دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المنهجية في تربيةالأطفال
|
الطفل يشبه ورقة بيضاء ، هذه الورقة تتقيد بما يكتب عليها من عبارات سواءاً جميلة أم قبيحة ، فالطفل ينشأ في بيئة أبوية تؤثر فيه سلباً أم إيجاباً ، وعليه حتى يقوم الطفل متزناً عاطفياً وفكرياً وبنيوياً ، هناك كثير من المعالم التي ينبغي أن ترعى حتى نصل بالطفل لهذا الهدف المنشود وعليه سنتناول في هذا البوست عدة محاور :- أولاً : محور الوالدين : ثانياً : البيئة المحيطة : ثالثاً : محور الطفل : نبدأ بالمحور الأول : الوالدين كل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ، فالأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع ، قال تعالى (يأَيُّهَـا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَة). أولا – تعريف الأسرة : قال ابن منظور: "أُسرةُ الرجل: عشيرتُه ورهطُهُ الأدْنَوْنَ لأنه يتقوى بهم، والأُسرةُ عشيرةُ الرجل وأهلُ بيته". وقد جاء في كتاب الله-عز وجل- ذِكْرُ الأزواج والبنين والحفدة، بمعنى الأسرة، قوله تعالى: (والله جَعَلَ لَكُم من أَنفُسِكُم أَزوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزَوَاجِكُم بَنِين َ وَحَفَدَة وَرَزَقَكُم مِن الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُم يَكْفُرُون) ثانيا: مسؤولية الوالدين في تربية الأولاد: إن مسؤليةالوالدين كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهم، والتركيز على تربية المنزل أولاً، وتربية الأم بالذات في السنوات الأُوَل، لأن قلوبهم الطاهرة جواهر نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهم قابلون لكل ما ينقش عليها، فإن عُوِّدُوا الخير والمعروف نشأوا عليه، وسُعِدوا في الدنيا والآخرة، وشاركوا في ثواب والديهم، وإن عُوِّدُوا الشر والباطل، شقُوا وهلكُوا، وكان الوِزْرُ في رقبة والديهم، والوالي لهم. ويمكن القول بأن للأسرة دورًا كبيرًا في رعاية الأولاد - منذ ولادتهم - وفي تشكيل أخلاقهم وسلوكهم، وما أجمل مقولة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- "الصلاح من الله والأدب من الآباء" ، وكما قيل : "الرجال لا يولدون بل يُصنعون". وكما عبر الشاعر:
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ مِنا على ما كان عَوَّدَهُ أبُوهُ
ثالثا- الأسرة وبناء القيم والسلوك : للوالِدَيْنِ في نسق الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا فإن انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ . فالتوجيهُ القيمي يبدأُ في نطاقِ الأسرةِ أولاً، ثم المحيط الخارجي . فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هويتِهِ على سلوكه وأخلاقه. ولذلك ينبغي تعويد الأولاد منذ صغرهم على بعض الأمور الأساسية، من ذلك: 1- تعريفه بقيمه الدينية الاعتقادية 2- التعليم عن طريق القدوة الحسنة ( المحاكاة والتقليد ). رابعا- المعاملة الحسنة في توجيه الأولاد : -المساواةفي المعاملة بين الأولاد في العطاء المعنوي لا فرق بين البنت أو الولد .
وتختلف معاملة الأسر لأولادهم في ثلاثة أنواع : النوع الأول : المعاملة القاسية : تتسم بالشدة في التعامل كالزجر أو التهديد أو الضرب بدون ضوابط أو حدود مشروعة، أو الإهمال للأبناء بحجة ظروف العمل، وكثرة الأسفار، فيحرم الأولاد من البر بهم والتعامل معهم .
النوع الثاني : المعاملة اللينة : يُلَبَّى فيها كل ما يطلبه الأولاد، ويُطلق عليها "التربية المدللة" والإفراط في الدلال يؤدي إلى خلق شخصية فوضوية.
النوع الثالث : المعاملة المعتدلة : تعتمد على المزج بين العقل والعواطف، وتوجيه النصح والإرشاد، وبهذا تتكون شخصية سليمة وصحيحة، وإذا لم يستجب الأولاد بالإرشاد والتوجيه يلجأ الأبوان إلى توبيخهم ثم هجرهم ثم حرمانهم من بعض الأشياء والأمور المحببة إليهم أحيانًا، وأخيرًا إلى ضربهم-إذا لزم الأمر- لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، وهذا النوع من المعاملة هي المعاملة الصحيحة . خامسا- مخاطر تواجه الأسرة : هناك مخاطر عديدة تواجهها الأسرة،أبرزها: أ-التناقض في أقوال الوالدين وسلوكياتهم . ب-الانفصام بين المدرسة والأسرة: د-وسائل الإعلام . هـ- الفراغ وعدم الإفادة من الوقت . وأخيرًا؛ أذكر مجموعة من التوجيهات التربوية الموجزة : 1-محاولة تخصيص وقت كاف للجلوس مع الأبناء، وتبادل الأحادبث المتنوعة: الأخبار الاجتماعية والدراسية والثقافية وغيرها . 2-التركيز على التربية الأخلاقية والمُثُل الطيبة، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما . 3-احترام الأبناء عن طريق الاحترام المتبادل، وتنمية الوعي، والصراحة، والوضوح. 4- فهم نفسية الأولاد، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم . 5-إشراك الأولاد في القيام بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة . 6-قبول التنوع في اختيارات الأبناء الشخصية، كاختيار اللباس وبعض الهوايات.. 7-التشجيع الدائم للأولاد والاستحسان والمدح؛ بل وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية، كلما قَدَّموا أعمالاً نبيلة ونجاحًا في حياتهم. 8-عدم السخرية والتهديد بالعقاب الدائم للأبناء، متى ما أخفقوا في دراستهم أو وقعوا في أخطاء من غير قصد منهم؛ بل يتم تلمس المشكلة بهدوء، ومحاولة التغلب على الخطأ بالحكمة، والترغيب والترهيب. 9-عدم إظهار المخالفات والنزاعات التي تحدث بين الوالدين أمام سمع أبنائهم . 10-الصبر الجميل في تربية الأبناء، وتحمل ما يحدث منهم من عناد أو عصيان، والدعاء بصلاحهم وتوفيقهم . ومن هنا أود التأكيد مرة أخرى، على أن دور الأسرة في رعاية الأولاد ؛ هو أقوى دعائم المجتمعِ تأثيرًا في تكوينِ شخصيةِ الأبناء، وتوجيهِ سلوكِهمِ، وإعدادهم للمستقبل. ونواصل...........
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
ثانياً : البيئة المحيطة تؤثر البيئة المحيطة بالطفل سلباً أو إيجاباً، حيث أن العائلة والمجتمع لهما مدخلية كبيرة في تكوين شخصية وسلوك الطفل وبنائه النفسي والاجتماعي من حيث لا يشعر. ، فالطفل الذي ينشأ في بيئة مستقرة أمنياً بخلاف الطفل الذي ينشأ في بيئة حروب وكوارث ، ومما لاشك فيه القيم الإيجابية في المحيطة تؤثر في سلوكيات الطفل ، فالشارع يضيف رصيد للطفل مجموعة من القيم ، وكذا الروضة ، والمدرسة. تبدأ أولى مراحل صراع الطفل مع محيط بيئته الأوسع حين يبدأ أول يوم يقف فيه على عتبة باب المدرسة، والتي تشكل جزءاً من العملية التربوية للطفل حيث يقضي فيها ثلث يومه ، فعلى البيت وهو الحلقة الأولى للطفل أن يتواصل مع الحلقة الثانية ( الروضة والمدرسة) فتعد هذه الحلقة من أخطر الحلقات في تكوين شخصية الطفل ، ففي الروضة يجد مجتمعه الجديد بعيداً عن أمه والتي من المفترض أن يظل فيها من سن الرابعة حتى السادسة وفيها يكتسب مهارات مختلفة تعتد على فلسفة الروضة والمباديء التي تقوم بحكم البيئة ، ثم ينتقل لبيئة المدرسة والتي يأتيها مزوداً ببعض المعارف الذهنية العالقة من بيئة الروضة والبيت ! فمطلوب في هذه المرحلة العمرية التواصل المستمر بين الأسرة والمدسة وذلك لخلق التوازن والرقابة وتحسين الأداء وابتكار الوسائل المفيدة للطفل لدفعه ودعمه حتى يتجاوز سني الدراسة الأولى ودعمه فكرياً ومادياً وأخلاقياً من خلال الشحن غير المباشر بتميثل المواقف والمحاكاة والقصة والرحلات العلمية والعملية ونواصل....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
وفي المدرسة يواجه طلاباً من مختلف الثقافات التربوية وإن اتحدت مواردها ، فعلى الأسرة أن تزود الطفل بمهارات يومية حتى يستطيع أن يتكيف مع هذه البيئة ، ويقع عبئاً مقدراً على الأسرة لأنها مطالبة بمعرفة أدق تفاصيل الطفل فتثبت المفيد وتقوم السيء من سلوكيات الطفل ، حتى إذذا تجاوز سن الثانية عشر في المرحلة الإبتدائية ، فعلى الأسرة أن تلحظ التغيرات الفسيولوجية للطفل والنمو المعرفي والعقلي وتغير الاهتمامات تبعاً لتغير السن العمرية ، فيصبح الطفل قد انتقل لمرحلة المراهقة والتي ينبغي على الوالدين أن تزداد الصلة والثقة بين الابن وأن تتحول العلاقة بين الطرفين إلى صداقة حقيقية ، كل يبث همومه ومشاكله للطرف الآخر لتتعمق الصلة وليطمئن الابن لوالديه فيخبرهم بكل صغيرة وكبيرة ، كما ينبغي تثقيفه / ها، بالتغيرات الناتجة من تغير السن ثقافة جنسية ، لأن الابن إن لم يحصل على المعلومات الصحيحة في البيت ، سيحصل عليها من الخارج وبطريقة خاطئة !!ولذا يجب على الوالدين أن يتحليا بروح الصراحة والصدق والإتزان التربوي . الشارع جزء مؤثر تأثيراً كبيراً في سلوكيات الطفل ، ففي الشارع يرى الطفل الناس يتصرفون ويمارسون أشياء مختلفة على سبيل العادة سواء توافق ما تربى عليه في البيت أو في المدرسة ، فقد يتأثر بالعرف الاجتماعي السائد تأثراً كبيراً أياً كان ذلك العرف إيجابي أم سلبي !! ويشكل الشارع مجتمعاً متعدد المشارب والمفاهيم وهو الأخطر على الإطلاق !! والطفل بطبيعته بعد السن الثالثة ميال لللعب خارج البيت ليستكشف البيئة المحيطة ويزداد الشعور بالرغبة للخروج إلى الشارع كلما كبر ، فعلى الوالدين إعطائه فرص الخروج المنظمة حتى يتصالح البيئة الخارجية ويثبت ذاته ويتعلم مهارات التكيف ورفض ما لايعجبه وما يعجبه ( القدرة على تمييز الأشياء) . مهددات وتحديات تواجه منهجية تربية الأطفال : - هدر الوقت : الوقت هو الحياة فعلى الوالدين يقع عبء تنمية مهارة إدارة الوقت للطفل ، حتى يتمرس الطفل ويعتاد على النظام فيستحسن مشاركة الطفل في رسم جدول يومي للأنشطة التي ينبغي أن يقوم بها في ساعات النهار وجزء من الليل ، فتحدد ساعات أداء الواجبات والفروض المدرسية ، والصلوات ، ومشاهدة برامج التلفزيون التي يحب مشاهدتها .. إلخ. - صعوبات النطق : وهذه تحتاج لتدريب الطفل والصبر عليه . - العناد : قد يكون ناتج من التكوين الفطري وقد يكون مكتسب ، فعلى الوالدين تجريب طرق مختلفة ومبتكرة ، حتى تتغير سلوكياته وترويضه ليكون أكثر مرونة . - الخجل : ويتعلق بطريقة الوالدين في المعاملة ، ويمكن التغلب عليها بمنحه مزيداً من الدفع المعنوي واستخدام أسلوب المكافأة والمواجهة . - ضعف التركيز والانتباه : ويمكن معالجته بمحاولة جلب ألعاب تقوم على الملاحظة . والأهم من ذلك كله محاولة استكساف قدرات الطفل وتنميتها وكذا استكشاف نقاط ضعفه والعمل على علاجها والتغلب عليها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: نجوان)
|
مقال منقول و مفيد : انتبه !!!هذه الاخطاء قد تدمر ابنائك!!!!!!
يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة ... فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، .. أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها ؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب ... وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا .
وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة .. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة ، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض ( العصاب ) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل .. وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل ( السيئ ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .
ثانيا : الدلال الزائد والتسامح :
هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة .. فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين ، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة ... لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها ... ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته ، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما ، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره ... ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء ، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة ( البيت ) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة ( المجتمع ) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة ... ضاربا بالنتائج السلبية المخالفته عرض الحائط . إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة ، ولكن بتوازن وحذر. قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا " أفلا يكون لنا برسول الله صلى عليه وسلم أسوة ؟
ثالثا: عدم الثبات في المعاملة : فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل ، و عندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها ... ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها ، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .
رابعا : عدم العدل بين الإخوة :
يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاة السلام " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم". و نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: ابو جهينة)
|
أبوجهينة الحبيب هذه الأخطاء التربوية شائعة في جميع أوساط المجتمع وليس للأمر علاقة بالثقافة أو الحضارة ، فالمسألة تحتاج لنمو هذه القيم مع المربي وإلا وجد نفسه فاشلاً في أول امتحان عملي أمام أسرته : فالقسوة على الأبناء ، أو التسامح والدلال ( ضدان ) وخير الأمور الوسط ( قسوة محدودة رداً على فعل ستأهل هذه الغضبة ، كالتوبيخ بالتقصير ، والحرمان من مزية يقدمها الوالد ، أو أية وسيلة معبرة وليس إفراغ الغضب وتنفيس الوالد في ابنه في كل صغيرة وكبيرة ، كالتنفيس الناتج عن ضغوطات الحياة المختلفة فيقع الطفل ضحية لهذه الأمور . عدم الثبات في الضبط التربوي : يجب أن تكون هناك لائحة بالمحظورات تعلق في البيت في مكان يمكن مشاهدتها والعقوبات المترتبة عليها ، فإذا كان الطفل لا يحسن القراءة فيمكن تلاوتها عليه ( ثقافة قانونية بسيطة ) ومن باب سد الذرائع على الطفل حتى لا يتحول البيت إلى مسرح تجريبي . عدم المعاملة بالتساوي بين الأبناء : إذاكان ذلك في الجانب المعنوي بتقريب واحد وإهمال البقية فهذا ظلم وستكون عواقبه وخيمة على الطفل المستبعد في المستقبل . أما عدم المساواة في الأمور المادية فيجب أن يعطى كل طفل حسب حاجته فقد يكافأ المحسن ويحرم المسيء وهي واحدة من طرق التربية ( التحفيز والترغيب ) في الأشياء الإيجابية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: نجوان)
|
الأخت الزميلة نجوان لم اتكلم عن الضرب كوسيلة للعقاب على تقصير الأبناء ولكن ذكرت الضرب كنوع من أنواع المعاملات التي تتم داخل الأسر . ولكن الضرب يصبح ضرورة إذا بلغ الطفل عشر سنوات فيضرب لحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبع سنين , واضربوهم إذا بلغوا عشرا , وفرقوا بينهم في المضاجع } .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
هناك طرق مختلفة كما أسلفت تتعد هذه الطرق بتعدد المواقف ولكن على سبيل التعميم نورد نماذجاً لهذه الطرق منها :- بين له مواطن الخطأ: إذا رأيته يفعل أشياء لا تحبها ، أو أفعالا غير مقبولة ، فأفهمه أن العيب ليس فيه كشخص، بل إن الخطأ هو في سلوكه وليس فيه كإنسان .
قل له : " لقد فعلت شيئا غير حسن " بدلا من أن تقول له " إنك ولد غير حسن " . وقل له " لقد كان تصرفك مع أخيك قاسيا " بدلا من أن تخبره " إنك ولد شقي " .
عدم الحدة والقسوة في أي موقف للطفل يقوم به : ومن الأهمية أن يعرف الوالدان كيف يتجاوبان برفق وحزم في آن واحد مع مشاعر الولد، فلا مواجهة حادة بالكلام أو الضرب ، ولا مشاجرة بين الأم وابنها ، إنما بإشعاره بحزم أن ما قاله شيء سيئ لا يمكن قبوله ، وأنه لن يرضى هو نفسه عن هذا الكلام .
ولا يعني ذلك أن يتساهل الوالدان بترك الولد يفعل ما يشاء ، بل لا بد من وجود ضوابط واضحة تحدد ما هو مقبول ، وما هو غير مقبول . فمن حق الطفل أن يعبر عن غضبه بالبكاء أو الكلام ، ولكن لا يسمح له أبدا بتكسير الأدوات في البيت ، أو ضرب إخوته ورفاقه .
كن أكثر عقلانية في محبة أطفالك: ولا يمكن للتربية أن تتم بدون حب . فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة واهتماما ينجذبون نحوه ، ويصغون إليه بسمعهم وقلبهم . ولهذا ينبغي على الأبوين أن يحرصا على حب الأطفال ، ولا يقوما بأعمال تبغضهم بهما ، كالإهانة والعقاب المتكرر والإهمال ، وحجز حرياتهم ، وعدم تلبية مطالبهم المشروعة . وعليها إذا اضطرا يوما إلى معاقبة الطفل أن يسعيا لاستمالته بالحكمة ، لئلا يزول الحب الذي لا تتم تربية بدونه . وليس معنى الحب أن يستولي الأطفال على الحكم في البيت أو المدرسة ، يقومون بما تهوى أنفسهم دون رادع أو نظام . فليس هذا حبا ، بل إنه هو الضعف والخراب . وإن حب الرسول e لأصحابه لم يمنعه من تكليفهم بالواجبات ، وسوقهم إلى ميادين الجهاد ، وحتى إنزال العقوبة بمن أثم وخرج على حدود الدين . ولك ذلك لم يسبب فتورا في محبة الصحابة لنبيهم ، بل كانت تزيد من محبتهم وطاعتهم لنبيهم .
الهدية لها أثر بالغ في نفسية الطفل :-[/B] وإذا أردت أن تصادق طفلك ، فلا بد أن تعرف أن فمه أكثر يقظة من عقله ، وأن صندوق الحلوى أفضل إليه من الكتاب الجديد ، وأن الثوب المرقش أحب إليه من القول المزخرف . وأن الأب الذكي هو الذي يدخل البيت وفي يده هدية أو تحفة أو طرفة . وليذكر دوما أن في الدنيا أشياء هي عندنا أوهام ، وهي عند الأطفال حقائق . ولن نظفر بصداقتهم إلا إذا رأينا الدنيا بعيونهم.
الاستماع يولد الاهتمام المتبادل :
إذا أتاك ابنك ليحدثك عما جرى معه في المدرسة ، فلا تضرب بما يقول عرض الحائط . فحديثه إليك في تلك اللحظة – بالنسبة له – أهم من كل ما يشغل بالك من أفكار . فهو يريد أن يقول لك ما يشعر به من أحاسيس ، بل وربما يريد أن يعبر لك عن سعادته وفرصة بشهادة التقدير التي نالها في ذلك اليوم .
أعطه اهتمامك إن هو أخبرك أنه نال درجة كاملة في ذلك اليوم في امتحان مادة ما . شجعه على المزيد ، بدلا من أن يشعر أنك غير مبال بذلك ، ولا مكترث لما يقول .
وإذا جاءك ابنك الصغير يوما يخبرك بما حدث في المدرسة قائلا : " لقد ضربني فلان في المدرسة " وأجبته أنت : " هل أنت واثق بأنك لم تكن البادئ بضربه ؟ " فتكون حقا قد أغلقت باب الحوار مع ابنك . حيث تتحول أنت في نظر ابنك من صديق يلجأ إليه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب .
بل ربما اعتبرك ابنك أنه محقق ظالم وأنه يبحث عن اتهام الضحية ويصر على اكتشاف البراءة للمتعدي عليه .
فإذا تكلم الابن أولا إلى والديه ،فعلى الوالدين إبداء الانتباه ، وتواصل الحوار ، وينبغي مقاومة أي ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن لاعب أطفالك وأكثر من الدعابة :
كان رسول الله e يداعب الأطفال ويرأف بهم ، ومن ذلك مواقفه المعروفة مع أحفاده وأبناء الصحابة رضوان الله عليهم . روى أبو هريرة أن رسول الله e قبل الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من والولد ما قبلت منهم أحدا . فنظر الرسول الكريم إليه ثم قال : " من لا يَرحم لا يُرحم " . متفق عليه . وكان معاوية رضي الله عنه يقول : " من كان له صبي فليتصاب له " .
وكان رسول الله e يداعب الأطفال فيمسح رؤوسهم ، فيشعرون بالعطف والحنان . فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : مسح رسول الله e بيده على رأسي وقال : اللهم اخلف جعفرا في ولده " رواه الحاكم .
كما كان يمسح خد الطفل كما ورد في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال :
صليت مع رسول الله e ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان – أي صبيان – فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا .
وروى النسائي : " أن رسول الله e كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ، ويمسح رؤوسهم " .
[B]التسلط يولد التمرد: وأسوأ شيء في دورنا ومدارسنا – كما قال أحد المربين – المراقبة المتصلة التي تضايق الطفل وتثقل عليه ، فاترك له شيئا من الحرية ، واجتهد في إقناعه بأن هذه الحرية ستسلب إذا أساء استعمالها . لا تراقبه ولا تحاصره ، حتى إذا خالف النظام فذكره بأن هناك رقيبا .
إن الطفل يشعر بدافع قوي للمحاربة من أجل حريته ، فهو يحارب من أجل أن يتركه الأب يستخدم القلب بالطريقة التي يهواها .. ويحارب من أجل ألا يستسلم لارتداء الجوارب بالأسلوب الصحيح .. والحقيقة الأساسية أن الابن يحتاج إلى أن تحبه وأن تحضنه لا أن تحاصره .. ويحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة . ويحتاج إلى أن تعلمه كل جديد من دون أن تكرهه عليه ..
وباختصار : لا تجعل أكتاف الطفل ملعبا تلهو به بكرة القلق الزائد .
متى تكون حازماً حكيماً:
ينبغي أن تكون الأوامر حازمة ، وأن تتضمن اللهجة أيضا استعداد الأب والأم لمساعدة الطفل . فإذا كان الطفل قد فرش أرض الغرفة بعلبه الكثيرة فيمكن للأم أن تقول له :
هيا نجمع اللعب معا . وهنا تبدأ الأم في جمع لعب الطفل ، وسيبدأ الطفل فورا في مساعدة الأم .
وكثيرا ما نجد الطفل يتلكأ ، بل قد يبكي ويصرخ عندما تطلب منه الأم بلهجة التهديد أن يذهب ليغسل يديه أو أن يدخل الحمام . ولكن الابن لو تلقى الأمر بلهجة هادئة فسيستجيب بمنتهى الهدوء . فكلما زاد على الطفل الإلحاح شعر بالرغبة في العناد ، وعدم الرغبة في القيام بما نطلب منه من أعمال .
بعض الآباء يتفاخر بأن أبناءهم لا يعصون لهم أمرا ، ولا يفعلون شيئا لم يؤمروا به !!
والبعض الآخر يتعامل مع أطفاله وكأنهم ممتلكات خاصة لا كيان لهم . وآخرون يكلفون أبناءهم فوق طاقتهم ، ويحملونهم من المسؤوليات ما لا يطيقون . في كل هذه الحالات مغالاة ، وبعد عن الأسلوب الحكيم في التربية وهو " خير الأمور أوسطها " .
الرقابةالصارمة تؤدي إلى نتائج عكسية[/B]:
انتبهوا أيها الآباء والأمهات إلى ضرورة التقليل من التوبيخ الأوتوماتيكي وغير الضروري وإلى التقليل من الرقابة الصارمة على الأطفال . فالطفل ليس آلة نديرها حسبما نشاء . إن له إبداعه الخاص في إدارة أموره الخاصة ، فلماذا نحرمه من لذة الإبداع ؟
وكثيرا ما يواجه الطفل بالعديد من الأسئلة والأوامر : " لماذا تضحك هكذا ؟ لماذا تمشي هكذا ؟ .. انطق الكلمات نطقا سليما .. لا تلعب بشعرك .. اذهب ونظف أسنانك " .
وكل ذلك قد ينعكس في نفس الطفل فيولد حالة من عدم الاطمئنان ، أو فقدان الثقة بالنفس . وكثيرا ما ينال الطفل الأول الحظ الأوفر من الاهتمام الجشع والرقابة الصارمة من قبل الأبوين ثم ما يلبث الأبوان أن يشعرا بأنهما قد تعلما الكثير من طفلهم الأول ، فيشعران أنهما بحاجة لإعطاء وليدهما الثاني بعض الحرية ، فيتصرفان مع الطفل الثاني بمزيد من الثقة خلافا للطفل الأول .
وعلى الأم أن تنمي عادة الحوار الهادئ مع طفلها ، فتطرح عليه بعض الأسئلة لترى كيف يجيب عليها ، وتعوده على عدم رفع الصوت أثناء الحديث ، وعدم مقاطعة المتحدثين وهكذا ..
تسأله مثلا : " ماذا تفعل لو رأيت أخاك يضربه رفاقه ؟ وماذا تفعل لو رأيت طفلا مجروحا في الطريق ؟ " .
فالأطفال الذين لا يكلمهم آباؤهم إلا نادرا ينشئون أقل ثقة بالنفس من الذين يعودهم آباؤهم على الكلام والحوار الهادئ .
كيفما تكون يكون ابنك !!:
عندما يصرخ الأب قائلا إنه يتعب كثيرا ، ولا ينال شيئا مقابل تعبه وهو المظلوم في هذه الحياة ، فإن ذلك ينقلب في ذهن طفله إلى أن الرجل هو ضحية المرأة ، وأنه من الأفضل عدم الزواج . وعندما تصرخ الأم بأن الرجل هو الكائن الوحيد الذي يستمتع بالحياة ، وهو الذي يستغل كل جهد للمرأة ، فإن هذا الصراخ ينقلب في وجدان الفتاة الصغيرة إلى كراهية الرجل وعدم تقديره . ولهذا تجدها تنفر من الزواج عندما تكبر .
والابن الذي يرى أباه يحتقر أمه يعتبر ذلك " الاحتقار " هو أسلوب التعامل المجدي مع المرأة . والبنت التي ترى أمها كثيرة التعالي على الأب وتسيء معاملته يستقر في ذهنها أن أساس التعامل مع الرجال التعالي عليه والإساءة إليه .
والخلاصة أنه ينبغي أن تكون معاملة الوالدين ثابتة على مبادئ معينة ، فلا تمدح اليوم ابنك على شيء زجرته بالأمس على فعله ، ولا تزجره إن عمل شيئا مدحته بالأمس على فعله . ولا ترتكب أبدا ما تنهى طفلك عن إتيانه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
الأخ العزيز الأستاذ/ عبد الرحمن الحلاوي تحايا طيبة .. يسبقها الشكر والتقدير لطرحك لهذا الموضوع الهام الذي نحن في أمس الحاجة إليه .. خصوصاً أننا جيل متنازع بين القديم والجديد .. نحب أن نكون مثل أبانا .. في كثير من الأشياء .. كما أننا نحب أن نكون ( نحن ) من واقع الحياة المعاش .. وهذا مايجعل الكثير منا يحس بالتعب .. ويحس بالتخبط .. ويحس أن دور الأب شاق جداً وأن التربية صعبة . فلك الشكر على هذه الدراسة القيمة التي سوف نستفيد منها كثيراً في الوصول إلى الطريقة الصحيحة في التعامل مع الأطفال الذين هم مسئوليتنا .. وسوف يسألنا الله عنهم يوم القيامة ( فالرجل راعي في بيته .. ومسئول عن رعيته ) .. أخوك / خالد سعيد الأرباب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنهجية في تربيةالأطفال (Re: Khalid Saeed)
|
الأخ العزيز الأستاذ / خالد سعيد تحية ود وتقدير كلنا نحتاج لطرح الاجتماعية اليومية وهي جزء من تفاصيل الحياة الذي لا يحتمل التأخير في إيجاد الحلول والتربية أخي الفاضل مكاسب مكتسبة من الآخرين أو من الذات وهي تراكمية ، نحن نحتفظ بالمفيد من جيل الآباء الأصلح لحاضرنا ونواجه حاضرنا مواجهة فارس لفارس ( الندية المطلقة ) حتى نمضي في حياتنا بكل سلاسة وهذا هو الهدف المنشود ( أسرة متماسكة ، سعيدة ، منتجة ، سليمة من العلل النفسية والبدنية ) ومعاً نرسل هذه الإشارات لكل من يقرأ هذه الأفكار وإن شاء الله ستأتي بثمارها أو على الأقل نشعل شمعة بدلاً أن نلعن الظلام !! سعد بالمرور ونأمل أن تضفي على الموضوع ما تراه أنفع . شكراً شكراَ
| |
|
|
|
|
|
|
|