرب أفريقيا، وفي غانا تحديدا، يقولون "كلام عميق" ومثلا يقولونه" أن مشكلة اللص ليست كيف يسرق بوق الرئيس لكن أين يصفره" أود أن أكتب كلاماً عميقاً بحيث أن المرء عندما يقرأه يكون قادراً أن يقول هذا رائع ، ذاك محبب إلي النفس ، هذا جيد، ربما فاتني شئ في دهشتي الأولي به، من الأفضل أن أعيد قراءته مرة أخرى. " قرأت قبل سنوات" ذكرى شتاء قصير"لما شادودور أوسس، وهو كاتب أمه سوداء من أمريكيا الجنوبية ووالده من البرتغال كتبه في عام 1865. قال:" أعتقد أن هذا الكتاب جميل جداً. عندها رجعت وقرأته مرة أخرى وقلت" هه. لم أدرك أن كل هذا كان في ذلك الكتاب، ثم قرأته مرة أخرى، وأخيراً توصلت إلي إن ما فعله ماشادو في ليس أكثر من خدعة : لقد دعاني إلي (البلاج) لأرى الغروب فرأيته باستمتاع وعندما قفلت راجعة إلي أعماقي وجدت أن المد قد وصل إلي فوق رأسي. لذلك عندما أكتب ، أود أن أكتب بطريقة تجعل القارئ يقول" هذا جميل جداً، هذا رائع. دعني أقرأ ذلك مرة أخرى"
مايا انجلو.. أكتب لنفسي ولذلك القارىء الذي يدفع المستحق..... ترجمة بانقا الياس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا لوبقيـــت في الكلمــــات إلى الأبــــــد؟ (Re: bayan)
|
إلى الأستاذ/أحمد الأمين أحمد
أمبراطوريات الكلمة نيكولاس اوستلر
لا شك أن الكثير منا في لحظة أو أخرى قد استوقفته هذه الألغاز اللسانية التاريخية فمثلا ؛ لماذا سادت في بريطانيا وحدها من بين كل الولايات الرومانية غزاها الألمان اللغة الجرمانية؟ ولماذا صادفت اللغة البرتغالية قبولا في البرازيل وليس في أفريقيا؟ بينما قبلت الهولندية في أفريقيا وليس في اندونيسيا؟ إذا كانت الفينيقية مهمة جدا في تاريخ دول حوض البحر الأبيض المتوسط كيف لم يتسنى لها أن تترك خلفها حتى ولو أثرا أدبيا واحدا؟ وبما إننا لا نعرف بأن هنالك أمة تدعى آراميا فمن أين جاءت اللغة الآرامية التي تحدث بها عيسى الناصرية؟ وما الذي حدث فعلا للغة السومرية؟ أو المنغولية لغة الأمبراطورية القروسطية العظمى؟ من الواضح أن ما نحتاج إليه هو إعادة كتابة تاريخ العالم من وجهة نظر لسانية. وهو ما نحن بصدده في هذا الكتاب لنيكولاس اوستلر عالم اللسانيات والرئيس الحالي لمؤسسة اللغات المهددة. والذي يتجلى عشقه وافتتانه باللغة في كل صفحة من صفحات امبراطوريات الكلمة. يضم الكتاب بين دفتيه نسخا للعديد من اللغات، تحتوي كل واحدة منها على موجز مختصر للنطق وترجمة لمعاني الكلمات.نجد فصولا من اللغة النهالية ( لغة وسط وجنوب المكسيك وسط أمريكا الوسطى مثل لغة حضارة الأزتك)، والصينية ، والأكادية ( لغة سامية قديمة استخدمت في العراق). يتناول أوستلر دراسته بتعمق فيذهب إلى بعض السمات والتقاليد للغة ويقول عن اللغة العربية إنها لغة صارمة ذات جلال ومساواة، والصينية والمصرية لا يمكن خلخلتهما وتتمتعان باحترام الذات، والسنكريستية غنية بالتفاصيل والهرمية. أما الأغريقية تقودها الثقة الذاتية في التجديد إلى هاجس الإعتداد بالإرث. وأن اللاتينية لها إحساس مديني، وتتمتع الإسبانية بالصلابة والدقة والكيوبيدية، والفرنسية موضع إعجاب العقلانية و الانجليزية محل إعجاب فطنة رجال الأعمال.
والقصة التي يحكيها اوستلر عن لغات الحضارة الإنسانية مزينة بعشرات من الخرائط والرسومات التوضيحية. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول. يوضح الفصل الأول كيفية انتشار اللغات برا بصورة أساسية من الماضي السحيق حتى القرون الوسطى. ويغطي الفصل الثاني النصف الثاني من الألفية حيث تمكنت اللغات الأوروبية بحرا من زرع نفسها حول العالم( بإستثناء اللغة الروسية).و يتناول اوستلر في الفصل الثالث خارطة اللغة الحالية ويقدم بعض التنبؤات حول المستقبل.
ويحتوى الفصل الأول على بعض المواد التي ربما لا تكون مألوفة بالنسبة للقارىء العادي ويبدأ بقصة اللغات السامية من الأكادية مرورا بالآرامية والفينيقية حتى العبرية والعربية. ومن أكثر النقاط التي عنى بها المؤلف الوضع الغريب للغة السومرية التي اندثرت بزوال القوة السياسية لسومر. وكيف حلت اللغة الآرامية مكان اللغة الاكادية، وهي لهجة بدوية جاءت من الواحات الصحراوية وكذا التطبيقات العبرية والفينيقية اللاتي لهن مصير درامي مختلف. واستنتج اوستلر من النقطة الثانية مبدأ مثيرا لكنه حقيقي وهو " إن بقاء وإندثار اللغة في المبدأ منفصلان عن المصائر السياسية للبلدان." ويدحض النظرية القائلة إن انتصار الآرامية على الأكادية مرده لتفوقها من ناحية الأبجدية ونظام الكتابة ويعزي السبب الحقيقي إلى سياسة السكان الأشوريين . كما نجد مقارنة دراسية رائعة لنظامين منغلقين على أنفسهما مثل مصر والصين والنهاية الدرامية للغة في كل من البلدين . أما السنكريستية التي بذل فيها المؤلف جهدا مرموقا قد وصفها بأنها لغة صعبة التعلم وهذا ليس رأيا انطباعيا فإذا نظرنا لقواعدها نجد أن الفعل السنكريستي له طقس ابتهالي يستخدم فقط لمنح البركة. أما الاغريقية فهي عنده مثالا حيا لما يؤول إليه مصير لغة مهمة توقف مجتمعها عن تجديدها في الوقت الذي يتعلق فيه العالم باللغة الكلتية، والرومانية، والألمانية، والسلافية. ثم يمر عبر المسرح اللساني من قبل أن تقوم السفن الخشبية المتصدعة بحمل اللغة الأنجليزية ، والفرنسية والهولندية،و الإسبانية ونشرها في أقصى بقاع الأرض.
لقد حاول المؤلف أن يستخلص من كل هذا التاريخ اللغوي بعض المباديء العامة حول انتشار اللغات الذي أثبت إنه أكثر صعوبة مما ورد في بعض النصوص. فبالرغم من1200 عاما من امتداد الممارسة العملية والتجويد الصوتي للغة العربية يجد الغربيون والذين يتحدثون الفارسية صعوبة في إتقانها. تنتشر اللغة بين الذين يستخدمونها بطرق مختلفة، كالتجارة ، والانتصارات، والهجرة، والضم الأمبريالي والتحول الديني. والسبب الأخير له أثر واضح في انتشار اللغة الإسبانية في الأمريكتين والسنكرستيه في جنوب شرق آسيا. أما التجارة فتعد رهانا ضعيفا ومثالا على ذلك الفينيقية التي عبرت عن طريق الحرير، والعربية في المحيط الهندي كما توضح الخرائط التوضيحية ذلك. وبذلك توصل اوستلر إلى خاتمة مؤكدة" ليس هنالك أي مجتمع أشتهر بالتجارة قام بنقل لغته إلى عملائه بصورة دائمة سواء أن كانت عامية أو حتى مختلطة. فالعميل الذي تقابله دائما هو على صواب وأن لغته هي اللغة المفضلة."
وأي محاولة لوضع قوانين هنا ستدحضها الأمثلة المضادة ويقول اوستلر عن اللغات المسيطرة في العالم الآن " ربما يدعي المرء إجمالا أن ذلك في اقتصاد اللغة السياسي فهو يدفع لأن يكون لغة المدينة، التي تدفع لتصير العاصمة القومية، التي تدفع لأن تكون في السهل المداري، خاصة إذا كان يزرع الارز، فوق كل ذلك يدفع لأن يكون في جنوب شرق آسيا. لكن لكل هذه المواصفات هناك استثناء بالطبع، فاللغة الإنجليزية بدأت في الذيوع من دون أي واحدة من هذه الميزات."
ويبدو من الصعوبة بمكان أن نري بوضوح المستقبل اللغوي إلا في القليل من الحالات يمكننا أن ننعم ببعض الثقة. ستتراجع اللغة الروسية وستمسك اللغة اليابانية بزمام أمرها. وكل فيما عدا ذلك يعد محض تنبؤات. وهل ستشعب أنماط اللغة الإنجليزية، مثلما انقسمت اللغة اللاتينية في فترة ما بعد الأمبريالية إلى لغات رومانسية؟ وبالمقابل هل ستندمج اللغات التوركية لغات آسيا الوسطى التي تتكون من( التركية ، والتركمانية، والقرغيزية، والأذربيجانية) مع التركية الأناضولية في لغة واحدة؟ وهل ستحرز اللغة الصينية أخيرا وضعا عالميا رئيسا؟ وماذا سيكون أثر الأنترنت،على السكان، وعلى الهجرة وعلى الاسلام؟ فالتغيرات كثيرة والسوابق التاريخية متناقضة جدا ولا يستطيع المرء أكثر من طرح الأسئلة وهذا ما يفعله اوستلر بوضوح وبكل تواضع العالم في كتابه الرائع أمبراطوريات الكلمة. ]
أمبراطورية الكلمات نيكولاس أوستلر ترجمة :بانقا الياس
| |
|
|
|
|
|
|
شكرا بيان (Re: bayan)
|
حقا جهد رائع ولا يجوز المرور على البوست عرضا، ولكن كل فاصلة تستدعي الوقوف. لفتتني الصدفة
فقط إلى أن آشيبي من نيجريا،وكان بين يدي كتاب ( The passport of Malaam Ilia )من الأدب
الآفريقي ومن نيجريا نفسها، و الكتاب يتناول نفس التغيرات إبان فترة الأستعمار، و لكن نفس
المطبعة التي طبعت السلسلسة أعادت طباعة كل السلسلسة عدا ( عندما تتداعى الأشياء). وبالطبع
الكتاب الذي أشرت إليه لا توجد له ترجمة إطلاقا حتى الآن.
ولنا عودة بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شكرا بيان (Re: ابي عزالدين البشري)
|
شكرا العزيزة بيان
للحق، أنا اخاف من الحروف، أحس بأنها تفعل بي الكثير، أي حرف، يؤثر فيني، تنطبع صورته، وما ينطوي عليه من معنى أو مغزي في مخيلتي، اتوجس في القراءة، كمن يدخل حقل أو افق غريب عليه، أحس بأن القراءة شي مقدس، زي استماع لعقول بعيدة عنك، استماع بتوقير، لهم، ولك، تقديس صارم، فلا شي في الوجد يحدث عفوا، كل الاشياء عزيزة، وغالية، ونفيسه، فالكون معطى قديم، لعقل شامل، غذى لوحته بعنفوان وجمال عصي الفهم، والتفسير..
هذه العقول، تزخرف دواخلي، أحس بأني احبها، حب حقيقي، حب أكثر من شخصيات دينية، وما الدين، سوى هذه الفطرة السوية، هناك وهناك، في اصقاع هذا الكوكب الممتع...
حقا، شكرا، لك، هذه الكبسولات الغنية والثرية والملهمة.. وللحق، لم أكمل القراءة، ولكن هذا البوست يدعوك لطباعته اولا، ثم التمتع بفاكهته على مهل أتمنى، أن ندرك حقيتنا المخبوءة بداخلنا، ونتسامى لها، بدل الخلود لتهريج، وإسفاف، ومهاترات، وحقا، ما اسهل خلق الحرب، وما اعظم بناء السلام، الداخلي والخارجي.. ..
| |
|
|
|
|
|
|
الأخت بيان ، استأذنك (Re: bayan)
|
الأخت بيان استأذنك وأضيف عنوان بوست اطلعت عليه أمس
البوست بعنوان : الموسم وول سونيكا
لـ Soara_sabah
وهو يتناول
نص " الموسم" للاديب والروائى النيجيري وول سونيكا
من كتاب "موسم حرائق السافنا".. أدباء إفريقيا فى الحقبة ما بعد الاستعمار. تحت الطبع قريبا
اعداد وتقديم وترجمة سولارا الصباح
ولا أفسد متعة القراءة, دونكم البوست
الموسم : وول سونيكا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخت بيان ، استأذنك (Re: ابي عزالدين البشري)
|
كلما وجدتك هنا ايتها النقية احمد الله انك قد عدتى وتعودين دوما الى قواعدك سالمة رغم جنوح الموجة وجنون الاعاصير التى تجرفك بعيدا عن عوالمك الجميلة التى تشبهك وتشبهينها !!
Quote: دائما الكتابة هي بهجة مدفوعة الثمن من الوحدة ، وتأجيل الأحلام وتقليصها، وربما إلغائها. وهي كلمات نتبادلها مع الناس حتى نظل خيولا جامحة ترفض الانسياق لإغواءات الطرق السهلة دون كد أو تعب |
ياله من تعبير رائع جدا !
كونى بالف خير ولا تحرمينا روائعك ياعزيزتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخت بيان ، استأذنك (Re: bayan)
|
الاخت..بيان شكرا علي هذه النافذة الغنية بابداعات (اخوي) بانقا الياس فبانقا عالمه مدهش وخصب واسفاره تجد في نفسي متعة عالية مرة اخري شكرا بيان,,,ونحن تمام الجلوس الان في انتظار المزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عوالم رامبو الضاجة.......جديرة بالقراءة (Re: bayan)
|
لك الشكر يا بيان على هذه المبادرة الجزيلة التي عرفتني بمبدعين أكثر عظاءا وإبداعا. والشكر لأخي عبد الكريم الذي يدفعني للكتابة في المنبر كلما سرقتني التفاصيل اليومية في السودان. وللشاعرة الرقيقة نادية عثمان. ومن كرم الله علينا مرورك على هذا البوست يا أستاذنا عيدالغني كرم الله.ويا استاذنا أبي نشكرك اللنك مع وول سوينكا . أما فيما يخص بالترجمة العربية لرواية آشيبي ( عنما تتداعى الأشياء) فقد ترجمها في آوخر السبيعنات إلى العربية الشاعر العراقي سعدي يوسف ضمن سلسة ذاكرة الشعوب وقد ترجم إيضا رواية نقوقي تويجات الدم.
قصائد من الشعر الأفريقي ترجمة :بانقا الياس
للصقور في كل يوم وليمة
َضد الشعر لهذا أكتب عن أكف وعن عرق عن أقدام وعن أحجار واعرف أن رائحة المانجو توصل الصوت كل يوم ذلك معنا أحاول أن اوضح أن الأرض لنا وأن العيون يمكنها أن تكذب أن الشمس صفراء وأن الغبار يوجع لكن قل لي هل رأيت كلمة تكسر صخرة.
للقصائد الكلمات لا يمكنها أن تكسر الأحجار ولا أن تغسل الأقدام بعد هذا كم من الأحجار والأقدام باستطاعتها أن تفسر ما الذي صنعته أيدينا وهو ملك لنا. نادر ثاراني ( تنزانيا)
مكان الأحلام
هناك مكان تحلمنا فيه الأحلام نحن الذين نرعى النجوم وهي واقفة تراقبنا من عل كالجبال تنشر فوق الشمس نارها نزرع بخطواتنا المكان نسرع مع النسور في رحلتنا أن النسر يلاعب جناحيه في طرقاتنا موقظا حلما آخر أعمى مع الأجيال القادمة سيحلمون مثلنا عندما يستيقظون من ثباتهم سيقولون أحد ما، في مكان ما يحلمنا في الخراب.
مازيسي كونيني ( جنوب أفريقيا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عوالم رامبو الضاجة.......جديرة بالقراءة (Re: bayan)
|
ثلاث قصص قصيرة لإداوردو غالينو
ترجمة بانقا الياس
ثلاث قصص قصيرة لإدواردوغالينو
الباب
وجد كارلوس فاسان بمحض الصدفة الخالصة باب الزنزانة التي كان مسجونا فيها أثناء فترة الحكم الدكتاتوري في الأرغواي في متجر. وهي المكان الذي قضي فيه ست سنوات يحادث فأرا وباب الزنزانة رقم 282 . كان الفأر ينسحب دائما إلى الخارج ويعود متى ما راق له ذلك، ولكن باب الزنزانة كان دائما هناك، يعرفه كارلوس أكثر من راحة يده. ما أن رآه حتى لاحظ النقش الذي حفره عليه بملعقة وتلك البقع الداكنة على الخشب، التي كانت تمثل خرائط البلدان السرية التي كان يسافر إليها في كل يوم من أيام حبسه. انتهى المطاف بهذا الباب وأبواب الزنازين الأخرى في هذا المتجر الذي اشتراها عندما حول السجن إلى مركز تجاري، فقد صار المعتقل مركزا للسلع الاستهلاكية وما عادت زنازينه تحبس بشرا بل بدلات جورجي أرماني، وعطور كريستيان ديور، ومعدات باناسونك الالكترونية. عندما رأى كارلوس الباب قرر الاحتفاظ به، غير أن أبواب الزنازين صارت موضة في (بونتا دل ستيت) مما جعل صاحب المتجر يطلب فيها سعرا خرافيا. ساوم كارلوس طويلا وأخير استطاع أن يدفع الثمن بمساعدة بعض الأصدقاء، وبمساعدة آخرين تمكن من نقله، فهذه الكتلة الضخمة من الخشب والحديد والتي لم يفلها الهروب الكثير ولا الزمن تحتاج إلى أكثر من رجل قوي لنقلها إلى منزل كارلوس في منحنيات (شيشللا بييرا). يقف الباب الآن هناك، مواجها الشمس،منتصبا على قمة جبل،ومحاطا بالخضرة من كل الجهات، تضيئه الشمس كل صباح وعليه لوحة كتب عليها ( ممنوع إغلاق هذا الباب).
في ما بعد
قتل في حانة بالضواحي،قتله ضابط شرطة عن طريق الخطأ،أو ربما لأنه كان يتجول بجيتار وشعر طويل ولا يعرف كيف يحني رأسه للسلطات. أمسكه ضابط الشرطة من شعره ووضع فوهة المسدس في إحدى عينيه وضغط على الزناد. دفن حافيير روجوس في يونس ايرس، وعندما فتحت الأرض أشداقها في بوينس ايرس لتحتضنه ارتعشت في انتوفوستا مسقط رأسه، وهزت السواحل موجة بحرية شديدة الارتفاع جاءت من عمق البحر، وفي اللحظة التي كانت تتم فيها مراسم الدفن، كانت غابرييلا شقيقة جافيير، تنكر وجود الرب، لكنها الآن أدركت خطأ اعتقادها. وفي الليلة التي مات فيها جافيير فقدت غابرييلا حاسة شمها، وما عادت تتعرف على روائح النباتات، أو تلك التي الروائح التي تميز أجساد الناس وتفصح عنهم، أو روائح الكتب القديمة التي قرأت في زمن غابر. بكت إيلين ابنة غابرييلا عندما علمت بموت خالها حتى جفت، ثم تحدثت مع إحدى صديقاتها عن طائر صغير غير مرئي ينام على سطح خزانة الملابس يدعى بوكوزشيا أي ذا اللسان البذيء لنزوعه إلى الشتم. وبعد حوار طويل مع الطائر، سألت إيلين جدتها، إذا كان جافيير ليس هنا، فأين يكون؟ في الجنة قالت الجدة، لكن البنت تريد أن تعرف، هل هناك شرطة في الجنة؟.
الموسيقي
إنه ساحر بقيثارة وليس هناك في البراري الكولمبية مهرجان بدونه، ولكي يكون المهرجان مهرجانا يجب أن يكون فيه ميس فيجيردو، تضيء أصابعه الراقصة الهواء، وتبعث الحيوية في الأرجل. في ليلة ما،على طريق بعيد، اعتدى عليه مجموعة من اللصوص، كان ميس فيجيردو في طريقه على حفل زفاف على ظهر بغل والقيثارة على ظهر بغل آخر، عندما اعتدى عليه اللصوص بالضرب حتى أغمي عليه. عثر عليه أحد المارة في اليوم التالي على قارعة الطريق، كانت ملابسة ملطخة بالدم والطين، أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، وبما تبقى له من صوت قال" أخذوا البغلين" ثم سحب نفسا طويلا وضحك قائلا و " أخذوا القيثارة أيضا" بصق دما وانفجر ضاحكا!! لكنهم لم يأخذوا الموسيقى!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عوالم رامبو الضاجة.......جديرة بالقراءة (Re: bayan)
|
بانقا الياس يا وجع الرسائل والبعاد.. حمزة علاء الدين في كلام عن الكاشف وجحود البلاد أهداء إلي صديقي أحمد الأمين أحمد
مبدع آخر يرحل بالأمس الفنان الذري ابراهيم عوض واليوم الفنان النوبي حمزة علاء الدين . شىء ما ينبجس من الأعماق بغتة فتظلم الدنيا ويمتلك الحزن الروح، حالة سوداوية المزاج تعتريني، لعله قلق الكتابة،أو الرغبة في فعل شيء ما، وتستطيل الحوائط لن يحررني من حزني سوى صوت فيروز وسيتار شنكار الهندي وعود حمزة علاء الدين. قدم إلي موسيقى حمزة علاء الدين في ليلة صيفية مقمرة من النصف الثاني من السبعينات في ميس للعزاب في الموردة الأستاذ بشير عبدالرحيم الشهير ب(زمبه) الذي كان يعمل معلما للفنون بمدرسة مدني الثانوية والذي عرفته الدورات المدرسية بإخراج الأعمال الجليلة مثل مسرحية الدوش " نحن نمشي في جنازة المطر" وغيرها . كان العالم وقتها بسيطا وجميلا في بساطة كلمات بريشت عن الأشياء الممتعة: النظرة الأولى من الشباك في الصباح كتابي المفقود حين لاح تساقط الجليد في الحقول الأوجه التي تضىء بالجذل الكلب الجريدة الجدل الدش والسباحة أغنية قديمة ممراحة نعالي التي أحس فيها الراحة ادراك شيء ما الزرع الترحال والغناء أغنية تنساب منها الجدة رأسي على المخدة تبادل المودة. ومن يومها كنت في توق دائم لسماع المزيد من ابداعات حمزه علاء الدين، الذي ارتبطت به روحيا قبل أن اتعرف عليه فيما بعد ولم أدهش حين علمت أن المستمعين الغربيين يعتبرون موسيقاه موسيقى روحية. قدمني إليه بعد سنوات في لندن عبر الهاتف أخونا الصحفي الكبيرمحمد الفاتح سيداحمد خليل وبدأت بيننا صداقة حميمية باهظة البساطة. استهل رد رسالتي الأولى له بالشقيق العزيز بانقا، كتبت إليه عن عذابات اللون والكلمات، و رحيل النغم في الوطن خلسة، متعرضا لأسماء المغنين والعازفين والشعراء والرسامين، الذين رحلوا منذ الشهر الأول من عمر الانقاذ إلي لحظة كتابة تلك الرسالة في 7/9/1996. أرفقت مع الرسالة شريطين لفنانين من مختلف المراحل . بدأت الشريط الأول بالفنان عبد الحميد يوسف وود المقرن وخضر بشير وبراهيم عوض والكاشف وعثمان حسبن ووردي، وختمت الثاني بعقد الجلاد وحنان النيل ومصطفي ورشا. وكتبت إليه ستصلك مع الرسالة القادمة بعض احاجي عبدالله الطيب التي آمل ان تكون بعض منها موضوعات لبعض اعمالك الفنية مع مختارات من قصص واشعار جيل الخمسينات فأكتب لي إن كان هذا يسرك. تناولت مسألة الأهتمام بعملية التوثيق وإيداع أعماله في مكتبات الصوت العالمية مع الأهتمام بكتابة مذكراته- وأن لا يكون مثل أحد الفنانين المخضرمين عندما قلنا له نود أن نسجل مذكراتك يا أستاذ فرد قائلا ( خايفيني أموت ولا شنو)، حتي لا يقع في فخ الشفاهية الذي أضاع كما هائلا من تراثنا وتفاصيل تاريخنا الأدبي والسياسي، وكيف تعرضت للضياع أعمال فطحل ضخام مثل التجاني و جماع وغيرهم. وضربت مثلا بعذابات المؤرخ البروف مكي شبيكة في جمع تاريخ السودان، التي ذكرها في حلقة إذاعية بثها راديو أمدرمان في النصف الأول الثمانينات، سرد فيها كيف جمع مادة كتابه السودان عبر القرون، وما قابله من من معاناة في جمعه لتفاصيل الأحداث ومذكرات الشخصيات الوطنية الهامة التي ضن بها بعض الأقارب والأصدقاء بحجة الخصوصية والسرية مع أنها شهادات شديدة الأهمية لعصر عاشوه وتركوا بصماتهم عليه، وأي منهج اتبع لتنقية الغث من الثمين، وكيف كانت الوثيقة الوحيدة المكتوبة عن تاريخ السودان بقلم كاتب المخابرات البريطانية نعوم شقير، الذي كم وصفنا بأنا كنا عدم قبل أن يدخل علينا الانجليز وينتشلونا بحضارتهم، مع إن الانجليز وجدوا نظاما قبليا متماسكا السلطة فيه لشيخ القبيلة أو سلطانها.. الخ نحن في أشد الحاجة إلى توثيق التجارب لنعرف نحن و الأجيال القادمة ما الذي قاد مبدعينا إلى المجد والشهرة وما هي اسرار الالهام وكيف جُدل نسيج الفن في عروقهم. نريد أن نعرف أي جنية من واد عبقر وضعت الألحان على شفاه الفنان ابراهيم الكاشف، الذي اذهل الكوريين عندما استمعوا إلى ألحانه وقلت له ( ذكرني أن ارسل إليك بعض نماذج من تجارب الكوريين مع الكاشف وآخرين لتقف نفسك العالمة على الذي أضافوه إلى ألحانه). كتب إلي رده فتأملوا درجة الصدق والعفوية والسهل الممتنع في كلمات فنان ضخم مثل حمزة لم تأخذ شهرته العالمية من صفاء روحه الخالص وللأمانة التاريخية سأعرض الرسالة كما كتبها " أشكرك على الشريط الكلاسيكي الأول واقترح إن تتخيل ستيفي ووندر وأنت تستمع إلى خضر بشير اتخيل أن خضر بشير سبق بمراحل..أحني قبعتي اجلالا لعقد الجلاد وحنان النيل ومصطفى..والذي أعجبني في جزء رشا شيخ الدين.. الموسيقى فقد كان تسجيلها ألمع وغير ذلك لم استوعبها بعد.. شكرا على اية حال.. تذكرني مطالعة هذه الرسالة بعندما ذهبت أديبنا والمذيع المخضرم محمد صالح فهمي، عندما ذهب إلى ال BBCمنتدبا من إذاعة امدرمان.. وكان عليه أن يذيع الأخبار من هناك لأول مرة، فقال مفتتحا النشرة بقوله.. هنا ام درمان آسف أقصد لندن. وكانت نكتة من ناحية واعتراف بكفاءة الانسان الفنان وبساطته من ناحية أخرى. هذ ما ذكرني بذلك وضوحك وانفعالاتك وتخيلاتك وأنت تستمع إلى الموسيقى وماذا تفعل وبك وبأفكارك..أما ذكراك مع الاستاذ الفنان بشير زمبه وقصص "الميز" احسستني بغيرة لفوات الفرصة حتى اشارككم واتعلم منكم الفن باسلوب محلي متطور.. من منا لم يعش في "ميز" في الخرطوم حتى ولو كان من الجريف أو بحري أو توتي. ناهيك عمن أتوا من بعد الصحراء والغابات .. وكانت الطيبة والاعتزاز بالنفس والحرية المقبولة صفات تجمعنا جميعا وهذا واضح في اعمال فنانينا الذين أرسلت لي تسجيلاتهم و أولهم الأستاذ الملحن الموسيقار ابراهيم الكاشف الشاعر المغني. وكأنني استمع إليه لأول مرة.. الأمية لا دخل لها في ذلك وانظر " مع احترامي " ماذا صنعت من الرسول عليه الصلاة والسلام. ولكننا لوحاولنا البحث في أعماله نجد فن الميلودي عميق، ببساطة أو قل السهل الممتنع.. رغم ذلك إنه ارستقراطي التفكير فالنقل وحلاوة التنقل والعوده للاصل كلها تعبر عن احساس الزمن الذي عاشه هذا الفنان.. مجتمع مترابط قابل للناس كما هم لأنه يدري بأنه لن يجد ما يريد.. من تعاليم جدي عبدالله حمزه.. "رحمه الله" .. حلاوة الصوت وحلو الصدر من نقر الهواء لتأدية النغمه العاليه الطويلة ينبهان على هناء في المطعم وصفاء في الملبس ونظافة في الشم.. فالطعم متوفروالملبس ناعم حتى ولو كان صوف في الصيف وحرير في الشتاء والهواء عليل وكل هذا يعطي صورة لمجتمعنا ذلك الزمن.. حبس صوت هذا الرجل لسنين لأسباب كثيرة.. أولا مراكز القوى الفنية والغيرة وكذلك وكذلك الغرور بقلة من المعلومات في هذا الفن المشترك. وحرمنا نحن من كلاسيكياتنا، ليس في الفن فقط ولكنه واضح في السياسة والتاريخ ولولا أنهم يخجلوا !!.. لتدخلوا في الجغرافية أيضا.. فمن نسي قديمه تاه..هذا ليس في بلد بعينه ولكن في أي بلد ينتمي للعالم الثالث من أفريقيا وجنوب امريكا وحتى الشرق الأوسط.. أما البلاد الأخرى فتحتفل سنويا بذكرى فنان، حاكم،طبيب،قديس، سنويا.. وهاك احتفالات شكسبير وجورج واشنطن ومارتن لوثر كنج وخلافه.. يا أخي.. باختصار أود أن أرى وأسمع كلاسيكياتنا وأرى الناس ترتفع إلى الانسانية رحمك الله يا أستاذ يا شاعر يا موسيقي يا مغني يا فنان يا ابراهيم الكاشف.. الفاتحه.. ". وكتب في رسالة أخرى ردا على بعض الطلبات التي ذكرتها في رسالاتي له قائلا" أولا أشكرك على اعادتي لقرون مضت على استقرار بلادي وبلادك التي تبدو في اعمال فنانينا المخضرمين المتصلين بعالم الابداع الهادىء والاتصال الراكز على اسس الشخصية السودانية آنذاك. هذه هي المحاولة الثانية ومرسل لك المحاولة الأولى أيضا لأنني بدأتها بالحديث عن موسيقارنا الأمي ابراهيم الكاشف.. أمي ظاهرا ومثقف باطنا. أين منا اليوم من حرف الدال الذي التصق بأسماء عديدة لا تتعامل اصلا إلا في الموضوع الذي وهبوا ذاك الدال فيه واصبحوا كتاب صحافة لايستطيع قارئها أن يفهمهم عن ماذا يتحدثون واصبح منهم وزراء لأنهم قريبين لمن تخرج معهم من نفس الجامعة أو ذكريات مرحلةثانوية وخلافه ويعيش هؤلاء بين خطين الأصالة من ناحية والأخذ بالثقافة التي اكتسبوها من المكان الذي منحوا فيه دالهم هذا ناحية.. أين هؤلاء من ابراهيم الكاشف وعصره. تاه بعض أصحاب الدالات وأسأوا إلى البعض الآخر مع الاعتذار. بالحديث عن حياة حمزة.. سبقت اليابان كل البلاد التي أنا منها أو عشت فيها ونشرت قصة حياتي باليابانية منذ عام 1990 وهي الآن في الطبعة الخامسة. حضر إلي وقتها .. شخص ناشر وعرض على عمل وهو أن أكتب عن نفسي. فأندهشت وعارضت لصغر شأني فقال لا عليك إننا نعرف مقدارك وهو عمل سندفع لك عنه وهاك أول دفعة وسكرتيرة وآلة كاتبه.. أخذت مني اربع سنوات بعدها نشر في 1990 وجدت نفسي خالي الاسرار و احتاج الي ذكريات جديدة حتى أكون انسانا حيا..أيهما يقصد من يسألني أن أكتب عن نفسي وتجاربي ومن أنا حتى أكون وأن اصبحت فمن أكون. سأتصل بهاشم وأم الخير كمبال والمرضي وابلغهم تحياتك وذكرياتك مع زمبه.. إن وجدت اخطاء املائية أو لغوية في هذه الرسالة فالاعتذار مسبقا.. فأنا عجمي " واعتز بذلك" وبالتالي أن اللغات الستة التي اتعاملها بها تختلف، فالايطالية ولانجليزية يستهجون نفس الكلمة باختلاف، واليابانية والنوبية ليس فيهما GENDER .. محمد خرجت، زينب أكل.. والمفعول به في أول الجملة والفعل في نهايتها.. لخبطه يا أستاذ فأعتذر لمساعدتي اياك في الجهل بالكتابة. شكرا، ويتقبل الله دعواتي بأن يتقبل دعواتك ويحفظها ببركة الحمدلله رب العالمين" باخلاص دائم حمزة علاء الدين
هذا هو حمزة الفنان الانسان الذي عرفت رحمه الله، يرحل بعيدا عن النيل الذي يسيل في أوتاره عندما يداعبها، وعن حفيف النخلات التي ظللت طفولته، وعن وجوه الناس التي تحكي كل تجعيدة فيها عن عالم بأكمله، عن العيون التي تضحك، وتجوع جهرا وتتألم سرا، رحل وهو يأسره الحنين الي الوطن الذي غنى له وأوصل موسيقاه للعالم فإلى متى سيستمر هذا الجحود، متى نفيق من الغيبوبة ونجمع شمل مثقفينا ومبدعينا وعلمائنا من بلاد الشتات ونحتفي بالنوابغ منهم لنكون حققنا السلام الحقيقي فالوطن للجميع وفي الفضاء ما يكفي لأحلام الجميع.
| |
|
|
|
|
|
|
|