|
|
 سلاماً أيتها النخلة يا أختي..
|
في كتب المنطق مثال تقليدي يعرف بحكاية الكذاب. تقول الحكاية إن رجلاً من أهل جزيرة كريت، خرج يوماً وأعلن للملأ، أن كل أهل الجزيرة كذابون. لكن يقول علماء المنطق، إن القائل هو نفسه واحد من سكان الجزيرة، وإذن، فهو كذاب، وقوله إن أهل الجزيرة كذابون، قول كاذب، فنقيضه صادق: وهو أن أهل جزيرة كريت صادقون، والقائل واحد منهم، إذن، فهو صادق، وإذن، فقوله الأول بأن أهل كريت كذابون، هو قول صادق..فمن ذلك يتبين أن ذلك القول قد وصف بالكذب والصدق معاً وهذا تناقض...
على أن فئة من المفكرين قالوا إن ما يبدو تناقضاً وغموضاً للباحث "العادي"، ما هو بتناقض ولا هو بغموض، وإنما مجال يتجاوز سلطات العقل "التقليدية"، وأن الإنسان لم يستثمره...هكذا قال هؤلاء المفكرون وأبحروا لاستكشاف كنه ذلك المجهول، محاولين سبر غور هذا المجال البكر، وقالوا هو مجال لا يتأتى وصوله إلا بالإنعتاق الكامل من كل ما هو معروف..
فالإنخطاف مثلاً هو أكثر الظواهر خصوصية وسمواً لدى المتصوفة فهو لديهم يمثل الر حلة الروحية التي يفقد فيها المتصوف علاقته بجسده وعالمه المألوف وذلك من خلال الدرجات الست التي عرّف بها ابن عربي ظاهرة الانخطاف التي يرتقيها المتصوف وصولاً للمطلق الذي يبحث عنه...
كذلك كان أورفيوس إله الشعر والفن والموسيقى في الأساطير الاغريقية، يوحي الشعر لمن ارتقى درجة، في سلم الصعود إلى حيث الأفق الذي يحوّل فيه أورفيوس الشاعر بكلماته الحرى وألفاظه الملتهبة إلى بركان في إنسان يفور بالنجدة ويمور بالمروءة ويستعذب الموت...وإلى أورفيوس هذا تنسب العقيدة الأورفيوسية التي تقول بأن آلهة تسكن في الإنسان وأن موت الجسد هو وحده القادر على تحريره ...وما موت الجسد لديهم، إلا الانعتاق الكامل من كل ما يفصل بين الرجل والمجهول الذي يسعى إليه ( أي المجال البكر الذي يتجاوز سلطات العقل كما يقولون).
(يتبع)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
2-
وصولاً لهذا الانعتاق المنشود، أجهد بعض المفكرين أذهانهم فأغرقوا أنفسهم في استنتاجات فلسفية موغلة في التأمل لم تلق قبولاً بالقدر الذي توقعوه فعللوا ذلك بأن الكلام الذي يولده الانعتاق لا يألفه الناس...
ودفع كثير من المتصوفة ثمن هذا الاستثمار الذهني الجديد حين أشعلوا ثورتهم على إطراح المفاهيم السائدة والدعوة إلى تغيير الواقع (المستهلك) بلغة جديدة وتراكيب تعتمد الرمز والصورة التي تنداح بعيداً في المجهول. فأبو حيان التوحيدي، مثلاً ، أحرق كل كتبه وغسلها بالماء في آخر حياته وحين سأله القاضي أبو سهل علي بن محمد أجابه بأنه أحرقها لأسباب منها أنها لم تلاق الصدى الذي تستحقه مع أنه أودعها حياته وروحه وملأها بالعلم ظاهره وباطنه، ومنها إباؤه أن يتركها لأناس لا يفهمونها فيعبثون بها ويشوهونها...
هذا التوجه الجديد الداعي إلى الثورة على المفاهيم التقليدية هو ما يهمنا في هذا المقال، لأنه كان الدافع الذي سوّغ ظهور إتجاهات فكرية تبلورت في حركات أدبية وفنية منها الحركة التي إغتالت موناليزا ليوناردو دافنشي..
كان من بين دعاة هذا التوجه الجديد، مجموعة من مفكري أوروبا إتخذوا من زيورخ ملجاً لهم من ويلات الحرب.. كانت الحرب الكونية الأولى قد ألبست أوروبا وقتئذ ثوباً من الحزن الذي قتل الفاًل في المآقي وصوّح غصن الإبداع..
ترك هؤلاء المفكرون ديارهم هاربين من ويلات الحرب إلى زيورخ، حيث رأوا فيها ما تبقى من أمل في صندوق بندورة.. فاتفقوا على أن يفتحوا مقهى، أسموه مقهى فولتير للأدب والفنون ورفعوا شعاراً له ما قاله طاغور الهند العظيم:" إني لبخورٌ لايتأرّج عطره إلا إذا أكلته النار".. وقالوا إن الحرب أكلتنا فلا بد إذن أن يتأرّج عطر عطائنا الأدبي والفني ولا يكون ذلك إلا بقول ما لم يقل وفعل ما لم يفعل! أي الإبحار لاستكشاف المجال الذي يتجاوز سقف العقل "التقليدي"!
(يتبع)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
3-
ثم إنهم لإضفاء صفة الرسمية لحركتهم، يتفقون على إيجاد اسم يليق وديناميكيتها.. فيقول كبيرهم: بما أن الحركة طابعها الإبحار ضد التيار التقليدي فلا بد أن يجيء اسمها جزافاً.. لذلك يستقر الرأي بينهم على أن يغمضوا أعينهم ويفتحوا القاموس لتكون الكلمة في أعلى الصفحة حين يبصرون هي الاسم الأنسب للحركة.. فيلعب الحظ لعبته لتكون الكلمة هي "دادا" وتعني بالفرنسية الحمار الخشبي – وكأننا بها تستقرئ المستقبل لهذه الحركة لتكون منذ لحظة ميلادها تقليداً مشوّهاً لما هو مألوف.
رأت الدادائية النور في تلك الأمسية من 1916 حين التقى الممثل والكاتب المسرحي الألماني هوجو بول والرسام الفرنسي جان أرب والشاعر الألماني ريتشارد هيوليسبنك والفنان الروماني مارسيل جانكو وتريستان تزارا الشاعر الفرنسي اللسان الروماني الأصل والفنان الفرنسي مارسيل دو شامب..
فكان أول الأريج الفني الذي استافته أوروبا وقتذاك بعد أن احترق بخور الدادائيين هو شاربان ولحية على وجه موناليزا .. الوجه الذي أمامك في هذه الصورة ( لم أستطع تنزيل الصورة) لم يعد هو ذاك الوجه الملغَز الذي حير الناس قروناً من الزمن وما زال .. إن تلك الإبتسامة الغامضة التي جعلت التاجر الفلورنسي الثري فرانسيسكو دل جوكندو يدفع نصف ما يملك للفنان الإيطالي دافنشي من شدة إعجابه بزوجته لم تعد هي الإبتسامة الساحرة .. شاربان ولحية هي كل ما تفتقت عنها عبقرية مارسيل دو شامب في تجلياته وصولاً إلى المجال البكر..
ثمّ شعراً على لسان شاعرهم جاء "الأريج":
البقر يتربع على عواميد الكهرباء ويلعب الشطرنج..
الطير تنورات الراقصة الأسبانية
يغني بحزن مثل بواق مركز القيادة
وعروة الجرس تنوح طول النهار..
إن الدادائية كحركة، عكست حالة أناس يئسوا إزاء حالة الدمار، التي أصابت العالم والبشر أجمعين، فما عادوا يؤمنون بأي شيء ثابت ودائم. فظلوا ينشرون القلق والخلل في التوازن لفترة ما بعد الحرب الأولى، وكانوا يبحثون بحركتهم هذه عن نمط للحياة يناسب ما هم عليه من ضياع ويأس .. ولم تكن كتاباتهم وحدها دادائية وإنما كانت حياتهم كذلك رفضاً مستمراً للفن والأخلاق والمجتمع بوجه عام. وكانوا يقولون إنهم أرادوا بذلك فضح الرأي وإثارته باخراجه من سباته..
(يتبع)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
4-
من الطبيعي أن تخلو الحركة من الإصطلاحات الجمالية المألوفة، لأن روادها لمسوا-كما يعتقدون- عبثية الأمور.. وهرباً، رفضوا كل المفروضات التقليدية وأخذوا ينصرفون إلى وضع أفكارهم آنياً، دون اختيار مسبق ولا تجهيز، ويقولون إنما هم بذلك يتحررون من التوازن الكامن في عمق كل فرد منهم..
ومعنى التحرر الكامن من التوازن هو إختراق المجال البكر غير المألوف الذي لا يتأتى حسب رأيهم إلا بالانعتاق من المألوف..
إن الدادائية حركة ولدتْ ميتة، كما جاء في كلمة الرثاء التي ألقاها تزارا يوم احتضار الحركة: إن دادا تكيف نفسها مع كل شيء ومع ذلك فهي لا شيء.. لا نفع فيها .. شأنها شأن كل شيء في الحياة .. دادا خاوية من أية حجة ..
بالطبع ظلت الحركة تحتضر منذ ميلادها ولكن طلاب الأربعة فنون، لم يرحموها بابقائها حتى تموت موتاً طبيعياً، بل نفذوا فيها حكم الاعدام غرقاً فرموا كل ما يمت للحركة بصلة في قاع نهر السين عام 1921 كما فعلوا من قبل بحركتي التكعيبية والمستقبلية..
على أن الدادائية قبيل اعدامها كانت حبلى بجنين كُتب له أن يرى النور .. فالسوريالية، حين تفرّخت من تريكة الدادائية كانت تهتدي بالفكرة التي كانت الأم قد استقتها من التوجه السائد وقتذاك والذي كان يدعو إلى إطراح المفاهيم التقليدية..
تقوم السوريالية على الحلم الدائم، وعلى المشاعر والأحاسيس البعيدة عن كل هيمنة إرادية، وتخرج من دائرة الوعي إلى اللاوعي، ومن المنطق العقلي السائد، إلى اللاوعي حيث الحقائق البعيدة عن مراقبة العقل المباشرة...
إن الصور التي يعتمدها الشاعر السوريالي، هي صور تنقل الأحاسيس والمشاعر الغامضة في النفس، وترسم الرؤى البعيدة لتطلعات الشاعر. إننا نجد الشاعر السوريالي يبتعد عن المعنى المباشر والصور الفوتوغرافية التي تنسج الواقع كما هو ..
اسمع أدونيس في هذه المواقف السوريالية الحالمة، التي تصل بغموضها إلى حد الإبهام:
الفرس جهات أربع ورغيف واحد ..
والطريق كالبيضة لا بداية له ..
إنها صور مختزنة في اللاوعي، تندفع بقوة لا سبيل لترويضها .. ليست هي بالصور الفوتوغرافية التي تريك العالم في ترحاله شمالاً أو جنوباً ، وشرقاً أو غرباً، ومصير الإنسان في هذا اللهاث المتعثر غير واضح، لأن طريقه كالبيضة، لا يعرف من أين يبدأ وإلى أين ينتهي ..
لقد غاب العقل عن كل مراقبة واعية، وراحت صور الشاعر المختزنة في اللاوعي تتسلل ببطء لتأتي بالصياغة المناسبة. وتقوم هذه الصور على إحساس مرهف، لأن وحيه الشعري يتجنب التعابير المفرطة الوضوح...
ولكن الشاعر هو ابن بيئته، بحيث إننا نجده متمسكاً بجذوره حتى في أحلامه السوريالية فها هو يخاطب النخلة بأنها أخته ... النخلة التي يأتي أكلها كل حين، هي أخت الشاعر الذي لا يتوقف عطاؤه .. الشاعر الذي يستشرف المستقبل ويرى ما لا يراه غيره لأنه شاهق كأخته. إن أخت الشاعر عربية أصيلة وهي كالإنسان إن قطعت رأسها ماتت..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
عزيزي الزاكي
لك خالص التحية وكثير الود
بينما كنت أمارس هواية التنقل عبر مسارات المنتدى، وجدت نفسي أتوقف إجلالاً لهذه القطعة البحثية الأدبية التوثيقية الجادة لما حوته من معلومات وما تضمنته من جهد وما تميزت به من صياغة رفيعة يحتاج إليها هذا الموقع المقروء0 وفي ذات الوقت وجدت نفسي أعود بالذاكرة إلى جزء من سنوات العقد الثامن من القرن الماضي حين التقينا بسلطنة عمان قبل أن يتفرق الشمل وتتقطع حبال الوصل0 كم أنا سعيد بسماع صوتك مكتوباًً0 ولعلي أخالك عبر هذه الحروف المموسقة بذات الكيفية التي جبلت عليها تمارس رفيع الطرح بثقة وصبر وأناة0
ليس لي تعليق على أوردت لأنه إستزادة ورصيد معرفي يضاف إلى مااغترفنا قبلاً0 ولكن السانحة أعادت شيئاً من الماضي حين تداعت هذه القصيدة ذات يوم وأنا في ضيافة داركم العامرة :
أنا لا أقوى على قدرٍ كهذا0
ولقد قلت مرارًا أن لي قلباً يخاف تبختر الزخم الجماليِّ المهيبْ
فأرحموا صمتي إذا ما لوّحت خلجاتُه طربا،ً
وحتى00 فأرحموا ما طاشَ من كلفي وإقدامي على وقد اللهيبْ
فأنا – يأ أصفياءَ العمرِ – في كنفِ التواترِ والتوهج والحضورْ
لا يتكي لي خاطر ٌ إلا على الساح الصعيبْ
ولذا أوجعني التوقُ وعافاني الوجيبْ !!
فإذا لذتُ شتيتاً باشطاري
وإذا عاد ضموري وانحساري
لا تظنوا بي كثيراً
وأعلموا إني علي البعدِ سليبْ
توكأ بي عصا التذكار والتسيار في بهوٍ جلاليٍّ رحيبْ00
أنا لا أقوى
ولا يقوى على وجدي سوى عمرٍ من الصبر عصيبْ00
فأعذروني في فجاج البحثِ عن لقيا معلقةً على الريح
وفي زمن التباريح
إذا جاءتكمو في التوِّ ضارعةٌ صباباتي
فدلوها على حلم تحلّق في فضاءاتي
وعن وطرٍ مضى في سالف الأيام عن ذاتي0
صلاح يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: Salah Yousif)
|
عزيزي صلاح
كم أنا سعيد بهذه الإطلالة التي
أعادت تلك الذكريات الجميلة..
منذ "هجرة" الخرطوم الصحيفة إلى الخرطوم العاصمة
وأنا أسائل عنك كل ذي صلة..
كم تفتقدك مجالس مسقط شاعرا وناقدا وكاتباً ملماً بنواصي الكلم الجميل..
بغيابكم يا صديقي ازدادت مساحة التصحر..
(إذا عاد ضموري وانحساري
لا تظنوا بي كثيراً
وأعلموا إني علي البعدِ سليبْ
توكأ بي عصا التذكار والتسيار في بهوٍ جلاليٍّ رحيبْ)
ما أروع يراعك يا صديقي حين يبرز مواطن الجمال من العدم..
صلاح-بالله عليك-لا تحرمنا من جميل شعرك، قديمه الجديد وجديده الذي
تستعيد به (الأمكنة) صباها الجميل..
لك ولأسرتك
كل الود
الزاكي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
وسلاماً يا ايها المسك الزاكى
وأنت تحمل إلينا أزكى ما فى مسك المعانى من أريج ليس كمثله شئ ابدا
أورفيوس لا يزال يهيم ويجوس بين الأرواح يا الزاكى
يوزع قطعا من روحه لمن يستحق ومن هو جدير بالتربع على قمم الأولمب
فلغضب "زيوس" ما شاء له الغضب، فهذا الإله صاحب الجناحين اللذين يحتويان أربع جهات الإنسان، لا يكل ولا يقنط ابدا
قد يكون هذا الحرص لدى اورفيوس مبعوثا من محض غيرة غير معلنة من دأب وعزيمة "بروميثيوس" منذ تضحيته العظيمة بسرقة تلك النار، والتى لبد منها دائما، لكن هكذا دوما يكون عطاء الآلهة
ورحم الخالق شيخنا "محى الدين" فو الله يا الزاكى لو توفر ثلاثة منه فقط، للامست هامة هؤلاء القوم الآن ثريا السمو ولعلت فوق سماء المعرفة والعقل الثامنة
فالفلسفة والشعر لا يفترقان، ودونك هذا ال "أدونيس" العجيب، أخر من تبقى من العظماء الشامخين
وهل يقتل الشعر ومعناه غير تسطيح المعنى ومباشرة الخطاب؟
فكلما غاص الشاعر فى ماء الفلسفة، كلما سما بجسد اللغة وروح المعنى
قالوا يوما لأبى تمام
لم لا تكتب ما نفهم؟
أجابهم
ولم لا تفهمون ما أكتب
الحديث يطول يا ايها الزاكى الجميل
وقد يتشعب بين طرقات ما غرسته يداك من نخلات تساقط شهد الكلام رطبا جنيا
أحييك واسعد دوما بلقيا حرفك الأخضر السامق، كما تلك النخلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
"فالفلسفة والشعر لا يفترقان، ودونك هذا ال "أدونيس" العجيب، أخر من تبقى من العظماء الشامخين وهل يقتل الشعر ومعناه غير تسطيح المعنى ومباشرة الخطاب؟"
عزيزي أبو ذر:
الحديث عن اقتران الشعر بالفلسفة –كوعاءين رئيسين-للوعي، قد لا يتفق عليه الكثير من الناس الذين يرون ثمة فصل حاد بين الإثنين. إن الفلسفة لدى هؤلاء هي التعبير الأكمل عن "الجهد العقلي المنظم" الذي لا يتعامل إلا مع الحقائق ولا يُعنى سوى باليقين وبذلك يكون الشعر في نظرهم ما هو إلا "تهويمات" خيال ومشاعر غامضة...
ولكننا نجد أن الكثير من التعريفات التي وضعت للفلسفة عبر الزمن تنتمي –بشكل أو بآخر- إلى مملكة الشعر أكثر من انتمائها إلى مملكة الدقة والتحديد. فهناك من يعرف الفلسفة بأنها "جهد يهدف إلى التركيب الكلي" وآخر يرى أنها "محاولة لمعرفة الروح"..
والشاعر كما قال إزرا باوند "ذلك الفيلسوف الشاعر" يرى ما لا يراه الآخرون( كما قال أبو تمام؟) ..وينقل لهم ما يراه بعقله فمنهم من يقبل كلامه ومنهم من يصفه بالجنون "كما وصفوه هو!" وقبله قال أفلاطون "إن منبع الفلسفة هو الدهشة"
يا سيدي قدَرَكم الاحتراق في مجامر الحرف "إدهاشنا بجميل الكلم"
..لك ودي وكثير احترامي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
| Quote: فأبو حيان التوحيدي، مثلاً ، أحرق كل كتبه وغسلها بالماء في آخر حياته وحين سأله القاضي أبو سهل علي بن محمد أجابه بأنه أحرقها لأسباب منها أنها لم تلاق الصدى الذي تستحقه مع أنه أودعها حياته وروحه وملأها بالعلم ظاهره وباطنه، ومنها إباؤه أن يتركها لأناس لا يفهمونها فيعبثون بها ويشوهونها... |
ولكن الآن من منا لا يعرف قيمة أبو حيان التوحيدي .. فكأنك الآن تتمثل فيه .. فلماذا لا يجد هذا البوح وهذه القراءة المتعمقة والسياحة الفكرية المستنيرة (( الصدى )) الذي تستحقه .. مررت اليوم بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة اشهر .. فتوقفت عند هذه الحديقة المزهرة فلم أجد من يستنشق هذا الفوح سوى زهراتان ..
أرجو أن لا ( تحرق ) هذا البوسط فلا بد ان يُكتشف قريبا ..
من على البعد أرسل تحياتي ..
عبدالرحمن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
| Quote: فكان أول الأريج الفني الذي استافته أوروبا وقتذاك بعد أن احترق بخور الدادائيين هو شاربان ولحية على وجه موناليزا .. الوجه الذي أمامك في هذه الصورة ( لم أستطع تنزيل الصورة) لم يعد هو ذاك الوجه الملغَز الذي حير الناس قروناً من الزمن وما زال .. |
غايتو دي موناليزا رايس تنفع؟؟؟
ولا إنت قاصد دي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلاماً أيتها النخلة يا أختي.. (Re: TahaElham)
|
الأستاذ طه جعفر
لك جزيل الشكر يا صديقي على المرور والتعليق..
فكرة التنوير عن مدارس الفلسفة والفن،
فكرة جيدة وتروق لي كثيراً وبالطبع -إطلاعك الواسع في الجانب الفلسفي (وهو ما
أوقن به تماما) - سيكون خير معين لي في بحث شائك كهذا..
لك شكري ثانية ولأسرتك الكريمة التقدير والاحترام
الزاكي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الزاكى عبد الحميد
Salah Yousif
أبوذر بابكر
AlRa7mabi
الجندرية
بدرالدين شنا
عشة بت فاطنة
bayan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست