.. المنوِّرون كالشمس.. المضيئون كالقمر...

.. المنوِّرون كالشمس.. المضيئون كالقمر...


09-05-2016, 07:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1473055794&rn=0


Post: #1
Title: .. المنوِّرون كالشمس.. المضيئون كالقمر...
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 09-05-2016, 07:09 AM

07:09 AM September, 05 2016 سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

أمام إحدى محاكم الخرطوم وقفت تلك السيدة مطالبة بإخلاء المنزل الذي تسكنه بالإيجار لعدم سدادها الإيجار لمدة سبعة أشهر..

قدم محامي الشاكي شكواه وأخذ القاضي في البت في القضية

سأل القاضي المدعى عليها إن كان لديها محامي دفاع فردت بالنفي.. سألها إن كانت تود تأجيل النظر حتى تحضر من يمثلها فردت بالنفي.. قال لها أعطيك الشكوى مكتوبة وتردين عليها أم أقرأها عليك فقرة فقرة ثم تجيبين قالت له لا يا ولدي أقرأ وأنا برد عليك،

. فظل يقرأ لها إلى أن قال إن هذا الشخص يقول أنك مستأجرة منزله ولمدة سبعة أشهر لم تدفعي الإيجار.. فردت نعم لم أدفع وأنا بربي في أيتام وما عندي قروش...

هنا وضع القاضي القلم ولم يسجل تلك الإفادة.. وقال للمحامي " يا أستاذ لو أذنت نرفع الجلسة خمسة دقائق "..ووافقه المحامي..

طلب القاضي من جميع الحاضرين مغادرة قاعة المحكمة وأبقى محامي الشاكي.. وقال له بحسب إفادة المدعى عليها فأنت بعد مرافعتك سوف تطالبني باصدار حكم إعترافي أليس كذلك؟؟ رد عليه المحامي بالطبع، قال للمحامي " يا أستاذ إمرأة تقول لك أنها بتربي في أيتام.. أنا أعلم أن القانون يقول أنها يجب أن تخلي المنزل . وليس هناك ما يمنع إصدار الحكم لكم فورا إذا طلبت ذلك، لكن يا أخي أيكون هذا ؟؟ يأخي أرجو أن تشاور موكلك وأرجو أن تجدوا حلا لها..

أمن المحامي بالموافقة على رأي القاضي ومضى إلى خارج قاعة المحكمة مخبرا صاحب الملك بما قاله القاضي..

سأل الشاكي محاميه مستفسرا " يعني أسع القاضي ده رفع الجلسة عشان يقول ليك الكلام ده" فأكد المحامي ذلك.وأفاده أن القاضي على استعداد لإصدار حكم الإخلاء لكنه يرجوك مراعاة وضع هذه السيدة.
رد صاحب الملك قائلا " ولله لا أنت و لا القاضي ده ما أرجل مني.. يلا ندخل المحكمة ..
وأمام القاضي قال الشاكي " يا مولانا المرة دي تقعد في البيت ده إلى ما شاء الله وأنا ولله ما سائلة تاني من إيجار !!"

.. ذلك قضاء نادر لم تشهد مثله أروقة المحاكم ..

التحية لأولئك العظماء، التحية للأم المربية وللقاضي الإنسان و لصاحب المنزل الشهم..

والتحية لأخي أستاذ الفحيل الذي كان ممثلا للشاكي في هذه القضية..

Post: #2
Title: Re: .. المضيئون كالشمس..
Author: معاوية الزبير
Date: 09-05-2016, 08:45 PM
Parent: #1

شكرا يا أمين يا مضيء

Post: #3
Title: Re: .. المضيئون كالشمس..
Author: جلالدونا
Date: 09-06-2016, 03:16 AM
Parent: #2

قاضى عاقل و حكيم
قدّم روح الانسانية فى تكافلها على نصوص القانون
فكانت الرحمة التى هبطت على قلب المالك
و ستر بها مربية اليتامى
___
عندى راى فى العنوان
الضياء مرتبط بالقمر
و النور بالشمس
يتخيّل لى العنوان المفروض يكون
المنوّرون كا الشمس

Post: #4
Title: Re: .. المضيئون كالشمس..
Author: علي محمد الفكي
Date: 09-06-2016, 10:15 AM
Parent: #3

بوست يطمن
ياهو دا السودان
شكراً الامين

Post: #5
Title: Re: .. المضيئون كالشمس..
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 09-06-2016, 10:23 AM
Parent: #4

.
نعم والله ...السودان ( ياهو دى )

Post: #6
Title: Re: .. المضيئون كالشمس..
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 09-12-2016, 07:57 AM
Parent: #5

..
عندى راى فى العنوان
الضياء مرتبط بالقمر
و النور بالشمس
يتخيّل لى العنوان المفروض يكون
المنوّرون كا الشمس
...
اتفق معك أخي جلالدونا .. غير أني استعرت العنوان من مقالات للمغفور له " الطيب صالح " ولعلي الآن اصحح الخطأ..
والتحايا والتقدير لكم المضيئين المنورين ..
معاوية الزبير
جلالدونا
على محمد الفكي
محمد فضل الله المكي

Post: #7
Title: Re: المنوِّرون كالشمس.. المضيئون كالقمر..
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 09-12-2016, 08:15 AM
Parent: #6

لما كنا طلابا في الثانوي كنت أنظر لطلاب الكمبوني بشيء من الإعجاب أنهم يدرسون في فصولهم الطباعة على الآلة الكاتبة ويدرسون الإختزال ومسك الدفاتر والحسابات وتلك مواد لا تعرفها المدارس الأكاديمية السودانية، أخي الطيب عيسى أعطاني كتابا لتعلم الطباعة و تجويدها وأعطاني أيضا كتابا لتعلم الإختزال.. وأخذت أتدرب كلما وجدت آلة كاتبة.. والتي كانت نادرة أنذاك.. ثم جاءت هذه الالات العجيبة الحواسيب.. وما أدراك ما هي.. قلت للبعض من الأبناء أريد أن أتعلم الكمبيوتر وكنت قد تجاوزت الأربعين من العمر آنذاك فسخر مني أحدهم.. فقلت لنفسي لم تضع نفسك في مواضع محرجة يا أمين وأنت لا تعلم شيئا..
ونسيت الأمر .. ثم أكملت تأليف كتابي الأول وكنت في حاجة لمن يطبعه لي على الكمبيوتر.. وكلفت العديد من الشباب غير أنهم لم يساعدوني المساعدة الكافية.. أخيرا بدأ أحدهم في طباعة كتابي وظللت شهرين أساله لعلك اكملت الطباعة فيقول لي ما زلت أطبع.. إلى أن فاجأني يوما بأن كل ما قام بطباعته قد ضاع فقلت له كيف ذلك وكيف تضيع الطباعة.. أكد لي انها مسحت شخص ما دخل على جهازه وكانت الملف مفتوحا فضغط دون قصد على (unsave ) وضاع كتابي كله.. ظننت وبعض الظن إثم أنه يكذب عليّ.
وقلت إذن حان الوقت لأتعلم الكمبيوتر وألتحقت بمعهد وكنت كهلا وسط وسط شباب .. أحاول أن أفك ألغاز لغة الكمبيوتر.. إلى أن من الله علينا ببيل قيتس وأهدنا برنامج الويندوز فجعل الأمر سهلا علينا.. وأصبحت أطبع بسهولة ويسر وحررت بنفسي كتابي الأول . الدولار من ثلاثين قرشا إلى مئات الجنيهات ما السبب ومن المسؤول.. ومن بعد كتابي الثاني الفريق إبراهيم عبود وعصرة الذهبي ثم كتابي الثالث لعنة البترول ومجموعة مقالاتي.. كنت أحاول أن أصل إلى الإتقان في السرعة في الطباعة غير أني ما زلت لم أدرك معدل ثلاثين كلمة في الدقيقة.. بالمناسبة الرقم القياسي في الطباعة في موسوعة غينس هو360 كلمة في الدقيقة .. أي ستة كلمات في الثانية.. وتلك الفتاة صاحبة الرقم القياسي كانت تضع أصابعها في الماء لتبردها من الحرارة التي تنتج من الضغط المتسارع على الكيبورد.
وكنت كلما أرى بناتنا يطبعن ببطء على الكيبورد وويستخدمن إصبعا واحدا أو إثنين أقول لهن إن الله قد خلق لكن عشر أصابع فلم لا تستخدمونهن جميعا.. وكنت أتساءل هل يا ترى ستتفوق الفتاة السودانية يوما ما و تصل إلى أرقام غينيس في السرعة في الطباعة..
غير أني ذات مرة قابلت تلك الفتاة.. كانت تجلس إلى جواري على جهاز حاسوب في المكتبة البريطانية (البريتش كاونسل) في الخرطوم وكانت تطبع بسرعة مذهلة ما أن تضع أصابعها على الكيبورد وحتى تنهمر الكلمات على الشاشة.. واسترقت النظر إليها.. فتاة سودانية لونها أميل إلى لون الشيكولاتة.. جميلة .. محجبة لكنها لا ترتدي ثوبا أو طرحة.. بل هناك زماما على أنفها وقرطين على أذنيها.. نسيت أن أخبركم فقد كانت تطبع بالإنجليزية..
سألتها هل أنت سودانية ؟؟ ردت لا ..
من أين؟
قالت أنا بريطانية.. غير أن أصولي من جمايكا.. و أهلي نقلوا إلى جمايكا من إفريقيا..
يا الله .. أنت سليلة كونتا كونتي..
ثم أردفت إن أجدادي الذين نقلوا على سفن الرقيق بواسطة الرجل الأبيض كانوا مسلمين.. لكنهم في تلك الأرض البعيدة ومع قهر العبودية فقدوا دينهم فأصبحوا بلا دين ثم من بعد صاروا مسيحيين.. ثم من جمايكا نقلوا إلى بريطانيا... وولدت أنا في بريطانيا في أسرة مسيحية لكني منذ طفولتي وجدت نفسي مسلمة .. هكذا دون أن يعلمني أحد أن أكون مسلمة أو أن يدعوني أحد للإسلام..
وجدت نفسي مشدودا إليها تلك التي هجرت أهلها وقدمت من بريطانيا للسودان لتعرف الإسلام أكثر.. إسمها زارينا.. تجاوزت العشرين بقليل.. هي لوحدها في السودان.. تكابد لتعيش و لتعمل ولتتعلم و لتسكن.. كنا في شهر رمضان.. دعوتها للإفطار معنا في منزلنا.. فقبلت الدعوة وفي يوم الخميس كانت ضيفتنا في المنزل.. لما رأت منزلنا الفاخر وقد لاحظت فرقا بين هيئتي والمنزل.. سألتني أ هذا منزلك؟ قلت لها هو منزل أخي المقيم في فرنسا وقد منحني إياه للسكنى فيه لحين.. سألت بلا مقابل .. قلت بلا مقابل.. قالت يا لكم من أناس أيها السودانيون.. وأردفت لكنك تستحق.. ولما أقبلنا على الطعام إعتذرت أنها غير صائمة لكنها جاءت لتلبي دعوتي لها وذكرت أنها لما تطهر ستغتسل وتعاود صيامها.. وما علمت أنا لا نذكر مثل هذه المسائل في حياتنا بل تجري الحياة دون الإفصاح عنها..
ثم صرت أقابلها من آن لآخر .. مرة التقينا في المدرسة الإنجليزية التي كنت أعمل بها .. جاءت تبحث عن وظيفة .. أخبرت المديرة عنها وأوصيتها عليها.. غير أنهم لم يقبلوها كمعلمة لعدم تخصصها في التدريس.. ثم التقيت بها بعد بضع أشهر .. في إحدى المركبات العامة.. فجلست إلى جانبي في المقعد الأخير وصارت تحكي لي بصوت جذب انتباه الآخرين.. وأخذ جميع من في البص ينظر إلينا من طرف خفي..
وفي آخر مرة إلتقيت بها كانت في إنتظار حافلة وجئت أنا في إنتظار حافلة في خط آخر.. ذلك كان عند مستشفى الأطباء.. سألتها عن أخبارها .. قالت لي لقد تزوجت سودانيا وفرحت لها لكنها أردفت .. غير أنه طلقني بعد حين.. وتأسفت وحزنت من أجلها.. أ مثل زارينا تطلق يا أخي.. وحيدة بلا وطن ولا أهل فصرت أنت لها الزوج والأب والأخ والأهل والعشيرة.. أ يعقل أن تتركها هكذا؟؟
..
وجاءت الحافلة التي كانت في انتظارها وانطلقت زارينا للحاق بها..
..
التحية لها تلك المضيئة ...