أن وطننا السوداني لسوء حظه التعيس يتوسط منطقة موبوءة منذ زمن طويل جدا بداء (الدكتاتورية ) المزمنة والمعشعشة فيها اشكالا والوانا وبكل النكهات وهي تحيطنا احاطة السوار بالمعصم من كل الجهات ولذلك لن تسمح هذه المنطقة المنكوبة بالدكتاتورية بتاتا بقيام ديموقراطية حقيقية في السودان وهي تحرر قرار مواطنه من هيمنة الطغاة لانجاز نمائه واستقراره لان مثل هكذا انجاز قطعا سينقل بحكم الجيرة عدوي هذا الوعي الديموقراطي التحرري من السودان الديموقراطي الحر لشعوب هذا الجوار الواقعة تحت سيطرة انظمة الطغاة والطغيان لانها حتما ستقارن واقعها المشبع بالذل والمهانات والظلم مع واقع السودان الديموقراطي الحر المبشر بالحرية والعدالة والمساواة والرفاهية والنماء والاستقرار وبالتالي ستحرضها هذه المقارنة البسيطة علي الثورة لاقتلاع أنظمتها الطغيانية.. ومن هنا لا ولن تسمح هذه الانظمة الاستبدادية في كل الظروف بقيام ديموقراطية حقيقية في السودان وذلك خوفا علي وجودها من ثورة متوقعة كمنتوج لهذه العدوي التحررية الديموقراطية.. والشاهد علي ذلك بائن في مسيرة العلاقات الرسمية السودانية الممتدة مع هذه الدول الموبوءة منذ زمن بالشموليات وذلك من بعد استقلال السودان 1956 وحتي اليوم 2016 اي في فترة 60 عاما وقد قضمت الدكتاتورية وحدها منها قضمة كبري وهي خمس اسداس هذه الفترة اي حوالي الخمسين عاما بينما الديموقراطية لم تتجاوز قضمتها عشرة اعوام ونيف وهي سدس هذه الفترة وقد حظيت للاسف فقط الانظمة الشمولية السودانية الثلاث خلال هذه الخمسين عاما باهتمام ورعاية هذه المنظومة الشمولية المجاورة حيث تعاونت معها في كل المجالات بلا تحفظ لانها شمولية تتسق وتتماهي تماما في كل تفاصيلها مع ذات المنظومة الطغيانية الحاكمة في تلكم الدويلات المجاورة وفي المقابل تعاملوا مع ديموقراطيات السودان تعامل الناس مع الاجرب خوفا من العدوي بداء الديموقراطية!!
02-12-2016, 02:24 PM
هشام هباني
هشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة