|
جعفر عباس في رثاء شقيقته حفصة عباس : رحلت أمي الأخرى والأخيرة
|
08:11 PM Oct, 16 2015 سودانيز اون لاين معاوية عبيد الصائم-ارض الله الواسعة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كانت جدتي لأبي "حفصة فقير محمد أحمد" امرأة قوية الشخصية، ولها كلمة في كل شأن يهم العائلة، ولما جاء مولود أمي البكر بنتا، أسماها أبي حفصة، وصار اسمها المتداول حفصة فقير وليس حفصة عباس، وسبحان الله، فعلى ذمة من عاصروا جدتي حفصة فقد جاءت أختي حفصة شبيها لها في أشياء كثيرة: بشرة تميل الى البياض، والشجاعة في إبداء الرأي، والنأي عن "المسخرة" واللغو، والبسمة الدائمة ومات زوجها عبد القادر قبل أعوام قليلة، وكان ابنها البكر عبد الوهاب قد ضرب في الأرض وانتهى به المطاف مواطنا هولنديا ثم بريطانيا، وهاجر ابنها الثاني عبد المنعم الى سلطنة عمان، وبعد ضغوط هائلة أقنعاها بالعيش في عمان، بمنطق أنك "يا يمه علمت العليك وآن لك أن تمدي رجليك"، ولكنها ظلت تزن وتطن لتعود الى وطنها وبيتها في بحري، وتنوح كما بدر شاكر السياب: ليت السفائن لا تقاضي راكبيها عن سفار / أو ليت أن الأرض كالأفق العريض بلا بحار / متى أعود ؟ متى أعود ؟ / أتراه يأزِفُ قبل موتي ذلك اليوم السعيد ؟ / ولم يأت يوم العودة السعيد، وأسلمت الروح في ص .. شوق يخض دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء / جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء / شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولادة ولم يأت يوم العودة السعيد وأسلمت الروح في صلالة بسلطنة عمان، فجر الأحد 11 أكتوبر الجاري: استيقظت لأداء صلاة الصبح وشكت لابنها عبد المنعم من "كتمة" في صدرها، فعرض أن يأخذها لعيادة طبية، فقالت إنها حالة ضيق تنفس قد تزول بعد قليل، وشرعت في الصلاة وهي جالسة على سريرها، وفي الركعة الثانية مالت الى جنبها اليمين على السرير، فكانت "السلام عليكم وعلى الدنيا والحياة." منذ صغري وأنا أناديها حفصة "كبير"، ولا أعرف تحديدا لماذا، ولكنها كانت كبيرة في نظر الكثيرين، لأنها لم تكن تجاري العادات السارية التي كانت في تقديرها، خزعبلات، فكانت مثلا تستنكر العويل والنواح، وما يصحبه من "توصيف وكلام مرصوص" عن المتوفى، ولم تكن قط تعزي في أي ميت إلا بالفاتحة، ولا تمارس بكاء الاستهبال والهأهأة والمأمأة التي تعتقد الكثيرات من نساء بلادنا أنها ضرورية لإعطاء قريبات المتوفى الانطباع بأنهن يشاطرونهن الأحزان بالبكاء "المُتَكَلف"، بل وحتى عند استقبال المعزيات في وفاة والدي ووالدتي، كانت ترفع كفيها بالفاتحة، ولا تحتضن وهي باكية إلا من تعرف أنهن موجوعات وحزانى بصدق، ولم تلتزم بالحداد التام إلا عند وفاة زوجها، وربما ساعدها على ذلك أنها كانت بطبيعتها وسليقتها تحب البساطة في كل شيء كانت حفصة رحمها الله تتقبل فكرة الموت، بنفس البساطة التي يتقبل بها الآخرون تغير فصول السنة، وبالتالي لم يكن مستغربا أن تكرر وصيتها على مدى عدة سنوات( (ماعايزة عزاء وفراش لما أموت) ولكن حب الناس أرغمنا على تقبل العزاء فيها في عدة دول, ولتشييع جثمانها في صلالة سافرت الى سلطنة عمان لأول مرة، وكان مشهدا غريبا بالنسبة لي، أنا الذي عشت أكثر من نصف سنوات عمري في الخليج: كان عدد المشيعين من العمانيين ضعف عدد السودانيين، وخلال الفترة القصيرة التي قضيتها هناك اكتشفت كم العمانيون أصلاء وطيبون وبسيطون وأهل مروءة توخَّى حمام الموت أكبر إخوتي / فلله كيف اختار "جوهرة" العقد". رحم الله حفصة التي فاضت روحها وهي تصلي مستقبلة القبلة
جعفر عباس
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جعفر عباس في رثاء شقيقته حفصة عباس : رحلت أ (Re: ست البنات)
|
اللهم ارحمها واغفر لها وألهم أهلها الصبر الجميل واجعل البركة في ذريتها
Quote: يتقبل الأستاذ جعفر عباس العزاء في وفاة شقيقته السبت 17 / 10 / 2015م بعد صلاة المغرب بصالة منتدى الحروف بمركز أصدقاء البيئة
إنا لله وإنا إليه راجعون
عادل التجاني عبد الرحمن مركز أصدقاء البيئة قطر - الدوحة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جعفر عباس في رثاء شقيقته حفصة عباس : رحلت أ (Re: ست البنات)
|
الأخ / جعفر
سلامى و تحياتى و تعازيى الصادقة لك و لأبناء الفقيدة العزيزة
و لأسرتكم الكريمة .....
إنها نعم المثال للصالحات من النساء ... و يا لها من سيرة طيبة
و حياة فاعلة جادة صالحة تلك التي رويتها عنها ... كأنها صحابية
مؤمنة عاشت في زماننا الغريب هذا ... صدقت مع ربها فأكرمها
بهذه الميتة الهنية الرضية التي يتمناها كل الصالحون ...
أسأل الله أن يجعل روحها في الفردوس الأعلى مع الصالحين
من الأنبياء و الشهداء و الأولياء و أن يجعل قبرها روضاً
فسيحاً من سندس الجنة معطراً بالمـسـك و الريحان ..
و أن يجعل البركة في ذريتها و يعينهم على برها و الدعاء لها
و الصدقة عنها ... و أن يفرغ الصبر اللطيف في صدروهم
ففراق مثل هذه الأم الصالحة ... لا شـك صعيب و مؤلـم ..
و على مثلها فليبك الباكون و لتسيل دموعهم هتانة مدرارة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|