كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
المنهجية في تربيةالأطفال
|
الطفل يشبه ورقة بيضاء ، هذه الورقة تتقيد بما يكتب عليها من عبارات سواءاً جميلة أم قبيحة ، فالطفل ينشأ في بيئة أبوية تؤثر فيه سلباً أم إيجاباً ، وعليه حتى يقوم الطفل متزناً عاطفياً وفكرياً وبنيوياً ، هناك كثير من المعالم التي ينبغي أن ترعى حتى نصل بالطفل لهذا الهدف المنشود وعليه سنتناول في هذا البوست عدة محاور :- أولاً : محور الوالدين : ثانياً : البيئة المحيطة : ثالثاً : محور الطفل : نبدأ بالمحور الأول : الوالدين كل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ، فالأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع ، قال تعالى (يأَيُّهَـا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَة). أولا – تعريف الأسرة : قال ابن منظور: "أُسرةُ الرجل: عشيرتُه ورهطُهُ الأدْنَوْنَ لأنه يتقوى بهم، والأُسرةُ عشيرةُ الرجل وأهلُ بيته". وقد جاء في كتاب الله-عز وجل- ذِكْرُ الأزواج والبنين والحفدة، بمعنى الأسرة، قوله تعالى: (والله جَعَلَ لَكُم من أَنفُسِكُم أَزوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزَوَاجِكُم بَنِين َ وَحَفَدَة وَرَزَقَكُم مِن الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُم يَكْفُرُون) ثانيا: مسؤولية الوالدين في تربية الأولاد: إن مسؤليةالوالدين كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهم، والتركيز على تربية المنزل أولاً، وتربية الأم بالذات في السنوات الأُوَل، لأن قلوبهم الطاهرة جواهر نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهم قابلون لكل ما ينقش عليها، فإن عُوِّدُوا الخير والمعروف نشأوا عليه، وسُعِدوا في الدنيا والآخرة، وشاركوا في ثواب والديهم، وإن عُوِّدُوا الشر والباطل، شقُوا وهلكُوا، وكان الوِزْرُ في رقبة والديهم، والوالي لهم. ويمكن القول بأن للأسرة دورًا كبيرًا في رعاية الأولاد - منذ ولادتهم - وفي تشكيل أخلاقهم وسلوكهم، وما أجمل مقولة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- "الصلاح من الله والأدب من الآباء" ، وكما قيل : "الرجال لا يولدون بل يُصنعون". وكما عبر الشاعر:
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ مِنا على ما كان عَوَّدَهُ أبُوهُ
ثالثا- الأسرة وبناء القيم والسلوك : للوالِدَيْنِ في نسق الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا فإن انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ . فالتوجيهُ القيمي يبدأُ في نطاقِ الأسرةِ أولاً، ثم المحيط الخارجي . فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هويتِهِ على سلوكه وأخلاقه. ولذلك ينبغي تعويد الأولاد منذ صغرهم على بعض الأمور الأساسية، من ذلك: 1- تعريفه بقيمه الدينية الاعتقادية 2- التعليم عن طريق القدوة الحسنة ( المحاكاة والتقليد ). رابعا- المعاملة الحسنة في توجيه الأولاد : -المساواةفي المعاملة بين الأولاد في العطاء المعنوي لا فرق بين البنت أو الولد .
وتختلف معاملة الأسر لأولادهم في ثلاثة أنواع : النوع الأول : المعاملة القاسية : تتسم بالشدة في التعامل كالزجر أو التهديد أو الضرب بدون ضوابط أو حدود مشروعة، أو الإهمال للأبناء بحجة ظروف العمل، وكثرة الأسفار، فيحرم الأولاد من البر بهم والتعامل معهم .
النوع الثاني : المعاملة اللينة : يُلَبَّى فيها كل ما يطلبه الأولاد، ويُطلق عليها "التربية المدللة" والإفراط في الدلال يؤدي إلى خلق شخصية فوضوية.
النوع الثالث : المعاملة المعتدلة : تعتمد على المزج بين العقل والعواطف، وتوجيه النصح والإرشاد، وبهذا تتكون شخصية سليمة وصحيحة، وإذا لم يستجب الأولاد بالإرشاد والتوجيه يلجأ الأبوان إلى توبيخهم ثم هجرهم ثم حرمانهم من بعض الأشياء والأمور المحببة إليهم أحيانًا، وأخيرًا إلى ضربهم-إذا لزم الأمر- لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، وهذا النوع من المعاملة هي المعاملة الصحيحة . خامسا- مخاطر تواجه الأسرة : هناك مخاطر عديدة تواجهها الأسرة،أبرزها: أ-التناقض في أقوال الوالدين وسلوكياتهم . ب-الانفصام بين المدرسة والأسرة: د-وسائل الإعلام . هـ- الفراغ وعدم الإفادة من الوقت . وأخيرًا؛ أذكر مجموعة من التوجيهات التربوية الموجزة : 1-محاولة تخصيص وقت كاف للجلوس مع الأبناء، وتبادل الأحادبث المتنوعة: الأخبار الاجتماعية والدراسية والثقافية وغيرها . 2-التركيز على التربية الأخلاقية والمُثُل الطيبة، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما . 3-احترام الأبناء عن طريق الاحترام المتبادل، وتنمية الوعي، والصراحة، والوضوح. 4- فهم نفسية الأولاد، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم . 5-إشراك الأولاد في القيام بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة . 6-قبول التنوع في اختيارات الأبناء الشخصية، كاختيار اللباس وبعض الهوايات.. 7-التشجيع الدائم للأولاد والاستحسان والمدح؛ بل وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية، كلما قَدَّموا أعمالاً نبيلة ونجاحًا في حياتهم. 8-عدم السخرية والتهديد بالعقاب الدائم للأبناء، متى ما أخفقوا في دراستهم أو وقعوا في أخطاء من غير قصد منهم؛ بل يتم تلمس المشكلة بهدوء، ومحاولة التغلب على الخطأ بالحكمة، والترغيب والترهيب. 9-عدم إظهار المخالفات والنزاعات التي تحدث بين الوالدين أمام سمع أبنائهم . 10-الصبر الجميل في تربية الأبناء، وتحمل ما يحدث منهم من عناد أو عصيان، والدعاء بصلاحهم وتوفيقهم . ومن هنا أود التأكيد مرة أخرى، على أن دور الأسرة في رعاية الأولاد ؛ هو أقوى دعائم المجتمعِ تأثيرًا في تكوينِ شخصيةِ الأبناء، وتوجيهِ سلوكِهمِ، وإعدادهم للمستقبل. ونواصل...........
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-12-06, 01:20 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-12-06, 02:38 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | ابو جهينة | 04-12-06, 05:10 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-12-06, 05:28 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-12-06, 05:18 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-15-06, 05:17 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | Mohamed E. Seliaman | 04-15-06, 06:01 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | نجوان | 04-15-06, 06:18 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | ابو جهينة | 04-15-06, 07:49 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-16-06, 04:01 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-16-06, 03:42 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-16-06, 03:45 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | منى أحمد | 04-15-06, 11:33 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-16-06, 03:49 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-17-06, 01:36 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | Khalid Saeed | 04-17-06, 05:51 AM |
Re: المنهجية في تربيةالأطفال | عبدالرحمن الحلاوي | 04-18-06, 02:48 AM |
|
|
|