حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2015, 04:49 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق

    03:49 PM Feb, 28 2015
    سودانيز أون لاين
    الكيك -
    مكتبتي في سودانيزاونلاين



    1424976765014176800jpg-450x300.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    حيدر طه ..نسمة .. عبرت فى لمحة .
    معالى ابوشريف
    الملاك الذى يمشى بين الناس هذا التعبير الذى يطلقه البشر على الانسان المتفرد فى خلقه وسلوكه ومعاملاته لا نجده الا فى قلة منهم من امثال فقيدنا حيدر الذى افتقدنا فيه كل هذا الجمال والمثاليات التى لا نجدها الا فى امثاله وكما النعيم لا يدوم فان فقيدنا كان جزءا من هذا النعيم الذى كنا ننعم به ونتحلق حوله وعندما تشتد بنا الشدائد كان بمثابة المخرج بعقلانيته وحكمته التى كانت تسبق لسانه حيدر طه الذى فقدناه بالامس فقدنا فيه كل هذا النعيم فقدنا الاب الحنون على الصحافة ومنسوبيها فقدنا غيرته عليها وعلى مهنيتها ومنسوبيها فقدنا فيه الرؤية والقائد النقابى الملهم لكل الاجيال الصحفية فهو صاحب فكرة اجيال ظلت تلازمه ويحثنى على تنفيذها دوما لابد من خروج مجلة تحمل اسم اجيال الصحافة السودانية ليكتبوا ويبدعوا من خلالها كان هذا حلمه الذى كان يفكر فيه دوما .

    وكما النسيم يمر لمحة مر حيدر من امامنا ودهشة المفاجاة وعبوره بهذه السرعة لاتزال تتملك عقولنا نكاد لا نصدق انه مر بهذه السرعة نكاد لا نصدق ان النسمة الجميلة قد لا تعود مرة اخرى كانت المفاجاة على الكل كل من عرفه او عمل معه حتى الان هناك من لا يستوعب تلك الحقيقة الربانية التى تدهش امثال عمر بن الخطاب ولكن التعقل والوعى يعود الينا فجاة بان الحقيقة هى الحقيقة والموت هو نفسه الموت لا يتغير او يتبدل وان القناعة بقسمة الله وبتلك الحقيقة من الايمانيات بالقدر خيره وشره وكما نعمنا بخيره فاليوم نسمع شر الاخبار وشر الفقد وتاثيره على احبائه ومعارفه ..

    نعم الموت حق وان الحياة ما هى الا دار للعمل الطيب لتدوم لك الذكرى بين الاحياء ولتكون مثالا وقدوة للاخرين هكذا كان الانبياء وكان رسولنا كان طيبا لينا رحيما غفورا صادقا يحب الاخرين ترك لنا هذه الصفات لنقتدى بها وقليل منا يعمل بما ترك ومن هذا القليل كان حيدر يتماثل فى سلوكه وقوله وفعله ااخلاق الانبياء لهذا احسسنا وكان نسمة نبوية مرت علينا ونحن لا ندرى وفجاة زالت الغشاوة والمفاجاة لنكتشف تلك الحقيقة بعد ان ذهبت .. والدهشة تملا اعيننا وتاخذ بعقولنا هل حقا ان حيدر طه فارقنا ثم نتذكر عمر بن الخطاب ونعود الى الاية التى تلاها سيدنا ابوبكر الصديق فى وجه عمر ليزيل عنه دهشة الفراق ويتلو عليه الاية (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )
    ويعود عمر عن دهشته ليقول وكاننى اسمع هذه الاية لاول مرة.. ونحن كاننا نحس بالموت الذى نؤمن به ونشاهد من يفارقوننا كل يوم ولحظة كانه بعيد عن من نحب من امثال حيدر نوارة الدنيا وجمالها وهيبتها ..
    لا استطيع ان اكتب عن حيدر والحزن يتملكنى الان وسوف اتواصل مع القارىء هنا لاوثق كل ما قيل عنه وعن اعماله الجليلة التى تظل هى ذكراه التى خلدها فى حياته
    رحم الله حيدر طه والجنة مثواه مع الصديقين والشهداء
    انا لله وانا اليه راجعون
    صدق الله العظيم
                  

02-28-2015, 05:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)



    فقدت صاحبة الجلالة الصحافة داعماً لها ومفكراً


    رحل الصدوق الأستاذ حيدر طه ، رحيل النسمة ، بهدوء ،
    مثلما عودنا بالفعل النبيل والإعلام الهامس عن النفس .
    ودود عرفناه ، وهوينا طبعه ومساره وفكره .
    أنموذج المثقف الفاعل ، مثلما تفضل الروائي عاطف عبد الله،
    بوصف ثلة من الأصدقاء المثقفين الذين يهبون فكرهم بهمس ،
    ويتركون الضجيج لغيرهم . كان وطنياً ،مدافعاً عن الحق في بلده ،
    صحافي مجبول على محبة الناس ومُدققاً ومُحللاً ومُفكراً ،
    لقد فقدنا الكثير برحيله ، رجل صاحب رسالة إنسانية كُبرى ،
    خاطر بالنفيس ، ووهب صاحبة الجلالة الصحافة رحيق عُمره .

    إنا لله وإنا إليه راجعون

    *
                  

03-01-2015, 01:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: عبدالله الشقليني)

    وداعا أيها الرجل
    في رثاء الراحل المقيم حيدر طه


    ماذا ارثي فيك يا حيدر..
    أو ارثي فيك نبلك.. أم أرثي فيك طيبك.. وكرمك؟؟
    هل أرثي عطفك وقلبك الكبير؟؟ أم أرثي حبك للناس وحبهم لك؟
    هل أرثي فيك العلم والأدب أم الحلم والصبر؟؟؟
    بفراقك أخي حيدر فقدنا أخاً وأباً وصديقاً رقيقاً كرقة النسيم..
    فقدنا الابتسامة.. فقدنا البشاشة.. فقدنا كلي شئ..
    بالأمس كنت بيننا تملأ المكان دفئاً.. وحناناً.. وإلفة.. واليوم ها نحن نحس بأن كل ما حولنا يوحي بالذبول. من يكفكف دموعنا على رحيلك؟
    لقد تسللت من بين أناس جلهم يحملون اليراع يخطون الكلمات كل يوم.. واليوم تتناثر حروفهم تائهة.. تتحشرج الكلمات فيحاولون استرجاعها من قاع التردد.. يبكونك وهم يشيعونك الى مثواك الأخير جزعي... حائرة أقلامهم التي جف مدادها يقيناً الى حين. بعضنا يتظاهر بالصبر والجلد.. وبعضنا ترقرق دموعهم.. يتمتمون تتلعثم في أفواههم الكلمات..
    أما أنا، فيا حيدر.. ماذا أقول؟؟ بحق لا أدري ما أقول!!! حائرة كلماتي وفي الحلق غصة.. فصوتك الحنون، وبراءة الطفل فيك لا تكاد تفارقني في يقظة أو منام.. مرت ساعات وأنا يؤرق مضجعي هاجس فراقك..لكني أحاول يائساً أن أروض النفس على استيعاب هذه الحقيقة الواقعة لأننا نؤمن بأن الرضا بالموت خير من الجزع منه، والإيمان به خير من التوهم بقدرة صده أو تأجيل قدره المحتوم.
    وعزاؤنا اننا لا نشك لحظة أن للموت رحمات بالأحياء قبل أن يكون بردا وسلاما على الأموات من المؤمنين. فحري بنا أن نرثي أنفسنا فيك قبل أن نرثيك فينا.
    برحيلك يا حيدر انطفأت ومضة نبل إنساني قلما يتكرر. وبفراقك انحسر مدد رفقة جميلة رائعة.
    ... يا من اجتمعت فيه كل خصال النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق.
    .. يا من غادرت هذه الفانية وهي أحسن مما وجدتها... يا من خلفت وراءك ارثاً من الحب والمودة والأدب والعلم والمعرفة وكرامة النفس ونُبل المقصد. إنه بجد ليحار القلم ويختلج القلب وتدمع العين. فأي رثاء نرثيك؟؟؟
    لقد رحلت اليوم من بيننا وموتك قضاء وكأس الموت كل منا شاربه.. فلا نقول إلا ما يرضي ربنا مقتدين برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله عند وفاة ابنه إبراهيم "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون". فإنا لفراقك يا حيدر لمحزونون.
    فرحمك الله يا حيدر رحمةً واسعةً.. وكللك بالرضى والرضوان.. وأسكنك مع الطيبين الأخيار الأبرار فسيح الجنان.
    فنم قرير العين هانيها.
    "إنا لله وإنا إليه راجعون"

    معاوية الياس ابراهيم
    أبوظبي 27 فبراير 2015
                  

03-01-2015, 01:48 PM

الجيلي التجاني جمعه

تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 150

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)

    الكتابة عن الأستاذ حيدر طه حتماً صعبة، تخرج الكلمات عسيرة، علنا نفوق من دهشة هذا الرحيل المر لنكتب عن هذه الشخصية الملائكية، رحم الله حيدر طه رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان...
                  

03-03-2015, 04:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الجيلي التجاني جمعه)

    صديق محيسى
    في تأبين حيدر طه

    03-02-2015 07:19 AM
    وسط زحمة الأحداث في السودان وغيبوبة التذكر التي يعيش فيها اهله من ركض لاهث وراء لقمة العيش , وتوار للطيبات من كل شيء ,ونمو نيلي سرطاني لإعشاب السيئات في كل شيء, غادرنا الكاتب والباحث والصحفي الوطني الكبير حيدر طه عبد اللطيف الذي وافته المنية في ابوظبي بعيدا عن الوطن الذي حمله في جوانحه حتي وهو يلفظ انفاسه, قرات صحف الخرطوم كلها وتصفحت المواقع الإسفيرية علي كثرتها فلم اجد ذكري أو حتي اشارة للفقد الكبير إلا في القليل منها وهي حسابات لأصدقائه ومحبيه, وتلك احدي جرائم العصبة الحاكمة التي عملت بإنهماك علي تقطيع مسيرة التاريخ , ونسف جسور تواصل الأجيال ومحو سيرة الخيريين ,وطمس الصور البهية للرجال فتخلق جيل لايعرف من التاريخ إلا ما تلقنه من افواه و"ادبيات" حكامه الجدد, ومن الشخوص إلا ما شاهده من سقط المتاع ,وسفلة القوم , وجامعي المخازي , وبائعي الزمم , وهاتكي الأعراض, وخاطفي اللقمة من افواه الفقراء ,هؤلاء فقط هم الذين دربوا عليه النشء ليكونوا قدوة لهم في الحياة , واولئك فقط هم الذين وقف حيدر طه ضدهم ,حاربهم بالفكر وطاردهم بالقلم وعراهم حتي بانت سؤاتهم تحت وهج الشمس شاهدها كل من له "غبينة "علي الوطن.
    تعرفت الي حيدر طه عن قرب ونحن زميلان في وكالة السودان للأنباء في ثماننيات القرن الماضي ,جاءنا من جامعة الخرطوم شابا مليئا بالطموح قرر ان يخوض معنا مهنة النكد كما كان يسميها عميد الصحافة عبد الله رجب , انضم الينا كوكبة من الصحفيين المبدعين والمناضلين, يوسف الشنبلي , محمود محمد مدني عاصم وديدي, هاشم يسن, الفاتح المرضي , مامون الباقر , محمود تميم , طه النعمان, انخرط حيدر معنا في التو في نقابة الصحفيين التي رفضنا وقاومنا ان تكون خاضعة للإتحاد الإشتراكي, جالد حيدرمعنا بل كان في مقدمتنا في معارك الإنتخابات المزورة والتي كنا رغم ان هذه صفتها نفوز فيها فوزا كاسحا تاركين ازلام النظام في العربة الأخيرة للقطار.
    غادرت الوكالة في الثمانينات الي الامارات العربية المتحدة ملتحقا بجريدة الإتحاد من هناك تابعت اخبار النقابة وصراعاتها مع النظام حتي حلها النميري بقرار جمهوري بعد ان سقط ازلامه في الانتخابات , وكون لجنة تسيير من فضل الله محمد , وعبد الله جلاب , وحسن ساتي , وحسن احمد التوم فسارع اسماعيل الحاج موسي بالمجيء الي الوكالة حيث ارتكب مجزرتة الشهيرة ففصل كل الذين وردت اسمائهم اعلاه , وكان في مقدمتهم الراحل حيدر الذي وقف وسط دهشة الجميع وهاجم الوزير ونظامه وسخر منه عندما قال الحاج موسي "لن اترك شيوعيا واحدا يعمل في وكالتي", بعد ذلك تشرد حيدر لسنوات رافضا ان يبيع مبادئه حتي يرضي عنه النظام, ظل يراسل مجلة الشراع اللبنانية ويمارس مهنة الترجمة التجارية حتي قامت انتفاضة ابريل التي انهت ديكتاتورية النميري والقت باسماعيل الحاج موسي في سلة المهملات, وفي ابريل اسس حيدر هو ومجموعة من المثقفين الحزب العربي الناصري ,واصدروا صحيفة متقطعة الظهور بأسم "البديل", كان هو رئيس تحريرها ,وفي اول انتخابات ديمقراطية للنقابة كان في مقدمة الفائزين بعد إندحار قائمة الجبهة الاسلامية , فأسندت اليه حقيبة العلاقات الخارجية ,وظل الراحل يناضل من اجل الحريات الصحفية ,وحقوق الصحفيين حتي قرعت القارعة ابواب السودان بإنقلاب الأخوان المسلمين علي العهد الديمقراطي فجري اعتقال حيدر ,والشنبلي , والفاتح المرضي الذي حكم عليه بالإعدام واودعت كل قيادات النقابة بيوت الاشباح سئية الذكر, بعد ذلك تمكن حيدر من مغادرة السودان الي القاهرة ملتحقا بالتجمع الوطني الديمقراطي وهناك اعلن عن قيام النقابة الشرعية وناضل حتي أعترف بها اتحاد الصحفيين العرب ولكن النظام ضغط علي الاتحاد ليبطل عضويتها ليحل محلها إتحاد تيتاوي الحكومي ,ولم يتوقف نشاط حيدرفي شان رفع انتهاكات النظام للحريات الصحفية الي المنظمات الإعلامية الدولية ,مثل منظمة صحفيين بلا حدود ,وإتحاد الصحافة العالمي ,واستطاع ان يوفر منها بعض الإعانات المادية لعشرات الصحفيين اللاجئين فى مصر لتساعدهم علي مجابهة ظروف المعيشية الصعبة هناك.
    في عام 2005 جاء حيدر من القاهرة الي الدوحة ليؤدي امتحان الإختيار في قناة الجزيرة , وجلس الي الإمتحان وكانت النتيجة مذهلة للذين بيدهم قرار الإختيار ,فالراحل شامل الثقافة والدربة في كل شيء وكان ذلك سببا وجيها لإسبعاده وإحلال محله شخص اخرليس في مستواه , وذلك فيروس الصراعات العربية في الخليج.
    مرة اخري طلب مني الصديق جعفر عباس رئيس قسم ضمان الجودة بالجزيرة ان ارشح له صحفيا شاملا ليعمل في القناة فأخترت الراحل وهاتفته تلفونيا من ابوظبي ولكنه اعتذرعن قبول العرض المغري لإلتزامه أخلاقيا تجاه صاحب الصحيفة التي يعمل بها مديرا للتحرير بالرغم مما تعانيه المطبوعة من مشاكل مالية ,وتأخير في دفع الرواتب ,غير انه رفض في ادب جم وقال لي انا مرتاح الان في وظيفتي.
    واصل حيدر مسيرته فكان يقضي جل ساعات اليوم في العمل بالصحيفة , يسبق المحررين في الحضور صباحا ويكون اخر الخارجين منها صباحا ايضا ,تماما مثل قبطان السفينة لايغادرها إلا إذا تأكد ان كل بحارتها غادروها.
    كان الراحل يكتب الإفتتاحية, ويراجع الأخبار,ويصوغ التحقيقات ,ويوزع المهام للمحررين ,ويتم كل هذا في ادب جم وحذر شفيف حتي لايغضب احدا, استغرق حيدرفي حبه ووفائه لوظيفته حتي لتظنه شريك في الصحيفة, ومع إنغماسه في هذا العناء اليومي لم يهتم ابدا بصحته وجسده النحيل يأكل منه سوس مرض السكري ما يأكل , وينوشه ضغط الدم بقدر ماينوش .
    قبل اربعة اعوام كنا علي مائدته في شهررمضان ثلة من الإصدقاء الصحفيين والكتاب, عمر القراي , ومرتضي الغالي , وعثمان حامد سليمان, ومعالي شريف ,وعبدون سعيد ورسام الكاريكاتير محمد خوجلي, كان الراحل مثل شيوخ المسيد يخدمنا حافي الأقدام مبتسما منشرحا يقرب امامنا صحون الطعام حانيا علينا كحنوه علي زوجه واولاده , فى ذلك اليوم أهداني كتابه الجديد "عندما يضحك التاريخ"وكقصاص اثر حاذق تابع حيدر تناول الجيل الثاني من سياسي السودان محطة محطة,عطاؤهم وكسبهم, رؤيتهم لقضايا الوطن ,ادائهم بين الصواب والخطأ , وتراجعهم وتقدمهم وقبل ضحك التاريخ كان حيدر اول من كشف تحركات الجبهة نحو الإنقلاب في كتابه ذائع الصيت وواسع التوزيع "الأخوان والعسكر قصة الجبهة الإسلامية والسلطة في السودان "الذي اصدر طبعته الأولي عام 1993 ,ثم عاود طباعته ثانيا واظن ثالثا لما كان فيه من فائدة عظيمة , وفي كل مرة يتخاطفه السودانيون في معارض الكتاب بالخليج حتي سجل الرقم الياسي في التوزيع وفي باب ميلاد في الظلام يقول حيدر "ميلاد جماعة سياسية جديدة عادة مايكون علامة لأحدي ظاهرتين, إما لنضج سياسي في التجربة الوطنية, او لأزمة عميقة تمر بها هذه التجربة الوطنية التجربة الذاتية للجماعة الأم ,وظهور الأخوان المسلمين في السودان ليس بعيدا عن هاتين الظاهرتين, ويخوض حيدر بتحليل رصين عميق لإرهاصات إنقلاب الأخوان قبل وبعد وقوعه معطيا القاريء معلومات واسرار لو كانت حكومة الصادق المهدي انتبهت لها لما وقع الإنقلاب, ولكن حيدر مثل زرقاء اليمامة رأي الشجر يتحرك نهارا وببصيرته النافذة قدم لنا جانبا من المشهد الذي لم يره السياسون وهم في غمرة صراع المصالح, كان كتاب حيدر الأخوان والعسكر والذي كتبه بأسلوب صحافي قريب الشبه من مدرسة محمد حسنين هيكل دقيق التحليل كثير المعلومات يغني من لايعرف عن احابيل الأخوان شيئا مشقة البحث في اسباب المؤامرة وتحويل دفة التاريخ بالبندقية .
    وفي مصر جلس حيدر اياما وساعات مع الرئيس الراحل جعفر النميري يسجل من ذاكرته سيرته وسيرة جيله بدءا بحنتوب وإنتهاء بقصر الشعب
    ومن خلال ذاكرة رئيس دلف حيدر الي " قراءة في الأفكار والأشخاص الذين تولوا الحكم في حقبة مهمة في تاريخ السودان ومحاولة للنظر بعمق في قوانين المصادفات عبر رحلة إستكشاف شائقة وشاقة مع كثيرين شاركوا او شاهدوا القصة من قريب فأدلوا برأي او معلومة, او شهادة مدركا ان الغاية الكبري من دراسة التاريخ هي قراءة قصص الأشخاص و تفاصيل حياتهم للإمساك بالمباديء , والكتاب كما يقول هو قصة الجيل الثاني في الحركة السياسية السودانية والصراع التراجيدي من اجل البقاء والنفوذاو بالأحري هو قصة الصراع الشرس من اجل الإعتراف والمشاركة من خلال رحلة في سيرة رجال اخطأوا بقدما ارادوا ان يصيبوا وفشلوا بقدر ماكانوا يبقون النجاح.
    الأعمار بيد الله وحده فقد مات في الاعوام الماضية مبدعون وكتاب كثرأضافوا للسودان والإنسانية, محجوب شريف, حميد, وردي, علي عبد القيوم, صلاح احمد ابراهيم, علي المك ,محي الدين فارس ,تاج السر الحسن ,محمد عبد الحي, النور عثمان ,عثمان خالد وغيرهم , ولحكمة يعلمها الخالق بقي علي قيد الحياة خاملي الذكر, واللصوص , واكلي السحت ,وهاتكي العروض, ومزوروا االتاريخ, ذهب الذين يعطون الحياة معني وقيمة, وظل الذين يخصمون منها كل معني وقيمة, رحم الله حيدر طه فأنه فقد امة ,وفقد] وطن , رحمه الله رحمة واسعة , وادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداءولآسرته ,وعارفيهوالصبر والسلوان.


    -------------------


    حيدر طه :يا وجع الروح ..

    بقلم: إبراهيم علي إبراهيم


    mailto:[email protected]@msn.com
    ------------
    اتصلت بالأخت الصديقة اماني لقمان .. فقالت لي :
    ابراهيم لله ما اعطي ... حيدر رحمه الله ..
    كان الخبر وصلها للتو وهي في القاهرة .. صعقت ..
    هل نقلت لي الصدمة ام انها كدأبها تتميز بشجاعة نادرة .. كما عهدناها تتقدم الصفوف ابان مقاومة الدكتاتورية الثانية .. طويت الليل علي دموع ونشيج , غفوت الفجر يحدث بعضي بعضي متمنيا تكذيبه .. حيدر مات ..!؟! جاءني الخبر :
    نزل حبيبنا حيدر الدرج الي سيارته صباح أمس الاول ولكن القلب الكبير توقف .. وتوقفت انفاس محبية ..
    لم اري من الناس من اجمعوا عليه مثل حيدر : حتي من فصلوه من العمل وطاردوه وهرب منهم التقي زعيمهم عمر البشير في مؤتمر القمة العربي في القاهرة .. في مطلع التسعينات وكان مراسلا لمجلة الشراع اللبنانية .. تحدث اليه البشير وعلم منه انه معارض للنظام وهرب من الوطن لاجئا الي مصر فقال له البشير وهو يهزأ بطريقته المعهود وضحكه السمج : " اعمل حسابك .. ده نافع بتاع بيوت الاشباح .." !!!؟!؟! وكان نافع ينظر الي حيدر ..ويمني النفس لو كان بين يديه ..
    وحتي جعفر نميري رحمه الله الذي أنجز واحدا من اهم الكتب عن نظامه .. وحينما بدأ في لقاءاته به كان قد صدر كتاب الاخوان والعسكر ..وهو بالتأكيد ضد فترة حكة وقوانينه القمعية تماما ..
    فرآه النميري في منزل عزاء بالقاهره وكان حيدر بأدبه الجم تجاه الكل لا يرغب في لقاءه .. فنادي عليه النميري : " يا حيدر .. يا حيدر تعال تعال انا كتابك قريته تعال كمل شغلك " !؟!
    حيدر ليس له أعداء .. وليس له خصوم .. فهو محب للجميع .. ولا ينظر للعمل العام من زواياه الشخصية وتلك خصيصة في تراث الادب السياسي تتطابق مع فكره وتكوينه النفسي ..
    جبنا معا ارجاء واسعه من المعمورة من حصار بيروت الي عقد المنفي القاهري الضائع وأثينا وروما وطرابلس ..وكان بقدر تسامحه عنيدا ومصادمة لا يخشي في الحق لومة لائم ..
    في مقاومة الدكتاتورية الثانية شكلنا ثنائية في رجم النظام بالمنشورات .. يأخذني بعد منتصف الليل الي مبني سونا القديم في تقاطع الجمهورية مع القصر والمبني يحرسه امن الدوله .. وانا أقول اه انت لازم تجيب أرجلنا في الخيه " ..
    وتارة يأخذني الي مكان تحرسه دبابه .. وانا أصيح به ...
    ياحيدر .. ياحيدر ... كيف هان عليك ان لا تودعنا .. مازالت هناك كتب لم نقرأها ... ومازالت هناك بلدان لم نذورها ..
    وهناك عطاء ينتظرنا وأبناءك ومحبوك ظهورهم ألب الحائط ..
    أدرك انك لا نخشي الموت ..وأنك كنت تعد له .. وكنت تسخر منه هل تذكر في بيروت وآلاف سكستين تواصل تدميرها وكنا في الطريق من الحمراء الي الورشه وانت تصيح بي : " تعال جمب الحيطه .. وتضحك ..!! وانا أقول لك : " ده النوع البشيل الحيطه " !؟!؟!
    ها انت تموت واقفاً حاملا سلاحك القلم وتتجه للعمل .. ولكن القلب المجهد يخزلك .
    نم هانئا اخي الحبيب ..
    نم هانئا ..
    وانت تدري انك تلاقي ربك طاهرا نظيفا ..
    نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ..
    ونشهد انك عشت معنا طاهراً نظيفا ..كما والدتك امك ..
    وأننا اخببناك وقدمناك نقيبا وإماما وأستاذا ومفكرا ..
    رحمك الله وأجزل من عطاءه لك بقدر محبتك لأهلك وشعبك .
    وعزاء الي اختنا اماني لقمان ومريم وآمل والي الاهل في السودان والي قبيلة الصحفيين والناصريين وكل محبي حيدر من كل الوان الطيف السياسي والي الشعب السوداني العظيم نزف إليك ابنا من أبناءك البرره شهيدا في سبيل الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية .
    ورحم الله حيدر واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون .
                  

03-03-2015, 04:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)

    الى جناة الخلد الصحفى المناضل حيدر طه ..

    بقلم: النعمان حسن
    لدغة عقرب
    خبر مفجع ومفاجئ حمله الاخ بدرالدين حسن على اطلعت عليه فى صحيفة اخبار المدينة ينعى فيه رحيل الصحفى المناضل والقامة الكبيرة ورئيس اتحاد الصحفيين فى اخر اتحاد فى الديمقراطية الثالثة حيدر طه فتقاطرت دموعى حذناعليه ولكم هو مؤسف الا تولى الاوساط الصحفية هذا الخبر اى اهتمام والسودان يفقد واحد من ا علام الصحافة ورمزا من رموزها المناضلين صاحب سجل حافل بالتضحيات والمواقف التى تبقى فخرا لاتحاد الصحفيين وللصحافة بصفة خاصة
    حقيقة ربما اجد العذر لغالبية الصحف التى تصدر اليوم وللقائمين عليها من ملاك وكتاب ورؤساء تحرير وصحفيين لانهم من الطبيعى ان يجهلوا صحفى مناضل فى قامة حيدر لانه عندما كان رئيسا لاتحاد الصحفيين فان اكثريتهم لم تكن لهم صلة بالصحافة لانهم وفدوا اليها فى عهد جديد غير طاقم الصحافة تغييرا جذريا ولكن ماذاعن القلة من بقايا العهود الماضية فى الصحافة بل والذين عملوا مع الفقيد الراحل او عمل معهم فى دنيا الصحافة والاتحاد
    شكرا لك الاخ بدرالدين ولكل من كتب عن الراحل المقيم حيدر فى مواقع النت وفى هذه الصحيفة اخبار المدينة
    لقد عاصرت هذا الرمز عن قرب فى فترة التسعينات خارج السودان وقد كنا عددا محدودا من الصحفيين فى القاهرة الذين عملوا على تكوين فرع لاتحاد الصحفيين الشرعى الذى تم حله فى عام 89على اثر الانقلاب الثالث فى السودان ويومها لم يكن الفقيد قد نجح فى مغادرة السودان فكان فرع اتحاد الصحفيين بالقاهرة هو الممثل الشرعي للاتحاد فى الخارج وعلى صلة مباشرة بالاتحاد الدولى للصحفيين قبل ان ينجح رئيسه حيدر فى الوصول للقاهرة وقد سافرت شخصيا عام 1990 لهرارى ممثلا للشرعية (المحلولة) فى مؤتمر عام نظمه الاتحاد الدولى للصحفيين بالتضامن مع الامم المتحدة ضم كل الاتحادات ونقابات الصحفيين الافارقة فى مؤتمر يهدف لترسيخ قيم السلام والديمقراطية فى افريقيا وقد كنا الممثل الشرعى للسودان احقاقا لحق القامة حيدر ورفاقه الذين اعجزتهم الظروف يومها ان يشاركوا فى ذلك المؤتمر
    ويومها كان اللافت لى بشكل خاص ان اغلبية قادة الاتحاد الدولى والمشاركين فى المؤتمر الاتحاد الافريقية يلاحقوننى بالاسئلة عن هذا القامة حيدر الذى رحل عنا تاكيدا لما كان يتمنتع به من مكانة افريقية وعربية وعالمية
    ثم كان اان واصلت حضورا وممثلا للشرعية فى اجتماع هام لاتحاد الصحفيين الافارقة انعقد بالقاهرة تحت اشراف الاتحاد الدولى وتشاء الصدف يومها بعد انتهاء الحلسة الافتتاحية ومع بداية الجلسة الثانية ان رايت الفقيد حيدر يدخل القاعة وهو يحمل حقيبته قادم من المطار مباشرة للحاق بالمؤتمر بعد ان تهيأ له الظرف فاخليت له مقعده الا انه رفض واصرعلى ان اواصل واخذ مكانه بجانبى الا اننى اصريت فى جلسات اليوم الثانى ان يتولى هو بصفته الشرعية القانونية والديمقراطية المشاركة فى المؤتمر وبالفعل اخذ مكانه وواصل المؤتمر ولكنه اصر ان اكون بجانبه جلوسا طوال جلسات المؤتمر وحتى نهايته وليتولى بعد ذلك مهام الاتحاد بصفته الرسمية.
    هذا هو الرمز الذى اختاره الله سبحانه تعالى لجواره فكان رحيله فقد كبير لقامة لن يطوى مواقفها التاريخ ولكنه قضاء الله وقدره و لكن من فى قامة حيدر وتاريخه جدير بان يقيم له الصحفيون تابيا يليق بمقامه وتاريخه وتجرده ونكران ذاته وتضحياته من اجل السودان وقبيلة الصحفيين . ولا نملك الا
    ان ندعو لحيدر بالرحمة والغفران وان يتقبله سبحانه تعالى قبولا حسنا ويكرم مثواه بقدر ما قدم لوطنه والصحافة من تضحيات وان يسكنه فسيح جناته

    وانا لله وانا اليه راجعون

    -----------------------
    جمعية الصحفيين بالسعودية





    ‏1 مارس‏، الساعة ‏07:40 مساءً‏
    .

    فارس آخر يترجل ملتحقاً بالسماء...الصحفي المخضرم حيدر طه في الخالدين



    02-26-2015 04:41 PM
    فارس آخر يترجل ملتحقاً بالسماء...الصحفي المخضرم حيدر طه في الخالدين

    نعىت جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية الزميل الصحفي المخضرم حيدر طه عبد اللطيف، الذي وافته المنية فجر اليوم الخميس 26 فبراير 2015 بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

    وقال الأمين العام للجمعية إسماعيل محمد علي: “تلقينا بحزن وألم خبر وفاة الصديق والأخ والصحفي القدير الزميل "حيدر طه".
    وأضاف "فيما نتضرع إلى الله تعالى أن يسكن الفقيد فسيح جناته، فإن حسبنا في هذه الخسارة هو ما خلفه الأستاذ حيدر طه من ذكر طيب وأثر حي في قلوب الكثير من محبيه". مشيرا إلى أنه برحيله طويت صفحة ناصعة البياض في تاريخ الصحافة السودانية والعربية، والعزاء موصول لزوجته الزميلة أماني لقمان وأسرته وأهله ولكافة زملائه وأصدقائه، داخل وخارج السودان.

    والزميل الفقيد هو ابن المقاول "المعلم" طه عبد اللطيف، وأحد أعيان "الخرطوم 3". وشقيق أكبر لكل من المهندس عرفات والنقيب حمزة (معاش). درس مراحل تعليمه قبل الجامعة في مدارس كامبوني بالخرطوم، وتخرج من كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بجامعة الخرطوم عام 1973. وعمل موظفا بوزارة الإعلام، قبل التحاقه بوكالة السودان للأنباء. كما تنقل بين الصحف العربية والمحلية، وقد فصل تعسفياً حيث كان مناضلا جسورا، ووطنياً ومهنيا، عرج إلى السماء، على طريق السابقين واللاحقين. كما كان عضوا لمجلس نقابة الصحفيين لفترة عشرين عاما. كذلك عمل مراسلاً لمجلة "الشراع" اللبنانية طوال الثمانينيات.

    له مؤلفات ثرة في الصحافة والسياسة منها كتاب "الإخوان والعسكر" و"عندما يضحك التاريخ"، وقد عمل مديرا لتحرير جريدة الوطن، ونائباً لمدير تحرير صحيفة أخبار العرب في الإمارات.

    (عدل بواسطة الكيك on 03-03-2015, 04:40 PM)

                  

03-04-2015, 06:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)

    الجبهة السودانية للتغيير تنعي الباحث والكاتب والصحافي حيدر طه عبد اللطيف

    March 4, 2015

    حيدر طه(حريات)

    الجبهة السودانية للتغيير

    تنعي الباحث والكاتب والصحافي حيدر طه عبد اللطيف

    تنعي الجبهة السودانية للتغيير بكل مشاعر الحزن والأسى رحيل الباحث والكاتب والصحافي المتميز حيدر طه عبد اللطيف الذي انتقل إلى جوار ربه بعيدا عن وطنه الذي أحبه ودافع عنه بسلاح الكلمة الصادقة والرأي السديد لكي ينعم الشعب السوداني بالديمقراطية والحرية والسلام، عمل الفقيد في وكالة السودان للأنباء في فترة الثمانينات من القرن المنصرم وكان عضوا نشطا في نقابة الصحافيين، وحاول جهده مع زملاءه أن يجعل من نقابة الصحافيين حرة ومستقلة في أداء رسالتها، وظل يناضل من أجل حرية واستقلال الصحافة والدفاع عن حقوق الصحافيين لتظل الصحافة سلطة رابعة تملك جماهير الشعب السوداني حقيقة الكلمة والرأي الحر. ألف كتاب “عندما يضحك التاريخ” وكتاب “الإخوان والعسكر قصة الجبهة الإسلامية والسلطة في السودان” الذي تنبأ بقيام إنقلاب الإخوان قبل حدوثه.

    دفع فقيد الكلمة حريته ثمنا لمواقفه تشريدا من مهنته التي أحبها في عهد الديكتاتور جعفر النميري، واعتقالا وتعذيبا في أقبية أمن سلطة الجبهة الإسلامية القومية وبيوت أشباحها ليحمل معه هموم وقضايا وطنه إلى المهاجر والمنافي حتى وافته المنية في إمارة أبوظبي. ونحن إذ ننعاه إنما ننعي فيه إلتزامه الصارم تجاه قضايا الحريات الخاصة والعامة والدفاع عن مبادئه التي آمن بها ودافع من أجلها، ولم يلن أو ينكسر له يراع أو يهرق مداده فيما لا ينفع الناس فكان بحق فارس الكلمة.

    إن رحيله بعد هذه الرحلة الطويلة والمشرفة في التصدي والدفاع عن حرية الكلمة واستقلال الصحافة وحريتها يعتبر خسارة كبيرة للشعب السوداني عاشق الحرية والحقيقة، وللعاملين في مهنة الصحافة والصحافيين الشرفاء الذين ما زالوا يقارعون الطغيان والإستبداد من أجل أن تسود الكلمة الحرة والقيم النبيلة في سودان الغد.

    كان الفقيد مهموما بالعمل العام من أجل الدفاع عن مبادئه فأسس مع آخرين الحزب العربي الناصري في داخل السودان، وعندما تم تشريده بواسطة نظام الجبهة القومية الإسلامية انضم إلى التجمع الوطني الديموقراطي في القاهرة فأعلن عن ميلاد نقابة الصحافيين الشرعية لتجد الإعتراف من إتحاد الصحافيين العرب حتى تآمر عليها النظام وتم حلها، إلا رحم الله فقيد الوطن وفارس الكلمة الصادقة حيدر طه عبد اللطيف، وألهم آله وأسرته وأصدقائه وقُراءه وقبيلة الصحافيين والكتاب والمثقفين الصبر الجميل، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. صدق الله العظيم.

    الجبهة السودانية للتغيير

    and#1779;مارس and#1634;and#1632;and#1633;and#1637;م.
                  

03-05-2015, 12:57 PM

عواطف ادريس اسماعيل
<aعواطف ادريس اسماعيل
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 8006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)



    جاء حيدر إلى عالمنا كغيمة ماطرة

    و رحل عنا في هدوء كنسمة عابرة

    فكم آنستنا إبتسامته الساحرة

    وضحكته المجلجلة الهادرة

    إلى جنات الخلد عزيزنا حيدر

    ولك الصبر والسوان صديقتنا أماني

    إنا لله وإنا إليه راجعون
                  

03-05-2015, 01:40 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: عواطف ادريس اسماعيل)

    رحمة الله عليه
                  

03-07-2015, 04:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: أحمد الشايقي)

    الى من أحبه القريب والبعيد
    قلما أجمع الناس على محبة شخص في هذا الزمن الغريب. وهنا أتحدث عن رجل افتقدناه قبل أسبوع فقط..غادر صديقنا الودود حيدر طه الذي جمع كل صفات الانسانية غادر هذه الفانية والحزن قد طوق كل من عرفه عن قرب ولكنه والحمد لله ترك سيرة طيبة تجري على لسان القريب والبعيد. وعندما أقول القريب هنا أعني آلاف المنتمين الى قبيلة الإعلام والأعلام (بفتح الألف) بكافة شرائحهم من مثقفين وسياسيين ومفكرين ورياضيين وفنانين.
    أما عندما أقول البعيد فاسمحوا لي أن أروي قصة أحد الاخوة السودانيين الذي تعرف الى حيدر (طيب الله ثراه) قبل يوم واحد من رحيله. انتقل هذا الرجل الى منطقة الخالدية في أبوظبي التي كان يسكنها حيدر. والتقى حيدر على عجالة وكعادته جذبه بحديثه وحفاوته وطيبته وسرعان ما افترقا دون أن يعرف اسمه. عاد الرجل الى منزله ولشدة اعجابه بحيدر قص على زوجته أنه التقى رجلا طيبا بشوشا انشرح له صدره ولكنه أبدى أسفه وندمه أنه لم يتعرف على اسمه. وفي اليوم التالي عاد الرجل ليخبر زوجته أن من تعرف عليه بالأمس قد توفي الى رحمة مولاه. وتأثر الرجل رغم قصر المدة التي عرف فيها حيدر وكأنه صديق العمر وما فتئ هو زوجته يحكيان لكل من يلتقيهما عن هذه الحادثة حتى أنني شخصيا ومن شدة تواترها سمعتها في أحد المساجد وقد رواها لي جار كان يعلم بصلتي بالراحل حيدر طه. هكذا ترك حيدر سيرة طيبة تمشي بين الناس.
    ولا أنسى أبدا صوت صديقنا ياسر النعيمي الصحفي المصري الذي عمل مع حيدر لسنين عندما اتصل ليبلغني بخبر وفاته وقد أجهش بالبكاء. كنت أتوقع مكالمة هاتفية من حيدر ذلك اليوم حيث أننا كنا ننسق لمقابلة صحفية مع وزير الخارجية القبرصي التركي في نفس يوم الخميس (سبحان الله). ظننت ان ياسر اتصل ليخبرني أن حيدر يعتذر ولكنه كان اعتذارا من نوع آخر. يعتذر أنه لم يستطع اجراء المقابلة وأنه لن يقابلني مرة أخرى. كان ياسر مرتبكا واختلطت كلماته بالبكاء ولم أع ما يقول ولكن لإلحاحي وعلو نبرة صوتي قالها ياسر بوضوح "صديقك حيدر". "مالو؟" وهكذا نزل الخبر كالصاعقة على مسامعي ولا أدري أي طريق سلكت لأصل الى مستشفى خليفة في وقت وجيز بعد سماع الخبر حيث اصطف زملاؤه وهم في حالة لا يعلمها الا الله. ولما طال الانتظار أمام بوابة المستشفى لإكمال الإجراءات طلب من فريق العمل في صحيفتي "الوطن" و"غلف تايمز" اللتين كان يدير تحريرهما حيدر عندما طلب منهم العودة الى مقر الجريدة، قالوا بالحرف الواحد "ماذا نفعل في الجريدة وحيدر ليس هناك". هكذا كان حيدر وهكذا مازال حيدر "حبوب" محبوب، يجبرك على البقاء معه حيا وميتا. اللهم اجمعنا به في عليين في دار البقاء كما جمعتنا به في الدنيا دار الفناء.
    اللهمّ آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته
    اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين
    اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً
    اللهمّ املأ قبره بالرّضا والنّور والفسحة والسّرور
    اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه إنّك أنت الغفور الرّحيم

    معاوية الياس ابراهيم
    أبوظبي الجمعة 7 مارس 2015
                  

03-08-2015, 04:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)

    السودان: رحيل كاتب الأخوان والعسكر وتزايد المهددات ..



    بقلم: محمد فضل علي..



    ادمنتون كندا












    http://http://www.sudandailypress.netwww.sudandailypress.net
    فجعت جموع الاعلاميين والصحفيين السودانيين في الداخل وكل دول المهجر في رحيل احد ركائز الصحافة السودانية المعاصرة واخر نقيب منتخب للصحفيين السودانيين في الانتخابات التي جرت اواخر الثمانينات. الاستاذ حيدر طه الذي توفي في مدينة ابوظبي الاسبوع الماضي التي ظل يعمل في صحافتها علي مدي سنين طويلة بعد ان غادر القاهرة محطته الاولي ومحطة جمع كبير من الصحفيين السودانيين الذين وصلوا الي مصر في عملية الخروج الكبير الذي اعقب انقلاب الجبهة القومية الاسلامية احد اسماء تلك المرحلة لتنظيم الاخوان المسلمين الاصل في السودان وزعيمه الدكتور حسن الترابي الاب الروحي للتنظيم والانقلاب الذي وقع في الثلاثين من يونيو عام 1989.
    وصل الصحفيين الي مصر علي دفعات وعاني الناس كثيرا قبل ان تصدر صحيفتين بصورة يومية من القاهرة هما صحيفتي الخرطوم والاتحادي التي كانت توزع في السعودية ودول الخليج العربي وبلاد اخري قبل زمن الانترنت وثورة المعلوماتية الي جانب التوزيع السري لهذه الصحف في خرطوم تلك الايام في جهد كبير تزامن مع عمل المعارضة السودانية التي اتخذت من مصر تلك الايام قيادة مركزية لنشاطها السياسي والاعلامي ثم انتهي كل ذلك الجهد بعد تصفية المعارضة السياسية وعودة قياداتها ورموزها الي البلاد بموجب ماتعرف باسم اتفاقية نيفاتشا المخادعة التي انتهت بتقسيم السودان وانفصال الجنوب وعدم الوفاء بالمواثيق المتفق عليها بعودة الحياة السياسية والديمقراطية واستمرار النظام الحاكم الذي ظل يغير في تكتيكاته والعناوين الرئيسية للحكم مع الابقاء علي اصل العملية منذ ذلك الوقت وحتي اليوم.
    اصدر الكاتب والصحفي الراحل حيدر طه كتاب تحليلي شامل في قاهرة التسعينات عن الازمة السودانية بعنوان:
    الإخوان والعسكر-قصة الجبهة الإسلامية و السلطة في السودان
    مركز الحضارة العربية للإعلام و النشر في العام 1993
    وغطي الكتاب ضمن فصولة المتعددة اساليب وعمل تنظيمات الاخوان المسلمين والظروف التي ظهر فيها هذا التنظيم العقائدي الي حيز الوجود في مصر الاربعينات الي جانب اصدارات اخري والكتابة والمتابعة اليومية في صحيفة الخرطوم القاهرية في تلك الايام اذا جاز التعبير مع نفر كريم من الصحفيين اصحاب المواقف الذين تفرقت بهم السبل مابين الهجرة الي اقاصي الدنيا وماوراء البحار بينما استعصم الصحفي الراحل حيدر طه بمنفاه القريب في ابوظبي ليلتحق بجريدة ( العرب ) التى تصدر هناك ثم يعين رئيسا لتحرير جريدة تصدر من الدار نفسها باللغة الانجليزية.
    والعزاء الوحيد ان احد الزملاء الذين عاصروا وعملوا في صحافة وظروف قاهرة التسعينات يعمل علي توثيق احداث تلك المرحلة واصدارها في كتاب يسلط الضوء ضمن قضايا اخري علي الجهد الاسطوري الذي بذله فقيد الصحافة السودانية والعربية الراحل الاستاذ حيدر طه في تلك الايام واستمراره في التواصل مع منظمات الصحافة الدولية ومنظمات عربية ودولية ذات صلة بمجال الحريات وحقوق الانسان لدعم حرية الصحافة في السودان.
    الي ذلك وعلي صعيد الموقف السياسي الراهن في السودان تذداد الاوضاع غموضا قبل اسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية التي من المفترض ان تجري منتصف ابريل القادم وسط دعوات يومية ومتصاعدة من بعض القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمقاطعة الانتخابات في بلد تراكمت مشكلاته علي مدي ربع قرن من الزمان تبدلت فيه ادوار ومراكز الاسلاميين منذ خروج كبيرهم وعراب التنظيم المثير للجدل الدكتور حسن الترابي من النظام بينما يصمم الرئيس البشير واعوانه علي المضي قدما في العملية الانتخابية غير مكترثين لكل مايصدر من المعسكر الرافض لهم.
    وفي ظل هذه الاجواء المشحونة بالتوتر في ظل اوضاع اقتصادية ومعيشية قاسية خرج علي نظام البشير بالامس احد اهم القيادات القبلية والعشائرية الهامة والمؤثرة في اقليم دارفور المعروف باسم الشيخ موسي هلال الذي تحول اثناء الصراع في هذا الاقليم من احد شيوخ البدو التقليديين الي زعيم لجماعة مسلحة تمتلك قوة ضاربة علي الارض كانت اطراف كثيرة من المعارضين للنظام السوداني اتهمت هذا الشيخ انه صنيعة حكومة الخرطوم.
    وقد ظهر هذا الشيخ الذي تربطة علاقة سياسية واجتماعية بالرئيس البشير علي مدي سنين طويلة في شريط فيديو متداول في مواقع الميديا السودانية وهو يخاطب جموع من المواطنين وتحيط به مجموعات مسلحة تابعة له وهو يعلن مقاطعته الانتخابات الرئاسية القادمة والانتخابات البرلمانية علي كل مستوياتها.
    ولايعرف بعد اذا ما كان ماصدر من هذا الزعيم القبلي من مقاطعة انتخابات الرئاسة السودانية موقف نهائي او تكتيكي املته بعض الظروف والاختلافات مع حكومة الخرطوم وفي حالة استمرار الزعيم القبلي في موقفه المعلن فقد يتطور الامر الي نوع من العصيان سيزيد من حدة التوتر والمواجهات في اقليم دارفور الذي اصبحت قضيته من الامور الثابتة في وسائل الاعلام واجندة المنظمات الدولية وربما يزيد من احتمالات خروج اجزاء واسعة من اقليم دارفور من سلطة الحكومة المركزية في الخرطوم.





                  

03-08-2015, 04:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...توثيق (Re: الكيك)

    حيدر والوفاء لدولة الامارات
    حيدر هو الوفاء فى كل حين

                  

03-10-2015, 04:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    ياسر عرمان

    حيدر طه:

    لحظات باقية وحوار لم يكتمل

    في زحمة الحياة وغفلتها، غيب الموت دون تريث او إبطاء من خطوه كما ينبغي له، غيب انسانا جميلا، كان من حسن حظي ان تعرفت عليه في محطات بحثنا عن وطن٠

    رحل حيدر طه دون انذار او اشارة او ضوء اخضر من اصدقاءه ، اوحتى وداع الذين احبهم واحبوه. فهل هان علي حيدر طه مفارقة الضفة والنيل قبل ان يكتمل حديثه عن الاخوان والعسكر٠

    حيدر طه الذي فطن منذ البداية الي خطر العسكر على الاخوان، وخطر الاخوان على العسكر، وخطرهما معا علي السودان، بل على انفسهم في معادلة ملتبسة ثبت انها مميته لكل الاطراف٠

    راي حيدر طه بعيني زرقاء اليمامة عسكر واخوان يسيرون في طريق التهلكة، وراى الاخوان يدخلون عش الدبابير وبمحض ارادتهم، ويسدد السودان وشعبه فواتير تاشيرات الدخول. ان اخونة العسكر وعسكرة الاخوان دفع ثمنها حيدر طه نفسه نفيا وهجرة مع الآلاف من المثقفين وافضل ابناء جيله. ملايين النازحين واللاجئين الذين خرجوا من بنادق الاخوان والعسكر، وقد بدأو بايات من الذكر الحكيم ومجلس من الصحابة، وانتهوا بمجالس من جنجويد الدعم السريع٠

    رفض الاخوان فصل الدين عن الدولة وشدوا رحالهم نحو الانقلاب العسكري وانتهوا بتدمير الدين والدولة معا، واسندت الجماعة ظهرها في رحلتها الاخيرة على العمارات الشاهقة وحل حميدتي مكان سيد قطب٠

    حيدر طه خرطومي، عاشق للحوارات وبهجة العلاقات التي تبدأ بقهوة الصباح مع الناصريين وتقوده دروب النهار والمساء الي جميع قبائل اليسار والوسط واليمين، لا يفرق بين احد من الاحزاب، ومسبحة صداقاته تضم حباتها كل الحركة الوطنية، بما في ذلك الاخوان انفسهم قبل ان يلتقوا بالعسكر٠ كان انسانا مغرما بالاطلاع الواسع، مزاجه ممزوج بدماثة الخلق في مقارعة حجج الآخرين. التقيناه طلابا في بداية عملنا السياسي بالجامعات، وكنا قد انخرطنا في العمل السياسي منذ نهاية المرحلة المتوسطة. كان ان انهي حيدر طه دراسته في جامعة الخرطوم قبل عدة سنوات من لقائي به، حيث كان دائم المشاركة في النشاطات التي تدور في جامعة القاهرة بالخرطوم علي ايام جعفر نميري، وكان يجيد الاستماع ودايما ما يحمل في حقيبته كتاب جديدا، لم يتخلف عن معارك شعبنا في مناهضة نظام نميري، ووقف منتصب القامة في مبارزة الاخوان والعسكر.

    لقائنا الاول في بدايات الثمانينيات، وكان حيدر طه ضالعا ومتورطا بالاختيار لا بالمصادفة في مصادمة نظام نميري بنقابة الصحفيين، وظل ذلك ديدنه حينما دار الزمن دورته والتقى وجها لوجه بالاخوان والعسكر٠

    التقيناه مرة اخرى في القاهرة وهو مسكون بحبها منذ وقت بعيد، وكان حيدر طه كما هو مع مسحة من الحزن من سحر المنافي . انتقل بعدها الي الخليج، واذا ما وجدنا سبيلا اليه نبعث اليه بالتحايا ويرسل تحاياه لنا مع اول القادمين. كان ذلك يكفينا والمرء يطمئن بوجود امثاله من محبي بلادنا. تمضي الشهور، واحيانا السنوات لا نسمع منهم ولا يسمعون منا، ويكفينا ان نعلم انهم هنالك، فمجرد وجودهم يسعدنا لاننا ندرك انهم عامرين بحب السودان٠

    في زحمة الحياة وخياراتنا التي طرقناها، مع سبق الاصرار والترصد، يشعرنا وجود امثال حيدر طه من الخيريين بالامان في وجه المغول الجدد. رحيلهم يؤلمنا ويتصدع عالمنا وتتهاوي بعض الصور ونحن لم نستعيد بلادنا بعد. نعلم ان صور جديدة واجيال ناهضة تاخذ مكان تلك الصور القديمة، وهذا من دواعي سرورنا وحكم الحياة، ومع ذلك نحن الى هؤلاء الذين خبرناهم ونشعر بالآسي لرحيلهم٠

    ان دفتر الغياب اصبح يتضخم ويحوى اسماء عزيزة من الراسخين في حب السودان واهله، وكذلك فان دفتر الجنجويد يتضخم ايضا وتجف انهار البلاد. فقبل ان يطرق الابواب رحيل حيدر طه، غاب سعودي دراج واسلمنا الحزن على رحيله الى حزن اخر٠ رحل سعودي دراج خلفه وامامه ابتسامته البيضاء مثل عمامته، وتاريخ ابتسامته طويل فقد هزمت تلك الابتسامة جميع السجون وامطرت في اكتوبر وفي ابريل. ترك سعودي ابتسامته في كل المعتقلات الرجاف وكوبر وشالا، وصوته المغني يبدد وحشة السجون٠

    ان عالما من الكبار ينزوي ويتداعى، والاقمار تتساقط واشك بان المدن والقرى ستكون هي نفسها بعد ان هجرها ابطالها حاديي ركبها، فهل ستكون نوري كما هي دون محمد الحسن سالم حميد، والذي كنا نود ان نزفه ونحن نرفع سعف النخيل. ان امسياتنا تشتاق لمحمد وردي، بل حتي انتفاضتنا القادمة تشتاق له، وربما ياخذ بلادنا خمسين عاما او يزيد لتنجب شخصا مثله، ويشدنا الحنين للكبارالذين استعصى غيابهم على الموت، فالموت نفسه، هذا الجبار، يعجز عن محوهم من ذاكرتنا.

    اضحت السياسة “ مسيخة” وفقدت رونقها وجمالها، غاب عنها الملح حينما غاب قرنق مبيور اتيم ، فمعه كان النضال والعمل السياسي مثل " البنغ بونغ" لا تهداء امواجهة الا وتنتقل الى موجة اعلى، والسياسية مثل رقاع الشطرنج لابد من تحريكها في الوقت المناسب والا خسرنا مثل بايعي الثلج التقليديين ان لم بسوقوا بضاعتهم في وقتها المناسب تحولت كتل الثلج الى ماء٠

    حيدر طه من ازمنة الافكار والاحلام الكبيرة، واليوم اصبحنا نطالع صحف الصباح التي يخطف اضواءها باعة العناوين الصغيرة من شاكلة " لن نسمح للجنوبيين بحقنة للعلاج" وحتي وان كان من بينهم احمد الرضي جابر، “ وعلى الجميع ان يلحسوا كوعهم” ، ثم ندير المؤشر الي البي بي سي لنستمع الى وجبة من الاغتصاب الجماعي في ثابت، نتحول منها الى وسائط الاتصال الجماعي تحمل الينا صورة سارة عبدالباقي تنظر الينا بعينيها الجميلتين بثبات ضد كل الذين ملاتهم الشروخ، ثم نتحول الى هزاع ومحي الدين والسنهوري، غارقين في دماءهم التي عطرت الاسفلت والحارات٠ لم تكن تلك احلام حيدر طه وتمنياته للبلاد التي احبها ونحن جميعا شهود، وتضم قائمة الشهود المحبوب عبدالسلام وحسين خوجلي ولبابة الفضل٠

    والشعب وحده هو الذي يصدر الاحكام والتقييم النهائي بحق النساء والرجال، من غاب منهم ومن حضر، بعيدا عن الاقلام التي ياتي رسمها على هدى السلطان، فان حيدر طه الذي لم يتولى رئاسة صحيفة في بلاده ولم يتسلق اسوار صحف الدعم السريع، فقد خلف رحيله آسى وحزن في اوساط من عرفوه، تداولته الوسائط الاجتماعية وترك صدى ودمعة على المآقي.

    في برلين، كنت اجلس مع صلاح جلال والدكتور جمال ادريس، وفاجاءنا نبأ رحيل حيدر طه فاطل علينا اصدقاءنا الجدد، الحزن والالم، وعز علينا ان يرحل حيدر طه في المنافي. وبالامس كانت بلاده مليون ميل مربع، ومع ذلك ضاقت باهلها حينما التقلى الاخوان والعسكر٠

    قال عنه جمال ادريس ان حيدر طه احتفظ بعلاقاته مع كل الناصريين حينما تفرق دمهم بين احزابهم العديدة، وتذكرت حينها نعي كتبته قبل عدة اعوام حينما رحل الاستاذ عبدالله بدري والذي تعرفت عليه في الفترة الانتقالية وهو من كبار الاخوان، وكان بعنوان " عبدالله بدري الانسانية قبل السياسة " ، فالانسانية ان لم تسبق السياسة يستند الاخوان على ظهرالجنجويد٠

    تذكر وجوه عديدة من اصدقاء حيدر طه القدامى، تذكرت فيصل محمد صالح وطه ميرغني وانجي وفادية والنوراني وحاتم برسي وامين دهب وبيرم وساطع الحاج وانتصار العقلي، وكانت تلك لوحة من احلام الشباب.

    وفي الفيسبوك، كتب صديقنا العزيز حاتم قطان عن ندوة تحدثنا فيها حاتم وشخصي في يناير ١٩٨٢ وطالبنا طلاب جامعة القاهرة الفرع بالخروج الي الشارع ضد نظام نميري، فخرجت المظاهرة التي تم تفريقها عند كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، تذكر حاتم كيف صور حيدر طه تلك المظاهرة بالكاميرا التي كان يحملها، ثم حذره من استهداف رجال الامن ودس في جيبه بعض النقود٠

    ولا اننا ضيوف في هذا العالم، ولان الحياة الحقيقية لا تقاس بعدد السنوات على وجه البسيطة، فالامام المهدي رحل في ريعان الشباب وما زال يبدو في ريعان الشباب نفسه، فحياة البشر تقاس بما تركوه خلفهم عند الاخرين. لقد عاش حيدر طه انسانا نبيلا مستقيما ومخلصا، حظي باحترام معارفه وابناء جيله واثر في حياة الاخرين وعزائي الحار لاسرته الصغيرة والكبيرة، ولاصدقاءه ولكل الذين ادركوا قيمة هذا الانسان الجميل٠

    ياسر عرمان
    ٨ مارس
    2015
                  

03-10-2015, 06:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    رحيل الصحافي والكاتب :



    الأستاذ حيدر طه ..


    بقلم: عبد الشقليني طباعة














    التّارِكينَ منَ الأشياءِ أهْوَنَها .. والرّاكبينَ مِنَ الأشياءِ ما صَعُبَا

    مُبَرْقِع يخَيلِهمْ بالبِيضِ مُتّخذي .. هامِ الكُماةِ على أرماحِهِمْ عَذَبَا

    إنّ المَنيّةَ لَوْ لاقَتْهُمُ وَقَفَتْ .. خَرْقاءَ تَتّهِمُ الإقدامَ والهَرَبَا

    مَراتِبٌ صَعِدَتْ والفِكْرُ يَتْبَعُها .. فَجازَ وهْوَ على آثارِها الشُّهُبَا


    المتنبي



    اختارته المنية اليوم الخميس الموافق 26 فبراير 2015 في أبوظبي . إنه الصحافي والكاتب الأستاذ " حيدر طه". تعجلت الدُنيا برحيل الأحباء ، كأن ما يتساقط عليهم من قسوة الحياة على موطنهم وعلى الآخرين ، حجارة أكبر من رهافة قلوبهم ، وصدق عواطفهم ، ونُبل المقاصد . دائماً ما تُهلك الصحافة الجسد ، وتبقى التجربة وسيرة حياة لن تزول بزوال أصحابها أبدا .



    ما تراه إلا وهو مبتسم، مُشرق المُحيّا ، يأتيك باسطاً ساعديه ، ليحييك بأحسن مما تأمل . نظرة واحدة ، وتعرفه وتحبه. له تاريخ في الصحافة منذ وكالة أنباء السودان ، تتلمذ على يديه كثيرون . كتب أسفاراً توثيقية منها عن تاريخ حركة الإخوان المسلمين في السودان ، ومنهاعن الجيل الثالث من بعد السودنة ، وانكسار تلك الأجيال ، في صراعها أن تتجدد ، و لكن يجرّها إلى الوراء إرث ثقيل .



    نبهنا الصحافي " حيدر طه " بأحداث جسام كان المرء يمرّ عليها دون أن يعيد المشهد ،من خلال تاريخ نما وحاضر مأزوم ومستقبل مجهول ، وما آلت إليه الدولة ، وقد عبرت اللون الرمادي إلى السواد الفاحم من مصير غير قابل للاستقراء ، وأُحجية غير قابلة للتفسير، ومرض غير قابل للشفاء .

    بفقده انكفأ القدر بأحزان المثقفين مسكوباً و مُجدداً أحزان لما تزل تنشب أظفارها هنا وهناك ،على أرض المهاجر وغيرها ، ليعود جسده النحيل إلى التربة التي كانت فيما مضى مليون ميلاً مربعاً ، وأضحت أقلْ من أحلامنا ، ولكن القلوب التي تعشق موطنها لا تعرف الأوطان المنشطرة ، فليس في شرعتهم الفوضى الهدّامة الضاربة أطنابها ، بل أرض واحدة وشعوب متآلفة .



    بعيداً ذهبت سيدي ،

    وتركت ما كتبت لنا وللأمم القارئة ، وسيرة حياة ناصعة ، وشراكة فكر وأنس أيام لن تنقضي بالرحيل ، فكم من سِفرٍ أحسبه كان ينتظر منك النشر ، وكانت المنيّة أسرع . وأظنك ستعود إلينا من جديد ، بروح ماجدة ، عندما نتصفح ما رغبتَ أن نقرأ . وما تركت لنا ، فقد أوفيت وطنك ومواطنوك وأصدقاءك والصحب والأهل والأسرة.وذهبت وهم في أمسّ الحاجة إليك . أنك قد انتبذت مكاناً قصياًّ لتخدم الإنسانية ، ولم ينبض القلب إلا محبة وطنك وأهلك ومن قضيت بينهم أجمل أيامهم .



    اللهّم مدد له بساط الخير المأمول ، ليدخل رحمتك الواسعة ، ونعم المأوى هو ما تنعم على عبادك الذين لا يسرفون إلا بنوافلهم إليك ، وأضممه اللهمّ لصحبة الذين رضيت عنهم. واطعمه اللهّم الجنة وأسكنه بساتينها حيث الأطهار ممن أحببت .

    إن الله وإنا إليه راجعون


    عبدالله الشقليني

    26 فبراير 2015


                  

03-11-2015, 01:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    .... سلام عليه مع الخالدين في مأواهم وألف رحمة عليه
                  

03-11-2015, 03:29 PM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: عبدالله الشقليني)

    ألا رحم الله حيدر طه وعزاونا لصديقي عرفات طه والأسرة

    حيدر ذلك الساخر الجاد أخينا الأكبر في أيام دراستنا في جامعة الخرطوم - رحمها الله - ورحم الله السودان الذي رحلت زهوره تباعا وبقى الغثاء والخواء

    الا رحمك الله حيدر
                  

03-11-2015, 05:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: NEWSUDANI)

    كمال على

    على فكرة - كمال عليeditor


    ٭ يشرفني أنا كصحفي الأستاذ «حيدر طه» أن أكون زميلاً له ويرتبط اسمى ويشتبك مع الأماجد والشرفاء من الصحفيين أصحاب القضايا الملحة المتعلقة بالوطن.
    ٭ لم يسعفني الحظ بالعمل معه أو رفقته في بلاط صاحبة الجلالة لكن ما أن ولجنا إليها وإلا كان اسمه الرنان كالطبل البلدي حاضراً بكل النصاعة تقديراً لدوره الوطني والأخلاقي من خلال المهنة التي تشرب أصولها وأصلها وعمل فيها بضمير حي وأخلاق أولاد البلد.
    ٭ المهنية المتمكنة من «حيدر» الذي رحل وغادر «بفنه» وبلا وداع أو ميعاد كانت تشبه أصله الطيب وصيته السمح وأخلاقه الرفيعة التي يتحدث عنها من عرفوه وخبروه.
    ٭ ما توارد وتوافر عن الأستاذ «حيدر طه» الذي أعرفه ولا أعرفه يكفي لبذل الدموع من خلال الحشود التي احتشدت في وداعيته وتشييعه إلى مرقده ومثواه الأخير ومن خلال الذين يعرفونه ويعرفون قدره وجميل ما اعطى وأضفى وأضاف.
    ٭ على المستوى النضالي والأخلاقي والقيم الرفيعة في النضال تحدث الذين عرفوه وخبروه وعلى المستوى الإنساني ذكروا محاسنه ومحامده عبر ظلال الأسرة والعائلة والأهل.
    ٭ قبيلة الصحافة تعرف أنه رجل من أعز وأنبل انبائها وما لانت له قناة يوماً.
    ٭ ونحن على الصعيد الشخصي بعد التسليم بقضاء الله وقدره نعزي أنفسنا أولاً في هذا الرحيل الفاجع ونعزي أسرته الصغيرة والكبيرة مثلما نعزي كل قبيلة الصحافة في الوطن العربي الكبير الذين يعرفون قدر الراحل ويحفظون له جميل ما قدم. وكان في المقام اللائق به.
    ٭ بعض الناس يرحلون عن هذه الفانية دون أن يتركوا اثراً أو صيت مهما طال بهم العمر لكن بعضهم حينما يرحلون وبرغم «الفارق» فإنهم يتركون الصيت والذكرى الطيبة ونحسب أن «حيدر طه» منهم.
    ٭ سلام على «حيدر طه» في الخالدين وسلام على كل الشرفاء والانقياء والاتقياء من قبيلة الصحافيين.
    ٭ نسأل الله أن يتقبله القبول الحسن ويسكنه فسيح جناته.
                  

03-11-2015, 05:22 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)
                  

03-24-2015, 05:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    بعض سيرة الأستاذ الصحافي والكاتب(حيدر طه عبده )


    - الميلاد : 16 نوفمبر 1948 بالخرطوم.
    - تلقى تعليمه في مدارس كمبوني إلى تخرجه ومنها إلى جامعة الخرطوم.
    - تخرج في كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية – علوم سياسية 1973.
    - التحق بوزارة الثقافة والإعلام – مساعد مفتش بالقسم التجاري في الإذاعة والتلفزيون .
    - ثم انتقل بعد عام إلى المكتب التنفيذي للوزير – قسم العلاقات العامة لمدة ثلاث سنوات .
    - التحق بوزارة الثقافة والإعلام – مساعد مفتش بالقسم التجاري في الإذاعة والتلفزيون ،
    - ثم انتقل بعد عام إلى المكتب التنفيذي للوزير – قسم العلاقات العامة لمدة ثلاث سنوات ،
    - ثم التحق بوكالة السودان للأنباء وعمل بها لمدة أربع سنوات .
    - درس القانون بجامعة القاهرة فرع الخرطوم حتى الامتحانات النهائية في السنة الرابعة ،
    والتي تأجلت بسبب الانتفاضة في مارس- أبريل 1985.
    - انتخب عضواً في مجلس النقابة عام 1978 ، وتولى مسئولية العلاقات الخارجية للنقابة .
    - بسبب صدام مع وزير الإعلام ، صدر قرار بإحالته للصالح العام في سبتمبر 1980 ،
    مع مجموعة من زملائه في نقابة الصحفيين بالخارج منذ 1991 بعد حل النقابات الشرعية .
    - تولى رئاسة صحيفة "البديل" لأربع سنوات حتى انقلاب الجبهة الإسلامية .
    - وخلال تلك الفترة عمل مراسلاً لمجلة "الشراع " البيروتية..حتى عام 1995.
    - في العام 1993 التحق بجهاز التحرير بصحيفة " الخرطوم " ،
    التي صدرت من القاهرة لأسباب قاهرة يعرفها الجميع .
    - وفي الفترة نفسها عمل في " إدارة الإعلام " بالسفارة القطرية،
    قبل مجيئه إلى أبوظبي ملتحقاً بصحيفة " أخبار العرب " في العام 2000 .
    - تم تعيينه نائب مدير للتحرير منذ 2002 حتى تاريخه.
    - نشر كتابين : الأول ( الأخوان والعسكر ) حول الجبهة الإسلامية والسلطة في السودان ،
    صدر عام 1993 ، والثاني :
    ( عندما يضحك التاريخ – الجيل الثاني وتراجيديا السياسة السودانية )
    وهو دراسة ورصد التكتيكات التي استخدمتها القوى السياسية في الصراع حول السلطة خلال عشرين عاماً .
                  

03-25-2015, 08:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    حيدر طه.. بين زمنين

    د. سيد قنات

    في مطلع عقد الثمانين من القرن المنصرم.. قرر حيدر طه أن يواجه دكتاتورية النظام في عقر داره..
    وبالوسائل السلمية.. الانتخابات.. فخاض انتخابات نقابة الصحفيين آنذاك.. متصدرا مجموعة كانت تؤمن بأن تكون الصحافة حرة أو لا صحافة..

    وفي مواجهة السلطة بكل صلفها وصولجانها.. وفي منازلة قائمة ضمت من ضمت من نجوم الصحافة في ذلك الزمان..
    ممن برزوا على صفحات صحف ذلك الزمان.. ورغم أن حيدرا كان بلا نجومية.. فقد كان صحافيا بوكالة السودان للأنباء..
    يعمل من خلف الكواليس.. فقد قهر أولئك النجوم.. بكل نجوميتهم..
    بل وبكل السند السلطوي الذي كان يدعمهم.. ولكن السلطة التي صبرت على إجراء الانتخابات.. وصبرت على أن تدار بحياد.. لم تصبر على النتيجة الصادمة.. فألغت كل شيء.. بزعم زاعمهم أن القائمة الفائزة قائمة شيوعيين.. وكفار.. ولم تكتف السلطة آنذاك بذلك.. بل كانت تنتظر حيدر طه.. ذلك الفتى الجسور.. الذي تجاسر على السلطة ونجومها.. هدية خاصة.. فقد تم فصله تعسفيا من وظيفته بوكالة السودان للأنباء.. ولاحقا حرص حيدر على تبرئة الأستاذ مصطفى أمين المدير العام لوكالة السودان للأنباء يومها.. من جريرة فصله تعسفيا.. مؤكدا بوضوح أن الذي فصله.. واحد كان من ذلك النوع الذي يدبج التقارير المعنونة بعبارة.. كله تمام يا ريس.. ولأن تقريره عن انتخابات الصحفيين يومها كان بذات العنوان.. قبل ظهور النتيجة وانكشاف المستور بالطبع.. فقد قرر تصفية حسابه الشخصي عبر فصل حيدر طه..

    بل وكل القائمة الفائزة تقريبا.. المفارقة أن كاتب التقارير هذا.. يحاول أن يتسيد المشهد الآن عبر كتابات كثيفة.. وكتيبات كثيرة.. لا يفهم منها أحد شيئا.. والطريف أن فحواها.. كما يقول صاحبها.. أو صاحبنا.. نشر ثقافة الديمقراطية.. والترويج للحكم الراشد.!
    ولم يكن غريبا أنه حين نجح خيار الشعب السوداني وأنجز تغييره الثاني عبر الانتفاضة الشعبية في مارس- أبريل 1985 كان ذلك المجلس الذي قاده حيدر طه قبل ذلك بسنوات هو الذي يرتب للانتخابات الجديدة في ظل النظام التعددي.. باعتباره المجلس الشرعي المنتخب.. وحيدر لا يرضى إلا أن يسجل مفاجآته الخاصة في تلك الانتخابات.. أيضا.. فرغم وجود ثلاث قوائم متنافسة في تلك الانتخابات.. أي أن نظرية تشتيت الأصوات حاضرة.. واحتمالها قائم بقوة.. إلا أن حيدر قد أحرز أعلى الأصوات.. وليست هذه هي المفاجأة الحقيقية.. بل تلك الإحصائيات التي أثبتت أن حيدرا قد حصل على عدد مقدر من الأصوات من خارج قائمته.. أي من القوائم المنافسة.. وهذه الحقيقة لا تقول أكثر من أن حيدرا.. كان نسيجا وحده.. ورغم كل هذا الذي يبدو ضجيجا وصخبا في حياة حيدر طه.. إلا أنه ظل محتفظا بهدوء غريب..

    لا يفارق نفسه وصوته.. وابتسامة لا تفارق شفتيه..
    حتى في طريقة رحيله عن الفانية.. فقد فعلها حيدر بهدوء.. مفاجيء لم يتوقعه أحد..

    اللهم ارحم حيدر طه وتقبله عندك وأكرم نزله وأحسن وفادته.. إنك عفو كريم.
                  

03-25-2015, 10:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    نعم..


    ما المَوت للإِنسان إلا نقلة وَحياة أَخلافٍ من الأسلاف
    ما ماتَت الأسلاف موت حقيقة بَل إِنَّها لتعيش في الأخلاف

    ما كنت أحسب أني لن أرى الحبيب الجميل حيدر في هذه الفانية مرة أخرى،
    ما كنت أظنه سيمضي بهذه السرعة إلى دار البقاء..
    ترجل ذلك الشامخ دون أن يمنحنا فرصة للوداع وكان بيننا موعد لم يتم لأننا صدَّقنا هذه العبوس بأن في مقبل الأيام متسع.

    يا حيدر ، والله لا أعرف ماذا أكتب لكن فقط أتمنى على الله أن يجمعني بك في دار تشبهك حيث لا ضغينة ولا نفاق ولا غل ولا ألم ولا نَصَب ..
    ألتقيك وكردمان وأكرم وجلابي والمنتصر وكل رفاق الزمن الجميل من الأنقياء الراحلين فلم تعد هذه الزائلة
    تستحق التعلق بها وإن كنا نعزي النفس بصحبة من بقي من الأصفياء..
    تقبل تعازينا يا شقليني في هذا الفقد الساحق .. أعزيك وأختنا العزيزة المكلومة أماني لقمان وأخي أحمد طه والخالة العزيزة
    نفيسة المليك التي تفقد اليوم أكرما آخر، أعزي الأشقاء فيصل محمد صالح المنذر ابوالمعالي وساطع الحاج
    والفاتح سليم وكل الباكين بدمع يحرق المآقي لفراق أخ أكبر علمنا الكثير ولم ينتظر لنوفيه بعض الدين.

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    إنا لله وإنا إليه راجعون

    يا إلهي ، يا أكرم الأكرمين ،اغفر لحبيبنا حيدر وارحمه واجعله في عليين..
    آمين ..
    محمد المرتضي حامد
                  

08-31-2015, 07:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    حيدر طه..ذكرى خالدة

    نشرت يوم 31 أغسطس 2015


    عبد الله الشيخ

    الاستاذ الصحفي حيدر طه عبد اللطيف، صاحب الابتسامة التي لا تنطفئ..حيدر النّاصري، كان له في خدمة الشعب عرق


    كان ملاكاً في هيئة انسان..انساناً مثابراً نادر المثال،بعث فينا أملاً في الغد الرحيب،وحبّب إلينا إرادة التغيير...عاش بين الناس مثل نفحة عطر ،ورحل .. أقامت لجنة تأبين الفقيد لقاءاً في ذكراه،ويا لها من ذكرى أزاحت اثقالاً من الأحزان.

    تلاقى احبابه وعارفي فضله، فامتلأ المكان بالصدى، صدى ذكريات الفقيد معهم في دروب الحياة المتعرّجة،، فتبددت فكرة الموت وانقلبت حالة الأسى الى إحتفاء بهيج بسيرة الرجل العطرة.. ومثل حيدر لا يموت، فهو من القلائل الذين يصدق فيهم كل طيب الثناء، وكل ما يمكن أن يقال في حقه من عبارات الشكر والعرفان، يُعد قليلاً و لا يرقى الى مستواه من دماثة الخلق وطيب المعشر و نقاء السريرة.. ولد حيدر طه في نهاية الاربعينيات، وتخرّج في بداية السبعينيات من الجامعة، وكان حاضراً في كل الاحداث الوطنية، منذ أكتوبر 64 وحتى رحيله المفاجئ في غربته، التى انتهت به الى دولة الامارات العربية المتحدة..كان حيدر السياسي والصحفي، مثالاً لشجاعة الموقف وصدق التوجه ونكران الذات..كان قلماً رصيناً يمارس السياسة والصحافة كطقس تعبّدي مقدس، و بمحبة خالصة للآخر.

    حيدر طه،انسان خال تماماً من النرجسية، يسبر غور القضايا الوطنية بتجرد، فلا تكاد تتلمس موقفه الحزبي ، لكونه يغوص عميقاً في البحث عن الحلول، لا يشغله عن ذلك الهدف غير شاغل الهم الوطني ..كان فرقاء السياسة يلتقون عند صخرته، فقد كان حكيماً واشتراكياً بالفطرة،، لا اشتراكياً كتلك التي تُقرأ في بطون الكتب، أو تلك التي تقال فوق المنابر، وإنما كان يجسدها..هكذا كان دأبه بين الناس.. جاء تكريم حيدر طه، أمس الأول بقاعة الشارقة، و كما قال أخاه الأكبر، بمثابة تكريم لكل إنسان"نظيف" في هذا البلد.. وقد طرحت في تلك الذكرى تساؤلات عديدة، لعل مجالس السودانيين تتوقف عندها، فهي أسئلة لا مناص منها ، لخصيصة الجاثمين فوق صدور الناس... لماذا تلفُظ هذه البلاد الطيبة بنيها الابرار ، وترمي بهم بعيداً عن ترابها..وإلى متى تقسر هذه "الاوضاع" ابناء البلد الخيرين النابغين على المهاجر، فتتلقّفهم دولاً أخرى تستفيد من خبراتهم، بينما يحتاجهم هذا الوطن..!؟ وماذا جنينا من مشروع التمكين الذي تسبب في غربة حيدر طه وأمثاله، لم تكن جريرتهم سوى أنهم أحبوا هذا البلد..؟ مثل كثيرين، غادر حيدر طه ارض الوطن ، إثر فورة التمكين الاخوانية، فخلف من بعده خلف "أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"، فهو ــ حيدر طه ــ الحائز على أعلى الأصوات في إنتخابات نقابة الصحفيين السودانيين أيام الديمقراطية، وقد انتخب عضواً بالمكتب التنفيذي للنقابة حتى حل النقابة في الثلاثين من يونيو،، وهو الكادر الاعلامي المتميز والعقل مستنير، الورِع و الحصيف و الأديب، الذي لم يجترح كلمة أو لوماً في حق أحد..كم كان استاذاً و معلِّماً لنا،ولهم أيضاً ، في صمته و صدقه و صبره، واحتماله للآخر، وكم يتعذر علينا الآن، اصطياد ازاهيره.

    رفد حيدر طه المكتبة السودانية بكتابين هما " الأخوان والعسكر" ، و"عندما يضحك التاريخ ، الجيل الثاني.. وتراجيديا السياسة السودانية"، وستصدر للفقيد العظيم كتب أخرى، على يد رفيقة دربه، الأستاذة الصحفية أماني لقمان.. ألا رحم الله فقيد الصحافة والسياسة السودانية ، الاستاذ حيدر طه.. اللهم اجعل نزله الفردوس الاعلى، وأجعل غربته التي عاشها من أجل خلاص هذا الشعب ،تاجاً فوق رأسه .. تحية وسلاماً على هذا الروح الشفيف في العالمين..
                  

09-01-2015, 02:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    د. أحمد عكاشة...ينعي حيدر طه

    ما انكأ الكتابة بالدمع الذى ينهمر من حويصلة الحزن الأسيف !فأنا أكتب

    عن رحيل صديقى الجميل حيدر طه عبداللطيف !ابن الحى الذى يجاورنا ورقمها المميز وجزء عزيز من يفاعة الصبى وعسف المهنة وفساوة النضال !
    !المؤلم حقا اننى تلقيت خبر رحيله المفاجئ وانا اغادر سماحة المكان الذى ودعه الى العلى الرحيم ,,

    عرفته في ذلك الزمان الوثاب ونحن في رحلة البنيان الفكرى والبحث عن ساحل اليقين ومرافىء الثورة المرام !!هو كان قد حط رحاله باكرا عند القوميين العرب واشرعتى تركتها ماهلة يسارا !يجمعنا في تواد مزامير حينا الرحيب املأ واشراقا فبل ان تسرقنا السنون وترمى بنا نحو اللا تلاق!!اليوم أتذكر فضله والجميل الفاتح المرضى حين بدات من (الأيام )فك اسر (نقابة) مدفونة بعمد!!اسررته الفكرة وعالجها بابتسامته البانعة وسمته المتواضع غير عابئا بفارق العمر منصتا بجمال (أمض ونحن معك) !!في الليل اذهب الى ديرتهم (يتهرب)الأرزقية ويتصدر ابن الحى لنحى عظما ونهد كتفا وحيدر هناك والفاتحين المرضى وابن سيد احمد والشاهق محيسى والربيع الشنبلى بفضله فقط صار لنا منحى في ديار سميت بوكالة مؤجرة للإمبريالية وقتذاك!!!
    رحمك الله أيها الثورى النبيل ومن سبقك فكنت قد ادخرت تفاصيلا نرويها ونجدد ذكريات (انسهكت) بتراب الغربة والحزن المقيت !!
                  

09-03-2015, 04:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله على ما قدر وحكم وقضى
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمةً للعالمين ، وقائد الغر المحجلين لجنات رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

    السادة الكرام / إخوة الفقيد العزيز حيدر طه
    السيدة الكريمة / أمانى لقمان زوجة الفقيد ورفيقة دربه
    الإبنة الكريمة / مريم حيدر طه
    السادة الكرام / الجمع الكريم من أصدقاء وأحباب وأخوة وزملاء الفقيد العزيز حيدر طه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يجتمع جمعكم اليوم لتأبين المرحوم والمغفور له بمشيئة الله الأستاذ الجليل (حيدر طه عبداللطيف) وقد درجت الأمم المتحضرة والمجتمعات السوية الفطرة والطوية والسريرة إبتداءاً على تقدير وتكريم الأحياء من أبنائها الذين عملوا وقدموا وأفادوا أممهم وشعوبهم ومجتمعاتهم وربما البشرية جمعاء فى شتى مجالات ومناشط الشأن العام الدينية والعلمية والعملية والسياسية والإقتصادية والثقافية والرياضية والفنية والإجتماعية ، وتأبين من إنتقل منهم للدار الآخرة ، وفاءاً لما قدموه ، وتخليداً لذكراهم ، وحرصاً على التأكيد والتذكير بما عملوا للأخرين من أجل المصلحة العامة للأمة والمجتمع متجاوزين النظرة الأنانية الضيقة التى هى من سمات التخلف . وهل ينصلح حال المجتمعات والأمم والشعوب إلا بالعمل الجاد من أبنائها من أجل التقدم والرفعة للأمة والمجتمع فى شتى ضروب الحياة ، والتكاتف بين أفراد المجتمع ، والشعور بالآخرين والعمل على حل مشاكلهم مما يعود على الجميع بالخير والمصلحة .

    ولعل تكريم الأحياء من أفذاذ الأمة وتأبين من إنتقل منهم للآخرة يتماشى فى السياق مع الحديث المروى عن أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) .


    لقد كان فقيدنا العزيز سوداني أصيل، نشأ فى تربة صالحة، وتشرب أخلاق أبناء السودان الأصيلة ، شاركهم فى جميع مناشط حياتهم ، كان رياضياً بارزاً بفريق إتحاد ثلاثة (أو الدينمو) مما أهله للعب لنادى النيل العاصمى عندما كان بالدرجة الأولى مع المريخ والهلال والموردة وبرى ، وكان طالباً متفوقاً فقد تخرج فى جامعة الخرطوم فى أوائل السبعينات بمرتبة الشرف من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية . وقد كان مهموماً بالشأن العام منذ فجر صباه ، و كان من الرعيل الأول من قادة الحزب الناصرى السوداني، فقد عاش فجر صباه وشبابه فى الخمسينات والستينات أيام بزوغ نجم القائد العربى الراحل جمال عبد الناصر أشهر قادة وزعماء دول عدم الإنحياز ، وحركات التحرر من ربقة الإستعمار الغربى الذى جثم على صدر بلاد أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية لفترات تراوحت مابين الأربعمائة عام إلى ستين عاماً ، أسر عبدالناصر وجدان العرب ، وإنحازت له الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج فقد كان منحازاً لها وصادقاً فى تبنى قضاياها ، وأهمها قضية التحرير . فنشأت الأحزاب الناصرية فى كثير من الأقطار العربية متبنية فكره ورؤاه ، ولا ندرى ما كان سيكون حالنا مع العدو الإسرائيلى لو لم يظهر عبدالناصر ورفاقه فى مطلع الخمسينات .

    وأظهر الأستاذ / حيدر طه نجاحاً فى عمله المهنى تكلل فى فترة عمله فى وكالة السودان للأنباء بتقديم زملاءه له ليكون عضواً فاعلاً فى مجلس نقابة الصحفيين حارساً من حراس المهنة أولاً ومنافحاً عن حقوق أفرادها ، وواصل هذا الشأن عندما إنتقل للقاهرة فى فجر التسعينات .
    إختصاراً كان الأستاذ / حيدر طه رجلاً ناجحاً فى حياته العلمية والعملية والإجتماعية وناجحاً فى العمل العام والشأن العام ،


    كان الأستاذ / حيدر طه رجلاً نبيلاً عاش حياته بإيمان وصدق وكفاح وشرف ، مستمسكاً بكل القيم النبيلة ، والأخلاق الحسنة ، والمعاملة الطيبة ، باذلاً كل ما تحصله من المعارف والعلوم والخبرات في سبيل العمل الجاد من أجل الوطن والمجتمع ، وكذلك في حياته الخاصة مع أهله وأصدقائه ومعارفه و في عمله كصحفي وإعلامي يؤمن أن الإعلام أداة من أدوات التنوير و تربية المجتمع والحث على القيم الفاضلة والأفكار التي تدعو لنهضة المجتمع وتطوره وتنمية ونهضة الوطن والأمة . إذا صلح وأدى رسالته بصدق كان خير معين في سبيل نهضة وتقدم المجتمع والوطن والأمة في شتى المجالات ، وجمع الناس على القيم النبيلة ، وأرسى العدالة والتراحم بين الناس. كذلك عمل في السياسة بكل هذه القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة.
    كان حيدر طه صادقاً مع ربه ونفسه ، شجاعاً في قول كلمة الحق ، صلباً في المواقف التي تدعو إلي خير الناس ومصلحة الجماهير وأبناء الوطن والأمة ، منافحاً بقلمه عن الحق والضعفاء ، عادلاً في تناوله للقضايا السياسية و الاجتماعية ، منصفاً لا يطلب الإنتصار لرأيه بالبهتان والزور ، أميناً في ما يكتبه ، لا ينظر لمصلحة شخصية ، كريماً ، عفيفاً ،ودوداً ، باسماً ، حلو المعشر ،مولعاً بالمعرفة ، طائعاً لربه ، لن أنسي بمشيئة الله ما حييت أياماً مباركة قضيناها معاً في الأراضي المقدسة فى حج عام 2006م بمكة ومنى وعرفات طائعين مخبتين مؤدين لشعائر الحج لبيت الله ، سائلين الله القبول والرحمة والمغفرة .
    وكم هي سريعة الأيام والليالي في تعاقبها ، لقد مضت ستة أشهر منذ أن فارقنا الأخ الحبيب والصديق والقريب نسباً وروحاً وفكراً ومودة الفقيد العزيز الأستاذ حيدر طه ، عاش بين الناس رجلاً سمحاً ، كان سمحاً باسماً إذا قابلك، وسمحاً باسماً إذا تكلم معك سواء كان ذلك عياناً أو عبر وسائل الاتصالات الحديثة ، تكاد بسمته تتراءى لك عبر الجوال، كان سمحاً إذا تبادل معك النقاش في موضوع ما ، مع سعة صدر تفيض سماحةً وأدباً وهدوءً ، كان سمحاً إذا أعطى،وسمحاً إذا أخذ ، وسمحاً إذا إختلف معك في الرأي والرؤى ، وعلمنا أنه كان سمحاً مع زملائه في العمل رؤساء أو مرؤوسين ، وكان رجلاً سمحاً مع أهله وإخوانه وأخواته ، وكان أباً سمحاً مع أمل ومريم ، كان ذلك عليه يسير ،فقد كان رجلاً مؤمناً ، وتجلت فيه الصفات التي ذكرها رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث جابر ...

    ( عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحم الله عبداً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا إشتري ، سمحاً إذا إقتضي ) وهل السماحة في معاملة الغير إلا بيع للآخرين لبضاعتك من أخلاق وأفكار ، وهل تقبلك الآخر بسماحة وسعة صدر حتى لو كان مختلفاً معك فى الفكر إلا صبراً وشراء لبضاعة الآخر ، وهل حسن التعامل مع الآخرين عند إختلاف وجهات النظر والرؤى إلا سماحة تقاضى أمام عدل الله هنا وهناك ، وعدل المنطق بين الناس دون إيذاء . اللهم نسألك أن ترحمه بحق نبيك الكريم ، الذى سأل الله الرحمة لمن كان سمحاً في معاملة عبادك وعبيدك .
    أقول للحبيب حيدر ، لقد إفتقدك أهل السودان ، جندياً صلباً في الوقوف منافحاً عن حقوقهم ، وقلماً شجاعاً لا يخشى لومة لائم في ميدان المطالبة بالحق والعدل للناس ، وعقلاً نيراً من أجل غد أفضل وفجر مشرق لأبناء السودان وأجياله القادمة ، وأفتقدك زملاؤك وأصدقاؤك روحاً شفافة، ومنطقاً سوياً بين الجميع ، وفكراً ثاقباً في جل الأمور ، وإفتقدك زملاء العمل رباناً ماهراً ، وإدارياً ناجحاً، وأخاً كريماً ، وإفتقدتك المكتبة الثقافية السودانية قلماً صادقاً يوثق بصدق لتاريخ الأمة ، وإفتقدتك ردهات الساحة السياسية السودانية فكراً وموقفاً ونبلاً ، وإفتقدك إخوانك وأخوتك أخاً وصديقاً وأباً ، به يستأنسون ولرأيه ونصحه يلجئون ، وافتقدتك زوجك أماني رفيق درب ، وأستاذ مهنة ، وصديق ناصح في العمل والحياة ،وسند وعضد في خضم دروب الحياة ، وإفتقدتك أمل ومريم أباً رؤوفاً ، وأخاً أكبر ، وصديقاً ناصحاً . وافتقدناك أخاً أكبر ، وصديقاً فريداً، وناصحاً خبيراً ، وقدوة مكللة بأرفع أكاليل وأوسمة النبل والأخلاق والشجاعة والصدق والوفاء والإيمان والحكمة (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) صدق الله العظيم
    يموت النبلاء وتظل أعمالهم ومآثرهم حية بين الناس ..
    .
    ستظل حياً في فكر ووجدان رفاقك الناصريين ، و أصدقائك المقربين، وكل الإعلاميين الشرفاء،
    ستظل حياً في فكر ووجدان زملائك في (اخبار العرب) الإمارتية ، وجميع معارفك في العالم العربي،
    ستظل حياً في فكر ووجدان أشقائك على و أحمد وعباس وعرفات وحمزة ووشقيقاتك وأهلك وأبنائهم ...
    ستظل حياً في فكر ووجدان أصهارك أشرف لقمان وجمال لقمان وبشير المصباح وعلى بشير وأهلهم..
    ستظل حياً في فكر ووجدان أمل ومريم وزوجتك الفاضلة أماني لقمان ....
    ستظل حياً في فكرنا ووجداننا ...
    ستظل خالداً في ذاكرة الشعب السوداني بمؤلفاتك وكتاباتك ومواقفك ..

    وكما عاش الأخ والصديق العزيز الأستاذ( حيدر طه عبداللطيف) هادئاً مسالماً سليم القلب ، صعدت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى فى هدوء وسلام في صبيحة الخميس السادس والعشرين من فبراير لعام 2015م ، اللهم كما ترفقت به ترفق الحبيب بحبيبه عند الشدائد ، وقبضت روحه فى يسر ، نسألك اللهم أن تمن عليه بعظيم غفرانك وواسع رحمتك وكريم عفوك وصفحك وتجاوزك ، وأجعل إلى الجنة مآله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
    اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ، آمين

    و { إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }

    الفضلى محمود الفضلى
                  

09-03-2015, 09:27 PM

Faisal Saad
<aFaisal Saad
تاريخ التسجيل: 08-23-2015
مجموع المشاركات: 155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    اللهم اكرمه بواسع الرحمة و المغفرة
    و الهم اهله و احبابه الصبر الجميل..
                  

09-06-2015, 05:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: Faisal Saad)

    كلمة الدكتور احمد محيسى

    فى تابين الفقيد حيدر طه

    الخرطوم 29/8/2015

    الحمة لله الاول بلا ابتداء الاخر بلا انتهاء . المنفرد بقدرته ، المتعالي في سلطانه ، الذي لاتحويه الجهات . ولاتنعته الصفات ولاتدركه العيون . ولاتبلغه الظنون . الباديء بالاحسان . العائد بالامتنان. الدال علي بقائه بفناء خلقه، وعلي قدرته يعجز كل شيء سواه المغتفر اساءة المذنب ، وجهل المسيء بحمله. الذي جعل معرفته اضطراراً وعبادته اختياراً وخلق الخلق من بين ناطق معترف بوحدانيته، وصامت متخشع لربويتيه، لايخرج شيء من قدرته ، ولايعزب من رؤيته الذي قرن بالفضل رحمته. وبالعدل عذابه، فالناس مدينون بين فضله وعدله، آذنون بالزوال ،آخذون في الانتقال ، من دار بلاء الي دار جزاء
    حيدر طه- اعد المشرفية والعوالي
    السلام عليكم
    نجتمع اليوم نحن زملاء الفقيد حيدر طه واصدقاؤه وبعض اقاربه وعارفي فضله، بل وقراؤه لتأبين رجل نادر المثال، ولكل منا تجربته التي عرف فيها حيدر فقد تميزت شخصيته بالثراء الثقافي والانساني ..
    عرفت حيدر في الثمانينات ،كما عرفه الكثيرون لشخصية عامة، درس في كمبوني الثانوية . وجامعة الخرطوم ثم التحق للعمل بوزارة الاعلام ،منها امتهن الصحافة، التي اثبت فيها كفاءة مهنية اهلته لأن يختار عضوا ثم نقيباً للصحفيين في فترة من ادق وأخصب وأخطر الفترات في تاريخ الوطن السياسي.ذلك بعيد الانتفاضة ، وماكان للرجل ان يتسلم ذلك المنصب لولا كفاءته الاكاديمية والمهنية والخلقية فضلاً عن مواقفه الوطنية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل شيء.
    ثم ما لبث أن تغير الحال في بلادنا فانتقل حيدر الي مصر وتولى امر النقابة الشرعية ومن ثم عمل بصحيفة الخرطوم - وبالسفارة القطرية في القاهرة كذلك وتلك سنوات اتسمت بالقلق وعدم الاستقرار ، بعدها شدّ الرحال إلي ابوظبي حيث عمل في صحيفة اخبار العرب. التي كانت تكافح لتجد لها قراء تنافس بهم الصحف الراسخة كجريدة الاتحاد والخليج . وضع حيدر خبرته ومهنيته التي لاتجارى . وتفانيه في المهنة التي احبها حتي انتشل الصحيفة بدعم من مالكها وزملائه من وهدتها وقد غيّر اسمها إلى »الوطن« وما انفك يعمل على تطويرها حتى وافته المنية.
    في ابوظبي جمعتني علاقة العمل وجيرة السكن مع حيدر ،وكانت تلك الجيرة نعمة كبيرة علىْ نبهتني إلى خسارتي القادحة بفقده ، اذ أن حيدر كان مجموعة »محاسن« لعدد كبير من البشر اودعها الله في حيدر .
    لقد كان حيدر ثروة بحق، علي الصعيد المهني والإنساني والخلقي توطدت العلاقة بيننا حتى احسست انه اصبح اخاً لي. وتلك نعمة كبرى في بلاد المهجر ايا كانت.
    من صفات حيدر التي الفت إليه الناس . حبه لوطنه ولمهنته ووفاؤه لاصدقائه .وبشاشته الدائمة . وترحابه المستمر حتى لتحسب الحديث النبوي » وتبسمك في وجه أخيك صدقة«إنما تجسد فيه لقد كان حيدر مهموما بالوطن ومايجري فيه،يتابع اخباره لحظة بلحظة، ولم يكتف بالآراءالشفهية والتحليلات الفطيرة العجولة وإنما الف اربعة كتب عن الوطن وقادته وسياسته .بذل في تلك الكتب جهدا كبيرا والتقى الرئيس الاسبق جعفر نميري عشر مرات في سبيل الاعداد لاحد كتبه، ان القاريءلكتب حيدر لايملك الا أن يقف عن قدرته الفائقة على التحليل الصائب وقدرته على قراءة الاحداث وتفسيرها في لغة يمكن ان توصف بالسهل الممتنع.
    كان لحيدر قدرة مذهلة علي تنظيم وقته اذ رغم ظروف عمله الشاقة كمدير لتحرير جريدة الوطن والاشراف علي صحيفة انجليرية .......اصدرتها دار الوطن فقد كان قادراً على تنظيم وتوفير بعض الوقت للقراء مكتبته العامرة او لزيارة اصدقاءه
    واني لاذكر بشجن خاص ان كلفني الزملاء الصحفيين بابوظبي لأن أرتب وانسق زيارات اسبوعية لشيخ الصحفيين السودانيين الاستاذ »عبدون سعيد « الذي اقعده المرض في داره.
    كان حيدر نجم تلك اللقاءات والتي كان يؤمها من الزملاء - دون حصر - الدكتور مرتضي الغالي، ويحى العوض والمرحوم عبدالله الجبلي ،معالي ابوشريف وحسينون وآخرين كان حيدر نجم المجموعة بلا منازع وينبوعاً ثرا للآراء والاخبار الطازجة بحكم مهنته يثري اللقاءات بتعليقاته الذكية التي تعبر عن تنوع معارفه
    ومن صفات حيدر الآسرة البشاشة وقد صح قول الشاعر:
    تراه اذا ماجئته متهللا
    كأنك معطيه الذي أنت سائله
    يلقاك دائماً باسم الوجه كأنه لم ير في الدنيا غير وجهها الحسن فتنتقل ابتسامته تلقائيا لمن يلقاه وتلك من نعم الاله على حيدر ،فهي نعمة افاض بها حيدر على كل من يلتقيه من الناس.
    الصحافة مهنة المتاعب كما يقال غير أن حيدر ...........................صحيفة الوطن التي زاملته فيها كان حيدر يقوم بمعظم العمل فيها حتى تبوأت الصحيفة مكانها اللائق بين صحف الإمارات
    وبعد فقد فجعت بلادنا بغياب حيدر وغياب عبدالله الجبلي واخيراً مكي ابو قرجه، كما فقدت خلال السنوات الماضية بالعديد من ابنائها الميامين في مختلف الميادين وفي وقت احوج مانكون فيه لرجاحة عقولهم وسداد آرائهم وصدق وطنيتهم ولكن تلك مشيئة الله وسنته في خلقه ولاراد لقضاه ،غير ان ثقتنا في شعبنا كبيرة. وغداً سيخرج من بين انقاض الكارثة كثيرون من امثال حيدر ومكي وزملاء آخرون مثل فيصل محمد صالح والدكتور مرتضي الغالي ومعالي ابوشريف وعوض دكاني ومحمد راجي واخرون زملاء وزميلات ولابد في هذا المقام الحزين من الاعراب عن التقدير للاستاذةالصحفية القديرة أماني لقمان زوجة الفقيد التي وقفت بجانبه طيلة حياته القصيرة الحافلة ،وكانت سنده الحقيقي في الحياة ، وهيأت له من الطروف مامكنه من مواصلة عمله الشاق وتأليف كتبه بل انها تقوم حاليا باعداد آخر كتبه للمطبعة وهي بالطبع خير من يقوم بذلك فلها التحية والتجلة،ولانشك في أنها بحكمتها ورجاحة عقلها وخبرتها ستقود طفلتيها - أمل - ومريم - إلى بر الامان . رغم الغياب الفاجع لوالدهما .
    ويعد فقد - حيدر المشرفية والعوالي ،لكنه خر صريعاًِ ذات صباح باكر وحيداً في غربته بعيداً عن وطنه الذي احب، واصدقائه وعارفي فضله الكثر مخلفاً احزاناً لانهائية بكل اؤلئك ..
    اللهم أرحم حيدر وانزله منزلة الصديقين والشهداء . وعباده الصالحين،فقد كان رجلاً صالحا ًبحق وإنا لذاكروه طويلا .. وذاكروه جميلاِ.
    إن لله وإنا إليه راجعون
    والسلام عليكم
    الدكتور احمد محيسي
                  

11-21-2015, 05:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    حيدر طه..ذكرى خالدة

    نشرت يوم 31 أغسطس 2015





    عبد الله الشيخ

    الاستاذ الصحفي حيدر طه عبد اللطيف، صاحب الابتسامة التي لا تنطفئ..حيدر النّاصري، كان له في خدمة الشعب عرق


    كان ملاكاً في هيئة انسان..انساناً مثابراً نادر المثال،بعث فينا أملاً في الغد الرحيب،وحبّب إلينا إرادة التغيير...عاش بين الناس مثل نفحة عطر ،ورحل .. أقامت لجنة تأبين الفقيد لقاءاً في ذكراه،ويا لها من ذكرى أزاحت اثقالاً من الأحزان.

    تلاقى احبابه وعارفي فضله، فامتلأ المكان بالصدى، صدى ذكريات الفقيد معهم في دروب الحياة المتعرّجة،، فتبددت فكرة الموت وانقلبت حالة الأسى الى إحتفاء بهيج بسيرة الرجل العطرة.. ومثل حيدر لا يموت، فهو من القلائل الذين يصدق فيهم كل طيب الثناء، وكل ما يمكن أن يقال في حقه من عبارات الشكر والعرفان، يُعد قليلاً و لا يرقى الى مستواه من دماثة الخلق وطيب المعشر و نقاء السريرة.. ولد حيدر طه في نهاية الاربعينيات، وتخرّج في بداية السبعينيات من الجامعة، وكان حاضراً في كل الاحداث الوطنية، منذ أكتوبر 64 وحتى رحيله المفاجئ في غربته، التى انتهت به الى دولة الامارات العربية المتحدة..كان حيدر السياسي والصحفي، مثالاً لشجاعة الموقف وصدق التوجه ونكران الذات..كان قلماً رصيناً يمارس السياسة والصحافة كطقس تعبّدي مقدس، و بمحبة خالصة للآخر.

    حيدر طه،انسان خال تماماً من النرجسية، يسبر غور القضايا الوطنية بتجرد، فلا تكاد تتلمس موقفه الحزبي ، لكونه يغوص عميقاً في البحث عن الحلول، لا يشغله عن ذلك الهدف غير شاغل الهم الوطني ..كان فرقاء السياسة يلتقون عند صخرته، فقد كان حكيماً واشتراكياً بالفطرة،، لا اشتراكياً كتلك التي تُقرأ في بطون الكتب، أو تلك التي تقال فوق المنابر، وإنما كان يجسدها..هكذا كان دأبه بين الناس.. جاء تكريم حيدر طه، أمس الأول بقاعة الشارقة، و كما قال أخاه الأكبر، بمثابة تكريم لكل إنسان"نظيف" في هذا البلد.. وقد طرحت في تلك الذكرى تساؤلات عديدة، لعل مجالس السودانيين تتوقف عندها، فهي أسئلة لا مناص منها ، لخصيصة الجاثمين فوق صدور الناس... لماذا تلفُظ هذه البلاد الطيبة بنيها الابرار ، وترمي بهم بعيداً عن ترابها..وإلى متى تقسر هذه "الاوضاع" ابناء البلد الخيرين النابغين على المهاجر، فتتلقّفهم دولاً أخرى تستفيد من خبراتهم، بينما يحتاجهم هذا الوطن..!؟ وماذا جنينا من مشروع التمكين الذي تسبب في غربة حيدر طه وأمثاله، لم تكن جريرتهم سوى أنهم أحبوا هذا البلد..؟ مثل كثيرين، غادر حيدر طه ارض الوطن ، إثر فورة التمكين الاخوانية، فخلف من بعده خلف "أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"، فهو ــ حيدر طه ــ الحائز على أعلى الأصوات في إنتخابات نقابة الصحفيين السودانيين أيام الديمقراطية، وقد انتخب عضواً بالمكتب التنفيذي للنقابة حتى حل النقابة في الثلاثين من يونيو،، وهو الكادر الاعلامي المتميز والعقل مستنير، الورِع و الحصيف و الأديب، الذي لم يجترح كلمة أو لوماً في حق أحد..كم كان استاذاً و معلِّماً لنا،ولهم أيضاً ، في صمته و صدقه و صبره، واحتماله للآخر، وكم يتعذر علينا الآن، اصطياد ازاهيره.

    رفد حيدر طه المكتبة السودانية بكتابين هما " الأخوان والعسكر" ، و"عندما يضحك التاريخ ، الجيل الثاني.. وتراجيديا السياسة السودانية"، وستصدر للفقيد العظيم كتب أخرى، على يد رفيقة دربه، الأستاذة الصحفية أماني لقمان.. ألا رحم الله فقيد الصحافة والسياسة السودانية ، الاستاذ حيدر طه.. اللهم اجعل نزله الفردوس الاعلى، وأجعل غربته التي عاشها من أجل خلاص هذا الشعب ،تاجاً فوق رأسه .. تحية وسلاماً على هذا الروح الشفيف في العالمين..
                  

11-21-2015, 06:30 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: الكيك)

    Quote: ولحكمة يعلمها الخالق بقي علي قيد الحياة خاملي الذكر, واللصوص , واكلي السحت ,وهاتكي العروض, ومزوروا االتاريخ, ذهب الذين يعطون الحياة معني وقيمة, وظل الذين يخصمون منها كل معني وقيمة, رحم الله حيدر طه فأنه فقد امة ,وفقد] وطن , رحمه الله رحمة واسعة , وادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداءولآسرته ,وعارفيهوالصبر والسلوان.


    اوجز محيسي واوفي فقد اعطي حيدر لحياتنا قيمة , كان فعلا كما وصفة استاذنا محجوب ابراهيم قديسا لم يطلب من هذه الدنيا متاعا ..... من من معارف حيدر وجده عابسا ؟ كان رجلا قنوعا مبدئيا منحازا للسودان وانسانة في حراكه اليومي.
    كان انسان ببنية اخلاقية عالية ومكلفة .
    لقد افتقدنا صديقا مخلصا ووفيا وافتقدنا استاذا بمواصفات عالية وافتقدنا مناضلا شرسا , ولكن افتقدتة اسرتة الصغيرة ايضا .... افتقدتة اماني الشجاعة ايضا وبناتة وكما قالت لي اشراقة لقمان ان حيدر لم يكن نسيبا تقليديا فقد كان كل شئ في حياتنا .
    رحم الله القديس حيدروربنا يصبر اماني واسرتة الصغيرة واهلة واصدقائه وعارفي فضلة
                  

11-21-2015, 07:25 PM

ست البنات
<aست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر طه ....نسمة عبرت ...ولن تتكرر ..وداعا ...ت� (Re: بهاء بكري)

    كان انسانا حقيقيا وصحفيا بارعا ,

    طيب المعشر وخلوق .

    اللهم اجعل الفردوس مثواه.

    فقد عظيم !

    ست البنات.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de