إلسا قارورة عطر54
أنفضت أمي من الجلسة غاضبة بعد أن جمعت أواني الشاي .. وبقيت مع والدي وأختي الكبريات نناقش في مشروع المستقبل .. حمدت الله أن الشقية سوسن مشغولة باللعب مع الأطفال .. و ربما تدخلت والتقطت الفكرة بذكائها عن التغيير المفاجئ في خطة مستقبلي .. هي كانت تعلم أني كنت مخطط بعد أن أتخرج أعمل مع الوالد وأطور العمل ليصبح شركة ويمكن يتطور لاستيراد وتصدير بأسس علمية وعملية .. تعامل مع البنوك وفتح أعتمادات وغيره .. وطرق رجال الأعمال الحديثة المعروفة .. لو كانت حاضرة للحوار لأعادتنا للمربع الأول والسؤال عن سبب تغيير خطتي المستقبلية .. وربما خمنت أن رغبتي في الدراسات العليا أن تكون في الدول الأروبية . هي الوحيدة التي عاشت معي قصة السا وساهمت في تأجيجها سلبا وإيجابا ..صحيح أنه نسيت أو تناست عمدا قصة إلسا لكن بها ذكاء كافي ليستنتج .
- أها يا ولدي وناوي تعمل الدراسات العليا في جامعتك ذاتها ولا جامعة تانية .
أها بدأت أسئلة الورطة من الآن .. لكني الحمد لله فجأة أصبحت حاضر البديهة بدون تردد كنت أرد وبثقة . وقلت :
حقيقة يا أبوي أنا بقدم سوى في جامعتنا أو جامعة ثانية .حتى الجامعات خارج السودان ممكن أقدم لها ( بداية للتمهيد )
أم مازن قالت : ما شاء الله يا أخوي أريت لو قبلوك في جامعة أروبية ..أولا شهاداتهم مقيمة أكثر في الخليج وممكن تشتغل في شركات كبيرة وبراتب ما شاء الله يغنيك لجنى الجنى ..
قلت : برضو بحاول .. ماله .. فكرة ما بطالة .
أبوي قال . تحاول ؟ وضحك بعدها ..
قلت في نفسي أبوي عاد لحركات زمان .. الظاهر عليه عارف حاجة ما قالها تكون أببا كلمته ؟
أختي أم مازن قالت في شنو في حاجة انا ما عارفاها ؟ ليه ضحكت يا أبوي ؟
قال مكملا : لا بس قال بحاول .. مفروض هو يبدأ اولا يقدم للجامعات الأروبية لو ما لقى طريقة بعدها يحاول في الجامعات الداخلية ..لأن الجامعات الأروبية هي أساس العلم الحديث .
قلت بدون ما أشعر : ينصر دينك يا أبوي .. فعلا هناك راح نأخذ العلم من مصادره . حقيقة رده ريحني رغم أن ظني مشى بعيدا ولم يعد ..
قالت أم مازن . هي أنشغلت ونسيت أديك الحاجات الجبتها ليك من السعودية .. مضت الى الداخل ..
أبوي أستأذن ودخل الى غرفته .. ظليت أنا في الحوش .. تذكرت الشريط والعطر دخلت الى الغرفة ,احضرت جهاز الكاسيت الصغير ( هيد فون ) وشبكت السماعات في أذني ..وأعدت سماع الشريط من جديد .. ولم أنسى أن أبخ من عطرها على كفي . وأستلقيت على السرير أستمع وأشم في العطر ..
عاد شيطان الشقية سوسن .. بدأت تتلفت وتشم وقالت : في ريحة سمحة جاية من وين ..؟ دا أنت يا مصطفى متريح بالريحة دي .
من وين ظهرت لينا العفريتة دي ؟
قلت لها أيوا في حاجة ؟
قالت : بس الريحة دي بتذكرني واحدة صاحبتي ولا من ما متذكره ؟
بعد ثوان أكملت- ايوا أتذكرت اتذكرت .تتذكر إلسا البنت الحبشية الكانت شغالة معانا في أجازتك الفاتت؟ كان عندها ريحة زي دي قالت أخوها مرسلها لها من أروبا ..أت جبتها من وين يا مصطفى .؟
قلت في نفسي البنت دي الله يكافينا شرها .
لا زالت تصر تنتظر الرد وأنا عقلي أشتغل مثل الحاسب الآلي لأجد لها ردا مقنعا.
قلت لها : دي واحدة زميلتنا أهلها مغتربين هدتها لي .
قالت : ايو كدا يا عم الظاهر عليك بقيت بتاع علاقات ومستويات راقية .
قلت لها :أسكتي ساي هو نحن بنلعب ؟
قالت : طيب قعد تسمع في شنو أدينا نسمع معاك .
قلت في نفسي الشافعة المسلطة دي الظاهر ما راح ترسيها على بر .
قلت : قعد أسمع في زيدان ابراهيم يعني حا أسمع شنو تاني ؟
قالت : طيب ما تشغله في المسجل الكبير خلينا نسمع معاك زيدان في حد بيأباه ..
عملت نفسي تذكرت شئ أو أني أنشغلت قمت مسرعا في دولابي كان هناك شريط لزيدان أحضرته وقفل( الهيدفون )وسلمت لها الشريط الآخر طبعا .
أنقذني منها أن طرق الباب وفتحته وجدته صديقي عصام .
قلت له الحمد لله جيت في الوقت المناسب .
قال ليه في شنو يا شيخ .؟
يا أخوي في أفلام كثيرة حصلت تعال نشيل كراسي ونجلس في الشارع قدام البيت .
وقلت لولد اختي . يا مازن قول لجدتك تعمل لينا شاي معاي عصام .
يتبع .