|
الانتحار ام المواجهة .. ماهو خيارك ؟
|
علامات استفهام محمد ابراهيم الشوش بين الانتحار والمواجهة يواجه السودان اليوم أخطر قرار في تاريخه. قرار ان يكون أو لا يكون، قرار يضعه في مواجهة العاصفة يصفق الباب في وجهها أو يفتح لها النوافذ والأبواب، حائراً بين قبول مهين يؤدى به الى هاوية بلا قرار ورفض باهظ الثمن لم يدخر تكلفته ولم يتهيأ له الشعب أو يعد نفسه لعواقبه. ولا تشمت ان كنت سياسياً طامحاً في كرسى يخلو لك، أو عميلاً في جنة موعودة أو حامل سلاح تعس يحسب نفسه بطلاً يجول بسيارته اللاندكروزر يحرق ويسفك الدماء بالأمر، وهو مجرد كومبارس لا قيمة له في حشد جنائزى يزرع اللغم الذي يفجره أشلاء. ان كنت هذا أو ذاك أو كنت أحد الذين يتسكعون في بارات لندن وبرلين وواشنطن يحسبون انفسهم قادة ثوريين وهم مجرد أدوات مدفوعة الثمن فلا تبتهج فالعاصفة ستجتاحك انت ايضاً والذين يدفعون لك. ايان انت ومن تكون انظر حولك جيداً وتمعن في الذى يدور حولك في فلسطين والعراق وافغانستان فمخرج كل هذه المآسى ومؤلفها شخص واحد. أنظر جيداً في وجه محمد الدرة وهو يحتضن ابيه فقد يكون أحد أبنائك غداً وأنظر الى وجه أحمد يس فقد يكون وجه أبيك أو جدك أو خالك المقعد، وتابع ما يحدث في الفلوجة وقندهار ومعسكر جنين وتذكر صبرا وشاتيلا فقد ترى فيها ملامح قريتك غداً في دارفور أو همشكوريب أو شندى. وأنظر الى المقيدين في جوانتنامو والعرايا تجرهم من اعناقهم النساء الفاجرات في أبي غريب فقد ترى وجه أخيك أو أبيك. أنظر حولك ترى وجه مستقبلك والمصير الذي يعد لك لا تبتسم ان كنت افريقى الأصل أو عروبى الهوى أو سوداناوياً جديداً من الورقة. فالعاصفة لا تفرق بين الألوان والأجناس. ان كنت في شك عم أتحدث فإنني أساهم في الحوار الدائر حول القرار المنتظر بقبول السودان أو رفضه لدخول قوات ما يسمى تضليلاً بالأمم المتحدة في دارفور. تقول مجالس البطالة: داخلين داخلين فالأمريكان اذا أرادوا شيئاً فعلوه ينسى الناس في غمرة بأسهم فيتنام وبغداد وبيروت ومقديشو.. اللوم كله على الحكومة تقبل اليوم ما رفضته بالأمس. اذا كنت تحسب اننا قادرون على مواجهة امريكا والارادة الدولية فانت بلا شك مختل العقل. ولا أدرى ان كنت مختل العقل ولكنى اعرف انني من الرافضين. وما كنت لاشغل نفسي باعلانك بذلك لولا انني رأيت تململاً خافتاً ثم اخذ يعلو حتى طغى على أصوات الخنوع والتخاذل التي تنبعث من اوكار لا ترى حماية إلا في حضن البيض المغاوير اصحاب العيون الزرق والقبعات الزرق الذين فاحت رائحة فضائحهم في سيراليون وليبيريا تصدر من صيحات الاطفال المغتصبين في سن الثامنة او اقل ويبادلون كما يقول صاحب «عسل مختوم» بعرضهم وشرفهم زجاجة خمر رخيص او قطعة جبن او سيجارة. واحيل النازحين الذين يطالبون بحماية دولية الى المقال الرائع الذي كتبه محمد حامد الحمرى في صحيفة الوطن بتاريخ 23 مايو 2006م ليدركوا ما سيتعرض له اطفالهم ونساؤهم ان تحقق لهم ما يريدون. وليتذكروا ما خلص اليه الحمرى من ان افراد هذه البعثات «لا يباشرون افعالاً أو ينفذون خططاً تتعلق بمهام حفظ السلام ومساعدة المجتمعات والمواطنين للاستقرار والاطمئنان لكنهم منشغلون بملذاتهم. غارقون في نزواتهم، ومنهمكون في تنفيذ اجندة خاصة بدول وجهات ووكالات لا علاقة لها او اهتمام بهموم البسطاء وأحلامهم. هؤلاء الحيوانيون المدعون للقيمية والعدالة تتسبب الحكومات في تبرير وجودهم وصياغتهم عبر تعميقها لمرتكزات الانهزام النفسى او عبر القبول بوطأتهم والتهاون حيال تسربهم». وحين نعود الى هذا الموضوع فيما يستقبل من حديث لن نبنى رفضنا على اساس نظرى حول السيادة الوطنية فانما نحدث قوماً في حالة قصوى من الاحباط لا ينفع معها نفخ النفير او اثارة النخوة «وما لجرح بميت ايلام». سنتناول الموضوع باسلوب العصر من منطلق الربح والخسارة.. وسنجعل المصلحة المجردة محل الحكم والموازنة ان قبلنا بدخول القوات الأممية اسماً والامريكية حقيقة وواقعاً وان رفضنا ذلك التدخل وصممنا على التصدى له. الرأي العام الاحد 28مايو 2006
|
|
|
|
|
|