|
شهداء حديقة مصطفى محمود بين الموت الكلينكي والنزف تحت الهراوات عثمان محمد صالح
|
نقلا عن سودانايل
Quote: شهداء حديقة مصطفى محمود بين الموت الكلينكي والنزف تحت الهراوات
الزنجر المغني ماذا لو كان الشهداء معتصمين في حديقة بلد آخر؟!
يتصدى هذا السؤال لأبخرة الكراهية والعداء الكامن لمصر ـ أبخرة متكثفة في مستنقعات صحائف تاريخ صعّدها سقوط الشهداء في حديقة مصطفى محمود من تلافيف ذاكرة علاقة ملتبسة بجارة الشمال ـ علاقة نحن طرفها الأضعف المهيمَـن عليه واخترنا فيها وبمحض إرادتنا قبل وللمفارقة بعد نيل الاستقلال الوطني دور المغني المملوك فكان أن صدحت الحناجر والمزامير بالغزل الصراح في محاسن الشقيقة الكبرى ثم ماذا لو كان المعتصمون في تلك الحديقة القاهرية حملة لهويّة أثيوبية أو أرتريين ؟ يتصدى هذا السؤال لسرادق الوطنية التي جرحتها خراطيم المياه وهراوات جلاوزة الأمن المصري و ألهبها الشعور بالخزي والعار مما علق بأثواب عـزتها المهتوف بها من غبار نجم عن وصف المعتصمين بالزناجرة حملة الأوبئة والإيدز، صانعي القاذورات، مدمني الكحول ومقترفي فاحشة الزنا على الرصيف إلخ
يتصدى السؤال لهذه الوطنية الفائرة محيلاً بذاكرتها إلى ما ترغـب في نسيانه : أوضاع اللاجئين الأثيوبيين و الأرتريين و الصورة السالبة التي اُلصقتْ بهم في حمى بلد الزناجرة
إنها صدمة المملوك الزنجر عندما يكتشف فجأة أنه ليس أكثر من زنجر في نظر ممدوحه والذي لا يكافئ المدح المبذول مجاناً باللامبالاة وحدها، ليس بعنف الهراوات فحسب، بل و يشيّعه إلى مثواه الأخير بسيل سباب. هـنا يكمن جذر الصدمة التي لا مخرج منها إلاّ بإعادة النظر جذرياً في علاقـتنا الملتبسة بجارة الشمال يما يخلصها من التنازع بين قـطبي التذلل أو العداء، ليقـيمها على أساس المصلحة الوطنية العليا كما تفعل بقـية الشعوب بما فيها شعب جارة الشمال متى مات شهداء الحديقة
القمة المرئية لجبل الجليد هي خراطيم المياه والهراوات وعنف جلاوزة الأمن المصري ،أما قاعدته الغاطسة تحت الدماء التي سالت في حديقة مصطفى محمود فخرافة صعدت أرواح الشهداء إلى بارئها بفعل هراوات لكنهم كانوا ميتين كلينيكياً قبل ال30 من ديسمبر 2004 حيث داهمتهم قوات الأمن المركزي كانوا ميتين كلينيكياً لأن قضيتهم كانت ميتة كلينيكياً و الذي وأدها خرافة السودان الجديد التي زرعتها الحركة الشعبية لتحرير السودان ، خرافة لم تتمخض إلاّ عن " نيفاشا " ـ إتفاق سلام ـ بين جيشين منهكين ـ يحرس سلطة الاصوليين و يكبل المعارضة التي ايدتها وإندغم قسم معتبر منها في هياكل السلطة التشريعية والتنفيذية القائمة ، إتفاق محروس برضا إقليمي وعالمي ومفتوح الأفق على إحتمال راجح هو سودان منشطر إلى دولتين على الأقل تستفرد بجنوبه الحركة وبشماله الأصولية الحاكمة خرافة تركت المعتصمين العزل الذين ماتت ملفات قضيتهم في أيديهم دون حماية في العراء القاهري تحت رحمة هـراوات دولة راسخة القدمين في العنف ضد رعاياها دع عنك أن يحتل بؤساء قادمون من الجنوب الذي كان تابعاً لتاجها الملكي حتى قبل نصف قرن ً حديقة في حي ثري ، بؤساء يشكل إعتصماهم سابقة ونموذجاً تحتذي به المعارضة المصرية في مقبل صراعها ضد الحزب الحاكم ، ومن هنا نبع عنف الهراوات التي كانت تهبط عملياً لا فوق أدمغة بشرية بل كانت تسجل نموذجاً للعمل الاحتجاجي أريد له السحق في المهد |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهداء حديقة مصطفى محمود بين الموت الكلينكي والنزف تحت الهراوات عثمان محمد صالح (Re: esam gabralla)
|
الأخ عصام جبر الله ..
شكرا لنقل المقال .
الاستاذ عثمان محمد صالح :
حقيقة إن أغلبية مرتادي المنابر الالكترونية قد يفهمون ما ترمي إليه وراء مقالك الرائع ولكني أخشى إذا ما نشرته بالصحف المحلية ألا يفهمه بقية المواطنين البسطاء والذين إعتادوا على ان يجدوا عبارات سهلة وبسيطة كي يتفاعلون معها .
لا أطلب منك تبسيط لغتك وإسلوبك في الكتابة إذ ان المطلوب هو ان يرتقي الكاتب بوعي القراء لا ان يبسط من لغته كي يفهمونه العامة .
لا ادري إن كنت قد أوصلت لك ما أريد أن اقوله ام لا ؟
محبتي وإحترامي
ناصر
| |
|
|
|
|
|
|
|