|
رأيت كما يرى النائم... بقلم تاج السر حسين
|
رأيت كما يرى النائم 12-27-2014 11:21 AM
شوارع العاصمة المثلثه (الخرطوم/ أم درمان/ بحرى) وحاراتها وأزقتها و(زنقاتها) محتشدة تفور وتمور بالجماهير الغاضبة شيبا وشبابا، رجالا ونساء، اذا رميت حبة ملح أو سكر على روؤس تلك الجماهير، فـأنها لن تصل الأرض .. جميعهم يهتفون بصوت هادر "يسقط يسقط نظام تجار الدين" . . "يسقط يسقط نظام المحتالين".
من بين تلك الجماهير انطلقت اصوات قوية تردد الأناشيد والأغنيات الوطنيه التى تلهب الحماس، ظهر محمولا على الأكتاف العملاق وردى بقامته المهيبة مغنيا (أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق) .. و(ياشعبا تسامى يا هذا الهمام) أعقبه محمد الأمين بصوته المميز (الثورة انطلقت) ومن بعده مصطفى سيد أحمد مذكرا الجماهير بمخازي النظام (عم عبد الرحيم)وأخواتها . ثم خرج (حميد) بقصائده النارية وتلى قصيدة جديدة لم يسمعها أحد من قبل .. ومن بعده القدال وأزهرى محمد على بآخر ما كتب (خمسة سنين كمان لى شنو)؟ والجماهير تردد من خلفه (دى ولا بتسوى ظلط).
ثم ظهرت على (الكادر) مسيرات ضخمة حيرت - قناة الجزيرة - لجماهير (مدنى) و(نيالا) و(عطبرة) و(الفاشر) و(بورتسودان) و(كسلا) و(كوستى) و(دنقلا) و(القضارف) و(شندى) وجميع مدن السودان شمالا وجنوبا، شرقا وغربا تملأ الساحات بذات الحجم، بعد أن فاض بها الكيل تهتف غاضبة " لن يحكمنا شاتم المزارعين" .. " لن يحكمنا الفاشلين .. لن يحكمنا الفاسدين" .. " لن يحكمنا القتله والمجرمين".
وبالعودة للخرطوم تطور الفعل الثورى فظهر على (المشهد) توجه عدد من الثوار يزيد عددهم عن الخمسين الف بصورة فردية مخطط لها من قبل، من الثورات والأمبدات والكلاكلات والحاج يوسف والديم والعباسية وجبره وكأفة أحياء العاصمة المثلثه، حاصروا القصر الجمهورى سلميا من جميع جهاته، جلسوا على الأرض، حتى لا يقتلونهم كما قتلوا الشهيد (تية) رافعين لافتات مكتوب فيها (الشعب يريد اسقاط النظام) .. (الشعب يريد محاكمة قاتلى شعب السودان وسارقى قوته). اضافة الى الأغنيات الوطنية. اعقب ذلك الاعتصام تصريح قوى من مجموعة (نداء السودان) يقول: ((الجبهة الثورية وتحالفاتها تؤيد ثورة الشعب السلمية وتؤكد بأنها ترصد الموقف عن قرب وتحذر من أى شكل من أشكال العنف يلجأ له النظام ضد المتظاهرين لأجهاض ثورتهم السلمية وسوف يتبع ذلك اذا حدث، تدخل فورى وقوى وحاسم من قوات الجبهة ، وأنها لثورة حتى النصر))..
وكانت المفاجأة في المشهد والقشة التى قصمت ظهر (نافع) وجميع (المنفعجية)، اعلان من شباب ضباط القوات المسلحه والشرطه وضباط الصف والجنود بانحيازهم لشعبهم ولثورته وأنهم سوف يتحملون مسؤوليتهم أمام الله والوطن وسوف لن يرفعوا السلاح في وجهه. تحول المشهد الى خبر هام أذاعه الراديو والتلفاز يقول أن قوات الأمن والجمارك في مطار الخرطوم قد تحفظت على عدد من المسؤولين وابناء بعض المسؤولين اثناء محاولتهم الهرب بكمية ضخمة من العملات الصعبة تعدد المشاهد وكثرت الأحداث قطع التلفزيون بث الأناشيد الوطنيه ليعلن القبض على رئيس النظام المجرم مختبئا فى حجرة صغيره داخل منزل لأحد رموز النظام بالقرب من مطار الخرطوم، عرضوه (كالجرذ) الذى (صبت) فيه مطرة ، تدافع الثوار الغاضبين للفتك بك ، الا أن الأستاذ/ فاروق ابو عيسى تدخل، طالبا منهم الألتزام بالأخلاق السودانية التى لا يعرفها النتظام وأن يحافظ على هذا المجرم حتى يتم عرضه على محكمة عادلة .. أعقب ذلك طلب من مدعى المحكمه الجنائيه الدوليه للحفاظ على حياته وتسلميه للمحكمه.
أستغرب أهل الجزيرة لأنهم شاهدوا منظرا عجيبا، فقد أزدهر مشروع الجزيره من نفسه وأخضر وأنبت (قمحا) ووعدا وتمنى. برلمان دولة الجنوب الشقيقيه ينعقد فى عجالة ويعلن بالأجماع عن بدء علاقات جديده ومميزة مع الشمال، والبترول ينساب نحو ميناء بورتسودان دون تعقيدات أو مطامع.
نقلت الكاميرا حفل زفاف لحبيين كأول زيجة تتم فى عصر الثوره، تعطل زواجهما لعشرات السنين. لحظتها تأكد الناس جميعا بأن الثوره قد نجحت فانطلقت الزغاريد من حناجر النساء وأنهمرت دموع (الرجال) من مآقي الرجال. وكل عام وأنتم بخير و(ميرى كريسماس) لأخواننا المسيحيين وللمسلمين فى كل مكان وعام جديد ملئ بالأخبار السارة واستقلال حقيقى نحتفل به. تاج السر حسين - mailto:[email protected]@yahoo.com
http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-56812.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-56812.htm
|
|
|
|
|
|