آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2005, 01:54 AM

elfaki

تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

    آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

    يسأل (إيخكريت) يتلهف الأخبار من الذين شهدوا آخر لحظات سقراط . يلاقي (فيدون) يسأله : " هل كنت مع سقراط يا فيدون في يومه الأخير حين شرب سم الشوكران أم سمعت ذلك من ناس آخرين ؟ " فيجيبه فيدون بكل ثقة يتخللها حزن " كنت هناك بنفسي يا رجل ، لقد شهدته " .

    أما أنا فكنت مثل (إيخكريت) أسأل من أثق في روايته هل كنت مع الخاتم في أيامه الأخيرة ؟ . يقول (فيدون) : عندي الوقت لأقول لك كل ذلك يا إيخكريت . لقد أحاطوه الأصدقاء و عدد كثير من الأجانب لم يحضر افلاطون فقد كان مريضاً. كنا معه . تجمَّع الذين يودون معاودته خارج المنزل ـ يقول محدثي ـ إلى حين أن ينصرف من في المنزل . و حين أحس سقراط بهذا الاهتمام من الأصدقاء بدأ يقول لنا : أنَّ الحياة مبدؤها الألم و اللذة معاً . لقد شعرت الآن يتابع سقراط ـ و في هذه اللحظة بدأ يمسح قدميه من أثر القيد ـ شعوراً حقيقياً بهذا المبدأ ؛ و لو شعر به عيسوب لصنع منه أسطورة . لكنه يجعل من الحياة أضدادا إما السعادة أو الألم . بدأ صوت فيدون يقوى و يتخلص من عبراته فيقول: الأغرب من ذلك يا إيخكريت أن أبولودروس كان من تلاميذه المتحمسين رشا السجان الذي يحرس الباب ليهرب أستاذه سقراط . دخل التلميذ متحمسا ليخبر أستاذه فوجد سقراط يغط في نوم عميق. جلس على حافة الفراش ينتظره يصحو . و حين صحا سقراط سال الجالس مستغرباً : منذ متى و أنت تجلس هنا ؟ .
    أجابه : منذ زمن ليس بالقصير .. التفت إليه سقراط باسماً
    و لماذا لم تصحني ؟ أنا آسف لم أستقبلك .. طعنت عبرة حلق أبولودروس فهو في سباق مع الوقت حتى لا يتغير الحراس الذين رشاهم . قال هامساً في صوت أجش تتخلله مياه الدموع : شيخنا ، هذا الباب سيكون مفتوحاً لك لقد اتفقت مع الحارس و أعطيته مالاً مقابل ذلك . هنا هب سقراط واقفا و وضع يده على كتف تلميذه جاساً برفق ، فيمسح وجهَ سقراط طيفُ حزنٍ و شفقةٌ معاً . يا أبولودروس إن الباب الذي فتحته لي هو الموت بعينه .

    يقول محدثي كنا قبل أن ندخل منزله تتفرقنا الهموم و نحن نتقدم نحو بابه .. و ما إن حللنا حوله حتى أبدهنا الخاتم نفسه يجمعنا في مرح أريحي . يتخلل تلك الجلسة كلام عن مستقبل البلاد . يقول محدثي حين سمعت نعيه لم يدر بخلدي في جلستي معه تلك أن عمره تبقى منه أسبوع واحد . و أنا أسمع نعي الناعي كنت أسمع في حقيقة الأمر رنة صوته في جلستنا الأخيرة . قال أبولودروس لفيدون حين وضع يده على كتفي و قال لي قولته تلك ورقد في فراشه ينظر للعرش سمعت بعدها صوته يمتد حين ألقى خطبته " الالتماسة " بعد أن صوتت الأغلبية في المحكمة ضده بالموت [281 مقابل 220 ] بعد أن اشتكاه ميليتوس و أنيتوس و لايكون ؛ أتذكر يا فيدون كيف كان أنيتوس يتحدث معه قبل عام بتلك البجاحة بحضور أفلاطون التي كتبها في كتابه مينو . لقد فهمت الآن مغزى تلك البجاحة التي انتهت بالشكوي : سقراط عاق يفسد النشأة . الصوت جاءني قوياً يا فيدون و كأني به أسمعه أول مرة . و لا أكذبك القول إذا قلت لك كنت أتسمَّع أصداءه في الأركان . جاءني قوياً الآن ( قد يقول أصدقائي كيف لك يا سقراط أن تقول قولاً يقودك نحو الموت ؛ و سوف أجيب عنه الآن : أنتم غلطانون يا أصدقائي فهذا السؤال موجَّه لإنسان يحسب الموت ضد الحياة ؛ فالذي حسبه اتقاء الموت قد يأتيه أيضاً من حيث يحسب . احسبوا الإنسان إما خيِّراً أو شرِّيراً أما الموت فلا يوقف إحداهما ) . نسينا موته ــ يقول محدثي ــ في تلك اللحظة لأنه قد نساه . يجبرنا أن تنتناول ضيافته .. كان مهموماً بشكل الوطن . يتكلم كلاماً عن المستقبل الذي ينتظره في صيغة سودانه الجديد . ابتدرتني لحظة شفقة ــ يقول محدثي ــ فسألته عن المرض كنت أريد أن أعرف هل انتشر أم كانت هناك سيطرة عليه ؛ طمأنني . في تلك اللحظة دخل من يهيء سقراط و ينوِّره كيف يشرب الشوكران ـ كان هذا الرجل من ضمن الذين صوتوا ببراءة سقراط ؛ لكن هذا عمله في نهاية الأمر ــ و كيف يغمس أصبعه في الشوكران ليصب قطرة في رمل الأرض قبل أن يشرب حتى لا تغضب الآلهة عليه .. جلس سقراط باهتمام بالغ يسمع تعاليم الرجل الذي يحكي و هو يدمع . في تلك الأثناء ناحت خانثيب زوجة سقراط و هي تحمل ابنها الصغير . استأذن سقراط الرجل الذي ينوَّره كيف يتعامل مع الشوكران . نهض سقراط و رفع أُصبعه بأدب لتلميذه كريتون الذي يبكي مع الباكين الآن يأمره أن ينتحي به جانباً. هب التلميذ واقفاً فهمس سقراط له يستحثه : ( أرجوك لو سمحت أن تعود بهما إلى المنزل ، أنت أو أي شخص من الحضور يستطيع ذلك . دبِّر الأمر ) .. ثم جلس سقراط يصغي للرجل .. يقول لي محدثي رغم أن تيسير كانت تعرف سر المرض ، تخدمنا بتفانٍ لا يعرف شفقة سرعة الموت . عجبت من الذي يحيط بنا الآن من حفاوة و كأننا ضيوف كالعادة ؛ في يومٍ لا يعرف تاليه هو يوم موت . جئنا
    و الموت في توقعنا ندرءه فكان الموت في هذا المنزل يغادر لمكان آخر حسب أرواح هذه الأجساد . كنت أخاف من الانتشار ؛ انتشار المرض ــ يقول محدثي ــ . سمع سقراط حديث الرجل جيداً . كان يقول له سيبدأ انتشار الشوكران من الساقين ثم يعلو شيئاً فشيئا نحو البطن ثم سريعاً نحو الصدر و القلب .. فخرج سريعاً . حين أسقط سقراط نقطةً على الرمل و حمل الوعاء الكبير يرشف منه بدأت صيحات تلاميذه و أصدقائه تتعالى . في اللحظة التي وضع فيها سقراط الإناء على الأرض التفت نحوهم و قال : لقد أبعدنا خانثيب من هذا المكان حتى يسمع بعضنا بعضاً ماذا يقول . بدأت بعض الأصوات تهدأ و آخرون لزموا أركان الغرفة لا ينقطع بكاؤهم . التفت سقراط يقول : قبل تعاليم الرجل و نواح خانثيب كنا نتحدث عن هذه الثنائيات النوم و الصحو و قلت لكم أن النوم ينبثق من الصحو و الصحو ينبثق من النوم أليس كذلك؟ ــــ قال أحد تلاميذه و هو سيبيس : نعم صدقت . قال سقراط : الآن تأمل معي الموت و الحياة أيهما مشتق من الآخر ؟ ... قال سيبيس : الحياة مشتقة من الموت. قال سقراط : إذاً أرواحنا مشتقة من هذا الانحراف انحراف الاشتقاق و هو اشتقاق في قرارة الجحيم . في هذا الأثناء دخل رجل (و هو من الذين صوتوا لموت سقراط) يحمل مطرقة من خشب ليختبر انتشار الشوكران . دخل دون أن يهتم ببكائهم و كلامه لسيبيس فبدأ يضرب بالمطرقة الخشبية ساقي سقراط و سقراط لا يتألم بل يلتفت هنا و هناك مواصلاً سلسلة كلامه عن هذه الثنائيات .
    كان الأصدقاء يحيطون به و انصرفوا في مناقشاتهم ــ يقول محدثي ــ فغفا الخاتم غفوةً . كان يتحدث سقراط و حين انتشر الشوكران في صدره غفا غفوة . من مناقشات الأصدقاء بدرت كلمة : فصحا الخاتم و استدرك عليهم فلان يقول كلاماً دعونا نسمعه . كان سيبيس يتصور أن سقراط سامعاً فواصل كلامه له .. انتبه بعض الحاضرين فأعلوا الصياح يبكون .. فقال سقراط بصوت مسموع سيبيس يقول كلاما دعونا نسمعه ...

    عبداللطيف علي الفكي
                  

04-29-2005, 05:13 AM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: elfaki)

    شكرا لك عبد اللطيف على هذا الكلام العميق
                  

04-29-2005, 07:26 AM

Samau'al Abusin
<aSamau'al Abusin
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 527

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: elfaki)

    أجمل ما قرأت في هذا المقام..
    الحزن يتطلب مقاما يعبر عنه، و يمنح
    فسحة للإستغراق في اللحظة..
    نص داخل نص، بل منسوج في نص
    شكرا لك علي تمكيننا من إقتناص
    لحظة للوعي بفداحة هذا الغياب..
                  

04-29-2005, 07:40 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: Samau'al Abusin)

    عبد اللطيف:

    شكرا للكتابة المهذبة والحزن الرفيع.

    سقراطنا سقراط الامل السودانى..ورجل عظيم فى مواجهة الموت ووزوجة تبكى فى يدها طفل.. واصدقاء يسدون بوابة المكان ويقنتصون عمق الكلمات الاخيرة..فى حرج الزمان والاحتضار..

    شكرا لهذا المد اللطيف..

    شكرا عليك يا سقراط الذى مضى..فقد الهمتنا المحبة والحزن الرفيع.
                  

04-29-2005, 08:17 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: Tumadir)

    هكذا هو عبد اللطيف اللطيف يأتي دائماليضيف, ليفضح كتاباتنابعمقه ويتوج مقاله كألياذة في ادب الرثاء.. وكنهج شفيف ـ غير مباشر ـ في نقد ادواتنا الكتابيةالهشة, ولينبهنا ان الكتابة اضافة.. اخي عبدالطيف افتقدتك كثيرا شخصا وكاتبا.. كتابتك هذه ذكرتني ابداعاتك القاهريه. وتلك الندوة النقدية التي اتحفتناـ شخصي وعبد المنعم عجب الفيا وشمس الدين ضو البيت ومحمد عبد الخالق وبكري جابر.. اتمني لو ان نشرت ذلك السفر النقدي هاهنا..مع تحياتي, مع خالص عزائي.
                  

04-29-2005, 08:45 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: صلاح شعيب)

    الأخ عبداللطيف
    شكرا لهذه الكتابة الرائعة. هذه الإبداعية. وكما تعلم فإن الخاتم كان من رموزه سقراط وقد وقف عند لحظات تجرع السم هذه كثيراً . أسرتني الصور الفاجعة التي نقلها دكتور عبدالسلام نور الدين حين زارا هو وسيد احمد بلال الخاتم قبل خمسة ايام من رحيله لا شك أن سيد احمد قد خنقته حالياً عبرات الشعر المغموسة في الحزن.
    هذه كتابة آسرة يا عبداللطيف.
                  

04-29-2005, 10:03 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: elfaki)

    قول

    Quote: الصباحاتُ غائمةٌ ، ليس من قبلِ يومين فقط …
    الصباحاتُ غائمةٌ ، منذُ عشرينَ عاماً وأكثرَ ؛
    إن الصباحاتِ غائمةٌ
    مُذْ وُلِدْنا .
    وفي عدَنٍ كانت الشمسُ في السّمتِ فجراً
    تُؤجَّجُ قحفةَ رأسكَ مثلَ الزجاجِ ،
    ولكنّ تلك الصباحاتِ غائمةٌ

    ……………………
    ……………………
    · وماذا عن المَشهَدِ الآنَ ؟
    - لا مشهدَ الآنَ .
    إنْ رُمتَ نوراً فَخَبِّيءْ شآبيبَهُ في نبيذِ العروقِ
    ولا تنتظِرْ أن يكونَ الصباحُ المُتاحُ بهيّاً ...
    ستشهدُ كلَّ الصباحاتِ غائمةً
    ومدجَّجةً بالعفونةِ
    حتى تموت !


    شكرآ عبداللطيف، من القليل الملائم فى مقام الغياب و الحزن ...
    صمت
                  

04-29-2005, 05:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: esam gabralla)

    على سبيل التحية!.
                  

04-30-2005, 02:13 AM

elfaki

تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: عبد الحميد البرنس)

    أسمحوا لي قراء [ مَرْثِيَة هذا النص] و من استجابوا رداً له أن أوصِّل تعازيَّ و تعازيكم عبر شاشة الملأ لأسرته ، و لمقامات العزاء في بلدته ، و في جميع مدن العالم حيث أقام أحباؤه العزاء في منازلهم أو في صالات عامة حيث تجمعوا يخاطبون الخاتم بينهم . ينتمي هذا النص لتلك المخاطبات في مقاصدها التي مات عليها الخاتم قوياً ؛ فيا أخي (ديامي) و أخي (صلاح شعيب) كانت صفتكما لهذه المرثية بالعمق .
    و العمق الذي يجب أن < نجرجره> من داخل النص إلى برانية النص هو هذا الاستخبار [أميز هنا بين الاستخبار
    و السؤال ؛ الاستخبار في واقع الحياة اليومية . و السؤال في إشكالية تفاسيرنا] : هل سيبقى سؤال حق سؤالاً داخل الحزب أم برانياً خارجاً عنه ؟؟ .. أتذكر الآن أنني سألت الخاتم في دار اتحاد الكتاب السودانيين و قد كان في الحزب مسؤولاً من مكتب الكتاب و الفنانين التشكيليين هذا السؤال بعناصر مختلفة وقتذاك . فبدلاً من كلمة (حق) التي لم تظهر آنذاك ضع في محلها في هذا السؤال كلمة (المقاربات الحديثة) التي أزعجت الوسط التقدمي الرسمي سودانئذٍ . أجابني إجابة استشفيت فيها نوعاً من ملل مواعين ما . ليست بصورة سلبية بل ايجابية فبدأ يسالني أنا الذي أنتظر إجاباته . فكان وصف (تماضر) هنا بـ(سقراطنا) استنتاجاً من نص هذا البوست موفقاً . ففهمته بموقفي ذاك .
    و حين التقيته في القاهرة بعد تلك الحادثة أكثر من تسع سنوات ، و تغيرت الأسباب ، كنت أخاطبه من مبتدأ ذلك اللقاء . فمن كلامه في تلك الجلسة تبين لي أن الفارق فارق تفاوت عظيم . لم يقل لي بحركة حق ؛ كان يردد كثيرا أثناء كلامه يجب أن نفتح السؤال على سعته لا على مضائقه .. فيا أخي (سمؤل أبوسن) إن صفتك (أجمل ما قرأت) صفة تنطلي علي هذه [المرثية] هي في واقع الحال أجمل موقف من معظم حزب لا يصنفه كمنشق . فالذي يحيرني كثيراً أخي الفاضل( بشرى الفاضل ) أن الصحفيين الذين تناولوا الخاتم تناولوه منشقاً . و لا أخفي عليك فقد ساعدهم الحزب نفسه على ذلك.. لا على شاكلة شخص سكرتيره نقد بل على إواليات العمل السياسي فيه . و هذه الإواليات يمكن أن نفهمها في النص الذي أنزله أخونا (عصام جبرالله) فقد كان نصاً معبراً عن هذه الإواليات . شكراً لك عصام فلقد قرأته في هذا السياق . فاسمح لي إن كان سياقاً يسد فضاء النص الذي ترومه .
    (برنس) أنا الذي أحييك .. فدمت و دمدتم يا أحبائي ....
    و لا أراكم الله كراهة الموت ...
                  

04-30-2005, 03:13 AM

ست البنات
<aست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: elfaki)

    النص وصف لواقعتين تشابهت غصة الحزن ، وتماسك الراحلين ، والهزيمة أمام هيبة الموت مهما عظمت

    قوة المواجه ! وعدم جدوى الأمانى حينها !

    ولكأن كما للموت أناس يخشونه ، فللموت أناسا يخشاهم !

    و من خلال اتساق ترتيب الحدث الخاص (واقعة الموت ) وتدرج مراحله والرحيل فى هدوء خفف الوقع

    على الحضور قبل الراحل !

    شكرا أخى عبد اللطيف .

    الدود الهمام أب قدلة فارس الحى ** الباشا الغشيم يخشاك ميت وحى

    ست البنات .

    (عدل بواسطة ست البنات on 04-30-2005, 03:15 AM)
    (عدل بواسطة ست البنات on 04-30-2005, 03:18 AM)
    (عدل بواسطة ست البنات on 04-30-2005, 03:19 AM)

                  

04-30-2005, 03:58 PM

elfaki

تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: ست البنات)

    العزاء موصول لكِ ؛ و أشكرك على الخلاصة الصائبة ..ست البنات ..

    الأخ صلاح شعيب أرجو الاتصال على بريدي الالكتروني
    ليصلك الجزء الأول من الكتاب الذي أشرت إليه


    [email protected]
                  

05-01-2005, 07:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: elfaki)


    "من غرس ليجني سواه يعش.. ويموت من يحيا ليجني"..

    "من قال "لا" فلم يمت.. وظل روحا أبدية الألم"..

    هو الموت إذن كحياة لحيوات تالية.. يا عبداللطيف!.




    أتذكرهم الآن جيدا. كيف نظروا في وجه الموت مبتسمين.. محتجين.. لا جزعين.. مؤمنين.. ملحدين.. وأغلبهم يدرك أن الملاك لن يجد شيئا في الأخير ليأخذه. ذلك أنهم أودعوا أرواحهم في أعمالهم منذ فترة. وما يحدث الآن ليس سوى خطوة لا بد منها للعبور من حياة لحياة.

    إميلي.. زوجة نيكوس كازنتزاكي.. قالت حين أتى الكاهن لينال إعترافاته في لحظات حياته الأخيرة إنه أشاح وقتذاك بوجهه نحو الحائط. وما زلت أتساءل كيف واجه كازنتزاكي العدم بتلك الطريقة...... هكذا.. وحيدا أعزلا.

    كازنتزاكي.. يا له من كاتب. حتى في مذكراته.. يرصد شخصيات أقرب إلى المتخيل الروائي.. ها هو جده البالغ من العمر عتيا.. يقطع طريق الفتيات الصغيرات اللائي يردن إلى بئر الماء.. يتحسس فاكهتهن الواعدة بحنان وأسى عظيمين.. يبكي.. ويقول: "كيف لي أن أموت في القريب تاركا كل هذه المباهج ورائي".. والصغار غالبا ما يجهلون ما يحدث حولهم.. لذلك كن يتضاحكن ساخرات من خطرفات لشيخ عجوز.. قبورهن المجهولة مضى عليها الآن نحو أكثر من نصف قرن تقريبا.

    في المقابل.. دوستوفيسكي.. الذي واجه تجربة الإعدام شابا.. غادر العالم.. متقبلا فكرة زوال الناس والأشياء.. هاديء النفس.. مطمئن البال.. بعد أن قال بوصيته و نال إعترافاته على يد القسيس كمؤمن حقيقي. بينما تساءل بتهوفن في مقام الأسى قائلا: "رباه ما سر هذه التعاسة العظيمة".

    صديقي الحميم.. تشيخوف.. أعلن بلغة أخرى لعلها اللاتينية أنه يموت.. لقد خدعنا ذلك الوغد الجميل.. إذ ظل يحيا من قرن لقرن كظاهرة طبيعية مثل الشروق.. والسؤال: كيف حدث أن تم تحميل جثمانه في عربة قطار مخصصة لنقل القواقع البحرية.. ربما كانت تلك نبرة ساخرة تسللت إلى العالم وقتها من احدى قصصه المتأخرة.

    بورخيس سكنه هاجس الرحيل.. حتمية موته.. منذ أمد بعيد.. فغمس نفسه في العمل كمخدر.. قائلا: "أكتب فقط كي يخف مرور الزمن".. بيد أنه ترك لنا قرب النهاية رثاء "بورخيس لبورخيس".. ذلك النص الآسر الحزين.. "يا لغربة بورخيس.. سافر عبر بحار إختلفت من العالم.. ورأى أشياء رآها الناس".

    الكاتب الياباني ميشيما.. أنهى للتو رباعيته "ثلوج الربيع". كان في قمة تألقه الروائي.. حين صعد إلى الجبل في صحبة عدد من أصدقائه.. وهوى من أعلى على طريقة يابانية قديمة.. لقد انتحر محتجا لتغلغل نظام الحياة الأمريكي في المجتمع الياباني.. وأتساءل: أكان لا بد لصوته كي يصل من هذه النهاية المأساوية.

    هو.. من ناحية.. سر الحياة .. محاولة سبر أغواره منذ ملايين السنين.. "إن الإنسان ولد ليحيا.. ولم يولد ليموت.. ولذلك فإن أجمل ما في الحياة هي الحياة".. هكذا لم يجد ألبير كامي.. بعد دراسة مستفيضة لأسطورة "سيزيف".. سوى هذه النتيجة كعزاء بائس لوجود خال من العزاء.

    أتأمل في العنف الإسلاموي الآن.. وأتذكر جيدا ما قاله سيد قطب على مشارف الإعدام.. وفي ذهنه "معالم في الطريق".. "إن كلماتنا كعرائس الشمع.. فإذا ما متنا في سبيل ما نؤمن به.. دبت فيها الحياة". قتيبة بن مسلم.. كان أذكى من عبد الناصر.. حين أرسل أحد معارضيه إلى الخليفة في بغداد أثناء الحملة لفتح خراسان. آنذاك رد على أحد إخوته ممن أشار إليه بضرورة قتل معارضه قائلا: "إن الفكرة لا تقاوم إلا بفكرة.. وإن الفكرة إذا إصطبغت بالدم جذبت لها مؤيدين وأنصارا".

    ذلك في البدء.. يا صديقي.. كان درس سقراط بن "القابلة".. هو الذي قلب موازين السوفسطائيين.. معطيا للفلسفة قوتها البهية الدافعة.. من علمنا كيف يمكن "توليد" الفكرة من نقيضها.. كيف ينبلج النور من الظلام.. وكيف تنبثق الحياة من الموت.

    "تساءل سوفسطائي: ما هو العدل.. قال إن تعطي كل ذي حق حقه.. تساءل مرة أخرى: أرأيت لو أن أحدهم أعارني سكينا ثم أصيب بالجنون هل أرد إليه ما أخذت".. أتذكر تلك الحوارية من جمهورية أفلاطون برغم من مرور أكثر من عقد على قراءتها.. فأدرك لماذا كان لا بد لسقراط أن يموت بمقاييس المعرفة/السلطة "السائدة" وقتها.. إنه يفسد النشء حقا حين يرمي بكينونة المنطق المغلوط إلى مزبلة التاريخ.. لكن موته يطرح دائما تساؤلات مشرعة على الشرط الإنساني لوجودنا في هذا العالم.

    ذلك درس سقراط إذن.. يا عبداللطيف.. والويل لصاحب فكرة لم يضع قومه على رأسه أكاليل الشوك. إذ أن لذة الحكمة البشرية كامنة هناك.. أسفل صخرة الأكاذيب السائدة.. وفأس الألم الوسيلة المثلى لخروجها إلى النور بعد ظلام.. وتلك لعمري وظيفة لا يقوى عليها سوى الغرباء المطاردين المهانين المرتجفين في عزلتهم الخانقة المجيدة بكبرياء.








    بعد كل هذا.. أتساءل:

    هل يستويان..

    من أدرك..

    ومن لم يدرك بعد.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de