|
Re: اما كان من الافضل به/م فعل ذلك ؟ اقصد البشي (Re: Osman Mahmoud)
|
بإفتكاك السودان من براثن سطوتهم وتسليمه الى ابنائه الخلص والحل يتمثل في الاتي: بأن يشكل البشير حكومة من مستقلين، ويسميها انتقالية لغاية 2020 كل شغلها التهيئة للانتخابات القادمة .. وايضا هناك عدة فوائد من ذلك .. وتبقى الفائدة الاقتصادية هي الأهم لأنه سيتحقق جراء ذلك تقليل الصرف البذخي الذي كانت تصرفه الدولة على جيش جرار من المستوزرين والنواب والمستشارين وغيرهم العبئ الحقيقي على الخزانة .. وان يقدم النظام الضمان لكي لا يترشح اي شخص ينتمي او انتمى في يوم للمؤتمر الوطني، في السباق الرئاسي فقط، على ان يكون لهم كل الحق في الترشح للمناصب الاخرى .. على المرشحين ان تكون لهم اطروحات واضحة للشعب في سياساتهم وخاصة في السياسة الخارجية .. لكي يعيد النظام القادم الهيبة والاحترام للسودان، "ودي اجمل طريقة ينتقم بيها البشير من من خانه" .. من المهم جدا سياسة خارجية واضحة للمرشحين لأن سياسة النظام الحالية ادت الى خنق السودان دوليا واقليميا، بعيد عن الهيبة والاحترام وما عارف ليك شنو، الموضوع فقط يتعلق بالضرر الأمني، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي .. للأسف على الشعب ان يواصل في التضحية وان يحتمل كل المعاناة حتى 2020 .. ولو انو الخلاص من الجيش الجرار من المستوزرين وغيره سيوفر الكثير من الانفاق الحكومي على خزانة الدولة التي يمكن ان توجهه في الضروريات الملحة مثل القمح والوقود والدواء .. لا نشير هنا الى اعفاء الاجهزة الامنية لأن هذا اكثر وقت يحتاج فيه النظام الى التأمين من طمع اي مغتصب محتمل للسلطة .. هذا سيحل ربما مشكلة الشعب مع النظام، وربما حصل النظام على هدنة شعبية، شرط ان تطلق الحكومة الانتقالية وهذا من الاساسيات على اي حال، ان تطلق السراح غير المشروط للحريات ..
على النظام الانتقالي ان يخشى فقط الانقلابات والسطو على السلطة، لا ان يخشى من الشعب لأنه يعمل من اجل الشعب، ان رأى الشعب غير ذلك له كل الحرية .. على الحركات المسلحة ان تتوقف عن اي عمل عسكري حتى تتأكد من جدية البشير، ويمكن التماس ذلك بسهولة عندما يشكل البشير حكومة انتقالية من شخصيات مشهود لها بالاستقلالية والكفائة هدفها قيادة السودان حتى الانتخابات القادمة فقط .. يجب ان يكون موضوع محاكمة البشير او اعوانه موضوع قانوني غير قابل للنقاش .. على ان لا يترشح اي شخص في الحكومة الانتقالية فقط في الانتخابات القادمة، ويحق له في الانتخابات التي تلي وغيرها .. ان يتم عمل الدستور الدائم والنهائي قبل انتهاء الفترة الانتقالية .. يجب مراعات الوقت بكل صرامة لكي لا ندخل في صراعات تعيدنا الى المربع الأول من اجل تمديد الفترة الانتقالية .. وغيره من الأطروحات المناسبة التي يراها الكثيرون من اجل الخروج من عنق الزجاجة، ويجب ان يكون باب الاقتراحات مفتوح لكل من يريد ان يساهم ..
الان تم اغلاق الدائرة تماما على البشير ونظامه . وبما يملك السودان من موارد بشرية وثروة طبيعية يمكن ان يتغير هذا الحال السيئ في فترة وجيزة .. لأن مشكلتنا الاساسية هي ازمة ثقة بين ابناء الوطن الواحد، ومع المجتمع الدولي ..
فيما يتعلق بالشرط القاسي الثاني والوقوف صراحة مع مصر وضد اثيوبيا، ايضا هذا نفس الشيئ الوقوع بين المطرقة والسندان .. لأن ما تخشى وقوعه من مصر الجارة ربما يقع عليك من اثيوبيا الجارة .. على سبيل المثال:- ان كان لمصر دعم المسلحين بسياسة الذراع الطويل، اثيوبيا يمكن ان تقدم لهم ما يفوق ذلك اضعاف مضاعفة ان كان لوجستيا او ماديا .. لهذا حل المشكلة السياسية الداخلية يقلل من اوراق الضغط التي هي في ايدي دول الجوار او دول المنطقة .. على النظام ان يضع ما حدث لقطر من اشقائها السعودية والامارات نصب اعينه .. من لم يتحل بالوسطية فيما يتعلق بأمر شقيقه فهو حتما لا يملكها للاخرين ..
في الغالب يفكر النظام وفي الفترة القصيرة القادمة حسم امره بانحيازه التام لأحد الفريقين والأقرب هو معسكر الامارات والسعودية .. ويمكن لمعسكر الامارات والسعودية ان يتنازلوا من بند عدم ترشح الاسلامين في الانتخابات القادمة ولو مؤقتا .. لأنهم لن يتنازلو من عدم امكانية ترشح البشير في الانتخابات القادمة ككبش فداء يحتاجونه لكي يخمدوا به جذوة النار المشتعلة في طلاب التغير من الشعب السوداني، والمعارضة المسلحة والسلمية، وخاصة بعد الخطوة الاخيرة والكبيرة بتقارب وجهات النظر بين المعارضة المسلحة وبعض القوى السلمية بقيادة زعيم حزب الامة الصادق المهدي .. ولأن القوى الاقليمية تعلم جيدا ان لم تحدث هزة قوية في نظام الحكم سيستمر ضغط المعارضة المسلحة الذي يبدو خارجا عن سيطرتهم ..
هم الان يعلمون انهيار السودان لن يفيدهم مثل بقائه .. ولكن على اي حال لن يتضرروا من انهياره شيئا، ومثالنا على ذلك ما حدث في الصومال طوال عقدين واكثر .. لم يلقي بأي مهدد امني او اقتصادي على دول الخليج العربي ..
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اما كان من الافضل به/م فعل ذلك ؟ اقصد البشي (Re: Osman Mahmoud)
|
ربما النظام يؤمن بما يسمى بالحظ، ويعتقد انه بقي كل هذه الفترة لأنه محظوظ .. عليه ان يعي بعد وضع قانون "جاستا" في الولايات المتحدة، انه لا حظ بعد اليوم .. طوال ما وضع السودان على لائحة الدول الراعية للارهاب، فهو حتما بعد وضع هذا القانون لن يجد المساندة الأقتصادية من دول المنطقة وخاصة السعودية، الامارات، على الاقل بشكل علني او بالمجان .. لأن اي تحرك للاموال تجاه السودان من تلك الدول الذي سلط على رقبتها هذا السيف الذي يسمى "جاستا" قد يعتبر ذلك دعما للارهاب .. وهذه حقائق ستواجه بها الادارة الامريكية .. واكبر دليل على ذلك اجتهاد السعودية والامارات فيما يسمى برفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان .. وتلويحهم الدائم بمساندة السودان لرفع اسمه من الدول الراعية للارهاب .. بالتأكيد لم يكن ليفكروا كذلك ان لم تكن عليهم ضغوطات هائلة من جراء تعاونهم وسخائهم المالي على السودان .. لأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب سيتيح لهم التعامل مع السودان بأريحية تامة .. فهم قد جعلوا من السودان للاسف حقلهم او المزرعة الخلفية الخاصة بقصورهم .. ليس من اجل التعاون المشترك، وليس للاخوة او العروبة الزائفة، وليس بإسم الدين او الاسلام .. فقط هنالك مصالح لهم تعيقها بعض العوائق التي يعتقدون انهم قادرون على اقتلاعها بالاملاء، وان استدعى الامر بالضغوط الاقتصادية كما يحدث الان، والخوف ان لم يجدي كل ذلك نفعا ان يستبيحوا السودان تماما كما فعلوا مع اليمن .. الاحتمال الاخير ضعيف الان نسبة لانشغالهم بأكثر من جبهة مفتوحة .. العراق، سوريا، ليبيا، اليمن .. وصراعهم التركي القطري .. وهذا لا يعني ان السودان في مأمن ان لم يستجيب لمطالبهم، قد لا يتوقف الأمر برفع يدهم من دعم السودان اقتصاديا، بل قد يتعدا الامر ذلك بكثير بأن يصلوا الى الشاطئ الذي وصلوه مع شقيتهم قطر واعلان الحصار على السودان تمهيدا للخطوات القادمة وهي الاستباحة العسكرية المباشرة ..
قد يقول قائل لن يصلوا مع السودان هذا الحد من العداء لأن السودان حقق لهم اهم خطوة وهي صد البوابة في وجه ايران ..! من الغباء طبعا التفكير بهذه الطريقة لأن السودان كدولة في الوقت الحالي يستمر على حكمها هذا النظام وفق سياساته المعروفة، ولن يستطيع السودان الوقوف على قدميه لوحده، لأنه ليس له الخيارات اما ان يتبع هذا المعسكر او ينضم لهذا المعسكر .. وهذا يعني مجرد رفض الوصايا الاماراتية السعودية يعني سيتقدم هذا الحلف لخطوات عملية للاستيلاء على السلطة .. ومما لا شك فيه ان المعسكر القطري الايراني التركي لن يتفرج .. وهنا تم توسيع الدائرة بدخول ايران بصورة مباشرة من جديد ..
لهذا يبقى الحل الاساسي لهذه المشاكل قيام نظام ديمقراطي على السلطة في السودان، نظام اتى بإرادة الشعب ويمثل الشعب، لكي يتثنى له قيادة الشعب دون مخاوف على المقاعد السلطوية، لأن المدافع الأول عنه دائما سيكون الشعب، ولنا اكبر مثال في اسقاط "مرسي" وفي التصدي لعملية الانقلاب في تركيا ..
عندما لم يجد مرسي الحماية الشعبية سقط، لأنه اتى بديمقراطية مزيفة قامت على امرين العاطفة الدينية التي كشفت عند اقرب محك، وسياسة اغراء الناخب بالدفع المباشر وغيره .. حدثت هذه العوائق وتم اسقاط مرسي لعدم التجربة السياسية الكافية في مصر .. وحدث عكس ذلك في تركيا نسبة للخبرات التراكمية لدي الاتراك .. وهذه الخبرة لم تتح لهم السبيل لشحن المواطن التركي كما حدث مع المواطن المصري، واخراجه في مواكب مليونية ضد مرسي نسبة لعدم ترسخ الديمقراطية لدي العقل الجمعي ان كان او القادات المجتمعية في مصر، في الوقت الذي كان يجب ان يتوفر هذا النوع من الوعي حتى للذين لم يكن ليفوتوا الفرصة للانقضاض على غرمائهم السياسين .. لأن الأمر وبرغم خروج ملايين المصرين على مرسي، واجراء انتخابات اخرى اتت بالسيسي يبدو الامر وكأنه انقلاب عسكري على نظام مرسي .. لهذ كان طريقهم تجاه بعض القادات العسكرين في تركيا طريق اسهل من العقل الجمعي للشعب التركي، واكبر دليل عندما خرج الشعب التركي وهو يحمل العلم ويحمي تركيا، لم يهمه بالتأكيد اردوغان بل المهم المكتسبات السياسية بعد تجارب مع الانقلابات العسكرية ..
اشرنا الى هاتين التجربتين لدعم وجهة النظر التي تقول ان السلطة الديمقراطية لا تخشى ولن تخشى التهديد الخارجي على كرسي الحكم، وبذلك يكون لديها الشجاعة الكافية لمواجهة الخارج دون شيئ تخشى عليه، وهذا سيحجم من قوة السلطة الخارجية، لأن الديمقراطية تعني الوفاق الوطني، والوفاق الوطني يغلق كل المنافذ والابواب من أي تطفل خارجي .. وهذا سيؤدي الى حرق كل اوراق الضغط التي تملكها ان كانت الدول العالمية او الاقليمية او دول الجوار .. بل واكثر من ذلك تتحول هذه الاوراق كلها وكأنه السحر في ايدي الانظمة والمؤسسات السودانية ان ارادت استخدامها في الخير او الشر، في المصالح الذاتية للسودان او المصالح المشتركة ..
.
| |
|
|
|
|
|
|
|