من خواطر الناسك الملاحَق في مقدمة "كليلة ودمنة" و"حكاية صينيّة قديمة"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2014, 08:43 AM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من خواطر الناسك الملاحَق في مقدمة "كليلة ودمنة" و"حكاية صينيّة قديمة"


    ** "من خواطر الناسك الملاحَق في مقدمة "كليلة ودمنة" *و"حكاية صينيّة قديمة
    ---------------------------------------------------------------------------------

    لاهث الأنفاس في فوهة البئر تتعقّبني زمجرة سبع عنيد. أدسّ متاعبي ومخاوفي الجمّة في حلاوة أعناب كرمة أتعلّق بغصن منها عليه تتوقّف نجاتي.

    أنظر بين القطفة والقطفة فإذا أسفل منّي أربع أفاعٍ عظام تحتها تنّين. تتلوّى الحيّات طلباً للعُلى بخفّة أدخنةٍ سامة، وتتناوب مراقبتي بعين الختام المحتوم المتلمّظ في صحوه ومنامه بألسنة مشطورة.

    أهي حقاً أغصان نبتة هذه التي أتشبّث بأحدها، أم هي خيوط غواية نسجها عنكبوت الحياة العظيم؟ .

    ليس من جدوى للصراخ إذن بفم ملؤه الأعناب وخداع النفس وتعليلها بالأماني، ولامعنى لاستنجادي بأصحاب تلك الدلاء القديمة الملقاة عند حافة البئر، أولئك الّذين انقطعت أقدامهم عن ورود الماء الّذي غاض وجفّ منذ أمد
    بعيد. فإنّي لامحالة هاوٍ وٍهالك . وبعد قليل لن تبلغني زمجرة السبع المتحفّز عند حافة البئر، ولن يتناهى إلى مسمعي ثغاء الشياه في أودية أحلامي، ولن تحمل الريح التي لاقرار لها أهازيج أعراس بعيدة إلى دير اعتصمت به من غواية
    الدنيا. لن أرى الطير في السماء، ولا السمك في الماء، ولاوجوه صبايا حسان مطبوعة على صفحة النهر، ولاتفتح أكمام الزهر، ولامضارب قومي تحت رحابة السماء التي تنكمش الآن كما ينكمش الرداء، وتتجعّد كما تجعّدت جلود تلك الدلاء، وتتنآى عن فوهة البئر حيث أتأرجح مثل بندول الساعة ملتحماً بالكرمة مثل ضبّ عملاق. تتنآى السماء وتبهت في عينيّ زرقتها وتأخذ قبضتي في التراخي ليتلقفني فم الحياة، فم العنكبوت العظيم الذي يصنعنا ثمّ يطلقنا في المروج نسرح فيها ككباش الأضاحي إلى أن يحين أجل التهامنا.

    سأهوي لابسبب جرزين، أبيض وأسود، دائبين في قرض الغصن، بل لإكثاري من الأعناب حتّى ثملت فتراخت قبضتي.

    سأهوي جزاء تمسّكي بالغصن حتى أفلتت منّي لحظة النجاة دون أن أرفع رأسي وأنظر إلى أعلى ظناً منّي أنّ السبع رابض بانتظاري، مع أنّه يئس وهو يرى تعاقب الليل والنهار عليه وهو جائع فمضى يلتمس الصيد في مكان آخر.

    وحتّى لو لم يتزحزح السبع على تعاقب الأيام من موضعه عند حافة البئر، فمن المؤكد أن الأيام ستفعل فيه فعلها. فلن يكون ذات الكاسر الشرس الفتّي، بل سيكون مخضود الشوكة مهتوم الناب معوج البرثن عليلاً هدّه الإعياء والهرم، كما يهدّ الإعياء والهرم كلّ طاغية مستبدّ.

    سأهوي وأهلك في البئر لأنّ السبع المفترس قائمٌ في ذهني وحده، لاعلى حافة البئر. وقس على ذلك، ياقاريء خواطري، كثيراً من الأمور.

    عثمان محمد صالح

    ----------
    الهامش :

    * ( فلمّا فكرتُ في الأمر وعلمتُ أنّ هذا الإنسان هو أشرف الخلق وأفضله فيها، ثمّ هو، على منزلته، لايتقلّب إلّا في الشرّ ولايوصف إلّا به، علمتُ أنّه ليس من أحد له أدنى عقل يفهم هذا ثمّ لايحتاط لنفسه ولايعمل لنجاتها ويلتمس الخلاص لها إلّا وهو ضعيف الرأي قليل المعرفة بماعليه وله. ونظرتُ فإذا هو لايمنعه من ذلك إلّا لذّة حقيرة يسيرة من المَشرَب والمطعَم والشمّ والنظر والسمع واللمس، لعلّه يصيب منه طفيفاً لايوصف، سريعٌ انقطاعه وامتحاقه وزواله. فالتمستُ له مثلاً فإذا مثله مثل رجل ألجأه الخوف إلى بئر تدلّى فيها وتعلّق بغصنين نابتين على شُفرها فوقع رجلاه على شيء عَمَدهما فنظر فإذا هو بأربع أفاع قد أطلقن رءوسهنّ من أجحرتهنّ. ونظر إلى أسفلها فإذا هو بتِنّين فاغر فاه نحوه. ورفع بصره إلى الغصنين فإذا في أصولهما جرذان أبيض وأسود يقرضانهما دائبين لايفتران. فينما هو على ذلك يهتمّ بالحيلة لنفسه إذ نظر فإذا قريب منه كوارة فيها شيء من العسل، فتطعّم منه واشتغل بحلاوته عن التفكّر في أمره، ونسي الحيّات الأربع التي رجلاه عليها ولايدري متى يثرن به، أو إحداهنّ. ولم يذكر أنّ الجرذين دائبان في قطع الغصن، وأنّهما إذا قطعاه وقع في فم التّتِنّين فهلك. فلم يزل لاهياً ساهياً حتى هلك). المصدر : عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، دار الشروق، الجزائر، سنة1981، ص 73 و 74.

    ** ( طارد النمر ناسكاً. فأطلق الأخير ساقيه للريح لكنّه أشرف على شفا هاوية. وكان النمر يزمجر على بعد أمتار منه. عندها أبصر الناسك ساقاً لكرمة عنب نبتت
    تحت الحافة. لكن - وياللهول - كان هنالك في الأسفل نمر ثان ينتظر. متشبّثاً بالكرمة، تلفّت الناسك حوله فرأى عنقوداً من العنب، قطف منه وذاق طعمه : "ياله من عنب لذيذ"). المصدر: سيرقي قيردجيكوف، وضعٌ عالق، ترجمها من البلغارية : عثمان محمّد صالح.

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-27-2014, 09:48 AM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-27-2014, 11:03 AM)

                  

12-27-2014, 01:23 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من خواطر الناسك الملاحَق في مقدمة andquot;كليلة ودمنةandquot; وandquot;حكاية صيني (Re: Osman M Salih)

    هذا والسلام.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de