في الايام القليلة الماضية كانت هنالك اخبار عن شروط قاسية جدا للنظام السوداني من حلفائه الاقليمين، الامارات، والسعودية .. من بين هذه الشروط مقاطعة رسمية لقطر وتركيا، ودعم مباشر للرأي المصري في موضوع سد النهضة .. لن يستطيع النظام اعلان مقاطعة قطر وتركيا ولو على طريقة الاخونجية مقاطعة مؤقتة، او مقاطعة خبيثة من اجل استنزاف الامارات والسعودية، لأن هؤلاء سيتأكدون بوضع خلاياهم النائمة في اماكن اتخاذ القرار في حال الموافقة على وصاياهم .. وان خلص النظام الى مقاطعة قطر وتركيا بذلك سيرضي النظام طرف بطريقة علنية ومباشرة، والطرف الاخر لن يرضى ابدا، وبالتأكيد ستكون له اوراقه التي سيضغط بها على النظام، وربما بذلك يقع النظام في مشكلة اكبر وفي حصار اسوأ ..
مما لا شك فيه النظام الذي يعتمد اعتماد كلي على دعم الحلفاء، والجبايات، ولو حاول الاستمرار اكثر على حكم البلد، ستنهار الدولة على يديه انهيار نهائي لن تقوم منه مرة اخرى .. بحسابات بسيطة: دعم الحلفاء المباشر كان يوفر للنظام الحياة بضخ الدماء في عروقه كلما احتاج، تارة بدعم الخزينة واخرى بالودائع التي كانت تكبح الدولار وتحافظ على معقوليته، وكان التأثير على الحاجة من الوارد تأثير يتنامى ضرره على الجبايات بشكل بطيئ .. وعند توقف دعم الحلفاء وتوقفت ودائعهم ادى ذلك الى تأثير مباشر في الوارد وفي الانتاج المحلي الذي كان من اصله ضعيف .. لأن كبح الدولار في هذه الحالة استدعى تحجيم حركة السيولة في الداخل ... تحجيم السيولة حتما سيؤدي الى عدم المقدرة في الاستيراد بموت القوة الشرائية في الداخل، وسيؤدي الى ضعف الانتاج .. وسيضر بدخل الدولة التي تعتمد على الجبايات والتخليصات الجمركية بشكل كبير كما يحدث الان .. تحجيم السيولة المراد هنا كما كان ينصح به الاقتصاديون هو: التوقف عن الطباعة العشوائية للنقود، وليس تحجيم تداول الأموال الشرعية بين اصحابها الشرعين، وضع اليد على اموال الناس بالقوانين التعسفية من الدولة حتما ستكون له نتائج كارثية على الدولة في مقدمتها ارتفاع سعر الدولار امام الجنيه رغم انعدم الاخير .. مما يجعل اكبر اتجاه للسيولة في السوق يتجه نحو سوق العملات .. بالعودة الى الشق السياسي وضح هنا تماما ان النظام وقع في الكارثة التي رسمه له الحليف الاقليمي قطر، الامارات، السعودية .. اذ وصل الافلاس بالنظام الذي كان يلعب "بالبيضة والحجر" الى درجة عدم استطاعته استيراد الوقود .. والى عدم استطاعته دفع رواتب وزارة الخارجية .. والى رفع يده من دعم القمح والدواء .. نريد ان نقول للنظام ورئيسه البشير يبدو جليا جدا استمراركم في السلطة بعد الان لن يخدم مصالحكم لأن البرتغالة جفت تماما او في طريقها لذلك .. وان كان استمراركم من اجل الحماية الشخصية ولمكتسباتكم .. للاسف نسميها مكتسبات .. ان كان لذلك الان الدولة منهارة لا تكذبوا على انفسكم .. مما يعني ان لا سلطان لكم بإقتصاد منهار، نسبة للتكلفة الامنية العالية، ولا عاصم لكم غير الاجهزة الأمنية المضججة بالقوة .. غير انه لا محالة في المرحلة القادمة الافلاس والشح سيضرب ميزانية الاجهزة الأمنية نفسها .. ولا سلطان لكم على هذه الاجهزة بخزانة فارغة .. ولا محالة انتم بعد ذلك وفي القريب العاجل غارقون غارقون .. الحل الوحيد الان وخاصة بعد الابتزاز المبالغ فيه من حلفائكم الاقليمين رغم تضحياتكم التي وصلت لدرجة خوض حرب اليمن نيابة عنهم، ان يصحو فيكم الان الشيئ من الوطنية والنخوة .. في رأي الحل بسيط جدا وبالدارجي كدا: انو تطنشوا من اي شيئ خارجي في الوقت الحالي .. لأن عملية الاحلال والابدال التي قمتم وتقومون بها الان تشير الى انكم لم تستوعبوا الدرس ولن تستوعبوه ابدا .. بالتأكيد هذه ليست مناشدة ولكن الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يقود الدفة الان هو البشير واقرب المقربين اليه من رجاله الأوفياء ان وجد .. "هذا الابتزاز الاقليمي يجعل من المرء يتخبط حتى يصل به الحال الى الحديث عن استمرار البشير على السلطة"، لأن هؤلاء البدو لو اتاهم الرد من البشير سيؤلمهم اكثر، والمهم سيكون فيه عنصر المفاجئة الذي سيربك حساباتهم .. وافضل رد هو ان يعيد البشير الديمقراطية التي اغتصبها، ويضع السودان في السكة التي وجده فيها، لأن تحول السودان الى دولة ديمقراطية بالخبرات التراكمية التي يملكها، هذا يعني حرمان من التغول على السودان الذي طالما وجدوا فيه القرار دائما في ايدي افراد او فرد من الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة على حكمه .. المسؤولية الان يتحملها البشير دون سواه، نقول هذا لانه لا محالة مستمر في السلطة حتى يطرأ جديد او يسقطه الشعب .. ولكن حتى وقتذاك عليه التفكير في هذه الحلول لكي يرد على من خانوه من هؤلاء البدو المتسلطين الغضبانين على كل شيئ .. وهي الحلول التي ترد عليهم الرد المناسب وتصب في مصلحة السودان في نفس الوقت .. وهي الخطوة الوحيدة للتمرد على جميع الحلفاء المتسلطين الذين لهم التأثير المباشر في سير الحياة السياسية في السودان ..
.
العنوان
الكاتب
Date
اما كان من الافضل به/م فعل ذلك ؟ اقصد البشير والمقربين منه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة