يملك الرئيس البشير على حاسة شم شديدة النفاذ ، كما يملك انفا شديد الحساسية لتقلبات الرياح الاقليمية والدولية ، وبالتالي يحول دفة واشرعة مراكبه ، وفق توجهات هذه الرياح المتقلبة . وقد طقشت انفه ، هذه الأيام ، رائحة الطبخة التي يعدها ترامب لإعادة إحياء محور ( الإعتدال العربي ) ، وتكوين تحالف سني – اسرائيلي – تركي في مواجهة المجوس والصابئة وقوم تُبع والمؤتفكة في ايران . ولهذا سارع بارسال ابنه الفريق طه عثمان إلى دول الخليج ، التي ستكون محور هذا التحالف ، عارضاً الدم السوداني ، الذي لا يملك للأسف غيره ، والذي هو رخيص والتحالف غالي ، خصوصاً ريالاته ودراهمه ودنانيره .
وكان ان بدأ الرئيس البشير حملة ممنهجة في الصحف ووسائط الإعلام الخليجية ضد مجوس ايران ورافضته ، ومهاجماً المد الشيعي في دول المنطقة السنية ، والذي صار يُمني اهل السنة ويعدهم ، وما يعدهم المجوس إلا غروراً .
إتهم الرئيس البشير مجوس ايران بضلالة وغواية اهل السنة عن طريق الحق والهدى ، وبأنهم يزينون لهم في الارض .
ادعى الرئيس البشير بان شيعة ايران هم المقصودين في الآية 16 والآية 17 في سورة الاعراف :
صار الرئيس البشير كصالح في ثمود شيعة ايران ، والمنافح الاول عن سنة العرب في مواهجه شيعة الفرس .
من المتوقع ان يقوم الفريق طه عثمان بزيارة سرية خلال النصف المتبقي من شهر فبراير 2017 ، يلتقي خلالها بالدكتور وليد فارس مستشار ترامب لشؤون الشرق الاوسط والدول العربية .
سوف يحاول الفريق طه عثمان تسويق نظام البشير على انه الدرع الواقي ضد الشياطين الثلاثة :
+ ضد ايران ، العدو الاول لإدارة ترامب ، والدولة الارهابية الاولى في العالم كما صنفها الكلب المسعور الجنرال ماتيس ، وزير الدفاع الامريكي . سوف يبذل نظام البشير الدم السوداني في اطار الحلف السني – الاسرائيلي – التركي ، في مواجهة ايران ، وبقيادة ادارة ترامب .
+ الشيطان الثاني الذي يشارك نظام البشير في محاربته هو الارهاب الاسلامي الراديكالي . يعرف الدكتور وليد فارس ان ابو القدح خير من يحارب ابي القدح .
+ الشيطان الثالث الذي يشارك نظام البشير في محاربته هو الهجرة غير القانونية عبر السودان لدول الغرب .
هذه هي اوراق إعتماد نظام البشير لدى بلاط ترامب ، كما سوف يقدمها الفريق طه عثمان لكلاب ترامب السعرانة .
2- بنك الفريق طه عثمان … المسمى بنك الخليج ؟
في مساء الثلاثاء 7 فبراير 2017 ، في الخرطوم ، دشن الرئيس البشير العمل ببنك الخليج ، الذي بدأ اعماله لاول مرة بالسودان ، وتم إستيلاده وفي فمه أسنان قوارض ، رغم انه لا يزال في المهد صبياً . تم تأسيس البنك بمساهمة اولية ثلاثية متساوية بلغت 300 مليون دولار بين الفريق طه عثمان ، دينمو البنك من وراء جدر ، والشيخ الاماراتي عبد الجليل البلوكى ، رئيس مجلس إدارة البنك ، والمليونير منصر القعيطعي ، وزير المالية في حكومة عبده منصور هادي ، ومحافظ البنك المركزي اليمني في عدن .
يعمل بالبنك خبراء عرب يستخدمون آخر صيحات الموضة التقنية المصرفية الدولية ، ويعتمد على دعم كامل وغير مشروط من محافظ بنك السودان الأستاذ حازم عبدالقادر احمد ، الذي تم تعيينه في هذا الموقع بهندسة بهلوانية من الفريق طه عثمان .
في يوم الخميس 19 يناير 2017 ، وبترتيب بين الفريق طه عثمان ، وصديقه الشيخ منصور بن زايد آل انهيان ، وقع الاستاذ حازم عبدالقادر في ابوظبي على إتفاقية وديعة مصرفية بقيمة 500 مليون دولار أمريكى مع صندوق أبوظبى للتنمية . ومن المحتم ان يكون بنك الخليج المستفيد الحصري منها ، ببساطة لانه الذي سوف يشرف على مشتريات حكومة السودان بالنقد الاجنبي .
أحكم الفريق طه عثمان سيطرته على القطاع المصرفي ، كما أكمل سيطرته من قبل على القطاع الامني من خلال قوات حميدتي التي صارت تتبع له مباشرة بعد التعديل الدستوري في يناير 2017 .
كما صار الفريق طه يوقع ، نيابة عن حكومة السودان ، على كل وجميع الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية .
نذكر مثالاً وليس حصراً ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، إنه في يوم الاثنين 23 يناير 2017 ، عقد الرئيس البشير مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في قصره بالرياض . وعقب جلسة المباحثات ، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم إطارية بشأن منحة سعودية بحوالي 100 مليون دولار لتمويل مشروع يرمي لحفر آبار لمياه الشرب في بعض مناطق ولاية الخرطوم .
وقع عن الجانب السعودي نائب رئيس مجلس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب يوسف بن إبراهيم البسام، ومن الجانب السوداني الفريق طه عثمان .
في حفل التوقيع ، تم تجاهل وزير الخارجية السوداني ، ووزير المالية ، ومحافظ بنك السودان ، ووزير التنمية الريفية … وهم الوزراء المقابلين للمسؤول السعودي يوسف البسام ، الذي وقع عن الجانب السعودي .
صار الفريق طه الجوكر الذي يقوم باعباء الوزراء السودانيين ، كلهم جميعهم …
صار الحاكم بأمره في سودان الانقاذ .
والاهم … ضمن الفريق طه عثمان لبنكه ، بنك الخليج ، ولشركته العاملة في مجال الحفريات ، مبلغ المائة مليون دولار .
3- هل يلقى ترامب مصير كينيدي ؟
رحب كل القادة الافارقة ، بدون أي إستثناء ، بالفرعون الإله ترامب ، الذي يشبههم في سلوكياته ومفاهيمه ، والذي سوف يتركهم يفنجطون ، دون ان يكرر على مسامعهم دولة الديمقراطية ، الدولة العادلة ، دولة المواطنة والقانون .
لا يعترف ترامب بالشعوب ، ويتجاهلها في حساباته .
وبالتالي ، وفي حواره المنشور يوم الثلاثاء 30 نوفمبر 2016 في صحيفة الخليج الاماراتية ، إعترف الرئيس البشير بان ترامب ( زوله ) ، لانه زول بيع – وشراء ، ولا يتكلم عن حقوق الانسان ، والحريات ، والكرامة الانسانية ، والخزعبلات الاخرى .
اما قادة المسلمين ، فكانوا أضل سبيلاً .
هناك 57 دولة اسلامية اعضاء في منظمة التعاون الاسلامي . عدد سكان العالم 7 مليار و500 مليون نسمة ، حوالي ربعهم اي مليار و750 مليون من المسلمين .
صرح ترامب اكثر من مرة انه يكره الاسلام والمسلمين ، أي ربع سكان البسيطة . كما إتهم مستشاره للامن القومي الجنرال مايك فلين الاسلام بانه ليس بدين سماوي ، بل ايديلوجية سرطانية ظلامية .
في يوم الجمعة 27 يناير 2017 ، فجر ترامب ( صدمة الحضارات ) بمنعه المسلمين من 7 دول اسلامية ليس له فيها نشاط تجاري ، من دخول امريكا . يمكن لغير المسلمين من مواطني هذه الدول السبعة دخول امريكا ، ولكن ليس المسلمين منهم .
تعداد سكان هذ الدول السبعة حوالي 220 مليون نسمة ، أي حوالي 13% من المسلمين .
لم يوضح لنا ترامب ماذا فعلت العروس السودانية مكة الطريفي من اعمال إرهابية ضد امريكا ، وبالتالي تم ترحيلها من مطار نيويورك ، يوم السبت 28 يناير 2017 ، قبل دخولها الفردوس الامريكي ؟
اذا لم يكن هذا عقاب جماعي وسجادي ل ( كل ) السودانيين المسلمين ، فما هو ؟
قامت المظاهرات ، ضد قرار ترامب بمنع مسلمي 7 دول من دخول امريكا ، في الولايات المتحدة واوروبا وبقية الدول الديمقراطية غير المسلمة ، رغم ان القرار لا يمسهم بسؤ .
بإستثناء ايران ، لم تقل اي دولة من الدول ال 57 الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ، ولا حتى المنظمة نفسها … بغم ؟
برهن قادة وطواغيت الدول الاسلامية انهم توابع لامريكا ، يصلون خلفها ، ويرفعون سيوفهم دعماً لها .
وقال قائل منهم ان ترامب قدم اكبر دعاية تجنيدية لداعش والقاعدة واخواتهما بقراره الغبي ، الذي خلق المشاكل ، ولم يحل اياً منها ، وعرض الامن القومي الامريكي للارهاب ، بدلاً من حمايته .
قطع ترامب انفه لينتقم من وجهه .
ولكن يبقى سؤال المليون دولار :
هل يلقى ترامب مصير كينيدي ، ام يكون اكثر حظاً ، ويلقى مصير نيكسون ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة