إلسا قارورة عطر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2015, 08:46 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: على محمد على بشير)

    معليش ياعلي دايما تأتي الرياح بما لتشتكي السفن
    وبالذات في الهوى
                  

11-20-2015, 08:49 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    عشان نقلب صفحة جديدة لاني تعبت من المشوار
                  

11-20-2015, 11:40 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    51
    التمينا كالعادة في حوش الصالون .
    الاطفال لم يعطوني فرصة لأسال ابي عن السا ..
    هو أيضا لم يتطرق للموضوع أو كان يتحين فرصة مثلي .
    أشعلت نار الوجد إحدى أختي الكبري قائلة.
    لكن ما شاء الله حوش الصالون بقى جنة عديل أمي قالت دا مصطفى وأصحابه الله يخضر ضراعاتكم.
    سرحت من جديد معقولة أمي تكون جاحدة وتنسى صاحبة الفكرة والمشروع والاقتراحات كانت في جلسة مشابهة.
    لكن عذرت امي .دائما ما أجد لها العذر .. عذرتها لانها تربت في مجتمع لايقيم الفكرة ماديا ولا معنويا.. إنما يقيم الإنجاز فقط .كل مجتمعات العالم البسيطة تسلك نفس السلوك ..يعني مثلا لو جاء في أحد الأحياء اقترح أحد البسطاء أن يحيلوا ميدان فاضي وسط الحي إلى مركز صحي وروضة اطفال ونادي اجتماعي والتقط هذه الفكرة أحد الأثرياء ونفذها ماديا ..كل المركز سينسب له وحده ..ربما سمي باسمه مركز الشيخ فلان الصحي الاجتماعي ..وصاحبنا صاحب الفكرة ربما لن يذكره أحد ولا حتى يوضع على قائمة الشرف الرمزية .
    لذلك طبيعي أن تنسى أسرتي أن السا هي صاحبة الفكرة طالما أنها لم تحفر وتبني بيدها أو تدفع من جيبها . في العالم المتقدم الأفكار أصبحت لها دور استشارية ودراسات تباع بالملايين ونحن حتى الآن نهضم حقها المعنوي .
    قطع سرحتي والدي .
    بس الفكرة كانت من بنت شغالة معانا اسمها السا تتذكرها يا مصطفى .؟
    تتذكرها يا مصطفى ؟ابوي دا بيستهبل ولا شنو؟. هو انا اصلا قادر أنساها لحظة واحدة حتى ارتاح قليلا
    طبعا هذا حوار داخلي ..غير أني أجبت بهزة راس فقط ..قابلها ابي بضحكة تنم على أنه ملم بالموضوع ربما عنده جديد عنها .
    نحكي لكم عن جنة السا قليلا .
    حوش الصالون كبر الشجر والمتسلق منه ملأ الجدار ومظلة الباب الكبير ..
    الورود تفتحت ..أصبح بيتنا تزوره العصافير والفراشات الجميلة بعد أن غادرتها الفراشة الأجمل التي زرعت فيه الحب والياسمين .
    رزاز النافورة مع اريج الأزهار جعلني أحس كأننا نعيش داخل قارورة عطر عملاقة .... اسميتها إلسا.
    كل طفل سعيد يجري خلف الفراشات وكل أم أو أخت استنشقت هذا العبق وتعيش هذا الجمال أتمنى من نفسي أن امسكها من كتفها وأهزها وأقول لها هذا من صنع حبيبتي إلسا.
    حتى أمي بدات تستعرض في المعلومات عن الشجيرات واصلها كما حفظته تماما ونسيت المصدر .
    كنت متشوقا للعصر حتى أخذ السيارة واروح استقصي الحقيقة وحدي لن انتظرها من أحد .
    يتبع

    (عدل بواسطة درديري كباشي on 11-20-2015, 03:41 PM)

                  

11-21-2015, 02:35 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    مداخلتي بتاعة صابون التيتل وينا؟
                  

11-21-2015, 03:08 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: Dear Dirdiry ....from the first moment of reading this novella I was unable to stop till page 50.....It attracted all my emotions ,thinking,etc,,,,,,,From a simple incident you have created a wonderful attractive novella,,thanks alot for the lovely time I spent with السا قارورة عطر وفقك الله


    شاكر جدا يا أخ أمير
                  

11-21-2015, 04:28 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    52
    في العصر أستاذنت من الوالد أخذت منه مفتاح السيارة وخرجت ولم أنسى أن أضع الهدية في كيس ..لم يتوقف أبي أو يسألني عن وجهتي .. وهو يعلم بأني سأرد بأني ذاهب لعصام أو أي زميل آخر . وهو يعلم أيضا بأني لن أكون صادقا .. فكفى نفسه هم السؤال وكفاني ذنب الكذب .
    توجهت الى دار أببا .. وصلت وطرقت الباب .. لم يرد أحد .. شعرت بالقلق .. وخفت ألا يرد أحد بل أكبر هاجس كان يراودني ..أن يكون حل محلهم سكان جدد فيطير صوابي ..
    لم ينشرح صدري الا بعد أن سمعت ايجاب من الداخل .
    من ؟
    فرحت بعد أن عرفت صوتها .. أذا لبشرى الأولى كانت خير .
    قلت أنا مصطفى ..
    أهلا مصطفى حمد لله على سلامتك ..
    فتحت الباب .. وكعادتهم قلبتني العمة أببا على خدي ..
    دخلت أحمل كيسي وأتلفت ..
    كنت منتظرها تخرج جريا بنفس اللهفة التي كنت متوقعها .
    ولكن جاء الطفلين رفعتمهما وقبلتها .. ودخلت الى الصالة وجدت العم سلمت عليه .
    ولا زالت أنتظر وعيني تشعان سؤالا
    قرأته أببا وقالت :
    إلسا سافرت .
    قلت بكل صوت مصدوم: سافرت وين ؟
    هنا بعدك تعبت ومرضت كثيرا أنا كلمت أخوانها أرسلوا لها زيارة وقالوا أحسن تكمل الثانوي هناك .
    لم أستطع الرد وكذلك لم أستطع أن أخفي خيبة أملي فظليت أدلك فكي بكفي وأهز رأسي يسرة ويمنى.
    لاحظت قلقلي وقالت : ما في مشكلة أنت مش باقي لك شهور وتتخرج ؟
    قلت نعم : باقي لي فصل دراسي واحد .
    قالت : خلاص مثل ما أتفقنا أنت جيب شهادتك وانشاء الله كلها ثمانية أشهر وتكون معاها هناك .
    أمنت على كلامها وأنا كلي إصرار على تطبيق هذا البرنامج .
    قلت أستأذن منها بعد أن رأيت أن بقائي أصبح بلا مبرر وانا أظهر لهم هذا التوتر .
    قالت : لا أصبر أشرب عصير وخلينا نصلح لك القهوة .
    قلت كفاية العصير لكن القهوة راح تأخرني وناس البيت منتظرين العربية عندهم مشوار . عذرا أبتكرته من رأسي لكنه مقبول ومنطقي .. شعرت بأن هذا المكان يشعل النار في قلبي .. المكان الذي شهد مرضها ومعاناتها في غيابي ..
    قالت : خلاص في أمانة سابتها لك إلسا معي ..
    دخلت الى الغرفة وأحضرت صندوق مربع ملفوف بورق الهدايا الملون ومربوط بشريط من حرير .. قدمته لي مع كأس العصير ,
    شربت العصير مسرعا ومتلهفا لفتح الصندوق .. ولم أنسى أن أعطيها كيس هدية ألسا عساها تجد طريقة لأرسالها لها .
    أستأذنت بعدها وودعوني حتى الباب
    شكرتهم وركبت السيارة .
    قبل ما أشغلها فتحت المغلف سريعا .
    وجدته زجاجة عطر باريسي فاخر .. ومعه شريط كاسيت .. البوم للفنان زيدان أبراهيم . ظنيته كما هو .. أدخلته في مسجل السيارة .. قبل ما يشتغل الشريط .. بخيت من العطر في يدي .. وشممته ..
    ياااه نفس نوع العطر الذي كانت تستخدمه ..
    دخل العطر في رأسي وتحول الى فلم أعاد لي شريط الذكريات منذ أول يوم التقينا فيه ..
    ضحكاتها ولكنتها وهيئتاها ولبساتها ..
    لكن المفاجأة كانت في شريط الكاسيت .
    الجزء الأول منه يبدأ بحديث من صوتها .
    بعد ما عرفته كذلك
    أطفيت الكاسيت
    شغلت السيارة وتحركت .. لأن هذا المكان غير مناسب للأستماع .
    توجهت بالسيارة نحو ميدان كرة قريب به شباب يلعبون وقفت مقابله وشغلت الشريط .
    بدأ صوتها .
    حبيبي مصطفى
    يا غرام الروح
    تعرف أنا بعدك صار فناني المفضل هو زيدان ابراهيم . كل أغانية أحس أنها مكتوبة لي أنا ولك أنت فقط .
    أشتريت الشريط وكنت أسمعه طول اليوم .
    بعدك أنا تعبت وضاقت بي الدنيا . ما كنت متخيلة أني ممكن أتعلق بك لهذه الدرجة .. مرضت وصارت كل يوم تجيني حمة شكل . .عمتي قالت أنا كنت بهزي بأسمك.. حكيت لها حكايتنا . قالت هي عارفة وحست من أول يوم شاهدتنا فيه مع بعض أنه نحن وقعنا في الغرام .
    هي أقترحت علي أنا اسافر وأكمل تعليمي هناك في أروبا .
    ما كنت ناوية أفارق التراب الأنت تعيش فيه الا بعد الموت .
    لكن هي أقنعتني ..بأنها أتفقت معك وقالت أنك راح تلحقني بعد شهور من تخرجك .
    ما تعرف أنا فرحت كيف بهذا الخبر.
    كمان أقنعتني وقالت أنه هذا هو الوضع الوحيد يخلينا مناسبين لبعض .
    ما فهمت قصدها .. لكن الكلام عجبني . وأنا أحب أي شئ يخلينا مناسبين لبعض حتى لو ما فهمت كيف .
    أنا منتظراك
    أنا أعرف الأنتظار حار
    لكن أنتظارك أنت حلو
    أي شئ يتعلق بك حلو .
    عشان أنت حلو
    أخليك تستمع بباقي شريط زيدان الحلو
    يا حلو
    أنتهي كلامها وبدأ زيدان يكمل في روائعه .
    حركت السيارة متجها ناحية بيتنا
    يتبع
                  

11-21-2015, 06:19 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    آسف جدا يا تبارك على حذف الفيديو .حقيقة اول مرة استخدم هذا الحق وما كنت أظن اني ساحتاجه يوما
    قول رأيك بالكلام مثل ما تريد ..لكن من غير فيديوهات لو سمحت
                  

11-22-2015, 10:20 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر


    53


    وصلت بيتنا أول خطوة خرجت شريط الكاسيت من السيارة ووضعته في جيبي


    ودخلت . كنت حريص ألا أنساه في السيارة .. الوالد وأخواتي ربما عندهم مشوار وأكيد سيشغلوا مسجل السيارة .


    وجدت أفراد الأسرة متجمعين في حديقتنا بحوش الصالون مشغلين النافورة وجهاز الكاسيت الكبير .. جلسة عائلية جميلة على حديقتنا الغناء .. تلك الحديقة التي أصبحت حجر الزاوية في قصر سعادتي .. يحفها فرح الأطفال والضحكات البريئة وسعادة والدي بأحفادهما .


    تعال يا مصطفى فاقدنك من قبيل . هو أنت ما مشتاق لينا .. نحن ما صدقنا جيت تقوم تطلع طوالي .


    قلت متمتما .آسف والله كان عندي مشوار مهم ..


    أمي : مشوار شنو كمان يا ولدي أهم من أخواتك .. يهاتن بيك من جن من السفر .هن واولادهن .


    قلت : يا أمي أنت ناسية أنه أنا خريج السنة دي .. ما عندي مشروع بحث التخرج لازم أخلصه في الأجازة عشان ما يأخرني .


    رد شيطاني مفحم لا أدري من أين طرأ لي ليخرجني من هذا الحرج .


    قالت : الله يخرجك ويفرحنا بيك يا حبيب قلبي .


    قال أختي الأكبر :متين تتخرج يا مصطفى عشان تجينا هناك في السعودية .. الفاتح قال وظيفتك مضمونة بس أنت تصله هناك .


    قلت في نفسي ..أها دي مصيبة جديدة كمان .. عاوزة تفتح لينا باب غربة ثانية .لكن أمي حسمتها .


    قالت : يا بتي سعودية شنو .. نحن عايزنه يتخرج ويجي يمسك شغل أبوه ويساعدنا ويريحنا نحن في عمرنا دا .


    قالت أختي ومعروف أنها عنيدة تدافع عن أفكارها بصورة متسميتة و( عبيطة )


    يا أمي الحمد لله أنت وابوي لسع شباب وما محتاجين زول يساعدكم .. خلوه يطلع يشوف الدنيا يكتسب خبرة ويرجع ليكم نجيض ومركز كمان .


    رغم غيظي من فكرتها لكن عجبتني حكاية يطلع يشوف الدنيا ويرجع ليكم مركز .. حسيت أنها تصب في صالح مشروعي .


    أطلع أشوف الدنيا وأرجع نجيض ومركز لكن ليس في السعودية .. خليها أروبا يا بنت الحلال . خليها هناك حيث ( طار قلبي مني).. هناك في السويد .


    قالت أمي : مصطفى أنت ما ترد مالك ساكت لا قلت كلام أختك دا عجبك ولا ما عجبك .


    قلت : يا أمي أنا همي الأول أني أتخرج وأحرز نتيجة جيدة عشان أنا لسع مشواري طويل .


    - أجي يا ولدي مشوار شنو كمان الراجيك بعد تتخرج ؟ . أوعى تقول لي عاوز تعرس طوالي .


    - لا يا أمي عرس بتاع شنو أنا مفكر اواصل في الدراسة الحمد لله على رأي أم مازن أنه أنتو لسع شباب ما محتاجين لي حاليا ..أنا مفكر أعمل ماجستير ودكتوراه .(قلت في نفسي أهو جاتني الفرصة طائرة لوحدها حتى أطرح مشروعي وأهيئهم من بدري )


    أبوي تدخل لأول مرة وقال : ممتاز فكرة رائعة وأنا بأيدك بشدة .


    أمي : هوي تؤيده شنو كمان أنت . أنا ما صدقت بدل كل سنة شايلة همه نام كيف وأكل شنو وحا يجي متين ما صدقت قرب يتخرج تاني تجو تسووها لي قراية وسفر .


    قلت لو تعرف أمي وهو أي سفر الذي ينتظرها ..


    أختي الله يعطيها العافية ساندتني بشدة وقالت فكرة جميلة أحسن شئ طالما ما أهلك ما محتاجين ليك وقادرين يصرفوا عليك أنك تواصل دراستك وأنشاء الله تتعلى ما تدلى يا أخوي يا حبيبي .


    قلت : الله خليك يا أم مازن ويخلي لك أولادك وأبوهم .. أنشاء الله يمكن بعد ما أعمل الدكتوراه يمكن أجيكم هناك في السعودية ..


    وقلت ساعتها لن تعد فارقة لأن إلسا وصغاري منها سيكونوا معي .


    أمي لم يعجبها هذا الحوار من أساسه لمت أغراض الشاي وغادرت لم تستطع أن تخفي غضبها ..


    لكن أحسن شئ فتح الموضوع من الآن ربما بعد أربعة خمسة أشهر تكون قد تهيأت لمفارقتي من جديد .. ربما فرح القبول والنجاح سيخفف عليها الصدمة قليلا .


    أتمنى ذلك .


    يتبع



                  

11-22-2015, 06:24 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر


    54


    أنفضت أمي من الجلسة غاضبة بعد أن جمعت أواني الشاي .. وبقيت مع والدي وأختي الكبريات نناقش في مشروع المستقبل .. حمدت الله أن الشقية سوسن مشغولة باللعب مع الأطفال .. و ربما تدخلت والتقطت الفكرة بذكائها عن التغيير المفاجئ في خطة مستقبلي .. هي كانت تعلم أني كنت مخطط بعد أن أتخرج أعمل مع الوالد وأطور العمل ليصبح شركة ويمكن يتطور لاستيراد وتصدير بأسس علمية وعملية .. تعامل مع البنوك وفتح أعتمادات وغيره .. وطرق رجال الأعمال الحديثة المعروفة .. لو كانت حاضرة للحوار لأعادتنا للمربع الأول والسؤال عن سبب تغيير خطتي المستقبلية .. وربما خمنت أن رغبتي في الدراسات العليا أن تكون في الدول الأروبية . هي الوحيدة التي عاشت معي قصة السا وساهمت في تأجيجها سلبا وإيجابا ..صحيح أنه نسيت أو تناست عمدا قصة إلسا لكن بها ذكاء كافي ليستنتج .


    - أها يا ولدي وناوي تعمل الدراسات العليا في جامعتك ذاتها ولا جامعة تانية .


    أها بدأت أسئلة الورطة من الآن .. لكني الحمد لله فجأة أصبحت حاضر البديهة بدون تردد كنت أرد وبثقة . وقلت :


    حقيقة يا أبوي أنا بقدم سوى في جامعتنا أو جامعة ثانية .حتى الجامعات خارج السودان ممكن أقدم لها ( بداية للتمهيد )


    أم مازن قالت : ما شاء الله يا أخوي أريت لو قبلوك في جامعة أروبية ..أولا شهاداتهم مقيمة أكثر في الخليج وممكن تشتغل في شركات كبيرة وبراتب ما شاء الله يغنيك لجنى الجنى ..


    قلت : برضو بحاول .. ماله .. فكرة ما بطالة .


    أبوي قال . تحاول ؟ وضحك بعدها ..


    قلت في نفسي أبوي عاد لحركات زمان .. الظاهر عليه عارف حاجة ما قالها تكون أببا كلمته ؟


    أختي أم مازن قالت في شنو في حاجة انا ما عارفاها ؟ ليه ضحكت يا أبوي ؟


    قال مكملا : لا بس قال بحاول .. مفروض هو يبدأ اولا يقدم للجامعات الأروبية لو ما لقى طريقة بعدها يحاول في الجامعات الداخلية ..لأن الجامعات الأروبية هي أساس العلم الحديث .


    قلت بدون ما أشعر : ينصر دينك يا أبوي .. فعلا هناك راح نأخذ العلم من مصادره . حقيقة رده ريحني رغم أن ظني مشى بعيدا ولم يعد ..


    قالت أم مازن . هي أنشغلت ونسيت أديك الحاجات الجبتها ليك من السعودية .. مضت الى الداخل ..


    أبوي أستأذن ودخل الى غرفته .. ظليت أنا في الحوش .. تذكرت الشريط والعطر دخلت الى الغرفة ,احضرت جهاز الكاسيت الصغير ( هيد فون ) وشبكت السماعات في أذني ..وأعدت سماع الشريط من جديد .. ولم أنسى أن أبخ من عطرها على كفي . وأستلقيت على السرير أستمع وأشم في العطر ..


    عاد شيطان الشقية سوسن .. بدأت تتلفت وتشم وقالت : في ريحة سمحة جاية من وين ..؟ دا أنت يا مصطفى متريح بالريحة دي .


    من وين ظهرت لينا العفريتة دي ؟


    قلت لها أيوا في حاجة ؟


    قالت : بس الريحة دي بتذكرني واحدة صاحبتي ولا من ما متذكره ؟


    بعد ثوان أكملت- ايوا أتذكرت اتذكرت .تتذكر إلسا البنت الحبشية الكانت شغالة معانا في أجازتك الفاتت؟ كان عندها ريحة زي دي قالت أخوها مرسلها لها من أروبا ..أت جبتها من وين يا مصطفى .؟


    قلت في نفسي البنت دي الله يكافينا شرها .


    لا زالت تصر تنتظر الرد وأنا عقلي أشتغل مثل الحاسب الآلي لأجد لها ردا مقنعا.


    قلت لها : دي واحدة زميلتنا أهلها مغتربين هدتها لي .


    قالت : ايو كدا يا عم الظاهر عليك بقيت بتاع علاقات ومستويات راقية .


    قلت لها :أسكتي ساي هو نحن بنلعب ؟


    قالت : طيب قعد تسمع في شنو أدينا نسمع معاك .


    قلت في نفسي الشافعة المسلطة دي الظاهر ما راح ترسيها على بر .


    قلت : قعد أسمع في زيدان ابراهيم يعني حا أسمع شنو تاني ؟


    قالت : طيب ما تشغله في المسجل الكبير خلينا نسمع معاك زيدان في حد بيأباه ..


    عملت نفسي تذكرت شئ أو أني أنشغلت قمت مسرعا في دولابي كان هناك شريط لزيدان أحضرته وقفل( الهيدفون )وسلمت لها الشريط الآخر طبعا .


    أنقذني منها أن طرق الباب وفتحته وجدته صديقي عصام .


    قلت له الحمد لله جيت في الوقت المناسب .


    قال ليه في شنو يا شيخ .؟


    يا أخوي في أفلام كثيرة حصلت تعال نشيل كراسي ونجلس في الشارع قدام البيت .


    وقلت لولد اختي . يا مازن قول لجدتك تعمل لينا شاي معاي عصام .


    يتبع .

                  

11-23-2015, 10:32 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    55
    جلسنا وصديقي عصام أمام باب البيت .. جلسة معتادة .. يشاركنا فيها أحيانا بعض الأصدقاء من الحي .
    أول ملاحظات عصام كانت العطر .. بدأ يتشمم فيه .. أيه الحاجات دي؟ .. حاجات السعودية ظهرت (إشارة الى عودة أخواتي المغتربات )
    قلت لا وأنت الصادق دي الحاجات السويدية ؟
    - الحاجات السويدية دي شنو كمان ظهرت ليكم أخت هناك ولا شنو ؟
    - لا يا حبيب أنها السا وهذا العطر هدية من إلسا .
    - لا يا شيخ .. سافرت ؟
    - نعم سافرت وسبقتني حوريتي الى هناك .
    - لا دي حكاية لازم تحكيها لي .
    وبديت أحكي له في الحكاية من مرضها وسبب سفرها . .والبوم زيدان والعطر الذي عم المكان .
    قال : والله موضوعك أصبح جادي يلا أجتهد بعد كدا .
    وكذلك حكيت له فتح موضوع الدراسات العليا مع أهلي وتشجيع أخواتي ..
    قال : يعني طريقك أصبح سالك تقريبا وموضوعك أصبح مسألة وقت .
    قلت : لكن لا زلت منزعج من موقف أمي .
    قال : ياخ سيبها بوقتها .. ما في أم في الدنيا ترفض تفوق أبنها ونجاحه حتى لو كان في القمر .
    قلت له : غايتو ريحتني شوية .
    قال : رأيك شنو تمشي تتعشى معاي .. عندنا مطعم في حلتنا عنده كوارع تجنن .
    قلت : ياخ صعب من أول يوم . وقبيل طلعت لأهل السا . زعلوا وقالوا نحن مشتاقين ليك وأنت تطلع من أول يوم تسيبنا .. تعرف الا تحججت بمشروع البحث بأني مشغول .. رأيك شنو أحسن انت تتعشى معانا ..أو أديك فكرة أحسن نروح بالعربية نجيب العشا والكوارع هنا .
    قال : فكرة حلوة يلا جيب المفتاح .
    لحسن الحظ أن والدي وأهلي لم يخرجوا بالسيارة .أحضرت المفتاح وخرجنا أنا وعصام بعد ما أخبرت أهلي بأننا سنحضر العشاء من مطعم .
    في السيارة كما هو متوقع أعدت تشغيل الكاسيت .. عصام سمع المقدمة . .وقال والله يا مصطفى فعلا البنت غرقانة شديد . تعرف دي لو اتخليت عنها راح تكون صدمتها كبيرة . ويمكن تجن . .بمجرد سفرك مرضت .
    قلت : تفتكر في قوة في الدنيا ممكن تدفعني للتخلي عنها .
    قال : لا تسبق الأحداث أنشاء الله لا يحدث شئ يفرقكما .
    أحضرنا العشاء وبالكوارع الشهيرة التي أمتدحها عصام .. وكانت شهية كما وصفها .. بعد العشاء تونسنا قليلا في حوش الصالون .. أنبهر عصام في شكل جنتنا الجديد بعد أن كبر الشجر وعطرت الورود الجو ورطبت النافورة الهواء وجعلته منعشا .
    وأنا أقدمه في الخروج جر شهيقا طويلا .. وقال لك حق يا مصطفى تغرق في حبها .. شخص يعمل بصمة زي كدا في حياتك صعب جدا تنساه .
    شكرته وأنا وأقدمه بالسيارة نحو بيتهم وعدت . للنوم .
    ثاني يوم في الصباح ذهبت الى الدكان كما هو متوقع ..
    أول ملاحظة لم أجد غريمي السابق علي ..
    بديهي سألت عنه الوالد ..
    قال : علي خلانا ( تركنا ) وأشتغل في كافتريا وسمعت أنه سافر للعاصمة وتاني ما شفناه .
    قلت : موضوع خطبته ما نجح ؟.
    قال : والله هو ما جاب سيرة وأنا ما سألته .. لكن الأيام الأخيرة كان مقهور وعصبي وكثير ما عمل مشاكل مع باقي العمال حتى ملوه وكرهوه .. لكن في النهاية جاء من نفسه وقال ما عايز شغل عندنا .
    أما أنا بالنسبة لي الصورة أصبحت واضحة . وهي تدل عل أنه تقدم لخطبتها و لاقى الصد ..أذا هي حتى بعد مغادرتي كانت وفية .
    عدت هذه الأيام بطيئة .أول مرة أحس بأن الأجازة ثقيلة .. كنت أريد ان تمر الأيام مسرعة سوى كانت دراسة أو أجازة .. لكن في الدراسة يكون وقتك مليان فلا تحس ببطأ الزمن ..
    رغم الكرة والسينما والسهرات والعمل في الدكان .. الا أني كنت أحس بفراغ في داخلي .. فراغ لم تملأه كل هذه الأشياء ..
    تحس كأن بداخلي دائرة كهربائبة مقطوعة في مكان ما ..
    على كل حال بحمد الله خلصت الأجازة واستعديت للسفر ..
    لم أنسى أن أغشى أببا وأسرتها لأودعها وأبين أنني لا زالت على وعدي ..وأسأل عن أخبار السا .. وقالت أن الهدية وصلتها ..أعجبتها ... لبستها وتصورت بها وأرسلت لك الصورة .
    يا لها من صورة ..
    يا للفرح ويا لختام الأجازة ..
    يتبع
                  

11-23-2015, 04:14 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    56
    عدت الى الجامعة من جديد لأختم حياتي بها في آخر فصل دراسي .
    نتيجة الفصل الأول جعلتني أضحك بسخرية .. تفوق في جميع المواد
    يا لسخرية القدر ... شطارة الكبر كما يسميها أهلنا .. ولكن خلونا نسميها معجزات الحب .. دفنت رأسي في الكتب لأهرب من قلبي .. هروب الى الأمام كما يقول الفلاسفة .هي نتيجة لن تغير كثيرا في معدلي التراكمي عبر السنين .. سنوات الأهمال والجري واللعب .لكني ظليت في منطقة الوسط .. خير الأمور أوسطها .. تعزية لنفسي ..
    وأكيد هذا الفصل سيكون كرفيقه السابق ..هروب الى الأمام نحو المكتبة .. لأن الوقت أقترب من موعد اللقاء.. على حبي أن يكون أو لا يكون ..
    عدت هذه المرة وأحمل في حقيبتي عناصر منها تغذي ثلاث من حواسي الخمس .. قارورة عطر وشريط كاسيت وصورة يعني شم وشوف وسمع.. باقي حاستين فقط حتى تكتمل اللوحة الرائعة .. لكن أين لي بهما .. ونحن أصبح تفصل بيننا قارات وبحار .. وخطوط مدارية ومناخات ..
    وفعلا بحجة أني خريج . .أعتذرت عن التمارين وفريق الكلية .. والزملاء حاولوا يجروني بحجة أصلا أني متخرج متخرج .. ولن أستطع أن غير وضعي التراكمي حتى لو أحرزت الدرجة الكاملة في كل المواد .. هي حقيقة لكنها لم تثنيني عن هذا الهروب للأمام الذي أصبح منهجي وعادتي .من بعد العصر ..أخذ مذكراتي أما نحو المكتبة أو قاعات المحاضرات للاستذكار .
    أخرج للعشاء ثم أعود للقاعات . وفي المساء أشبك سماعات الهيدفون في أذني أسمعها قليلا بصحبة زيدان .. وأبخ من عطرها في يدي ..أستنشقه بعمق كمدمن الهيرويين .. وألقي نظرة أخيرة على الصورة ..
    مرات بعد ما أكون لوحدي دون وجود عصام أجدني أحادثها في الصورة وأتخيلها ترد علي .. ونضحك مع بعضنا .. على الأقل ضحكها في خيالي فقط ..
    مرة كنت أحادثها وقلت لها تخيليني زعلت منك وقلت لك رجعي لي هديتي الآن ..
    تخيلتها تقول كيف أرجعها ليك خليني أروح أغير وأجيبها في كيسها ..
    وأقول لها لا لازم الآن .
    قالت لي : أمشي أنت واحد صعلوك ..
    وضحكنا بشدة .
    رفعت رأسي ووجدت عصام واقف في رأسي و ينظر لي بأندهاش .
    عصام يا زول أنت جنيت ولا شنو قعد تتكلم مع منو ؟
    شعرت بخجل كأنه ضطبطني متلبسا وأدخلت الصورة تحت المخدة .. حاولت أغير الموضوع ..قلت يا زول أنت اتأخرت وين ..؟
    قال : دخلنا السينما فلم هندي قاطع فاتك .أنت قاطعت السينما رسمي .
    وقلت له وأنت قاطعت المذاكره رسمي .
    قال :ياخ انا خريج يعني لو نمت في الغرفة طوال الفصل الدراسي حا أتخرج و لو أنسجنت في المكتبة برضو حا اتخرج لكن ما حا أطلع الأول طيب ليه التعب خلينا نتمتع بآخر حياتنا الطلابية .
    شعرت أنه يعنيني بالكلام .. قلت له من قال لك أنا عندي رغبة أطلع الأول .؟
    أستدرك وقال العفو ما قاصدك والله .. أنا عارف غرضك بالمناسبة .أنت ما عايز تخالط الناس وتسرح وتتعرض للأسئلة لأنك تفكر فيها طيلة النهار والليل .. لكن قربت ما تقلق .. وحاول عش حياتك العادية ما تضغط على نفسك أكثر من اللازم .
    قلت له أحاول والله . بس البنت دي كل ما أحاول أنساها أحس بها تكبر وتتحجر في حواسي .. ما عايزة تطلع .
    قال : ياخ أنت كمان زايد نفسك عذاب وما معطيها فرصة تنسى أو تريحك شوية .
    قلت له كيف يعني ؟.
    قال لي : ما كان في داعي تحتفظ بشريطها وقارورة عطرها وصورتها .. كيف راح تنساها وأنت كل يوم جالس معها .
    قلت : لكن أنا أصلا ما عندي رغبة أنساها .
    قال : لا تنساها لكن أرحم نفسك أرحم حواسك أرحم قلبك .
    سرحت وفكرت في كلام عصام وحسيت فعلا أن كلامه منطقي .
    ونفذت فورا ..
    خبيت قارورة العطر والصورة والشريط في آخر الدولاب تحت الملابس وقررت الا أعود لهما ألا على الأقل مرة في الأسبوع .لا قلت أسبوع كثير خليها مرتين في الاسبوع .
    يتبع
                  

11-23-2015, 07:22 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    57
    على ذات المنوال استمر الفصل الدراسي .
    دفن الرأس في الكتب
    مناجاة الصورة
    إدمان العطر
    وزيدان إبراهيم
    إلى أن حانت الإمتحانات
    وجدتها أسهل ما يكون لدرجة بت أشعر بأن الأسئلة سازجة في بعض الأحيان.
    ارفع رأسي واندهش من مظهر الزملاء متوترين وبعضهم يتلفت بحثا عمن يغثه .
    كنت مثلهم في السابق
    الآن أي صفحة في أي مقرر تكاد تكون رأت وجهي أكثر من سبعة مرات .
    حسيت بأني اضعت زمني في السنوات السابقة . أين كنتي يا إلسا من زمن .
    عدت الامتحانات .وقضينا أسبوعا ننتظر النتيجة
    قضيناه في لعب الورق والكرة والسينما .
    لم جد مبررا للاعتذار والهروب اذ لا توجد مذاكرة.
    بعد أسبوع طلعت النتيجة رحت لمكتب مدير القسم لاستلام شهادتي.
    الدكتور مدير القسم ادهشني بدهشته مني .
    وجدته ماسكا شهادتي ويبتسم بهبل.
    قال .. والله يا مصطفى انت حيرتنا.
    قلت خير يا دكتور ..لعله مافي سقوط.
    قال سقوط .. باستنكار وهو يضحك .
    انت احرزت أعلى درجات في الدفعة في كل المواد وفي الفصلين الاخيرين .
    لو تلاحظ لشهادة التفاصيل تبعك كأنه الشخص الامتحن الفصلين الأخيرين هو شخص آخر غيرك انت .
    قلت كيف الكلام دا يا دكتور .
    لا أنا بقول كدا عشان أقرب لك الصورة مش شاكي في قدراتك ابدا .انت شخص نبيه زكي بس كنت نشيط أكثر من اللازم ( يقصد فوضوي طبعا)
    أصبح الدكتور يعلق وانا ارد بيني وبين نفسي .
    وقال انت كنت نشيط ثقافيا واجتماعيا ورياضيا ..اكيد أي مكرفون يقول بغم في أي ساحة من ساحات الجامعة يجدني اول الحضور لا يهم تكون ندوة أو حفلة أو شعر .. وأي مباراة تقام أما لاعب فيها أو مشاهد .. وأي رحلة أو قافلة لو لم أكن من منظميها على الأقل من ضيوفها .. عشت حياتي الجامعية بالطول والعرض ولم أندم على أي لحظة فيها سوى ضعف النتائج الذي ذقت عكسه الآن وحيرت الأساتذة وهم لا يعلمون السر ولن يفهمون حتى لو شرحته .. السر هناك .. في زول هناك قولة سلام تبقالو روح ... اسمه إلسا )
    انت معاي يا مصطفى؟
    ايوا معاك يا دكتور .
    نحن في مجلس الكلية اجتمعنا أكثر من ساعة نناقش وندرس في حالتك.
    حالتي ؟هو انا أصبحت حالة؟.
    طبعا حالة غير عادية انت شخص .
    قضيت أربعة سنوات من طلاب
    الوسط .. تجي في السنة الأخيرة تتفوق على جميع طلاب الدفعة وبفارق كبير معناها انت شخص غير عادي بمعنى ممكن تتفوق عندما تكون عندك رغبة.
    قلت في نفسي هاتو لي السا وانا اطلع لكم اول الدنيا كلها .
    قلت طيب يا دكتور وصلتوا لشنو؟ ..قلتها بضحك حتى لا يحس بأني مليت من حديث لا طايل منه .أي شطارة الكبر هذه تشبه الصلاة يوم القيامة .
    قال اتفقنا في مجلس الكلية في حل وسط .
    قلت حل؟ ..أي باستنكار .
    لآ المقصود نحن في مجلس الأساتذة اصلا معجبين بك كطالب حي نشيط وأثبت انه متفوق ..اتفقنا الحل في انه نعطيك فرصة في برنامج الماجستير بنصف التكلفة .إذا ثبت تفوقك ممكن نضمك لطاقم التدريس وتكمل الدكتوراه ...اكيد ما ممكن نضمك مجانا وعندك زملاء متفوقين عليك في التراكمي .. وقالها وهو يضحك .
    توقع الدكتور أن ردة فعلي راح اقفذ من الفرح ..لكن وجدني عاديا ..جدا وفعلا انا لو كنت في ظروف مختلفة لا توجد بشرى ممكن تفرح طالب خريج أكثر من هذه ..ليس التقدير المادي فقط ..إنما كونه يقيمك اساتذتك ويضعوا فيك هذه الثقة الغالية .
    لكن انا عقلي وقلبي تجاه واحد وتمت برمجته ..شكرت الأستاذ على الفرصة والعرض و وعدته بالتفكير والعودة وخرجت .. في اتجاه واحد .
    في اليوم التالي كنا في مدينتنا .. فرحت أهل بيتي بالتخرج وفي المساء كنت في بيت اببا سلمتها الشهادة وبعد السؤال عنها ..
    بشرتني بأن السا كذلك خلصت الثانوي ودخلت الجامعة كلية الزراعة عشقها الاول وهوايتها .
    وقلت لها هانت وحتما سنلتقي.
    يتبع
                  

11-23-2015, 09:30 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    58
    عدت إلى دوامة الحياة في مدينتنا من جديد.
    التغيير هذه المرة عدت كخريج ليس طالبا في إجازة.
    بمعنى العمل أصبح واجبا ليس قضاء وقت.
    أصبحت أخرج صباحا مع الوالد خطوة بخطوة.
    ليس كالسابق انام واصحى على وكزات أمي خائفة علي من حرارة الشمس .
    الحق بالعمل.
    أصبحت أسوق السيارة في مهام عملية وليس من أجل الفسحة كما كان في السابق.
    سألني الوالد عن مشروع الدراسات العليا.
    اخبرته بأني قدمت ومنتظر النتائج لم أتطرق إطلاقا على عرض جامعتي حتى لا يصرون عليه ويجعلونه واقعا يقطع علي حلمي ومشروعي .
    زجاجة العطر لم يبقى منها سوى الربع فقللت من استخدامها ..أصبحت بخة واحدة على ظهر كفي قبل النوم تكفي.
    لا ز لت اترقب البشرى من الخالة اببا بالقبول حتى اتجهز للسفر الأكبر والحق بحلمي.
    بعد شهر تقريبا كنا مضيوفين .. حضرت خالتي نفيسة أخت امي الأكبر.
    لكنها انسانة لطيفة ومرحة تحب الفرح والحياة والنكت والسخرية عكس أمي التي تتميز بجديتها ورسميتها ..منذ أن كنا صغارا اعتدنا أن نتبادل الإجازات تارة يقضونها معنا وأخرى نذهب نحن اليهم .وفي الحالتين تكمن المتعة.قد يتوقف هذا البرنامج عام أو عامين لظروف لكنه يعود بنفس القه .
    وخالتي عكس أمي حتى في نوع الإنجاب فهي لها بنت واحدة وثلاثة أولاد ذكور .
    اثنين من ولديها متزوجين باختي الكبرتين.
    أصبح الأمر أشبه بالتكامل الذي أقيم في السابق بين مصر والسودان .
    وفقا لهذا التكامل أصبح شي شبه مفروغ منه أن بنتها الوحيدة ستكون من نصيبي
    الأغرب والاطرف أن بنتها المدللة والدلوعة أمل تعتبر هذا امر مفروغ .
    منه . فهي تتعامل معي بشي أصبح بوضع اليد ..أي الطريقة التي يستولى بها الأثرياء والمتنفذين على أراضي الدول المغلوب على أمرها . فهي تغير علي وتخاصم وتتصالح مع الأخريات وفقا لتعاملهم معي .. دون حتى أن تكلف نفسها عناء إعلان الحب لي ..يعني انا حقها حقها غصبا عني وعن من خلفوني ..هذا الوضع كان يغيظني ويضحكني في ذات الوقت.
    مصطفى قاشر كدا وماشي وين؟
    ماشي السينما في مشكلة.
    القشرة دي كلها للسينما طيب ما تسوقنا معاك .
    نموذج من أحد الحوارات المغتضبة منها. أصبحت اموله هذه وسلوكها هذا واستسلام الاهل وبالذات أمي لهذا الوضع واحد من الدوافع الكبري التي تجرني جرا للهروب إلى السا .. حمدت الله أنه إجازة أمل وأهلها لم تصادف وجود إلسا .والا كان ارتها اسود يوم في حياتها. إذا كان صديقات سوسن تخلين عن زيارتها بمجرد ما عرفن أنها اتتنا للاجازة.
    قلت في نفسي أمي لو حاولت أن تفرض علي هذه الخطبة لوجدت مبررا بادعاء الغضب والخروج من البيت والسفر .. لكن امي لا تفعلها ابدا .
    هي أمولة لم تكن قبيحة بل من ناحية الشكل جميلة جدا ربما أجمل من السا بمراحل .. لكن هذا الجمال مشوه بالدلال والأنانية والغيرة ..والاقبح من هذا كله أنها لا تريد حتى أن تختبر مشاعري .. يا بنت الناس قدمي لي هدية غني لي حسيسني بانك تقتربين لي .. انا لست قطعة أرض في ملك ابوك ..تسوريها ثم تبنيها لاحقا عندما تكون ظروفك مواءمة .
    كنت أقضي معظم الوقت مع خالتي نكت وسخرية وضحكنا .. ليتها ورثت بنتها قليلا من روحها يمكن تصبح مهضومة ..انا من السا تعلمت أن الجمال ليس شكلا فقط .
    يوم ما بالنهار وانا مشغول في العمل بالدكان جاء أحد العاملين وقال يا مصطفى في مراة واقفة بعيد منتظراك .
    رحت ناحيتها
    يا للمفاجاة وجدتها اببا
    قالت مصطفى مبروك
    وأرتني خطاب القبول
    دون وعي حضنتها في السوق لم ابالي بنظرات الفضوليين وجريت ناحية ابي بشرته بالقبول للدراسات العليا من جامعة أروبية .
    فرح الوالد وحتى لم يسألني كيف ومن أي بلد .
    ارسل احد العمال أحضر الحلوى وزع منها جزء علينا .وأخذت الباقي للبيت
    أول ما وصلنا البيت بشر أمي وخالتي.
    خالتي وجدت جوها وفرصتها فاطلقت الزغاريد .
    التم الجيران يستسفروا ويباركوا .
    وبعضهم يسأل بفضول .. مصطفى دا مش قلتوا أتخرج وجينا قبل شهر باركنا له.
    خالتي ترد لأن أمي تبكمت تماما لا أدري هل صدمها الاحباط ام الفرحة .
    وقالت خالتي مصطفى ولدنا حا يبقى دكتور كبير .في الدول الاروبية.... كان اروبا هذه منتظرة عبقري زمانه مصطفى ليبقى فيها دكتور .
    جاءت سوسن تتخبر ... قبلوك وين يا مصطفى ؟
    قلت الشيطانية هذه لو قلت لها اسم الدولة راح تكشف اللعبة كلها فذكرت لها اسم الجامعة فقط . وبعد ذلك تهربت منها .
    جاءتني أمولة الدلوعة وقالت مبروك يا مصطفى احسن حاجة حا نتمتع في اروبا؟
    قلت حا نتمتع؟
    أهو دا الأنا ما كنت عامل حسابه
    يتبع
                  

11-24-2015, 10:05 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    .
                  

11-24-2015, 10:18 AM

خالد النور
<aخالد النور
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    بالجد سرد فى قمة الروعة وأمتعتنا يا عزيزي كباشى لدرجة أننى عشت القصة بكامل تفاصيلها وصار عندى شغف كل يوم أول ما أفتح المنتدى أبحث عن السا
                  

11-24-2015, 04:27 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: خالد النور)

    Quote: بالجد سرد فى قمة الروعة وأمتعتنا يا عزيزي كباشى لدرجة أننى عشت القصة بكامل تفاصيلها وصار عندى شغف كل يوم أول ما أفتح المنتدى أبحث عن السا


    تسلم يا خالد

    وعشمنا يكون باقيها أحلى

    وكن قريب

    بل أقرب
                  

11-24-2015, 04:28 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    59
    كان يوم من أيام الفرح التي ندرت في حياتي منذ التخرج .. أكتظ البيت بالجيران والمهنئين .. وتكثفت الزغاريد ..أحساس مختلف عندما تستمع لصوت زغاريد النساء وتكون أنت سبب فيها .. لله در أول أمرأة زغردت في حياتها .. أورثتنا هذا التراث الجميل .. الذي يجعل الفرح يسري في القلوب كما تسري النار في الهشيم .
    أكتظ حوش النساء بالمهنئات كما أكتظ حوش الرجال بالمهنئين .. بعضهم دخل مبشرا بعبارة (أبشر يا عريس )..
    ظنهم أنه لا شئ يستحق ( التبشير) بعد التخرج الا العرس .. وبعضهم يصاب بخيبة أمل بعد التقاط المعلومة ( يا زول تاني داير تدخلك في دوامة قراية .. ما صدقنا أتخرجت .. تعقبها ضحكة ) كلام عفوي أعني أنه غير مقصود ..لأن في مجتمعنا كل أهل الحي يشيلون همك حتى لو لم تكن مصاريفك عبئا على كاهلهم . لكنه هم بلا لوم ..أو لوم بلاعتاب .أو عتاب بلا عقاب .. حقيقة لا أعلم كيف أوصفه لكنه شعور جميل عندما تحس أنك أبن كل الناس .. كل الأمهات أمك . وكل الآباء أبوك وكل الشباب أخوانك وكذلك الشابات .وصدق اسماعيل حسن حين قال ( ديل أهلي البقيف في الدايرة وسط الدايرة وأقول للدنيا ديل أهلي ) ..
    أكتظ الحوش وتفرغ . مهنئون يعقبون مهنئين ..وأبوي يتمسك بهم لتناول الغداء .. بعضهم يعتذر وبعض آخر يبقى .. والجيران الأقربون يهرعون الى دورهم ويعودون بصواني الغداء . مناسبة صنعت من لا شئ .. ورقة صغيرة باللغة الانجليزية مكتوب فيها .. لا مانع لدينا من الالتحاق بكليتنا لنيل درجة الماجستير في العلوم الأدارية . أكيد لن أنسى أن سببها إلسا. أحدثت كل هذا الفرح العفوي التلقائي الجميل .لازال كل فرح جميل في قلبي سببه إلسا. والزغاريد لازالت تترى وتتوالى جاذبة مزيد من المهنئين .. وأنا جالس أبتسم وأصافح المهنئين وأكرر في عبارات الرد بصورة أسطوانية ( الله يبارك فيك يا عم علي عقبال أولادك أنشاء الله ).. وأختبر نفسي كل ما أنطلقت زغرودة .. هذه زغرودة خالتي نفسية . وهذه الخالة جارتنا خديجة .. وهذه زغرودة خالتي مريم ..جارتنا بالجنب ..
    يعني يا أبو الشباب قلت لي ناوي ترجع الجامعة تاني ؟
    يا زول جامعة شنو أنت ما سمعت الزول قالو لك قبلوه في جامعة أروبية .. هناك في بلد الصقيع والتلج .
    شباب الحي فرشوا السجادات وجلسنا حلقات على موائد الغداء التي أحضرها الجيران .. دون تكلف .. لقمة طاعمة ممزوجة بنفس الحب الفطري .. والحياة التكافلية .. التي جعلت طوفانات الكوارث تعدي على بلادنا وتمر دون أن تخلف أثرا من المآسي .المصيبة عندما يتقاسمها الناس تصغر والفرح عندما يتقاسمه الناس يكبر .. معادلة عرف سرها أهلي ووظفوها بإرادة عجيبة .
    لا نعرف الشماتة على مصائب بعضنا .. ولا نعرف الحسد على تفوق البعض .
    بعد الغداء جلسنا قليلا نحكي ثم أحضر الشاي وبدأ الجمع ينصرفون .
    أها يا مصطفى السفر متين ؟
    والله لسع طبعا في أجراءات طويلة .
    صحي يا زول لازم يطلع الجواز ويمشي السفارة يطلع التأشيرة . يا زول شغلانتك طويلة عايزة صبر بس أنت ما ترخي .
    يرخي كيفن كمان دي حاجة هينة ؟.. زول قالو لك مقبول في جامعة أروبية . هو الخواجات ديل لامن يعترفوا بشهاداتنا دي أنت قايل دي حاجة ساهلة ؟.
    الله يعدل الخطوة يا مصطفى يا ولدي بس أقرب إجازة ليك ما داير لي حاجة غير فنلة برد .. باقي نحن كبرنا وفنايل البلد دي بقن ما بيقدرن يدفننا .
    - أنشاء الله يا عم خضر .
    يلا أها ربنا يكتب السلامة ..
    الله يسلمك يا عم خضر .
    أها يا درش ربنا يوفقك ..
    الله يبارك فيك يا طارق.
    يلا يا موستا أدينا خاطرك ياخ أها ما تسافر قبل ما نشوفك .
    أكيد لازم تمرين تمرينين معاكم قبل السفر يا طاهر .
    العجب كمان يا موستا لو ظهرت في فريق الجامعة وسجلت ليك في فريق أروبي . يا زول ها تاني قراية شنو علي باليمين الدولارات ديل تشيلن بالشوال تجارة أبوك دي ذاتها ماك سائل فيها .
    ضحكت بشدة وقلت والله فكرة يا بشير ليه لا ؟.
    وهكذا بدأ بيتنا يفرغ من جديد . حتى قريب المغرب خلى من الزوار وبقينا أسرتنا وضيوفنا أي خالتي وبنتها ..
    تجمعنا في حوش الصالون لشرب شاي المغرب . وأبوي كعادته دخل في نوبة الهزار مع خالتي وبنتها الدلوعة .
    أحسن ما في الموضوع أن أبي لم يقحمني في هزاره مع خالتي وبنتها بأي صورة . مثل ما كان يفعل مع إلسا .. فكان ينتقدني أنا فتزعل هي . رغم أنه سؤال طرأ في بالي هل لو فعل نفس الشئ أمال ستزعل ؟.. حمدت الله أنه لم يفعلها وهي تجربة لا تستحق المغامرة ..وأختبار لا أريد أن اعرف نتائجه ..
    وأجمل ما في الموضوع شعرت أن أبي لم يضعها من ضمن الخيارات فيما لو فشلت تجربة السفر أو حتى نجحت .. هذا الشعور أراحني قليلا .. لكن ما لم يريحني هو منظر أمي .. وجهها متغير لا يبدو عليها أي أثر فرح .رغم الزغاريد التي أشعلت الحي .
    وكما نقول في عاميتنا ( الله يكضب الشينة )
    طرق اباب . فتحته ووجدت الصديقين خالد وعصام .. من بعض أبناء الحي سمعوا بالخبر وجاؤوا مهنئين .. وكالعادة أستخرجنا كراسي خارج البيت وجلسنا لأحكي لهم عن الذي جرى و الخطوات المنتظرة وهم أكثرا الماما بالموضوع من الجميع.
    يتبع
                  

11-24-2015, 04:51 PM

Salah Habib
<aSalah Habib
تاريخ التسجيل: 02-11-2013
مجموع المشاركات: 451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    Quote: هي أمولة لم تكن قبيحة بل من ناحية الشكل جميلة جدا ربما أجمل من السا بمراحل .. لكن هذا الجمال مشوه بالدلال والأنانية والغيرة ..والاقبح من هذا كله أنها لا تريد حتى أن تختبر مشاعري .. يا بنت الناس قدمي لي هدية غني لي حسيسني بانك تقتربين لي .. انا لست قطعة أرض في ملك ابوك ..تسوريها ثم تبنيها لاحقا عندما تكون ظروفك مواءمة .
    كنت أقضي معظم الوقت مع خالتي نكت وسخرية وضحكنا .. ليتها ورثت بنتها قليلا من روحها يمكن تصبح مهضومة ..انا من السا تعلمت أن الجمال ليس شكلا فقط .



    درديرى
    قمة الايداع ياخى .حاجزين مقعدنا من اول يوم
    الفقرة دى عن (امولة) بصراحة درس بليغ جدا.. ياريت البنات ينتبهوا للحتة دى
    ولو انه الظرف وخفة الدم. هى طبيعة وموهبة
    تحياتى
                  

11-24-2015, 10:28 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: Salah Habib)

    تشكر يا صلاح حبيب وهذا من ذوقك الراقي
                  

11-24-2015, 10:29 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    60
    جلست مع صديقي أمام البيت كما اعتدنا.
    خالد قال والله فرحنا ليك جد يا مصطفى اها الأمور كيف مشت.؟
    قلت والله الحمد لله لو شفت بيتنا قبل ساعتين تفتكر عندنا عرس لمة الناس والزغاريد والفرح.
    عصام .. والله دا كلام مبشر اها الحاجة كيف فرحانة برضو .؟
    والله ياخ الحاجة طبعا ما تقدر تعرف اذا كانت هي فرحانة ولا زعلانة وضعها ما مريح صراحة . لكن عشمان في خالتي نفيسة طبعا معانا وتقدر تقنعها وتفرحها .
    خالد ... نفيسة دي أم القدح ..؟ واعقبها الاثنان بضحكة .
    كما هو معروف هو يعني العادة السائدة في عرفنا الاجتماعي في معظم قبائل السودان أن الأولوية في زواج الرجل هن قريباته من الدرجة دعونا نسميها الثانية باعتبار أن الدرجة الأولى تشمل الوالدين والاشقاء فقط . ويسمونها القدح ..أي الماعون فتظل الأنثى ماعون كاشف حتى يغطى بالزواج بالتالي خالتي هي أم قدحي الذي علي أن اغطيه بالزواج .
    لكن انا أعتقد أن بنتها أمولة تعتبرني انا هو قدحها الذي عليها أن تغطيه بدليل أنها تركت الخطاب الذين يتخابطون على باب بيتهم وتجري خلفي انا.وليتها تجري .
    كل هذا الحوار دار في ذهني ونحن الثلاثة نضحك على تعبير خالد وهو يصف خالتي بأم القدح .
    عصام انت بالاصح عامل كيف مع القدح اكيد محاصرك .؟
    قلت لعصام انا اديك فكرة ما نخطبها ليك يا عصام ما عندك رغبة تناسبنا؟
    عصام .. ياسلام ؟ عايزني انا اغطي لك قدحك وانت تمزمز بالأجنبي ؟
    خالد أنفجر بالضحك وقال هو عصام محاصر بالقداحة من جميع الجهات الله يخارجه .
    بينما نحن في انسنا وضحكنا سمعت خلف الباب نداء اختي سوسن .
    يا مصطفى يا مصطفى
    أقتربت من الباب .. في شنو يا بنت ؟.
    قالت ..أمي دي تعبانة نفسها قايم شديد خالتي قالت لك تعال نوديها الدكتور .
    استاذنت من اصحابي .. طلبت منهم البقاء في كراسيهم حتى أرجع لكنهم اعتذر وا .وذهبوا .
    شعرت بالقلق والتوتر.
    دخلت البيت .. وجدتها مستلقية على السرير ..خالتي معها و بعض الجارات يحركون الهواء بقطع قماش وطرح .
    وهي شكلها غير مطمئن عيونها جاحظة وتكاد لا ترمش .
    خفت بالجد رغم محاولة النسوة ومن ضمنهم خالتي طمانتي .. وبسرعة أخذت المفتاح من الوالد .. ركبناها في السيارة وذهبنا انا و والدي وخالتي معها .
    إلى أن وصلنا المستشفى كانت قد دخلت في غيبوبة تامة .
    الطبيب بعد الفحص قال إن ضغطها مرتفع جدا ربما تعرضت لصدمة وكظمتها .
    كل الدنيا صغرت امامي ..
    ولا يوجد شي يمكن يصدمها غير فكرة سفري للخارج .
    هو الشي الذي كنت اخافه .
    كنت فرحان فاكر وكما قالت الخالة اببا يمكن فرحة قبولك تطغى على الحزن من سفرك.
    نظرية كانت منطقية على كل الناس من حولي عداها هي وكما توقعت تماما .
    الطبيب قال سنحاول نخفض الضغط بحقنها بالمغذيات ( الدربات) قبل أن يؤثر في المخ ويسبب لها أذى.
    قلت لو سبب لها أذى سالوم نفسي طول عمري.
    يتبع
                  

11-25-2015, 06:55 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)


    إلسا قارورة عطر
    61
    في المستشفى لازلنا ملتفين حول سريرها وقلقين على حالة أمي. الطبيب طماننا وقال إن الحالة لم تصل مرحلة الخطر وستظل نائمة حتى الصباح . وانشاء الله ستعود لوعيها بعد أن ينزل الضغط.
    انا وخالتي الحينا على أبي ان يرجع البيت وانا ساظل مع خالتي للطوارئ وخاصة أن البنتين وحدهما في البيت .
    ظليت جالسا على كرسي أمام الغرفة وخالتي قربها في الداخل.
    يدور شريط الذكريات في رأسي . هي تقريبا سبعة أو ثمانية أشهر مضت وكادت تشكل منعطفا كبيرا في حياتي .. أو هي لحظات حاسمة باقية .. تمنيت الايكون مرض أمي بسبب سفري .. والا ستعود حياتي إلى المربع الأول المرسوم لها قبل ظهور إلسا. .واقعها البسيط .تاجر بشهادة جامعية .. كنت سعيد به قبل أن تتضخم طموحاتي وتكبر أحلامي.
    يغلبني النعاس أحيانا .لكن سرعان ما افيق فذعا كلما حسيت بأن أمي لازالت في مرحلة الخطر .
    يا له من ليل طويل.
    أشرقت الشمس أخيرا دخلت الغرفة ووجدت أمي لازالت نائمة وخالتي غافية على الكنبة قربها.
    صحيت بصوت حركتي وقالت لي ما تخاف عليها يا ولدي الدكتور قال الصباح راح تصحى وتكون طبيعية.
    بعد قليل حضر الوالد والبنتين يحملون شاي الصباح .
    سوسن وأمل جرين نحو الغرفة ..سوسن ألقت برأسها على صدر أمي النائمة وهي تبكي وتولول.
    خالتي حاولت جرها وتهدءتها وكذلك ابي.
    فتحت أمي عينيها وبدأت تتلفت باندهاش كأنها تستغرب المكان .
    انتبهنا لها وحمدنا الله على سلامتها .
    مسحت بنظره على الحضور حتى وقعت عينيها علي واشرت بيدها تناديني.
    توجهت نحوها .. مسكت كفي ووضعته على صدرها ..وبصوت ضعيف قالت يا حبيبي اوعدني انك ما حا تسافر..إذا مخاوفي كانت في محلها .. ألقيت بنظرة رجاء على خالتي عساها تنقذ الموقف وفعلا انبرت لها .. دا كلام شنو دا يا فاطمة اختي مصطفى خلاص بقى راجل أتخرج من الجامعة لسع تخافي عليه خليه يمشي يشوف مستقبله.
    كذلك تدخل ابي وقال نفيسة كلامها صاح ما تحرمي الولد من مستقبله .
    أما هي فلم تلتفت إلى أحد لازالت تمسك كفي وتوجه نظرها إلى عيني مباشرة .
    وأنا نظرت إلى أبي وخالتي مترجيا لهما مرة ثانية.
    خالتي قالت انت خايفه عليه من شنو؟ .. نحن ممكن نعرس له ويمشي مع مرته عديل ..عروسه جاهزة ولا محتاجة تعب كثير.
    يبدو أن خالتي حرفت القضية إذ بدت أمل تتبسم وسوسن تنظر للاثنتين باندهاش على الجرأة واستغلال الموقف وأبي انسحب من المسرح وانا اختلطت أوراقي كلها .. لأن موافقة أمي ستصبح مشروطة بشرط خالتي الذي سيهدم القضية من أساسها .. أسافر إلى اروبا ولكن زوجا لأمل وبصحبتها يا للمصيبة .
    نظرت ال أمي وجدتها كأنها لم تسمع كل هذا الحوار الدائر لا زالت عينيها في عيني انا وتنتظر ردا واحدا وهو الوعد بعدم السفر.
    أخيرا استسلمت وامنت لها براسي موافقا بأني لن أسافر.
    جرتني من كتفي وحضنتني. وسألت دموعها ساخنة على خدي.
    أبي هز رأسه مستاءا وهو يخرج من الغرفة وكذلك خالتي صفقت كفيها .
    وأمل أصيبت بخيبة امل
    لكن لازال هناك أمل
    لازالت أرضها مسورة
    وحتما ستبنيها
    أما أنا فخلطت أوراقي جميعها
    علي بإعادة ترتيبها من جديد
    يتبع
                  

11-26-2015, 04:05 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    62
    خالتي لم يعجبها عناد أمي واستسلامي لطلبها . حاولت تلح عليها حتى تغير رأيها أو تجد منها مبررا لرفضها سفري ..
    لكني أشرت لها أن تكف .. وخاصة أن أمي لازالت حالتها صعبة .. لا تتحمل أي ضغط .. خرجت من الغرفة ولحقت بوالدي في الخارج .. بدأ عليه الأستياء .. يبدو أنه رسم مستقبل حالم جديد غير به برنامجه الذي كان ينتظرني به .
    وقال لي ليطمئنني أو بالاصح ليريح أعصابه .
    يا ولدي ما تزعل من أمك أنشاء الله برنامجك يمشي زي ما رسمت له . وتمشي وتجينا بشهادات كبيرة .
    قلت : والله يا أبوي أنا لو شعرت أنه أمي متمسكة بقرارها ما راغب أعرف حتى تبريرها ..لآنها لو تضررت بسببي أو بسبب أصراري لن أرحم نفسي باقي عمري .
    قال : معك حق أنشاء الله الأمور ما تصل للمرحلة دي أنشاء الله بعد تبلغ الصحة ممكن نناقشها ونقنعها .
    أستمر الحال في المستشفى يومين حتى طمأننا الطبيب بأن صحتها الآن جيدة وممكن تخرج للبيت .
    وفي البيت ويمكن لمدة ثلاثة أيام أخرى ظل الموضوع محظورا لم يتجرأ احد لفتحه ..
    حتى تجمعنا في لمة ما في مائدة الغداء ..
    وبطريقة التفاف يمكن تكون زكية قررت خالتي تفتح الموضوع
    قالت تخاطبني: أها يا دكتور السفر متين ؟
    رمقتها أمي بنظرة نارية ونظرت لي تنتظر رد فعلي ..
    رديت لخالتي أكيد مراعيا أنتظار أمي : سفر شنو يا خالة ما خلاص الموضوع دا نسيناه ورجعنا لشغلنا عادي .
    قالت : كيف الكلام دا يا ولدي هي الفرص زي دي بتجي لكل الناس ولا هي حاجة ساهلة ؟.
    بدأت أمي تتململ وكادت أن تترك الأكل .
    عضيت شفتي السفلى لخالتي عساها تكف عن تحريك الموضوع .
    لكن خالتي من النوع الذي يؤمن بأن آخر العلاج الكي .
    ظلت تضغط وتمضغ في الموضوع مضيفة له لو خايفين عليه من الضياع نعرس ليه ويسافر مع عروسته . والعروسة يا ها دي قدامكم ما شاء الله ما عايزة اجتهاد كثير .. لو غسلت وشها بالموية كفاية ولا محتاجة مكياج .
    البنت تتبسم وتتخجل والأم تمدح فيها ..
    عم الصمت لولا قطعته سوسن الشقية .
    يا خالتي هو الموضوع موضوع قراية الدخل العرس شنو هسع .. وهسع مصطفى دا أنتو شاورتوه ولا خيرتوه ؟
    خالتي نظرت لها بغيظ وقالت خيار شنو كمان ما معروفين أنه مصطفى لآمل ديل من هم صغار .. أمل دي لسع في اللفة صغيرة مصطفى كان يقول لها يا عروستي .
    سوسن : هسع دا كلام يتبني عليه عرس .. كلام طفل صغير عمره اربعة ولا خمسة سنوات ؟
    خالتي :أنت يا سوسن عايزة تقولي شنو وليه تدخلي في كلام الناس الكبار والكلام الماقدرك ؟
    أرادت سوسن أن ترد وكانت متحفذة لولا نهرة من أمي وقالت لها خلاص كفي يا سوسن .
    وواصلت مخاطبة خالتي بصورة حاسمة : شوفي هنا يا نفيسة أنا مصطفى ولدي القدامي دا ما عايزاه يسافر .. ولا مستعجلة علي عرسو .. خليه يعيش حياته ولو عاوز يرجع يكمل في جامعته يرجع لكن سفر برة ما عايزة .
    خالتي :أها سببك شنو ليه تحرمي الولد من رغبته ومستقبله ؟
    قالت أمي : سببي أنا عارفاه وما ملزمه أقوله لحد .
    خالتي : كدا بقيتي تحسمينا وتقطعيه معانا ناشف ( تحرجينا ) نحن بكرة بنرجع بلدنا وأنا تاني ما متدخله في أي شئ يخصك .
    تدخلت أنا محاولا تلطيف الجو : لا يا خالتي .أنت عارفة أمي لسع ما بلغت الصحة وأصلا الموضوع ما كان مفروض نناقشه اليوم كان نصبر أسبوع .. وأنت ما تاخدي في خاطرك .
    قالت : يا ولدي المشكلة مش أمك شوف أختك الأتفقعت من البيضة أمس تسكتني وتقاطعني أنا .
    حقيقة أول مرة أشاهد خالتي تخرج عن طورها وتبرز كل هذا الشر والعدوانية .. حاولنا أنا ووالدي تهدئتها . وكل ما أجتهدنا زاد انفعالها وغضبها ..أمي تركت الجلسة وتحولت للداخل .. تبعتها سوسن .. أما أمل ظلت مع أمها يبدو عليها الاندهاش ,الظاهر هي كذلك أول مرة تشاهد أمها في هذا الطور,.. وأنا وأبي نهدئ فيها ..الا أن بدأت تستغفر وتتعوذ من الشيطان ..
    لم يهدأ الحال الأ بعد طرق عنيف على الباب
    يتبع

                  

11-26-2015, 08:41 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    63
    غضبة خالتي وهيجانها لم يوقفه إلا الطرق العنيف على الباب .
    ذهبتا هي وبنتها نحو قسم النساء.
    رحت انا لفتح الباب .
    اتضح ان الطارق هو جارنا عم عبد الباقي ..رجل كبير في السن ثقيل السمع يظن أن كل الناس مثله لذلك يطرق الابواب بعنف ويتحدث بصوت عالي .
    أهلا أهلا يا حاج عبد الباقي كيفك . رد ابي.

    كيفك يا صالح يا أخوي سلامة الحاجة
    ..الله يسلمك يا حاج . وانت كيف صحتك
    فهو عادة لم يسمع السؤال فيرد على أسئلة افتراضية يتخيلها .
    انا كلمتني الحاجة خديجة قالت لي حاجة فاطمة دي كانت رقدت لها يومين في المستشفى. لعلها طابت هسع.
    الحمد لله يا حاج .
    اها فتكم بعافية.
    الشاي يا حاج انتظر الشاي .
    تراه سفرو قرب قعد يجهز اليومين ديل جالو عقد من السعودية.
    هو منو ؟
    عماد ولدي .
    اها مع السلامة ..
    وذهب عم عبد الباقي بعد أن جاوب على اسءلته الافتراضية .. وترك اسءلتنا تسبح في الفراغ بلا ردود .لكن أعظم أنجاز خلفته طلته الميمونة هذه انه نجح في إخماد ثورة خالتي وغضبها .
    عدنا من جديد إلى همنا دخلنا انا وابي إلى ناحية قسم النساء للاطمئنان على صحة أمي وامتصاص غضب خالتي واثناءها عن قرار السفر غد.
    وجدنا أمي راقدة هادئة وأختي سوسن تدلك لها في أقدامها .
    أما خالتي وبنتها تشرع في تجميع ملابسهن وتحضير الشنط .
    أبي .. انت مصرة يا نفيسة تسافر وا الكلام دا ما يصح منكم.
    صالح يا أخوي خلينا نمشي احسن بدل نغلط فيكم أو تغلطوا فينا .
    أبي. . الله لايجيب غلط الإجازة لسع في أولها كيف ترجعوا بعد أسبوع واحد .
    ..صالح خلينا نمشي وانا خلتص قررت تاني ما بتراجع خلي مصطفى يمشي يحجز لينا والصباح نتوجه لبلدنا .
    أصرت وأثبتت أنها أعند من الجميع ..بما أن البصات تتحرك بعد الفجر بقليل تحركنا انا وابي لتوصيل خالتي وبنتها لموقف البصات.
    كان من الممكن أن أوصلهما وحدي لكن ابي لم يهم عليه ان تسافر في هذا الظرف وهي غاضبة.
    جلسنا انا وأمل لوحدها في ظهر البوكس وخالتي مع الوالد في قمرة القيادة.
    أول مرة تتاح لنا فرصة نجلس مع بعض في شبه خلوة منذ أن وقفت محطة مشروع التكامل بين الاسرتين عندنا نحن الاثنين .
    ظلت لغة الصمت سائدة بيننا .
    بعد كل لحظة ترفع رأسها تريد أن تقول شيئا وانا اتهيا لسماعها لكنها تغير رأيها وتحني رأسها من جديد .. يبدو أن هناك حوار ساخن تديره داخلها .
    صراحة شعرت بتعاطف نحوها .. حسيت بأنها هي الأخرى ضحية ..هي أيضا لم تترك لها الفرصة لتعيش حياتها الطبيعية مثل البنات في سنها .. وهي انسانة جميلة واكيد هنالك عشرات الشباب في حيها أو زملاء دراستها يحلمون بكلمة منها .. لكنها أصبحت سجينة القدح .. سجينة وهم ابن خالتها الذي ربيت على أنها عروسه دون أن تترك لقلبها فرصة ليختار .. و اعتبرته أمر مسلم به وحق من حقوقها. . ها هي الآن تواجه اول صدمة من القدح نفسه .. لذلك تعاطفت معها ..
    عندما قاربت السيارة من موقف البصات خافت أن تفلت منها هذه الفرصة فتشجعت وألقت بسؤالها وقالت.
    مصطفى صحي انت ما عايز تتزوجني ؟
    حتى سؤالها ينم عن براءتها .. هي لم تربى على انه الزواج هو تتويج لعلاقة.او ان الزواج هو نقاط على حروف الرواح.
    هي تريد ان تبدأ حياتها بالزواج ثم باقي المشاعر تأتي لاحقا .
    قلت لها يا أمل.
    انا بحبك مثل سوسن اختي ومثل كل أخواتي أغار عليكن واخاف عليكم واتمنى يوم ازفكن للشخص يستحقكن كاخ ..
    مش أفضل لك تخسري زوج لا تحبيه وتكسبي اخ يخاف عليك من الهواء .
    لم ترد لكن انهمرت دموعها كالمطر .سال الكحل على خديها رأسما لوحة جميلة حزينة .. حسيت بأن هذه الدموع غسلتني من دماغها إلى الأبد .
    لكن فعلا بديت أشفق عليها كاخ يشفق على شقيقته .
    وصلنا الموقف وركبتا البص و ودعناهما على أمل اللقاء .
    وإلى اللقاء يا أمل
    يتبع

    (عدل بواسطة درديري كباشي on 11-26-2015, 08:52 PM)
    (عدل بواسطة درديري كباشي on 11-26-2015, 09:10 PM)

                  

11-27-2015, 01:27 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    يا مصطفي ياولدي أنا شايف تاني ما باقيليك غير الريحة ..
    أمك دعوتا اتقبلت والسويد قفلت بالضبة والمفتاح ..
    وصيتي ليك يا درش جرادا في الكف ..
    أها أنا قت ليك..
    :
    يا درديري ياخي أعفى ليّ..
    متابعك وما كنت عايز أقطع تسلسل روايتك والحكي الطاعم ..
    لكين ايدي أكلتني والكلمتين الفوق وقفن ليّ في زوري ..
    قت اللحقن الولد دا في الموقف قبال الدباسة تطير.
                  

11-27-2015, 04:38 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: محمد على طه الملك)

    نحن كمان كنا مغتاظين منه يا ملك وانت لو شفت أمولة كان تقول شنو ؟ ههههههه
                  

11-27-2015, 05:34 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    64
    عدنا من موقف البصات بعد أن تحرك بص خالتي وبنتها .. رغم أن المشوار طويل من الموقف حتى البيت إلا أنا ووالدي كان بيننا صمت .. كل واحد يدور حواره داخل نفسه .
    حقيقة لم أدري ما الذي يدور في رأس ابي .
    لكن بصراحة كنت أشعر بقصة في حلقي شعرت بأن خالتي كانت صدمتها مزدوجة ..لأنها شعرت بالحرج وأمي تحذرها من التدخل في حياتي وكذلك شعرت بأنها رخست بنتها الغالية والوحيدة والتي كانت تعتقد بل توقن بأن فرحي بها سيكون أكبر من فرحي بالسفر نفسه .
    بيني وبينكم معها حق .. وهي ستبذل جهدا كبيرا لتصحيح هذا الخطأ واسترداد كرامة بنتها وما بعيد أنها ستقول لها ( انا حا اعرس ليك سيدو وسيد أبوه الكريه الما بشبه الناس ) صراحة انا كريه وما بشبه الناس .. بحبي لإلسا أصبحت كالاعمى الذي مسكوه العكاز .. اتجاه واحد لا يقبل التنازل أو المساومة ... هي أو الطوفان .. أعني به العزوبية المزمنة .
    اها وحا تعمل شنو يا ولدي ؟
    سؤال مباغت من والدي قبيل وصولنا بقليل .
    قلت في شنو ؟
    قال في حياتك بصورة عامة .
    قلت ما انا شغال معاك زي ما كنا متفقين .. وانشاء الله نوسع الشغل ناجر مستودعات كبيرة ونفتح فرع ثاني كبير نخلي شغلنا على واسع.
    اكيد مافي كلام . انا قصدي في حياتك الخاصة ما ناوي تتزوج ؟..انا من المشوار دا عرفت انك ما عندك رغبة في بنت خالتك وخاصة بعد نزلت منك البكاء كان ظاهرا على وجهها .. انا ما عارف قلت لها شنو ولا ناوي أسألك بس بعرف انه خالتك كانت شارياك ويمكن تعزك أكثر من اولادها .
    حقيقة كلام أبي زاد حسرتي وحاولت ان أجد ردا مناسبا يريحه .
    فقلت . والله يا ابوي انا كمان بعزها جدا وما تعرف كيف بفرح بزيارتها ولامن كنا نزورهم . . بس كمان نظرتي لامل كنت بشوفها زي سوسن أخت شقيقة ما أكثر .
    قال ابي تعرف أكبر صدمة ممكن تلاقيها البنت هي أنها تحب واحد وتكتشف انه شايفها كالأخت وخاصة في حالة الاقارب ..المسافة بعيدة جدا في قلب الرجل بين الأخت والحبيبة أو الزوجة .. ارحم لها تكتشف انك لاتحبها بدلا ما تكتشف انك شايفها زي اختك .. على الأقل في الأولى يكون في أمل .
    أخخخ درس جديد من الوالد .. وأنا كنت فاكر نفسي عالجت الموقف . لها حق أمل سكبت الدموع سخينة .. وهي ترى نفسها نقلت من خانة الحبيبة إلى خانة الاخت .. لكن هل هي كانت تحبني فعلا لكن لم تعرف تعبر أو اعتقدت أنها لاتحتاج للتعبير طالما الموضوع بين يديها ومضمون بأمر الخالتين .
    أيا كان الأمر فهي قد طارت بقلبها و وجسدها .. وما أظن ستعود حتى لو غيرت رأيي .. وما بعيد بعد شهور قليلة سنتلقى الدعوة لحضور زواجها . هذا التصميم قرأته في عيني خالتي .
    وصلنا البيت لشرب القهوة قبل التوجه إلى العمل من جديد.
    أمي وسوسن جالسات قرب بعض وأمي تسيل دموع صامتة على وجهها لم تعلق ولم نسالها لكن واضح أنها وخزات الضمير بعد أن شعرت أنها كانت قاسية مع أختها .
    وكله بسببي يبدو اني سأكون سببا في نكد هذه العائلة السعيدة .
    تمردت على الحياة التقليدية وبدأ النكد حتى قبل أن أعلن حربي عليها .
    لكن حتى الآن الشعار السائد هو .
    قلنا ما ممكن تسافر
    يتبع
                  

11-28-2015, 10:43 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    65
    لازال حظر السفر قائما . قارب الموضوع من الشهر ..وأبي لم يستطع أن يفي بوعده ويقنعها ربما خاف على صحتها وصدمتها من جديد .وأمي لم يتغير موقفها من نفسها . وانا لم أجرؤ أن اسألها حتى لا أحسسها بذنب تجاهي .. كذا مرة أتتني رغبة بالذهاب الى أببا والإعتذار لها عن مشروع السفر . لكن يأتيني الأمل وأظل أترك الباب مفتوحا .
    بعد شهر عندما طال الأمر وخفت للفرصة نفسها أن تضيع مني للأبد وتوكلت وسألتها وأنا أتناول قربها شاي الصباح .
    قلت : يا أمي ما عندك رغبة تفكي أسري؟(حاولت أتظارف أو أغلف الطلب )
    قالت :أسرك كيف كمان يا ولدي هو أنا ساجناك ؟.. قالتها بأنفعال وبداية غضب .
    قلت : لا العفو أنا قصدي ما تخليني أسافر أشوف الدنيا وأجيكم بشهاداة كبيرة .
    قالت : شوف هنا يا ولدي مصطفى ..أنت لو مصر وعندك رغبة شديدة تسافر وشايف مستقبلك ما بيتحقق الا بالسفر دا .. سافر .. وأنا عافية ليك .. لكن أنا ما راح أكون مرتاحة .. ولا بعرف شنو ممكن يحصل لي بسفرك ..
    قطع شك هو رفض مبطن إذ كان هو خبر السفر فقط أنامها بالمستشفى ليومين فما بالكم بالسفر نفسه .
    قلت : خلاص يا أمي أنشاء الله ما تحصل عوجة تؤثر في صحتك .
    أكملت كلامها لتثبت أن العلة في سفر الخارج نفسه وليس في الدراسة .
    أنت يا ولدي جامعات البلد دي ما فيها شهادات كبيرة . هسع خالد ولد محاسن ما عمل الماجستير في جامعة الخرطوم ومواصل في الدكتوراه ..أنت ليه بس عاوز تسافر بلاد الخواجات و تعذبنا معاك .
    رغم أنها مبادرة مبشرة منها .أي هي ليس لديها مانع في أن أعود لقاعات الدراسة لكن داخليا فقط ..أنا أصلا لم تكن لدي الرغبة في هذه العودة .وأنما الطموح الجديد والطريق الذي سلكته معروف سببه .
    قلت لها بصراحة انا مليت من الدراسة داخل السودان .. ما عندي أعصاب تاني أخوض أمتحانات ومذاكرة وسهر وسفر .
    قالت : الخواجات ما عندهم أمتحانات ؟
    قلت :أكيد عندهم .. لكن السفر والبلد الجديدة الراقية والتطور والتكنلوجيا تشجع الواحد أنه يخوض تجربة جديدة بكل شئ . ويتحمل السهر والامتحانات .
    قالت : العايز الشهادات والنجاح بيتحمل التعب في أي مكان ما شرط يكون فيه سفر وفسحة .
    واضح أنه جدال لا طائل منه . فهي لازالت تصر على رأيها .وأنا بصراحة ماتت عندي العزيمة والرغبة .. لكنها كانت محاولة أخيرة لألحق بالأمل الأخير أو أقفل الباب للأبد .
    قلت لها : خلاص خير أنشاء الله ..وواصلت مكملا حتى لا يتعب ضميرها .أنا أصلا من زمان كنت متحمس للتخرج لأن عندي رغبة أشتغل وأوسع شغل أبوي ..أنشاء الله يمكن بعد سنة سنتين أرجع و أواصل الدراسة بعد ما أكون نظمت الشغل وعملت له فروع وموظفين واداريين .
    بدأ على وجهها الأرتياح .. وقالت داعية : الله يوفقك يا ولدي ويخليك لينا .
    وفعلا بعد آخر محاولة هذه غرقت في العمل و بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر بت لا أشعر بمرور الوقت .. زودت سعات العمل ... وبدأت أفتح المحل مساءا .. وقسمت العمال لورديتين بعد أن زودت عددهم مجموعة تعمل بالمساء وأخرى بالصباح .. هجرت لعب الكرة ..
    أصبح الأصدقاء وزملاء الدراسة يلتقون معي في المساء ونجلس في كراسي أمام المحل .. أصبح هذا نادينا أو منتدانا .. ويمكن بعد صلاة العشاءنغلق المحل .. نذهب الى النادي لنكمل ونستنا وسهرتنا في لعب الورق والشطرنج و تنس الطاولة .. وأعود للبيت قرابة العاشرة مساءا ..منهكا تعبا لا وقت ولا صحة للسهر والتفكير ..
    صرت في البيت أتناول وجبة واحدة فقط مع العائلة هي الغداء .أما الافطار والعشاء خارج البيت وغالبها دعوات أو أشتراك مع الأصدقاء في مطاعم اللحوم والمشاوي .. في السابق أيامي الأخيرة في الدراسة دفنت رأسي في المكتبة سميتها الهروب للأمام .أما الآن دفنت رأسي في الأطباق دعونا نسميه الهروب للخلف . بدأ وزني يزداد بسرعة هائلة وصورة واضحة . تخليت عن لبس البناطلين وصرت البس الثوب ( الجلابية ) السودانية .. مع طاقية ..
    تركت الرياضة ولعب الكرة لم يعد لدي وقت لها مما ساهم في زيادة الوزن .. وبعد ستة أشهر أصبحت بدينا بكرش تهتز بضحكات تنم عن شبع وفراغ .. وحواري مشبع بمصطلحات السوق من نوع سعر البصل والموسم وارتفاع الزيت والمعاصر .. والسمسم والعيش والصابون و الدقيق . بالتدريج أصبح الأصدقاء يتغيرون كما ونوعا .. زملاء الدراسة كل مرة يختفي أحدهم أما بالاغتراب أو بالوظيفة في مدينة أخرى .. ويحل محلهم أحد المعارف الجدد . التجار الذين صادقتهم في النادي وجمعنا ميدان العمل ..
    صدقت الخالة أببا حينما قالت ( طيب ليه ضيعت زمنك في دراسة الجامعة ما كان ممكن من الثانوي تشتغل تاجر توفر زمنك وتكون راسمالك وتتزوج ) كأني الآن أحاول أن اتدارك الموقف وأعوض سنوات الدراسة التي أضاعت هذا الزمن .. صرت نهما للعمل بمثل نهمي للأكل .. ممكن أسافر للمدن القريبة بالسيارة لتوقيع صفقات ليلا أو حتى يوم الجمعة .. أبي كل مرة ينبهني ويقول يا ولدي ما تستعجل كل شئ ملحوق .وأنا أشعر به في قرارة نفسه سعيدا بهذا الحماس وهذا التوسع المطرد ورأسماله يكبر بهذه السرعة ..أستأجرت مستودعات أكبر .. وصرت أسافر لمناطق أنتاج المحاصيل .أخذت قروض من البنوك وصرت أخزن السلع بكميات كبيرة .. أدخل في مناقصات توريد مواد غذائية للجيش والشرطة وداخليات المدارس ..
    دخلت أدارة أحد الناديين الكبيرين في المدينة .. وهذا بعد أن أكملت عاما واحدا فقط بعد التخرج .. لحقتني الألقاب من نوع القطب الكبير والوجيه ..ورجل الأعمال .. مع سفرات قصيرة للخارج في الدول المجاورة في أطار العمل لمصر وسوريا والأردن مصحوبة بأعلانات الصحف الشهيرة من نوع عاد الى الوطن الوجية أو القطب أو رجل الأعمال مصطفى . عودا حميدا .. ويكون بعد غياب لم يدم أكثر من أسبوع .. حتى قد يكون كثير من الناس لم يفتقدني فيه .. ورجل الأعمال مصطفى يعد النادي بلاعب فلتة في القريب العاجل .. وقد تكون هذه الصفقة أنتزعت مني أنتزاعا في ونسة عابرة بالنادي ..إتصريحات لحقت الصحف لتصبح دينا لازما علي .. هذه الالقاب .. لم تغرني أو تؤثر في شخصيتي لأني كنت أؤمن بأنها مسببة وسطحية ..مهما كثرت ونشرت فهي لن تدرك مكانة لقب دكتور مثلا أو بروفيسور .. تلك القاب تعكس تغييرا داخليا وخارجيا سعى له صاحبه أجتهد فيه واستحقه أما هذا الألقاب رغم أني لم أرفضها أو اعترض عليها لكنها في نظري تشبه أوراق لف الهدايا المزركشة والجميلة والتي مهما كانت درجة جمالها فهي لا تعكس قيمة ما بداخلها .
    في مرة من المرات جاءت بي الصدفة بالقرب من بيت أببا . تذكرت ألسا ومشروعي وقفت السيارة وطرقت الباب .فتحت لي بنت شابة لم أعرفها .. وسألتها عن أببا قالت سافرت هي وأسرتها للسويد .. وسألتني أن كنت أرغب في شراء الكسرة .. وضح أنها أحد عاملاتها السابقات ورثن البيت والمهنة وواصلن العمل ..
    ذهبت في حال سبيلي بعد أن تيقنت تماما أن هذا الباب قد قفل ربما للأبد .
    في جلسة غداء مع الأسرة سألني الوالد ويبدو انه موضوع فتح نقاشه مع أمي وأختي سابقا ..وقال : يا ولدي أنت غرقت في الشغل تماما وماشاء الله الشغل في سنة واحدة اتضاعف الله يديك العافية ..أها ما ناوي تعرس وتفرحنا ..
    أمي كانت تنظر مبتسمة ومتأهبة لردي ..
    قلت : لا يا أبوي العرس راح يعطلني خليني عندي لسع مشروع في رأسي نقطة لم أصل لها بعد ..
    لكنه كان ردا ينم عن الهروب الذي غرقت فيه .
    يتبع

    (عدل بواسطة درديري كباشي on 11-28-2015, 02:06 PM)

                  

11-28-2015, 06:08 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    66
    عدت سنة وإلسا لم يبقى لي منها سوى عطرها وصورتها وصوتها .. كنت في الاول استخدمها كمسكنات لكن يبدو أن دورها حصر في الذكريات فقط .
    حتى جنتنا التي صنعناها أو زرعنها بفكرها وضراعي مع أصحابي هبت اليها رياح التغيير .
    في مناسبة ما في بيتنا وهي دعوة غداء أقامها الوالد لأحد أصدقاءه الزائرين . كان من ضمن الضيوف أحد أصحاب المشاريع البستانية ..بعد الغداء والجمع يجلسون على أطلال حديقتي حيث الزهور صاحية قال صاحب المشاريع ... انت يا حاج صالح الشجر المهتمين بيه واخضر ومنور دا جنسه شنو ؟.. أبوي بكل فخر انبرى له يشرح له عن الزهور البرازيلية .. لكن صاحبنا كان له رأي آخر. ياخ هسع الشقاوة والتعب دا كله في شجر ما فيه فايده ما فيه حاجة ياكلوها ؟
    يا زول ها اصلا وقت عندك رغبة في الزراعة خلينا نجيب لك شتلات زي الناس تتعب فيهن وتذوق طعمهن.
    جملة وحيدة قالها ابوي .. شتلات زي شنو .. يا زول عندنا منقة فونسو هندية تشيل في السنة مرتين .. وليمون صيني يلد طول السنة وجوافة برازيلية يا زول دي حبتها قدر القريبفروت .
    أبي رفع رأسه مبتسما كأنه يسألني رأيي أموات براسي موافقا لأنه لم يعد يعنيني شئ جنة طارت حوريتها ماذا أريد بشجرها في زمن أصبح فيه الليمون يلد والمنقة تبيض .الرجل اتضح أنه جادي جدا في اليوم التالي ارسل الترابلة يكبرون الزهور ويستبدلونها بالفواكه ولم ينسى أن بضيف للمجموعة نخلة عراقية بلحها في حجم الخيار . لكن لم يحدد اي الخيارات هل الخيار الصعب أم الخيار السهل. .وضيف آخر حاول ان يتقول على النافورة .. وقال يا صالح انتو الدش شنو المركبنه في بطن الحوش .. إلا هذه المرة كان الرد حاسما ومنها دا جهاز ترطيب الجو عشان الحاجة عندها ربو وما بتتحمل الهواء الجاف .كلام عقل جعل النافورة مستقرة في مكانها ..
    ستة أشهر أخرى وكبرت الشتلات الجديدة .. اصلا عمنا صاحب المزارع اختار لنا شتلات كبيرة الحجم على وشك الولادة كما يقول .

    بدأت الجوافة تثمر .. بل تستوي سمارها ..
    لكن من الطرائف يوم ما متجمعين في الحوش لتناول الغداء سقط حجر من الشارع على الصينية انزعجنا جريت فتحت الباب لاستقصى خبره .. أكتشفت أن اطفال الحي كانوا يتصيدون الجوافة بالحجارة من الشارع ..بعد ما فتحت الباب جروا متفرقين في الأزقة.
    عدت اتبسم يغلبني الضحك ... ابي سأل. .في شنو يا ولد؟ . قلت ديل أولاد الحلة يرموا الجوافة بالحجارة من الشارع .أبي انفجر ضاحكا وبدأ يصفق يديه حسرة وسخرية أمي قالت اتاريه كل صباح انضف حوش الصالون اجي الاقيه مليان حجار ؟ ابي بعد ما كمل ضحكه قالي بكرة تجيب عمال يكبروا الشجر دا كله لا عايزين فواكه ولا ورد ولا غيره .ويردموا الحفر دي ويبلطوها .
    هكذا اختفت الجنة في غضون شهور .
    ولم يبقى لي سوى الصورة و قارورة العطر .
    بالمناسبة شريط زيدان شبك في مسجل السيارة من كثرة الاستهلاك واسفت لاني لم انسخ منه .بت اشعر
    كأنه هنالك قوة خفية تسعى الى مسح آثار إلسا من حياتي بمنهجية تحير .
    يتبع
                  

11-29-2015, 12:04 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    67
    في ذات العام قبلت اختي سوسن في الجامعة واختارت تدرس آداب فلسفة ( كأنها ناقصة ) .. سافرت معها لتوصيلها وترتيب وضعها السكني وغيرها من الأمور.
    تذكرت ان قارورة عطر إلسا كادت تنفذ لم يبقى منها سوى قطرات .فكرت ابحث عنه في محلات العطور الراقية في السوق الافرنجي عسى ولعل أجد نوعه ..طالما انني في العاصمة .لم يخب ظني وجدته واشتريت منه ثلاثة قوارير .. بدلا ما كنت استخدمه بشح لمدة قاربت العامين أن الأوان للاسراف عسى يعبي الفراغ ويبرد الجوف.
    أيضا في هذا العام تخرجت أمل وأتتنا دعوة مزدوجة تعلن خطبتها وزواجها في أسبوع واحد .
    قيل أنها خطبت لابن جيرانهم يعمل مهندس بالسعودية . قالت سوسن أنها تعرف هذا الشاب جرى وراها جريا وحتى هي كانت من ضمن الوسطاء. وهي لم تعبر كان بالها على واحد شقي لايعبر .
    انا قررت أن العب دور الأخ على أصوله اشتريت لها طقم ذهب كامل. . واكتشفت أن أمي وأبي اشتروا لها ثمانية أسوار. . لا أدري هو تعبير عن فرح حقيقي أم تأنيب ضمير . أمي أخذت الهدايا وسبقتنا ما قبل العرس بأسبوع.
    وأنا تحركت قبل ثلاثة أيام بطلب من والدي لان أخوتها الكبار لم يستطيعوا الحضور وابوها شيخ كبير .. الصغير صغير أيضا على هذه المسؤولية.
    وفعلا غشيت العاصمة وتعاقدت مع أحد الفنانين الكبار . كنت راغب ان أفعل أي شي يزيد فرحها ويريح ضميري .. ولم أنسى أن أدعو صديقي عصام إذ كان يعمل في أحد بنوك العاصمة .
    سوسن أيضا دعت بعض صديقاتها الجدد من الجامعة .
    والتقينا جميعا هناك في عرس أمل .
    في حفل زواجها كانت جميلة جدا بهرت الجميع .
    لدرجة ان عصام همس في أذني بلغة الكتشينة قائلا ( هسع دا كرت تفوتو كان نزلت وقافل للفتوح )
    قلت له ( ما قلنا نباصيه ليك انت زغت)
    قال لكن أنت ما قلت لي قنبلة قدر دا انا قلت الزايغ منها ولد خالتها دي تكون غوريلا وعندها قرون كمان.
    أنفجرت بالضحك حتى التفت الحضور .
    بدأت الحفل وكنا وجميع أفراد أسرتي حول العرسان رقصا وطربا وفرحان صادقا.
    وأمي على غير عادتها كانت تزغرد في رأس كل خمسة أو عشرة دقائق .
    لكن العروس كانت حازمة ووجهها بلا تعابير كأنها حزينة .
    احطنا بها انا وعائلتي نرقص ونشاغل فيها حتى أنفجرت ضاحكة .. كشفت عن أسنان كالبرق وخدود كالشعاع زادت الفرح فرحا وتوالت الزغاريد أمي وخالتي في ثنائية كانهما فرقة متدربة اول مرة أعرف أن أمي تتقن هذا الضرب من الفن .
    آخر الموبخين كان عصام جاء وهمس شامتا هذه المرة والله انت شقي شقاوة صدق القال مرمي الله عمره ما يرتفع ..
    قلت له هو نصيب نسوي شنو
    يتبع
                  

11-29-2015, 04:23 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    68
    جلسنا في بيت العرس حتى صباح اليوم التالي سافر العرسان وبعد الأفطار تحركنا لمدننا .. كانت لحظة الوداع مؤثرة بالنسبة لخالتي .. وقفتنا العفوية والصادقة في زواج بنتها الوحيدة وتعبيرنا عن الفرح بتلقائية وعفوية جعلها توقن تماما أن صلة الأخوة أعمق وأكبر وأقوى من النسب الذي صدمت فيه .. كما أن الوضع لم يختلف اذا تزوجت بنتها أنا أو تزوجها غيري فهي في النهاية بنتنا مثل ما هي بنتها .. وأنا بالذات كان وداعها لي مختلف حضنتني بقوة وأعتصرتني وسكبت دمعاتها على كتفي.. بصراحة كبرت جرعة الندم في نفسي وشعرت أنه مكانتي عندها أكثر من أبن وكانت تريد أن تتوجها بنسب .. لكن قلت في نفسي أن الأمور لا تسير هكذا يا خالتي .. بعض الأمور لا ينفع فيها الألزام أوالتخطيط المسبق دون أرادة أصحاب القرار وأعتقد أن أولها هو الزواج نفسه .. ما علينا هي فلسفة لا تجدي ولا تفيد .. ذهبت أمل العروس الجميلة الى صاحب النصيب .وأنا لم أتخلى عن عنادي وحلمي بعد حتى الآن رغم أستحالته حاليا .. قلت ربما سفرة من سفراتي أعرج ناحية أروبا وأبحث عنها هناك .. لكن كيف تبحث عن شخص في دولة كاملة بها عشرات المدن .. فقط لو أجد طرف خيط أو عنوان لكنت سافرت .. هل أرجع لبائعات الكسرة وأسألهن عن عنوان أببا .. ممكن وفكرة جيدة كيف تاهت عني طيلة هذه المدة .
    كل هذه السرحة ونحن لازالنا نتبادل عبارات الوداع ..
    أمر الوالد أنه أنا وعصام نأخذ سوسن وصديقتيها معنا في سيارتي ..حيث أني سأغشى العاصمة وأعيدهن للسكن . .وأبي وأمي سيسافرون مباشرة نحو مدينتنا بسيارته.
    وتحركنا فعلا .. في الطريق بدأ التعارف مع صديقات سوسن .. أحدى الصديقتين سلمى هي سنير أمام سوسن بسنتين .وهي من تبنت سوسن وأصبحت لها كمرشدة أو أخت أكبر أعانتها على الغربة ووقع بينهن ود وصداقة جميلة ... ولأن مدينتها قريبة من العاصمة كثيرا ما كانت تخرج معها سوسن يوم الخميس لتكسر ملل سكنة الداخليات وتغير نوع الأكل .. والثانية شادية من نفس مدينتنا وهي دفعة سوسن . لكنها أنسانة هادئة وصامته ..
    أنما سلمى كانت روحها خفيفة وطيلة الرحلة كانت تهازر وتتناكف معنا أنا وعصام ..
    حقيقة لأني سايق لم تتح لي الفرصة لأتمعن في ملامحها .. حتى قررنا الوقوف في كافتريا بالطريق لتناول وجبة الغداء ..
    جلسنا على المائدة ووقعت عيني على سلمى .. فجأة فقرت فمي وبديت أنظر لها بأندهاش .. وأهز رأسي وأغمض عيني كأني أشاهد سحر ..
    حتى هي تحسست . وقالت بسم الله مالك تعاين لي كدا ؟
    شعرت بالحرج وقلت لا عفوا أنا سارح لكن شكلك ما غريب علي تشبهي واحدة كانت دفعتنا في الجامعة لو كانت من نفس بلدكم كان قلت أختك ؟
    قالت ياه للدرجة دي ؟ وأنت حافظ شكلها للدرجة دي ؟ الظاهر كانت عندها مكانة خاصة .. قالتها وهي تضحك .. هي مشاغبة لكن نوع الشغب الذي لا يزعج بل محببا .
    بعد تناولنا الغداء تحرك عصام يريد أن يشعل سيجارة ورحت ناحيته وسألته قائلا لاحظت شئ يا عصام ؟.
    قاطعني عصام وقال لي أنا مشيت مخصوص عشان اسألك .
    قلت له عايز تقول شنو ؟.
    قال : سلمى دي كأنها النسخة السودانية من إلسا ..
    قلت له :أنا كنت فاكر نفسي موهوم وقلت في شيطان تسلط علي أسمه إلسا وقلت يمكن أخطر مرحلة فيه أنه أشاهد أي بنت تشبهها .. الحمد لله أنت كنت معاي وشهدت قبل ما أسألك .
    وبعدها رجعنا ..
    قالت سلمى : قطعتوا فينا قلتوا شنو أنت وصاحبك ؟
    قلت لها العفو لكن عاوز أسألكم سؤال أنت كنتوا واقفين وين في الحفلة أنا ما شفتكم .
    قالت هو أنت كنت فاضي لينا الحفلة كلها تبحلق في العروس أنا خفت العريس يركب فيك سكينة .. أنفجروا جميعا بالضحك حتى عصام لم يرحمني .
    قلت :أبحلق كيف كمان دي ياخ زي أختي ؟
    قالت :أختي يا كبير ؟ ونحن معاينة الأخوان ما بنعرفها كمان ؟ الظاهر عليه كرت وحرق منك .
    عصام يضحك بشدة وقال الليلة يا مصطفى لقيت السم القدر عشاك .
    قلت له كويس يا خاين الحالة أنت صاحبي وقلت يدافع عني .
    استمرينا في هذا الحوار والمناكفة حتى بعد أن تحركت السيارة. زاد بهجة تلك اللحظة والمشوار . وفي السيارة كان توجد قارورة من عطر ألسا .. تناولها عصام وبدأ يبخ منها على ملابسه .
    سلمى قالت يا سلام الريحة الحلوة دي أسمها شنو .؟
    بدون تفكير قلت أسمها إلسا
    سوسن تدخلت لأول مرة قلت أسمها شنو ؟.
    قلت محاولا تدارك الموقف أسمها مكتوب في الفتيل والله ما متذكره .
    تمنيت ألا تعود سوسن لشقاوتها وتقف في هذه الفلتة كثيرا ..
    وواصلت القيادة صامتا وسارحا .
    توجد أمور غريبة بدأت تترتب بصورة غريبة ..إسم سلمى هو تقريبا نفس حروف أسم السا فقط الأختلاف في الترتيب .. نفس الروح والشبه والشكل بحركة لا أرادية التفت لأتأكد ... جاءني هاجس أنها هي ؟
    يا يزول ما تعاين قدامك عاوز تعمل بينا حادث تضيعنا كمان ؟.. نهره من عصام مع ضحكة .
    سلمى معقبة : في حاجة وقعت منك يا كابتن ؟.
    قلت لها : أيوا .
    قالت شنو هي .؟.
    قلت لها : أنت
    رد مبهم جعل الجميع بصمت لا تدري هل هو صمتا لعدم الفهم أو صمتا لعمق الفهم .
    حتى أنا أحترت فيه وواصلت في القيادة صامتاحتى وصلنا العاصمة .
    يتبع
                  

11-30-2015, 04:10 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    .
                  

12-01-2015, 06:58 PM

Salah Habib
<aSalah Habib
تاريخ التسجيل: 02-11-2013
مجموع المشاركات: 451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    up
                  

12-02-2015, 10:03 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: Salah Habib)

    إلسا قارورة عطر
    69
    بعد ما نزلنا سوسن وصديقاتها في الداخلية توجهت لتوصيل عصام في سكنه بميز البنك .. وكنت مقررا بعدها أذهب للفندق الذي أعتدت أن أنزل فيه قرب سوق الجملة حيث أشتري وأشحن بضاعتي .. الا أن عصام الح أن ابيت معه في الميز لنستعيد ذكريات الداخلية والجامعة .. وأنه سئم من الحياة المملة من داخلية لميز ومن طالب لموظف . كأن حياته لم تتغير .. وهو محتاج لفرص كهذه ليكسر الروتين ويقتل الملل .. حقيقة أنا أقتنعت بل تعاطفت معه .أنا حياتي لم تكن مملة .. معظمها سفر ولف داخل وخارج السودان . بالاضافة للنشاط الاداري والرياضي في مدينتنا . أي لم يكن يوجد بها فراغ سوى الفراغ العاطفي والذي يراودني من حين الى آخر .. حتى عطر ألسا فقد تأثيره أذ أصبح أمرا معتاد عليه .. بل قل أصبح عطري أنا .أي أصبحت مشهورا به أكثر منها .. كل ما أقتربت من النادي أو مكان أعتدت أرتياده .. تسمع الترحيب سبق ظهوري ..أهو مصطفى وصل .
    بعد أن عدم شريط الكاسيت بفترة قصير لحقته الصورة أذ نسيتها يوما في جيب الجلابية وراحت ضحية في طشت الغسيل ..أختلطت ألوانها وملامحها .. جاءت أمي تحملها آسفة وقالت البنت الشغالة دخلت الجلابية في الغسيل بدون ما تفتشها ..
    أمي بعد ما شاهدت الحسرة في وجهي تأثرت .. وقالت لي دي شنو الزعلتك كدا .. هي صورة مهمة .. قلت للا دي بطاقة عضوية النادي ( نادي القلوب ) ؟؟ قالت ما تقدر تطلع غيرها ؟ قلت مستحيل .
    قالت معليش يا ولدي حاول يمكن تقدر ..هذه آخر ذكريات الصورة .
    دخلت وعصام نحو الميز أول سؤال سألني .أها بكرة برنامجك شنو .؟
    قلت : راح أغشى السوق عندي بضاعة أشحنها وبعداك أغشى أختي سوسن أشوف لو عندها طلبات ممكن أرجع الأسبوع الجايي أجيبها معاي .
    قال مقاطعا ومتخابثا :: سوسن دي ما فارقناها قبل شوية؟ .. قول أنت عاوز تقابل شخص ثاني .. سلمى مثلا .
    حقيقة فضح دواخلي كعادته .. هذه الحقيقة التي لم أستطع أن أناقشها حتى مع نفسي .. فعلا دافعي لم يكن سوسن .. عندي رغبة أشوف سلمى ثاني وثالث ورابع .. كأني أريد أن ابحث فيها عن قلبي الضايع .
    قال عصام مواصلا خباثته : شكلك بعد ما كنت عازف عن الزواج راح تكون عازف على الجيتار .. وفقعها ضحكة كبيرة .
    فهمت قصده الخبيث وقلت له وأنت ما عايز تكون عازف على الكمان ولا السيكسفون .
    قال : لا نحن ناس أبني عشك يا قماري قشة قشة .
    قلت : ما تشوف القماري في الأول بعدين تبني عشك براحتك .
    قال : أعلق لي بنت ناس معاي لشنو . نحن الا نغترب ..لكن من البلد دي الله أعلم الواحد يقدر يعرس .. نعمل زي ما عمل خالد .
    قلت والله صحي خلد هو قمة المأساة رجل موهوب في كرة القدم وكان ممكن يكون رقم من أرقامها في السودان .
    قال : لكن أبوه ركب دماغه ومنعه يحترفها وقال الكورة حرام وقروشها حرام .
    قلت : خسارة كثير من المواهب السودانية راحت بسبب التذمت .
    تعشيت مع عصام وزملائه في الميز بفول مصلح ( مظبط كما نقول ) .. حقيقة أنا قاطعت الفول منذ أن أحترفت التجارة وإدارة الأعمال .. حسيت بأنه خصمي وخصم مني كثير أيام الداخلية و الحياة الطلابية .. لكن اليوم مع عصام وزملائه .. شعرت بأني كنت متهور وأفتريت على هذه النعمة الخالدة ظلمتها أو بالأصح ظلمت نفسي معها.. يمكن هذا ألذ صحن فول نذوقته منذ فترة طويلة .. يا سلام هذا أحلى فول ..
    عصام لا يفوت شئ . وقال ظاهر من شكلك أنك كنت مقاطع الفول ..رديت فقط بنظرة طويلة . .هزيت رأسي وضحكت . كنت ناوي أرد برد من أيام حياتنا الطلابية .. لكن كتمته تقديرا للغرباء الذين أول مرة أتعرف عليهم .
    وفي الصباح بعد أن قضيت أشغالي . توجهت ناحية داخلية سوسن طلبتها في الأستقبال وحضرت . ومعها أربعة من زميلاتها أتين ليتعرفن بي لم تكن سلمى من بينهن ..
    حاولت أن أغلف سؤالي بالتظاهر بعدم الأهتمام وكأنها لا تعنيني رغما عن يقيني التام بأني لم أتي الا لأراها .
    قلت ( مستهبلا ) أنت وين زميلتك الحضرت معانا العرس أمس أسمها سارة ولا منو ؟
    سوسن : سارة ولا منو ؟ بلا لبط معاك ( قالتها وهي تضحك وتتلفت نحو زميلاتها كأنها تريد أن تقول لهن هو أصلا جايي عشانها ).. على كل حال عندها محاضرة الصباح مفروض الساعة عشرة تصل .. تكون في الطريق .
    بعد ما كنت مستعجلا وجدت نفسي أتسكع وأطول في الموضوع والأسئلة .. عساها تأتي ..
    ما هذا الشئ .. هل القلب له خاصية المناعة في جسم الانسان .. هل بدأ يجهز البديل .. هل هيأني له .. حقيقة غياب أو تأخير سلمى ..أو السا السودانية ) بدأ يشعل في نارا جديدة ..
    آمنت بأن الآعجاب المتبادل بين الأطراف عادة يكون مبني على صفات يشترك فيها جميع الناس .. يمكن الشكل او اللون أو الظرافة وخفة الدم وغيرها .. لكن حتما هناك أسباب خاصة تخص أي فرد لا يفصح عنها حتى للطرف الآخر ..
    يعني مثلا هل أنا معجب بسلمى لأنها تشبه إلسا .. هي نفسها لو أكتشفت هذا السبب ستكرهني الى الأبد .
    أنا في ثرثرتي مع سوسن وصديقاتها سمعت تحيتها .بدون ما أشعر قلت :
    وين أتأخرتي ..
    سوسن : هسع ما قلت أسمها سارة ولا منو ؟
    أنفجر الصديقات بالضحك . بعد ما فضحت دواخلي ( وفكيت آخري كما يقول أهل الكتشينة )
    يتبع

                  

12-02-2015, 05:51 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    70
    بعد عودة سلمى وشغبها الذي أذهب عقلي ( نوعا ما عشان ما تزعلوا) قررت أودعهم وأتحرك نحو بلدتنا .
    قالت : ماشي وين ؟
    قلت مسافر بلدنا .
    قالت : براك ( لوحدك )؟
    قلت :أصلا براي ومال أشحن ركاب ؟
    قالت : ما بتخاف ؟ نجي معاك نوصلك ونرجع بكرة بالبص ؟
    قاطعتها سوسن قالت ليها : بلا أستهبال معاك هو لافي السودان كله بعربيته دي .
    أنا ادري هي تريد أن ترسل رسالة بمعنى أنها أصبحت يهمها أمري ,,, على كل حال ودعتهن وتحركت سالكا الطريق السفري ..
    بما أني لوحدي ظليت أفكر طيلة المشوار .. هل أنا نسيت إلسا .. هذه العبارة لوحدها أصبحت كالكابوس .. مزعجة ومؤلمة . لذلك قررت بعد أن أصل أول مشوار بعد العصر أروح عند بيت أببا أسأل بائعات الكسرة عن أي عنوان .أو تلفون أحاول أن أتصل .. شعرت أن داخلي شئ ما يرفض البديل مثل ما يرفض الجسد العضو المزروع .. ولكن تلك حالة لها علاج يستخدمه المريض طيلة عمره .. حتى يتعايش ذاك العضو مع باقي الجسد .. لكن كيف سيكون الحال في الموقف الحسي ..
    كثيرا ما أجد نفسي أضرب مقود السيارة ( الدريكسون ) بيدي ..أصبحت مرهق نفسيا ..
    وصلت البيت قرابة مواعيد الغداء .. سلمت على والدي .. وبعد العصر أستحميت وخرجت متوجها نحو حي أببا .
    وصلت ذات البيت .. وجدت البيت طرأت عليه عدة تغييرات .. وتم تغيير الباب الخارجي بباب حديد مزخرف وملون .. لولا دكان مجاور عادة تجد رجال كبار السن يجلسون امامه لما عرفت البيت . ترددت قليلا قبل أن أطرق الباب .. وأخيرا طرقت الباب ..عدة طرقات .. لفتت أنظار كبار السن الذين بدأ عليهم الفضول ألتفتوا ينظرون الي .. بعد قليل فتح الباب .. طفل تقريبا في الثالثة عشر أو الثانية عشر من عمره .. من سحنته و لسانه عرفت أنه سوداني .. ورغم عن ذلك سألت ..
    قلت : دا بيت ناس ببيعوا الكسرة الحبشية ؟
    الطفل قال : لا رحلوا زمان ؟
    رحلوا وين ؟
    قبل ما يرد جاء سؤال من الداخل صوت أمرأة كبيرة يبدو أنها جدته أم أمه .
    - دا منو يا ولد ياعاطف ؟
    - دا واحد قال داير كسرة حبشية ؟
    - أجي كسرة شنو كمان ناس الكسرة ديل ما رحلوا زمان .
    غاظني الولد وقلت : ياخ أنا قلت ليك عايز كسرة ؟.
    الولد : ومال أنت عايز شنو ؟
    حقيقة سؤاله أصبح محرجا خاصة بعد أن كبار السن أستلموا الموضوع . وأصبح نقاشهم يرتفع ويصلني منه جزء .
    وجملة طائشة ( كسرة شنو هسع عليكم الله دا شكل زول ولا عربية زول داير كسرة ..أنا من زمان كنت حاسي الحكاية دي ما كسرة . . ) كلام كثير وجمل مستفذة لم أملك غير أشغل سيارتي وأهرب من هذا المكان سريعا .. كنت ناوي اسأل صاحب الدكان أو أي من الحضور عن المكان الذي رحل له بائعات الكسرة .. لكن حوارهم الذي وصلني جزء منه لم يشجعني بل سؤالهم أصبح مغامرة في حد ذاتها لا أدري الى أين يمكن أن يقود . حقيقة فترة سنتين طويلة جدا ,, ومن هذا المشوار تعلمت درسا جديدا أو حكمة جديدة وهو لا تسأل نفس السؤال عن مكان غادرته قبل سنتين . لا أدري أن كانت الصياغة هكذا صحيحة .كان ممكن أن أؤلف سؤال طالما تفاجأت بشكل الولد ولهجته .. ممكن أخترع أسما مثلا أقول .. دا بيت المرحوم سيد عبد الغفار ؟ .أكيد كان هؤلاء العجائز أستلموا الموضوع وجروني عندهم . وطلعت منهم بمعلومات بدلا عن هذا التشنج الذي تركتهم فيه ولا أعرف له مبررا أو سببا..
    عدت وأعلنت لنفسي أن آخر أبواب الأمل أغلق تماما .
    واصلت نشاطي وحياتي من جديد وغرقت أكثر في العمل .
    كثيرا من العمل قادني للعاصمة وكثير من الزيارات تحققت لسكن الطالبات .. وكثيرا من القاءات تمت مع سلمى ..وبعدها دعوات ..رغم أني حسيت بأنها تعلقت بي .. وأنا كذلك لكن حسيت بأنه تعلق مشروط .. من نوع شرط أنه لا تظهر إلسا في حياتي مرة أخرى .
    بعد أن أكملت السنة الرابعة ..وأمي وأبي يحاولون فتح موضوع الزواج من جديد وأنا أتهرب .ز بعد عدة ضغوط وفي أجازة من إجازات سوسن وفي أحد الجلسات ..
    أستسلمت .
    قلت خلاص أختروا لي العروس .
    فرح أبي وأمي بهذه الفاتحة .
    وقالوا لي أنت أشر بس قول عايز مين هوا نخطبها لك .
    أخخ خسارة قلت هم الآن مهيأين أن يخلطوا لي ألسا فهي عندهم أرحم بكثير عن العزوف ..لكن أيت لي بها الآن .
    قلت لهم أنتو أختاروا .
    أبوي : قال أنا غايتو عاجباني صاحبة سوسن الحضرت معانا عرس أمل ديك .
    أمي أكملت : أيوا والله بنت زي العسل والله خدمت الناس خدمة في عرس أمل دا تقول هي أخت العروس ما سوسن .
    أبوي قال :أها رأيك فيها شنو.
    قلت : خلاص التشوفوه .
    سوسن قالت : النشوفو بلا استهبال معاك .. هو يا أمي كل ما يجي الداخلية يسأل منها . لو ما لقاها يتجنن .
    صدقت سوسن لكن أنا المحتر في نفسي وشعوري وسلوكي ..
    في نفس هذا العام تخرجت سلمى .. وكنت أنا عريس .. سافرنا الى القاهرة شهر العسل . وفي الاسكندرية ونحن نتجول في السوق .. عثرت على نسخة أصلية من عطر إلسا . وأشتريته بلهفة .
    سلمى قالت : أموت وأعرف سر تعلقك بنوع الريحة دي صدقني بقيت أكرهها وأغير منها .
    قلت لها : في حد يغير من ريحة .؟
    قالت : مش قبل ما أعرف سرها .
    عدنا من شهر العسل .. كأنت أيام حلوة تتخللها مرارة الذكريات وقل الشعور بالذنب مرات .. لكنها مرارة خفيفة مثل التي توجد في عسل السدر .. تزيدة لذة ولا تقلل قيمته .
    سنة أخرى عدت وبشرنا ببكرنا صالح .. كالعادة البكر يحمل أسم جده .. ملأ صالح البيت فرحا أعتقد أبي وأمي لم يفرحوا هذا الفرح حتى في مولدي أنا .
    سلمى أصبحت المسؤلة الأولى في البيت بيدها كل شئ أكتسبت مكانتها لنشاطها وحيويتها .. وخاصة بعد ما تعبت أمي وكثرت أمراضها ..كما أنا أصبحت حمل العمل كله علي .زأبي أصبح بالنسبة له أشبه بملآ الفاغ .. لا يذهب الى السوق لكن لا يتدخل في العمل الا في الاستشارات .
    أمي طيلة التهار تحمل صالح الصغير تغني له وتدلل فيه حتى أصبح متعلقا بها أكثر من أمه .
    بعض الزملاء والأصدقاء ألتحقوا بالمنظمات الأجنبية الشغالة في شئون اللاجئين .. فتحوا لي خط عمل معهم في توريد المواد الغذائية للمعسكرات ..
    حققت مكاسبا كبيرة معهم وأصبحت معروفا لدى قادة هذه المنظمات .. وأرتبطت علاقتي بالخواجات الأداريين ..
    عينت معنا في العمل شباب خريجين وأجرنا مكتبا لآدارة العمل .. بمعنى خرجنا بالتجارة من ثوبها التقليدي .ز من نوع دكان وحمالين وشاحنات .. أصبحت شحنات ومستودعات ومكاتب . . .مع أنه ظل الدكان كما هو .. يرتاده الوالد للقاء أصحابه وللاشراف على البيع التقليدي للعامة .
    صالح أصبح عمره سنتين وأصبح شقيا يجري ويلعب وفي مطاردة دائمة مع جدته . وأمه في حملها الثاني تركته لجدته فهي لم تستطع أن تجمع بين شغل البيت وتعب الحمل ومتابعة الصغير الشقي .
    لكن ظهرت له حساسية أعيت الأطباء عن علاجها .
    نلتقي في النهاية
                  

12-03-2015, 10:55 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    إلسا قارورة عطر
    النهاية
    صراخ صالح الصغير بالليل أصبح مزعجا وأمي أصرت أنه نسفره العاصمة للعلاج طالما علاج البلد هذه لم يجدي .. حاولنا نتعذر بأن أمه تعاني من الحمل ولا تستطيع السفر .قالت نتركها هنا مع سوسن وأنا وهي نسافر بالصغير للعاصمة .
    أمن الوالد على ذلك وقال أفضل تسافروا قبل ما يتطور المرض ويستعصى علاجه .. وفعلا عزمنا على ذلك وخرجت الصباح لتجهيز السيارة وتقضية بعض الأعمال المتعلقة . ومن ضمن مشاويري رحت لإدارة منظمة اللاجئين لتسوية بعض المتعلقات .. بعدما عرف المدير سبب أستعجالي للسفر .. وقال لا تستعجل . حاول هنا عندنا عيادة في المعسكر فيها (أسطاف) طاقم ممتاز من الأطباء الأجانب ومجهزين بأحدث المعدات يمكن لا تلاقي مثلها حتى في العاصمة .
    أراحتني جدا الفكرة وفورا عدت الى البيت بعد ما أخذت مذكرة منه ولم يكن معسكر اللاجئين غريبا علي أذ أرتبط كثيرا بعملي .. أخبرت الوالدين وأم الصغير وكلهم أقتنعوا بالفكرة . وقريب الظهر كنا متحركين خارج المدينة قرب الحدود الشرقية حيث يقبع معسكر اللاجئين .. وهنالك فعلا وجدنا مستشفى مبني بصورة جميلة .. وفيه كثير من العاملين الأروبيين وبعضهم بسحنات سودانية وأثيوبية .. لا تميزهم الا تسمع لغتهم .
    مدير المستشفى أستقبلني بترحاب بعد ما تلقى توصية واتصال من مدير المنظمة . وجلست معه بمكتبه بينما الممرضات أخذن الصغير بصحبة أمي نحو العيادات .. تناقشت مع مدير المستشفى في أمور تتعلق بالعمل .. وطلب تأمين بعض الحوائج .. المهم بصورة ما تحول المشوار ليصب في أطار العمل . سرقنا الوقت .. أنتبهت و أستأذنت منه وذهبت نحو العيادات لأعرف ما جرى للصغير وأمي .. قرب العيادة قالت لي الممرضة أنه أمي بالداخل مع الأطباء . وأستأذنتها بالدخول .. . قبل ما أقترب من الباب توقفت . إذ سمعت صوت أنثى بدى مألوفا لدي . رغم أنها تتحدث مع آخرين بلغة مختلفة .. فتحت الباب وقفت مندهشا للحظة ..
    يوجد ثلاثة أطباء إمرأة ورجلين يضعون الطفل على منضدة الفحص ويتحاورن بلغة غريبة تتخلها مفردات إنجليزية ..
    المرأة من تكون ؟ ... هي إلسا نفسها ... رغم أن شكلها تغير قليلا حيث أصبحت بدينة نوعا ما وشعرها مقصوص ومجعد (آفروا) مع بعض الألوان .. وترتدي الرداء الأبيض ( البالطو ) ونظارة شفافة وكذلك معلقة سماعة الأطباء على عنقها ..
    أما الرجلين فكان الذي يعطيني وجهه منهما . خواجة أشقر لم اهتم به أما الثاني فكان يعطيني ظهره لم أتبين ملامح وجهه بعد . لكن رأسه كث الشعر كعادة الأثيوبيين أو الموضة في ذاك الزمان أسمر اللون نحيل طويل .
    دون أن أشعر بصوت شبه صارخ ناديت بإندهاش (إلسا؟)
    رفعت رأسها عن الصغير بعد تركيز قليل قالت ( موستفا ؟)
    ندءانا لفت نظر الطبيبين الآخيرين ..
    تخيلوا من يكون الطبيب الثاني ؟
    هو علي غريمي السابق بنفسه بلحمه وشحمه .. عفوا لازال بلا شحم . ..
    بعد سلام حار لها و لعلي نفسه ولازالت الأسئلة تتفجر في دماغي .. عن كل شئ . كنت أعلم أن الدنيا ضيقة كما نقول في عاميتنا لكن لم أظنها بهذه الدرجة .
    بعد السلام وبعد أن طمأنونا على الصغير ,. وقالت حالته منتشرة هنا ومعتادة .أعطوه حقنة نام بعدها .. وبعض المراهم ..
    خلال تلك السنوات الست أو السبع التي فصلتنا حصلت تغييرات كثيرة جدا ..
    حكتها لي بالتفاصيل .
    علي بعد السلام ,عفوا دكتور علي , بعد السلام خرج مع الخواجة وتركونا أنا وأمي مع إلسا ..
    أمي تنظر لنا بدهشة لم تعرف إلسا ولم تفهم ماذا يدور هنا .. وزاد أستغرابها وجهلها لأن الحوار تحول الى الغة الانجليزية أذ أن السا فقدت القليل من العربي الذي تعلمته في السودان .
    لهفتي وشوقي وكذلك فضولي لم تعطيني فرصة لأحكي لآمي أو أذكرها بألسا .
    قلت لها أنت مش كان رغبتك تدرسي زراعة ؟.
    قالت نعم لكن عمتي بعد ما جاءت هناك أقنعتني أن أهلي في المعسكرات يحتاجون للطب أكثر من الزراعة وخاصة بعد ما أحرزت درجة ممتازة في سنة العلوم الأولى .
    قلت وعلي ما حكايته .؟
    قالت علي في أيامنا تلك تقدم لخطبتي في السودان وعمتي قالت له أن إلسا تريد ان تكمل تعليمها . وبعد ما تتخرج لا يمكن أن تتزوج الا شخص يناسب لها .. وهو أصلا كان يدرس في المساء مثلنا ويشتغل بالنهار . قال أنا كمان أرغب أكمل تعليمي . وفعلا أحرز شهادة كبيرة .. وهو أصلا كان يسبقني بسنة .. وسافر لهناك وجدته قدامي في الكلية ..
    أنا لسنتين كنت منتظراك ومتوقعاك ترجع لكن عمتي أقنتعتني أنك يستحيل تسافر وتترك أهلك . وهي كانت تتوقع ذلك لذلك هي قررت أن تفرقنا هذا التفريق الناعم حتى لا يحس أي واحد منا بالذنب وكذلك لا يمكن توافق أن نتزوج في الظروف التي كنا فيها . هنا واضح أنك عشت حياتك طبيعي وجاريت أهلك وأعتقد هذا الطفل ولدك . بخلاف الأسم هو يشبهك شديد . أنا أعالج فيه وأقول وين شفت هذا الشبه .. وأعقبتها بضحكة .
    قلت لها وعلي ماذا جرى بينكما ؟
    كنت متشوقا لأعرف تفاصيل حكاية علي .
    قالت علي تخرج قدامي وأشتغل في الأمتياز وكان لازال يلاحقني .. حقيقة أنا أعجبت بأجتهادة لا يمكن شخص يغير حياته كلها لأجل إرضائك وأنت تقابله بالصد والعناد .. تزوجنا أنا وعلي بعد ما تخرجت مباشرة .
    قلت لها وأنا صادق في إحساسي يستاهلك والله ..
    قالت على فكرة أنا وعلي عندنا ولد . تتوقع من يكون اسمه .
    هزيت رأسي بحيرة نافيا قدرتي على التخمين..
    قالت ولدنا أسمه مصطفى وأختار الأسم علي نفسه .
    قلت لماذا ؟
    قالت :قال أنت هو صاحب الفضل الأكبر في تغيير حياتنا لولا ظهورك كان هو ظل عامل في السوق وأنا ظليت أشتغل في البيوت وأنجبنا عيالا سيعانون نفس معاناتنا .. وقالت علي يعني نفسه فقط . وضحكت .لكن أنا مشروعي ما كنت أتخلى عنه أبدا وضحكت بصوت هذه المرة .
    أخذت تنهيدة طويلة وقلت لنفسي ( شوف يا مصطفى كل الناس تتغير بسببك وأنت تظل كما هو نفس مصطفى الذي تخرج قبل سبعة سنوان مع شوية قروش ( وكروش ) )
    وكأنه كعادتها تقرأ أفكاري وقالت : مصطفى أنت أصبحت سمين جدا بطلت تمارس رياضة ؟
    قلت لها /انا أصبحت رجل أعمال وشغلي تقريبا أصبح أربعة وعشرين ساعة ..أنا الممول الوحيد لهذا المعسكر .( حاولت أن أجد شيئا أتباهى به وأداري تلك الصدمات المتلاحقة )
    قالت : ولدك حلو ( الكلمة الوحيدة التي تذكرتها بالعربي وكانت تعذبني بها زمان ) أنت تزوجت من ؟
    قلت أتزوجت صديقة سوسن .
    قالت بخلعة : عفراء .؟
    قلت لا ابدا صديقتها من الجامعة من مدينة ثانية قرب العاصمة .. تعرفي ما هو أكثر شئ جذيني لها ؟ .
    قالت : ايش هو ؟
    قلت : لأنها تشبهك صوت وصورة .
    قالت بحسرة أراحتني قليلا ( ياه يا مصطفى مافي نصيب لكن ) .. أيضا قالتها بالعربي بهلجة تحاكي لغة أمي ويبدو أنها حفظتها منها ..
    عدنا لأمي التي نسيناها في زحمة الذكريات العطرة
    قلت : با أمي عرفتي الدكتورة دي منو ؟
    أمي نظرت وحاولت تركز وهزت راسها بالنفي .
    قلت : يا أمي دي إلسا الكانت معانا زمان .. صاحبة سوسن .. حاولت أن أتحاشى عبارة شغالة أو خدامة ..حاولت أقرب الصورة لأمي دون دون ذكر أي من العبارتين .
    لكن هي قاطعتني ومسكت أمي من كتفيها وقالت : نسيتيني يا خالتي فاطنة أنا إلسا كنت شغالة عندكم نحن عملنا حديقة في بيتكم ..
    أمي مما ذكرت الحديقة حضنتها و بدأت تقبلها في خدودها بنهم وشوق وتبكي تزرف في الدمعات .. وقالت والله يا بتي كنت مستكثرة عليك خدمة البيوت وعارفاك ما زولة مرمطة وما خزلتيني أبدا . تستاهلي تبقي دكتورة ..
    وقلت لأمي .. عرفتي الدكتور التاني الكان مع الخواجة .
    هزت أمي رأسها نافية .
    قلت لها هو : علي نفسه الكان شغال مع أبوي في الدكان .
    بالله ما شاء الله والله أنا من قبيل أعاين له وأقول شكله ما غريب علي ..
    قلت لها وعلي اتزوج ألسا وعندهم ولد أسمه مصطفى .
    عادت أمي تحضن إلسا من جديد وتقبلها . وتقول لهم لازم تزورونا . .نحن لازم نحتفل بنجاحكم وزواجكم من جديد أنتو أولادي والله أنا فخورة بيكم .
    كلام أمي برد بطني قليلا ..
    أستأذنا من إلسا على أمل الزيارة لاحقا والتواصل . حملنا صغيرنا مع أدويته .
    وعدنا للبيت .. أمي يبدو أنه الدهشة أخرصتها فلم تحكي شئ لأحد ..
    كل ما قالته أنه في مستشفى اللاجئين يوجد دكاترة شاطرين عالجوا صلوحي .. يبدو أن أمي لاتريد سلمى أن تسمع أو لها سببا جعلها لا تحكي التفاصيل .
    في المساء قررت أن أعود الى حياتي الطبيعية .. أستحميت غيرت ملابسي . حملت زجاجة عطر إلسا لأبخ منها على ملابسي كالمعتاد.. قاطعتني سلمى قبل ما ابدأ قالت : مصطفى لو سمحت ممكن ما تستخدم الريحة دي تاني ؟.
    قلت لها : ليه ( لماذا)..؟
    قالت أنا بتوحم وهي بتعمل لي صداع وطمام ( غثيان).
    وقلت حاضر : أخذت قارورة العطر وخرجت من الغرفة وهي تشاهدني رميتها بقوة في رأس البيت أحد أحدثت دوي بأنفجارها.
    وعدت لها قلت : كدا أرتحتي .؟
    قالت :أيوا أرتحت .. لكن أنت أرتحت أكثر مني .لأني أنا عارفة حكايتها ..
    وقفت أنظر لها بإستغراب لبرهة من الوقت .
    لكن لم اسألها عما تعرفه . لأني صراحة تعبت . تعبت من الأسئلة والتحليل والتفكير .. تعبت وما عايز أفتح الموضوع دا تاني مع أي شخص .. خلاص أتفقنا ؟؟؟؟؟
    انتهـــــــــــــت

    (عدل بواسطة درديري كباشي on 12-03-2015, 02:26 PM)
    (عدل بواسطة درديري كباشي on 12-03-2015, 02:37 PM)

                  

12-03-2015, 02:27 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    وخلصت الحكاية
                  

12-05-2015, 05:54 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    Quote: وين ياحبيب طولت القياب فى انتظارك كملنا الصبر كلو هههههههه


    كدا أنشاء الله أرتحت يا فضل الله هههههههههههه
                  

12-06-2015, 02:18 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    .
                  

12-08-2015, 07:11 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    Quote: راحة لى الطيش بارك الله فيك ياحبيب


    الله يديم الراحة يا فضل
                  

12-11-2015, 06:38 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    .
                  

12-14-2015, 06:52 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلسا قارورة عطر (Re: درديري كباشي)

    Quote:
    فضل الله بابكر حماد · يعمل لدى الخرطوم
    وين هشام ادم ماقال بزورنا مالو ماجا هههههههههههه

                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de