دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الهويات القاتلة: هل الهوية مصدر للقتل و ال (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هذه الكلمة التي لم دخلت قاموس الاستخدام حوالي عام 1600 و لكنها لم تدخل في القاموس السياسي و الإجتماعي و في علم النفس إلا بعد ظهور الدولة الوطنية و تحديدا تم الاهتمام بها بصورة محدودة عقب الحرب العالمية الأولى.و لكن بعد الحرب العالمية الثانية كانت هي المفهوم شبه المحوري في علم النفس و علم النفس الاجتماعي و علم الاجتماع و السياسة لشرح و تبرير كثير من التصرفات من الدول و القبائل و الإثنيات ضد بعضها البعض. حب الوطن حسب مفهوم الهوية يستدعي النظر للآخرين نظرة دونية و في نفس الوقت تُعلي من شأن جنسيتك أو مجموعتك القبلية و تسبغ عليها كثير من المحاسن و ترمي الآخرين بالمساويء. يتم ذلك بتصرف بعيدا عن العقل و المنطق بل و بعيد عن الإنسانية. و ذلك ما اشارت إليه حنا ارندت من قبل. حيث أصبحت مفهوم الهوية مفهوم مفتاحي لشرح كثير من التصرفات و حتى العواطف و المشاعر البشرية. و كان أكثر من اهتم بها اليهود الذين تعرضوا و شاهدوا حملات التعذيب و الإرهاب النازي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهويات القاتلة: هل الهوية مصدر للقتل و ال (Re: Osama Mohammed)
|
الأخ أسامة رأي حنا ارندت باختصار: وجهة نظر حنا ارندت للهوية مرتبط لديها بعدة عوامل و أبعاد .و تشكلت رؤيتها النهائية للهوية بعد أن ذاقت السجن و الهروب و اللجوء و الاضطهاد لكونها يهودية. فكان تساؤلها الكبير : ما أصل الشر في الإنسان؟ ما أسباب إرهاب الدولة؟ ما أسباب العنف؟ و كان حضورها لمحكمة النازي إيخمان قد قلب رؤيتها لليهودية و جعلها تنظر لإرهاب الدولة و للهوية كشيء يقود للعنف و للظلم و للشر. فرأت في إيخمان شخص عادي جدا فتساءلت كيف ساهم في قتل آلاف اليهود. و هو بهذه البساطة بل و السذاجة أو التفاهة. فتوصلت إلى أن الإنسان خير بطبعه و لكن حين يتخلى عن كونه إنسانا فهو يرتكب أعمال العنف و التعذيب و القتل. فكان مما قالت:
: “أنا لم أحب في حياتي أي شعب، أو أي جماعة، لا الشعب الألماني ولا الفرنسي ولا الأميركي ولا الطبقة العاملة. وحدهم أصدقائي هم الذين أحبهم، لأن حبي الوحيد الذي أعرفه وأقتنع به، هو حبي للأشخاص.” ليس معنى هذا الكلام أنها تنظر للإنسان من خلال انتمائه لبلد ما أو جنس ما و لكن فقط لكونه إنسان. و تقول حنا أن التعامل مع الوطن كشيء مقدس ستكون نتيجته التعصب و العنصرية و كره الآخر و ممارسة العنف ضده.
و هي تقول بالنص:(أما حب الشعوب والأوطان، بالتعامل معها كأيقونات مقدسة أو كحقائق متعالية، فإن مآله التعصب والعنصرية والاستئصال للآخر. ..)..
| |
|
|
|
|
|
|
|