|
إلسا قارورة عطر
|
04:06 PM Oct, 27 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
في إحدى عطلات الجامعة عدت إلى مدينتي للاستمتاع بها مع الأهل . وجدتها هناك في بيتنا ضيفة من نور ونار مثل الشمعة .. على كل حال انا اعتبرتها كذلك بخلاف اعتبار الأهل إذ يسمونها شغالة أو خدامة لايهم . من الجنسية الأثيوبية أو الإرترية أو بالأدق من القبائل المشتركة بينهما ..ترتدي بنطلون جينز مع بلوزة طويلة حد الركبة ...لاحظت اختي تحديقي بها فسارعت بتعريفي قائلة هذه السا شغالتنا الجديدة .. وهي طالبة تدرس بمدارس اللاجئين مساءا ..أما هي سمعت اسمها وجاءت مبتسمة صافحتني ..اما ابتسامتها المشرقة واسنانها الناصعة سرقت كياني وغيرت كيميائي. وقالت بلكنة الناطقين بغيرها ( حمدا لله على سلامتك ) قلت في سري وأي سلامة هذه . واكتفيت بالابتسامة البلهاء التي ارتسمت على وجهي وفضحت دواخلي ..أما شقيقتي بدأت تضحك بخبث وجرت السا تركنني وحدي في الصالون ارتب ملابسي واستعد لملاقاة أصدقائي عصرا ..وصورة السا تمر في ذاكرتي كما شريط اعلانات في التلفزيون .بخلاف الهوى والوجدان كان هنالك فضول يكاد يقتلني ..هيئتها ونعومتها ولبسها وجمالها كلها مؤشرات لعز ما عاشته . لكن أي ظروف قاهره دفعتها للعمل في المنازل وما قصتها حاولت انا أعود إلى طبيعتي محاولا تناسيها ..خلعت لبس السفر ولبست العراقي البلدي والسروال الطويل .. وبعد أن أخذت حماما باردا رقدت فى السرير اقلب في مجلة في انتظار قدوم الوالد من العمل لتناول الغداء ثم العصر لمقابلة الأصدقاء وتمرين كرة القدم ..هو برنامج الإجازة المعتاد.. وفعلا عاد الوالد بعد السلام و وتبادل الاشواق ..تحلقنا كالمعتاد حول مائدة الغداء كل الأسرة عداها هي لم تحضر ..سبقني الوالد بالسؤال عنها ( وين السا ) ردت امي ما عارفاها يمكن خجلانة من مصطفى ...تدخلت انا ضاحكا وقلت أشمعنى ما تخجل من ابوي .. وضحكنا جميعا نظرت ناحية اختي فهمت نظرتي وذهبت لتناديها . وفعلا حضرت على استحياء تتبسم وتنظر الي حتى جلست بالقرب من اختي ..بدأ الوالد يهازرها وهي تضحك بعمق .. بصراحة أنا شعرت بغيرة حارقة من والدي . وخاصة بعد ما حسيت الألفة بينهما .. لا أدري ما هو شعور امي بل كدت ان احرضها عليه يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
لازال والدي يمازح السا ولازالت هي تضحك بمتعة ولازلت انا أغلى بالغيظ من الغيرة وما زاد غيظي أكثر هو غفلة امي وكمان بكل حسن نية قالت ( السا يا بتي اكلي .... عملتيه كله ضحك وقرقراب مع عمك المخرف دا ) السا قالت ( ولاي لكن يا خالتي فاتنة عمي سالح دا يدحكني جدا) انا بدون ما أشعر صرخت يا أمي . في شنو يا ولد بسم الله خلعتني. حاولت اعالج طبظتي وقلت ما عندكم شطة .؟ قالت هسع دي حاجة تخليك تصرخ كدا ما براحة الشطة خليناها من ابوك ظهرت له القرحة .بقينا ما بنختها في الوجبات ...قومي يا سوسن جيبي لاخوك شطة وليمون. لا خليني انا يا خالتي اجيبها.... قالتها السا وبردت ناري قليلا لولا تدخل ابوي الظاهر ناوي يفقع مرارتي اليوم .لا لا خلي سوسن تجيبها تكون عارفة محلها . شوفوا الحاج كمان ما عايزها تقوم خالص . رفعت راسي لأرى رد فعل امي ..طبيعية جدا ولا على بالها شئ . مساكين أمهاتنا السودانيات صدق القال في التعبير عند قمة غضبها تعمل الغدا وتحردو. يكون ابوي مرة واحدة قال للبنت يا بتي السا .خلاص كدا عمل (دليت) لكل الشكوك .لغاية ما يجيبوها ليك مجرتقة بعدين الجقلبة تقوم . أما أكثر شخص كان مستمتع بالفلم دا هو اختي سوسن ..كانت ميته بالضحك كأنها تشاهد في مسرح عرائس تحرك خيوطه السا . وأنا مندهش أكثر من جرأة ابوي وعينه القوية .... يغازل في البنية قدام امي..ليه ما جبدتني انا في الجامعة لو بنت علقت على قميصي اليوم كله أكون عرقان و خجلان. سوسن كانت مستمتعةأكثر بالنار الجواي ولمن صرخت يا أمي ضحكت بشدة لكن لم يأخذ أحد باله منها ..أولا امي انشغلت بالخلعة وابوي ما فاضي لينا والسا مشغوله معه . أخيرا بعد الغدا لبست ملابس التمرين والكدارة والسا لبست زيها المدرسي أزرق فاتح بنطلون مع فستان قصير نفس اللون طرحة بيضاء خفيفة وحذا رياضي تقابلنا في باب الشارع وقفت وقالت لي ( ملابس بتاع ريادة حلو عليك) ياه هذه أحلى كلمة حلو اسمعها في حياتي ..ورديت وقلت لها انتي كمان الزي المدرسي يخلوه ليك .. قالت خلاص نوسل مع بعد مدرستنا قريبة من ميدانكم .. ومشينا أكاد أطير من الفرح وقلت في سري خلاص بأي بأي بابا تاني تشمها قدحة ...ها ها ها ها قال بتي قال ومشينا كتفا بكتف كثيرا ما تصادمنا بنشوة وكنا نتمنى لو بعد الميدان والمدرسة أكثر حتى لا نصل . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 3 بعد السلام على الأصدقاء وشرعنا في التمرين لم أكن مركزا على الكرة بل كل تركيزي كان منصبا على مدرسة البنات ..وكلما سمعت قرعةالجرس انظر ناحية باب الخروج ..كثيرا ما فقت من سرحتي على صراخ الزملاء ... مصطفى العب باص مصطفى الكورة جاتك .. حقيقة رغم أني كنت متشوقا لتمارين الدافوري مع أبناء الحي والأصدقاء .فجأة مات هذا الشوق ليحل محله شوقا لذيذا أكاد أذوق طعمه في لساني .. معقولة هذا هو الحب الذي يقال عنه هو الشيء الذي يقلب الكيان ويجعل الحياة لونها وردي ...مصطفى انت سارح وين ما عوايدك الليلة .. لا يا خالد مافي حاجة بس تعب السفر ...ومصدع شوية ..سؤال خالد كان بمثابة طوق النجاة ..أذ أن الجرس الاخير قرع ..وبدأت شلالات اللون الأزرق تتدفق من باب المدرسة ..وجدت حجة الصداع فرصة لاعتذر عن التمرين .. ومشيت ناحية بيتنا ..وأنا امسح في جموع الطالبات بنظري عسى عيني تلتقطانها .. ولم تخيبا ظني ..ابصرتها تبسم لي وسط زميلاتها بدأت تؤشر ناحيتي وتحادثهن .. يبدو أنها حكت عني .. يا ترى ماذا قالت .. لكنه حتما كلام جميل لأنه من مثل هذا الفم لا يخرج قبيح قط .. وتأكيد لذلك بدأ صديقاتها يبتسمن لي .إلى أن قاربت من فوجها .. انبرت لي من وسطهن ..وقالت ( مستفى تعال سلم على ساحباتي ) ..لا أدري ما هي الصفة التي قدمتني بها لهن ..أيا كانت فهي تشرفني. .المهم سعادتها التي جعلت عيناها تشع كما اليورانيوم ..وأنا كذلك .. بعد أن سلمت على صديقاتها ..تحركنا سويا نحو البيت مكررين رحلة العودة. دخلنا البيت اول ما فتحنا الباب وجدنا اهل البيت مجتمعين في الحوش يشربون شاي المغرب بمن فيهم ابي سأل ابي بصورة لم يخفي غضبه ..كنتوا وين .. ردت امي .. اجي ..يا راجل مصطفى كان في الكورة والسا كانت في مدرستها .. . لا بس عشان شايفهم داخلين مع بعض .. اكيد اتلاقوا في الباب دا .. صراحة انا كنت سعيد بدفاع امي وسعيد اكثر باني حسيت بنفسي رديت الكورة لأبي ..ابتسمت فقط اما هو ضحك هز رأسه يسارا ويمينا ثم مضى .. لا أدري هل مبسوط مني أم مغتاظ ..لكن شعرت بأني لعبتها صاح هذه المره وأعتقد هو أيضا شعر بذلك لكن سعادته بابنه تغلبت على غله فضحك لأنه آب ..يداب شعرت بأن السا خلصت لي وخلصت لها ..لكن امي لازالت في براءتها وبدليل جملتها التي جعلت ابي ينصرف إذ قالت ( حلاتكم ما شاء الله ) يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 4 بعد انسحاب والدي من مسرح السا شعرت بالزهو والانتصار دخلت الحمام أخذت دش وانا اغني بكل ما أحفظ من اغاني عاطفية ..لا خليت زيدان ولا خليت هاشم ميرغني .. اسبوع تمام وانا كنت عايش في الخيال انسج حروف ريانة ..مع أنه انا لسع ما تميت أسبوع ..ولا حتى سبعة ساعات .. ولا حتى انا متأكد اذا كان هو حب ولا استلطاف أو انبهار المهم هو شعور لذيذ .. وأنا في الحمام كل مرة تجيني جملة اعتراضية من أحد أفراد البيت . أولا ابوي .. يا ولد ما خلاص كفاك انت ليك سنة ما استحميت ولا شنو . أمي وهي تشع سعادة الله يسعدك يا حبيبي. سوسن ..هنيالك يا بطل ..الجملة الوحيدة التي اخرستني تقصد شنو بت الذين دي انا عارف خيالها بس ما فهمته اليوم. حتى السا مرت قرب الحمام و منحتني دفعة جديدة ...سوتك حلو يا مستفى ... أخ انا من كلمة حلو دي لو سمعتوها منها كيف تنطقها . خرجت وغيرت ملابسي في انتظار الأصدقاء لموعد السينما ..قشرت ببنطلون الجينز والتيشيرت ..ورحت للوالد لطلب مصروف الجيب .. نظر لي من فوق لتحت ..وقال لي وين رايح ..قلت له السينما ..قالى براك .. وهو لازال يتبسم ..فهمت قصده كاد أن يقول اوعى تكون سايقها معاك كمان . لا مع الشلة طبعا ومنحني مبلغا كبيرا يكفي لإدخال كل أهل الحي للسنما .. اكيد عدا السا طبعا ..وقال بعد السنما انت واصحابك اتعشوا برة كمان .. حسيت كاد أن يضيف وما تجوا تاني .. ها ها ها الله يلعنك يا ابليس دا ابوي ياخ انت عارف يعني ايه ابوي. وفي الباب وجدت السا تنتظرني وين رايح يا مستفى . قلت السينما قالت كل اللبس الحلو والعتر هادا عشان سينما بس . شوفو كمان السا بدت تغير ايه الهنا الأنا فيه دا حب كامل الدسم في خمسة ساعات بس قلت معليش مواعد أصحابي المرة الجاية حا أخدكم انتي وسوسن . وقالت المرة التالتة انا بس اكيد اكيد اكيد اكيد يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
ه عدت من السينما متأخرا بعد وجبة العشاء مسبقة الدفع من الوالد . انشغالي مع ونسة الأصحاب وقصة الفلم شغلتي عن السا قليلا ..ليس لدرجة النسيان لكن اكيد الأصحاب لهم مكان في القلب لا يشغره أحد . كعادتي عندما أصل البيت متأخرا لا اطرق الباب ..إنما اعالج الترباس من أعلى ثم ادفع الباب دفعة خفيفة فتفتح الدلفتين معا ..حتى لا ازعج أحدا وكذلك اجنب نفسي استجواب الوالدين .. لكن هذه المرة اعالج في الترباس قبل ما ينزل تفاجأت بالباب يفتح تلقائيا .. قابلتني السا.وهي التي فتحته السا انتي لسع صاحية ؟ قالت كيف انوم وانت لسع برة البيت قلت في نفسي امك خلي بالك الزولة دي غرقانة اكتر مني قلت لو كنت أعرف راح تنتظريني قاطعتني قالت كنت تقطع الفلم وترجع ؟ قلت ما كنت مشيت اصلا تبمست بنشوى بل كادت ... لولا ... قطع حوارنا الحالم امي وابوي جاء يحمل بطاريته . انت جيت يا شقي أعتقد والله أعلم كلمة شقي أضافها بعد شاف السا معاي والا هو الادانا حق العشاء وقال ساهر مع أصحابك .غايتو يابا الله يكون في عونك معاي . أمي سألت السا ..وانت الصحاك شنو يا السا. قالت : انا سمعت الباب يدرب سوسن تدخلت وهي تدلك في عينيها قائلة : ومصطفى متين قعد يدق الباب كمان ..و ضحكت بعد ما شاهدت انا والسا نعض لها شفايفنا السفلى عاد الحاج والحاجة إلى النوم وتركونا نحن ألثلاثة كنت اتمنى لو ذهبت سوسن هي الاخرى لكنها ذهبت وجرت السا من يدها معاها وقالت لها ..ارح سيبك من العاطل دا بكرة عندك مدرسة . احلى ذكرى للمشهد وهي تلوح بيدها خلف ظهر سوسن مودعة. رحت إلى سريري في حوش الصالون .رغم الإرهاق من تمرين الكرة ومشاوير السينما وتعب السفر ..إلا أنه النوم جافاني تماما .. مرة أضع المخدة فوق راسي ومرة أضع راسي عليها .. شعرت أن راسي بدأ يسخن كأني مصاب بالملاريا .. هو الحب دا كدا اصلا ولا انا عندي ملاريا فعلا .. لو بقى كدا معناها عنتر وقيس ديل اتعذبوا جد ...انا ساعات حب فقط قلبت كياني فوق تحت ... يلا يا نوم تعال انا ما اقدر اكتر من كدا والله ..خلينا بكرة نعرف شنو راح يحصل في الحب الصاروخي دا هاهاهاها ونمت أخيرا يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
6 صحيت الصبح على يد تهزني فتحت لقيتها امي .. قم يا ولد الشمس دي جاتك .. وبعدين ابوك قال ليك البس والحقه في السوق .. قلت غريبة انه ابوي يطلبني في السوق واصلا انا عادة في الإجازة بشتغل معه في المحل بدون ما يطلب .. اكيد السا عندها علاقة بالموضوع عايز يطفشني من البيت ولا خايف إكسر عمود وما اطلع من البيت .. كله شئ وارد يابا ..والله السا تحير الختتني في منافسة مع ابوي ..تعوذت من الوساس ورحت اتجهز للخروج ..لبست بنطلوني الأسود وعندي قميص كاروهات. بالاحمر شكيته في البنطلون باختصار أصبح عندي رغبة في التانق رغم أنه التانق كان ومكانه الجامعة حيث الدراسة المختلطة والحسان بالألوان أما في المدينة وفي الإجازة اكيد السا لها دورفي هذه المرة خاصة بعد عبارتها ( لبس بتاع ريادة حلو عليك ) ..كل شئ في حياتي أصبح يمر عبر السا انا يتخيل لي دمي أصبح يتكون من كريات حمراء وبيضاء والسا . رحت عند امي في المطبخ لشرب شاي الصباح بالبسكويت ..بصراحة الشيء الذي لم أذكره انه امي تدللني أكثر من اللازم تخيلوا تخبز البسكويت مخصوص كل ما قاربت موعد إجازتي كأني عريس راجع من شهر العسل وتزفني بعد الإجازة بالخبايز والقرقوش كأني رايح للجهاد الله يخليك يا أمي والله يهدي سر ابوي ما يجرحك لا بالسا أو بغيرها . جلست معاها في المطبخ لشرب الشاي بعد شوية انضمت لنا سوسن أما أنا بديت التلفت وسوسن طبعا لا تفوت شي قالت جايه جايه . الله يجازيها الشافعة دي بس واقفة لي في حلقي . بعد شوية نسمع أحلى صباح الخير بنفس اللكنة التي طيرت صوابي (سباح الخير ) وعلى قول صديق أحمد اريت ليلا معاك عمرو ما درنا يصبح ويا حلات صبحا تكون أنت المصبح عديلة عليك مشاوريك عديلة يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
7 دخلت السا علينا بعد ما صبحت وهي ترتدي بدلة رياضية بنفسجية بالأبيض تبرز مفاتنها و تذهب العقل .. لكن ليس هذا ما إذهب عقلي . أصبت بمشاعر متباينة انتابني شعور جديد وهو شعور الشفقة شعرت فعلا أنها عزيز قوم ذل ..الحمد لله وقعت في أسرتي حيث لن تذل ابدا بل معززة ويمكن مدللة من امي اما ابوي اصلا حقه براه ..أختي خاوتها امي لم تخبي اعجابها بها تمدح فيها في الغادية والرايحة ..انا اكيد ملكت قلبي مافي شك .. لكن الشفقة من زيها ولبسها تحس انها من اسرة سرية بل نحن والذين نعتبر اسرة سرية اختي سوسن وزميلاتها لم يصلن لهذه المرحلة من اللبس .لبسة رياضية من شركة اديداس تلبس فى النوم ..؟ يا ولدي تعاين للبت كدا مالك عاوز تسحرها . قلت بدون تفكير يا أمي هي السحرتنا . اجي يا ولدي سحرتك كيف كمان عادت الي نوبة الخجل ضحكت وتخارجت مسرعا وقلت عن اذنكم احصل ابوي في السوق . وقبل ما افتح الباب لحقت السا وقالت لي ( رايح سوق يا مستفى ) قلت ايوا عندك طلب ؟ قالت جيب لي حاجة حلوة معاك على ذوقك قلت لها هو في شي أحلى منك؟ لا أدري كيف خرجت مني هذه الجملة اول مرة اغازل فتاة مباشرة ..لا اكيد هو الحب ... الله يجازي الحب .. خفت تزعل لكن لقيتها ابتسمت ابتسامة زادت الصبح إشراقا والعصافير طارت من الأشجار ترقص وتغني كأنها جرت سلك مني . وهي ملوحة قالت لي سلم على علي قالتها وهي تضحك مين علي دا كمان نصل ونشوف يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
8 وصلت دكان ابوي في السوق وابوي باختصار تاجر جملة في المواد التموينية له محل كبير به ثلاثة أبواب يعمل معه عدد من العاملين بعضهم كبار في السن موجودين حتى قبل ميلادنا .وبعضهم شباب يعني حوالي ستة من عامل لبايع سلمت عليهم كلهم استقبلوني بترحاب وخاصة عم خضر الذي نكن له مكانة خاصة .. أهلا يا دكتور منذ دخلت الجامعة هو مسميني دكتور قدر ما حاولت افهمه انه انا بدرس أدارة اعمال ..إلا هو مصر انه أي شخص يدخل الجامعة لازم يطلع دكتور وتكون عنده عيادة ..وعيادتي بالذات هو مخصص لها نصف بيته ومنتظرني اتخرج .. ماشي يا عم خضر بس اليحصل للمرضى تتحمل مسؤوليته انت ..يضحك ويضحك ابوي كل ما سمع هذا التعليق ( طبعا ابوي زمان قبل ما تظهر السا ويصبح خصم .. ما أظنه راح يضحك لي قريب تاني ) اما العامل الجديد اول مرة أشاهده ينادونه علي .شاب نحيف كثيف الشعر مهتم بهندامه يلبس بنطلون ويشك فيه القميص .. من سحنته تحس انه اثيوبي مسلم أو ارتري.. في الحقيقة ..لكنه كان خفيف الحركة رشيق يتنقل في أرجاء المحل مع الزبائن .يجاوب لهذا ويحضر لذاك ويصرف ويتلقى أوامر ..أصدق كلمة يمكن توصفه بها هو عبارة امي ( قليص) انا حتى الآن لم أركز ولم اربطه بطلب السا . إلا وانا اراجع مع ابوي في الحسابات سمعته ناداه قائلا يا علي تعال سوق العربية امشي ودي الخضار واللحمة للبيت وجيب لينا الفطور معاك ..أيضا لم اكترث ..لكن فجأة رفعت راسي لعلي لاحظت له وقف في مراية معلقة في طرف الدكان وبدأ يمشط في شعره ويغني وبفرح كأنه رايح يخطب .. يداب قفذ في رأسي طلب السا سلم علي علي .ابن الذين هو دا علي .؟ مين دا يا ابوي دا علي ايوة سمعت اسمه من وين جايي؟ كيف جايي من وين ما شغال معانا طيب ليه يروح مشاوير البيت مش في عم عمر وعم خضر ياخ ديل كبروا حركتهم صعبة صعبة شنو هم ماشين برجولهم ؟ يا ولد خلاص دا بقى شغل علي وخلاص ما عايز نقاش في الموضوع بصراحة شعرت الدم بدأ يغلي في عروقي وشعرت بعلي لازال يغني ويتانق مما زاد حنقي أتذكرت حاجة يا ابوي انا رايح البيت اها أتذكرت شنو أتذكر ت زميلي عصام طالب مني مذكرات وراح يجيني هنا في الدكان ابوي قال خلاص كلم علي يجيبها معاه في هذه اللحظة تدخل علي في الحوار ..ايوا اكتب ورقة لسوسن وهي ( تتلعم) لي . اتغظت منه جد ا وكدت أن الطمه ..لو لا لاحظت انه ابوي يكتم الضحك بالعافية ..شوفوا ابوي كمان بقى يشتغل لي في الأزرق على قول المصريين ..ويعمل لي مقصات كمان . قلعت المفتاح من علي دون نقاش وقدت العربية للبيت بخضارها . أول ما وصلت ضغط على الوقود بشدة ..فتحت الباب السا فعلا رديت لها بغيظ وغضب وقلت لها فاكر اني علي مش ؟ قالت ابدا والله عارفه حتكون انت وانا مخصوص قلت لك سلم على علي عشان ألفت نظرك ليه هو شنو حكاية علي زول عرفته في ساعة رفع ضغطي وفي ناس عرفتهم في ساعات رفعوا شنو ديل ضحكت وقلت ليها رفعوا السكري قالت مرة واحدة كدا قلت لا أقصد من حلاوتهم ابتسمت بنشوى قلت شنو حكاية علي دا.؟ ما عارفة انا من اشتغلت عندكم وهو يدور سبب عشان يجي البيت ويقابلني (ومواديعه) ميته يعني ما عنده (مودوع ) فعلا ما عنده موضوع الحمد لله ريحتيني الله يريحك على فكرة عاوز اقول لك انت ما شغالة عندنا انتي ضيفة يعني لو في شغل ما عندك رغبة فيه ما تعمليه وعلى مسؤوليتي شكرا يا مستفى انت زريف وانا ما اقدر أقوله لخالتي فاتنة لا كدت ان اقول لها تتزوجيني يا السا لكن خفت أن يطير كل الحلم وافقدها للابد .. وين سرحت عاوز تقول شي .. خوفتني صراحة وحسيت أنها قرأت دواخلي من وين طلعت انتي يا السا لخبطت حياتي كلها ما عارف أعيد ترتيبها قالت ندخل البيت وقفنا كتير في الشارع صحيح ندخل البيت يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
9 دخلنا البيت امي اول ما شافتني قالت اجي يا مصطفى الجابك شنو؟ جيت اشيل الفطور وجبت ليكم الخضار . وعلي وين تاني علي دا ؟ السا وسوسن انفجرتا ضحكا علي ماله بسم الله مشغول يا أمي مشغول بشنو ما هو دا شغله يا أمي ما تحكيها علي دا تاني ما بيجي البيت . ليه ماله سرق .؟ لا ما سرق ولا حاجة بس نحن عندنا ولايا في البيت . اجي الولايا جونا من وين كمان ؟ يا أمي ولايا يعني نسوان انت وسوسن والسا . قالت امي اها فهمت يداب وبدت تعاين لالسا وتضحك وتهز في رأسها. قالت الله يسعدك يا حبيبي قلت شنو الجملة الناقصة دي يسعدني براي يسعدكم كلكم انشاء الله بس سوسن ما معانا يا سلام عليك أنت ذاتك ألقاها السا كانت تساهم بالضحك فقط مع كل جملة تنطلق مننا الثلاثة لازال صوت ضحكها يدور في رأسي كاحلى موسيقى سمعتها يوما. نرجع لحكاية فطور السوق .ابوي مرة مرة يمل من أكل السوق فيطلب من امي تعمل لهم قراصة مرة بمفروكة ومرة بدمعة ..كمية كبيرة تكفي لعشرة رجال وتفيض ... اكتشفت لاحقا انه علي لامن يغالبه الشوق لزيارة البيت يتحجج بالقراصة ( يا عم سالح ما تكلم لينا الحاجة تسوي لينا قراسة تولنا منها ياخ ) . المهم جهزوا لي الفطور أخذت العمود وحفاظة القراصة وتوجهت ناحية السوق ..بعد أن ودعت السا . اكتشفت انه كل ما اغيب منها وارجع الاقي شوقي مضاعف وارجع لفراقها أحس بلوعة . انا مش عارف حا ارجع الجامعة كيف ؟ لحسن الحظ وجدت زميلي عصام منتظرني في الدكان . أول ما شاهدني قالى لي جيت أسلم عليك ابوك قال لي مصطفى راح يجيب لك المذكرات من البيت مذكرات شنو العايز تجيبها لي. اوعى تكون قلت له مافي مذكرات. ابدأ لاني عارفك تكون عامل ليك مصيبة في البيت وعايز سبب يوديك. ضحكت وقلت له دي حكاية طويلة بحكيها ليك بعدين ..يلا أفطر معانا ما مشتاق لقراصة امي. والله انا فاطر لكن قراصة امك ما تتفوت. فرشوا فرشة في الأرض وتحلقنا حول القدح .. الشخص الوحيد الذي كان يثرثر وفقع مرارتي هو علي وقال ( ولاي قراسة دا أكل عجيب لو في تريقة الواحد كل يوم يأكلو) كدت اقول له علم امك تعملها ليك كل يوم ..شوف ابن الذين عايز يروح البيت كل يوم يجيب القراصة يا الله يقرصوك من اضانك . صحيح لم أنطق لكن النظرة التي القيتها عليه جعلته يخرس تماما . بقدر ما حبيت السا من أول نظرة بقدر ما كرهت هذا العلي من أول نظرة .. لا أدري لماذا شعرت بأن علي هو المنافس الحقيقي . أولا لأنه من جنسها بمعنى لن تقابله عقبات عرقية مثل التي تنتظرني ثانيا انا طالب وهو موظف يعني ممكن يكون جاهز للعرس. ثالثا هو جرىء لدرجة الوقاحة وانا يداب بدت تخرج مني عبارات الغزل بالعافية بل تنتزعها مني السا انتزاعا بسلوكياتها المثيرة ..لكن زي على العبيط دا ممكن يقول شعر واكيد حافظ شعر وأغاني أكثر مني حتى انا الاغاني الحافظها ما تخرج إلا لحظة استحمام .. هسع زي عبارة ( سوتك حلو يا مستفى ) ممكن توصلني خشبة المسرح لكن وين مع الخجل الشديد . مصطفى يا ولدي سارح وين ما اكلت خالص . قالها ابوي وهو يبتسم انا وهو فقط نعرف معنى هذه الابتسامة . قلت الحمد لله وقفت الغسل يدي . يتبع و
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 10 بعد ما فطرنا أنا وصاحبي عصام جرينا كرسيين وجلسنا في طرف الصالة قدام الدكان .. وبادر عصام : يلا أحكي شنو موضوعك . قلت يا عصام بصفتك زول حبيب كل يوم داخل في علاقة ومارق من علاقة جديدة . قاطعني :أها أسحرني كمان ؟ قلت له بغيظ اسحر ليك شنو كمان عامل سفتك دي . ضحك بصوت عالي لفت لنا النظر وقال لي والله أنت فقارتك دي أصلك ما بتخليها هسع سفتي دخلها شنو بالموضوع . قلت طيب خلينا في الموضوع : تؤمن بالحب نمرة أربعة ؟ قال : شنو ؟ قلت له تؤمن بالحب من قولة تيت كدا يقوم بنمرة أربعة طوالي . قال : شنو هو أنت سايق دفار ؟ ياخ الملافظ سعد قول كوريلا قول سوني .. بس جاري لي للحاجات الشبهك حاكيته ( أنت سايق دفار ).. - لا خلينا من العربات اتحدث مباشر أحسن .. في شنو . - ياخ ببساطة أمس جيت بيتنا لقيت فيه حورية غزالة أي حاجة من البيقولوها الشعرا ديل . ومن عيني وقعت عليها أنا حيلي ما شايلني . - ما قلنا ليك من زمان أدخل تجارب هسع أنت كهربتك عالية أي حاجة بترجفك .. نظرت له بغيظ كدت أن البسه بنية في وشه .. ألسا أي حاجة؟ .. لكن تمالكت أعصابي وقلت هو صاحبي أصلا لسانه فالت .. - قلت له ليك حق لأنك ما شفتها .. - طيب ما تورينا ليها عشان نحكم . - أوريك ليها أنت دا حلمك ؟ - له ياخ أنا صاحبك ما بتأمن لي ؟ - في كل حاجة الا دي ..أنت زول خطير الواحدة تتشاكل معاها الليلة بكرة نشوفك خالطها وتضحك معاك طالعين ونازلين مع بعض كم يوم قبل ما تغيرها تقول لي آمن ليك . - طيب أنت عايز مني شنو هسع .؟ - عايز أستشيرك - طيب على الأقل أديني معلومات هي جارتكم ولا قريبتكم ولا صاحبة أختك ؟ - لا هذا ولا ذاك ؟ - فضل شنو تاني . - هي شغالة . - شغالة وين ؟ - شغالة في بيتنا - شغالة في بيتكم ؟ خدامة يعني. - يا زول اتلفظ كويس .. - شنو هو اتلفظ وما اتلفظ ما الشغالة في البيوت اسمها خدامة هو انا جبت حاجة من عندي . - ياخ لكن دي عزيز قوم ذل . - ذل ولا ضل المهم في النهاية هي خدامة في بيتكم . - أنت مالك عايز تبيخها لي الله يغيظك ياخ يا هو جابوه فزع بقى وجع . - ياخ دي أسمح من سوسن أختي . - ما لازم تشوفها أسمح من أختك وأي بت في الدنيا دي أي زول بيشوفها أسمح من أخته ما عايزة ليها تنظير دي غريزة طبيعية . - مرض يمرضك ياخ .قوم خلاص ما عايز منك استشارة . - لا لا لا خلاص ما تزعل يا درش ياخ لكن أنا ما فهمتك أنت عاوزني أقول لك شنو . - ياخ أسألني قول لي شنو الخلاك تقيمها كدا وشنو الخلاك وقعت في حبها من قولة تيت .. كلام كدا يرد الروح بدل بياختك البتسوي فيها دي . - طيب قول أنت فضفض بالكلام العاوز توصلوا بدون ما أتدخل أنا . وفعلا بديت اتحدث وأحكي عن وصفها وأسرف عن وسطيتها في الوزن والطول واللون واتساع العيون وبياض الاسنان والوجنات تضوي زي نور القمر . وضحكتها الرنانة .. ولكنتها في النطق .وعن لبسها ودراستها. هو كان ساكت لم يقاطعني يشبك يديه تارة وأخرى يفردهما .. يبدو أنه بدأ يقتنع أن الأمر غير عادي . بعد ما أنتهيت وضع يده في خده ولم يعلق الظاهر آمن . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: طارق عياد)
|
تسلم الانامل الذهبية ياابو الدرادر والله روعة تحبس لها الانفاس -----------------------------------------
تشكر يا باشمهندس وينك يا راجل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 11 بعد ما خلصت شرح لعصام قلت له اها رأيك شنو قال والله انت حيرتني قلت كيف يعني؟ اول الكلام والشعور والوصف دا عمره ما مر علي. كيف ياخ وانت الرومانسي الخبير. ياعم انا اكتشفت من حديثك دا انه انا عمري ما حبيت . ومال الخلط والعطور والهدايا القادينا بيها ديك كانت شنو.؟ ياخ دي قشرة فارغة ساي لكن لو ربطوني ما راح اعرف اوصف بنت حبيتها زي وصفك دا عشان كدا اليوم اكتشفت انه انا عمري ما عرفت الغرام . ما لي حق اقول لك الحب اليبدا بنمرة أربعة قال معناها انا علاقاتي كلها من نمرة واحد والخلف على طول . قلت ليه سايق عربية روضة؟ . .ضحك ضحكته المجلجلة وقال الله يجازي محنك يا موستا. قلت له اها رأيك شنو ما لي حق اتكسر . قالى لي اكيد لك حق هو انا من وصفك ليها فقط اتكسرت فيها . قلت له انت ما معيار لانك مرضرض خلقة . المرة هذه انفجر بالضحك وهو يضرب رجله فى البلاط كعادته عندما يضحك بعمق .لدرجة لفت نظر الوالد وجاء قربنا وقال قعد يقول لك في شنو المجنون دا يا عصام. . عصام لازال يضحك وقال والله صحي ولدك دا مجنون يا عم صالح . يا ابوي مافي مشكلة قعد نحكي عن الجامعة . الجامعة ؟ ..لا واضح ما في شك . ثم عاد الوالد لدكانه وهو يهز في راسه يسرة ويمنى ويبتسم . عصام ..ماله ابوك وليه قلت له الجامعة هو ما عارف الموضوع . الموضوع ؟ ابوي دا فلم براه كمان. كيف يعني ؟ تتصور ابوي ذاته مكسر فيها . يا راجل ؟ والله دي ما سبقكم عليها فلم هندي . لكن ما أظن دا وسواس منك عشان انت غرقان وشنو الخلاك تظن كدا . ياخ من هزاره معاها وضحكه وسؤاله عنها والدفاع عنها . ياخ الحاجات دي كلها عرفتها بين أمس واليوم بس. لا ياخ اصلا العاشق في البداية يكون مرعوب وخايف من الناس الحوله لكن بعد ما يثبت الموضوع تروح الوساوس لوحدها. ايوا كدا يا خبير يا دولي تعرف أكثر حاجة كانت زاعجاني في الموضوع هو الشعور بخصومة ابوي. لا ياخ العن الشيطان ابوك أعقل من كدا . عارف والله وهو انا بعلن في الشيطان من أمس ما خليت له صفحة يقبل عليها . .لكن يا موستا من قصتك الحكيتها دي الظاهر انتو الاتنين غرقانين . طيب اها . دايما التجارب الزي كدا ما بتنجح. كيف يعني ؟ عندك مثلا قيس وليلى عبلة وعنتر روميو وحوليات. ياخ سيبك منهم ديل ناس وهم ساي .. ما تعمل لينا ضبانة في راسنا انت كمان. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 12 مشروع السا نحن لازلنا في رحاب اليوم التالي لحكاية هذا الحب العميق . عصام صديقي ظل معي في السوق إلى قرابة الساعة اثنين حيث ينتهي دوام العمل ..انا وابوي قدر ما تمسكنا فيه يذهب يتغدى معنا إلا أنه اعتذر يقول معهم ضيوف في البيت ..المهم انا وابوي قفلنا الدكان وكالعادة في الإجازة اتحول انا لسايق خاص للوالد ..غشينا سوق الخضار تشتري شوية فواكه .. بلا فلسفة هم بطيخ وموز كالعادة ..ما عدا ذلك نحن باقي الفواكه في مجتمعنا تصنف من الأدوية . أي توصف للمرضى اكيد من قبل الزوار وتنظيراتهم ما يشكي واحد من ارتفاع الضغط مثلا إلا ويظهر لك منظراتي يقول تجيب الفافاي وتخلطه مع القريب فروت واليوسفي وتخليه في التلاجة وكل تشرب كباية على الريق من الصباح وهكذا . المهم وصلنا البيت والسا قابلتني بابتسامة مشرقة كالعادة فرح طفولي برىء اكسب الحياة اللون الوردي ..التمينا في وجبة الغداء من جديد نفس الهزار والضحك مع الوالد ..لكن انا خفت عندي حدت الغيرة قليلا .فجأة أثناء الوجبة سألتني السا سؤال إشاع الحيرة فينا جميعا . أذ قالت موستفى ايش مشروعك في الإجازة . قلت مشروعي ؟ كيف يعني؟ ابوي نفسه رفع رأسه أيضا مندهشا قالت إجازة حقك شهرين لازم تسوي فيها مشروع دائم يكون له وجود انت إجازة بس كله تعديه نوم وكورة وسوق ؟ طبعا انا وابوي الاتنين سطحنا وحتى باقي البيت منتظرنها تفصح أكثر. قلت لها أعطينا مثال مشروع زي كيف يعني . فكرت قليلا قالت مثلا هذه الإجازة تعالوا نسوي حديقة منزلية. هذا الحوش كبير جدا ممكن نزرع فيه شجر ورود وأشجار زينة وننسقها وممكن نعمل نافورة. ابوي الموضوع عجبه انبسط لدرجة التصفيق . قلت لها نحن ما نفهم في الشجر غير الليمون والنخيل والجوافة بالكثير وفعلا سرحت مع نفسي اي بيت سوداني لايخلو من هذه الثلاث وتلقي صاحب البيت بعد دعوة الغداء متكي على جنب ويحكي لضيوفه عن تاريخ الليمونة هذه وهو ينكت في أسنانه من اللحم بشوكة منها ( والله الشجرة دي لامن جبتها كانت قدر كدا وحسام ولدي كان في الروضة وجبت ها من ساقية عمنا خضر وووو الخ) رفعت راسي من سرحتي وقلت لالسا أنتي تفهمي في الورود قالت كيف كتير جدا الغربي والشرقي . وتحمس الوالد وقال خلاص تمشوا العصر المشتل وهاتوا الورود وازرعوها في حوش الصالون وخليه يكون مشروعك بدل الإجازة تعديها صياعة وكورة. صياعة كيف يا ابوي انا بشتغل معاك قالى عارف انا ما قاصد انت اكيد عندك زملاء آبائهم موظفين كيف يقضون الإجازة هل فكرتوا في حكاية المشروع دي قبل كدا . السا يا بنتي ممكن تدينا فكرة عن مشروع تاني غير الحديقة .. ( أه كلمة بنتي من ابوي ريحتيني راحة وطيرت الوسواس للأبد وشعرت بها صادقة من القلب ..صدق عصام قال ابوك أعقل من كدا) السا قالت المشاريع كثيرة ممكن مثلا يعملوا صيانة للبيت يجددوا البوهية وممكن تكون جماعية يعني كل يوم في بيت واحد فيهم . لازالت المدهشات تتوالى من هذه الجميلة الصغيرة والتي كل لحظة تثبت أن الجمال ليس شكل فقط إنما هنالك أشياء غير مرئية تحس . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 13 البت الحديقة بعد ما عرضت السا مشروعها عم صمت المكان كل واحد تقوقع في حوار داخلي مع نفسه .. أنا عن نفسي سأتبرع بتحليل وخيال ما يدور في رأس كل واحد من أهل البيت . أبوي مثلا يفكر في هذه الصغيرة التي لا حدود لقيمها التي تبثها في كل لحظة منذ أن انضمت للعائلة .. معقولة تكون هي الشغالة وهم الأسياد .. هذه مفترض أن تكون الأميرة بل الملكة عليهم جميعا .. ما يؤكد كلامي كل مرة يرفع رأسه يمنحها نظرة ثم ينحني من جديد . أمي همها طبعا في أكلها الذي في طريقه للبوار .. يا جماعة ما أكلنا سويتوه كله نضمي .. فعلا بدأ كل واحد يتناول لقمة بعد دقيقة كاملة وتظل اللقمة معلقة في الهواء بين الاطباق والفم حتى تصل ثم تعقبها أخرى . أختي سوسن أكيد شعرت بتفاهة عقلها وتفكيرها مثل ثائر رفيقاتها همهن كلهن في المسلسلات والموضة وكريمات تفتيح البشرة .. هذه بنت من دورهن كيف تحمل هذا النوع من الفكر العالي والبسيط في ذات اللحظة .. كيف تركز تفكيرها في أن تحول حياة من حولها الى جنة . أما أنا أستطيع أن أقول حللت كل نفسيات أهلي لكن لن أستطيع أن أحلل أو أكيف الحالة التي أعيشها الآن .. ما هو هذا الشعور الغريب .. يبدو أنه تجاوز مرحلة الحب .. ما هذه المخلوقة .. ولو على يدي أحملها وأذيبها في كباية وأشربها مثل العصير والعق الكباية حتى لا يبقى منها شئ . لم يقطع تفكيري الا السا قالت : (مالك مستفى تعاين لي وتدحك ما عجبك مشروعي ؟) قلت ما عجبني مشروعك ؟ سؤال استنكاري وكنت بعدها أتمنى لو استطيع أن اختفها وأجري بل وأطير مثل سوبر مان أو الرجل الوطواط أو أي من الرجال الذين يستطيعون الطيران من أوهام السينما الغربية . لكن لم استطع سوى هذا السؤال الاستنكاري .. الذي جعل الجميع يضحكون وأكيد كل واحد له دافع .. فقط كالعادة وجعتني ضحكة سوسن أختي كدت أن اقول لها وأنت تعرفي تفكري في مشروع مثل هذا همكم كله لبس وكريمات .. لكن لم اشأ أن أحرجها .. في الحقيقية أعتقد كلنا أصبحنا محرجين .. بيتنا عمره أكثر من عشرين عاما لم يفكر أحد فينا أن يزرع فيه حتى الليمونة المشهورة في البيوت الأخرى .. بيتنا كان ينتظر السا تولد وتقوم الحرب ويلجأ اهلها للسودان وتقودها الظروف لتعمل خادمة عندنا .. ويلهمها لتعملنا كيف نعيش في بيتنا بطريقة أصح وأقل تكلفة .. يا للاقدار .. ويا لظلم الانسان لأخيه الانسان وهذه قضية أخرى نتركها للنهاية . المهم بعد الغداء والشاي لبس السا وسوسن ملابسهن وركبنا معي في سيارة الوالد ( البوكس) في قبينة القيادة وتوجهنا ناحية المشتل .. في الحقيقة كثيرا ما مريت بقرب هذا المشتل ولم يحدث أن وقفت قربه لأعرف ماذا يبيع . نسيت أن اذكر أن السا أرتدت بنطلون جينز وتي شيرت طويل وحذاء رياضي (أديداس برضو) يبدو مثل ما قيل لكل مقام مقال .. هي عندها لكل مقام زي .. ثقافة صامته أضيفت لنا ..أنا وأختي .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 14 البت الحديقة وصلنا المشتل ولجنا أنا واختي والسا من الباب .. بديت أنا واختي معنا العاملين في المشتل نلقط في الشتلات ونضع على جمب .. لا عارفين أسمها ولا عارفين أذا كانت مضرة أو نافعة المهم أشجار أشكالها غريبة وكذلك وألوانها أول مرة أشاهد شتلات أوراقها ملونة بعضها حمراء وبعضها بنفسجية . في هذا الوقت كانت ألسا تتحدث مع المسئول عن المشتل وعندها لسنة مكتوبة باللغة الانجليزية تسأل منها .. ويبدو أنه خبير زراعي .. انتبهت لنا وقالت أيش قاعدين تسووا ما كدا الحكاية .. هذا الشجر بعده ( بعضه) مدر ( مضر ) يسوي حساسية .. ما تشوفوا الشكل ويعجبكم اللون . وجاء معها الخبير وبدأت تسأله عن أسماء أول مرة نسمعها أنا وأختي زيزفون وزعفران وشيزفرونيا لا شيزفرونيا دا مرض على ما أعتقد .. المهم روز وفل وجاسمين .. وفايكس وبايكس .. ومش عارف ايه .. والخبير الزراعي يؤمن على طلبتها وكل مرة يرسل عامل يحضر شتلة من مكان ما . أنا ما بقى لن أكون صامتا هكذا لازم أساهم وخاصة انتابتني الغيرة بعد ما شاهدت نظرات الأعجاب والتعجب في عيني الخبير الزراعي الشاب وزاد اهتمامه شوية . قلت يا ألسا كمان ممكن نعمل عريشة عنب قدام باب القراج وتكون جلسة نهارية جميلة .. قالت فكرة حلوة ولاي يا موستفا لكن ما دروري ( ضروري ) تكون عنب فيه نباتات عترية ( عطرية) لها ورود جميلة وهي متسلقة ممكن تكون على العريشة .. وسألت الخبير عندكم ( كذا أو كذا أو كذا) طبعا ولا أسم رسخ في رأسي .. أنبسط الخبير حتى بانت نواجهزه وقال لألسا أنتي درستي بساتين وحدائق ؟.. قالت لا هي هواية خاصة لكن قريت كتب زراعية أنا لسه تالبة ( طالبة) ثانوي .. المهم قضينا المهم وبوكس السيارة تعبأ بمختلف الشتلات .و السا قالت الآن نروح السوق نشتري أدوات حفر . فعلا هذه لم تكن خطرت على بالنا .. غشينا أحد المغالق وأشترينا أدوات حفر أيضا تفاجأنا ببعضها أنا غايتو شاهدتها عند الجنانينية في حدائق الجامعة لكن لا أدري سوسن اذا كان شاهدتها أم لا . وعدنا للبيت متحمسين .. أمي قالت أن اصحابي جاؤوا ينادوني للتمرين .. قلت تاني لا تمرين ولا كورة خلاص نحن عندنا مشروع .. وفعلا نزلنا الأدوات والشتلات .. ألسا أخذت مسمار خشب كبير وبدأت تخطط لمكان الحفر .. قالت يا مستفى أنت الراجل ودورك مهم في الحفر .. قلت لها أنا مستعد أحفر لك السودان كله بس أنت تأمري .. ضحكت ضحكتها العزيزة واللذيذة التي جعلت الحماس يدب فيني وشرعت في الحفر .. أما أهي وصلت خرطوم المياه الطويل الذي اشتريناه معنا لذات المهمة وبدأت ترش الشتلات وترطبها .. وكل ما خلصت من حفرة اختارت هي واحدة من الشتلات وزرعتها في المكان .. ومن ثم فتحت فيها خرطوم المياه .. وقبيل المغرب خلصنا .. والمدهش حتى لا ندري أذا الشتلات قد ( قبضت )أم لا لكن الحق يقال شكل الحوش تغير تماما .. أصبحت هناك مستطيل مكون من سور من الشتلات الصغيرة وفي النص يوجد قلب الحوش .. بل حتى الجو تغير فأصبح رطب ومنعش .. مع أذان المغرب دخل الوالد من جلسته خارج البيت أذ أعتاد أن يجلس على كرسي أمام البيت مع أصدقائه من الجيران .. وقف مندهشا بتبسم بهبل . ولم يملك غير أن يتمتم بعبارة ( الله يحفظك يا بنتي ) أنا وسوسن عقبنا بصوت واحد ( ونحن كيف ؟) وقال انتو كمان ربنا يحفظكم يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
15 كلنا كنا سعداء باللمسة السحرية التي أحدثتها السا في بيتنا .وبعد المغرب كلنا كنا مجتمعين في حوش الصالون وهي تشرح لنا في أسماء الشتلات ومصدرها الاصلي هذه اسمها كذا واصلا من البرازيل وهذه من الهند .. وكلها نباتات مناطق حارة تنجح في السودان .. و اضافات عن أنواع أخرى عطرها أقوى جوها أوربية وبالذات هولندا والدول الاسكندانفية لن تنجح هنا إلا في غرف مكيفة لانها لا تتحمل الحر .وهكذا .. أمي أعدت لنا شاي المغرب مع الزلابية وكان يوما من أيامنا السعيدة ..أما أنا تحمست جدا وقررت أن أضيف المشروع المقترح الآخر من السا . قلت لأبي انا راح اعمل نفير مع أصحابي ونضفر حوش الصالون (بلاط خشن) سعد الجميع بالفكرة وقال ابوي ما في مانع كلم أصحابك وانا بشتري المواد الطوب والرمل والاسمنت . والسا قالت كمان يكون شي حلو لو بنيتوا احواد ( احواض) بالتوب ( الطوب) للاشجار .. وكمان ممكن نبني نافورة في الوسط ..قلت لها كيف النافورة ..نحن فقط نعرف نعمل بلاط الضفرة .. قالت انتو تبنوا حوض من الاسمنت مربع أو دائري في الوسط ارتفاعه متر واحد ونشتري مضخة صغيرة بالكهرباء ومواسير بعدين انا اشرح ليكم كيف تكملوها .. ثم أضافت بتحسر قائلة يا سلام كان عندنا في بيتنا في اسمرا نافورة كبيرة عملنا معها نور ملون منزرها ( منظرها) كان جميل في الليل . ابوي تحمس أكثر وقال جدا وانا معاكم بأي تكلفة تحددوها .. انا من الحماس قلت راح أخرج اقابل أصحابي متجمعين أمام الدكان في الشارع واخبرهم بالنفير يوم الجمعة .. وخرجت فعلا اول شىء قابلني أصحابي بسبب الغياب .. شنو يا مسيو اليوم ما جيت التمرين ..وعقب آخر انت يا أخونا اوعى يكون عندك ملاحق السنة دي .. كلمة ملاحق وقعت لي في جرح لانها راح تعطيني مبررا الغياب من التمارين ومشاورات السينما والحفلات طيلة فترة إجازتي فامنت عليها .. لأنه بصراحة هذه إجازة تحديدا زرعت في ارتباطا جديد بالبيت فبت أكره الخروج واكيد كلكم عارفين السبب لاني لا استطيع ان أخرج واترك قلبي في البيت .. قلت فعلا يا جماعة عندي مادتين صعبات شوية .. لكن عاوز كم في خدمة يوم الجمعة عندنا نفير في البيت . قاطعني عاطف قال عاوز تتزوج ولا شنو . قلت يا ريت بس عاوزين نعمل ضفرة لحوش الصالون .. تحمس الشباب ورحبوا بالفكرة جدا .. ويعد قليل استاذنت منهم وعدت للبيت مسرعا متزرعا بالمذاكره الوهمية وبشرت اهل البيت على موافقة الأصحاب بالنفير يوم الجمعة .. وقال ابوي خلاص يوم الجمعة روح جيب لك خروف صغير واضبحوه خلي ناس امك يجهز الفطور وابدأ .. أمي أيضا رحبت بفكرة الفطور اصلا امي تحب أن تطعم اكبر قدر من الناس . ظل أفراد أسرتي مجتمعين في حوش الصالون اختي سوسن ترش بالخرطوم وأمي والسا يكنسون أثر التراب والطين .. الجو رائحته كعبق المطر ينعش النفس .. وأنا كل ما غافلت اهلي سرقت النظر لالسا .. وقلت في نفسي ليتني اموت لو كانت الظروف ستفرقني من هذه المخلوقة التحفة .. أما هي انتهزت فرصة أقتربت مني بالمكنسة وقالت ليش تعاين لي كدا قدام أهلك خجلتني .. قلت لها انت قتلتي خجلي في يومين فقط يا احلى ما في الكون . طبعا الحديث كان همسا . قالت الله يخليك لي وتبعتها وهي تبتعد مني بالمكنسة وهي لازالت تعمل يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
ألسا قارورة عطر 16 صدمة بعد المغرب ودخول الليل لا زال يحلو السمر في حوش صالوننا .. وبعد ما خلصت أمي وأختي والسا من كنس حوش الصالون ودخل والدي من جلسة الشارع جلسنا نتسامر .. كان يوم أشبه بالحلم .. كما ذكرت أنا ماتت عندي الرغبة في الخروج مع أصحابي .. مع أنه كان من المعتاد ويمكن في كل الشباب السوداني البيت يعني المبيت والأكل فقط.. حتى لو قضى الشاب بقية يومه داخل البيت يوصف من زملائه ويمكن أسرته ويشبه بالبنات ( شنو أنت يا زول اليوم كله مقفول في البيت زي النسوان مالك ) هبل مزدوج ليس فيه أحترام حتى للنساء . أما أنا لم يعد يعنيني تحججت من أصحابي بأن عندي ملاحق محتاج أذاكر في الإجازة حتى ابرر انقطاعي عنهم وعدم الخروج للحفلات والسينما .. ويمكن تمرين الكرة استمر فيه طالما أنه سيتيح لي مشوار المشي مع السا حتى مدرستها . ونحن في ونستنا ونشوتنا طرق الباب .. قالت سوسن الليلة اتذكرت يا مصطفى عندي صاحباتي شيماء وعفراء جايين يذاكروا معاي وعايزينك تشرح لينا رياضيات . بكل حسن نية وافقت أصلا هو شئ معتاد عليه وصديقات سوسن كلهن يعرفوني أهازرهم واناكفهم مثل ما أفعل مع سوسن .بكل براءة الأخوان . وفعلا بعدل قليل راحت سوسن استقبلت صديقاتها و اللاتي أبدين إعجاب بالتغيير في حوش صالوننا .. وعندما عرفن أن الملهمة والمنفذة هي إلسا .. قالت عفراء ( ما تدونا ليها شهر بس ) تغير وجه إلسا أما أنا تغير كياني كله وكدت أن استفرغ ما في بطني .. رغم أن العبارة يمكن تكون عفوية .. لكنها أتت بمخاوفي كلها وفجرتها في لحظة واحدة .أنا ارفع في مصاف إلسا وأضعها في موقع الملكة والأميرة علينا جميعا وأعتقد كل أسرتي تفعل ذلك .. وهذه هدت كل ذلك بهذه العبارة الحمقاء وحولتها الى آلة أو شئ بالفلوس يمكن تأجيره أو تسليفه ..انسحبت ألسا ودخلت الى الغرف الداخلية ..لم يشعر بصدمتها وألمها أحد سواي .. وأنا كذلك فقدت الرغبة في الشرح لصاحبات سوسن بل كرهتهن وأتتني رغبة لألحق السا في الداخل وأعتذر لها أو اخفف الصدمة على الأقل لكن خفت عليها من الشبهة أو سوء الظن .. ولم أعرف أنبه سوسن أختي لذلة صديقتها الهبلة .. المهم أعدت سوسن مكان المذاكرة إذ أخرجت طاولة كبيرة ورصت حولها الكراسي .. وبدأنا الدرس هذه المرة كنت أشرح بدون نفس .. شعر صديقات سوسن بذلك .. ونطقت عفراء اصلا هي كانت الأجرأ دائما وقالت مالك يا مصطفى ما من عوايدك .. قلت لها بنهره غير مقصودة لكنها كانت من داخلي : ليه في شنو شرحي ما واضح؟ ... لا زمان بس كانت روحك حلوة وبتحلي لنا القراية بقفشاتك اللذيذة .حتى أنا كنت بقول لسوسن أنا بفهم الدرس من مصطفى أكثر من المدرسات وكنت متشوقة متين تجي من الإجازة عشان تحصلنا قبل الامتحانات وتنقذنا .. قلت لها أنا هي طريقتي كدا في الشرح لو ما فاهمين خلو شخص تاني يشرح ليكم . لا نحن فاهمين طبعا بس أنا قصدي طريقتك جافة شوية . قطعت الحوار سوسن إذ نادت بصوت عالي : يا أمي خلي إلسا تجيب لينا موية .. نهرتها هي كمان قلت لها : ليه تجيب لك ما تقومي تجيبيها براك .أيضا قاطعتني عفراء مرة أخرى وقالت ليه مش هي خدامتكم .؟ قلت لها من قال لك هي خدامتنا . قالت ومال هي أيه؟ .( كما قلت هي جريئة ودلوعة وممكن توصل معك في الحوار حتى نهايته حتى لو انفجرت أمامها .. أصبحت صورتها أمامي تشبه مصاصي الدماء في أفلام الرعب .. وكدت أن الطمها في وجهها .. لكن نظرت في عينيها وجدت فيها البراءه وحسن النية لكنه العناد الذي تربت عليه ) و حاولت أن أجد ردا يفحمها و يجعلها تتراجع عن فظاظتها .. وقلت لها هي أبوها صاحب أبوي كانوا مع بعض زمان في اسمرا تركها عندنا أمانة لغاية ما تمتحن الشهادة . لكن من المفارقات أن ابوي كان في هذه اللحظة يرقد في السرير قريب منا ويتظاهر بالاستماع للراديو .. ولكنه يسمعنا بدليل أنه تبسم بعد ردي الأخير.أما السا فكانت قد سمعت نداء سوسن وحضرت تحمل جك الماء معه كوب .. ولحسن الحظ سمعت ردي المفحم الأخير .. وأيضا أراحها لأنها تبسمت وعادت الأشراقة لوجهها . أما عفراء بدأت تعتذر أنا آسفة والله سوسن ما فهمتنا كدا .. وقالت لألسا معليش أوعى أكون جرحتك .. قالت السا لا ما في مشكلة والحمد لله على كل حال . كان ردها فيه رضا ممزوج بمرارة بسبب هذه الخرقاء لكني أستطيع أن اقول الحمد لله عد على خير أو اتمنى أن يكون كذلك . يتبع يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: انور تاج السر)
|
تحية مشعة يا الدرديرى الذرى،
أناملك يورانيوم ياخ مش دهب و بس.
واصل يا جميل ثمة حدود لا يبقى الصبر بعدها فضيلة
------------------------------------------------
تسلم يا أنور
وفعلا
ثمة حدود لا يبقى الصبر بعدها فضيلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: Abdalla Gaafar)
|
درديري تحياتي
وشكرا علي الكتابة الجميلة
عبد الله جعفر
------------------------------------------------
شاكر يا عبد الله جعفر ونتمنى أن نكون على قدر هذه الشهادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 17 أنتهى الدرس خلصت الشرح لسوسن وصديقاتها ..أصرت عليهن سوسن لانتظار وجبة العشاء .. كما كن متعودات من قبل . لكن أصرين على الذهاب وخاصة عفراء .. تحس أن مزاجها تبدل تماما . لآ أدري بسبب رد فعلي على كلامها القبيح أم غيرة من إلسا أو كل ذلك مجتمعا .. لم يعد يهمني .. بل حمدت الله أنهن ذهبن قبل أن ترمي قنبلة جديدة . أعدت أمي وجبة العشاء فطير باللبن على طلب إلسا لأنها كانت تحبه جدا .. تخيلوا وصلت مرحلة تحدد لنا نوع العشاء وتصنع لنا مزاجنا .. ونحن بالذات الوالد نثني ونجمع على اختيارها ..وأمي تسرع بالتلبية .. كل هذا كادت أن تهدمه عفراء و نتمنى ألا تكون قد فعلت .. لأن إلسا أعتذرت عن العشاء وقالت أن بطنها بها مقص .. أمي وسوسن ترجونها وخاصة أن العشاء أعد بناءا على رغبتها هي .. لم يعرف أحد أو يفهم السبب سواي .وأنا كذلك لم أعرف كيف أعالج الموقف .. كيف أغسل لها هذا المزاج وأعيدها لروحها المرحة من جديد . دائما أصحاب النفوس السامية والحساسية المفرطة من السهل أن تعكر مزاجهم ... لكن صعب أن تعيدهم لآنك لا تعرف حجم الأذى لحق بهم . من أين تبدأ وأين تنتهي . وجدت أفضل طريقة أنه أحاول أن أتعامل معها بعيدا جدا عن الموقف أو المشهد السخيف .. بمعنى أحاول أن اصنع لها جو مختلف وبموضوع مختلف ..لأن التطرق لنفس الموضوع لن يزيد سوي تقليب المواجع وتغليبها .. أي جعلها سائدة . أول خطوة حاولت أن اجاريها بما أفصحت عنه وهي أصابتها بالمقص .. قلت لأمي أعطيها زبادي بالسكر .. وكذلك تدخل أبي وقال أغلوا لها النعناع .. وما دعم الأمر أكثر أن أمي تركت العشاء وهرعت نحو المطبخ أي أعطتها هي الأولوية وآثرتها حتى على نفسها .. حتى هي تدخلت وقالت خليه يا خالتي فاتنة أنا أعرف أسوي .. قالت لها لا يا بنتي أنت عيانة ونحن نقيف في رأسك الى أن تشفي . يا سلام عليك يا أمي هي تجسيد صادق لمعنى الانسانية .. بدأ الارتياح يتسلل الى إلسا ويبين على وجهها .. بعد قليل حضرت أمي تحمل المطلوبات.. إلسا عبرت عن الامتنان وقالت ليه التعب يا خالتي فاتنة أنا كويسة ما تعبانة شديد كان ممكن أعمل لنفسي . أبوي قال لها : لا يا بنتي واجب الأصحاء هو خدمة المريض حتى يتعافى .. وأنت كذلك ما تقصري أذا تعب أي واحد من أفراد البيت . وأنا قلت أدخل في المرحلة الثانية طالما افلحنا جميعا في تصفية هذا المزاج الراقي .. قلت لها يا إلسا عايزك تعلميني لغة التقرنجة .. ضحكت بشدة وقالت ما اسمها تقرنجة .. قلت ومال اسمها ايه ؟ قالت : تقرننة ..... تقرننة .. المهم حرف في النص غير موجود في اللغة العربية لا نطقا ولا كتابة .. حاولت أن انطقها مثلها وهي كل مرة تضحك وتحاول تصلحني .. تحول الجو الى جو مرح أذ حاول الجميع أن ينطقها كما تفعل هي وهي تضحك وتصوب . قالت انا ما عندي مانع أعلمك التقرننة وأنت تعلمني اللغة العربية .. طبعا أنا كدت أطير بالسعادة لعدة أسباب .. أولا نجحت في أن أعيدها لروحها المعتادة . وثانيا عملية التدريس والتعلم ستكوت سببا أن أجلس قربها أطول فترة ممكنة .أما أن أدرسها أو اتلقى درس .. قلت لها أنا من بكرة أجيب كراصات فاضية ونبدأ التدريس .. حصة لي وحصة ليك هاك عهدي وهات يديك يا حبيبي تخيلوا قلتها بلحنها وهي تلفتت بخوف وخجل وقالت هامسة خجلتني قدام أهلك . بصراحة أنا ما متأكد أذا كان سمعوا أو لم يسمعوا لكن لم يعد يهمني لأني عالجت الموقف وهذا هو المهم يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
متابعين هذه الكتابة النضرة، ومثلي كثيرين متابعين هذا الإبداع المنبر يحتاج لتعول الدرديري الماطرة، في هذه السنين العجاف والمحول التي ضربت المنبر الدرديري وشاهين وأخرين ممتعين في سردهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: عبيد الطيب)
|
متابعين هذه الكتابة النضرة، ومثلي كثيرين متابعين هذا الإبداع المنبر يحتاج لتعول الدرديري الماطرة، في هذه السنين العجاف والمحول التي ضربت المنبر الدرديري وشاهين وأخرين ممتعين في سردهم ----------------------------------------------------------------
شهادتك مصدر فقخر واعزاز يا ود الطيب وأنت رجل مترع بالجمال
وتنضح ابداعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 18 أقترب الليل من منتصفه ونحن كنا لازلنا متجمعين في الصالون ..أستأذن الوالد وقال تصبحوا على الخير .. ولم ينسى أن يواصل أوامره أو نصحه .( يا ولد ما تساهر بكرة عندنا شغل ) .. :كذلك أستأذنت أمي .. بعد قليل سوسن جرت إلسا من يدها متمنين لي صباحا سعيدأ .. ولم تنسى السا أن تلوح لي من خلف ظهر سوسن وهن يغادرن بالباب الفاصل بين حوش الصالون وحوش النساء.. أنا أعددت فرشي أستعدادا للنوم .. حقيقة كان الجو منعشا جدا .. ورطبا .. والسماء صافية .. ولازالت رائحة الطين تعطر المكان بعبق يشبه ( دعاش ) الخريف .. طفيت النور وعدت محاولا النوم من جديد .. ها هو يوم آخر من أيام الاجازة رغم الأرهاق والحفر والجهد .. يمتنع النوم .. (وبعدين معاك يا نوم ) .. ظليت أكثر من نصف الساعة أناظر للسماء أحصي النجوم وأتأمل .. أحاول أن أجول في داخلي لأعرف سبب الأرق .. ربما صدق عصام وقال لأني حديث عهد بالغراميات فأن كهربتي عالية .. لكن السؤال الذي طرحته على نفسي هل أنا فعلا حديث عهد بالغراميات .. لا أعتقد وليس درجة الكهرباء العالية توجد أطوار يمر بها كل المراهقون في مرحلة الثانوي والوسطى .. الخطابات المعطرة وألانتظار في الشوارع .. بمعنى آخر لم أكن صفر العداد تماما .وبلغة السماسرة لم أكن على ( الزيرو).. وفي ذات الوقت التجارب لا تستحق الذكر ولم ترسخ في الذاكرة أصلا .. والسؤال الذي طرحته على نفسي معظم الزملاء في الجامعة لهم ارتباطات عاطفية مع زميلات .. لماذا لم أخض أنا هذه التجربة .. واشمعنى سقطت من أول نظرة في تلابيب إلسا .. ما هو الشئ الذي وجدته فيها وأسقطني من أول نظرة .. تفسيري لحالتي .. لاحظوا أنا الآن أحلل في حالتي بذاتي .. وهل هنالك من يدري عني أكثر مني .. أعتقد أن السا حزمة ميزات كبلتني مثل ما يطبق الأخطبوط على فريسته مستخدما أزرعه الستة .. طيب ما هي أزرع السا الست .أولا جمالها ثانيا زيها وهيئتها .. في داخلي أنا أستكثرتها على خدمة المنازل حتى لو كان هذا المنزل يخصني وأهلي .. ثالثا ثقافتها ومعرفتها الواسعة .. ورابعا اشارات على أنها كانت معززة في أسرة ميسورة رغم أني لم أسمع منها أو أتأكد من هذه المعلومة .. خامسا تعلقها هي بي ومبادلتي الشعور .. وسادسا أحساسي الكبير بأنها تحتاجني فعلا . عادة نحن البشر نتلعق بمن يحتاجنا أكثر بتعلقنا بمن نحتاجه .. وهذه الغريزة هي التي تجعل الوالدين يتعلقون بصغارهم ويخافون عليهم ويحمونهم .. أي هي أحد الغرائز التي تحفظ نوعنا البشري من الأنقراض .. هذا التحليل أراحني قليلا .. أذ بدأ النعاس يدب في عيني وقبل أن أغرق في النوم صحيت فذعا على صوت أختي سوسن تناديني . مصطفى مصطفى مصطفى . في شنو يا بت . إلسا مالها ؟ من قبيل تبكي وما قادرة تنوم .قدر ما حاولت أعرف السبب ما قالت بس قالت أتذكرت أهلها وأخوانها . قلت عارفه كله من صاحباتك الشتر الهبل ديل . ناس عفراء مالهم .؟ قلت بالذات عفراء جرحتها كيف جرحتها ؟ طبعا أنت ولا على بالك . ما قالت قدامك سلفونا ليها شهر بس . طيب وفيه شنو الكلام دا ؟ كيف فيها شنو نسلفها ليها هي فاكراها مكواة ولا مكنسة كهرباء .. أنا في لحظتها لاحظت السا أتغيرت ودخلت جوة .. وأبت العشا . أخخخ والله فعلا كلامك صاح أصلا عفراء فعلا شتراء وكلامها دراب . طيب والعمل .. أنا من قبيل أحاول أنسيها الموضوع وجبت حكاية تعلم لغتهم والحاجات دي عشان أشغلها .. طيب هسع أنا أعمل شنو .؟ حاولي أشغليها بموضوع تاني لكن شرط ما تطرقي لموضوع ناس عفراء . موضوع تاني زي شنو أديني أي اقتراح . اسأليها مثلا عن رأيها في أنا ..أو احكي ليها عن أخواتنا الكبار في الغربة سناء وسهير .. وكيف كانت علاقتك معهم وأنت الأصغر وأسأليها عن أخوتها . وحياتهم كانت كيف قبل الحرب .. خلاص أنا بحاول .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
19 بعد ما دب النوم في عيني شغلتني اختي سوسن بسهر السا بكاءا .عاودني الارق من جديد بدأت انقلب في الفرش .. لكن في النهاية تغلب الإرهاق وغرقت في النوم من جديد .قبل ما تاتي سوسن وتوقظني بفزع من جديد . مصطفى مصطفى قوم ياخ في شنو يا بنت الحلال خلاص السا نامت طيب الحمد لله ومصحياني ليه قالت انا الما قدرت انوم ليه مالك حكايتها تقطع القلب . في هذه اللحظة النوم جمع بطانيته واغراضه وقال لي الله معاك يا مصطفى بعد كدا . قمت ولعت النور وسوسن جرت كرسيها لتحكي لي حكاية السا . كما قلت لعصام عن الحب الذي يبدا بنمرة أربعة وسخر مني ..كيف تتعلق بشخص وانت لا تعرف عنه شىء. وبدأت سوسن تحكي وقالت هم أسره كانت غنية ومعروفة في ثلاثة مدن عصب ومصوع واسمرة .. كان عندهم بيوت و جنائن فواكه . لامن قامت الحرب هم كانوا أكثر المتضررين لأنهم من جزور إثيوبية ويعيشون في ارترية. وهي وحيدة بين ثلاثة أخوة ذكور وهي اصغرهم .. أمها وابوها توفوا في الحرب أصابت سيارتهم قذيفة . فقدوا املاكهم وتفرقوا .هي لحظها كانت تقضي الاجازة مع عمتها في مدينة تسني المدينة الحدودية مع السودان لذا لجأت مع عمتها للسودان . وبعد فترة طويلة وبحث عرفت ان أخوتها الثلاثة في السويد .. وعرفوا عنوانها وبدأوا يراسلوها ..رغم أنهم لازالوا طلاب إلا أنهم جمعوا بين الدراسة والعمل. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 20 لا زالت سوسن تحكي وأنا قد تملكني النعاس وبعد ما لاحظت لي رأسي يهبط ويرتفع قالت : شنو أنت عاوز تنوم والله أنت قلبك ميت . قلت : لا لا لا لا أحكي أنا من أمس يمكن نايم فقط خمسة ساعات لكن ما مهم قولي .. واصلت سوسن : عمتها عندها طفلين ولد وبنت وزوجها معاق قطعت رجله في الحرب .. عاجز عن العمل وهي الآن تصرف على البيت من بيع الكسرة الحبشية .وأصبح ناس الحي يعرفونها يجوا في البيت ..قالت رغم أنها كانت مرتاحة في بلدنا قبل الحرب وعندها من يخدمها .. وأما هي اضطرت تعمل حتى تساعد عمتها أو على الأقل تتكفل بمصاريفها الدراسية . وأخوانها ما مقصرين كل فترة يرسلوا لها الملابس وبعض المصاريف .. وهي قدر ما ترجتهم لأنهم هم أصلا طلاب محتاجين للمصاريف .. لكن ما يوفر معهم يرسلوه لها هي وعمتها . وقالت عمتها تخاف عليها جدا وكانت معترضة على عملها بالمنازل .. ولكن وافقت على مضض أن تشتغل عندنا بعد ما عرفت أنه عندنا ولد واحد وطالب في الجامعة يحضر في الاجازات فقط واشترطت عليها أنه تتوقف عن العمل بمجرد ما يحضر الولد من الاجازة .. و قالت أما هي بعد ما شاهدت أهتمامنا بجيتك ..أمي أعدت الخبائز وقالت الفرش الجديد نفرشه بعد يجي مصطفى وأبوي عبأ الثلاجات باللحوم والخضروات لتغذية مصطفى في الاجازة أثارها الفضول وقالت لا بد أن تنتظر مصطفى هذا . والشخص الذي يهتم به أهله لهذه الدرجة أكيد لن يكون شخص سئ ممكن تخاف منه .. أو على الأقل هي لن تخسر شئ لو أنتظرت جيته يوما واحدا . أنا في هذه اللحظة اثارني فضول أكثر وجلست بعد أن كنت متكئا في السرير .. قلت لها أها وقالت لقتني كيف ؟ ضحكت سوسن وقالت الغريبة أنا سألتها بنفص الصيغة دي قلت لها :أها ولقيتيه كيف . قالت لقيت نفسي مش قادرة أبعد من قربه .. دعك من أن أسيب العمل معكم . قلت لها : خلي بالك الكلام دخل الحوش .. قالت سوسن : قصدك دخل القلب .. وبدأت تضحك . قلت لها :لا أصلا القلب دخله من أول لحظة . قالت سوسن واضح أنكم الاتنين تعلقتم ببعض رغم أنه الفترة قصيرة .. لكن خلي العقل يتدخل شوية . قلت لها كيف يعني (وقلت في نفسي شوف حتى سوسن الصغيرة تريد أن تعطيني درسا في الحياة .) قالت : هذا حب غير متكافئ مصيره الفشل . قلت لها يعني كيف غير متكافئ .. ببساطة بس أنت ما تزعل من كلامي .. قلت لها قولى ما بزعل .. رغم أني حسيت بالذي تريد قوله لكن فضلت أسمعه منها . قالت : لأنك أنت ولد الناس الهي بتشتغل عندهم .. قلت : طيب ما يكون ما هي عندها ظروف خاصة ونحن عرفناها كلنا .وفي النهاية هي أنثى بنت آدم مثلنا تماما .. وكان ممكن يكون الوضع معكوس أي نحن اللاجئين عندهم . قالت بس دا أكيد ما رأيي أنا الشخصي .. قلت لها ومال رأي مين ؟ قالت رأي المجتمع النحن عايشين فيه . قلت لها ونحن مالنا ومال المجتمع . قالت : كيف وأنت حا تعيش وين .. قلت لها والمجتمع متين بيحدد لي أنا أتزوج مين وأعيش كيف ؟ قالت هو ما بيحدد لك ولكن حا يحول حياتكم لجحيم ؟ كيف يعني ؟ قالت أقرب مثال هو أمس عبارة عفراء عكرت مزاجكم انتو الاتنين .. ولا حظ عفراء لسع ما عرفت ميولك القلبية . وعفراء هذه فرد صغير من المجتمع الأنا بقصده . حسيت بمنطق سوسن صار يقوى وتملكني الغيظ الشديد وحبيت أن اقفل الحوار أو بالاصح أهرب من هذا الواقع . قلت لها : على كل حال نحن لازلنا طلاب وفكرة الزواج بعيدة جدا حاليا . ولكن أنا لو كنت جاهزا للزواج ما عندي ما نع حتى لو أهاجر معها للقمر .. وممكن أحارب المجتمع كله لو يجرحها بكلمة واحدة . قالت : هذا كلام عاشق حاليا يتسطير قلبه على مشاعره ومغيب عقله تماما .. أنت حتشوف بعد فترة حا يبدأ هذا الحب يبهت وأنت تبدأ تتهرب من هذه العلاقة . قلت مغتاظا : يا بت أنتي بتجيبي الكلام دا من وين شنو يبهت واتهرب . ثم أنت ما ملاحظة حتى أمي وأبوي يحبوها كيف ومتعلقين بها . قالت : دا براه ودا براه ؟ قلت لها يعني كيف دا براه ودا براه . قالت : يعني حب أمي وأبوي ما حب البنت الراح يختاروها عروسا لابنهم .. هم حبوها انبهروا بجمالها ولبسها وعقلها .. وتصرفها وسلوكها . قلت : طيب هم حا يلاقوا عروس لابنهم بمواصفات أحسن من كدا ؟ قالت : لا بس هم لامن يختاروا عروس لابنهم راح يبدوا أول شئ بالاصل قبل الشكل .. هي بت مين وأهلها يناسبوا نسبنا ولا لا . أكيد هذه أول شرو ط ستسقط فيها السا من حساباتهم . قلت لها : ياخ أنت طممتي بطني . يعني النوم طار منك جيتي طيرتيه مني أنا يلا طيري أمشي نومي خليني في حالي . قالت : لا أنت ما تتحامق ما أنت أخوي الوحيد ويهمني أمرك عشان ما تنصدم بالواقع . قلت : لها طيب أنت رأيك شنو مش صديقتك ومعجبة بيها .. مكن تختاريها عروس لأخوك . قالت : بقلبي طبعا هو أحلى عروس ممكن تهنيك وحتكونوا أحلى زوجين في الدنيا . قلت لها : طيب بعقلك . قالت : بعقلي لا وألف لا قلت لها : ليه طيب والفرق شنو ؟ قالت : لأن عقلي بيقول لي زوجة أخوك أولا هذا اللقب الذي سيضيفه لها المحتمع .. نطلع مع بعض نحضر المناسبات وألأفراح .. والناس يتحدثوا عنها .. ترضى المجتمع يضيف لعبارة زوجة أخوك ( الكانت خدامة عندكم)؟ قلت : شوفي هنا يا سوسن أنا لو أستمرت علاقتي مع إلسا لغاية ما اتخرجت واتزوجنا ما راح أعيش معها في مجتمع بهذا القبح .أنا مش عارف ليه البشر عقدوا حياتهم كدا وقبحوها .. هي أنثى وبشر ومن آدم مثلنا ومن جاب التصنيفات السخيفة دي ؟ قالت : المجتمع قلت : يخرب بيت المجتمع ومين وضع قوانين المجتمع مش هم نفس البشر .. قالت : وأنت حا تغير الدنيا كلها بس عشان حبيت . قلت : أنا ما بغير الدنيا لكن ممكن أختار أعيش في المكان الما فيه تصنيفات سخيفة تعقد أسرتي وزوجتي . وقالت : وتسيب البلد الفيه أمك وأبوك المحتاجين لك ومتعلقين بك . هنا سكت وحسيت كأنه سوسن في هذه المرة أستخدمت بلطة ضخمة وخبطتني بها على رأسي .. وعندما حست بصمتي طال قالت لي تصبح على خير ومضت بعد أن تركت دماغي يدور مثلا خلاطة الاسمنت يقلب الصور مع المشاعر المواقف والحوار . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 21 هات لينا صباح داهمنا الصبح وأنا لم أشبع من النوم بعد .. فوجئت بأمي توقظني كالعادة .. مصطفى قوم يا ولد حصل ابوك في الشغل الشمس جات عليك .. قمت أتمغى من التعب والأرهاق . أمي : يا ولد مالك عيونك وارمة ومحمرة كدا أوعى تكون عيان . قلت : لا يا أمي بس التعب .. قالت : صحي يا ولدي أمس الحفر الحفرتوه دا هين قص ضهرك قص كان تعبان أرقد ما تمشي خليني أجي أمسح لك جسمك بزيت السمسم والملح ما تمشي السوق الليلة . قلت : لا يا أمي لازم اليوم الخميس أروح نشتري مواد البناء عشان بكرة النفير . قالت : الضيق لشنو يا ولدي ما تخليه الاسبوع الجايي لسع إجازتك طويلة . قلت : يا أمي أنا الاجازة دي كلها ناوي أملاها إنجازات ومشاريع أغير ليكم شكل البيت دا أول مرة أحس من أتولدت أني حا أعمل ليكم حاجة طول عمري قضيته مستهلك لتعبكم وهمكم . قالت : يا ولدي أنت ما ياك أملنا ومستقبلنا وود كبرنا نحن ما مستعجلين عليك . سرحت مع نفسي من جديد : ياك أملنا ومستقبلنا وولد كبرنا .. نحن ما مستعجلين عليك .. هي دي الحتة القصدتها سوسن .. أخخخ كنت وين يا عقل قبل ما يغرق القلب . قلت خلاص يا أمي انا كويس وحا أقوم أنت ما تقلقي علي .. أنا طاقتي كلها كانت ضايعة في الكورة والجري ومتعود على التعب والارهاق .. نحن شباب الواحد لازم يستثمر طاقته في حاجة تفيد وتفيد الناس اليهموه . قالت : الله يحفظك يا ولدي ويخليك لينا . مضت أمي وتركتني مع نفسي من جديد .. دخلت الحمام من جديد . هذه المرة من غير غناء .. الحمام مسرح موهبتي المفضل اليوم يكون استغرب صمتي .. ظليت تحت الدش أفكر .. في كلام سوسن الذي أكدته أمي دون أن تقصد أو حتى تسمع هواجس سوسن . أين كنت يا عقلي .. دائما العقل يترك الحبل على القارب للقلب .. بعد ما يتورط ويصبح خط الرجعة مستحيل يستيقظ .. ويرجع يؤنبك بين واجبك وحبك .. لكن هل فعلا خط الرجعة بالنسبة لي أصبح مستحيل . ولماذا يكون هنالك خط رجعة أصلا . الا يمكن التوفيق بين العقل والقلب .. الا توجد حلول عقلانية تجعلني أجمع بين حبي وواجبي .. هذه حلها شئ واحد . هو أن يقبل أهلي ومجتمعي زواجي من الخادمة ويجعلونا نعيش في سلام ننعم بحبنا وحياتنا .. معادلة صعبة وشبه مستحيلة ..أو تكون هنالك تضحيات مثلا يقبل أهلي بالهجرة مبتعدا عنهم مع زوجتي .. ولكن لماذا هم يضحون بأبنهم الوحيد الذي صرفوا عليه من دمهم ومالهم وأعصابهم ..أو نضحي أنا وألسا بأننا نقبل نعيش في هذا الوضع متحملين نقض وسخرية المجتمع القاسية .. لكن الزوج ليس طرفين فقط سيكون هنالك أطفال وسيدفعون ثمنا لذنب لم يرتكبوه .. وليته كان ذنب بل هو مصيبة أبتكرها المجتمع ليفرق البشر عن بعضهم البعض .. كاد رأسي ينفجر .. وشعرت به يشتعل نارا رغم الدش الذي يصب الماء البارج عليه . صوت أمي من جديد : مصطفى الحكاية شنو الشاي برد وسخنته تاني برد .. انتبهت الى أني مكثت في الحمام قريب نصف الساعة .. خخرجت أخير بعد ما تجففت بالبشكير اتجهت ناحية المطبخ . وجدتهم ينتظروني .( وألسا بلبسة رياضية جديدة .. هذه المرة صفراء بشعار المنتخب السويدي .. طبعا أنا بعد ما عرفت المصدر انعدمت الدهشة وبقى الاعجاب .. نظرت اليها من غير تمعن . أذ اصبح همالك لجام جديد منعني من التمعن .. في السابق كنت أحس بأنها ملكي وأغزالها حتى أمام أمي .. لكن الآن أصبحت أحس بأني لص أو معتدي على شئ لم يعد يخصني . وهذا غصبا عني .. أستغلت إلسا انشغال أمي بالمطبخ وخروج أختي وأقتربت وقالت : موستفى أنت زعلان مني ؟ قلت لها : ليه أزعل منك هو أنا أقدر أزعل منك أصلا . (يبدو أن القلب المجنون أطلق عقاله من جديد ).. ارتاحت وابتسمت من ردي : بس شايفاك ما تنظر لي زي أمس لبسي ما عاجبك .؟ قلت لها : خفت عليك من نفسي ؟ كيف يعني ؟ قلت خفت أسحرك أو أبلعك . أنفجرت بالضحك حتى التفتت أمي وهزت رأسها مبتسمة وقالت : الله يجازيك فدحتني ( فضحتني ) قلت حتى أغير الموضوع وحتى لا أغرق وأغرقها أكثر : اليوم راح نجيب مواد البنا عشان بكرة تبدأ النفير في البيت . قالت :بس بكرة أنا ما راح اكون موجودة . قلت : وين رايحة قالت : أنا كل خميس أخرج وأبيت مع عمتي وأرجع الجمعة بالمسا قلت : خلاص أنا اليوم في المساء أوصلك . قالت : لا أنا اروح بالمواصلات أحسن .. ( فهمت حرصها ) واستدركت : قلت لا يمكن راح نروح أنا وسوسن نوصلك . قالت خلاص وبالمرة تتعرفوا على عمتي .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: محمد جمعه الخير)
|
درديري كمي امسيخم اذا اتعلمت التقرينجة متابعة بشغف من المقاعد الامامية
-----------------------------------------
سلام يا جمعة منور
نرجع لك بعد ما نتعلمها ( من مصطفى هههههههههههههه)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
22 فسرت إلسا أحساسي بالذنب ناحيتها هو فتور عاطفي .وإنما انا حقيقة لازال قلبي مشتعلا .لكن كلام سوسن اختي ليلا والذي أكدته أمي اليوم دون ان تقصد ..الجم اندفاعي أو على الأقل لا اعمل أفعال أو أقوال تجعل السا تغرق اكثر. همست وين سارح يا حبيبي . قلت بضرب في حساب المواد ممكن تحتاجها الضفرة تفتكري دور رملة والف طوب ممكن يكفوا . قالت خليه الف ونص ماتنسى حود (حوض) النافورة . والاسمنت خمسة أكياس كفاية. ايوه كفاية .. طيب خلاص أنا أقوم البس عشان احصل السوق . ملابسك جاهزة ولا عندك حاجة عايزة مكوة. ضحكت وقلت لها انت أدرى . قالت كل ملابس بتاع الجامعة انا غسلتها ولسع ما كويتها لو ما عندك من أول ملابس جاهزة خليني انا اكوي لك . بصراحة من هذا الحوار جاني إحساس اني اتحدث مع زوجتي وليس شغالة وانتشيت جدا لهذا الشعور حتى بان ذلك على وجهي. ليش تدحك ( تضحك) انا كلامي فيه شي يدحك . لم ارد سوى بتنهيده طويلة لم اعقب على كلامها ..كنت ناوي اقول لها حسيت انك زوجتي في هذه اللحظة ..لولا تدخل العقل فى الوقت المناسب وقال لي ما تستعجل يا مصطفى . قلت لها انا اليوم البس على ذوقك اختاري أي بنطلون وقمبص قومي واكويهم وانا في الوقت دا راح اركب الخرطوش ( الخرطوم) واسقي الزرع ..هي رسالة مبطنة للطرق على عالمنا الصغير الذي صنعناه معا . فرحت بهذا القرار وجرت بصورة طفولية لتحضير ملابسي ..وأنا كذلك بحماس توجهت نحو حديقتنا وحسيت انا ساسيقها من دمي .. بديت ارش الماء واغني واردد في أغنية غرام الروح لزيدان ..لم انتبه هي وقفت على باب الصالون تضع ملابسي على زراعها .. وعندما وصلت لمقطع ( بقيت ظالم ) قاطعتني وقالت ( دا انا ؟) التفت وقلت لها انت هنا من متين قالت من غرام الروح ..ولاي سوتك حلو (صوتك) ..انت ليش ما بقيت فنان ؟ قلت لها دا من ذوقك عشان انت اضانك حلوة وقلبك أحلى . يعني انا بس بسمع سوتك حلو ما في نفر تاني ممكن نسأل سوسن كمان. قلت لا الموضوع ما يستاهل وانا اصلا ما عندي رغبة أكون فنان ..انا اطرب نفسي فقط. قالت .. وحبيبتك ما تتربها ( تطربها) قلت ..وحبيبتي كمان . ابتسمت سلمتني ملابس وعادت تجري ببراءة الأطفال وقفت اشيعها بنظري حتى اختفت . لبست ملابسي وتوجهت للسوق يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: ولياب)
|
إلسا قارورة عطر 23 فلسفة ركبت حافلة المواصلات وجلست في آخر مقعد بالنسبة لي كان موقعا أسترتيجيا لأخلو مع نفسي .. ولا زال رأسي مشغولا ويقلب في حالتي أفكر وأتأمل .. على رأي المغني .. بعيد مني وقريب متى دهري بيك يجود ..هي فعلا كذلك .. أنسانة بين يدي الآن تحبني وأحبها .. لكنها جميلة ومستحيلة .. بنظرة بعيدة المدى .. بقوانين أستنها البشر ربنا قال (جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فقط هذا هو الغرض ربنا خلقنا شعوبا وقبائل لتسهل علينا الحياة ونعرف نرتب حالنا مثل قانون العسكرية التشكيل . عندما يقول القائد لجنوده شكلوا ثلاثات أو أربعات هذا لا يعني أن هنالك ثلاثة مفضلة على أخرى بأي حال من الأحوال .. وعندما تقسم المدارس الضخمة لفصول بحيث يكون هنالك خمسة أول وخمسة ثواني وخمسة ثوالث .. هذا لا يعني أن صف أولى أول أفضل من صف أولى ثاني أنما ليعرف كل طالب لأي فصل ينتمي ليسهل تعليمه .. ولو كانت المسألة عشوائية كل يوم يختار الطالب الفصل الذي يريده ربما تكرر عليه نفس الدرس في كل فصل جديد يدخله وربما حرم من درس فاته درس اليوم في الفصل الذي تركه ودرس أمس في فصله الجديد .. وبالتالي لا أدري من أين تولدت هذه الأهداف الاخرى للقبائل والشعوب .. ومن قال للبشر أن أبناء القبيلة الفلانية هم أهل العز والشرف ودونهم خراب .. هذا هو الجهل بعينه الذي جعل الأرض تغلي بالحروب والتصفيات العرقية التي يندى لها الجبين . ثم في حالتي أنا لماذا يختار القلب دائما الخيارات المعقدة .. يعني مثلا ألسا هذه عمرها بين سبعة عشر أوثمانية عشر عاما أذ أنها في صف ثاني ثانوي .. وأنا حوالي أثنين وعشرين عاما على وشك التخرج .عمرين مثاليين للخطوبة والحب . لو كانت خيارا سهلا كان ممكن تكون هي بنفس مواصفاتها هذه بنت خالتي أو بنت عمي .. وخيار مثالي لجميع الأهل لي ولأهلها .بعد علم سأتخرج وأخطبها كقريبها سيفرح الأهل .. العمل مضمون أذ هذه اللحظة التي ينتظرها الوالد بفارق الصبر حتى أخلفه في أعماله .. أسرة ثرية ممكن تزوجني بعد عام من التخرج أو حتى شهور . أهل العروس أكيد لن يقدموا تعليمها على زواج عريس لقطة ربما لا يستطيع الصبر عليها حتى تدرس الجامعة ..( يا بت عرسيه القراية ملحوقة .. ممكن عادي تدرسي وأنت متزوجة .. وقائمة من الأمثلة عندك فلانة قرت الجامعة بعد ما ولدت .. وعندك وعندك .. ربما شهرين بعد التخرج أجد نفسي عريس يرقص في فرحه وسط أصدقائه .. والكل سعيد ) لكن القلب عادة يحب الثورات لا يحب الأمور السهلة لذا أختارها هي من دون مثيلاتها وهن أكثر ربما فيهن من يفوقها جمالا... لتخلد التجارب في التاريخ وعلى مر الزمان .. لو كان عنترة تزوج بنت خالته سوداء مثله لما سمع به أحد .. سيخلفوا بنين وبنات لكن حتما لن يعيشوا في تبات ونبات كما تقول الحكاوي .. كان سيلد رقيقا يباعوا ويشتروا مثله .. و هذا أيضا لن يهم أحد ولن يذكره التاريخ إذ أن كثير من العبيد ولدوا واطهدوا بل قتلوا من باب التسلية فقط لم يذكرهم أحد ولن يفعل .. بل ثورة عنترة على واقعه هي التي خلدته .. تطلعاته أنتصرت وهزمت أعداء الأنسانية الجهلاء .. وبعد قرون ظل التاريخ يذكر عنترة ولا يذكر منهم أحدا أهل الشرف والعز .. حتى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض كفار قريش كفروا به ليس بسبب تكذيبه هم يعلمون أنه صادق .. لكنهم أستكثروا عليه الرسالة . وقالوا لو أنزل على رجل من القريتين عظيم .. يعني الدعوة دي لو كانت جاتهم من شخصية غنية معروفة وعظيمة كان مشى الحال . لكن السؤال هو هل أنا أستطيع أن اقود ثورة شبيهة بثورة عنترة تنتصر وتخلد في التاريخ . لم أفق من سرحتي الا على صوت الكمساري : يا أخينا أسمع يا أخينا وصلتا السوق أنت ماشي وين . رفعت رأسي ووجدت الحافلة فارغة تماما لم يبقى فيها سواي والسائق والكمساري . وسمعت حواري الكمساري مع السواق . أنت الزول دل ما له ما نزل عاوز يرجع تاني ولا شنو ؟ - أنا عارفه يا كوتش من قبيل يتكلم براه ويؤشر مرات يضرب الكنبة بيده . - الظاهر عليه فاطي سطر ( مجنون ) وقفت قليلا في عبارة فاطي سطر هذه نظرت لهما ومضيت نحو دكان أبي . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
سلام ياصاحب ,, ياخ الاحباش والارتريين ديل بحبونا حب كتير خلاس ,, ذهبت الى ابستيت نيويورك لحضور مناسبة دعانا لها صديق واقيمت فى مطعم حبشى ,, ياخ الناس ديل شالونا من على الارض شيل ,, ونفس الشئ حدث معى فى زيارتى لـسياتِل ,, والمثلة كثيرة ,, شعب راقى وودود واجمل مايعجبنى فيهم صوتهم الخفيت الذى يدل على الحكمة والصبر وليس كلعلعة اخوة لنا شمال الوادى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
Quote: سلام ياصاحب ,, ياخ الاحباش والارتريين ديل بحبونا حب كتير خلاس ,, ذهبت الى ابستيت نيويورك لحضور مناسبة دعانا لها صديق واقيمت فى مطعم حبشى ,, ياخ الناس ديل شالونا من على الارض شيل ,, ونفس الشئ حدث معى فى زيارتى لـسياتِل ,, والمثلة كثيرة ,, شعب راقى وودود واجمل مايعجبنى فيهم صوتهم الخفيت الذى يدل على الحكمة والصبر وليس كلعلعة اخوة لنا شمال الوادى. |
ونحن ما بالك علاقتنا بهم علاقة نشأة منذ الابتدائي والعمل والجيرة
وشاركنا معهم في المعارض وحفلات التحرير
وهذه القصة عربون محبة وصداقة دائمة
لعلهم يرضون
يا فضلابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: ولياب)
|
واالي يا دردره قستك أسل ، وقارورة إطرك فواحه .
----------------------------------- اسمه ( عتر ) يا ولي ما تغلت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: ولياب)
|
إلسا قارورة عطر 24 وصلت الدكان واستقلبني الوالد بعبارة ما ريحتني أذ قال صباح الخير يا عريس مالك اتأخرت علينا كدا ؟ كتمتها في نفسي ما ريحتني قلت أبوي دا بتاع شغب ومقالب حقو الواحد يركب دماغه ويقول له الا تخطبها لي وزي ما تجي تجي والا يقصد شنو بعبارة يا عريس دي وما مناسبتها . لكن حسبتها سريع تذكرت أمي وكلام سوسن قلت يازول أحسن تركز الموضوع لسع في مرحلة المباصرة .. ويجب التصرف بحكمة في الوقت الحالي وإلا فقدتها للأبد . قلت : ليه أتأخرت ؟ في حاجة فاتتني . قال : مش مفروض تجي بدري عشان تمشي تحجز الطوب والمواد تشحنها البيت لنفير بكرة ولا غيرتوا رأيكم . قلت : لا ما غيرنا رأينا كيف نغيره والجماعة جاهزين . قال : على كل حال أنا سبقتك وغشيت عمك خضر حجزت منه المواد ويمكن شحنها للبيت .. وصاحبك عصام جا غاشيك وقال راح يمشي ويرجع لك تاني . وفعلا بعد قليل ظهر عصام من بعيد يتهادى كعادته .أول ما أقترب . قال : شنو يا كابتن مالك أتأخرت من الصباح الساعة قربت لتسعة .. أبوي تركنا أنا وعصام وراح لمشغولياته . قلت لعصام سيبك من اتأخرت ولا ما أتأخرت وحنك المدارس دا عايزك بكرة تشتغل معانا . قال أشتغل معاكم وين .؟ قلت : عندي مشروع قال : مشروع بحث ؟ قلت : بحث بتاع شنو ياخ أنشاء الله خير . قال : ومال مشروع بتاع شنو ؟ قلت له : عايزين نعمل ضفرة في حوش الصالون مع أبناء الحي وتحسين في البيت وعملنا حديقة صغيرة . قال : أها دي حركات جديدة ولا شنو ؟ قلت : تقدر تقول ثقافة جديدة . قال : ثقافة جديدة ؟ أنت يا زول ما طبيعي ولا شنو ؟ قلت ليه قلت كدا . قال : ياخ أنت بطانيتك قعد تطبقها ليك أمك وتدخل الفرش تقول لي تحسين البيت ومشروع ومش عارف شنو . قلت يعني الواحد ما يتطور ما بيحس بالمسؤولية تجاه بيته ويحاول يساعدهم ويحسن من حياتهم ويرد ليهم الجميل . قال : وشنو الحاجات الطلعت ليك جديدة دي يعني المناسبة شنو ؟ قلت له الحب ياخ يصنع المعجزات . قال : اها ما تقول لي دا من الهوى الحبشي الوقعت فيه ده . رغم أن طريقته أستفذتني لكن هي طريقته أنا مضطر اتحمله رغم جلافته لأنه صاحبي . قلت له أنا مش عارف البنات يحبوك كيف بفظاظتك دي. قال : لا جد خليك من فظاظتي معقولة الفكرة دي جاتك منها هي ؟ قلت هي فكرة وبس لو رحت معاي اليوم راح تشوف بيتنا كيف اتغير من أمس . قال : لي أها عملتو شنو . قلت له : حاليا حوش صالونا فيه حوالي ثلاثين شتلة من أشجار الزهور والزينة من مختلف دول العالم . وقال ساخرا : يا سلام ؟ وجبتوها من وين دي ؟ قلت له من المشتل . قال : يا تو مشتل . قلت له : المشتل الحكومي الواحد دا التابع لوزارة الزراعة . قال : وفيه الحاجات البتقول فيها دي .؟ قلت له : ياخ هو نحن بنعرف نعيش الحياة جمب عيونا ما شين ونازلين فيها وما شايفنها ؟ قال : لا بالجد معقولة الفكرة جاتكم من البنت دي ؟ ( الحمد لله تهذب شوية ) قلت : نعم هي أول قالت لي قدام أهلي أنت ليه ما تعمل لنفسك مشروع وتستفيد من اجازتك . قلت لها مشروع زي كيف . قالت : مثلا حديقة منزلية ..وأبوي سمع الموضوع وتعلفق بالفكرة أنا ما أكذب عليك كمان اتعلقت . واتحمسنا ورحنا المشتل . قال : وهي العرفها شنو بالحاجات دي . قلت : عرفها شنو ؟ ياخ دي حيرت الخبير الزراعي بتاع المشتل ذاته وطلبت منه حاجات هو أظن من اتخرج من الجامعة ما لاقته تاني . قال : ياخ أنت ما قلت هي بنت صغيرة ياداب في ثانية ثانوي . قلت له : ياخ المعرفة ما عندها عمر .. لكن أتضح زي ما خمنت أنها كانت بنت عز ولهم بيت فيه حدائق وهي هوايتها كانت زراعة الزهور قبل ما يجور عليهم الزمن . قال : ياخ أنت شوقتني اشوف البنت الغيرتك ماية وتمانين درجة في أربعة أيام دي . قلت : له خلاص بكرة شرفنا في النفير وحيكون يوم جميل .. قال : أكيد أكيد حا أجي .. والله أنت شوقتني جد للفلم دا . قبل ما ينفض مجلسنا : جا علينا أبوي وقال بكرة خلو علي يجي يشتغل معاكم عنده فكرة كويسة في البنا والسباكة والحاجات دي . ( وعلي ما صدق سمع اسمه جانا يجري ) قلت لابوي ما يحتاج معانا أولاد الحلة ومعاي زملاي من الجامعة وكلهم عندهم فكرة في البنا والسباكة والكهربا وكله شئ .. قال : لا علي ينفعكم حتى كان ترسلوه يجيب الحاجات الناقصة . أبوي عرف أنه أنا ( بتعفرت ) من تجي سيرة علي دا .. وقاصد ( ينرفزني )ما قلت لكم مشاغب أهو داك يضحك ورجع لدكانه . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
دحن دو موستفا علي ده حلو واحد بس مالو تاني جد يادرديري انت مبدع قصة زي دي مرت علي صاحبي وانا عشت بعض منها بس متاكد 100% انو مصطفي صاحبي مابحكيها كده Quote: نرجع لك بعد ما نتعلمها ( من مصطفى هههههههههههههه) |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: هشام آدم)
|
Quote: مُتابع، ولي عودةٌ بعد انتهاء السَّرد |
مرحبا هشام منور ونقدر نقول زارتنا الرواية على وزن زارتنا البركة
وبرضو زارتنا البركة
وفي أنتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: محمد جمعه الخير)
|
دحن دو موستفا علي ده حلو واحد بس مالو تاني جد يادرديري انت مبدع قصة زي دي مرت علي صاحبي وانا عشت بعض منها بس متاكد 100% انو مصطفي صاحبي مابحكيها كده
---------------------------------------------------------------------
كماليكا جمعة
خليك قريب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر . 26 إنصرف صديقي عصام بعد أن عجز أن ينتزع مني سر الضحك والحوار الذاتي .. هو أكيد لن يغضب من مثل هذه الأمور لكن حتما سيغلي من الغيظ . عدت الى الدكان لأدفن رأسي في العمل حتى يجري الزمن من جديد .. متشوقا لنهاية الدوام حتى أعود الى البيت .. نوديت للافطار قدح الفول المشكل كعادة أهل السوق والتي أعتاد الوالد أن يكسرها في مرات كثيرة بالقراصة وإحضار الأفطار من البيت .. يساعده في ذلك تطوع أمي وسعادتها بهذا الطلب كلما سئلت . عد الأفطار وجرى الوقت وبدأ العاملين في قفل الأبواب وأنا كالطفل أكاد أرقص فرحا بالعودة الى البيت . غشينا سوق الخضر وأشترينا أغراض يوم غد يوم النفير كما غشينا زريبة المواشي واشترينا خروفا أيضا ..وأخيرا توجهنا الى البيت .. نزلنا الأغراض من السيارة بعد أن حضر إلسا وسوسن لمساعدتي في إنزالها . .أنتهزت فرصت اقترابها مني وهمست في أذنها ( مشتاقين ) .. أبتسمت بخجل ونظرت ناحية سوسن حتى تتأكد أنها لم تتصنت وقالت ( بالاكتر يا حبيبي ) .. جرعة محفذة تلقيتها مثل الانسولين .. جعلت قلبي يطرق بقوة .. بل يكاد يرقص . دخلنا الى البيت أول خطوة رحت ناحية حديقتنا لأطمئن على الشتلات .. وبفرح شاهدت بعضها بدأ يورق .. وبعضها أزهر .. يبدو أنهم طاب لهم المقام .. تحس أن الأزهار تشارك المحبين مشاعرهم وتتجاوب معها .. وبفرح ناديت قائلا الأشجار أزرهت .. كل من سمعني جاء يجري .. ومن يهمني أمره أكثر . .جاءت بضحكتها الطفولية فرحة كأنها بشرت بمولدوها البكر .. رأت الزهرة التي تفتحت وشرعت تقبلها في مشهد مؤثر ومثير .. قالت مبروك .. الزهور تحبنا .. قلت لها وهل هنالك شئ لا يحبك ؟ . ردت بأبتسامتها المشرقة ..أما سوسن مطت شفتيها وهزت رأسها يسارا ويمينا .. حيرتني سوسن ..لآ أدري ما قصتها .. حسيت أنها هي من تحارب هذا الأمر بعد ما ساهمت في تأجيجه في قلبي وصعب علي خط التراجع تجمعنا كالعادة في وجبة الغداء . وتواصلت مداعبة الوالد لألسا ومكاواتها .. لكن الجديد هذه المرة أن الوالد أصبح يهازر إلسا بي أنا شخصيا .. بمعنى أنه أعتبرني شئ يهمها .. إذ قال : مصطفى كسلان وخامل ينام حتى الساعة التاسعة لو ما الشمس طلعت ما يصحى من النوم . قالت : ما تقول عليه كدا يا عم ( سالح ) أمس ما هو تعب وحفر الأرد (الأرض) كلها . كلنا رفعنا رأسنا ننظر للأثنين .. في السابق كان مثل هذا النقد تنبري له أمي ,الله يحفظها , فهي خط دفاعي الأول لا ترضي في أي نقد أو كلمة . لكن تسبقها إلسا بالدفاع هذا هو الجديد .. الذي جعل الآخرين يعيدون حسابتهم لهذه العلاقة الوليدة ..أمي كانت الأكثر حيرة ..أبوي واضح أنه حس بهذا الشئ من أول يوم وهذا بالون أختبار سريعا ما سقطت فيه ألسا دون تحفظ .. سوسن لم تستطع أن تخفي غيظها وإمتعاضها لكنها ولله الحمد لم ترد ردا سخيفا كنوع (أنت دخلك شنو .. أو منو سألك ) لكن أنا واثق أن نوع هذا الرد هو ما يدور في رأسها حاليا .. أما أمي حار بها الدليل .لم استطع أن أكيف رد فعلها .. وفي ذات الوقت السا شعرت بأنها لم تستطع أن تتسطير على عواطفها ففلتت منها الجملة من القلب للسان لم تمر بتفيش القلب ليقيمها ..فأصبحت خائفة تتلفت بوجل . أما أنا فتباينت مشاعري بين الحب والخوف على هذا الحب من تلك النظرات . أما بي فلازال يبتسم ولسان حاله يقول ( ما قلت ليكم ) .. أحسن قرار أتخذ كان صامتا أي لم يتوقف أحد .. على الأقل في العلن .. لكن حتما أن الأمر له عواقبه . والسؤال هل سيضعوني جميعا في خط الخيارات الصعبة ويكون ردي هي أو لا غيرها وللأبد يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 25 طبعا انا مررت حكاية علي الفرضو علينا ابوي وقصد يضحك لأنه فهم انه انا بغير منه بعد ما عرفت انه عنده ميول لالسا ويحوم حولها ويدور على سبب يقوده لبيتنا .ها هو ابوي يقدم له فرصة كاملة الدسم قضاء يوم كامل في بيت واحد مع السا ..لكن ما اعترضت ..عارفين السبب ؟ ولا أذكركم .. احسن أذكركم لأنه السا حتكون مع عمتها بل بايته معها من يوم الخميس . يلا يابا من يضحك أخيرا يضحك كثيرا يمين علي بتاعك دا بكرة ادعكه دعك لامن يكره جية البيت ..لامن وصلت هذه النقطة أطلقت ضحكة بصوت عصام صاحبي لازال جالسا وقال يا زول مالك تضحك براك بسم الله . قلت له دي حاجة ما بتنحكي اموت بها وحدي . بدأ يترجى فيني . وأنا أقول له والله يا عصام ما اقدر احكيها بس عافي لي . وهو شخص فضولي جدا كلما اغلظ انا في القسم يزيد فضوله والحاحه اكيد انا يستحيل احكيها ..انا صراع المقالب بيني وبين ابوي صراع داخلي بيناتنا لا هو بحكيها ولا انا لأنه المسافة تلتقدير والاحترام لازالت محفوظه بيننا وستظل .. بس انا متشوق اشوف رد فعل ابوي وعلي صاحبه مدعوك دون أن ينال مبتغاه . في شىء ثاني انا متأكد منه تماما .. لو الأمور بين علي والسا كانت سالكة هو ما عنده مانع أن يزوجهما لبعض ويتحمل كل نفقات الزواج كثيرا ما فعلها مع كل العاملين معه ..يعني الموضوع بالنسبة له ليس مكاواة ومقالب مع الابن شبه العاق والمناكف . خلاص يابا نشوفكم بكرة انت وعلي بتاعك. قطع سرحتي عصام يعني انت سارح وتونس في نفسك اذا مافي داعي لوجودي من الأساس. يا زول ما تبالغ هو انا اقدر استغنى عنك . قلتها ولا زلت اضحك مما زاد غيظه أستأذن ومضى قلت لاتنسى بكرة النفير واعمل حساب الفطور والغداء معنا ما ترتبط قال انشاء الله ومشى أما أنا دخلت الدكان ولا زالت الابتسامة تعلو وجهي مما زاد حيرة ابي أو هكذا اعتقدت وازدت ابتساما يتبع
اسفين هذه الحلقة سقطت سهوا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 28 انا وأختي سوسن لازلنا في حوارنا حوار الطرده كما يسميه الاهل ..وهو النقاش والصراع الذي يدور بين الأخوين المتقاربين في العمر أو الأصح المتجاورين سنيا ..له أسباب كثيرة منها الغيرة وخاصة عند اختلاف النوع فالولد يرى أنه الأهم والاقرب للوالدين والبنت ترى أنها الأصغر والاقرب ..أهو دعونا نقول هاهو تبرير عقلي الباطن حتى أبعد شبح معاداة اختي لها . ..قطعت حوارنا السا بعد بدت في حلة زاهية استعدادا للخروج ..اسكيرت جينز وبلوزة وردية تصدرها فراشة عملاقة تملا الصدر وتلمع وتحس أنها تحط على أجمل وردة في العالم ..وشعرها مشدود للخلف في ضفيرة تتدلى على الظهر . وعلى طريقة الأولاد أطلقت سوسن صغيرا وقالت فراشتنا الجميلة الليلة على وين كان الله هون . قالت السا ..رايحة لعمتي انت نسيتي الخميس اليوم ؟ اها صاح مصطفى كلمني وقال راح نمشي نوصلك . اما انا فلا زال فمي فاغرا في هبل ظاهر . مصطفى مش قلت راح نوصلها. .مصطفى ... مصطفى انت سارح وين ..جنيت على الأقل خليني امشي . بعد نداءات سوسن صحيت من سرحتي .وقلت لها صحيح امشي البسي نوصلها وجيبي المفتاح من ابوي . وجدتها فرصة حتى انفرد بفراشتي . أول ما دخلت سوسن . قلت لالسا تعرفي انا حسدت الفراشة دي . قالت يا تو فراشة قلت الفراشة الراكة على احلى وردة فى الدنيا . اها عجبتك البلوزة ؟ كل شيء انا شايفه انت بقيت صعلوق واعقبتها بضحكة اضحكتني بنطقها لكلمة صعلوك تحس الكلمة معطونة في العسل . من وين تعلمتي الكلمة دي . من خالتي على طول تقول لولد يعاكس بنات هو صعلوق . يعني انا صعلوق.؟ ايوا بس احلى صعلوق في الدنيا .
ما انا حلاوتك الزايدة هي طلعت شيطان الصعلكة في راسي . يعني انت اصلا ما قعد تقول كلام حلو لبنات ولا هنا ولا في الجامعة . ابدأ انا اول مرآة اتجرا واغازل بنت ..ما قدرت أمسك نفسي . دنقرت رأسها وقالت شوف هنا في قنبور ؟ لم أستطع انا أمسك نفسي من ضحكة كبيرة وقلت لها انت تعلمتي كل كلام السودانيين . وقالت من عاشر قوم أربعين يوم وانا تميت أكثر من شهرين عندكم . قلت بس انت تعلمتي لغتنا وما علمتينا لغتك . قالت خلاص السبت نبدأ الدروس ..بس انا كمان اريد اتعلم كتابة عربي عشان اكتب لك رسائل وكلام حلو لامن تسافر. ما قلنا حصة ليك وصحة لي. في هذه اللحظة برزت سوسن بعد أن غيرت ملابسها وخرجنا معا لتوصيلها بالسيارة . يتبع
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 29 ذهبنا إلى بيت عمة السا ..استقبلتنا عمتها وزوجها المعاق ..وطفليهما الجميلين. عمت إلسا اببا نسخة مكبرة من السا في كل شيء. .وجه دائري متناسق عيون واسعة خدود موردة وكذلك الوجنات تضوي .دون وعي صرت انظر تارة لالسا وأخرى لعمتها . هذا موستفا أخوها لسوسن ..قالتها السا تعرفني بالعمة التي تبتسم مرحبة.. ومن ثم رطنت مع السا وهي تنظر نحو حقيبتها ..خمنت أنها تسالها لماذا لم تحضر كل ملابسها لتغادر تلك العائلة طالما ابنهم قد وصل .. رد سريع من السا خمنت أنها تقول لعمتها حا اشرح لك السبب لاحقا ليس الآن وقدام الضيوف . أما سوسن فلانها مغرمة بالأطفال انشغلت بهما وانشغلا بها فأصبحت تارة تحمل الطفلة تقبلها وأخرى للطفل ..والطفلان حقا جميلان وبالاصح نسخ مصغرة من السا . أما العم فهو مبتور الساق يمشي على عكازين ..رحب ودعاني للجلوس على سرير مفروش . البيت رغم أنه ينضح فقرا إلا أن المجهود المبذول في نظافته وتجميله واضحا ..كثير من الأشجار أو الشجيرات منتشرة بتناسق ..ألم أقل أن الخالة اببا نسخة مكبرة من بنت أخيها ..ويبدو أن الأمر ليس في الشكل فقط .. أحضرت معدات القهوة والبخور .. حمدا لله على سلامة مستفى .. الله يسلمك يا خالتي اببا. عبارتين عابرتين إزاحة ستار التحفظ .. شعرت بأني في زيارة لبيت اصهاري .. نسابتي كما نقول في عاميتنا لو سوسن عرفت هذا الشعور الذي انتابني .لجن جنونها . مستفى تستريح على السرير البيت بيتك . دعوة للتمدد على الفرش هي عادة سودانية بحتة .. وهي قمة الكرم والاريحية ..تكسر كثير من الحواجز ..وفعلا جريت المخدة واستلغيت على جنبي كأني في بيتنا ..لم اكترث بنظرات سوسن النارية والتي تعبر عن غيظها .. لكن نظرة الارتياح في عيني السا وعمتها دعماني ..بعد قليل أحضرت اببا قطعة الكيك الضخمة التي تقدم مع القهوة عادة عند الاثيوبيين ..وطبق فقاعات الزرة الشامي الفشار ..والبخور ومعدات القهوة تجمعوا حولنا جميعا لعمل القهوة ..جلست السا قربي في السرير بينما زوج عمتها مستلغي في السرير الآخر .. سوسن لازالت مشغولة بالطفلين تجري معهما في الحوش وبين الأشجار يضحكون بمتعة .. كل شى كان ممتعا .إلسا خلعت الطرحة وجلست معنا بالاسكيرت والبلوزة . العمة تلبس لبسة الزوريا البيضاء الشهيرة . وتمشط شعرها من مقدمة الرأس للخلف . تمنيت أن يتوقف الزمن هنا اذنت الشمس بالمغيب وتسلل الليل ليبدد هذه اللحظات الحالمة . كان عندي فضول لأسال زوج عمة السا عن قصة إصابته .. لكن خفت أن يكون ثرثارا ويغرقني في تفاصيل مملة ويكفي أن الزمن يجري لوحده . بدت اببا تسالني عن الجامعة ودراستي وصحة والدي وأعتقد أن السا أنفردت بها وأعطتها نبذة عني بددت مخاوفها . كانت تلحقها بالترجمة كلما شعرت بحيرتها من ردي. لا ادري عن الذي قالته السا لعمتها عني جعلها تنفتح لي بهذا الانشراح حتى نالها من حبي جانبا عظيما بعد أن ظنيت أن السا استهلكته كله .ولم تبقي لغيرها شيئا لم أفق من هذا الحلم إلا بصوت سوسن ..مصطفى نمشي اتاخرنا. تمشوا وين لسع قهوة ما خلص . قال العم تتعشوا معنا اليوم . قالت اببا ايوا صحيح يا سوسن ما مشتاقة لزغني بتاع خالتك. سوسن قالت والله زغني حقك يجنن يا خالتي لكن امي وحدها وبكرة عندها ضيوف . تحركنا والغريبة الصغار بكوا من مفارقة سوسن واما انا ودعت حبيبتي التي لا زالت واقفة في الباب تلوح لنا . سوسن تأثرت بتعلق الصغيرين بها تمنيت أن يؤثر فيها هذا الموقف ربما تغير موقفها المتطرف قليلا . قالت شفت أولاد اببا حلوين كيف قلت تمام جميلين جدا يشبهوا امهم .لم أقل يشبهوا السا حتى لا أوقظ شيطانها من جديد خلينا كدا احسن يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 30 في طريق العودة إلى بيت لنا وشقيقتي الأصغر سوسن لم نكن نتحدث طيلة فترة طويلة من المشوار . شغلني صمتها يا ترى فيم تفكر ..هي قطع شك مسلوبة بحب الطفلين ..لكن يا ترى هل هذا كافيا ليغير قناعاتها ..هي طبعها كذلك عندما تحضر اختي الأكبر في الإجازة سوسن تتفرغ للصغار تماما ..تتولى لبسهم وتصفيف شعرهم وفسحتهم ..وهم بالتأكيد أكثر شي بشوقهم للسودان هو خالتهم سوسن .لكن لا أ عتقد أن هذا يغيرها كثيرا طالما عندها مصطلحات في رأسها من نوع ( دا براه ودا براه) بمعنى هذا شيء وهذا شيء آخر. بدون مقدمات وقبيل الوصول التفتت نحوي وقالت ..ما شاء الله حلوين حلا . قلت هم مين رغم معرفتي بمن تعني. قالت أولاد اببا . قلت مساكين ..حاولت أن اوظف مشاعرها هذه المرة .. قالت ليه مساكين ؟ قلت لأنهم راح يكبروا ويصدموا بقوانين المجتمع . كيف يعني يعني مثلاىالطفلة سارة كبرت وحبت . قالت خلاص خلاص فهمتك ..وصلنا البيت أجل الكلام دا هجوم مباشر وهروب واضح المهم فعلا وصلنا البيت وركنت السيارة أمام الباب. وفي البيت قالت امي ليه اتاخرتوا ردت سوسن خالتي اببا مسكت فينا وقالت لازم تشربوا القهوة قالت يا حليل اببا اصلا ما بتخلي طبعها. فهمت انه هنالك تواصل ومعرفة بين العايلتين مما زاد سروري واراحني قليلا واعطاني الامل. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 31 عاتبتنا أمي على التأخر في المشوار ..ولم تكن غاضبة أو شاكة بقدر ما كانت قلقة على يوم غد..فهي عادة ترفع شعار الطواري في المناسبات والدعوات .. وعندها تأخر الأكل وتجويع الضيوف يعد من الفضائح أن لم يكن من الكباير. يا مصطفى يا ولدي ما منتظراك عشان تجيب المواد التموينية وتضبحوا الخروف . قلت يا أمي الخروف نبضحوا من بالليل . لازم من بالليل وانا كلمت الجارات ناس سعاد ورقية وإحسان كلهم جايين ببناتهم عشان الخدمة ..ومال الفطور كيف يحصل لو ما جهزناه من بالليل .. هو انت اول مرة تحضر عزومة في البيت . حقيقة هو ليست هذه أول دعوة احضرها ..فهي تجمع جاراتها من بالليل حتى لو كان الضيف نفر واحد طالما ذبح خروف ..وعندما يذبح خروف في بيتنا تغضب من أي جارة تشعل النار في بيتها في هذا اليوم ..لأن الوجبات ستخرج للجيران قبل الضيوف ومن حضر منهم حضر . لم أشاهد حد يجد نفسه ومكانته في إطعام الطعام مثلها . حتى عندما يزروني أصحابي وزملايي من الجامعة تظل تلاحقهم بالأسئلة من نوع اتغديتوا اسوي ليكم الغدا ..يا اولادي مالكم ضعفتوا كدا زي صاحبكم دا ما ياكلوكم في الجامعة . وهكذا لكن الجديد هذه المرة هو نفير عادي ومالو ليس عندنا في الحارة فقط بل في كل المجتمع السوداني ..وهو تكافل الشباب في إنجاز مهام سهلة التنفيذ وكبيرة الحجم للبيوت والمدارس والأندية .. وبالمقابل توفير نوع من الطعام يشبهها تماما ..أي كبير الكمية وقليل التكلفة ..فتة فول مثلا في الإفطار . وفتتة سليقة (شوربة لحم) في الغدا . رغم فقر الأكل في النفير إلا أنه يكون طاعما ولذيذا جدا ..لعدة أسباب منها الجو المرح واللمة والجوع نتيجة للجهد المبذول . لكن ابوي وأمي اعطوه طابع الدعوة ربما كنوع من الامتنان نسبة لقدرته المادية في إحضار مقاول مثلا لتنفيذ المشروع ..لكن رب هنالك عامل آخر هو فرحه بأبنهم وبهذه الروح الجديدة وبالتأكيد بفضل السا . هي قراءة وتحليل للظرف أو محاولة مني للفهم . أعتقد أنه وإلى حد ما مقنع . ولد يا مصطفى انت لسع ما مشيت. باغتتني أمي وانا جالس في حوش الصالون وسارح أحلل في حالتي . قلت امشي وين يا أمي اجي يا ولدي نحن من قبيل قعد نقول في شنو ؟ما قلت ليك شيل من ابوك قروش روح جيب الخضار والزيت والبصل . وتغشى معاك الجزار تجيبه .. وما تنسى تذكر أصحابك ديل تذكرهم بيوم بكرة . حاضر يا أمي وخرجت مريت بهم أولا وجدتهم متجمعين أمام الدكان كالعادة ذكرتهم وجدتهم متأخرين ..وبعدها تحركت نحو السوق ..وكنت معتاد عليها إذ منذ صغري كنت إذهب مع الوالد أو أحد العاملين وأصبح بائعي الخضار والجزارين يعرفون بود صالح . شريط الخضار وعدت بصحبة أحد الجزار ين . عندما عدت للبيت وجدت صديقي عصام وبعض الأصدقاء منو الحي يجلسون على كراسي أمام بيتنا . وكانت لمة جميلة بالتأكيد ساعدوني في توضيب الخروف ..ثم أحضر أحدهم غربالا الرمل ..أي بدأ العمل منذ المساء. مر علينا الوالد وحيانا وداعيا لنا بالعافية. سهرنا قليلا ثم انصرفنا للنوم استعدادا ليوم غد . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 32 منذ شروق الشمس بدأ الشباب يتجمعون .زملاء الجامعة خالد وعصام باتوا معي مثل ما كنا نفعل أيام الامتحانات ..يبدو انه يوم امتحان من نوع جديد. أمي أعدت حفاظة كبيرة لشاي الحليب مع جردل زلابية.. تجمعنا قليلا في حوش الصالون لشرب الشاي ولوضع خطة عمل .. اقترح أحد الأصدقاء الخبراء أن نبدأ أولا بتسوية الأرض أما بالردم أو بحفر المناطق العالية .وفعلا بدأ العمل ..حركة دؤوبة ..البعض يحفر وآخرين يحملون التراب بالجرادل .آخرين يسوون الأرض . أحد أصدقاء الحي الذين يمتهنون البناء كان استشاري لنا .. يحمل ميزان الميلان (ميزان الموية) حتى يضبط انسياب حركة ماء المطر ناحية الشارع ..بعد أن تم تسطيح الأرض تماما بدأت عملية رص الطوب .. وتخويضه بالمونة ( حشوه وتثبيته بالاسمنت ). انا حتى الهب الحماس أحضرت جهاز الكاسيت الكبير .. وشغلت شريط ..كما تتوقعون اثيوبي ..حقيقة حتى قبل السا كان يهزني ايقاعهم ويطربني لحنهم . في الأول لم يكترث أحد بل بدأ بعضهم يرقص ويهز أكتافه وهو يعمل .. لم يعلق سوى عصام الخبيث لأن له خلفية طبعا وقال لي ( شنو انت لازم تنفذ المشروع حرفيا ) رديت قلت ( اسكت يا .....) كنت ناوي اشتمه لكن خفت أثير ريبة في الزملاء فيتوقفوا في كلمة مشروع. في هذه اللحظة سمع صوت جرس عجلة فإذ به صديقي اللدود علي تكى دراجته وجاء للعمل وهو يلبس زي وحذاء رياضي . بعد سلام عالي الصوت مكتمل الأركان على الجميع دون سابق معرفة سوى لعصام وخالد الذين عادة يزروني في الدكان .. دخل في العمل بكل حماس ويلتقي الأسماء ومن ثم يبدأ ينادي بها .. فهو من نوع البشر الذين لا يحتاجون لسابق معرفة أو حتى ملحق تعريف يكفيه الاسم وطرق أي خيط .. وفعلا ساعة و ولف عليه الجميع بداوا ينادونه بعلي ..بل تطور الأمر إلى مرحلة التدليل يا عليوة ويا أبو علوة.. وأيضا هو لم يقصر ..وأصبح ينادي أصحابي بالقابهم التي لم أذكرها لهم في حياتي . يا لهذا العلي ..وبعدها راح يقف في النص ويبدأ يرقص رقصات هز الكتف الشهيرة وباتقان. .مع حماس وصفير الاصدقاء .. بصراحة هو أعطى جو طريف لليوم ولولا الظرف الذي يقف بيني وبينه لحبيته مثلهم أو قل استطلفته . أما الآن كنت أشاهده مثل ما وصفته السا تماما ( ما عنده مودوع) .. لكن ما يجعلني ارقص طربا اليوم هو غيابها مع حضور هذا السمج . لاني مشغول به فعلا كنت اراقبه بلا ارادة .. هو لا ينسى مع مشغولياته أن يطل ناحية باب النساء عساها تشرق من هناك . ما أكد ذلك أمي نادتي .. يا مصطفى . رد هو ايوا يا حاجة ومشى عليها ..انا افحمته بغيظ ..ياخ انت اسمك مصطفى . هو كان يتحين فرصة ليذهب بنفسه طالما أنها لم تأتي .. من كان يراقب هذه الدراما هو صديقي الخبيث عصام فقع ضحكة لم يفهم سببها سواي . اما خالد قتله الفضول بدأ يحلف ويترجى عصام حتى يحكي له ما فاته وسبب ضحكه .. ذهبت لأمي وقالت لي خلاص غسلوا اياديكم واستعدوا للفطور . كلمت الشباب .وكان الغناء الحبشي في أوجه والمغنيين الاثيوبيين لهم كلمات حماس يطلقونها بدون لحن تلهب الحماس من نوع ( اجوخا ) أعتقد بمعنى ارقص أو اهتزوا .. وعلي باعتبار أنه فاهم كان يقف في الوسط ويهز اكتافه ويجثي على ركبتيه .. هو فعلا انسان لطيف لولا الشيطان الذي جعلني أراه كشيطان أشر .. حتى ابرد غيظي كدت ان اقول له هي غير موجوده وفر طاقتك لأكل عيشك . خلص تقريبا ثلاثة أرباع العمل ... لم ينسى ألاصدقاء أن يبنوا احواض الشجر ..كما لم ينسوا أن يبنوا حوض النافورة في وسط الحوش .. بل أحدهم له خبرة في السباكة مدد المواسير من تحت الارض حتى منطقة الموتور .. ماسورة تملأ الحوض وماساورة تحمل الماء من الحوض للمضخة وأخرى من المضخة للحوض وتنتهي بزاوية قائمة ركب عليها (دش) رشاش مثل الذي يستخدم في الحمام طبعا بسبب عدم وجود مواد لهذا النوع من السباكة الذي يعد ترفا لا لزوم له في عرفنا . كما لم ينسى أن يعمل قفلا لتفريغ الحوض في احواض الشجر . تجمعنا للفطور الذي أبدعت فيه أمي وجاراتها ..اللحوم بجميع انواعها نيا وناضجا إضافة للفول والشعيرية . وبعد الافطار الذي كان داخل الصالون .جلسنا في حلقات . وأنا طبعا جلست مع زملاء الجامعة باعتبار انهم ضيوفي وباعتبار أن أصدقاء الحي هم أهل بيت لايعدون ضيوفا . خالد كان ينتظر هذه اللمة لأسر له سر ضحكة عصام التي لازال يحتفظ بجزء منها ويكتمه . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
لسا قارورة عطر 33 خلصنا من وجبة الفطور والشاي وعدنا للعمل من جديد ..الوالد لم يحضر معنا فهو عادة يوم الجمعة يفتح المحل حتى موعد الصلاة .حيث يتجمع معه أصحابه من الموظفين ويرسل لهم الفطور من البيت أحيانا وخاصة في الولائم والمناسبات العايلية واكيد ارسل احد العاملين بخلاف علي الذي فرغ لحقني..لكني سعيد لاني ظنيت نفسي من ضحك أخيرا شمتان فيكم يا ابوي وعلي .. رغم أنه حسيت علي استولى على أصحابي لكن قلت ما خسارة فيك يلا شيلهم كلهم حلال عليك ..وتعال كل عصر العب معهم كرة كمان ..أما الستي هذه فلا حتى لو كنت تشاركها لغتها وجنسيتها وعرقها الأهم عندي مشاعرها وقلبها فهم ملكي انا وحدي .انا انت.فارقص واتراشق وخفف دمك بس بعيد عنها وعني .. قاربت الساعة الى الثانية ظهرا .لم يحضر ابي . ذهبنا إلى صلاة الجمعة وعدنا لمواصلة العمل ..دب فينا الجوع دخلت إلى أمي لاستعجلها الغداء فقالت انتظروا ابوك قال عنده غشوة وسيحضر .. بعد قليل سمعنا صوت السيارة وقفت قرب الباب . لكن كانت مفاجأة ثلاثية الأبعاد . لخبطت كياني وكدت أن .اجن أذ أن ابي أحضر للغداء السا وعمتها وأطفالها وزوجها ..دعاهم دون أن يقول لي . وأنا اتباهى بأني من ضحك أخيرا . أعتقد أن الأمر الآن ليس للشيطان فيه يد .. هي الحرب بعينها .. معقولة يا ابوي انا من قبيل سعيد وفرحان بأن السا بعيدة عن علي ورشاقته وخفة دمه .. كنت ممكن اقول وسواس أو سوء ظن مني لولا ابتسامتك التي لم تستطع إخفاءها .و ابي هو يصافح أصحابي ويحييهم على الانجاز . أما علي فامره عجب فهو استلم المايك .تماما .. قبل علي دعوني اوصف لكم هيئة السا . فهي جاءت ترتدي الزوريا الحبشية ..فستان ابيض يشبه الزفاف إلى حد كبير غير أنه أقصر قريب للركبتين ضيق من ناحية الصدر وواسع من الأسفل ..مع طرحة قصيرة و ممشطة شعرها على الطريقة الأثيوبية في نظري كانت عروس تنقصها الزفة وإني لصاحبها . أما صاحبي علي استلم الموضوع أو المايك وبدء يسلك في كلامه بلغتها نسى العربي تماما ..بل أعتقد أنه نكت كلام لم يستخدمه منذ لجوءه للسودان ..يحمل الأطفال الصغار ويتراشق معهم بعبارات اكيد سمجة ولزجة مثله تماما رغم أني لم افهمها ورغم ضحك الصغار لها .. بعد أن فقت قليلا من هذه الغيبوبة المفاجئة انتبهت لصاحبي عصام وجدته ميت بالضحك وهو ينقل عيونه بين وجهي والمشهد الدرامي كأنه مخرج تلفزيوني .. صاحبي خالد الآخر أظنه فهم ا لموقف إذ بدأ يشارك عصام الضحك . باقي الأصحاب كانوا منهمكين في اللمسات الاخيرة . ابوي دخل مع زوج عمة السا ناحية الصالون . إلسا وعمتها وقفتا عند باب الوسط ..وصاحبنا علي واقف يشرح لهما كأنه مهندس المشروع ..والله عمري ما كرهت بني آدم مثل هذا المخلوق .. والمصيبة يشرح لها كيف تعمل النافورة وهي من فرط رقتها لم تقل له أنها صاحبة الفكرة. انا كنت واقف مقطب الوجه واحمل في يدي الكوريك ..اتتني رغبة أن اهدم كل المشروع انتقاما من مقلب ابي بل اتتني رغبة أن اقع ضربا في السا وعمتها وقبلهما هذا العلي . عصام أقترب مني وقال لي لكن زولتك طلعت نار موقده عديل معاك حق تجن بيها ..بس صاحبك علي دا ماله لاصق فيها كدا .. قلت له دا واحد لبطنجي كلكم لصق فيكم . قال لكن هي الظاهر عليها مولفة عليه شايفهم مندمجين آخر اندماج . فكرت عصام جاي يزيد ناري أو قاصد ينبهني كدت ان اقول له هي قالت عليه ( ما عنده موضوع) .لكن تذكرت أنها طلبت مني أسلم عليه قبل حتى ما أتعرف عليه ..بدأ الشك يلعب بعقلي من جديد ..رفعت الكوريك وخبطته على البلاط لولا نبهني احد الاصحاب ..شنو يا ابو الشباب عاوز تضيع مجهودنا . آسف آسف لكن حركتي اللا ارادية أتت أكلها إذ انتبهت لها السا وتحركت نحوي وقالت بصوت شبه هامس مبروك يا حبيبي مشروعنا نجح . تنهدت تنهيدة طويلة وقلت لها يداب تذكرتي انه عندك حبيب وعندك مشاريع معه. . ضحكت وقلت تقصد علي اصلا هو ما يعطيني فرصة ما قلت لك ما عنده موضوع . أخيرا عادت لي البسمة وناديت عصام وخالد وعرفتها بهما . وقالت لهما موستفا على طول يحكي عنكم وكنت متشوقة اشوفكم. مع أنه ما متذكر اني حكيت عنهم واصلا انا عندما أكون معها لا أتذكر أحد في الكون سواها ..لكنه هو الجمال المشع الذي لمسته فيها ولازال يشع من هذه الأسنان البراقة ومن كل شيء فيها . سلم أصحابي وخالد يسأل من بعد ذهابها وقبلما تمضي ..مين دي ياعصام ؟مين دي يا مصطفى ؟يا جماعة ما تنورونا . لا أنا لا عصام لم نعرف الرد ما ذا نقول . حقيقة مين دي؟؟؟؟؟؟ يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 34 من هذه ؟ لازال خالد يلاحقنا بالسؤال مين دي ؟ أنا وعصام نرفع راسنا ننظر لبعض ثم نلتزم الصمت من جديد يا جماعة ما تورونا النجفة دي منو ؟ عصام رد أخيرا .. دي واحدة إثيوبية خالد قال واثيوبية دي عايزة سؤال ما ظاهر انا عاوز اعرف عرفتوها من وين وعلاقتها شنو بمصطفى . حقيقة انا اول مرة الاقي سؤال أكبر من الإجابة . وليس كبرا في عدد الحروف أو الكلمات ..إنما في قيمة غير مرئية .انسانة شغلت عقل صديقنا الصامت قليل ا لكلام وجعلته ينطق لأول مرة يسأل عن فتاة ..هل تفتكروا الإجابة التي صنعها الواقع المرير والتي قيمها المجتمع ستكون كافية ومنصفة لها بل مقنعة لخالد ؟ أنا شخصيا كان عندي رد كبير للسؤال بل لكبره لا أعرف من أين أبدأ وأين انتهي . يكفي أنها هي سبب هذا الجمع الكريم .. إن هذه الجنة الصغيرة التي صنعناها اليوم هي فكرة عابرة طلعت من عقلها الغض الصغير .. أما ما فعلته في ذاتي لا يوصف ولا يحكى ..يكفي أنها أشعلت قلبي العنيد وعلمته ينبض بالحب لأول مرة . يا جماعة ما في واحد عاوز يبرد بطنا ويورينا هي مين ؟ عصام ..ياخ دي السا صاحبة سوسن أخت مصطفى. شوفوا حتى عصام بعد ما شاهدها أستكثرتها على المهنة أو الصفة .. وهذا طبعا بعد الذي عرفه عنها مني . وهو يعلم انها ملهمة هذا اليوم وصاحبة فكرة هذا المشروع الصغير البسيط والذي بعد أن انتهى وقفنا جميعا نأخذ الصور التذكارية فيه . عدة شجيرات وبلاط خشن وحوض نافورة ..مشروع لم يكلف ثمن كشك ليمون أو مزيرة سبيل أو مظلة مواصلات في الشارع ..لكن قيمته في انه لم يخطر على بال أحد وحتما سيكون ملهما لجميع اهل الحي بضعة شهور وتتحول حلتنا إلى جنينات صغيرة . والسبب هي بكل تأكيد لكن من سيذكر لها هذا سواي يتبع ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 35 مشروعنا في نهايته الشباب صغار السن مسكوا المكانس وبدأوا في كنس الرمل الزايد .وبعضهم شرع ينظف احواض الشجر من التراب وكتل الاسمنت . انا طبعا لم الحظ كل هذا جمال إلا بعد ما عادت الي الستي. وطردت الوسواس من قلبي بنفسها دون وسيط .. لكن في زول هناك ثورته خمدت .. علي غشيته الهزيمة بطل الضحك والفرفشة جلس يطالع من على البعد بغل لم يستطع مداراته . خالد لازال ينتظر إجابة تريحه وانا حتى اخلص من الحاحه .قلت له باختصار يا خالد البنت دي انا بحبها . طيب لقيتها وين ؟ شغالة معانا في الشركة ؟ شركة شنو كمان هو نحن عندنا شركة؟. طيب شغالة معاكم وين يعني؟ شغالة معانا هنا في البيت. في البيت ؟ خدامة؟ ايوه خدامة للأسف . دي خدامة؟ سؤال استنكاري طالع من جوة قلبه. عصام تدخل قائلا ما دا المجنن صاحبك ذاته . اهأأاأاااأاااأااااا يداب فهمت . فهمت شنو كمان.؟ فهمت سبب كرهك لعلي وفهم سر ضحك عصام . فهمت شنو .؟ فهمت انه علي ساكيها ومولع نار الغيرة في قلبك . وعلي شنو كمان البغير منه. تغير منه عشان هو من جنسها ومؤهل ليها أكثر لأنه شغال وانت لسع طالب . شغال شنو ما شغال عامل عند ابوي. طيب ما هي خدامة عند امك . خالد شعرت به أصبح أثقل من عصام وكدت اطبق على زمارة رقبته كما يقول المصريون ..بعض مرات الحقيقة المرة تكرهها وتكره من يذكرك بها .. خالد تطرق للجرح الذي يجنني مباشرة بل دون مداراة كما يفعل ويتشطر عصام . وعصام قال له وهذا سر تقلب مزاج مصطفى في هذا اليوم . خالد لازال مواصلات في تعكير مزاجي .. ياخ لكن مبالغة معقولة دي تشتغل خدامة ما عندها أخت تشوفوها لينا .؟ عصام ياخ ما تحترم مشاعر الرجل دا . لا أنا ما قصدي خدامة ..انا والله لو عندها أخت تشبهها وبنفس مواصفاتها ما عندي مانع اخطبها واتزوجها كمان. قلت يا سلام يا خالد ما تعرف كلامك دا ريحني كيف . عصام وما حاتواجهك مشاكل مع أهلك ؟ مشاكل ليه دي حياتي وانا حر فيها وانا اختار الإنسانة التسعدني وتكمل معاي الحياة بحلوها ومرها . بدون ما اشعر مسكت رأس خالد املته علي وقبلته . عصام اغتاظ وشعر بالضربة وقال دا كلام نظري ساي اول ما تنصدم بالواقع راح تجر واطي وتنسحب . خالد انت الكلامك نظري وخليك تشوف تجربة زي كدا عملية ..اما ونحن عندنا تجارب في العايلة وعمي زوجته إثيوبية وعنده منها اطفال والعائلة كلها تحترمها وتحبها . قلت والله يا خالد اليوم لو نمت أحلى نومة في حياتي مرتاح البال حتكون بسببك . قطع حوارنا طفل صغير وقال يا مصطفى قالوا ليكم تعالوا شيل وا الغدا . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 36 بعد نداء الطفل للغداء هدرت الاصوات بتسريعه بلا يا مصطفى الحقونا بالغدا سريع الجوع قتلنا. يا مصطفى عليك الله غير غناء الحبش دا ياخ هريتنا . ايوا صحيح شوف لينا وردي ولا أبو الأمين ياخ بوظت اعصابنا . صخب واريحية وعفوية جعلتني أحس بأني فرد من عايلة عملاقة . احساس جميل . الشي الوحيد الذي يكبر حجمه عندك كلما تقاسمه معك الآخرون هو السعادة ..شعرت بأن نفسي اليوم أصغر من السعادة التي غمرتها فلم تسعها .
دخلنا ناحية المطبخ انا واثنين من الأصدقاء من الجيران والذين يعدون كأفراد من الأسرة تماما فهم من يقوم بواجبات البيت عند سفري وهما عاطف وطارق .. عدنا نحمل سفر الغداء ( الصواني) تجمعنا على ثلاثة حلقات .. والدي وعم السا ومعهم علي وشابين من أبناء الحي وسفر ثانية أيضا جلس حولها الشباب والثالثة جلسنا عليها انا وصاحبي الجامعة .وشابين آخرين من أبناء الحي وطفلين ايضا . كانت مفاجأة المائدة هو وجبة الزغني الأثيوبية الأشهر ..وجبة الزغني هذه أعتقد أنها طبخة عالمية منتشرة فقط تختلف في الاسم والطعم ..عندنا تسمى الدمعة وعند الشوام والمصريين أعتقد هي اليخن وعند الهنود الكاري ..فقط الهنود والاحباش يستخدمون الشطة الحارقة بكثافة مع باقي البهارات . ولذلك الكاري والزغني هما الالذ والأكثر إقبالا من الشعوب الأخرى. وفعلا وجبة الزغني والتي اعتقد أما احضرتها عمة السا أو طبختها بعد وصولها ..انكب عليها الجميع تاركين باقي الأكل . بصراحة أنا خفت من غضبة أمي وغيرتها فهي بقدر حبها لإطعام الطعام فهي تكره بواره ..فلذلك بت أشجع الجميع على اكل طبخها .فأنا في غنا عن معارك جانبية مع غيرة أمي يا جماعة أكلوا من الويكة دي يا جماعة اللحمة دي بتبرد ..جربوا سلطة الأسود . الشخص الوحيد الذي فهم رسالتي هو ابي انظر له من بعيد يكاد ينفجر بالضحك و يكتمه . عصام مقاطعا .. ياخ انت مفروض تشجعنا على الزغني. قلت له لا يا حبيب انتو عايزين تبوروا أكل أمي ..هو انا ناقص يا اخويا . اهأأاأااا قالها عصام قبل ان ينفحر بالضحك هو وخالد . غايتو الحمد لله انتهت لحظات الغداء بعد أن تم مسح طبق الزغني مسحا وقليل من الحفرات هنا وهناك في اطباق امي ..وهذا بعد تشجيعي وترويجي . حملنا الصواني للداخل بعد الغداء طبعا اول خطوة تعملها الام عادة في هذه الحالة هو جرد الرجيع من صواني الطعام . والعبارات المعهودة إيضا في الأطباق المسموحة .. دا مالكم ما جيتو شلتوا منه زيادة ..أما عن الاطباق البايرة انتو الصحن دا ليه خليتوه بعيد عن الضيوف .. لا اعتراف بالهزيمة أيضا . لكن هذه المرة الوضع اختلف لأن المنافس والفائز أجنبي . كل نساء الحي القين نظرة على هذه السفر ومطين الشفاه تحسرا دون تعليق .. حفظا للمشاعر والعلاقات الصديقة والشقيقة. ليتهم يحفظون هذه العلاقات في الامور الأخرى ايضا . ليتهم يفعلون .. وضعت الصينية وانتبهت أن هنالك عينان تراقباني وتبتسم . في زول هناك قولة سلام تبقالو روح . ويد محاذية الخصر تلوح في الخفاء . يلا يا مصطفى شيلو التحلية . انا غايتو خلاص حليت اجي حليت وين كمان يا ولدي . لا لا ما في حاجة يلا ياشباب نشيل التحلية. والتحلية طبق موز وطبق كسر وطبق أرز ابيض . نحن الأرز عندنا من عناصر التحلية أيتها الشعوب الآسيوية. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 37 خلصت وجبة الغداء وبدأت الشمس تبرد . تجمعنا في الحوش الذي جرى تحسينه . لشرب الشاي. أحد الشباب مسك الخرطوم وبدأ يرش في البلاط الجديد . وآخرين انشغلوا بكساء حوض النافورة بالرخام الأبيض .. والدي وزوج عمة إلسا خرجوا كراسيهم في ظل الصالون وهما لازالا في حوار ونسة . انا وصاحبي الجامعة جلسنا على ركن آخر . بدأ بعض الأصحاب المغادرة وبدأ التراشق بعبارات الوداع من .نوع اها يا مصطفى عامرين انشاء الله .. متشكرين يا شباب انشاء الله في افراحكم . اها يا عم صالح . الله يبارك فيكم يا والادي انجزتوا وابدعتوا والله . الله يبارك فيك يا عم صالح انشاء الله في عرس مصطفى . إنشاء الله في عرسكم كلكم. ياعصام وخالد زي ما وعدتونا تجونا في الدافوري (لعب كرة القدم ) لا بنجيكم والله واحتمال نعمل مباراة معاكم تشاور أولاد حلتنا. طوالي نحن جاهزين يا كابتن. يلا يا مصطفى يا عريس . من بين كل تلك العبارات كنت التقط العبارات المتعلقة بعرسي واجمعها ..في عقد وهمي البسه داخل وجداني ..وحبذا لبسة الزوريا التي تنقصها طرحة شفافة لتصبح فستان زفاف لاحلى عروس. بعد قليل خلى الحوش إلا من صاحبي ..مع أبي وصديقه تسفاي عم السا . بعد قليل جاءت أمي برفقة اببا والسا وسوسن يبدو أنها زيارة لتفقد المشروع . وانطلقت عبارات الدهشة . أمي قالت ما شاء الله يا اولادي الله يخضر ضراعاتكم . وأضافت الله يكملك بعقلك يا بنتي لالسا طبعا . والله يا مصطفى إجازتك دي باجازاتك كلها . قلت انشاء الله كمان تكتمل فيها الافراح ..قلت انتهز الفرصة واغازل المستحيل قليلا عسى ولعل . كذلك عبرت اببا عن دهشتها بكلمات غير بينة المعنى لكنها واضحة المقصود ( وووااااع سبوق). ومن يهمني امرها لم تستحي أن تكسر نظرها عني امام الجميع وهي تبتسم .. انا انا بصراحة الم أستطع أن أفعل مثلها وعيون اهلي تحاصرني وبالذات سوسن التي لم يبقى لها إلا أن تحصي ضربات قلبي . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
السا قارورة عطر 38 لا أعتقد أن شكل بيتنا يحتاج لوصف بعد إنجاز اليوم .كان أبي وأمي أكثر سعادة به. لكن ما يحيرني صاحبي هذا الإنجاز الرئيسيين هما انا والسا. لم يخطر في بالهما أن يجمعوا هذين الراسين في الحلال حتى نسعدهما أكثر وأكثر . هذه الخاطرة أعجبتني جدا لكني كتمتها ..هذه هي عينات الصمت التي يقال عليها السكوت من ذهب . آخر المغادرين من الأصدقاء وأصحاب النجاح في هذا اليوم كانا صديقي عصام وخالد . أمي ودعتهما وطالبة إلقاء التحايا على والدتيهما . بكلام الأمهات من نوع ( يا خالد قول لخديجة ما ظهرتي علينا تاني ) وانت يا عصام امك ما شفناها في عرس ناس نفيسة انشاء الله ما عندها عوجة .. سلم عليها ) .. وهكذا قدمت الصديقين وعدت. وجدت اببا وزوجها يستعدون للرحيل غير أن أمي وأبي مصرين أن يشربا شاي المغرب .فاستجابا بعد إلحاح . أختي سوسن كعادتها انشغلت بالطفلين صارت تجري خلفها بين الشجيرات في سعادة وضحك .. أمي أصبحت تجول مع اببا التي اتضح أنها عندها خبرة في البساتين أيضا إذ أصبحت تشرح لها في نوع الشجيرات ومصدرها . والدي وعم السا واصلا حوارهما أذ من بقي ؟ أنا وهي في خلوة شرعية كما يقال . طالما الجميع في حوار واهتمام مشترك .. أقتربت مني بخطوات مترددة ونظرات بين عمتها وأهلي . انا تحركت نحو النافورة بعد أن تأكدت من جفاف الاسمنت ادرت المحبس (البلف) ..هي فهمتني أردت أن اصنع موضوعا مختلفا لا يثير شك الوجود أقتربت وابدت كأنها تشرح لي عمل النافورة . قربت راسي من رأسها وقلت لها اليوم كان يوم عرس . قالت عرس من ؟ قلت لها عرس السا ومصطفى انت بهذا الفستان الأبيض كنت عروسة ولا زلت. قالت لكن العريس ما لابس بدلة وملان طين واسمتت وتراب . قلت .. يعني لازم اروح استحم والبس بدلة ؟ قالت لا انت عندي احلى عريس حتى لو دفنوك بالتراب . قلت انت بقيتي شاعرة عديل . قالت من حبك لازم يكون شاعر. قلت انا مفروض اقول لك هذا الكلام انت من يحبك لازم يكون شاعر وفنان ورسام. قالت انت هسع شاعر ورسام وفنان .انا منك سمعت كلام حتى ما سمعته من شعر أو غنا .وصوت أحلى من صوت أي فنان . في هذه اللحظة امتلأ حوض النافورة .. في الوقت المناسب لأن أصوات الحوار بين الآخرين خمدت يبدو انه مواضيعهم خلصت وبدأ تركيزهم علينا . فورا ذهبت ناحية المضخة وشغلتها فاشتغلت النافورة خلقت منظرا بهيجا شغل الآخرين وانطلقت عبارات الاعجاب . عجيب صديقنا الذي ربط دش الحمام مقلوب في محل الرشاش في النافورة .. فكان منظر الماء مدهشا يخرج في رشات ترتفع قليلا ثم تسقط في الحوض من جديد محدثة صوت خرير المياه مع رزاز جميل رطب الجو وانعشه . التف الجميع حول النافورة و وفروا لنا فرصة ثانية للخلوة انسحبت انا وهي ناحية زاوية أخرى نكمل حوارنا الحالم . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
Quote: كتاب كتابتن ماشاالله عليك يافنان إلغاء الإعجاب · رد · 1 · 1 نوفمبر، 2015 10:53 مساءً
Imam Alamin · الخرطوم بحري حكي طاعم ... يسلم يراعك أعجبني · رد · 4 نوفمبر، 2015 12:43 مساءً |
الأخوين محمد حسن وأمام شاكر جدا ونتمنى أن نحظى بحسن ظنكم دوما
كونا بخير آسف على التأخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
الكباشي أيها الجميل ..... ياخي سرد ممتع والله وجمال مفردات غاية الروعة.. خشيت من التعليق لي كم يوم خوفا ً من تدنيس البوست هههههههه مشدود ومتابع هذا الجمال ..وناسخ ههههه
ياخي الله يديك العافية لمن يرضيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: مامون عبدالله نور)
|
Quote: الكباشي أيها الجميل ..... ياخي سرد ممتع والله وجمال مفردات غاية الروعة.. خشيت من التعليق لي كم يوم خوفا ً من تدنيس البوست هههههههه مشدود ومتابع هذا الجمال ..وناسخ ههههه
ياخي الله يديك العافية لمن يرضيك |
شاكر جدا يا مامون ياخ
كيف تدنسه وطلتك عطرته
تسلم يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
Quote: هذه لوحدها تعد مفخرة في هذا المجتمع العجيب الذي يضحك على من يتعثر في العربية ويفخر بمن يجهلها . . |
تحياتي أستاذي درديري كباشي قصة السا على جمالها و بساطتها و تداعي أحداثها التي تسير بطريقة غير تقليدية الا أن الجملة أعلاه و غيرها كثر في ثنايا الرواية تشرح حال كثير من المفاهيم المتناقضة داخل مجتمعنا السوداني والتي نتمنى من شخصكم الكريم طرح تصور للمعالجة و هو أمر نثق في قدرتكم الإبداعية على فعله لا سيما و أن جوهر روايتكم الانساني حتى الآن يسير في اطار تشريح و طرح الحلول لهكذا أمور. و نرجو ألا تكثر الغياب بعد أن تركتنا في تلك الواحة المخملية التي صنعتها أفكار السا و عزيمة الشباب. تحياتي و احترامي لك و لكل ضيوف البوست الكرام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: ALWALEED ALSHEIKH)
|
Quote: تحياتي أستاذي درديري كباشي قصة السا على جمالها و بساطتها و تداعي أحداثها التي تسير بطريقة غير تقليدية الا أن الجملة أعلاه و غيرها كثر في ثنايا الرواية تشرح حال كثير من المفاهيم المتناقضة داخل مجتمعنا السوداني والتي نتمنى من شخصكم الكريم طرح تصور للمعالجة و هو أمر نثق في قدرتكم الإبداعية على فعله لا سيما و أن جوهر روايتكم الانساني حتى الآن يسير في اطار تشريح و طرح الحلول لهكذا أمور. و نرجو ألا تكثر الغياب بعد أن تركتنا في تلك الواحة المخملية التي صنعتها أفكار السا و عزيمة الشباب. تحياتي و احترامي لك و لكل ضيوف البوست الكرام |
أشكرك أخوي وليد على الطلة والتعبير
وتحبير عبارات عابرة ربما لم أكن أعنيها بفهمك العميق في وسط انفعالي بها
وأنشاء الله خليك قريب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 41 بعد أن ذهب صديقات سوسن تجمعنا مع بعض كاسرة واحدة من جديد لتناول وجبة العشاء ..ثم بعدها تفرقوا من جديد للنوم .. تمنى الجميع لي نوما سعيدا كل بتعبيره .. إلسا عادت بعد ما ذهب الجميع لتقولها على طريقتها وبالطريقة التي لاتستطيعها أمام الآخرين قالت تصبح على خير ياحبيبي . وقلت لها انت أم الخير يا احلى ما في الوجود ابتسمت وجرت ببراءتها المعهودة . عدت محاولا النوم أفكر من جديد غرقا في الهواجس .. هاهو القدر يضع في طريقي هذه الصبية الغزالة الصغيرة لقلب دماغي وحياتي رأسا على عقب . مرت على إجازتي ستة أيام فقط ..كل ما ذكر من هواجس وأحداث وغراميات وحتى تغيرات مادية مثل حوش الصالون الذي انام عليه الان عمره ستة أيام فقط .. الزمن وعمر الانسان سرهم عجيب ممكن تمر سنة كاملة من عمرك لا تشعر بها ولا تذكر كيف قضيتها ..وهاهي ستة أيام احداثها تملأ كتاب وعواقبها ممكن تغير مسار حياتي .أو على الأقل لن تتركه كما هو . انا حتى لو شلت موضوع إلسا من دماغي لن اترك حياتي كما كنت مخطط وكما كان يتوقع اهلي .أتخرج وامسك دكان ابوك .. وعلى رأي اببا ..ليه اللفة الطويلة دي ما كان من الأول بدل تاعب نفسي قاري جامعة مذاكرة وامتحانات وسفر .. من ألثانوي كان ممكن أمسك الدكان والآن كان يكون عندي رأس مال وعيال . لا وكلا حتى بدون السا وحتى بدون دول أروبية لابد من تغيير المخطط .. لابد من مواصلة الدراسة .. درست الجامعة في أربعة سنوات أصبر ويصبروا تاتي أربعة سنوات مافي شي راح يضيع ... شعرت بكتمة وسخانة الجو جاتني فكرة أشغل النافورة .. وفعلا قمت وشغلتها .. رقدت على سرير اتأمل فيها .. رزاز المياه والقطرات تطير ثم تسقط منظر بهيج ومنعش ..في ذمتكم هذه انسانة يتخلوا عنها صانعة هذا الإبداع البسيط والمشرح للصدر .. الجمال عندنا في بيتنا وفي مدينتنا لكن كان ينتظرها هي لتدلنا عليه . أصبح الجو رطبا ومنعشا . فجأة قمت فذعا على صوت امي . سجمي دا شنو يا ولدي مشغل المصيبة دي مالك .عاوز يجيك التهاب كمان وقفها هسع . قمت اجرجل رجلي لاطفي النافورة . معقولة تتوقعوا هذه الأم ممكن توافق لي اهاجر لاروبا حيث الحرارة تحت الصفر ..هي خايفة علي من رزاز النافورة.فما بالكم مع الجليد .. غايتو الله يعين يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 42 ليلة أخرى قضيتها بجميع أنواع الأرهاق النفسي والجسدي ..معروف الجسدي بسبب عمل النفير وتنفيذ مشروع الحلم البسيط .. الذي أعلن وضع أول بصمة في حياتنا لإلسا .. وكذلك أرهاق نفسي في التفكير في أقتراح عمتها . دراسات عليا في الخارج .. ستجعل كل شئ ممكنا .. وستمكن هذا الحب المستحيل ليصبح ممكنا ومرضيا لجميع الأطراف .. لكن المعادلة لازال فيها طرف مختل .. يمكن بسببي أنا كما قال عصام وخالد ..أنا من تبنيت وجة نظر أمي دون أن أسألها فأصبحت أنظر للموضوع بعقلها هي وعينيها .. هم يقولون ذلك لآنهم لا يعرفون أمي مثلي .. ولا يحسون بالمشاعر التي نتبادلها أنا وهي .. أنا معظم أجازتي أقضيها معها قربها في المطبخ .أحس بها سعيدة فرحة .. بل كلما عدت من أجازة تستقبلني بفرح كأنها ولدتني من جديد .وقبلها بأيام تبدأ التحضير والتجهيز لقدومي كما أسلفت .. تغلب الأرهاق على التفكير أخيرا فنمت بعمق لم أستيقظ ال على يدها تهزني كالعادة .. يا مصطفى قوم الشمس جاتك ..لو تعبان أدخل كمل نومك جوة أنت أمس تعبت تعب شديد في البنا والمعافرة . قلت لها : لا يا أمي أنا لازم أروح السوق مواعد أصحابي عصام وخالد جايني هناك .. قالت : خلاص ارقد جوة أفطر معنا بعدين روح . قلت لها :أنا معزوم فطور معهم ( لا أذكر أنهم عزموني ) لكن هو المخرج الوحيد الذي يفكني من إصرارها لآنها مقتنعة أني لا زالت تعبان ومرهق .أنا فعلا كنت كذلك بل أشعر أن عضلاتي ممزقة كأني كنت ألعب كرة مدة عشرة ساعات . أخيرا قمت تجهزت وغيرت ملابسي .. مريتها بالمطبخ لشرب الشاي كالعادة ووجدت إلسا وسوسن حضورا .. ولبسة رياضية جديدة هذه المرة ماركة بوما وليست أديداس .. أختفت الدهشة بعد ما عرف السبب وبقي الأعجاب .. تبادلنا الابتسامات وتحايا الصباح .. ودعتهم وخرجت ناحية السوق .. هذه المرة كنت حريصا الا أسرح في المواصلات حتى يفرغ البص إلا مني .. توجهت ناحية دكان الوالد مباشرة . ابوي : كويس أنك قدرت تجي ما متخيل تجي بعد تعب أمس كنت عاوز أشاورك في موضوع . قلت : خير يا أبوي . قال : علي دا جا وطلب مني أني أتقدم وأخطب له إلسا من أهلها . بدون ما أشعر وبصرخة أستنكارية واضحة قلت : شنو ؟ قال : لي زي ما سمعت . قلت : وليه تخطبها له أنت هو ما عنده أقارب هنا ؟ معروف أنه الخطبة هذه يقوم بها الأهل والأقارب . يبدو أن علي شعر بميول إلسا نحوي فقرر أن يسبقني نحوها .. ألتفت ناحيته وجدته من بعيد يرمقني بنظرة نارية شعر أن ابي يناقشني في موضوعه وأكيد سمع سؤالي الإستنكاري . قال أبي : هو يعتبرني أنا أهله وفي مقام أبوه . قلت : يا أبوي الأعتبار والتنظير شئ والواقع شئ آخر .أنا معاك أنك تنفق على زواجه وتساعده وتعمل له أحسن فرح مثل ما كنت تعمل لباقي العمال .. لكن الخطبة هذه يقوم بها أهله وأقاربه .. هذا العرف والدين وكل شئ يقول ذلك . كان همي الأول هو أن بعد أبي عن هذه المهمة .. لأنه أبي له كلمة وخفت من تأثيره على أهل ألسا فأول خطوة فكرت فيها هي تحييده . أكيد لن يكون ردي في هذه اللحظة بتهور هو أن إلسا هذه ( حبيبتي أنا ) أنا من أريد أن أخطبها وهي تحبني أنا .. والا هذا سيكون تهور ربما يخرب الموضوع للآبد . قلت : أنت رديت له شنو ؟ قال : قلت له خلي الموضوع هسع يحتاج ترتيب . كنت قاصد أشاورك أنت وعارف عندك رأي مختلف . كيف عرف أبي عندي رأي مختلف ؟.أكيد هو شعر بحبنا بل شاهده .. ولكن يحمد له أنه هو عمل حساب لمشاعري ولم يشرع في الموضوع .. لكن هل كان سيقبل لو طلبت منه أن يخطبها لي . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 43 أنا في حواري مع أبوي والمفاجأة التي هزت كياني وهي محاولة علي تحقيق سبق غرامي على وزن سبق صحفي بالفوز بإلسا .. رغم أنه أنا واثق من أن المعطيات كلها في صالحي .. لكني غير واثق من تبدل النتائج .. لأن غريمي علي عنده نقاط تحسب لصالحه أولها ليست هنالك تعقيدات إجتماعية ممكن تجابهه لأن هو وهي كلاهما لاجئين . وكلاهما يعملان مع أسرتنا .. ظاهريا لا توجد فوارق طبقية .. وفقا للظاهر وبما يعرفه هو .. أكيد ما أعرفه أنا لم يتطلع عليه ربما لو عرفه لتردد قليلا .. هو لا يعرف أن هذه أسرة كانت لها مكانة تسعى لإستردادها .. بالتعليم والشهادات والهجرة الى الغرب .. ظهور علي في حياتهم يعني شدهم الى أسفل وربطهم بهذا الواقع المرير الذي جبرتهم عليه ظروف الحياة وضنك العيش .. على حتى وأن كان يحمل ذات جنسيتهم واضح أنه أنسان ريفي بسيط لم ينل قسطا من التعليم ولا يرغب في ذلك .. يبتقي بنت الحلال التي تعيش معه في الستر ويأكل معها خبز وملح في الحلال .. هذا المفهوم البسيط للحياة الزوجية هو الذي يدخره لإلسا .هذا التحليل أراحني قليلا وقوى موقفي .. وأكد لي أنه لو أبتعد أبي عن التدخل في الموضوع حتما لا يوجد شك في أن علي مشروعه لن يتم .. فقط يبعد أبي . أبوي أنتبه لسرحتي الطويلة وقال لي بطريقته المهزارة المحببة : سرحت وين يا أبو الشباب . .ياخ ما تشيل الهم الموضوع دا أكيد ما حا يمشي . إلسا أهلها عايزنها تتعلم عشان تنشلهم من حالهم .. وعلي عايز ست بت تعوس الكسرة وتطبخ الملاح وتولد العيال .. وصل صاحبي الجامعة في هذه اللحظة والقوا علينا السلام .. قبل ما أذهب معهم وأضيفهم ناداني أبي وقال لي : تعال يا مصطفى أول ما أقتربت منه مد لي مبلغ كبير من المال وقال لي : سوق أصحابك ديل وأمشوا مطعم لحوم ومشويات ما تاكلوا معنا الفول .. الفول دا خلوه لينا يعرفنا ونعرفه .أنتو شباب عرسان وأمس بذلتوا مجهود كبير في البيت .. شكرته وابتسمت وقلت في نفسي والله أبوي هذا رجل رائع . أنا واثق أنه الغرض لم يكن الأفطار فقط .. بل هو يريد أن يبعدني من جو الدكان الذي عكر مزاجي بسبب علي هذا . قلت لأصحابي نحن معزومين مشاوي .. عصام قال من العازمنا كمان ؟ قلت : له أبوي عازمنا . قال : يعزمنا وما يجي معانا . قلت : هو ما يقدر يسيب الشغل بعدين خلونا براحتنا وحريتنا . خالد قال : بالله أشكره لينا تعرف أن لي زمان نفسي في سلات وقرار ( مشاوي على الحجر أشتهر بها شرق السودان ) عصام : قال سلات وقرار وكبدة أبل .. وأضفت : وكمان المشروب حليب الأبل رأيكم شنو ؟ عصام قال يلا يا عم الظاهر دي أكلة راح تسندنا لغاية الأجازة الجاية . وفعلا ذهبنا راجلين الى مطعم مشهور في طرف السوق ..مزدحم بالزبائن لجودة أكله وكذلك يعج بدخان المشاوي ورائحتها الشهية .. قدمنا طلباتنا . وأحضر لنا النادل المقدمات السلطة والشطة الخضراء والخبز الحار .. شعرت بأني لم أأكل منذ سنة . عصام يلا يا عريس أخبارك مشروعك وصل وين ؟ قلت : ما حكيت ليكم الفلم الجديد . خالد : أها الحصل شنو ؟ قلت : علي من الصباح طلب من أبوي يروح تخطب له إلسا . عصام : شنو ؟ قلت : تصور هو دا نفس الرد السمعه مني أبوي . خالد : وأبوك قال شنو ؟ قلت : ابوي أنتظرني بالموضوع فتحه معاي قبل ما يتقدم أي خطوة وقال لازم يشاورني . عصام : تعرف معناها أبوك دا حس بمشاعرك وقرر يقف معك بطريقة غير مباشرة . خالد : أنت ساكت معقد الموضوع ومكبره أنا يتخيل لي أبوك ما عنده مانع أنك تتزوجها وتعيش في ثبات ونبات معهم . عصام : ماهي المشكلة مش موافقة أهله أو رفضهم .. المشكلة كيف راح يكون الوضع مقبول وسط باقي العائلة والأقارب والمجتمع هو دا مربط الفرس وأس العقدة .وهل راح يسلم مصطفى وألسا من مطاعنتهم وتجرحيهم وهل راح يقدروا يتحملوه وهل راح تسلم ذريتهم من هذه العقدة ؟. قلت : هو بالظبط عصام لخص الحكاية كلها المشكلة أصبحت ليست في الوالدين وموافقتهم .. ومش كدا وبس مقترح عمة إلسا بالدراسة في الخارج يدل على أنها عارفة هذه العقد .. ولكي تتخلص منها لازم نخرج من هذا المجتمع ونلتقي من جديد في مجتمع آخر لا يعاني من هذه العقد .. بمعنى آخر لو وافق أهلي واستسلموا على خطبتها أهلها والممثلين في عمتها لن يرضوا لها هذا الوضع . خالد : طيب أنت طلبت من والدك أنه يترك علي يأخذ أقاربه ويخطبوها له دون تدخل منه هذه ستكون مغامرة . عصام : كيف يعني تقصد انه أهلها يمكن يوافقوا عليه . خالد : وليه لا ؟ أولا لا توجد عقد مثل العند مصطفى . قلت : مالك أنت كمان عاوز تهيج الناموس في رأسي . عصام : لا يستحيل يوافقوا .. خالد : شنو الخلاك واثق كدا ؟ عصام : بدليل أنه هي شغالة ومواصلة تعليمها بمعنى الشغل عندها هو مرحلة من مراحل الحياة .وسيلة فقط لأنه عندها طموح ومشروع مستقبلي كبير .وأكيد هذا الطموح والمشروع يتعارض مع علي وغرضه من الزواج . علي دا زول معايش وقنوع . كنا نتحاور ونحن نتناول في المشاوي اللذيذة مع حليب الأبل .. خلصنا وجبة الأفطار وغشينا مقهى قريب لشرب الشاي ومواصلة الحوار .. أراحني جدا حواري مع عصام وخالد .. ولذلك طكعت في المزيد منه حتى أغسل الغم الذي غبش علي يومي به . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 44 بعد وجبة الأفطار الدسمة جلست والصديقين على مقهى قريب لتناول الشاي و القهوة ومواصلة الحوار .. قال عصام : تعرف يا مصطفى لو ما ظهر ليك علي دا في الصورة أنت قربت ترخي . قلت له : كيف يعني أرخي تقصد شنو ؟ قال : أمس بعد طلتك لينا في البيت مساءا وحكيت لنا عن مشروع الدراسات العليا .. بقيت تتحجج بأسم أمك أنها لن تسمح لك بالسفر ..أنا بعدك قلت لخالد خلي بالك مصطفى دا راح ينسى الموضوع لأنه ظهرت له في داخله مقاومة قوية ترفض هذا الحب .. مثل ما يرفض جسم الانسان عضو منقول من جسم آخر .. فكرت في نفسي وقلت الشقي عصام هذا كاد يلمس الجرح ..لأني فعلا من أمس بدأ أندفاعي يفتر .. حتى الصباح خرجت من البيت مسرعا ليس مثل الأيام الأولى حيث كانت تدفعني أمي دفعا للخروج من البيت كنت أريد أن أمكث قربها أطول وقت ممكن .. صباح اليوم شعرت بأن هذه الرغبة الدافعة فترت قليلا .. ولكن ما هو جديد عصام الذي جعله يعتقد أنه ممكن أن أرخي من حب إلسا . قلت له : شنو الجديد الخلاك تغير رأيك .؟ قال : مباغتة علي صحت حبك من جديد بعد أن كاد يخمد بهاجس بعدك عن أمك . حقيقة علي لم يصحي الحب أنما حي الجزء المضاد له وهو الغيرة .تعرف الغيرة في القلب مع الحب زي الملح في الشعيرية لا أحد يطيقه لكن بدونه الشعرية لا تؤكل . خالد أنفجر بالضحك من المثل الذي ضربه عصام وأنا كدت أغلي بالغيظ .. قلت له : شنو هو ملح وشعيرية هو أنت ما عندك أمثلة غير الأكل وبطنك . وبعدين من قال الشعيرية فيها ملح . خالد : كلامه صاح الشعيرية المحمرة كان ما عملوا ليها شوية ملح ما يتتأكل . وكمان الحب لو ما ظهر سبب أو شخص تغير منه على حبك راح يضعف ولا يقاوم الشدائد .. يعني غريمك علي وجوده في الصورة مهم زي الملح في الشعيرية زي ما قال عصام . قلت بغيظ : شنو هو ملح وشعيرية لو ما كنتوا مالين كروشكم دي قبل شوية .. بعدين أنا أول مرة أعرف حكاية الملح في الشعيرية دي . عصام : خلاص خليني نضرب لك أمثلة راقية ... الحب والغيرة مثل الظل والضوء لولا وجود الظل لا يمكن أن ترى الأشياء وأشكالها وأحجامها وتدرج ألوانها .. قلت : طيب خلونا من فلسفتكم الفارغة دي هسع أنا كيف عرفتوا أنه حبي لها رخى . عصام : من أمس واضح من تعلقك برفض أمك الأفتراضي المسبق .. وفكرة الهجرة للغرب لم تكن متحمس لها .. نحن كنا متحمسين لك أكثر منك . أضطريت أستسلم وأعترف . وقلت والله ما أكذب عليكم . هو أنا لا زالت متعلق بها ومستعد أن ادافع عن هذا الحب بكل ما أملك . . لكن شرط الأ يكون على حساب حد آخر عزيز علي . عصام : اللهي ماما طبعا .. قلت : له أيوة ماما ماما خلاص أرتحت . خالد : طيب ما فكرت في مصير البنت بعد ما سبتها تتعلق بك وتهيم .. هسع يمكن كان عندها ميول لعلي دا قبل ما تظهر أنت وتلخبط لها حساباتها تجي تقول لينا ماما ؟. قلت بغيظ : أنا متين قعد أقول ماما .. هي كلمة قالها عصام وأنا جاريته فيها . خالد : بغد النظر عن طريقة نطقها .. طيب تجي تقول أمي .. كدا كويسة معاك . حسيت أني في محاكمة أو جلسة تحقيق أكثر من صديقين أفضفض معهما .. كنت متخيل حوارهم سيريح ضميري وهو لم يفعل سوى فتح جروح جديدة أو قديمة خاملة وقررت أن أنهي هذا الحوار وأتحجج .. قلت : يا جماعة خلاص أنا أتاخرت على أبوي خلونا نواصل الحوار مرة ثانية .. وعدت الى الدكان بعد أن توادعنا وتواعدنا أن نلتقي العصر في ميدان الكرة عندنا أذ أنهما مدعويين لتمرين في كرة القدم مع أبناء الحي . وصلت الكان وسلمت على الوالد . وقال لي خلاص موضوع علي حسمته .. قلت له كيف ؟ قال : قلت له لو أنا تقدمت لك لأهل ألسا لن يرضوا هم ولن يوافقوا بل يمكن يظنوا ان أنت ما عندك أقارب أو أهل هنا .. أفضل أن تجمع كبار أهلك وأقاربك وتروحوا تتقدموا لها ..أذا تم الأمر أنا سأقف معك حتى النهاية وأزفكم لبعض . حقيقة سرحت مع كلام أبي وحسيت به مثل حريق النار ... لكن قلت لأنه منتظر ردي . جميل جدا وهو كذلك . لكن هو حيريني بجملة ختم بها لم أفهم مقصدها ولم أستطع أن أسأله عنها . أذ قال : لكن أنت مالي يدك من الموضوع دا ؟ يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 45 إنت مالي يدك من الموضوع دا ؟ العبارة التي قالها أبي بعد أن نصح غريمي علي أن يأخذ أقاربه لخطبة إلسا وبالتأكيد بناءا على رغبتي.. بما أني لم أستطع أن اسأله عن قصده لأن موضوع إلسا لم تتم فيه أي مفاتحة بيننا حتى الآن وأنا لم أشأ أن أغامر .. يعني مثلا أطلب من والدي خطبتها لأن الموضوع سيتلف للأبد ..أمي ممكن تتهيج وإلسا ممكن تطرد ذليلة ..وأن كان ثقتي في أهلي كبيرة .أعرف أنهم لأن يصلوا لمرحلة الذل والأهانة لمن أحببت ..لكن علي الأقل لن ليسمحوا لها بالوجود في حياتي .. طبعا هذا الفهم بعد رأي عصام وأختي سوسن أقرب شخصان لي يدركان الموضوع . لكن عبارة أبي الأخيرة عندها دلالة قوية . وهو أنه حاسي بالأمر بل راضي به .. وهو يعني مثل ما ذهب خالد كونه علي وأقاربه يتقدموا لخطبتها مغامرة غير مأمونة العواقب .. أي بالواضح إلسا ممكن تطير مني لغريمي علي بكل سهولة . وصلت لهذه النقطة من التفكير وأنطلقت النار في جسدي .. زاد وتبلور كرهي لعلي .. وأعتقد هو كذلك أصبح لا يطيقني .. كلما التقت عينانا تحس بالشرر يتقد منهما ..حقيقة أنا أعتقدت أن غيظي منه مفروض يكون أكثر من غيظه .لأنه غير مقبول أن شخص يعمل عندي وفي ملكي ويقطب جبينه في وجهي طيلة النهار ..ممكن ببساطة أطلب من أبي طرده من المحل ...وأكيد أبي لن يرضى بهذه السهولة لكن ممكن أعود وأمارس أساليب الضغط (والدلع السابق) كأن أتحجج بأن أسافر وأكمل باقي الأجازة في الداخلية مع الزملاء الذين لديهم ملاحق أو مناطقهم بعيدة . وأكيد أمي ستعاونني في الضغط وستقول يغور علي .. لكن الحمد لله أكتشفت أني لست بهذا السوء . صحيح أنا غيران منه ولو وجدت فرصة أو أقل شكلة ممكن أفرتك الكرسي على دماغه .. لكن ليس لدرجة أن أقطع رزقه . ثم أنه أنا نفسي غريم له مثل ما هو غريم لي . أنا جئت وخطفت منه من كان يحلم بها ويخطط لها .. وهي من جنسيته تعيش نفس ظروفه .. ربما علي يرى الآن أنه أنا من وسع طموحها وجعلها تنظر اليه ( من علي) .. أكيد هو يعتقد أن الأمور بينهما كانت تسير كالمياه في مجاريها .. ملخص الحكاية أنا عدت للإجازة وجدت عاملين جدد في حياتنا .. بنت تشتغل في البيت أطارت عقلي وقلبي .. وعامل يشتغل في الدكان أطار عقلي ويريد أن يحرق قلبي .. شخصان في أسبوع غيرا كيمياء جسدي . تعلمت الحب والغيرة والاستماتة والكره والسهر والأرق وخفقان القلب والشوق مقرون بالأشتهاء .. كلها مشاعر جديدة .. قد تكون مريت علي سابقا لكن كجرعات صغيرة لم تتجاوز الأعجاب أو لم تأخذ بعدا أكثر من ذلك . أنا جالس علي مكتبي في المحل وفاتح الدفاتر لأبين للآخرين أني مشغول بالحسابات حتى لا يسألني أحد فيم أفكر .. ولكن كلما رفعت رأسي حسيت بنظرات علي تكاد تخرقه .و يغض طرفه سريعا كلما رفعت رأسي ويدعي بأنه مشغول بشئ ما .أي حجم من الكره أصبح يحمله لي هذا العلي . دب فيني نوع جديد من الخوف .خوف أن ينجح علي في خطفها .. هو فعلا ظروفه مواتية دون أي عقد .. يمكن إلسا تستسلم وتقبل بهذا الواقع ويمكن كذلك يستسلم أهلها بدلا أن يدخلوا أنفسهم في متاهات مجتمع معقد .. ما هذا الكابوس .. شعرت بضعفي .. كان من المفترض أكون أكثر شجاعة وأقول لأبي علي لن يخطب إلسا لأنها تحبني وأحبها .. وبعد ذلك أستميت في الدفاع عن هذا الحب .. حتى لو هجرني أهلي وطردوني من البيت .. لكن أي آآخ . أمي هي نقطة ضعفي .. ممكن تموت بالسكتة القلبية أو تصاب بالشلل لو شعرت أن المستقبل الزاهر الذي كانت ترسمه لي وتحلم بأيام سعدي واحدا تلو الآخر ستنهار .. أي كابوس هذا .. التفكير والقلق بدءا يؤثران في وأنعكس ذلك على تصرفاتي وأصبحت لا أراديا أضرب الدفتر تارة بيدي وتارة أزفرة زفرة طويلة .وأتفف .. أنتبه أبي لتصرفاتي ولم يستطع أن يصمت . قال : مصطفى في حاجة في شئ عامل لك قلق أو ألم ؟. قلت : لا ما في شئ يا أبوي .. ما خلاص نقفل المحل ونمشي البيت . قال : لا لسع باقي ساعة كاملة لكن أنت لو تعبان ممكن خلي علي يوصلك ويرجع لي العربية .. قلت : علي برضو ؟ ضحك أبي واضح هو لم يكن يقصدها وقال : طيب خلي عبد الرحمن يوصلك . قلت : لا ما مشكلة ساعة واحدة هينة ممكن أصبر .. لكن لماذا أريد أن أصل البيت مسرعا ما الذي أريد أن أفعله .. أنا غيرت توجيه مسار علي بمعنى أصبح تحركه بيده هو .. لكن لا أدري ما الخطوة التالية التي سيفعلها .. كل الذي أريد فعلي هو أن أذهب لإلسا وأؤكد حبي لها ..وأتعاهد معها بأن نحمي هذا الحب بكل ما نملك من قوة . لكن هل أفاتحها بالخطوة التي يريد أن يسبقنا بها علي ؟ شعرت أن هذا الشئ ليس من المروة .. لكن هي حرب والحرب تجوز فيها كل الأسلحة . الحمد لله أخيرا عدت الساعة وبدأ العمال في قفل الأبواب .. وتحركنا نحو البيت وقال أبي نغشى سوق الخضار لنشتري فواكه . قلت غير محتاجين الثلاجة مليانة فواكه .. حقيقة لم أكن متأكدا من هذه المعلومة لكن لا أريد شئ يعطلنا . يتبع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
بس حافظ لينا على الحدود الشرعية ... حتى تستطيع إلسا إنجاب مجاهدين أتقياء في نهاية الحياة ...
(بالمناسبة هل إلسا من نسل الصحابة الذين هاجروا للحبشة عليهم رضوان الله؟ أم من أهل الكتاب عليهم رضوان الله)
... المهم ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 46 أخيرا وصلنا البيت ودخلت متشوقا .. وكانت أول من قابلنا .. تحس أنها تشعر بشئ غير طبيعي ..أو حست بأن داخلي مرجل يغلي .. كانت متعودة أن تستقبل أبي بعد العودة تستلم منه الأغراض .. سوى كانت فواكه أو خضار أو لحمه . كجزء من واجبها اليومي .. لذلك أنتظارها لنا في الباب لم يثر أستغرابه أو تعجبه .. رغم أن هذا اليوم لم نكن نحمل شيئا في أيادينا .. لكن في قلبي كنت أحمل جبال من الشوق والوجد .. بعض الأشياء تعظم قيمتها في نفسك بعد ما تحس بخطر فقدها للأبد .. لذلك الأمهات دائما ينصحن البنات في عدم (الأندلاق) للخطيب ( يا بت أتقلي شوية) أي لا تجعليه يحس بسهولة وجودك قربه ..ربما هذا الأستسهال لم يزول الا بعد ظهور علي في الصورة وأتخاذه خطوة أيجابية خطرة .. قابلتها بفرح طفولي وابتسامة مشرقة نسيت فيها وجود أبي بقربي .. صافحناها . ودخل أبي للداخل وتركنا بالقرب من بعض . قالت : ليش فرحان كدا في خبر جديد . قلت : فرحان بوجودك . قالت : ما أنا أصلا موجودة كنت تتوقع تجي ما تلاقيني .؟ قلت : لا أتمنى يوم أجي وما الاقيك .من رجعت من الاجازة كنت متوقع أسوأ يوم هو يوم الجمعة وأنت كنت عند عمتك .. لكني أبي الحمد لله عمل مفاجأة وجابكم قيلتوا معنا . قالت : ياه ما تشوف أنا كمان كنت فرحانة كيف ؟ قلت : لها عشان تشوفي مشروعك ؟ قالت : أيوه بس ما مشروعي بتاع حوش الصالون مشروعي هو أنت . قلت : لها وأنت أكبر وأعظم مشروع في حياتي لو ما نفذته للنهاية راح أعتبر نفسي أنسان فاشل . وقالت : كيف راح تنفذوا ؟ قلت : يعني ما عارفة كيف ؟ ضحكت قبل أن تناديها سوسن لمساعدة أمي في عمل الغدا . دخلت غيرت ملابسي أستعدادا لوجبة الغداء .. تجمعنا من جديد على صينية الغداء .. هذه المرة كانت الوجبة يلفها صمت غريب .. أبي ليس كعادته لم يسأل السا أو يشاغبها .. ولا حتى مشاغبة باقي الحضور .. ولم يعلق على طبيخ أمي نقدا أو مدحا .. حقيقة صمته أقلقني أكثر .. خفته يضمر خبرا سيئا لم يذكره لي . أمي لاحظت للصمت : وقالت هوي اليوم مالكم ساكتين كدا .. يا صالح أوعى يكون في خبر داسيه مني ؟. كذلك عادة النساء ما أن يغير الرجل من طبعه الا يثاروهن الشك . قال أبي : لا يا حاجة خبر شنو بس الليلة مصدع شوية ما قادر أتكلم . قالت : أوعى يكون الضغط أنت قعد تبلع الحبوب؟ ومتين آخر مرة قست الضغط . أنشغلت بصحته كالعادة وخرج أبي من ورطة صمته لورطة أهمال العلاج .. قال : لا أنا كويس الحمد لله ومواظب على العلاج .. بس تكون ضربة شمس . على كل حال عدت وجبة الغداء لكن بالتأكيد كل فرد منا كان يدير حوارا داخل رأسه .. أكلنا دون وعي .. لدرجة أني لاأذكر نوع الطبيخ الذي كان وفي وجبة الغداء . بعد العصر لبست اللبسة الرياضية استعدادا للتمرين .. تفاجأت بإلسا تقدم لي هدية فنلة رياضية بشعار البرازيل .. قالت البس هذه راح تكون حلوة عليك .. مسكتها محتارا ومترددا .. قالت أنت ما تحب البرازيل ؟. قلت : في حد ما يحب البرازيل .. لكن السؤال هو من أين لها بها . وواضح حجمها كبير بمعنى لم تكن تخصها هي .قرأت الأسئلة في رأسي .وجاوبت وقالت : لامن رحت عند عمتي لقيت أخواني مرسلين شنطة ملابس ..أول ما عمتي فتحت الشنطة على طول خطفت الفنلة تذكرتك أنت قبل ما ما أتذكر نفسي .. وقلت لعمتي أنا عايزة هذه الفنلة .. عمتي ما أعترضت يمكن عرفت قصدي .. عبارة تذكرتك أنت قبل ما أتذكر نفسي الهبتني كدت أحضنها وأدور بها .. لكن بالكاد مسكت نفسي .. قلت لها خلاص أنا راح ألبسها في تمرين اليوم وباقي التمارين كلها وقالت خلاص كل ما توسخ أنا أغسلها لك . قلت لها :أنت اليوم ما رايحة المدرسة نطلع مع سوى . قالت :أنتظرني البس لبس المدرسة خمسة دقائق . وفعلا بعد عشرة دقائق كنا .. في طريقنا انا نحو التمرين وهي نحو مدرستها .. البس هديتها . شعرت بأن حبها بدلا أن كان يغلي في داخلي أصبح يغطيني من الخارج أيضا .. زاد حبي للبرازيل ولنجومها ولكرة القدم .. وهي لم تتركني على حالي . قالت : شعار البرازيل حلو عليك كأنك لاعب برازيلي . نظرت وابتسمت فقت غلبني التعبير . يا لهذه العصفورة الصغيرة كلما خبأت ثورة قلبي لها قدرة على إشعالها من جديد . ها هي الآن تسبقني بالهدايا قبل ما ابدأ انا . لا زالنا نخطو مع بعض كمشوارنا الأول نقترب عفويا ثم نفترق .. حاولت أن أفتح موضوع علي وأحذرها من خطوته المرتقبة لكن لم أدري كيف أبدأ الحوار . قلت لها عمتك قبل الحرب كانت تشتغل شنو في بلدكم ؟ قالت ليه السؤال دا . قلت : حسيت أنها أنسانة متعلمة وفاهمة يعني شخصية أكبر من كونها تبيع الكسرة وتكسب عيشها من هذا العمل البسيط . ممكن تكون في وضع أفضل من كدا . قالت عمتي جامعية درست أدارة أعمال وكانت موظفة كبيرة في البنك قبل الحرب واللجوء . قلت : ما ممكن هنا تشتغل أي وظيفة ؟ قالت : في البنوك ما ممكن أولا لأنها لا تعرف عربي أما انقليزي أو تقرنجة . حتى لو قبل البنك يشغلها هي لاجئة واللاجئين ممنوعين من الوظائف الرسمية . قلت : طيب بيع الكسرة هذا ما تشعر أنه يقلل من مكانتها وهي كانت شخصية عظيمة وسيدة مجتمع . قالت : المعايش جبارة وهي لازم تعمل عشان تعيش زوجها المعاق وأطفالها . عشان كدا أنا أشتغلت عشان أخفف حملي عنها . بس هي ما تبيع الكسرة في السوق هي تبيع لأصحاب المطاعم .. يجوا يأخذوا منها الكسرة من البيت .. وعندها بنات شغالات معها يساعدوها . وصلنا مدرستها لم نستطع أن نكمل الحوار . تركتها وذهبت ناحية الميدان وجدت صديقي وصلا للتمرين بواسطة الموتر الذي يمتلكه صديقنا خالد . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 47 تمرين كرة القدم حكاية لوحده صحيح هو ليس له علاقة مباشرة بحكاية جميلتنا إلسا لكن خلونا نحكيها من باب كسر الملل والروتين . تمرين اليوم كما ذكرت يشرفه ضيفان .هما صديقي خالد وعصام . أولا عصام كان مثلي تماما رياضي ويحب الرياضة لكن ليس صاحب مهارة كبيرة ..على كل حال كان لاعب كرة مدافع وانا كنت لاعب وسط مدافع ..متخصص في قطع الهجمات وافسادها .. ويمكن صنع الأهداف للمهاجمين في بعض الأحيان . اما زميلنا وصديقنا خالد فهو حكاية لوحده ..هو نجم منتخب الجامعة الأول ..يجيد لعب الكرة بالقدمين لدرجة لاتعرف اذا كان هو اعسر أو أيمن .. وأسهل شى عنده في المراوغة هو تمرير الكرة بين قدمي الخصم .. لكن هو لا يستخدمها إلا نادرا من فرط أدبه وأخلاقه لانها تعد حركة فيها إهانة وذلة للخصم لكن اذا حاول مدافع او لاعب خصم أن يتعامل معه بعنف غير قانوني هي تعتبر سلاحه الوحيد.. في ذاك التمرين مهارات خالد مع صيحات المشاهدين من الخارج جذبت مزيدا من العابرين .. الأصحاب والأعمام المتفرجين من الخارج بداوا يصيحون بطريقة استفذتني ( يا مصطفى فنلة البرازيل دي اديها لصاحبك تشبهه هو ) انا استفذيت لدرجة أني أحرزت هدفين في ذاك اليوم ..من المرات النادرة التي أحرز فيها الأهداف طبعا ليس غيرة على فنلة البرازيل بقدر ما هي غيرة على من اهدتني اياها لكن الطريف في التمرين واحد من أبناء الحي نلقبه بالاطرش ..لأن لعبه عنيف وجادي لا يعرف ضيف ولا غيره .. تعامل مع خالد بعنف حتى سقط على الأرض. .جرينا انا وعصام نحو خالد رفعناه من الأرض واطمأنينا عليه كل الذي فعله خالد رفع رأسه يبحث عن الشخص الذي أصابه ..انا همست لعصام قلت (الظاهر حا نشاهد فلم كوميدي بعد شوية ) وفعلا أصبح أي بص نلعبه لخالد يستلم الكرة ويجري بها نحو الأطرش. وذلك كل ما يحاول يأخذها يجدها مرت بين قدميه يلتفت ليحلقها ليجدها عادت مرة أخرى بين قدميه ..والجمهور يضحكون فيه بصورة هستيرية .. أنفعل الأطرش وغضب وحاول يضرب خالد بعنف ..لكن خالد كان يقابل عنفه ببراعة وبراعة زايدة .. كلما حاول ضربه اوالقفذ على ساقيه يجد الكرة مرت بين قدميه وخالد قفذ منه وتركه يمسح الأرض بظهره ..والجمهور كان أكثر متعه وضحكا.. أخيرا تعب الأطرش واستاذن من المدرب .. وخرج تشيعه الضحكات وسخرية المشاهدين .. خلص التمرين والتم اللاعبون والمشاهدون يحيون خالد على براعته والتابلوهات الرائعة التي قدمها طالبين منه أن يداوم على التمرين في حينا كلما حضرنا في الإجازة .. بعد التمرين تجمعنا أمام الدكان في الحي لشرب الماء والراحة قليلا ..عاد الأطرش واعتذر لخالد ليتم هذا اليوم الجميل بختم أجمل قبل أن يستاذن الصديقان ويعودا وانا عدت إلى البيت لأجد السا سبقتني وعادت من مدرستها . يتبعخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 48 عدت أيام الأجازة مسرعة كالبرق ..لم تكن أياما متطابقة لكنها متشابهة الى حد كبير. .. أعددت أغراضي للسفر كالعادة .. كما أعدت لي امي المؤونة المعهودة منها .. خلال هذين الشهرين كبر الشجر وأورق وتفتحت الأزهار وعبقت الجو .. فأصبحت حديقة عطرة حالمة خلدت تلك الأيام . خلال ايام كنا نجلس أنا وهي على طاولة المذاكرة بحجة تعليم اللغات المقترح .. صراحة لم أتعلم منها شئ وكذلك هي لم تتعلم مني جديدا .. بسبب ربما النطق أذ أن لغتهم تكثر بها القاف المقلقلة .. كثيرا ما حاولت أن تعملني نطق مفردة ما .. بتكرارها ومجارتي البائسة ننفجر الأثنان ضحكا . .كما هي أستعصت عليها العربية بضادها وصادها .. بصراحة أكتشفنا أنه الجلسة كانت هدفا في حد ذاتها أنما تعلم للغات فقط لذر الرماد على العيون . هي كانت تريد أن تجلس قربي أطول وقت ممكن وكذاك أنا . كثيرا ما قضينا الوقت في الغناء ..وهي أيضا كانت تغني بعض أغنايهم وتترجمها لي كما كنت أفعل أنا . موضوع علي لم يتطور يبدو أنه صرف النظر أذ لم يأتي لسيرة الخطوة التي أقترحها عليه أبي .. بإعاذ مني .. قد يكون فشل في إقناع أهله أو تقدم وقوبل بالصد ..حتى ألسا في زياراتها لعمتها وعودتها لم تذكر شيئا عن الموضوع .. لكنه لا زال يمقتني .. لا نتحدث في ساعات العمل الا في الأمور التي تتعلق بالعمل .. يرد مقتضبا ثم ينصرف .. غرق في الشغل .. شغل نفسه بترتيب البضائع ونظافتها .. أنا لم أسأل عنه أبي .. حقيقة كنت راضيا ومرتاحا من تجميد الموضوع .. الى أن أزف يوم الرحيل .. وفي صباح يوم السفر تجمع أهل بيتي لوداعي .. طبعا مع وجود شخص جديد هذه المرة ودعت أمي وأختي .. وبقيت هي حتى حان دورها .. لم تتردد أو تستحي بل فبلتني في خدي .. صحيح أنه سلام معهود عندهم .. خفت من رد فعل الباقين .. لكن عد الأمر بسلام دون تجهم .. سالت قطرات من دمعها المسكوب على خدي .. ركبت مع الوالد لتوصيلي الى موقف البصات .. ظل الثلاثي يلوحون لي في الباب .. نظرت اليها تمسح الدموع من خديها ..وكذلك أمي وأختي . لا أدري ماذا سيكون رد فعل أمي وأختي بعد هذه اللحظات وعدم قدرتها على كبت المشاعر كما كانت تفعل ..لكن ربما قدروا حزنها .. في زمن لم تكن فيه وسائل الأتصال متطورة .. لا توجد هواتف نقالة ..حتى أتصل عليها لأعرف ماذا جري بعدي .. في موقف البصات التقيت بصاحبي الجامعة . ركبنا البص .. ولازلت أحس بتنميل وخدر لذيذ على خدي . كنت أدلكه وسارحا في إعادة ذكريات تلك اللحظة . وبدأ البص يتحرك يطوي بنا الأرض إبعادا .. حسيت كأني مختطف من قبل عصابة تبعدني عمن أحببت . عصام : شنو يا أبو الشباب ساكت كدا وتدلك في خدك في حد ضربك كف .؟ خالد : يكون دا أحلى كف في الدنيا . فلت : تصوروا قبلتني في خدي قدام أهلي ؟ خالد : يا راجل .؟ عصام : عادي أصلا هم سلامهم ووداعهم كدا ؟ خالد : لكن قدام أهله ؟ عصام : قدام أي حد في الدنيا يعني أنت ما شفتهم قبل كدا ؟ خالد : على كل حال صاحبنا مصطفى الظاهر شهر تاني ما راح يغسل وجهه .؟ قلت : تصدق كمان أكثر من كدا دموعها نزلت على خدي . عصام : كان كدا كلام خالد صاح . وبدأ يضحك . خالد : لكن يا مصطفى الظاهر عليك راح تمشي في مشروع الدراسات العليا . قلت : أنا مستعد أمشي معها لكوكب المريخ عصام : وين كلام أمي المتعلقة وأخواتي . خالد : يا عصام أنت كمان ما تصعب الموضوع وتقلب عليه المواجع صاحبنا بقى متيم وغرقان للنهاية . بين مناقرة الأخوين وسرحاتي كسرنا ملل السفر ووصلنا لمدينة جامعتنا . نزلنا وركبنا التاكسي حتى الداخليات . أفرغنا حقائبنا في الدواليب كالعادة . ورتبنا أغراضنا .. و بعدها ذهبنا لتناول الغداء بالسفرة و تمددنا لأخذ قيلولة .. قبل أن نخرج العصر لتمرين كرة القدم . أكثر فترة مملة في الجامعة هي الأيام الأولى من العام الدراسي قبل أن تبدأ الدراسة .. لأنها مليئة بالكآبة . في السابق كانت كئيبة فقط لأنك فارقت أهلك وأقاربك .أما الآن فأصبح عندي عبئ جديد .. هو قلب تعلم الخفقان والهيام .. في المساء أقترح الأصدفاء الذهاب الى السينما .. وافقت دون تردد . .وبدأ باقي الزملاء التجمع حتى تكونت شلة كبيرة وتوجهنا الى السينما . عدنا في منتصف الليل . رغم الأرهاق أيضا هجرني النوم . لم تفارق صورتها محياي ابتساماتها ودموعها وضحتكها كانت تتردد كالصدى وسط الجبال في جنبات رأسي . أضع المخدة على رأسي . لا أريد طردها ولكني مرهق جد مرهق ثلاثة أشهر كثيرة لكن عليها أن تمضي وعلي الأنتظار يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)
|
إلسا قارورة عطر 49 مرت الأيام الأولى من العام الدراسي كئيبة. . بين الفراغ وآلام جرح الفراق . حتى انتظمت الدراسة .. كثر ااسرحان وكثرت الأسئلة عن سببه من الزملاء والزميلات. كثير ما افاجا بسؤال من نوع ( ولا رأيك شنو يا مصطفى في الكلام دا؟ ) أجد نفسي محرجا لم أعرف حتى ما هو الموضوع الذي طرح. ارد ردودا مبهمة من نوع ( والله ما بطال كلامك مظبوط) ثم أستأذن ذاهبا إلى غرفتي قبل أن اكشف بسؤال اخر .متعللا بصداع أو أي سبب اخر . حتى إخارج نفسي من هكذا مواقف دفنت رأسي في الكتب معظم اوقات الفراغ صرت اقضيها في المكتبة . أراقب التاريخ ..كل ما مزقت ورقة من التقويم أشعر بالفرح بانقضاء يوم. ظن الزملاء بأني أنشد التفوق ( مصطفى السنة دي الظاهر ناوي يطلع الاول ) قل ذهابي للتمارين وكرة القدم التي كنت اعشقها بت اهرب منها . تملكني الشوق والوجد . انقطعت الاخبار . ندمت اني لم أكن جادي في تعليمها اللغة العربية ..ربما كان اتحفتني برسالة بردت ناري قليلا . تصل الرسائل البريدية للزملاء من حولي والذين يعيشون نفس حالتي ويشرعون في الردود منتشين . لا يعرف أحد أن حالتي استثنائية لايشفيها مثل دواءهم. عد الشهر الاول ثم الثاني ..لم يخف الشوق لكن ربما تعودت عليه وعلى قول المغني انا والاشواق في بعدك بقينا أكثر من قرايب . هذا أصدق وصف لحالتي . جاء الشهر الثالث شهر الامتحانات . أول مرة تجدني الامتحانات مستعدا لها . كان في السابق معظم أيام الامتحانات اقضيها في تصوير المحاضرات من الزملاء أو بالأصح الزميلات . أما هذه المرة كنت جاهزا تماما. صدق من قال ان الحب يصنع المعجزات. لو عرفت إلسا من أول سنة ربما كنت اول الدفعة الآن . غير مهم ما يهمني الآن هو التخرج سريعا بدون ملاحق أو إعادة.
خلصت الامتحانات بحمد الله وكذلك شي جديد اكتشفت أن نصف مصاريفي متوفرة لم احتاجها . لاني بطلت اللف والسهر خارج الداخلية كالمعتاد. فكرت أن اشتري هدايا ذهبنا انا وعصام إلى السوق واشتريت هدايا لامي وأختي طبعا ( لذر الرماد) لكن الغرض كانت هي . اشتريت لها بلوزة صفراء واسكيرت اسود وتخيلتها عليها وتبسمت عصام قال ..دي للحنان طبعا أجبت بضحكة فقط لم أجاريها مختصرا الحوار ثم عدنا استعدادا للعودة الميمونة غدا يا يوم بكرة ما تسرع تخفف لي نار وجدي يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلسا قارورة عطر (Re: على محمد على بشير)
|
إلسا قارورة عطر 50 ثاني يوم كنا في البص متجهين إلى مدينتنا ..فرح طفولي يشع من وجهي وقلبي .لم انتظر نتيجة الامتحانات.لحسن الحظ تأخر صديقنا خالد لأمر يخصه يتعلق ببحث التخرج .كلفناه بها . ركبنا البص انا وعصام . وتحرك بنا شعرت أن البص بطيء كأننا نركب على ظهر سلحفاة. عصام .. ياخ انت مالك مقلق البص راح يصل . قلت له شاعر بأنه سلحفاة. قال ياعم راح تصل .أصبر . بأفلام الفيديو التي شغلت ..كسرت الوقت خففت القلق. كنت متشوقا أتخيل في فرحتها وابتسامتها التي ستقابلني بها .. واختار ..في طرق الرد .. هل ساحضنها ..كل أهل البيت سيقابلوني بالإحضان وهي واحدة منهم اذا عادي ممكن من ضمن السلام ..تخيلت المنظر وعشته . أخيرا بدأت بوادر مدينتنا تظهر . اكيد في الطريق نزلنا في مكان الإفطار .. لكن دعكم من التفاصيل والمواقف ...كل تفاصيل المشوار لم تعد تهم . دخل البص الموقف العام ..في الموقف استاجرت تاكسي بعد ما استلمت حقائبي. . ودعت عصام على أمل اللقاء. وصلت البيت ..ووجدت اهلي مضيوفين باختي المغتربتين وأطفالها أتوا ليقضوا إجازتهم السنوية. دخلت في موجة السلام والإحضان والأسئلة المعهودة مصطفى مالك نحفت كدا . وسلام أمي الخاص . إلا هي لم تظهر حتى الآن. معقولة ما في حد قال لها مصطفى وصل. جلست مع أخواتي في الصالة الخارجية أحمل طفلة صغيرة وأخرى جلست على فخذي .. هؤلاء الأطفال كانت سعادتهم بي لا توصف.كذلك انا لولا قلبي المشغول. فقد كنت شارد الذهن تماما أتلفت ببله لم أستطع إخفاءه.
أتلفت ولا أحد تطوع ليبرد ناري اكيد امي لن تتطوع ولا حتى تفترض انه ممكن أكون مشتاق وأسأل عن الشغالة. وسوسن كعادتها مشغولة بالأطفال. أصبت بإحباط بعد ما شاهدت شخصية أخرى أو بالأحرى شغالة أخرى امرأة كبيرة في السن جاءت تسلم علي. وأمي عرفتها دي خالتك سعيدة شغالتنا الجديدة . ياهو دا ولدي في الجامعة حكيت ليك عنه يا سعيدة . هي سعيدة والجميع سعداء
يبدو أنه انا تعيس لوحدي.
انزعجت واستاذنت بحجة الحمام والغيار وتعب البص وخلافه. أريد فرصة انفراد بسوسن واسألها. يبدو انه الآن سادفع ثمن سلبيتي . حقيقة لم أقم بأي خطوة إيجابية توثق ارتباطي بها ..رغم أنه ابي قدم المبادرة وانتظر مني إشارة .لكن انا خوفي على فقدها هو الذي سيجعلني افقدها للأبد .يبدو انه هذه هي الحقيقة المؤلمة .. وجدتها تشتغل عندنا في البيت وتركتها في نفس الواقع ومتوقع تنتظرني عليه ..يا للغباء ..ناسي أنها شغالة ممكن تطرد بسبب ثوب حرقته بالمكواة ..أو نست خرطوم الماء على الزير وغرقت الدنيا ..لحظة غضب ورد فعل يجعلها تحزم ملابسها وتأخذ باقي حسابها لبيت اخر .ارتباط هش تركتها فيه وتوقعتها ستنتظرني فيه ..وأنا أعد الأيام بل الثواني ومتوقعها ستنتظرني على أحر من الجمر ..اتضح الامر الان لا جمر ولا ثلج إنما مر لا يبلع . بنهره ناديت سوسن .جاءت تجري يتبعها الأطفال كالعادة. نعم يا مصطفى . انت وين إلسا. إلسا؟ إلسا من ؟ اهأأاأاااأاااأااااا البنت الكانت شغالة معانا ديك في إجازتك الفاتت؟ . ايوة في غيرها كمان كيف ما في من انت سافرت سعدية دي يمكن تكون الرابعة . طيب سيبك من الباقيات انا بسال عن إلسا اوعى تكونوا طردتوها . طردناها كيف كمان ومتين نحن بنطرد الشغالات ..هن براهن يقولن ما عايز ات شغل ونحن نشوف غيرهم . طيب انا سؤالي محدد عن إلسا وبس. قالت السا دي بعدك مرضت وبقت تجيها حمة ..وابوي وداها الدكتور طلع عندها ملاريا ..طلبت نوصلها لعمتها ..بعد أسبوع رجعنا نجيبها عمتها قالت إلسا ماراح تشتغل في البيوت تاني خلاص كفاها . تركت سوسن ودخلت الحمام لاخلو بنفسي كاد رأسي ينفجر .. كنت متعجل لحضور ابي ربما يكون عنده معلومات أخرى .. والا أخذت السيارة ورحت عند عمتها أسأل. قليل وفتح الباب ابي جرى نحوه الأطفال يبشروه بحضوري ( يا جدو خالو مصطفى وصل ) وأنا لا زلت اقول يمكن انا الما جيت يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|