انتفاضة الجياع العظمي حتمية سودانية قادمة ولا كوابح ستكبحها فقد بدأ عدها الصفري التنازلي حيث بدات نذرها تطل في الافق في شكل تظاهرات متفرقة هنا وهناك في مناطق شتي من الوطن.. فالغضب الشعبي بلغ اقصي مداه مع تفاقم الازمة الاقتصادية بوتائر سريعة خاصة بعد القرارات الاقتصادية الكارثية الاخيرة وقد طفحت كثير من الكتابات والتحركات علي الارض و عبر وسائط التواصل الالكتروني كلها تؤكد هذه للثورة القادمة ولكن ليس بالجوع وحده ستنجح الثورات مالم تتقدم هؤلاء الملايين من الجياع قيادة نضالية موحدة لتقودهم الي المحطة النهائية المنشودة مرتكزة علي ارضية صلبة من بدائل علمية وعملية واضحة ومعبرة عن تطلعات هؤلاء الملايين من الجياع ...لكن للاسف وبكامل الصراحة فان حركة المعارضة السودانية الحالية علي خلفية احوالها الراهنة غير مؤهلةالبتة لقيادة هؤلاء الملايين من الجياع لانها لازالت معارضة غير موحدة بل اشبه بجزر معزولة عن بعضها البعض ولا تحمل اية بدائل تعد بها شعبها لانجاز تغيير عادل وامن و دائم وبالتالي اتوجس جدا من مالات انتفاضة بلا قيادة وهو توجس منطقي ومشروع لان المحصلة ستكون تناثر وتلاشي ما تبقي من وطن بفعل فوضي ثورة الجياع الكاسحة التي ستتمدد في وطن للاسف بفعل هذه العصبة المجرمة صارت كل مؤججات الفتنة فيه متوافرة دينيا وعرقيا وسياسيا واقتصاديا وبالتالي اذا وقعت الواقعة ستكون هي قيامة ما تبقي من السودان وفنائه لانه وطن اكثر من 90 بالمائة من شعبه يعيش اليوم تحت خط الفقر وهنا سيقود سعادة البطل (الجوع )وحده هذه الملايين من البؤساء علي امل الانعتاق النهائي من هذا الوضع الكارثي المهدر لادميتها وكرامتها بل وجودها وهي ظرفية حرجة بل قاتلة ستضع هذا المواطن الجائع بين خيارين فقط لاثالث لهما وهما: اما ان تموت جائعا وبلا مقاومة وهو موت لن يحفظ كرامتك ولن ينقذ حياتك وبالتالي فهو موت المذلة والمهانة..او تموت مقاوما لاجل الكرامة والبقاء وهنالك امل للنجاة ولذلك فهو الخيار الاوحد المنطقي والاكرم والمتاح.. ولكنه للاسف برغم صحته كخيار لن يقودك الي هذه المحطة الامنة المستقرة لان مجرد الغضب الثوري مع النوايا والامال الورديات لن تقودك وحدها الي بر الامان مالم تكن هنالك قيادة نضالية قوية وهي اشبه براس القطار ليجر بقية العربات الي المحطة النهائية الامنة ولكن للاسف كما اسلفت ان المعارضة الحالية باوضاعها الراهنة غير مؤهلة لجر هذا القطار الشعبي المتدحرج بسرعة جنونية الي المحطة الامنة بل ستتدحرج هذه العربات لوحدها بشكل جنوني بلا راس الي المجهول وتحديدا سيكون الوضع اكثر كارثية في بؤرة التغيير الحقيقية وهي الخرطوم التي اضحت كرش الفيل وهي عاصمة مليونية كبري صارت بسبب الحروبات الجائرة والظلم الاقتصادي الذي تسببت فيه العصبة المسيطرة تضم اكثر من ثلث سكان الوطن وغالبيتهم من بؤساء وفقراء الوطن من ضحايا الحروب الجائرة والظلم الاقتصادي ويحملون رغبة عظمي في الثأر والانتقام من ظالميهم وفي متناول اياديهم سلاح في قلب الخرطوم يمكن الحصول عليه بابخس الاثمان اي في متناول اي راغب فيه وايضا تملك العصبة الحاكمة غير القوات النظامية المدجنة عشرات المليشيات الخاصة بها كاحتياطي لاستخدامه في مثل هذه الظروف بكل وحشية للدفاع عن مصالحها وباي ثمن حتي لو يحرق كل الوطن هذا بالاضافة ان بالوطن الان مئات الالوف من الاجانب يخدمون اجندات اقليمية ودولية معلومة وفيهم مجموعات ارهابية مطاردة من بلدانها الاصلية وقد وجدت في بلادنا ملاذا امنا تحت حماية هذه العصبة التي ستلجأ الي عونهم ساعة الجد وقطعا لن يبخلوا بمدها بكل المعينات كي تظل في السلطة لتؤمن لهم ملاذهم ومصالحهم الاقتصادية والامنية. فكل تلكم الامور انفة الذكر مجتمعة ستكون سببا في اندثار ما تبقي من وطن وهي قيامة السودان المحتومة اذا لم تستيقظ هذه المعارضة الان الان (مدنيين وعسكريين )من غيبوبتها وانانياتها ومزايداتها تحت راية الوطن الكبري لتعلو فوق راياتها الصغيرة وهي موحدة علي رؤي جديدة واقعية و حقيقية منقذة للوطن ومعبرة بالفعل عن تطلعات شعوبه وهي السبيل الاوحد للحاق بهذا القطار الذاهب الي المجهول لانقاذ الوطن من قيامته الوشيكة وغير ذلك سيتبخر ما تبقي من سودان بسبب فشل اهله في الاحتفاظ بادميتهم وكرامتهم وهو بئس المصير وانا لله وانا اليه راجعون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة