لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو كورتاسر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2014, 11:50 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو كورتاسر

    تحية وسلام واحترام ...للجميع

    توطئة :

    Quote: الأرجنتين وفرنسا والمكسيك تحيي مئوية الشاعر كورتاثار
    ثلاثون عاما مرت على رحيل الأرجنتيني كورتاثار الذي توفي في باريس وترك وراءه آثارا شعرية وقصصية ومسرحية.
    العرب غدير أبو سنينة [نُشر في 06/04/2014، العدد: 9520، ص(16)]

    احتفاء عالمي كبير يشهده العام الجاري بخوليو كورتاثار

    من ضمن الأسماء الأدبية الأبرز في أميركا اللاتينية، يطل اسم الكاتب خوليو كورتاثار الذي ينتمي لحركة البوم اللاتيني وهي حركة الإبداع الأدبي التي خلقت طفرة في الحركة الأدبية
    في ستينات القون المنصرم ونتج عنها ما عرف بالواقعية السحرية.
    وسيكون العام الحالي 2014 عاما كورتاثيا بامتياز في تاريخ الأدب اللاتيني. إذ ستحتفي أهم المحافل الأدبية بمئوية خوليو كورتاثار المولود عام 1914.
    نقطة الانطلاق
    عام 1939، وفي عمر الخامسة والعشرين وصل كورتاثار لمدينة تشيفيلكوي في الأرجنتين وعمل بها مدرسا للتاريخ والجغرافيا والتربية المدنية.
    وفي تلك الفترة كان يزور بوينوس آيرس ويلتقي بالمجموعة الثقافية المحلية الصغيرة فيما يقضي ساعات بالكتابة في الغرفة التي استأجرها بالعاصمة الأرجنتينية.
    غادر كورتاثار تشيفيلكوي عام 1944 لكن المدينة قررت أن تعيده إليها هذا العام؛ إذ سيتحول بيته إلى مركز ثقافي مستوحى تصميمه من أعمال كورتاثار.
    مشروع تشيفيلكوي سيكون جزءا من مشروع أكبر تشرف عليه وزارة الثقافة الأرجنتينية التي أطلقت على عام 2014 “عام كورتاثار” واتخذت من “مائة عام مع خوليو” شعارا له.
    نقطة الانطلاق بدأت بكتاب “كورتاثار عبر بوينوس آيرس، وبوينوس آيرس عبر كورتاثار” للكاتب الشاب دييغو توماسي.
    وفي الكتاب يتحدث توماسي عن الستة آلاف يوم التي قضاها كورتاثار في بوينوس آيرس ضمن تحقيق مفصّل عن علاقة كورتاثار بالمدينة
    التي قال عنها عام 1983 “أنتمي لبوينوس آيرس بشكل تام”.
    متتبعا خطوات كورتاثار، يكشف الكتاب عن الأماكن التي مشى فيها كورتاثار والمكتبات التي زارها والساعات التي قضاها في مقاهي وشوارع فلوريدا وكورينتس
    والتي جعلت كورتاثار يصرح بعد زيارته لها بقوله “لا أستطيع الكتابة الآن عن شيء آخر”. فبالرغم من قضاء كورتاثار أقل من ربع حياته فيها إلا أن رائحة
    شوارعها ظلت ترافقه في جميع كتبه وحتى تلك التي تحدثت عن مدينة أخرى هي باريس مثل روايته “لعبة الحجلة”.
    من الألف إلى الياء
    احتفاء كبير يشهده العام الحالي بالكاتب الكبير خوليو كورتاثار في كل من فرنسا والأرجنتين والمكسيك، حيث ستنشر دار ألفاغوارا في كل من الأرجنتين وإسبانيا
    أواخر الشهر الجاري (يناير) كتابا بصريا من 300 صفحة يحوي آلاف الصور للكاتب خلال مراحل حياته المختلفة تنشر لأول مرة وهي مذيلة بتعليقات بخط يده.
    في باريس سيكون معرض الكتاب للعام الحالي مخصصا للأدب الأرجنتيني وستعرض به كتب ومنشورات جديدة وصور غير معروفة لكورتاثار بعدسة المصورة الفوتوغرافية سارة فاسيو.
    أما المتحف الوطني للفنون الجميلة في الأرجنتين فستمتلئ جدرانه بصور جديدة لكورتاثار، وسيضم أفلاما صورها الكاتب وسلسلة من الوثائق المكتوبة
    التي حفظتها أرملته أورورا برناردس. بموازاة ذلك، فإن متحف “الكتاب واللغة” سيقيم معرضا مخصصا لرواية الحجلة. وإضافة إلى معرض الكتاب
    في الأرجنتين الذي سيخصص جزءا من برنامجه للكاتب. فستكون الأرجنتين ضيف شرف معرض جوادالاخارا في المكسيك
    التي أعلنت أن أحد الشخصيات التي سيحتفى بها هي شخصية كورتاثار و”حجلته”.
    ثلاثون عاما مرت على وفاة كورتاثار الذي وافته المنية في باريس عام 1984. وكورتاثار كاتب قصة وروائي ومترجم. ولد في بروكسل عام 1914 لأبوين أرجنتينيين.
    كتب القصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح. من أهم أعماله: رواية "الجوائز" و"كل النيران النار" إضافة إلى "لعبة الحجلة".

    نقلاً عن :
    http://www.alarab.co.uk/?id=19482http://www.alarab.co.uk/?id=19482



    يتـــــبع ...
                  

11-17-2014, 12:03 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    جرعة تانية من التقديم ...رغم ثقلها على النفس ...قد تكون مفيدة ...
    ويمكن فطها لمن رغب ...

    وفي معرض المشاركة في الاحتفالية العريضة بالكاتب ، أمد قريعتي الرايحة ...بترجمة قصتين قصيرتين للكاتب ، آملاً في أن يعبر من هنا
    الإخوة / ت الكتاب والنقاد والمسرحيون والمصورون ....للمساهمة في رفد الخيط بشمعة وقيدة ...وليل السرد يماطل صبح الكلام المباح ...

    أولاهما قصة " لعاب الشيطان " والتي نشرت أولا تحت اسم / The drool of the devil / Las babas del diablo
    وفي زعمي الضعيف ، فإن ترجمتي التي سأوردها ، هي أول ترجمة عربية للقصة ...ستكون حال نشرها ...مشاعة في جخانين قوقل ، حيث أعياني البحث عن ترجمتها وأنا كنت قد شرعت
    في ترجمتها ، ولكن وسواسي جعلني أقلب قوقل ، عشان توفير الجاز وكدة ، لكن لم يفيدني قوقل بنتيجة ....اطلاقاً ...طبعاً لا أدعي بأنها لم يتم نشرها مطبوعة ..وأكون شاكراً لمن يزود الخيط بصورة
    عن القصة ، إن توفرت نسختها المطبوعة لدى أي من الأفاضل والفضليات ...ممن يعبر من هنا ...

    كما أن الترجمات الإنجليزية التي توفرت عليها وعددها 2 فقط ، وهي شكلت الجسر الوحيد المتاح أمامي للعبور عليه إلى لجة النص ...
    عسى ولعل أن لا أكون قد أوردتني موارد السراب ....

    وقصة " لعاب الشيطان " قد تم تحويلها إلى فيلم سينمائي من إخراج الإيطالي أنطونيني تحت اسم Blow-up أو تكبير الصورة ، وقد نال حظا من الشهرة
    والتناول النقدي ....والقصة ممتعة وفي استعراض كثيف لمقدرات الكاتب ..وخصائصه السردية ...وربما النقاد يفيدوننا بالمزيد من الضوء حول الأمر ...

                  

11-17-2014, 12:08 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    لُعَاب إبليس - أو تكبير الصورة
    خوليو كورتاسر

    ترجمة : إبراهيم فضل الله

    ليس في مقدور أي أحد أبداً معرفة كيفية سرد هذه القصة . هل يجب أن تسرد على لسان المتحدث أو المخاطب ، أو بإستخدام الجمع الغائب أو عبر الدأب على اختراع تراكيب لغوية جديدة لا تخدم غرضاً ؟ كمثل أن نقول : أنا هم قد شاهدوا القمر الذي سوف يشرق ، أو أن نقول : قعر عيني عيونكم يؤلم ، بل أكثر من ذلك أن نقول : أنتَ الشقراء كانت السحابات التي ظلت تتسابق أمام وجـــــهي وجـهـكـ وجـوهنا وجوهـكم وجوهــهم ..... يا للهراء .


    يتبــــع ...
                  

11-17-2014, 01:13 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)





    لُعَاب إبليس
    خوليو كورتاسر

    Las babas del diablo
    Julio Cortazar


    ليس في مقدور أي أحد أبداً معرفة كيفية سرد هذه القصة . هل يجب أن تسرد على لسان المتحدث أو المخاطب ، أو بإستخدام الجمع الغائب أو عبر الدأب على اختراع تراكيب لغوية جديدة لا تخدم غرضاً ؟ كمثل أن نقول : أنا هم قد شاهدوا القمر الذي سوف يشرق ، أو أن نقول : قعر عيني عيونكم يؤلم ، بل أكثر من ذلك أن نقول : أنتَ الشقراء كانت السحابات التي ظلت تتسابق أمام وجـــــهي وجـهـكـ وجـوهنا وجوهـكم وجوهــهم ..... يا للهراء .

    وحيث أننا لا زلنا في بداية القصة ، لكان ، خروجي لتناول جعة عند المنعطف ، بينما تستمر الطابعة في العمل ذاتياً ( لأنني أكتب على آلة كاتبة ) ، نوعاً من الكمال . هذا ليس مجرد هذر كلام . كمال ، نعم ، لأنه هنا تماماً ، تكمن نقطة الضعف ، أن تسرد قصة بالتشارك مع آلة ( من نوع آخر ، كونتاكس 1.1.2) ، ولكان من الأفضل أن تعلم آلة عن الآلة الأخرى أكثر مما أعرف أنا أو أنت أو هي أو الشقراء أو السحابات . لكن كل المتاح هو مجرد حظٌ أبله. فـأنا أعلم بأنه حال مغادرتي ، ستبقى هذه " الريمينغتون " كالصخرة على سطح المنضدة ، محاطة بهواء أسكن بمرتين مما هو عليه حينما تكون القطع المتحركة ساكنة . إذن علي أن أكتب . على أحد من بيننا الكتابة ، إن كان لا بد من سرد كل هذا الأمر . ليتني كنت ميتاً ، ليتني كنت أقل تصميماً من الآخرين ؛ أنا الذي لا يرى شيئاً إلا السحابات ، و الذي يفكر دون تشويش ، والذي يكتب دون تشويش (ها هي واحدة أخرى تمر ، ذات حافة رمادية ) والذي يتذكر دون تشويش ، أنا الميت ( والحي ، ليس في الأمر خدعة ، و سيتضح ذلك عندما تحين اللحظة المناسبة ، ولأنه كان علي أن أبدأ من بداية ما ، بدأت من هذه النقطة ، التي هي من الماضي ، والتي هي البداية ، والتي هي ، فوق كل شيء ، أفضل النقاط ، كلما أردت سرد قصة).

    فجأة تعجبت لم علي أن أقول هذا ، ولكن إذا بدأنا في التعجب حول دوافع قيامنا بفعل كل ما قد فعلنا ، إذا تساءلنا ببساطة ، عن سبب قبولنا لدعوة غداء ( الآن تطير بالقرب حمامة ، حسبتها دوري ) ، أو عن سبب شعور كالدغدغة يسرح في البطن كلما يلقي أحدهم على أسماعنا نكتة جيدة ، شعور لا يهدأ إلا بعد أن نذهب بدورنا إلى المكتب المجاور ونلقيها على الآخرين ؛ وحال ما يحدث ذلك نشعر بالتحسن ، وبالغبطة ، فنعود إلى مكاتبنا لاستئناف عملنا . ومبلغ علمي فإنه لا أحد أبداً قد فسر ذلك ، لذا فإن أفضل شيء هو أن نتغاضى عن الرتوش و نسرد القصة محضة ، حيث أنه بعد أن أصبح الأمر في الماضي ، لن يكف أي شخص عن التنفس أو عن ارتداء نعله ، من شدة حرجه . هنالك أشياء أنت تفعلها ، وحينما يحدث أمر غريب ، حينما تجد عنكبوتاً في حذائك أو حينما يراودك إحساس بوجود زجاج مكسور ، كلما استنشقت الهواء ، عندها يجب عليك أن تتحدث بالأمر ، أن تخبر به الرفاق في العمل أو الطبيب .آه ، أيها الطبيب ، كلما تنفست....أفصح دوماً عن الأمر ، تخلص دوماً من تلك الدغدغة المزعجة ببطنك.

    وبما أننا أخيراً سنسرد القصة ، دعنا نرتب الأشياء قليلاً ، دعنا ننزل على درج هذا المنزل ، نهار الأحد، السابع من نوفمبر ، قبل شهر مضى . ننزل خمسة طوابق يوم أحد ، ونقف تحت شمس غير متوقعة في نوفمبر باريس ، ولدينا رغبة عظيمة للتجوال ، للفرجة ،لإلتقاط الصور ( لأننا كنا مصورين ، أنا مصور ) . أنا أعلم بأن أصعب الأشياء سيكون إيجاد طريقة لسرد واقعة ، ولست خائفاً من تكرار نفسي . سيكون الأمر صعباً لأنه لا أحد يعلم يقيناً حقيقة الراوي ، أهو أنا أو هو ما حدث واقعياً أو هو ما أشاهده ( سحابات ، وحمامة بين الفينة والأخرى ) أو أنني ببساطة أروي حقيقة هي حقيقتي وحدي ، لذلك هي ليست بحقيقة بمعزل عما تشكله الحقيقة لمعدتي ، لأن رغبتي في الاندفاع عبر الباب وانهاء هذا الأمر ، على نحو ما ، لا تقاوم أياً كانت العواقب.

    سنبدأ في سرد الواقعة رويداً ، وسنرى ما يحدث بينما أنا أكتب . وإذا ما تم استبدالي ، إذا لم يعد بجعبتي ما أضيفه ، إذا امتنعت السحابات عن المرور ، وانطلق شيء آخر (لأنه من المستحيل أن يدوم هذا ، السحابات تعبر بإستمرار وحمامة بين الفينة والأخرى ) ، إذا ما انطلق شيء من كل هذا ...وبعد هذه الـ " إذا " ماذا أضيف ، كيف يمكنني إنهاء جملتي بصورة صحيحة ؟ ولكنني إذا ما شرعت في طرح الأسئلة ، سوف لن أروي أي شيء على الإطلاق ، ربما أن القصة ، ستكون هي الإجابة ، على الأقل لمن يطلع عليها .

    روبرت مايكل ، مترجم فرنسية - تشيلية ، ومصور هاو في فراغه ، غادر المبنى رقم 11 ، ريو مونسيور- لي- برنس الأحد ، السابع من نوفمبر من السنة الجارية (الآن هناك إثنتان صغيرتان تعبران ذواتا خطوط فضية ) . هو كان قد أمضى ثلاثة أسابيع منكباً على النسخة الفرنسية من مقالة " العوائق والطعون " لجوزيه نوربيرتو ألليندي ، المحاضر بجامعة سانتياغو .من النادر أن تهب الرياح في باريس ، ومن الأشد ندرة أن تهب رياح مثل هذه التي تدور حول الزوايا وترتفع لتجلد الستائر الخشبية الفينسية ، حيث خلفها النسوة المندهشات يتحادثن بتعليقات مختلفة حول تقلبية الطقس في هذه الأعوام القليلة الأخيرة. لكن الشمس أيضاً كانت مشرقة ، تمتطي الريح وتصادق القطط ، لذلك لم يكن هنالك شيء يمكن أن يمنعني من التقاط صور لمعهد الموسيقى و ولكنيسة القديسة سانت- تشابيليه. كانت العاشرة وشيكة ، وخمنت بأنه عند بلوغ الحادية عشرة سيكون الضوء جيداً، ذلك أفضل ما يمكنك الحصول عليه في الخريف ؛ لقتل بعض الوقت قمت بالدوران حول جزيرة القديس لويس وبدأت في المشي على امتداد رصيف الدانجو النهري ، حدقت لبرهة في فندق لاوزون ، رددت مقاطعاً من أبولينيري ، تلك التي تطل برأسي دوماً كلما عبرت أمام فندق لاوزون ( وعند ذلك كان يجب أن أتذكر الشاعر الآخر ، إلا أن ميشيل شحاذ متعنت ) ، وعندما هجعت الرياح دفعة واحدة في سكون تام وخرجت الشمس أكثر صلابة بمرتين على الأقل ( عنيت أشد دفئاً ، لكن في الواقع الأمر سيان) ، جلست على المتراس وشعرت بفرح مريع في صباح الأحد .

    من بين أساليب مقاومة العدمية، وأفضلها ، يعتبر التصوير، نشاط يجب تعليمه للأطفال في سن مبكرة . فهو يقتضي إنضباطاً ، ومراناً جمالياً ، وعيناً جيدة ، وأصابعاً واثقة .لن تكون مهمتك مجرد التسكع في انتظار كذبة ، مثل بعض المراسلين ، أو قنص لتلويحة غبية من مسؤول كبير خارج الداونينغ ستريت رقم 10 . على كل حال ، عندما يكون الشخص بالخارج وبيده كاميرة ، فهو ملزم تقريباً ، بأن يكون متحفزاً ، كي لا يفلت ذلك الإنعكاس المفاجئ والبهيج لأشعة الشمس بعيداً عن صخرة عتيقة ، أو تلك الضفائر المتطايرة لطفلة صغيرة تركض إلى المنزل بيدها قطعة خبز أو قارورة حليب . عرف مايكل دوماً ، بأن المصور كان يتصرف بالتعديل على رؤيته هو شخصياً تجاه العالم ، أكثر فأكثر منذ أن تواشج مع كاميرته شيئاً فشيئاً ( الآن سحابة عريضة تسبح بالقرب ، سوداء تقريباً ) . مع أنه لم يكن يشكك في هذه الحقيقة ، لكنه يعلم تماماً بأن في مقدوره مغادرة المنزل بدون الكونتاكس ، وبذلك يتحرر من الرنين المشوش ، ومن كآبة النظرعبر الإطار ، وتلقي الضوء عبر حجاب أو غطاء ينغلق بسرعة 1 إلى 250 . الآن تحديداً ( يا للكلمة ، الآن ، يا للكذبة الغبية ) كنت قادراً على الجلوس بهدوء على المتراس فوق النهر أراقب إبر الصنوبر الأسود والأحمر وهي تعبر في الأسفل ، دون أن يدفعني ذلك المشهد إلى التفكير حوله فوتوغرافياً ، تاركاً لنفسي الحبل على الغارب منسابة مع سائبية الأشياء ، هائمة بسكون في تيار الزمن . وكانت الريح ساكنة.

    بعدها ، تجولت على امتداد شارع " كواي دي بوربون " وصولاً إلى طرف الجزيرة ، حيث يقع الميدان الحميم ( حميم لأنه كان صغيراً ، ليس لأنه كان خفياً ، فهو يعري صدره بالكامل في وجه النهر والسماء ) ، واستمتعت ، كثيراً . لم يكن هنالك شيء سوى عاشقين ، وبالطبع ، حمائم ؛ ربما أن بعض تلك التي تطير عابرة الآن ، تريدني أن أراها . قفزة إلى الأعلى واستقريت فوق المتراس ، ثم تركت نفسي تستدير حتى أمسكتني وسمرتني أشعة الشمس ، مانحاً لها وجهي وأذنيا ويديا (احتفظت بقفازيا في جيبي ) .لم تكن لدي أية رغبة في إلتقاط صور ، فأشعلت سيجارة لأفعل شيئاً ؛ أعتقد بأنها كانت اللحظة التي أوشكت فيها الشعلة على ملامسة التبغ ، حينما رأيت الصبي المراهق للمرة الأولى .

    ما كنت قد حسبته عاشقين ، يبدو الآن أكثر شبهاً بمراهق مع والدته ، رغم أنني أدركت في الوقت نفسه بأنه لم يكن صبياً ووالدته ، وأنهما كانا عاشقين بالمفهوم الذي نسبغه دوماً على العشاق حين نراهم متكئين إلى المتاريس أو متعانقين على المقاعد بالساحات . وبما أنه لم يكن لدي أي شيء آخر لأفعله ، كان لدي وقت أكثر من كافي للتساؤل حول عصبية المراهق ، مثل مهر يافع أو أرنب ، واضعاً يديه في جيبيه ، ثم منتزعهما في التو ، واحدة بعد الأخرى ، ممشطاً شعره بأصابعه ، مغيراً وقفته ، وبالخصوص لماذا كان يبدو مذعوراً ، حسناً ، يمكنك تخمين ذلك من جميع إيماءاته ، ذعر مكتوم وراء خجله ، تراجعه بحدة خلفاً ، انفراد جسده وكأنه على حافة إقلاع ، متباعداً إلى الوراء في احترازأخير بئيس.

    كل هذا كان بيناً للغاية ، على بعد عشرة أقدام – وكنا لوحدنا متكئون على المتراس عند رأس الجزيرة – وكان ذعر الصبي هو ما حجبني بداية عن رؤية الشقراء جيداً . الآن ، أفكر في الأمر مجدداً ، أراها بصورة أفضل كثيراً عند تلك الثانية الأولى عندما قرأت وجهها ( لقد استدارت ملتفتة فجأة ، متأرجحة مثل مؤشر رياح معدني ، والعينان ، العينان كانتا هنالك ) ، وعندما فهمت بصورة غامضة ماذا يمكن أن يكون واقعاً على الصبي وخمنت بأن الأمر يستحق عناء البقاء والمراقبة ( كانت الرياح تعصف بكلماتهما بعيداً وكانا يتحدثان في همهمة خفيضة ). أعتقد بأنني أعرف النظر ، إن كان ذلك ثمة ما أعرف ، وكذلك بأن كل مظهر مخادع ، لأنه هو ما يلقي بنا خارج أنفسنا كأبعد ما يكون ، بلا أدنى الضمانات ، ولا أين يمكن تلمسها ، أو ( لكن مايكل أهذى لنفسه بسهولة كافية ، وما من ضرورة لتركه يواصل وعظه بهذه الطريقة ) في كل الأحوال ، إذا كان من الممكن التنبؤ بعدم الدقة ، يكون من الممكن إعادة النظر مرة أخرى ؛ ربما كان كافياً أن نختار بين المظهر والحقيقة التي ننظر إليها ، لتعرية الأشياء من جميع أثوابها غير الضرورية.إلى جانب ذلك ، قطعاً أن كل ذلك صعب.

    بالنسبة للصبي أنا أتذكر صورته قبل جسده الحقيقي ( سيوضح ذلك نفسه لاحقاً ) ، بينما أنا الآن متأكد بأنني أتذكر جسد المرأة أفضل بكثير مما أتذكر صورتها .لقد كانت نحيفة ورشيقة ، كلمتان غير منصفتان لتوصيف ما كانت عليه ، وكانت ترتدي معطف فرو أسود تقريباً ، فارعة تقريبا ، جميلة تقريباً . كل الرياح الصباحية ( الآن أصبحت بالكاد نسيماً ولم تكن باردة ) هبت خلال شعرها الأشقر الذي تقشر بعيدا عن وجهها الأبيض الكئيب – كلمتان غير منصفتان – ووضعت العالم تحت قدميها معزولاً بصورة مرعبة أمام عينيها القاتمتين ، عيناها تنقضان على الأشياء مثل صقرين ، قفزتان في العدم ، نفثتان من اللعاب الأخضر. أنا لا أصف الأمر . و قلت نفثتان من اللعاب الأخضر .

    لنكن منصفين ، الصبي كان ذو هندام جيد بما يكفي وكان يرتدي قفازين أصفرين واللذان يمكنني أن أقسم بانهما كانا ملك أخيه الأكبر ، طالب قانون أو اجتماع ؛ وقد كان لطيفاً رؤية أصابع القفازين تبرز من جيبي بذلته . لمدة طويلة لم أرى وجهه ، بالكاد بملمح جانبي ، ليس غبياً – طائر مذعور ، ملاك فرا فليبو ، أرز بالحلوى والحليب – قفا مراهق يتخذ وضعية الجودو لخوض معركة أو إثنتين دفاعاً عن فكرة أو عن شقيقته . يبدو في الرابعة عشر ،و ربما الخامسة عشر من العمر ، يمكن لأحدهم أن يخمن بأنه لا يزال يكسى ويطعم من والديه بلا درهم في جيبه ، مضطراً للجدال مع رفاقه قبل أن يقرر شراء فنجان قهوة أو كأس كونياك أو علبة تبغ . وهو من الممكن أن يتجول عبر الطرقات متفكراً في بنات صفه ، وفي كيف أنه من الرائع أن يذهب إلى السينما لمشاهدة أحدث الأفلام ، أو شراء الروايات أو ربطات العنق أو قوارير الليكيور التي تحمل ديباجة الأخضر بالأبيض .أما في المنزل ( سيكون منزلاً محترماً ، بغداء يفرش عند الظهر و براري رومانسية على الجدران ، بمدخل مظلم ومظلة من الماهوقني تنتصب وراء البوابة ) فهنالك سيكون التساقط البطيء للوقت ، للمذاكرة ، و ليكون أمل أمه ، و ليبدو شبيهاً بأبيه ، و ليخط رسالة إلى خالته بأفيغنون. ولكي يكون هنالك الكثير من التجوال ، فالشوارع ، وكل النهر ملكه ( ولكن بلا درهم ) ومدينة ذوي الخمسة عشر ربيعاً الغامضة ، بعلاماتها على البوابات ، وقططها المخيفة ،حيث شريحة البطاطس المشوية بثلاثين فرانكا ، ومجلة الجنس مطوية أربع طيات ، حيث التحية تلقى مثل الخواء في جيوبه ، يكون الشوق إلى الكثير ، ذاك الذي هو عصي على الاستيعاب ولكنه مشع بحب شامل ، وبالمتاحية مثلما الريح والشوارع .

    هذه كانت سيرة الصبي ، وأي صبي آخر أياً كان ، لكن هذه تحديداً والآن ، يمكنك أن ترى بأنه كان معزولاً ، محاصراً فقط بحضور الشقراء التي كانت تواصل حديثها معه .( لقد تعبت من الإصرار ، ولكن إثنتان مشققتان طولياً للتو عبرتا بالجوار ) ذاك الصباح أعتقد بأنني لم أتطلع نحو السماء ولا مرة واحدة ، لأن ما كان يجري للصبي وللمرأة بدا عاجلاً ، ولم يكن بإستطاعتي فعل أي شيء سوى النظر إليهما والانتظار ، النظر إليهما و....) لأختصر الأمر ، كان الصبي مستثاراً وبإمكان الواحد أن يخمن بلا عناء كبير ما قد حدث للتو قبل دقائق قليلة منصرمة ، أوعلى أبعد تقدير قبل نصف ساعة . فالصبي قد جاء إلى رأس الجزيرة ، وعندما شاهد المرأة بدت له في حسبانه رائعة . بينما كانت المرأة تتوقع ذلك ، لأنها كانت هناك في انتظار ذلك ، أو ربما يكون الصبي قد وصل قبلها ورأته من إحدى الشرفات أو من سيارة فخرجت لملاقاته ، مبتدئة للحديث بأي أمر كان ، ومن البداية هي كانت متأكدة من أنه سيذعر وسيرغب في الفرار بعيداً ، وأنه ، بالطبع ، سيبقى ، متصلباً متجهماً ، متظاهراً بالدراية والاستمتاع بالمغامرة. بقية الأمر كانت سهلة لأنها كانت تحدث على مرمى عشرة أقدام مني ، وأي شخص كان بإمكانه قياس مراحل اللعبة ، والمبارزة التنافسية المضحكة ؛ ولم يكن أكثر ما يجذب في الأمر هو أنه كان يحدث ولكن في توقع انفراجته . كأن يحاول الصبي إنهاء الأمر بالتظاهر بأنه على موعد غرامي ، أو لديه إلتزام ، أو أي أمر كان ، ويبتعد متعثراً مرتبكاً ، متمنياً لو أنه كان يمشي ببعض الثقة ، لكنه عاريا تشيعه النظرة الساخرة التي كانت لتتبعه حتى يغيب عن النظر. أو ربما الأرجح ، أن يحاول البقاء هناك ، مفتوناً أو ببساطة مسلوباً من القدرة على المبادرة ، ولبدأت المرأة في لمس وجهه بلطف ، ونفش شعره ، وهي لا تزال تتحدث إليه بلا صوت ، وسرعان ما تأخذه من ذراعه لتقوده إلى ما يجب فعله ، ما لم يقم هو ، بعدم ارتياح بالبدء في إظهار حد الشهوة ، وحتى حصته في المغامرة ، هي أن يستثار ليضع ذراعه حول خصرها وأن يقبلها .أي من هذا كان يمكن أن يحدث ، رغم أنه لم يحدث ، وبصورة ملفتة ، تربص مايكل ، جالساً على المتراس ، وهو يقوم بالإعدادات تقريباً بدون النظر إلى الكاميرا ، جاهزاً لإلتقاط منظر طبيعي لركن من الجزيرة به عاشقين أحدهما إلى الآخر دون مشترك يجمعهما للحديث .

    غريب كيف أن المشهد ( تقريباً لا شيء : هنالك رقمان غير متوافقين في شبابهما ) كان يتخذ هالة مقلقة. اعتقدت بأنني كنت أتهيئوها ، وأن صورتي ، إذا إلتقطتها ، ستعيد الأشياء إلى بلادتها الحقيقي . كنت لأتمنى أن أعرف ما كان يفكر فيه ، رجل ذو قبعة رمادية يجلس خلف مقود سيارة مركونة على الرصيف المفضي إلى جسر المشاة ، وهل كان يقرأ الصحيفة أم أنه كان نائماً . لقد إكتشفته للتو لأن الناس حينما يكونون داخل سيارات مركونة يميلون إلى الاختفاء ، يضيعون بداخل ذاك القفص البائس منزوع الجمال الذي يكتسيه عند الحركة والمخاطرة .ورغم ذلك ، فالسيارة كانت موجودة هناك طوال الوقت ، مشكلة جزءاً ( أو مشوهة لذلك الجزء ) من الجزيرة . سيارة : كمثل القول مصباح طريق مضاء و مقعد حديقة . وليس أبداً كالقول رياح ، ضياء شمس ، تلك العناصر دائماً جديدة على البشرة وعلى الأعين ، وكذلك الصبي والمرأة ، فريدين ، وضعا هناك لتغيير الجزيرة ، كي أشاهدها بصورة مغايرة . أخيراً ، ربما يكون ذاك الرجل حامل الصحيفة بدوره ، بسبب إدراكه لما كان يجري لكان ، مثلي ، يشعر بتلك الإثارة الماكرة لانتظار كل شيء ليحدث .

    الآن قامت المرأة بالدوران بنعومة ، واضعة الصبي اليافع بينها والجدار ، وقد رأيتهما جانبياً تقريباً ، وهو كان أطول ، لكن ليس أطول بكثير ، رغم ذلك فهي كانت تسيطر عليه ، وبدا الأمر وكأنها تحلق فوقه ( ضحكتها ، دفعة واحدة ، كرباج من الريش ) ، تحطمه بمجرد وجودها هناك ، مبتسمة ، يد واحدة تتهادى عبر الهواء . لم الإنتظار أكثر ؟ الفتحة على ستة عشر ، وزاوية لا تشمل السيارة السوداء المريعة ، ولكن نعم ، تلك الشجرة ، ضرورية لكسر الفضاء الرمادي الضافي.
    رفعت الكاميرا ، وتظاهرت باختبار مشهد لا يشملهما ، وانتظرت أراقب الأمور لصيقا ، بالقطع فإنني سأمسك بالتعبير الفاضح ، ذاك الذي سيلخص كل شيء ، الحياة مدوزنة على الحركة ولكن لقطة جامدة تدمرها ، تأخذ الزمن بصورة مقطعية ، ما لم نختر الشظية الأساسية اللامرئية منه . لم يكن علي الإنتظار طويلاً .

    كانت المرأة مستمرة في مهمة تقييد الصبي بنعومة ، نازعة عنه ما تبقى من حريته شعرة فشعرة ، في تعذيب بطيء ولذيذ بصورة مذهلة . تخيلت النهايات المحتملة ( الآن تظهر سحابة صغيرة زغبية ، وحيدة تقريباً في السماء ) ، رأيت وصولهما إلى المنزل ( شقة تحت أرضية محتملاً ، والتي قامت هي بملئها بالأرائك الوثيرة وبالسنانير ) وهي قد خمنت ذعر الصبي وتصميمه اليائس على اللعب ببرود والإنقياد متظاهراً بعدم جدة الأمر بالنسبة إليه . أغضمت عينيا ، إن كنت قد أغمضتهما فعلاً ، رسمت المشهد : القبلات المثيرة ، تقوم المرأة بنعومة بصد اليدين التين تحاولان تعريتها ، مثلما يحدث في الروايات ، على سرير يغطيه لحاف ليلكي اللون ، ومن ناحية أخرى تقوم هي بنزع ملابسه ، تلاعبه لعبة الأم والإبن تحت انسكاب ضوء أصفر حليبي ، وكل شيء ربما ينتهي كالمعتاد ، ولكن محتمل أن يسير كل شيء خلاف ذلك ، وأن لا يقوم المراهق بالمبادرة ، هي لن تدعه أن يبادر ، بعد مقدمة طويلة من الإرباكات ، المداعبات المحنقة ، من يعلم إلام سيفضي تمرير اليدين على الجسدين ، إلى افتراق ومتعة فردية ، إلى رفض عدواني تشوبه ممارسة فن الانهاك والاحباط القصويين على البراءة المسكينة . ربما سارت الأمور على ذلك النحو ، ربما سارت الأمور تماماً على ذلك النحو ؛ تلك المرأة لم تكن ترى في الصبي عشيقا ، وفي نفس الوقت كانت توجهه نحو مصير يستحيل فهمه إن لم تتخيل الأمر كلعبة قاسية ، الرغبة في الرغبة دون اشباع ، لإستثارة نفسها لأجل شخص آخر ، شخص لا يمكن لذلك الصبي أن يكونه بأية حال من الأحوال.

    مايكل هو المذنب في صناعة أدب ، متميع في الأخيلة المصطنعة . لا شيء يرضيه أكثر من تخيل كل شذوذ عن قاعدة ، مسوخاً خارج الأنواع ، وليس دائما ، وحوشا كريهة . لكن تلك المرأة قد استدعت التأمل ، ربما بإعطائها مفاتيحاً كافية للخيال حتى يتمكن من إصابة كبد الحقيقة . وقبل أن تقوم بالمغادرة ، وهي ستكون شاغلاً لخيالي لأيام عديدة ، ولأنني قد أخذت بالتأمل، قررت أن لا أفقد أية برهة مزيداً . حصرت كل شيء خلال فتحة النظر ( بما في ذلك الشجرة و المتراس وشمس الحادية عشر ) ثم أخذت اللقطة . لوهلة كافية لأدرك بأنهما معا قد تنبها ووقفا هناك يتطلعان نحوي ، الصبي مندهشاً وكأنه يتساءل ، لكنها كانت منزعجة ، وجهها وجسدها انتصبا بصورة عدائية ، تشعر بانه قد تمت سرقتها ، وبخساسة دمغت على صورة كيميائية صغيرة .

    كان بمقدوري أن أتحدث عن ذلك بتفاصيل أوفى بكثير لكن الأمر لا يستحق العناء . قالت المرأة بأن لا أحد يملك حق التصوير بدون استئذان ، وطلبت مني تسليمها الفيلم . كل هذا بصوت جاف وواضح ذي لكنة باريسية جيدة ، تلك التي تنمو لوناً ونغمة مع كل جملة . من جانبي ، لم يكن يهمني كثيراً حصولها على بكرة الفيلم من عدمه ، لكن أي أحد يعرفني سيخبرك ، بأنك إذا كنت تريد مني أي شيء ، فعليك الطلب بلطف . بالنتيجة فقد حصرت نفسي في صياغة رأي مفاده بأن التصوير في الأماكن العامة لم يكن غير ممنوع فحسب ، بل كان ينظر إليه بعين التفضيل ، سواءاً من العامة والرسميين. وبينما كان هذا يقال ، لاحظت خلسة كيف كان الصبي يقع وراءاً ، كنوع من المساندة النشطة عبر عدم الجمود ، وفي لحظة ( يبدو أمراً لا يصدق ) فقد استدار وطفق يركض ، الطفل المسكين ، كان يظن بأنه يمشي مبتعداً وفي الواقع هو كان في طيران كامل ، يركض إلى جانب السيارة ، مختفياً مثل خيط حريري من بصقة ملاك عبر نسيم الصباح.

    لكن خيوط بصقة الملاك تسمى أيضاً ببصقة الشيطان ، وكان على مايكل أن يحتمل لعنات خاصة ، أن يسمع مناداته بالمتطفل والمعتوه ، متحملاً لألام عظمية وهو يحاول الابتسام وأن يهدأ بابتسامة وإيماءات من رأسه ، أمر صعب الابتلاع . وحينما كنت قد بدأت أتعب ، سمعت باب السيارة وهو يصطفق . الرجل ذو القبعة الرمادية كان هناك ، ينظر إلينا . حينها فقط أدركت بأنه كان يلعب دوراً في هذه الملهاة .

    وقد بدأ في السير بإتجاهنا ، وهو يحمل الصحيفة التي كان يتظاهر بقراءتها . وأفضل ما أتذكر هو تلك التكشيرة التي لوت فمه بصورة مائلة ، و غطت وجهه بالتجاعيد ، وغيرت بطريقة ما موضعها وشكلها لأن شفتيه كانتا ترتعشان وتدحرجت التكشيرة من طرف فمه إلى الطرف الآخر وكأنها تنزلق على دواليب ، مستقلة ولا إرادية.أما البقية فقد ظلت ثابتة ، مهرج ذو وجه مطلي بالطحين أو رجل بلا دماء ، دمية جافة الجلد ، العينان الأعمق ، المنخران مظلمان ومرئيان بصورة ملفتة ، أشد إسوداداً من الحاجبين أو شعر الرأس أو ربطة العنق السوداء . يمشي بحذر لكأنما حجارة الرصيف تؤذي قدميه ؛ رأيت حذاءاً لامعاً ذا نعل رفيع يحتم عليه أن يشعر بأدنى خشونة على الرصيف . لا أعلم لم ترجلت عن المتراس ، ولا حتى بشكل أفضل لم قررت عدم إعطائهم الصورة ، رافضاً لتلك الرغبة مراهناً بحدسي على خوفهم وجبنهم .المهرج والمرأة تشاورا في صمت : لقد صنعنا مثلثاً مثالياً وغير محتمل ، شعرت بشيء قد كسر بفرقعة سوط . ضحكت في وجهيهما وبدأت في السير مبتعداً ، بصورة أكثر بطئاً ، يخيل إلي ، من الصبي .عند مستوى البيوت الأولى ، بقرب جسر المشاة الحديدي ، استدرت وراءا للنظر إليهما . لم يكونا يتحركان ، لكن الرجل ألقى صحيفته ؛ وبدا لي أن المرأة ، وظهرها إلى المتراس ، تجري بيديها على الحجارة في تلميحة تقليدية وممجوجة لشخص ملاحق يبحث عن مهرب .

    ما جرى بعد ذلك حدث هنا ، تقريباً الآن ، في حجرة بالطابق الخامس . مضت أيام عديدة قبل أن يحمض مايكل الصور التي إلتقطها يوم في يوم الأحد ؛ لقطاته لمعهد الموسيقى ولكنيسة سانت شابل كلها كانت كما يجب . بعدها وجد صورتين أو ثلاث تجريبيات كان قد نسيها ، محاولة يائسة لتصوير قط جاثم بأعجوبة على سقف متهالك لمبولة عامة ، وكذلك صورة المرأة الشقراء والمراهق .كان النيجاتف جيداً للغاية مما دفعه إلى تكبير اللقطات ؛ وكان التكبير جيداً جداً مما حدا به إلى عمل آخر كبير للغاية ، تقريباً في حجم البوستر . لم يخطر له ( الآن أحدهم يتعجب ويتعجب ) بأن صور الكنيسة وحدها استحقت كل هذا الجهد الكبير .من بين جميع اللقطات ، كانت اللقطة على طرف الجزيرة هي الوحيدة التي جذبت اهتمامه . قام بتثبيت التكبير على حائط بالغرفة وفي اليوم الأول أمضى بعض الوقت محدقاً إليه ومستذكراً ، تلك العملية الكئيبة من أجل مقارنة الذكرى بالواقع المنقضي ؛ ذكرى هامدة ، مثل أي صورة ، حيث لا شيء منتقص ، ولا حتى ، وبالأخص ، العدم ، المالئ الحقيقي للمشهد .
    كانت المرأة هناك ، كان المراهق موجوداً ، الشجرة جامدة فوق رأسيهما ، السماء ساكنة مثل حجارة المتراس ، السحب والحجارة انصهرت في خليط واحد غير قابل للفصل ( الآن واحدة ذات أطراف حادة تعبر بالقرب ، مثل نذير العاصفة ) .خلال أول يومين تقبلت كل ما قمت بإنجازه ، بدءاً من إلتقاط الصورة نفسها ثم تكبيرها وتثبيتها على الجدار ، ولم أتساءل حتى عن الدافع الذي كان ليدفعني عند كل سانحة إلى مقاطعة ترجمة عقد خوزيه نوربيرتو ألليندي لأعاود النظر إلى وجه المرأة والبقع الداكنة على المتراس . يا لي من أحمق ؛ لم يكن ليخطر لي أبداً بأننا عندما ننظر إلى صورة من الأمام ، تقوم أعيننا بإعادة تمثيل وضعية ورؤية العدسات تماماً . هذه هي الأمور التي تؤخذ كمسلمات، ولا يمكن أن يخطر ببال أي أحد أن يعيد التفكير فيها .من على مقعدي ، حيث الآلة الكابتة أمامي بالضبط ، نظرت إلى الصورة المثبتة على بعد عشرة أقدام مني ، وصدف أن كنت من على مقعدي أنظر من زاوية العدسات تماماً . لقد بدت جيدة للغاية من هذه الزاوية ؛ لا شك ، أنها كانت أفضل طريقة لتقدير صورة ، على الرغم من أن النظر إليها قطرياً ،بلا شك له فتنته وربما يفضح جوانباً مغايرة . بعد كل دقائق معدودة ، على سبيل المثال عندما كنت غير قادر على إيجاد صيغة فرنسية جيدة لأقول ما يقوله خوزيه نوربيرتو ألليندي بلغة إسبانية ناصعة ، كنت أرفع عيني وأنظر إلى الصورة ؛ كانت المرأة أحياناً تجذب نظري ، أحياناً المراهق ، أحياناً الرصيف حيث سقطت ورقة جافة ، بصورة تدعو إلى الإعجاب ، واستقرت لتزين الفراغ المحيط . بعدها أخذت استراحة من عملي ، وانغمست مرة أخرى بسعادة في ذلك الصباح الذي كانت الصورة فيه مغمورة للتحميض ، تذكرت بسخرية ، الوجه الساخط للمرأة وهي تطلب مني تسليمها الصورة ، الهروب السخيف ومحزن للمراهق ، دخول الرجل ذو الوجه الأبيض إلى المشهد .في دواخلي كنت راضياً عن نفسي ؛ لم يكن دوري مميزاً ، وبما أن الفرنسيين موهوبين في الردود المفحمة ، لم أفهم تماماً لماذا آثرت الانصراف دون أن أقوم باستعراض كامل للحقوق والامتيازات والحقوق الحصرية للمواطنين . الشيء المهم ، الشيء المهم حقاً كان هو مساعدتي للمراهق على الفرار في الوقت المناسب ( هذا في حال أن تنظيري كان صائباً ، وهو لم يتم برهنته بصورة كافية ، ولكن حادثة الفرار نفسها جعلته يبدو كذلك ) بحشريتي المباشرة ، منحته فرصة ليستفيد أخيراً من طاقة ذعره ويحقق شيئاً مفيداً ؛ الآن سيكون نادماً على ذلك ، تحت وطأة الشعور بالإهانة وبالرجولة المهدرة.لكن ذلك كان أفضل من البقاء تحت نظرات المرأة ، التي كانت تسلطها عليه في الجزيرة .كان مايكل متديناً نوعاً ما في بعض الأحيان ، فهو يؤمن بأنه لا يجوز إغواء شخص بالقوة . في قرارة نفسه كانت هذه الصورة عملاً صالحاً .

    لكن لم يكن نظري إليها خلال عملي بين فقرة وأخرى لكون أنها كانت عملاً صالحاً . في ذلك الوقت لم أكن أعلم لم كنت أعاود النظر إليها ، ولا لم قمت بتثبيت النسخة المكبرة على الجدران . لربما كانت هذه هي طريقة وقوع كل الأحداث المصيرية ، لربما كان هذا هو شرط تحققها . لا أعتقد بأن الارتعاشة وشيكة الاثمار لأوراق الشجرة قد كانت كافية لتشتيت انتباهي ، عن متابعة جملة كنت قد بدأتها وأنهيتها بصورة بديعة . العادات تشبه عطارة كبيرة ، وفي نهاية الأمر ، فإن تكبيراً بمقدار ثمانين في ستين سنتميتراً مثل شاشة عرض ، حيث على طرف جزيرة تظهر إمرأة تحادث مراهقاً بينما شجرة تهز أوراقها الجافة فوق رأسيهما .

    لكن أياديها كانت قد تجاوزت الحد في كثرتها . للتو قمت بترجمة العبارة : " في تلك الحالة ، فإن المخرج الثاني يكمن في الطبيعة الجوهرية لصعوبات المجتمعات التي..." – لحظة أن رأيت كف المرأة وقد بدأ ينقبض بطيئاً ، إصبعاً إثر إصبع. لم يتبقى مني شيء ، فقرة بالفرنسية ربما لن أكملها أبداً ، آلة طابعة على الأرض ، كرسي يصدر صريراً وهزة ، بقعة ضباب. قام المراهق بإحناء رأسه مثل ملاكم خارت قواه ينتظر الضربة القاضية ؛ كان قد رفع ياقة معطفه وبدى أشبه بسجين أكثر من أي وقت مضى ، الضحية المثالية التي تساعد على حلول مصيرها . الآن المرأة تهمس في أذنه ، وبسطت كفها مرة أخرى لتضعها على خده ، لتداعبه وتداعبه ، حتى تلهبه، على مهل . كان المراهق مشدوهاً أكثر من كونه مرتاباً ، مرة أو إثنتان قام بالتحديق من أعلى كتف المرأة ، واستمرت هي في حديثها ، تتحدث عن أمر جعله يعاود النظر كل بضع دقائق تجاه تلك المنطقة حيث ، ومايكل كان يعلم يقيناً ، كانت السيارة والرجل ذو القبعة الرمادية ، محذوفين بعناية من إطار الصورة لكنهما حاضرين في انعكاس عيني المراهق ( كيف يمكن لأحد أن يشكك في هذا الآن ) وفي كلمات المرأة ، في يدي المرأة ، وفي الحضور الخفي للمرأة .

    عندما شاهدت الرجل قادماً ومتوقفاً إلى جانبهما ، حاشراُ يديه بجيبيه وهيئته توحي بحالة بين الإشمئزاز والرغبة ، رجل يوشك على الصفير لكلبه بعد أن أكمل جولته بالميدان ، لقد فهمت ، إن كان هذا مما يمكن فهمه ، ماذا كان يجب أن يحدث ، ماذا كان يجب أن يكون قد حدث ، ماذا كان ليجب أن يحدث في تلك اللحظة ، بين هؤلاء الأشخاص ، تماماً عندما قمت بحشر أنفي لتخريب مجريات أمور مقررة ، متدخلاً ببراءة في مجريات ذاك الحدث الذي لم يقع بعد ، ولكنه الآن وشيك الحدوث ، الآن وشيك التحقق . و كان ما تخيلته آنفاً أقل فظاعة من الحقيقة بكثير ، تلك المرأة ، التي لم تكن هناك لأجل نفسها ، لم تكن تداعب أو تغوي أو تلهث من أجل متعتها الذاتية ، من أجل استدراج الملاك الأشعث والتلاعب بذعره ولهفته . وقد كان السيد الحقيقي ينتظر ، مبتسماً بغيظ ، وهو مطمئن إلى سلامة العملية. هو لم يكن أول من يستخدم أمرأة طعماً ، لتجلب له صيدها مقيداً بالأزهار . فالبقية ستكون غاية في السهولة ، السيارة ، منزل بمكان ما ، مشروبات ، لمسات مثيرة ، دموع متأخرة ثم الاستيقاظ في الجحيم . هذه المرة لم يكن هنالك ما يمكنني أن أفعله ، هذه المرة لم يكن بمقدوري فعل أي شيء على الإطلاق . كانت كل قوتي في صورة ، هذه ، هناك ، حيث سيقومان بالانتقام مني ، بعرض ما كان سيحدث وشيكاً ، بيناً .لقد تم إلتقاط الصورة ، والوقت قد مر ؛ وكنا مفرقين للغاية عن بعضنا البعض ، الجريمة قطعاً قد اكتملت ، والدموع قد سكبت ، وبقية الحدس والحزن . وفجأة انقلبت المجريات ، كانوا أحياءاً ، يتحركون ، يقررون ويمشون ، لقد كانوا يتوجهون نحو مستقبلهم ؛ وأنا على هذه الناحية ، حبيس لزمن آخر ، لغرفة على الطابق الخامس ، لجهلي عمن كانت تلك المرأة ، ذاك الرجل وذاك المراهق ، لكون أني أصبحت لا شيء أكثر من عدسات كاميرتي ، شيء ، جامد ، عاجز عن التدخل .

    كانت سخريتهما مني ، هي الأفظع ، كانا يسخران مني بإرتكاب الأمر أمام عيني العمياوتين ، بجعل الفتى المراهق تارة أخرى ينظر إلى المهرج ذي الوجه الطحيني ، وبجعلي أفهم بأنه كان على وشك الموافقة ، وأن العرض كان يحتوي على نقود أو حيلة ، وبأني لم أستطع أن أصيح فيه محذراً للفرار، أو لأقوم ببساطة بتمكين هروبه من جديد بواسطة لقطة أخرى ، بتدخل صغير ومتواضع للغاية يمزق حوله شبكة اللعاب والعطر . كل شيء كان مقدماً على حل نفسه هناك تماماً ، في تلك اللحظة ؛ كان هنالك صمت مطبق ولا علاقة له بالصمت الحسي . كان صمتاً يتمدد ويتسلح . أعتقد بأنني صرخت ، صرخت بصورة مريعة ، وحدث ذلك تماماً في اللحظة التي أدركت فيها بأنني بدأت في الإقتراب منهم ، عشرة سنتمترات ، خطوة ، خطوة أخرى ، كانت الشجرة في الواجهة تتمايل بأغصانها برتابة ، وطفحت البقعة التي على المتراس خارج الإطار ، ودار وجه المرأة تجاهي ، وكأنها تباغتت ، كان يتضخم . وعندها انحرفت قليلاً – أعنى بأن الكاميرا قد انحرفت قليلاً – ومن غير إفلات المرأة من المشهد ، بدأت في تقريب الرجل ، الذي كان يحدق تجاهي بالفجوتين السوداوتين التين كانتا في مكان العينين ، مذهولاً وغاضباً معاً ، بدى ، وكأنه يرغب في دقي بالمسامير إلى الهواء . وفي تلك اللحظة ومن خارج البؤرة تمكنت من مشاهدة طائر ضخم وهو ينقض دفعة واحدة من أمام المشهد ، ثم إنحنيت تجاه حائط غرفتي وكنت فرحاً للغاية لأن المراهق كان قد أفلت هارباً للتو ، رأيته وهو يعدو ، ثم مجدداً في البؤرة ، يعدو وشعره يرفرف مع الريح ، أخيراً قد عرف كيف يحلق فوق الجزيرة ، ليصل إلى جسر المشاة ، قافلاً إلى المدينة . لقد تمكن للمرة الثانية من الفرار منهما ، لقد ساعدته للمرة الثانية على الهرب وأرجعته إلى فردوسه الزائل . بأنفاس حبيسة ، وقفت أمامهم ؛ لم تكن هنالك أية حاجة للإقتراب بعد قيد أنملة ؛ فاللعبة قد انتهت . بالكاد يمكن لأحدهم رؤية كتف المرأة وجزءاً من شعرها ، وقد بتره اطار الصورة بوحشية ؛ لكن الرجل كان في المركز تماماً ، فمه نصف مفغور . وهناك بداخل فمه ، رأيت لسانه الأسود يتأرجح ، وهو يرفع يديه بطيئاً ، إلى الأمام ، وكانت اللحظة لا تزال في قبضة البؤرة تماماً ، ثم أصبح كله بقعة تبتلع الجزيرة ، الشجرة ، ثم أغمضت عيني ، لم أكن راغباً في رؤية المزيد ، غطيت وجهي وأنفجرت باكياً كالأبله .

    الآن تعبر بالجوار سحابة بيضاء عريضة ، كما كان يحدث طوال هذه الأيام ، طوال هذا الوقت اللامحصى . ما بقي ليقال هو دائماً سحابة ، سحابتان ، أو ساعات طوال من سماء ناصعة الصحو ، مستطيل شفاف مثبت بالدبابيس على حائط غرفتي . هذا ما شاهدته عندما فتحت عيني وجففتهما بيدي : سماء صافية ، ثم سحابة تأتي من الناحية اليسرى ، تعبر برشاقة وسكينة ثم تختفي في الناحية اليمنى . ثم تلتها واحدة أخرى ، وأحياناً يصبح كل شيء رمادياً ، كل شيء هو سحابة واحدة هائلة ، وفجأة قطرات مطر تتهشم على الأرض ، ولوقت طويل يمكنك رؤيتها تمطر على الصورة ، وكأنما تعويذة البكاء قد انعكست ، وشيئاً فشيئاً ، يصبح الإطار صافياً ، وربما تشرق الشمس ، وتارة أخرى تبدأ السحب في الظهور ، فينة زوجياً ، وفينة ثلاثياً . وحمائم تحلق من وحين لآخر ، أو عصفور وحيد .

    ترجمة : إبراهيم فضل الله

    2014/11/12 م


    يتبـــــع
                  

11-17-2014, 03:40 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    صديقي الانيق ابراهيم...
    احييك وهذا الجهد المحترم الراقي...
    لقد اسرتني الحكاية وبهاء الترجمة....
    ولا بد اني لها ساعود..
    قارئا مرة ومرات.
    شكرا ياحبيب...
                  

11-18-2014, 11:51 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبدالعزيز عثمان)


    صديقي ...عبد العزيز ..ضي الكتابة ..

    شاكر لكلماتك ..الزوادة ..وآمل عودتك بإزميلك ...تنحت معي..فالنص حتى الآن ..خام وينقصه التعديل...

    تحياتي الدافئة ....
                  

11-18-2014, 11:53 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)


    النص المترجم ..لقصة لعاب إبليس ..لا تزال به فجوات تحتاج إلى مراجعة وتعديل في الصياغة ...سأدرج هنا
    النصين الأنجليزيين ..المستخدمين ..كمصدر .

    والباب مشرع للجميع ..للادلاء بالدلاء ...


    يتبــــع
                  

11-19-2014, 08:57 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    هنا أدرج النص المبدئي الذي استقيت منه ترجمتي ...وللأسف كانت صياغاته مبهمة ..أو فهمي تقاصر عنها ...
    أياً ..يكن ...بعد أن فرغت من ترجمة القصة إلى العربية ...عثرت على ترجمة إنجليزية أخرى - سأدرجها لاحقاً - ووجدتها أنصع بياناً ...وأسهل ..فقمت
    بمراجعة وتعديل كثير من فقرات الترجمة العربية ..وفق ذلك ...ولكن نظرا لطول النص ...تعبت من المراجعة وبقيت هنالك المزيد من الفجوات ...فشنو ...ايدكم معانا...


    Quote:


    From “ End of the game and other stories “by Julio Cortázar
    Translated by : Paul Blackburn , 1967 c , 1963 by Random House Inc.
    From : Anti-Story : an Anthology of experimental fiction
    Edited by : Philip Stiveck

    "Blow-Up" was first published in Argentina in 1964 in the collection Final del juego. It was translated into English and published in the United States in 1967. The story inspired Michelangelo Antonioni to co-write the screenplay for Blow-Up, which he also directed; the film is now considered a cult classic. It starred Vanessa Redgrave, Sarah Miles, Verushka, Jane Birkin, and Peter Bowles, and featured a soundtrack by Herbie Hancock and the Yardbirds. When Blow-Up was released in 1967, it won the Palme d'Or at Cannes and was nominated for Academy Awards in Directing and Writing.
    It'll never be known how this has to be told, in the first person or in the second, using the third person plural or continually inventing modes that will serve for nothing. If one might say: I will see the moon rose, or: we hurt me at the back of my eyes, and especially: you the blonde woman was the clouds that race before my your his our yours their faces. What the hell.
    Seated ready to tell it, if one might go to drink a bock over there, and the typewriter continue by itself (because I use the machine), that would be perfection. And that's not just a manner of speaking. Perfection, yes, because here is the aperture which must be counted also as a machine (of another sort, a Contax 1.1.2) and it is possible that one machine may know more about another machine than I, you, she--the blonde--and the clouds. But I have the dumb luck to know that if I go this Remington will sit turned to stone on top of the table with the air of being twice as quiet that mobile things have when they are not moving. So, I have to write. One of us all has to write, if this is going to get told. Better that it be me who am dead, for I'm less compromised than the rest; I who see only the clouds and can think without being distracted, write without being distracted (there goes another, with a grey edge) and remember without being distracted, I who am dead (and I'm alive, I'm not trying to fool anybody, you'll see when we get to the moment, because I have to begin some way and I've begun with this period, the last one back, the one at the beginning, which in the end is the best of the periods when you want to tell something.)
    All of a sudden I wonder why I have to tell this, but if one begins to wonder why he does all he does do, if one wonders why he accepts an invitation to lunch (now a pigeon's flying by and it seems to me a sparrow), or why when someone has told us a good joke immediately there starts up something like a tickling in the stomach and we are not at peace until we've gone into the office across the hall and told the joke over again; then it feels good immediately, one is fine, happy, and can get back to work. For I imagine that no one has explained this, that really the best thing is to put aside all decorum and tell it, because, after all's done, nobody is ashamed of breathing or of putting on his shoes; they're things that you do, and when something weird happens, when you find a spider in your shoe or if you take a breath and feel like a broken window, then you have to tell what's happening, tell it to the guys at the office or to the doctor. Oh, doctor, every time I take a breath.... Always tell it, always get rid of that tickle in the stomach that bothers you.
    And now that we're finally going to tell it, let's put things a little bit in order, we'd be walking down the staircase in this house as far as Sunday, November 7, just a month back. One goes down five floors and stands then in the Sunday in the sun one would not have suspected of Paris in November, with a large appetite to walk around, to see things, to take photos (because we were photographers, I'm a photographer). I know that the most difficult thing is going to be finding a way to tell it, and I'm not afraid of repeating myself. It's going to be difficult because nobody really knows who it is telling it, if I am I or what actually occurred or what I'm seeing (clouds, and once in a while a pigeon) or if, simply, I'm telling a truth which is only my truth, and then is the truth only for my stomach, for this impulse to go running out and to finish up in some manner with, this, whatever it is.
    We're going to tell it slowly, what happens in the middle of what I'm writing is coming already. If they replace me, if, so soon, I don't know what to say, if the clouds stop coming and something else starts (because it's impossible that this keep coming, clouds passing continually and occasionally a pigeon), if something out of all this.... And after the "if" what am I going to put if I'm going to close the sentence structure correctly? But if I begin to ask questions, I'll never tell anything, maybe to tell would be like an answer, at least for someone who's reading it.
    Roberto Michel, French-Chilean, translator and in his spare time an amateur photographer, left number 11, rue Monsieur-le-Prince Sunday, November 7 of the current year (now there're two small ones passing, with silver linings). He had spent three weeks working on the French version of a treatise on challenges and appeals by José Norberto Allende, professor at the University of Santiago.
    they're things that you do, and when something weird happens, when you find a spider in your shoe or if you take a breath and feel like a broken window, then you have to tell what's happening, tell it to the guys at the office or to the doctor. Oh, doctor, every time I take a breath.... Always tell it, always get rid of that tickle in the stomach that bothers you.

    And now that we're finally going to tell it, let's put things a little bit in order, we'd be walking down the staircase in this house as far as Sunday, November 7, just a month back. One goes down five floors and stands then in the Sunday in the sun one would not have suspected of Paris in November, with a large appetite to walk around, to see things, to take photos (because we were photographers, I'm a photographer). I know that the most difficult thing is going to be finding a way to tell it, and I'm not afraid of repeating myself. It's going to be difficult because nobody really knows who it is telling it, if I am I or what actually occurred or what I'm seeing (clouds, and once in a while a pigeon) or if, simply, I'm telling a truth which is only my truth, and then is the truth only for my stomach, for this impulse to go running out and to finish up in some manner with, this, whatever it is.
    We're going to tell it slowly, what happens in the middle of what I'm writing is coming already. If they replace me, if, so soon, I don't know what to say, if the clouds stop coming and something else starts (because it's impossible that this keep coming, clouds passing continually and occasionally a pigeon), if something out of all this.... And after the "if" what am I going to put if I'm going to close the sentence structure correctly? But if I begin to ask questions, I'll never tell anything, maybe to tell would be like an answer, at least for someone who's reading it.
    Roberto Michel, French-Chilean, translator and in his spare time an amateur photographer, left number 11, rue Monsieur-le-Prince Sunday, November 7 of the current year (now there're two small ones passing, with silver linings). He had spent three weeks working on the French version of a treatise on challenges and appeals by José Norberto Allende, professor at the University of Santiago.

    It's rare that there's wind in Paris, and even less seldom a wind like this that swirled around corners and rose up to whip at old wooden venetian blinds behind which astonished ladies commented variously on how
    But the sun was out also, riding the wind and friend of the cats, so there was nothing that would keep me from taking photos of the Conservatoire and Sainte-Chapelle.
    It was hardly ten o'clock, and I figured that by eleven the light would be good, the best you can get in the fall;
    to kill some time I detoured around by the Isle Saint-Louis and started to walk along the quai D'Anjou, I stared for a bit at the hôtel de Lauzun, I recited bits from Apollinaire which always get into my head whenever I pass in front of the hotel de Lauzun (and at that I ought to be remembering the other poet, but Michel is an obstinate beggar), and when the wind stopped all at once and the sun came out at least twice as hard (I mean warmer, but really it's the same thing), I sat down on the parapet and felt terribly happy in the Sunday morning.
    One of the many ways of contesting level-zero, and one of the best, is to take photographs, an activity in which one should start becoming an adept very early in life, teach it to children since it requires discipline, aesthetic education, a good eye, and steady fingers.
    I'm not talking about waylaying the lie like any old reporter, snapping the stupid silhouette of the VIP leaving Number 10 Downing Street, but in all ways when one is walking about with a camera, one has almost a duty to be attentive, to not lose that abrupt and happy rebound of sun's rays off an old stone, or the pigtails-flying run of a small girl going home with a loaf of bread or a bottle of milk.
    Michel knew that the photographer always worked as a permutation of his personal way of seeing the world as other than the camera insidiously imposed upon it (now a large cloud is going by, almost black),
    but he lacked no confidence in himself, knowing that he had only to go out without the Contax to recover the keynote of distraction, the sight without a frame around it, light without the diaphragm aperture or 1/250 sec.
    Right now (what a word, now, what a dumb lie) I was able to sit quietly on the railing overlooking the river watching the red and black motorboats passing below without it occurring to me to think photographically of the scenes, nothing more than letting myself go in the letting go of objects, running immobile in the stream of time. And then the wind was not blowing.
    After, I wandered down the quai de Bourbon until getting to the end of the isle where the intimate square was (intimate because it was small, not that it was hidden, it offered its whole breast to the river and the sky), I enjoyed it, a lot.
    Nothing there but a couple and, of course, pigeons; maybe even some of those which are flying past now so that I'm seeing them.
    A leap up and I settled on the wall, and let myself turn about and be caught and fixed by the sun, giving it my face and ears and hands (I kept my gloves in my pocket).
    I had no desire to shoot pictures, and lit a cigarette to be doing something; I think it was that moment when the match was about to touch the tobacco that I saw the young boy for the first time.
    What I'd thought was a couple seemed much more now a boy with his mother, although at the same time I realized that it was not a kid and his mother, and that it was a couple in the sense that we always allegate to couples when we see them leaning up against the parapets or embracing on the benches in the squares.
    As I had nothing else to do, I had more than enough time to wonder why the boy was so nervous, like a young colt or a hare, sticking his hands into his pockets, taking them out immediately, one after the other, running his fingers through his hair, changing his stance, and especially why was he afraid, well, you could guess that from every gesture, a fear suffocated by his shyness, an impulse to step backwards which he telegraphed, his body standing as if it were on the edge of flight, holding itself back in a final, pitiful decorum.
    All this was so clear, ten feet away--and we were alone against the parapet at the tip of the island--that at the beginning the boy's fright didn't let me see the blonde very well.
    Now, thinking back on it, I see her much better at that first second when I read her face (she'd turned around suddenly, swinging like a ####l weathercock, and the eyes, the eyes were there), when I vaguely understood what might have been occurring to the boy and figured it would be worth the trouble to stay and watch (the wind was blowing their words away and they were speaking in a low murmur).
    I think that I know how to look, if it's something I know, and also that every looking oozes with mendacity, because it's that which expels us furthest outside ourselves, without the least guarantee, whereas to smell, or (but Michel rambles on to himself easily enough, there's no need to let him harangue on this way).
    In any case, if the likely inaccuracy can be seen beforehand, it becomes possible again to look; perhaps it suffices to choose between looking and the reality looked at, to strip things of all their unnecessary clothing. And surely all that is difficult besides.
    As for the boy I remember the image before his actual body (that will clear itself up later), while now I am sure that I remember the woman's body much better than the image.
    She was thin and willowy, two unfair words to describe what she was, and was wearing an almost-black fur coat, almost long, almost handsome.
    All the morning's wind (now it was hardly a breeze and it wasn't cold) had blown through her blonde hair which pared away her white, bleak face--two unfair words--and put the world at her feet and horribly alone in front of her dark eyes, her eyes fell on things like two eagles, two leaps into nothingness, two puffs of green slime. I'm not describing it. And I said two puffs of green slime.
    Let's be fair, the boy was well enough dressed and was sporting yellow gloves which I would have sworn belonged to his older brother, a student of law or sociology;
    it was pleasant to see the fingers of the gloves sticking out of his jacket pocket.
    For a long time I didn't see his face, barely a profile, not stupid--a terrified bird, a Fra Filippo angel, rice pudding with milk--and the back of an adolescent who wants to take up judo and has had a scuffle or two in defense of an idea or his sister.
    Turning fourteen, perhaps fifteen, one would guess that he was dressed and fed by his parents but without a nickel in his pocket, having to debate with his buddies before making up his mind to buy a coffee, a cognac, a pack of cigarettes.
    He'd walk through the streets thinking of the girls in his class, about how good it would be to go to the movies and see the latest film, or to buy novels or neckties or bottles of liquor with green and white labels on them.
    At home (it would be a respectable home, lunch at noon and romantic landscapes on the walls, with a dark entryway and a mahogany umbrella stand inside the door) there'd be the slow rain of time, for studying, for being mama's hope, for looking like dad, for writing to his aunt in Avignon.
    So that there was a lot of walking the streets, the whole of the river for him (but without a nickel) and the mysterious city of fifteen-year-olds with its signs in doorways, its terrifying cats, a paper of fried potatoes for thirty francs, the pornographic magazine folded four ways, a solitude like the emptiness of his pockets, the eagerness for so much that was incomprehensible but illumined by a total love, by the availability analogous to the wind and the streets.
    This biography was of the boy and of any boy whatsoever, but this particular one now, you could see he was insular, surrounded solely by the blonde's presence as she continued talking with him. (I'm tired of insisting, but two long ragged ones just went by.
    That morning I don't think I looked at the sky once, because what was happening with the boy and the woman appeared so soon I could do nothing but look at them and wait, look at them and...)
    To cut it short, the boy was agitated and one could guess without too much trouble what had just occurred a few minutes before, at most half-an-hour.
    The boy had come onto the tip of the island, seen the woman and thought her marvelous. The woman was waiting for that because she was there waiting for that, or maybe the boy arrived before her and she saw him from one of the balconies or from a car and got out to meet him, starting the conversation with whatever, from the beginning she was sure that he was going to be afraid and want to run off, and that, naturally, he'd stay, stiff and sullen, pretending experience and the pleasure of the adventure.
    The rest was easy because it was happening ten feet away from me, and anyone could have gauged the stages of the game, the derisive, competitive fencing;
    its major attraction was not that it was happening but in foreseeing its denouement.
    The boy would try to end it by pretending a date, an obligation, whatever, and would go stumbling off disconcerted, wishing he were walking with some assurance, but ##### under the mocking glance which would follow him until he was out of sight.
    Or rather, he would stay there, fascinated or simply incapable of taking the initiative, and the woman would begin to touch his face gently, muss his hair, still talking to him voicelessly, and soon would take him by the arm to lead him off, unless he, with an uneasiness beginning to tinge the edge of desire, even his stake in the adventure, would rouse himself to put his arm around her waist and to kiss her.
    Any of this could have happened, though it did not, and perversely Michel waited, sitting on the railing, making the settings almost without looking at the camera, ready to take a picturesque shot of a corner of the island with an uncommon couple talking and another looking at one another.
    Strange how the scene (almost nothing: two figures there mismatched in their youth) was taking on a disquieting aura.
    I thought it was I imposing it, and that my photo, if I shot it, would reconstitute things in their true stupidity.
    I would have liked to know what he was thinking, a man in a grey hat sitting at the wheel of a car parked on the dock which led up to the footbridge, and whether he was reading the paper or asleep.
    I had just discovered him because people inside a parked car have a tendency to disappear, they get lost in that wretched, private cage stripped of the beauty that motion and danger give it.
    And nevertheless, the car had been there the whole time, forming part (or deforming that part) of the isle.
    A car: like saying a lighted streetlamp, a park bench. Never like saying wind, sunlight, those elements always new to the skin and the eyes, and also the boy and the woman, unique, put there to change the island, to show it to me in another way.
    Finally, it may have been that the man with the newspaper also because aware of what was happening and would, like me, feel that malicious sensation of waiting for everything to happen.
    Now the woman had swung around smoothly, putting the young boy between herself and the wall, I saw them almost in profile, and he was taller, though not much taller, and yet she dominated him, it seemed like she was hovering over him (her laugh, all at once, a whip of feathers), crushing him just by being there, smiling, one hand taking a stroll through the air.
    Why wait any longer? Aperture at sixteen, a sighting which would not include the horrible black car, but yes, that tree, necessary to break up too much grey space... .
    I raised the camera, pretended to study a focus which did not include them, and waited and watched closely, sure that I would finally catch the revealing expression, one that would sum it all up, life that is rhythmed by movement but which a stiff image destroys, taking time in cross section, if we do not choose the essential imperceptible fraction of it.
    I did not have to wait long. The woman was getting on with the job of handcuffing the boy smoothly, stripping from him what was left of his freedom a hair at a time, in an incredibly slow an delicious torture.
    I imagined the possible endings (now a small fluffy cloud appears, almost alone in the sky), I saw their arrival at the house (a basement apartment probably, which she would have filled with large cushions and cats) and conjectured the boy's terror and his desperate decision to play it cool and to be led off pretending there was nothing new in it for him.
    Closing my eyes, if I did in fact close my eyes, I set the scene: the teasing kisses, the woman mildly repelling the hands which were trying to undress her, like in novels, on a bed that would have a lilac-colored comforter,
    on the other hand she taking off his clothes, plainly mother and son under a milky yellow light, and everything would end up as usual, perhaps,
    but maybe everything would go otherwise, and the initiation of the adolescent would not happen, she would not let it happen, after a long prologue wherein the awkwardnesses,
    the exasperating caresses, the running of hands over bodies would be resolved in who knows what, in a separate and solitary pleasure, in a petulant denial mixed with the art of tiring and disconcerting so much poor innocence.
    It might go like that, it might very well go like that;
    that woman was not looking for the boy as a lover, and at the same time she was dominating him toward some end impossible to understand if you do not imagine it as a cruel game, the desire to desire without satisfaction, to excite herself for someone else, someone who in no way could be that kid.
    Michel is guilty of making literature, of indulging in fabricated unrealities. Nothing pleases him more than to imagine exceptions to the rule, individuals outside the species, not-always-repugnant monsters.
    But that woman invited speculation, perhaps giving clues enough for the fantasy to hit the bull's-eye. Before she left, and now that she would fill my imaginings for several days, for I'm given to ruminating, I decided not to lose a moment more.
    I got it all into the view-finder (with the tree, the railing, the eleven-o'clock sun) and took the shot. In time to realize that they both had noticed and stood there looking at me, the boy surprised and as though questioning, but she was irritated, her face and body flat-footedly hostile, feeling robbed, ignominiously recorded on a small chemical image.
    I might be able to tell it in much greater detail but it's not worth the trouble. The woman said that no one had the right to take a picture without permission, and demanded that I hand over the film.
    All this in a dry, clear voice with a good Parisian accent, which rose in color and tone with every phrase.
    For my part, it hardly mattered whether she got the roll of film or not, but anyone who knows me will tell you, if you want anything from me, ask nicely. With the result that I restricted myself to formulating the opinion that not only was photography in public spaces not prohibited, but it was looked upon with decided favor, both private and official.
    And while that was getting said, I noticed on the sly how the boy was falling back, sort of actively backing up through without moving, and all at once (it seemed almost incredible) he turned and broke into a run, the poor kid, thinking that he was walking off and in fact in full flight, running past the side of the car, disappearing like a gossamer filament of angel-spit in the morning air.
    But filaments of angel-spittle are also called devil-spit, and Michel had to endure rather particular curses, to hear himself called meddler and imbecile, taking great pains meanwhile to smile and to abate with simple movements of his head such a hard sell.
    As I was beginning to get tired, I heard the car door slam. The man in the grey hat was there, looking at us. It was only at that point that I realized he was playing a part in the comedy.
    He began to walk toward us, carrying in his hand the paper he had been pretending to read.
    What I remember best is the grimace that twisted his mouth askew, it covered his face with wrinkles, changed somewhat both in location and shape because his lips trembled and the grimace went from one side of his mouth to the other as though it were on wheels, independent and involuntary.
    But the rest stayed fixed, a flour-powdered clown or bloodless man, dull dry skin, eyes deepset, the nostrils black and prominently visible, blacker than the eyebrows or hair or the black necktie.
    Walking cautiously as though the pavement hurt his feet; I saw patent-leather shoes with such thin soles that he must have felt every roughness in the pavement.
    I don't know why I got down off the railing, nor very well why I decided to not give them the photo, to refuse that demand in which I guessed at their fear and cowardice.
    The clown and the woman consulted one another in silence: we made a perfect and unbearable triangle, something I felt compelled to break with a crack of a whip.
    I laughed in their faces and began to walk off, a little more slowly, I imagine, than the boy.
    At the level of the first houses, beside the iron footbridge, I turned around to look at them. They were not moving, but the man had dropped his newspaper; it seemed to me that the woman, her back to the parapet, ran her hands over the stone with the classical and absurd gesture of someone pursued looking for a way out.
    What happened after that happened here, almost just now, in a room on the fifth floor.
    Several days went by before Michel developed the photos he'd taken on Sunday; his shots of the Conservatoire and of Sainte-Chapelle were all they should be.
    Then he found two or three proof-shots he'd forgotten, a poor attempt to catch a cat perched astonishingly on the roof of a rambling public urinal, and also the shot of the blonde and the kid.
    The negative was so good that he made an enlargement; the enlargement was so good that he made one very much larger, almost the size of a poster..
    It did not occur to him (now one wonders and wonders) that only the
    shots of the Conservatoire were worth so much work.
    Of the whole series, the snapshot of the tip of the island was the only one which interested him; he tacked up the enlargement on one wall of the room, and the first day he spent some time looking at it and remembering, that gloomy operation of comparing the memory with the gone reality;
    a frozen memory, like any photo, where nothing is missing, not even, and especially, nothingness, the true solidifier of the scene.
    There was the woman, there was the boy, the tree rigid above their #########, the sky as sharp as the stone of the parapet, clouds and stones melded into a single substance and inseparable (now one with sharp edges is going by, like a thunderhead).
    The first two days I accepted what I had done, from the photo itself to the enlargement on the wall, and didn't even question that every once in a while I would interrupt my translation of José Norberto Allende's treatise to encounter once more the woman's face, the dark splotches on the railing.
    I'm such a jerk; it had never occurred to me that when we look at a photo from the front, the eyes reproduce exactly the position and the vision of the lens;
    it's these things that are taken for granted and it never occurs to anyone to think about them.
    From my chair, with the typewriter directly in front of me, I looked at the photo ten feet away, and then it occurred to me that I had hung it exactly at the point of view of the lens.
    It looked very good that way; no doubt, it was the best way to appreciate a photo, though the angle from the diagonal doubtless has its pleasures and might even divulge different aspects.
    Every few minutes, for example when I was unable to find the way to say in good French what Jose Norberto Allende was saying in very good Spanish, I raised my eyes and looked at the photo;
    sometimes the woman would catch my eye, sometimes the boy, sometimes the pavement where a dry leaf had fallen admirably situated to heighten a lateral section.
    Then I rested a bit from my labors, and I enclosed myself again happily in that morning in which the photo was drenched, I recalled ironically the angry picture of the woman demanding I give her the photograph, the boy's pathetic and ridiculous flight, the entrance on the scene of the man with the white face.
    Basically, I was satisfied with myself; my part had not been too brilliant, and since the French have been given the gift of the sharp response, I did not see very well why I'd chosen to leave without a complete demonstration of the rights, privileges and prerogatives of citizens.
    The important thing, the really important thing was having helped the kid to escape in time (this in case my theorizing was correct, which was not sufficiently proven, but the running away itself seemed to show it so).
    Out of plain meddling, I had given him the opportunity finally to take advantage of his fright to do something useful;
    now he would be regretting it, feeling his honor impaired, his manhood diminished.
    That was better than the attentions of a woman capable of looking as she had looked at him on that island.
    Michel is something of a puritan at times, he believes that one should not seduce someone from a position of strength. In the last analysis, taking that photo had been a good act.
    Well, it wasn't because of the good act that I looked at it between paragraphs while I was working. At that moment I didn't know the reason, the reason I had tacked the enlargement onto the wall;
    maybe all fatal acts happen that way, and that is the condition of their fulfillment. I don't think the almost-furtive trembling of the leaves on the tree alarmed me, I was working on a sentence and rounded it out successfully. Habits are like immense herbariums, in the end an enlargement of 32 X 28 looks like a movie screen, where, on the tip of the island, a woman is speaking with a boy and a tree is shaking its dry leaves over their #########.
    But her hands were just too much. I had just translated: "In that case, the second key resides in the intrinsic nature of difficulties which societies..."--when I saw the woman's hand beginning to stir slowly, finger by finger. There was nothing left of me, a phrase in French which I would never have to finish, typewriter on the floor, a chair that squeaked and shook, fog. The kid had ducked his head like boxers do when they've done all they can and are waiting for the final blow to fall; he had turned up the collar of his overcoat and seemed more a prisoner than ever, the perfect victim helping promote the catastrophe.
    Now the woman was talking into his ear, and her hand opened again to lay itself against his cheekbone, to caress and caress it, burning it, taking her time. The kid was less startled than he was suspicious, once or twice he poked his head over the woman's shoulder and she continued talking, saying something that made him look back every few minutes toward that area where Michel knew the car was parked and the man in the grey hat, carefully eliminated from the photo but present in the boy's eyes (how doubt that now) in the words of the woman, in the woman's hands, in the vicarious presence of the woman.
    When I saw the man come up, stop near them and look at them, his hands in his pockets and a stance somewhere between disgusted and demanding, the master who is about to whistle in his dog after a frolic in the square, I understood, if that was to understand, what had to happen now, what had to have happened then, what would have to happen at that moment, among these people, just where I had poked my nose in to upset an established order, interfering innocently in that which had not happened, but which was now going to happen, now was going to be fulfilled.
    And what I had imagined earlier was much less horrible than the reality, that woman, who was not there by herself, she was not caressing or propositioning or encouraging for her own pleasure, to lead the angel away with his tousled hair and play the tease with his terror and his eager grace. The real boss was waiting there, smiling petulantly, already certain of the business;
    he was not the first to send a woman in the vanguard, to bring him the prisoners manacled with flowers. The rest of it would be so simple, the car, some house or another, drinks, stimulating engravings, tardy tears, the awakening in hell. And there was nothing I could do, this time I could do absolutely nothing. My strength had been a photograph, that, there, where they were taking their revenge on me, demonstrating clearly what was going to happen.
    The photo had been taken, the time had run out, gone; we were so far from one another, the abusive act had certainly already taken place, the tears already shed, and the rest conjecture and sorrow. All at once the order was inverted, they were alive, moving, they were deciding and had decided, they were going to their future; and I on this side, prisoner of another time, in a room on the fifth floor, to not know who they were, that woman, that man, and that boy, to be only the lens of my camera, something fixed, rigid, incapable of intervention.
    It was horrible, their mocking me, deciding it before my impotent eye, mocking me, for the boy again was looking at the flour-faced clown and I had to accept the fact that he was going to say yes, that the proposition carried money with it or a gimmick, and I couldn't yell for him to run, or even open the road to him again with a new photo, a small and almost meek intervention which would ruin the framework of drool and perfume. Everything was going to resolve itself right there, at that moment; there was like an immense silence which had nothing to do with physical silence. It was stretching it out, setting itself up.
    I think I screamed, I screamed terribly, and that at the exact second I realized that I was beginning to move toward them, four inches, a step, another step, the tree swung its branches rhythmically in the foreground, a place where the railing was tarnished emerged from the frame, the woman's face turned toward me as though surprised, was enlarging, and then I turned a bit, I mean that the camera turned a little, and without losing sight of the woman, I began to close in on the man who was looking at me with the black holes he had in place of eyes, surprised and angered both, he looked, wanting to nail me onto the air,
    and at that instant I happened to see something like a large bird outside the focus that was flying in a single swoop in front of the picture, and I leaned up against the wall of my room and was happy because the boy had just managed to escape, I saw him running off, in focus again, sprinting with his hair flying in the wind, learning finally to fly across the island, to arrive at the footbridge, return to the city. For the second time he'd escaped them, for the second time I was helping him to escape, returning him to his precarious paradise.
    Out of breath, I stood in front of them; no need to step closer, the game was played out. Of the woman you could see just maybe a shoulder and a bit of hair, brutally cut off by the frame of the picture; but the man was directly center, his mouth half open, you could see a shaking black tongue, and he lifted his hands slowly, bringing them into the foreground, an instant still in perfect focus, and then all of him a lump that blotted out the island, the tree, and I shut my eyes, I didn't want to see any more, and I covered my face and broke into tears like an idiot.
    Now there's a big white cloud, as on all these days, all this untellable time. What remains to be said is always a cloud, two clouds, or long hours of a sky perfectly clear, a very clean, clear rectangle tacked up with pins on the wall of my room. That was what I saw when I opened my eyes and dried them with my fingers: the clear sky, and then a cloud that drifted in from the left, passed gracefully and slowly across and disappeared on the right. And then another, and for a change sometimes, everything gets grey, all one enormous cloud, and suddenly the splotches of rain cracking down, for a long spell you can see it raining over the picture, like a spell of weeping reversed, and little by little, the frame becomes clear, perhaps the sun comes out, and again the clouds begin to come, two at a time, three at a time. And the pigeons once in a while, and a sparrow or two.
                  

11-19-2014, 09:01 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    وها هو النص الثاني ...
    Quote: Las babas del diablo

    http://deeblog.squarespace.com/journal/2011/11/21/las-babas-del-diablo-part-1.htmlhttp://deeblog.squarespace.com/journal/2011/11/21/las-babas-...l-diablo-part-1.html

    No one may ever know how to tell this story. Should it be in the first person or the second, using the third person plural or continually inventing forms that serve no purpose at all? If we could say: I they saw the moon rise, or: the inner core of my our eyes hurts, and, most of all: you the blonde woman were the clouds that keep racing ahead of my your her our all of your faces. What the hell.
    While we’re on the subject, if I could go drink a Bock around the corner and have the typewriter continue on its own (because I write on a typewriter), that would be perfection. And that is not just a figure of speech. Perfection, yes, because here the shortcoming of having to tell a story likewise involves a machine (of another kind, a Contax 1.1.2), and the best thing would be for one machine to know more about another machine than I do, than you do, than she – the blonde – does, than the clouds. But it’s all only dumb luck. I know that if I left, this Remington would remain petrified atop the table with that air of double quietness that movable objects emit when they do not move. So I must write. One of us has to write, if all of this is to be told. Better that I be dead, better that I be less committed than the rest; I who do not see anything more than the clouds and who can think without distractions (another passes by now, with a grey fringe), who can write without distractions, who can remember without distractions, I who am dead (and alive, this is not a matter of trickery – it’ll be evident once the moment arrives – because somehow I have to get started and so have begun from this point, that of back then, that of the beginning, which, after all, is the best of points whenever you want to tell a story).
    Suddenly I ask myself why I have to say this, but if we began to wonder why we did everything we did, if we merely asked ourselves why we accepted an invitation to dinner (now a pigeon is passing, looks to me like a sparrow), or why when someone has just told us a good story, something like a tickle arises in our stomach and it won't be still until we walk into the next office and, in turn, tell the story; thus as soon as this is done, we are well, we are happy and we can get back to work. As far as I know no one has ever explained this, so that the best thing to do is to drop our inhibitions and tell the story, because at the end of the day no one is ashamed of breathing or putting on his shoes. Those are things that are done, and when something odd occurs, when we find a spider inside one of the shoes or when we breathe we feel like broken glass, then there is something to tell, something to tell the boys at the office or the doctor. Oh, doctor, every time I breathe ... Always tell the story, always get rid of that annoying tickle in the stomach.
    And since we're going to tell the story, let's put things in some order. Let's go down the stairs of this house, Sunday, the seventh of November, just a month ago. We go down five floors and it's Sunday, with an undreamed-of sun for a November in Paris, with a great desire to walk around, to see things, to take pictures (because we are photographers, I am a photographer). I know that the most difficult thing will be finding a way to tell the story, and I am not afraid of repeating myself. It will be difficult because no one quite knows who he telling the story truly is, if I am he or this is what has occurred, or what I am seeing (clouds, and now and again a pigeon), or if I am simply recounting a truth which is only my truth, and therefore it is not the truth apart from the truth for my stomach, for my desire to run out the door and, in some way, to put an end to all this, regardless of what may happen.

    We are going to tell the story slowly, and we are going to see what happens as I write. If I am replaced, if I no longer know what to say, if the clouds end and something else begins (because it cannot be that one simply sees clouds passing continuously, and now and again a pigeon), if something from all of this ... And after the "if," what will I put down, how will I correctly finish my sentence? But if I start to ask questions I will not tell any story at all; better to tell, perhaps the process of telling the story will be like a response, at least for someone who might read it.

    Roberto Michel, Franco-Chilean, translator and amateur photographer in his free time, stepped out of number 11 on the Rue Monsieur LePrince on Sunday, November 7th of the current year (now two smaller ones pass by with silver borders). He had spent the last three weeks working on the French version of a contract on the recusations and recourses of José Norberto Allende, professor at the University of Santiago. Wind in Paris is an oddity, much less wind that swirled around the corners and rose in punishment against the old wooden shutters, after which surprised old ladies commented in various ways on the instability of the weather these last few years. But the sun was out as well, riding the wind and friend to the cats, for which nothing would have stopped me from turning around towards the wharfs of the Seine and taking some pictures of the Ministry and Sainte-Chapelle. It was hardly ten o'clock and I calculated that the light would be good until about eleven, the best possible in autumn. To kill some time I moved on to Isle Saint-Louis then walked towards the Quai d'Anjou, gazed for a while at the Hotel Lauzun, recited some fragments from Apollinaire that always come to mind whenever I pass the Hotel Lauzun (and this ought to have reminded me of yet another poet, but Michel is a stubborn ox). And so, when all of a sudden the wind ceased and the sun became at least twice as large (I mean twice as warm, but in reality this is the same), I sat upon the parapet and felt, on this Sunday morning, terribly content.
    Among the many ways of combating oblivion and nothingness, one of the best is taking photos, an activity which should be taught to children at an early age. It requires discipline, training in aesthetics, a good eye and sure hands. You aren't simply lurking in wait of the lie like some reporter or catching the moronic silhouette of the big shot coming out of 10 Downing Street. In any case, when one is abroad with a camera one is almost obliged to be attentive, so as not to lose that rough and delicious career of sunlight on an old stone, or the dancing braids of a girl returning with a loaf or a bottle of milk. Michel knew that the photographer always operated like a permutation of his own personal manner of seeing the world, all the more since his camera rendered him insidious (now a large, almost black cloud passes by). But he did not mistrust this fact, knowing full well that he could leave the house without the Contax and still recuperate the distracted tone, the vision bereft of framing, the light without diaphragm or 1/250 shutter speed. Just now (what a word, now, what a stupid lie) I could have remained seated on the parapet above the river, watching the red and black pine needles pass, without it occurring to me to think of the scenes photographically, letting myself go to things letting themselves go, and running to stand still with time. And the wind was not blowing.
    Afterwards I went on towards the Quai de Bourbon until I reached that point on the isle where an intimate chat (intimate because it was short and not because it was demure, as here one suckles both the river and the sky) can be enjoyed and then re-enjoyed. There was no one there apart from a couple and, of course, some pigeons, perhaps one of those passing now as far as I can see. With one movement I installed myself on the parapet and let myself be enveloped and attacked by the sun, on my face, my ears, my two hands (I kept my gloves in my pocket). I didn't feel like taking any photos, and I lit a cigarette to have something to do; I believe it was in that moment, as the phosphorus of the tobacco drew closer, that I saw the boy for the first time.
    What I had taken to be a couple seemed much more like a boy with his mother, although at the same time I noticed that it was not a boy with his mother, and that it was a couple in the sense that we always bestow upon couples when we see them leaning in parapets or kissing on public square benches. As I had nothing to do, I had enough time to ask myself why this boy was so nervous, why he so resembled a foal or a hare, placing his hands in his pockets, immediately taking one out and then the other, passing his fingers over his skin, changing his posture, and, most of all, because he was clearly afraid – this one could deduce from his every gesture – a suffocated fear of embarrassment, an impulse to throw himself back that came off as if his body were on the edge of flight, containing himself in a final and painful dignity.
    So clear was all this from here, five meters away – and we were alone against the parapet, at the end of the isle – that initially the boy's fear did not allow me to get a good look at the blonde woman. Now, when I think about it, I see her much better in this first moment when I was able to read her face (she had suddenly turned around like a copper weathercock, and her eyes, her eyes were there) when I vaguely understood what could be occurring at this moment to the boy and I said to myself that it was worth staying and watching (the wind lifted those words, scarcely murmured). If there's something I know how to do, I think I know how to watch; and I also know that everything oozes falsity because it is what most casts us out of ourselves, without the slightest guarantee, as a smell, or (but Michel is quick to digress, one shouldn't let him recite at ease). In any case, if the probable falsity has been predicted beforehand, looking again becomes possible; perhaps it suffices to choose well between looking and the look, stripping things of so much foreign clothing. And, of course, all of this is quite difficult.
    I remember the boy's face more than his actual body (this will be understood later), while now I am certain that I remember the woman's body much better than her face. She was thin and svelte – two unfair words to say what she was – and dressed in a leather coat that was almost black, almost long, almost beautiful. All the wind of that morning (now it was hardly blowing at all, and it wasn't cold) had passed over her blonde hair that cut out a shape from her cheerless, white face – two unfair words –and left the world standing and horribly alone before her black eyes, her eyes which fell upon things like two eagles, two leaps into the void, two gusts of green mud. I am not describing anything; rather, I am trying to understand. And I said two gusts of green mud.

    Let's be fair, however: the boy was rather well-dressed and sported yellow gloves that I could have sworn belonged to his older brother, a law or sociology student. It was funny to see the fingers of the gloves peering out from his jacket pocket. For a long while I did not see his face, hardly a profile, that wasn't half-bad – an astonished bird, the angel of Fra Filippo, rice and milk –and the back of an adolescent who wanted to go in for judo and who had already fought a couple of times for an idea or a sister. At two o'clock sharp, perhaps at three o'clock sharp, one found him dressed and fed by his parents, but without a cent to his name, having to deliberate with his comrades before choosing a coffee, a cognac, or a pack of cigarettes. He would walk the streets thinking about his female classmates, about how good it would be to go to the movies and see the latest film, or buy novels or ties or bottles of liquor with green and white labels. In his house (his house would be respectable; lunch would be at twelve and there would be romantic landscapes on the walls with a dark foyer and a mahogany umbrella stand by the door) his homework time would slowly inundate him, as would being mama's great hope, resembling papa, and writing to his aunt in Avignon. For that reason, every street, all the river (but without a cent) and the mysterious city of fifteen years with its signs on its doors, its spine-tingling cats, the carton of French fries for thirty francs, the porno magazine folded in four, solitude as a hole in his pockets, those happy meetings, the fervor for so many incomprehensible things – things, however, illuminated by a complete love – for the availability akin to the wind and the streets.

    This biography was the boy's as well as any boy's, but him I now saw isolated, turned solely towards the presence of the blonde woman who kept on talking to him. (I am tired of insisting, but two long, frayed clouds have just passed. I think this morning I did not look once at the sky, since as soon as I presented what happened with the boy and the woman I could do nothing but watch them and wait, watch them and ...). In summary, the boy was uneasy and, without much effort, one could guess what had just happened a few minutes ago, at the most half an hour ago. The boy had arrived to the end of the isle, seen the woman and found her attractive. The woman had been expecting this because she was here waiting for it, or perhaps the boy arrived before the woman and she saw him from a balcony or a car, and went out to meet him, starting up conversation on any old subject. And surely from the very beginning he was scared of her and wished to escape, and, of course, he would stay, cocky and sullen, feigning experience and a pleasure in risk and adventure. The rest was easy because it was taking place five meters from me and anyone could have measured the stages of the game, the ridiculous parrying; his greatest charm was not his present, but his prediction of the dénouement. The boy would have given the pretext of an appointment, some kind of obligation, and would have run off stumbling and confused, wishing to walk with self-assurance, ##### beneath the mocking gaze which would follow him until the end. Or perhaps he would remain, fascinated or simply incapable of taking the initiative, and the woman would begin to caress his face, play with his hair, speak to him voicelessly, and then quickly grab him by the arm to take him with her, as he, with an unease that perhaps began to acquire desire, the risk of adventure, roused himself to put his arm around her waist and kiss her. All this could have occurred, but may not have occurred, and Michel perversely waited, sitting in the parapet and, without even realizing it, readying the camera to take a picturesque photo in a corner of the isle with a couple gazing at one another and having nothing in common to talk about.
    Curious that this scene (the nothing scene, almost: the two who are there, unequally young) had an aura of disquiet. I thought this was something that I inserted; I also thought that my picture, if I were to retrieve it, would restore matters to their silly truth. I would have liked to know the thoughts of the man in the gray hat seated at the wheel of the car stopped at the loading dock which was on the sidewalk, and whether he was reading the paper or sleeping. I had just discovered why people within a car almost disappear, lost in that wretched private suitcase of beauty which lends them movement and danger. Nevertheless, the car had been there all this time, forming part (or deforming this part) of the isle. A car: how should one say an illuminated street lamp, a public square bench. Never the wind, the light of the sun, these materials were always new for the skin and the eyes, and also the boy and the woman, alone, placed here so as to alter the isle, so as to show it to me in another way. In the end, it might have occurred that the man with the newspaper had been attentive to what was happening and felt, like I, the malignant aftertaste of all expectations.
    Now the woman had suavely turned around until the boy was between her and the parapet; I could see him almost in profile and he was taller, but not much taller, and nevertheless the woman seemed to be dangling above him (her laugh, all of a sudden, a whip of feathers), crushing him by simply being there, smiling, passing her hand through the air. Why wait any longer? With a sixteen diaphragm, with framing in which the horrible black car would not be included but the tree would, I would need to snap a space especially grey ...

    I raised the camera, pretended to study an angle that did not include them, and remained lurking in wait, certain that, at last, I would catch the revelatory gesture, the expression that summed it all up, the life which movement encompassed but which a rigid face destroyed by sectioning off time, if we did not choose that essential, imperceptible fraction. I did not have to wait long.
    The woman advanced in her task of gently binding the boy, of plucking, one by one, the remaining fibers of his freedom, in the slowest and most delicious of tortures. I imagined the possible consequences (now a small, foamy cloud appears, almost alone in the sky), foresaw the arrival at the house (a first-floor entryway most likely, which she would stuff with cushions and cats), and sensed the boy's embarrassment and his desperate decision to conceal it, to keep on pretending that nothing was new to him. Closing my eyes, if it is I who closed them, I put the stage in order: the mocking kisses, the woman tenderly rejecting those hands that sought to undress her, like hands in novels did, on a bed with a purple comforter, and obliging him instead to stop trying to remove her clothes, truly then mother and son beneath the opalines' yellow light. And everything would end as it always did, perhaps, but perhaps everything was different, and the initiation of the adolescent did not take place, perhaps they did not allow it to happen, from a long preface where clumsy embraces and exasperating caresses, the shuttle of hands, resolved itself into who knows what, into a separate but solitary pleasure, into the petulant mixed denial with the art of fatiguing and disconcerting so much injured innocence. It could have been like this, it could well have been like this; that woman was not looking for a lover in the boy, at once instructing him for an impossible aim of understanding – if he didn't think of it as a cruel game – the desire of desiring without satisfaction, of arousing herself for someone else, for someone who in no way could be this boy.
    Michel is guilty of literature, of unreal fabrications. There is nothing he likes better than to imagine exceptions, individuals outside of the species, monsters not always repugnant. But this woman invited invention, giving him perhaps the keys to hit upon the truth. Before he left, and now that my memories have been filled for many days since I am prone to rumination, I decided not to lose a moment more. I gathered everything in my viewfinder (the photos with the tree, the parapet, the eleven o'clock sun) and took the photo. All in enough time to understand that the two had noticed and that they were looking at me, the boy was surprised and almost interrogative, while she was irritated; and resolutely hostile were her body and her face that knew themselves to have been stolen, ignominiously taken prisoner by a small chemical image.
    I could tell this story with much detail, but it's not worth it. The woman said that no one had the right to take a photo without permission and demanded that I hand over the roll of film. All this in a clear, dry voice and good Parisian accent rising with every phrase in color and tone. For my part I didn't care much about relinquishing the roll of film, but anyone who knows me knows that you have to ask me willingly for things. As a result, I limited myself to the formulation of an opinion: namely, that photography was not only unprohibited in public places, but in fact enjoyed great official and private support. And while telling her this in meticulous detail, I was able to enjoy how the boy was withdrawing and staying back – somehow without moving –when all of sudden (it seemed almost incredible), he turned around and took off running, believing himself to be a poor fool walking when, in reality, he was fleeing in haste, passing to the side of the car, and losing himself like "a thread of the Virgin" in the morning air.
    But the threads of the Virgin are also what we call the drool of the devil, or, more commonly, a cobweb. And Michel had to endure very precise imprecations, hear himself be labeled a meddler and an imbecile, and he deliberately made a fierce effort to smile and decline, with simple movements of his head, every cheap shot. When I was beginning to get tired I heard a car door slam. The man in the gray hat was there watching us. Only then did I understand that I was playing a role in the production.

    He started walking towards us, carrying in his hand the newspaper which he had been pretending to read. What I most remember is the sneer of his mouth that covered his face in wrinkles, vacillating somewhat in location and form because his mouth was quivering and his grimace slipped from one side of his lips to the other like something independent and alive, something alien to the will. But the rest of it was rigid, a flour-coated clown or bloodless man, his skin dull and dry, his sunken eyes and his black, visible nostrils, blacker than his eyebrows or his hair or his black necktie. His was a cautious walk, as if the pavement hurt his feet. I saw that he had on patent leather shoes, with a very thin sole that must have cursed the street's every unevenness. I don't know why I had gotten down from the parapet; I don't know full well why I decided not to give them the photo, to refuse this demand in which I sensed fear and cowardice. The clown and the woman convened in silence: we formed a perfect, unbearable triangle, something destined to break with a snap. I laughed in their faces and set off on my way, I suppose a little more slowly than the boy. When I had come to the first houses, on the side of the iron footbridge, I turned back to look at them. They were not moving, but the man had dropped his newspaper; it seemed to me that the woman, with her shoulders against the parapet, was passing her hands over the stone in that classic and absurd gesture of the persecuted seeking a way out.
    What happens next occurred here, almost just now in fact, in a fifth-floor room. Several days passed before Michel developed that Sunday's pictures; his shots of the Ministry and Sainte-Chapelle were what they should have been. He found two or three test shots that he had already forgotten, a feeble attempt to capture a cat perched on the roof of a urinal alley, as well as the photo of the blonde woman and the adolescent. The negative was so good that he prepared an enlargement; the enlargement was so good that he made another, much larger one, almost the size of a poster. It did not occur to him (now he wonders and wonders) that only the photos of the Ministry merited so much work. From the entire series, the snapshot on the edge of the isle was the only one that interested him. He pinned the enlargement on a wall of the room and that first day he spent a while gazing at it and remembering it in that comparative and melancholy operation of remembrance in the face of lost reality; his frozen memory, like every photo in which nothing was missing, not even and most of all nothing, the true scene setter.
    The woman was there; the boy was there; the tree above their ######### was rigid; the sky as fixed and unmoving as the stones of the parapet, the clouds and stones combined in a single inseparable material (now there comes one with sharp edges, running like the head of a storm). The first two days I accepted what I had done, from the photo in and of itself to the enlargement on the wall, and I didn't even ask myself why I would interrupt at every opportunity the translation of the contract of José Norberto Allende to revisit the face of the woman and the dark stains of the parapet. The first surprise was stupid; it would never have occurred to me to think that when we look at a photo from the front, the eyes repeat exactly the position and the vision of the lens; it is these things which are taken for granted, which it doesn't occur to anyone to consider. From my chair, with my typewriter before me, I looked at the photo over there, three meters away. And then it occurred to me that I had placed myself at exactly the point of observation of the lens. It was very good here; doubtless it was the most perfect way to appreciate a photo, although looking at it diagonally could have its charms as well as its discoveries. Every few minutes, for example when I could not find a way of saying in good French what José Alberto Allende was saying in good Spanish, I raised my eyes and looked at the photo; sometimes I was drawn to the woman, sometimes to the boy, sometimes to the pavement where a dry leaf had admirably settled so as to assess the nearby area. So I took a break from my work for a while, and included myself yet again in that morning in which the photo was steeped. I remembered ironically the woman's furious face as she protested my picture-taking, the boy's ridiculous and pathetic flight, the entrance onto the scene of the man with the white face. In my heart I was content with myself: my part had not been too outstanding, for if the French have been given the gift of witty retort, I did not understand why I had chosen to leave without a completed demonstration of privileges, prerogatives and civil rights. The important thing, the truly important thing, was to have abetted the boy in his timely escape (this in the event that my theories were correct, which has not been sufficiently tested, but the flight itself seemed to show that they were). By merely meddling I had given him an opportunity to benefit at last from his fear and to accomplish something useful. Now it would be regretted, diminished, and he would feel himself to be less of a man. But this was better than the company of a woman capable of looking like he was looked at on the isle; Michel is at times a puritan, believing that one should not be corrupted by force. In his heart, this photo had been a good deed.
    But not because it was a good deed did I look at it between paragraphs of my work. At that time I did not know why I was looking at it, why I had pinned an enlargement to the wall. Perhaps this may be what happens with all fatidic actions, perhaps this may be the condition of their fulfillment. I believe that the almost furtive trembling of the leaves of the tree did not alarm me, that I followed a sentence already begun and I rounded it out nicely. Habits are like great herbaria: at the end of the day an eighty by sixty centimeter enlargement looks like a movie screen where on the end of an isle a woman is talking to a boy as a tree shakes its dry leaves above their #########.

    But the hands were already too much. I had just written: Donc, la seconde clé réside dans la nature intrinsèque des difficultés que les sociétés ("Therefore the second key resides in the intrinsic nature of the difficulties which companies ...") – and I saw the woman's hand which began to close slowly, finger by finger. Of me nothing remained, a sentence in French that might never have ended, a typewriter which tumbles to the floor, a chair which screeches and shakes, a patch of fog. The boy had lowered his head like a boxer who cannot continue and who awaits the coup de grace; he had lowered the collar of the overcoat, looking more than ever like a prisoner, the perfect victim who aids in the catastrophe. Now the woman was whispering in his ear, and her hand opened again so as to be placed upon his cheek, to caress it and caress it, burning it in no haste. The boy was less embarrassed than mistrustful; once or twice he gazed beyond the woman's shoulder and she went on talking, explaining something that made her keep looking over to the area where, Michel knew full well, the car with the man in the gray hat was located, carefully omitted in the photo but reflected in the boy's eyes and (how could one doubt this now) the woman's words, in the woman's hands, in the woman's vicarious presence.
    When I saw the man coming, stopping near them and watching them, his hands in his pockets with an air of something between rushed and demanding, an owner about to whistle for his dog after the latter's frolicking about the square, I understood, if this was to be understood, what had to have been happening, what had to have happened, what would have had to happen at that moment, between these people, over there where I had arrived to disrupt a certain order, innocently interfering in that which had not happened but which now was about to happen, which now was about to be fulfilled. And, therefore, what I had imagined was far less horrible than the reality, this woman who was not here for herself, who was not caressing or proposing or breathing for her own pleasure, or to capture that disheveled angel and toy with his terror and his yearning grace. The true master was waiting, smiling petulantly, already sure of the performance. He was not the first to order a woman into the vanguard, to bring her prisoners bound with flowers. The rest would be so simple: the car, some house somewhere, the drinks, the arousing sheets, the tears all too late, the awakening in hell. And I could have done nothing, this time I could have done absolutely nothing. My power had been a photo, this one, there, in which they would take their vengeance on me and show me openly what was about to take place. The photo had been taken and the time had passed: we were so far from one another, the corruption assuredly completed, the tears shed, and the rest conjecture and sadness. Suddenly the order was inverted, they were alive, moving, deciding and being decided, heading towards their future. And I from this side, prisoner of another time, of a room on the fifth floor, of not knowing who this woman and this man and this boy were, of being nothing more than the lens of my camera, something rigid, incapable of intervention.
    On me they were playing the most horrible trick of all, that of deciding in the face of my own powerlessness, that of having the boy look at the flour-faced clown one more time, and having me understand that he was going to accept, that the proposal contained money or deception, and that I could not shout out for him to flee, or simply again facilitate his exit with a new photo, a small and almost humble intervention that disrupted the scaffolding of drool and perfume. Everything was going to resolve itself there, in that instant; it was something like an immense silence that had nothing to do with physical silence. This silence lay down and armed itself. I think I screamed, I screamed a terrible scream, and at that very second I knew that I was beginning to get closer, ten centimeters, one step, another step, the tree was in the forefront turning its branches rhythmically, a stain from the parapet jumped from the picture, the woman's face, turned towards me as if surprised, was growing. And so I turned a little bit – I mean to say that the camera turned a little bit – and without losing sight of the woman, it began to approach the man who was looking at me with those black holes he had in place of eyes, looking at me with either surprise or fury, with the desire of hammering me in the air. And at that instant I managed to see how a great bird out of focus swooped down once before my eyes, and I leaned against the wall of my room and was happy because the boy had just escaped, I saw him running, again in focus, fleeing with all his hair in the wind, learning at last to fly over the isle, reach the footbridge, and go back to the city. For the second time I was leaving them; for the second time I helped him escape and returned him to his precarious paradise. I remained panting before them; there was no need to go any further; the game had been played. Of the woman one could barely make out a shoulder and some of her hair, brutally cut by the picture of her face; but in the foreground was the man, his mouth agape. And there in his mouth I saw a black tongue flickering, and he was slowly raising his hands, bringing them also to the foreground, an instant still in perfect focus; he, after all, the lump who was erasing the isle, the tree, and I closed my eyes and wished to look no more. And I covered my face and broke out crying like an idiot.
    Now a large white cloud passes by, like all those days, all this countless time. What remains to be said is always a cloud, two clouds, or long hours of perfectly clear sky, rectangular purism hammered in with pins in the wall of my room. This was what I saw when I opened my eyes and dried them with my hands: a clear sky, and then a cloud coming in from the left, passing its grace slowly and then disappearing to the right. And then another, and instead at times everything becomes gray, everything is an enormous cloud, and suddenly the splashes of rain crackle, and for a long time it rains on this face, like crying in reverse, and little by little the picture becomes clear, perhaps the sun comes out, and once again the clouds appear, in twos and threes. And the pigeons, sometimes, and the odd sparrow.
                  

11-19-2014, 07:18 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    إلى حين عودة:

    Quote: ليس في مقدور أي أحد أبداً معرفة كيفية سرد هذه القصة

    No one may ever know how to tell this story



















                  

11-20-2014, 12:18 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا يا البرنس على تأكيد مفتتح القصة ...بفيديوهات عملية ..تؤكد اختلاف الرؤى السردية ..لنفس الواقعة .

    أنتظر عودتك بالمزيد ...
                  

11-20-2014, 02:46 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: خوليو كورتاثار الكاتب الذي احتل أوروبا دون قتال والأرجنتين تعلن 2014 عاما خاصا بكاتبها الشهير
    العرب - عارف حمزة - على الرغم من أنّه لم تصل إلينا أعمال كثيرة من أعمال الكاتب الأرجنتيني الشهير خوليو كورتاثار إلا أنّ الذي وصلنا، على قلّته، جعل لذلك الكاتب حضورا طاغيا وغريبا لدى قرّاء العربيّة. وجعل اسمه مذكورا كلّما تمّ الحديث عن أدب أميركا اللاتينيّة عموما، أو الأدب الأرجنتيني على وجه الخصوص. ما تمّ اختياره من المترجمين كان موفقا في عرض تقنيات ومهارات كورتاثار في ألعابه الدائمة في القصّ، مثل قصص “كل النيران النار” و”قصص “الأسلحة السرية” وروايتي “لعبة الحجلة” و”الرابحون”. فرواية “لعبة الحجلة”، أو الحجلة كما عنوانها الحقيقيّ في طبعتها الفرنسيّة، ما زالت تدير الرؤوس إليها بشغف، خاصّة أنّها جاءت بترجمة مميّزة من المترجم علي المنوفي أستاذ الأدب الإسبانيّ في جامعة الأزهر، وإلى أثر كورتاثار الذي لا يُمكن أن يُمحى من قماشة الأدب العالمي على مرّ العصور.

    الواقعية السحرية

    لم تكن مساهمة كورتاثار فرديّة فحسب في لمعان اسمه وحفظه في سجلات المساهمين الكبار في تغيير البحر الذي تطفو عليه، وتبحر فيه، سفينة الأدب العالميّ؛ بل بدت مساهمته “جماعيّة” أيضاً؛ حين ساهم، مع أسماء صار لها وزنها الكبير في عالم الرواية، في تأسيس الظاهرة الأدبيّة المعروفة باسم “البوم”، والتي أحدثت انقلاباً في طرق الكتابة والخيال وحتى في أمزجة القرّاء في كلّ العالم. وهذا ما نعرفه عندما نقرأ مذكرات الكتّاب الجدد، وحواراتهم، من كلّ القارات حول تأثير الواقعيّة السحريّة التي جاءت على يد جنرالات الرواية في أميركا اللاتينيّة.

    لم تكن تلك الظاهرة انقلاباً على الكتابة الواقعيّة، والقواعد التقليديّة للكتابة، في أميركا اللاتينيّة وحدها، بل حتّى في كتابة الرواية خاصّة، والأدب بشكل عام، في أوربا نفسها. حيث وجّه كورتاثار، مع كتّاب آخرين مثل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز (1927) و البيروفي ماريو بارغاس يوسا (1936) والبنمي كارلوس فوينتس (1928 – 2012) والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس (1899 – 1986) وغيرهم، الضربة الفنّية القاضية في وجه الرواية الواقعية والكتابة الواقعيّة، وأطلقوا، بذات اليد، دفقات كبيرة من جنون المخيّلة والأساليب لتجريب كلّ ما هو “سحريّ” وتجريبيّ وذو طابع سياسيّ أيضاً. وصارت تلك الكتابات، التي هاجر أكثرهم مسقط رؤوسهم وسكنوا أماكن مختلفة من أوروبا، مثل “غزو” لاتينيّ سرديّ وأدبيّ يُعاكس الغزو العسكريّ الأوربيّ القديم في احتلال الذائقة والمخيلة ودفع عجلة الكتابة في أوروبا وأماكن أخرى، في احتلال المهرجانات والجوائز والترجمات وقوائم المبيعات..، دون احتلال شبر واحد مسفوك عليه دم حقيقيّ.

    مائة عام مرّت إذن على ولادة خوليو فلورينثيو كورتاثار ديسكوتي الذي ولد في 26 أغسطس 1914 في بروكسيل البلجيكيّة. حيث كان والده يعمل في القسم التجاريّ للسفارة الأرجنتينيّة هناك، قبل أن يعود مع عائلته إلى بيونس آيرس في عام 1919 ليدخل كورتاثار المدرسة هناك، ويكمل تعليمه فيها حتى نهاية المرحلة الثانويّة.

    وجه كورتاثار، مع ماركيز ويوسا وفوينتس وبورخيس الضربة الفنية القاضية في وجه الرواية الواقعية والكتابة الواقعية، وأطلقوا دفقات كبيرة من جنون المخيلة والأساليب لتجريب كل ما هو سحري

    الأرجنتين وفرنسا

    الفرنسيّة التي اكتسبها من والديه الأرجنتينيّين وعملهما، وفقر العائلة، ستجعله يعمل معلما لتلك اللغة في المدارس الأرجنتينيّة بدل الذهاب إلى الجامعة. ولكنّه سيقدّم على عدّة منح للدراسة في الخارج؛ لكي يغادر الأرجنتين التي “لا أستطيع الفكاك من محبّتها” كما كان يقول. كان يريد أن يُغادرها كي يراها من مكان مختلف كباريس بشكل أفضل. وعندما أعطته باريس منحة لدراسة اللغة الفرنسيّة فيها في عام 1951، كان ينتظر الخروج من الأرجنتين كي يعثر على اسمه أيضاً؛ فحتى عندما نشر في مسقط رأسه مجموعته الشعريّة الأولى “حضور” في عام 1948، وعمله المسرحيّ، الوحيد خلال حياته، “الملوك” في عام 1949، نشرهما باسم مستعار هو “خوليو دينيس″. بينما في باريس سينشر جميع أعماله باسمه الحقيقيّ وباللغة الأسبانيّة التي أخلص لها وللكتابة بها رغم إتقانه للفرنسيّة، بدءا من مجموعته القصصيّة “كتاب الحيوان” (1951) التي لم تلفت نظر النقّاد والكتّاب إليها حيث أصيب بسبب ذلك بحالة إحباط كبيرة، وصار يفكّر بجدوى بقائه في المنفى مع عدم وجود عمل يحميه من العوز بعد انتهاء المنحة.

    عمله في اليونيسكو كمترجم ألصق قدميه أكثر بباريس بعد حصوله على الإقامة الدائمة. ومن جهة أخرى حصل على دهشة النقاد والكتّاب والقرّاء مع إصداره مجموعتيه القصصيّتين “نهاية اللعبة” (1956) و”الأسلحة السرّية” (1959)، وسيشتهر اسمه في فرنسا أيضا إضافة لشهرته في الأرجنتين بسبب هاتين المجموعتين؛ حيث ستجعلان النقاد يشتغلون مندهشين على تيّار جديد وغريب يدخل الكتابة الأدبيّة بأسلحة غريبة تمّ جلبها من الأراضي اللاتينيّة المشبعة بالدماء وبالديكتاتوريّات الدمويّة والأساطير والأرواح والحكايات الموحشة والوحشيّة. وسيبدو الأمر أيضاً بأنّه تمّ فتح أوروبا بتيّار الواقعيّة السحريّة التي بشّر بها وشرحها الكاتب المكسيكي الشهير “خوان رولفو” (1917 – 1986) في روايته الوحيدة والشهيرة “بيدرو بارامو” التي صدرت في عام 1955.

    لن يترك كورتاثار الناس ترتاح من دهشتها بعد قراءة مجموعتيه السابقتين من القصص؛ حتى يصدر روايتيه “الجوائز- ترجمت إلى العربيّة بعنوان الرابحون” (1960) و “لعبة الحجلة” (1962). لعبة الحجلة سترسّخ اسمه كأهمّ الروائييّن الغرائبييّن في عالم الرواية. هذه الرواية الضخمة في عدد صفحاتها وفصولها وكمية التقنيات الجديدة التي أدخلها حرّاس الواقعيّة السحريّة في الكتابة، ستتدخّل حتى في طريقة قراءة القارئ لها، كأول رواية يلعب فيها الكاتب بكلّ شيء. بمعنى آخر كانت رواية لعبة الحجلة فسحة ضيّقة أطلق فيها كورتاثار ألعابة الروائيّة الواسعة.

    عمله في اليونيسكو كمترجم ألصق قدمي كورتاثار أكثر بباريس بعد حصوله على الإقامة الدائمة واثار دهشة النقاد والكتاب والقراء مع إصداره مجموعتيه القصصيتين 'نهاية اللعبة' و'الأسلحة السرية'

    كل النيران

    لم يتباطأ كورتاثار بسبب الاحتفاء به في كلّ مكان، بعد ترجمته لكثير من اللغات وتهافت دور النشر عليه؛ بل أكمل مشروعه الغامض دون الالتفات للتنفّس أثناء جلده لمخيّلة القرّاء. وكلّما كانت أصوات المديح تكثر من حوله كان يزداد نشاطه في الكتابة، لأنّ ذلك الضجيج بالضبط كان يشبه ضجيج شخصيّاته التي اعتادت على السكن في الحانات والفنادق الرخيصة، تحت سياط التدخين الكثيف والمشروبات الكحوليّة القاتلة، ليصدر مجموعته القصصيّة “كل النيران النار” (1966) وروايته “62 موديل للتركيب” (1968) ورواية “مانويل” (1973) ثمّ مجموعتين قصصيّتين “أحدهم يمضي هناك وقصص أخرى” (1977) و “نحب غليندا كثيراً” (1980).

    خلال هذه الإصدارات الأدبيّة نجد فسحات من الزمن قام كورتاثار بردمها من خلال كتابة ونشر كتب أخرى؛ منها ثلاثة مجلدات نقديّة تحتوي دراسات غنيّة عن عدد من الأدباء، وعوالمهم في الكتابة والسيرة، مثل جون كيتس وإدغار آلان بو، حيث تعتبر ترجمة كورتاثار لأعمال بو من أفضل الترجمات إلى الفرنسيّة لحدّ الآن. وكذلك دراسة عن الالتزام والأدب الملتزم بعنوان “رحلة حول منضدة” (1970)، ودراسة بعنوان “أراضٍ” (1978)، ودراسة بعنوان “نصوص سياسيّة” (1984). إضافة إلى كتب أخرى متنوّعة كخطط لرحلات وانطباعات وآراء؛ مثل كتاب “حول اليوم في ثمانين عالماً” (1967)، وكتاب “الجولة الأخيرة” (1969) و”فانتوماس ضد مصاصي الدماء متعدّدي الجنسيّات: يوتوبيا قابلة للتحقّق” (1975)، و “المدعو لوقا” (1979) و “نيكاراغوا عذبة بعنف شديد” (1983). كما سيصدر كورتاثار بعد هذا مجموعتين شعريّتين، بينما ستصدر مسرحيّات “وداعاً روبنسون ومسرحيّات أخرى” بعد رحيله.


    الكتابة ضد سرطان الدم

    كان الأمر يبدو، مع تلك الإصدارات، مثل قيامه بتمارين خفيفة وعنيفة لاستعادة لياقة المخيلة على كتابة القصص والروايات، بعد استراحات إجباريّة بسبب المرض أو الإحباط أو الأسفار. ومن جهة أخرى فقد كان كورتاثار محموماً في الكتابة ضد مرضه الغريب بسرطان الدم، وانهياراته المتعدّدة والنزيف الذي كان يضرب كلّ فترة مكانا جديدا. كان مرضه غريبا على جسده؛ حيث كان كورتاثار ينحل ويخفّ وزنه، بينما كان رأسه يزداد حجماً، ربّما بسبب الكورتيزون. وكان حظّ كورتاثار سيّئا أيضا، عندما تطوّر العلم وأصبح بالإمكان معالجة هذا المرض ولكن بدءا من عام 1985، وكان كورتاثار وقتها قد فارق الحياة في الثاني عشر من فبراير من عام 1984 في أحد مشافي باريس، بعد تدهور حالته الصحيّة بسبب مرضه الذي حوّله إلى صقر نحيل بمنقار ضخم.

    رغم هذا الرحيل في ذلك العام إلا أنّ كورتاثار لم يغب عن دور النشر والمكتبات؛ فقد نشرت له ثلاث روايات هما “الامتحان” (1986) و “اللهو” (1986) و”يوميّات أندريس فافا” (1995). وفي عام 2009 عثرت أرملته أورورا برنارديث على خمسمئة صفحة غير منشورة في خزانة غرفته الباريسيّة، وكانت تحتوي على إحدى عشرة قصة غير منشورة، وثلاث قصص كانت قد اختفت من كتابه “أحدهم يمضي هناك وقصص أخرى”، وفصلاً غير منشور من روايته “مانويل”!!، وعشر سيناريو حلقات من بطولة شخص اسمه لوكاس. وثلاث عشرة قصيدة، إضافة إلى مقالات في السياسة والرسم والرحلات، وبمناسبة مرور ربع قرن على رحيله قامت دار ألفاغوارا بنشرها بعنوان “أوراق غير مرتقبة”. وكانت هدية كبيرة وغير متوقّعة لقرائه الكثر في جميع أنحاء العالم.

    هناك ساحة شهيرة في الأرجنتين تحمل اسم كورتاثار، إضافة إلى المدرسة الثانويّة التي درس فيها. وهناك معجبون كثر يفتقدون قبره الذي بقي في باريس. وهناك الكثير من اللغات التي ستستضيف أدب كورتاثار ومزاجه الغريب في الكتابة. وستذهب إليه مرتاحة عدة جوائز أدبيّة كان آخرها جائزة مديسيس الفرنسيّة في عام 1974. بينما ستغفله جائزة نوبل مراراً وبشكل مستغرب.


    احتفال الأرجنتين

    خصّصت الأرجنتين عام 2014 عاما للاحتفال بالروائيّ والقاص والمفكّر والمترجم والشاعر والمسرحيّ والسينمائيّ الأرجنتينيّ خوليو كورتاثار. حيث ستبدأ الاحتفالات في بيونس آيرس، وباقي المقاطعات، في شهر أغسطس الذي ولد فيه كاتبها الكبير قبل مائة عام، حيث ستنظّم وزارة الثقافة الأرجنتينيّة الكثير من الفعاليّات التي تشمل معارض فنية وندوات ومحاضرات وعروض أفلام عنه وله ومأخوذة من أعماله. ولن تكون مصادفة أن تستغلّ باريس، موطن كورتاثار الروحيّ، هذه المناسبة وتعلن خلال شهر مارس أنّ الأرجنتين هي ضيفة الشرف في فعاليّاتها الثقافيّة لهذا العام، حيث ستعرض الطبعات الأولى لقصص وروايات كورتاثار التي طبعت هناك، كما ستعرض صوراً لم تنشر له من قبل، ومسودة رواية الحجلة بخط يده مع دليل القارئ في كيفيّة ترتيب فصول الرواية التي احتفل العالم بمرور نصف قرن على نشرها. يستحق أدب كورتاثار الكثير من الاحتفالات والاحتفاء، ولكنّه في ذات الوقت يحتاج للكثير من الدراسات النقديّة كي تبعد الأشجار الكثيفة في كتبه لنعثر على مفاتيح الإبداع الشخصيّة لديه.


    http://sahafi.jo/files/41205ccd5438e9472015fa1ffe09fa908c827b56.htmlhttp://sahafi.jo/files/41205ccd5438e9472015fa1ffe09fa908c827b56.html
                  

11-20-2014, 03:28 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    تحية تليق، إبراهيمَ أخي، بعمقك الإنساني وسعتك المعرفية، وهذا النصّ المترجم للراحل الكبير كورتاثار، عصيّ على التصنيف، شأن الحياة، بسيطة وعميقة، وفي آن، لا يعقلها معنى محدد، فهو، كما تبين أمثلة تلك الأفلام، ذو مستويات باطنية متتالية عمقيا، كلما نقبت في طبقة وخرجت بأشياء، كلما كشف عنصر الطبقة المزال عن طبقة أخرى. وطول النص وتعقيده، لا يكشفان فحسب عن عصامية المترجم، بل كذلك يضعان صبر القارئ على محك الاختبار، هو القارئ نفسه الذي أدمن في سياق النشر مطالعة تلك الأوزان من الكلام الخفيف العابر والأكثر عرضة للنسيان فور طي الصفحة. ولي عودة:
                  

11-20-2014, 07:26 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    شكراً كثيراً ..
    تذكرت الأغنية "وأمتع نفسي بالدهشة" !!
                  

11-21-2014, 03:07 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: محمد حيدر المشرف)

    مرحبا بعودة الجهود الإبداعية الأوسكار.
    مرور على سبيل التحية وبل الشوق إلى حين عودة.


    محبتي
                  

11-22-2014, 06:04 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: الفاتح ميرغني)

    تحياتي، يا إبراهيم، مجددا، وقد بدا لي مستوى ما تطرحه أنت من جدية مفارقا، لما يطرحه الكثيرون هنا بوصفه مادة للمثاقفة والحوار الأدبي، لكنّ عمق ما يطرحه هذا البوست أكثر مدعاة للحيرة، ليست فقط للجانب الموسوعي المميز لشخصية خوليو كورتاثار، كروائيّ وقاص ومفكّر ومترجم وشاعر ومسرحيّ وسينمائيّ في آن، بل كذلك لاحتواء هذا النصّ الذي تفضلتم بترجمته من الإنجليزية على معظم حيل خوليو كورتاثار السردية مطعمة بتجارب في الدراما وتقنيات سينمائية، فهو يحتوي مثلا على البنية السردية المتداخلة لخطاب ألف ليلة القصصي والذي قد يكون انحدر إليه عبر تجربة بورخيس كما في كتاب الرمل، كما أنّك تكاد تلمس في السياق التأثيرات العميقة لخوان رولفو عبر التقديم المموّه والشبحي للعالم، ولعل التأثيرات البنائية لرؤية ما بعد الحرب العالمية الثانية الفلسفية والأدبية في فرنسا، التي اختارها كورتاثار كمنفى (ربما تيمنا بتجربة جيمس جويس) في ذات الفترة، تبدو ليس فقط في ألاعيب الشكل واللغة وما ينجم عنها من سخرية ضد المواضعات بما فيها مواضعات القصة كنوع أدبي، بل كذلك تغلف رؤيته بتلك النظرة العدمية إلى الحياة. كما تطرح هذه الترجمة ما يعتبر أحيانا كإشكالية قائمة متمثلة في نقل جهود كاتب ما عبر وسيط لغوي آخر، كأن نقوم بترجمة نصّ من الإنجليزية سبق ترجمته من الإسبانية. وربما أعود بنفس الطريقة متسللا من انكبابي منذ فترة على عمل سردي. ومجددا، شكرا، إذ جعلتني أعيش كقارئ متفاعلا مع النصّ برغم اللغة الوسيطة.
                  

11-24-2014, 11:27 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)


    Quote: من المحتمل أن يكون كورتازار هو الأكثر تفردا في فن القصة، والمحكي الوجيز. . فن يستفيض جيدا، خلال مؤتمر عقد في كوبا سنة 1963، والمضمن في مقدمة هذا الكتاب،
    في أن عليه جذب انتباه القارئ منذ السطور الأولى، محدثا تلك ‘القطيعة مع اليومي’ التي ‘تتجاوزها إلى ما وراء الحكاية المروية’؛ كما أن عليه الإفلات من تلك ‘الواقعية الزائفة المتوقفة
    على الاعتقاد بأن كل شيء قابل للوصف أو التفسير’ ؛ وأنه يستدعي توترا متواصلا (يقول إنه ينبغي إسقاط القارئ ‘بالضربة القاضية، وليس بالنقط’)، مبدأ تكاثف متطرف، يتطلب’القضاء
    على كل الحالات الوسطية’، كل ‘المراحل الانتقالية’ تلك، التي يتعذر على الروايات الطويلة الإفلات منها؛ إجمالا، على المحكي أن يصير،بؤرة مغنطيسية مكثفة قادرة على جذب ‘
    نظام كامل من العلاقات المتصلة’.
    لكن إنجاز كورتازار العظيم، الذي يفرض نفسه عند قراءة هذه الحكايات، يتجلى في أنه جمع في بضع صفحات كل ما يميز ويخص فن الروايات ‘الكبرى’: تنوع الأصوات السردية، غالبا،
    أو تعدد وجهات النظر، ناهيك عن اكتشاف أقطار لم تكن معروفة في ذلك الأوان، والقدرة على اقتراح فضاءات وأزمنة موازية، تقع ما وراء الواقع اليومي، والانزلاقات التدريجية من عالم لآخر .
    كما لو كانت قيود السرد الوجيز، الذي فيه حذف، والبعيدة كل البعد عن تلجيم الخيال، لا تصلح حسب رأيه، إلا لمنحه المزيد من الكثافة. من ثمة كانت تلك العوالم الخرافية والخارقة،
    حيث يُعرض فيها القارئ منذ البدء: إذ يمكن لموسيقي جاز، استرجاع أيام بأكملها من حياته، في بضع دقائق،بكل تفاصيلها، وأحيانا، الشعور بهذا التمدد الزمني في موسيقاه ذاتها؛
    حيث تستطيع فتاة، من نسج خيال مجموعة من الأطفال، أن تتجسد في نظر شخص راشد، يقع في حبها ؛ حيث تتقدم أو تتأخر مرايا جزيرة دو باك، حسب الساحل المتموضعة عليه،
    وحيث من الممكن استبدال عقارب الساعة ببعض من حبات الخرشوف (يكفي تقشيرها لمعرفة الوقت).

    غي سكاربيتا
    july 21, 2013
    عن القدس العربي

    أنيس الرافعي ( قاص من المغرب)


    عزيزي البرنس ..تحية وتقدير ..وشكرا على منحك برهة تأمل مستحقة لناحية عجائبية السرد وبراعة الحبكة في هذه القصة ..أعلاه مقتبس
    مترجم عن صحيفة " اسبانية " ..حسب ظني ..يعضد ما ذكرتموه بخصوص تعدد مستويات السرد ...والتلاعب الزمن ..

    وكما ورد في المقتبس ...فالكاتب يقضي على القارئ ..بالضربة القاضية ...وليس بالنقاط ..وتلك لعمري براعة ...فائقة
                  

11-24-2014, 11:33 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)



    Quote: شكراً كثيراً ..
    تذكرت الأغنية "وأمتع نفسي بالدهشة" !!


    العزيز دكتور المشرف ..تحية وتقدير ..

    شكرا لك على مرورك العابق بالدهشة ...
    فكورتاسر ..قلم كبير ومدهش ..

                  

11-24-2014, 11:41 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)


    Quote: مرحبا بعودة الجهود الإبداعية الأوسكار.
    مرور على سبيل التحية وبل الشوق إلى حين عودة.


    عزيزي الغالي ..الفاتح ..ترحب بك عصافير الفرح ..وعودك أحمد
    نشتاق كتاباتك الفتوحية ..وأتمناك بخير ومن معك ..

    أبقى راجع يا زول يا زين ...

                  

11-24-2014, 11:48 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: البنية السردية المتداخلة لخطاب ألف ليلة القصصي


    نعم ..هذه لفتة ذكية ..عزيزي البرنس ..وألف ليلة وليلة ..تستحق أكثر من وقفة تأملية
    لاستخلاص جماليات البنى السردية ...وسعة الخيال ..فيما يمكن أن يكون " سحرية واقعية " ..سابقة
    للواقعية السحرية ...بقرون عديدة ....



    يتبـــــع...
                  

11-24-2014, 08:35 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    إلى حين عودة:

    Quote:
    I sat upon the parapet and felt, on this Sunday morning, terribly content


    Quote:
    I sat down on the parapet and felt terribly happy in the Sunday morning



    Quote: جلست على المتراس وشعرت بفرح مريع في صباح الأحد
                  

11-25-2014, 07:14 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزنا أستاذ أبراهيم
    السلامات ليك مطبوقة والشكر مردوف علي جلبك لسيرة فاتح الشعر الكبير الارجنتيني خوليو .
    ودعنا نشاركك قطعة من ترجمات الأستاذ أحمد اليماني عن ما كتب عنه .
    ____________


    ليس بشاعر عاديّ مَنْ يملك ذاك القدر من الرهافة والرقّة قائلاً في قصيدته «الأصدقاء»: «سأغطّي يوماً صدري بهذا الغياب كلّه / بهذا الحنان العتيق الذي يسمّيهم/ في قارب الظلّ»، والقائل كذلك في قصيدته «الولد المؤدّب»: «لن أحسن حلّ رباط حذائي لتعضّ المدينة قدمي/ لن أثمل تحت الجسور، لن أسيء التصرّف … أرأيت أيّ عاشق بائس أنا؟/ لا يجرؤ أن يجلب لك من النبع سمكة حمراء صغيرة/ أمام غضب الشرطة والمربّيات».


    إنّه خوليو كورتاثار شاعر الكثير من مثل هذه الصور الرهيفة، الذي ترك إرثاً شعرياً كبيراً ورغم ذلك طغت على شهرته العالمية صفة الروائيّ، حتى بات علماً من أعلام الرواية في أميركا اللاتينية والعالم، إلى جانب أسماء لامعة في القارة المعطاء، مثل بورخيس وماركيز وأمادو ويوسا وكثر آخرين، خاصة ضمن ما اصطلح على تسميته بـ»الواقعية السحرية».

    تخصّص الأرجنتين السنة الجارية للاحتفاء بمئوية كاتبها خوليو كورتاثار 1914-1984 رغم مرور ثلاثة عقود على غيابه وظهور أسماء بارزة من المبدعين الأرجنتينيين بعده، إذ بقيت له مكانة خاصة لا ينازعه أحد عليها. ويكمن الاستثناء في نصوص كورتاثار أنها كانت حاضنة وجامعة أجناساً أدبية مختلفة في نصٍّ واحد، لذا يعتبر كثيرون قصصه القلِقَة، على سبيل المثال، منسابة في إطار غير مستقر رغم أنه تامٌّ ومكتمل. فإن كتب القصَّة استخدم لغةٌ شعريّةً ومسرحيَّةً، منقذاً نصوصه من وضوح الهوية الأدبية. ورغم أنّهُ بدأ شاعراً حين كتب قصائد حبٍّ في يفاعته ومنذ طفولته، إلاّ أنَّ الشِّعر لم يحتل سوى أربعة دواوين من مجمل الأعمال الخمسة والعشرين التي كرَّستهُ أديباً استثنائيّاً فعلاقته الخاصة بالأجناس الأدبية مكَّنت القصائد من التدفق من مخيلته بسهولة جعلت أمه تَشكُّ في أنه الطفل كورتاثار هو من كتبها، كما يقول هو نفسه: «ليس بالنسبة إليّ بل بالنسبة إلى أمي التي تصوَّرت أن قصائدي منتحلة». وربما حملَه ذلك إلى توقيع ديوانه الشعري الأول «وجود» الصادر في الأرجنتين عام 1938، باسم خوليو دينيس. في حين نشر في أوروبا ديوانيْن في فترتين مختلفتين هما «قصائد وميوباس» برشلونة، 1971 و»أسباب الغضب» روما، 1982 ، لكنه ضمّ أيضاً قصائد في كتبه الأخرى. أما ديوانه الرابع، فكان عبارة عن كتابات أُخرى ملقاة هنا وهناك، مثل «قصائد جيب»، أو قصائد كتبت خلال أوقات الفراغ في المقهى، أو قصائد كان يكتبها خلال سفره في الطائرة أو خلال تنقله بين فنادق كان أقام فيها، وكان من حظ قرّاء ومتابعي أدب كورتاثار أن يجمع الأخير تلك الروائع في مجلّدٍ عنوانه «إّلا الشفق»، اقتبسه عن قصيدة هايكو لماتسو باشو: «هذا الطريق/ لا أحد يسير فيه/ إلّا الشفق».

    عرف كورتاثار الشاعرة الأرجنتينية أليخاندرا بيسارنيك 1936-1972 ، مطلع الستينات. وفرَّ كلاهما من المدينة ذاتها، بوينوس آيرس، إلى فرنسا، وحامت عدة فرضيات حول طبيعة تلك العلاقة التي ربطت بينهما، لكنها لم تخرج على نطاق الفرضيات إذ كان كورتاثار متزوجاً من أورورا بيرناندس، التي كانت أيضاً مقربة من بيسارنيك. لكن روح أليخاندرا المعذّبة التي جعلتها تكتب قصائدها الجميلة جرَّتها أيضاً إلى الانتحار عام 1972، وكانت شخصيتها مغناطيساً لكثير من المثقفين وفي مقدّمهم كورتاثار الذي أهداها مخطوطة من روايته «لعبة الحجلة». وأكَّدت بيسارنيك بعد قراءتها الرواية مرات عديدة أنها هي «ماغا»، الشخصية الأسطورية في الرواية.

    إذن، تقديراً منها لقيمة الأديب الكبير، أعلنت الأرجنتين عام 2014 رسمياً «عام خوليو كورتاثار»، ويتضمن فعاليات متعددة تشمل معارض فنية وندوات ومحاضرات على شرف أحد أشهر وأهمّ كتاب الواقعية السحرية الذي استقرّ في باريس منذ عام 1951 واتخذ من أدبه وسيلة فاعلة للدفاع عن قضايا أميركا اللاتينية. وتعقد عدة ندوات تحت عنوان «قراءات معاصرة لأدب كورتاثار» يشارك فيها أدباء وأكاديميون محليون وأجانب مثل النيكاراغوي سرخيو راميريز والمكسيكي خوان بييورو والأرجنتيني ألفاريز غارياغا، سعياً إلى سبر أغوار عالم كورتاثار الأدبي. وتعقد سلسلة الندوات هذه في المكتبة الوطنية في العاصمة بوينوس أيرس التي تحتضن أيضاً عدة معارض فنية حول أدب وشخصية الأديب الأرجنتيني الكبير تعكس ميوله الفنية والرياضية مثل ولعه بموسيقى الجاز وعشقه لرياضة الملاكمة. كما تتضمن المعارض مجموعات من أعمال التصوير الفوتوغرافي وأفلاماً وثائقية قصيرة من إنتاج كورتاثار نفسه بنسخة 8 مم تبرعت بها زوجته الأولى برنارديز لحكومة إقليم غاليثيا ويكشف عنها للمرة الأولى في العاصمة الأرجنتينية. ويقام في المتحف الوطني للكتاب واللغة معرض خاص حول رواية «لعبة الحجلة» التي تحتل مكانة خاصة بين أعمال الأديب الأرجنتيني وترجمها إلى العربية أستاذ الأدب الإسباني في جامعة الأزهر علي المنوفي، وتعتبر هذه الرواية حجر الزاوية في ظاهرة الـ»بوم» أي الانفجار التي شهدتها الآداب اللاتينية منذ منتصف الخمسينات من القرن الفائت، وتُعتبر أيضا نقطة الانطلاق الكبرى للآداب الناطقة بالإسبانية نحو آفاق العالمية.

    وجّه كورتاثار مع كتّاب آخرين، مثل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز والبيروفي ماريو بارغاس يوسا والباناميّ كارلوس فوينتس والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس وآخرين، الضربة الفنية القاضية في وجه الرواية الواقعية والكتابة الواقعيّة، وأطلقوا، دفقات كبيرة من جنون المخيّلة والأساليب لتجريب كلّ ما هو «سحريّ» وتجريبيّ وذو طابع سياسيّ أيضاً. وأضحت تلك الكتابات، التي هاجر معظم مؤلفيها مسقط رؤوسهم وسكنوا أماكن مختلفة من أوروبا، مثل «غزو» لاتينيّ سرديّ وأدبيّ يُعاكس الغزو العسكريّ الأوربيّ القديم في احتلال الذائقة والمخيلة ودفع عجلة الكتابة في أوروبا وأماكن أخرى، في احتلال المهرجانات والجوائز والترجمات وقوائم المبيعات.

    لم يتباطأ كورتاثار على ضوء الاحتفاء به في كلّ مكان، بعد ترجمته إلى العديد من اللغات وتهافت دور النشر عليه بل أكمل مشروعه الغامض من دون أن يقلقه ذاك «الجلد» لمخيّلة القرّاء. وكلّما كانت أصوات المديح تكثر حوله كان يزداد نشاطه في الكتابة، لأنّ ذلك الضجيج كان يشبه تماماً ضجيج شخوصه التي اعتادت على السكن في الحانات والفنادق الرخيصة، وسط التدخين الكثيف والمشروبات الكحوليّة القاتلة، ليصدر مجموعته القصصيّة «كل النيران النار» 1966 وروايته «62 موديل للتركيب» 1968 ورواية «مانويل» 1973 ثمّ مجموعتين قصصيّتين «أحدهم يمضي هناك وقصص أخرى» 1977 و»نحب غليندا كثيراً» 1980 . وخلال تلك الإصدارات الأدبيّة نجد فسحات من الزمن ردمها كورتاثار بكتابة كتب أخرى بينها ثلاثة مجلدات نقديّة تحوي دراسات غنيّة عن عدد من الأدباء وعوالمهم في الكتابة والسيرة، مثل جون كيتس وإدغار آلان بو، إذ تعتبر ترجمة كورتاثار لأعمال بو من أفضل الترجمات إلى الفرنسيّة إلى الآن. كذلك دراسة عن الالتزام والأدب الملتزم عنوانها «رحلة حول منضدة» 1970 ، ودراسة تحت عنوان «أراضٍ» 1978 ، ودراسة عنوانها «نصوص سياسيّة» 1984 . إضافة إلى كتب أخرى متنوّعة فيها خطط لرحلات وانطباعات وآراء مثل كتاب «حول اليوم في ثمانين عالماً» 1967 ، وكتاب «الجولة الأخيرة» 1969 و»فانتوماس ضد مصاصي الدماء متعدّدي الجنسية: يوتوبيا قابلة للتحقّق» 1975 ، و»المدعو لوقا» 1979 و»نيكاراغوا عذبة بعنف شديد» 1983 . كما أصدر كورتاثار بعد ذلك مجموعتين شعريّتين، وصدرت مسرحيّات «وداعاً روبنسون ومسرحيّات أخرى» بعد رحيله.

    ثمة ساحة مشهورة في الأرجنتين تحمل اسم كورتاثار، فضلاً عن المدرسة الثانويّة التي درس فيها. ومعجبون كثر يزورون قبره في باريس. والكثير من اللغات تستضيف أدب كورتاثار ومزاجه الغريب في الكتابة، وتؤول إليه مرتاحة عدة جوائز أدبيّة، آخرها جائزة مديسيس الفرنسيّة عام 1974، فيما أغفلته جائزة نوبل مراراً وعلى نحو مستغرب.

    ج.ك.

    ولد خوليو فلورينثيو كورتاثار ديسكوتي Julio Florencio Cort zar Descotte في بروكسل، بلجيكا، في 26 آب 1914. يحمل الجنسية الفرنسية ويعتبر واحداً من أكثر كتاب القرن العشرين تجديداً وأصالة. يضاهي بأعماله أدباء كباراً مثل خورخي لويس بورخس وأنطون تشيخوف وإدغار آلان بو، فهو سيّد القصة القصيرة والنثر الشعري والسرد القصير عامة. له عدد من الروايات التي أرست أسلوباً جديداً في الأدب المكتوب باللغة الإسبانية، مبتعداً عن النماذج الكلاسيكية، ومن خلال سرد بعيد عن خطية الزمن واستخدام شخوص ذات سلوك ذاتي وعمق سيكولوجي، وهي عناصر نادراً ما كانت تظهر في الأعمال القصصية والروائية الخاصة بتلك الفترة.

    نتيجة استخدامه هذا الأسلوب غير العادي، نجد أن محتوى أعماله يمحو جميع الفواصل بين عالم الحقيقة والخيال وغالباً ما يرتبط بالسريالية. عاش قسطاً كبيراً من حياته في باريس واستقر فيها منذ عام 1951 وحصل على الجنسية الفرنسية، كما أنه توفى هناك، واستخدم العاصمة الفرنسية مكاناً لحوادث بعض رواياته. والجدير ذكره أن كورتاثار عاش أيضاً في الأرجنتين وإسبانيا وسويسرا. ورواية «الحجلة» من أبرز أعماله الأدبية. توفى في باريس في12 شباط 1984.

    كان والده خوليو خوسيه كورتاثار موظفاً في سفارة الأرجنتين في بلجيكا، مسؤولاً عن التمثيل الديبلوماسي التجاري بين البلدين، وفي ذلك الحين كانت العاصمة بروكسل محتلة من قبل القوات الألمانية. تزوّج خوليو الأب من الأرجنتينية ماريا هيرمنيا، وبحسب تعبير كورتاثار الإبن فإن ولادته في بروكسل كانت «نتيجة للسياحة والديبلوماسية». مع قرب نهاية الحرب العالمية الأولى تمكنت عائلة كورتاثار من العبور إلى سويسرا بفضل جدته، من ناحية والدته، التي كانت تحمل الجنسية الألمانية، ثم انتقلوا مرة أخرى إلى برشلونة حيث أمضوا عاماً ونصف عام. وعندما أتم كورتاثار أربعة أعوام عادت العائلة مرة أخرى إلى الأرجنتين حيث أمضى باقي طفولته في بانفيلد، جنوب بوينوس أيريس، مع والدته وجدته وخالته وشقيقته الوحيدة أوفيليا التي كانت تصغره بعام واحد بعدما هجرهم والده. لم يعش كورتاثار طفولة سعيدة، وكان طفلاً متوعك الصحة، أمضى وقتاً طويلاً من طفولته مريضاً في فراشه، لذا كان الكتاب خير جليس له. وكانت أمه صاحبة الفضل الأول في عشقه للقراءة وتحوّله إلى أحد أفضل كتاب أميركا اللاتينية لاحقاً، إذ كانت تختار له ما يقرأ، وصرح ذات مرة بأن أمه قالت إنه بدأ الكتابة لدى بلوغه سنّ الثامنة. ويذكر كورتاثار أيضاً أن أحد أقربائه اكتشف مجموعة من القصائد التي كان كتبها وسلّمها هذا القريب إلى أمّه معتبراً أنها ليست حتماً من تأليف كورتاثار وأنه نقلها من أحد دواوين الشعر، حتى أن أمه سألته إن كان هو مؤلف تلك القصائد أم لا. كان يمضي أيامه في القراءة بنهم، حتى أن أحد الأطباء نصحه بأن يقلل من القراءة ويخرج أكثر لرؤية الشمس واستنشاق الهواء النقي. كتب العديد من القصص السيرة الذاتية مثل «نهاية اللعبة» و»السموم» و»سينيوريتا كورا» و»مصارع الوحوش بيستياريو» وغيرها.

    بعدما أتمّ دراسته الأساسية في إحدى مدارس نانفيلد، التحق عام 1928 بالمدرسة الإعدادية للمعلمين ماريانو أكوستا التي وصفها بأنها أكثر المدارس السيئة التي يمكن تخيّلها، وكتب عنها في قصته «المدرسة الليلية» إحدى قصص مجموعة «الوقت الضائع»، وحصل هناك على لقب مدرّس عام 1932 مكّنه من مزاولة مهنة التدريس، وفي السنة ذاتها حاول مع مجموعة من أصدقائه السفر إلى أوروبا في إحدى سفن الشحن وكتب عن تلك التجربة، وأوضح في ما بعد سبب رغبته في السفر بأن بوينوس أيريس كانت عهد ذاك نوعاً من العقاب، وأن المرء كان يشعر فيها بأنه مسجون. وفي إحدى مكتبات العاصمة الأرجنتينية وقع بين يديه كتاب بدّل نظرته إلى ماهية الأدب عامة عنوانه «أفيون» للأديب الفرنسي جان كوكتو الذي كان مجهولاً بالنسبة إليه حتى تلك اللحظة، ويروي الكتاب يوميات شخص يقلع عن المخدرات. كانت قراءته لهذا الكتاب علامة فارقة في حياته، ومنذ ذلك الحين راح يقرأ ويكتب بطريقة مختلفة وبروح ورؤية مغايرتين وشغف جديد، بحسب تعبيره في كتاب «سحر الكلمات» 1997 . بدأت دراسته للفلسفة في جامعة بوينوس أيريس ونجح في العام الأول، لكنه أدرك أن لا بد من أن يستخدم لقبه كمعلم ليعمل ويساعد أمه، فزاول التدريس في بوليفار سلاديو وفي تشيبيلكوي، وعاش في غرف منعزلة في بنسيونات وكان يمضي أوقات فراغه في القراءة والكتابة. وعام 1938 نشر أول مجموعة شعرية له عنوانها «الوجود» تحت الاسم المستعار خوليو دينيس، وانتقل عام 1944 إلى منطقة كويو في مندوسا حيث ألقى محارات في الأدب الفرنسي في جامعة بوينوس أيريس، وفي العام نفسه نشر أول قصة له عنوانها «الساحرة» في مجلة «البريد الأدبي». كما شارك في الاحتجاج ضد البيرونيّة. وعندما ربح خوان دومينغو بيرون الانتخابات الرئاسية عام 1945 قدم كورتاثار استقالته من الجامعة وقال إنه فضل تقديم استقالته إلى رئيس الجامعة قبل أن يرى نفسه مجبراً على الاستقالة مثلما فعل العديد من الزملاء الذين فضلوا الاحتفاظ بمناصبهم، وعاد مرة أخرى إلى العاصمة بوينوس أيريس وهناك بدأ بالعمل في المجلس الأرجنتيني للكتاب. في العام نفسه جمع أولى مجموعاته القصصية «الضفة الأخرى». وبعد عام نشر قصته «المنزل المسروق» في مجلة «حوليات بوينوس أيريس» التي كان يترأس تحريرها خورخي لويس بورخيس. وعامذاك نشر أيضاً أحد أعماله عن الشاعر الإنكليزي جون كايتس في مجلة «الدراسات الكلاسيكية» التي تصدرها جامعة كويو عام 1948.

    حاز كورتاثار عام 1948 لقب مترجم إلى الإنكليزية والفرنسية ودرس في مدة تسعة أشهر ما كان يستغرق دراسته عادة ثلاث سنوات، وجعله الجهد الشديد التي بذله لتحقيق ذلك يعاني بعض الأعراض العصابية أو الذهانية مثل البحث عن صراصير في الطعام، لكنه استطاع التغلب على تلك الحالة بعد كتابة قصة «سيرس» التي نشرها لاحقاً مع قصة «مصارع وحوش المنزل» ضمن مجموعة «بيتسياريو». لاحقاً، عام 1949، نشر القصيدة الدرامية «الملوك» أوّل عمل أصدره باسمه الحقيقي وتجاهله النقاد. وخلال صيف ذلك العام كتب أول رواية له «اللهو» التي أصدرها عام 1986، بعد موته، وكانت بطريقة أو بأخرى تجسيداً مسبقاً لرواية «الحجلة.

    عام 1950 كتب رواية أخرى تحت عنوان «الامتحان» التي رفضها جييرمو دي توري المستشار الأدبي لدار «لوسادا». لاحقاً تقدم كورتاثار بالرواية نفسها لمسابقة أقامتها الدار عينها «لوسادا» لكنه لم يفز بها ونشرت الرواية بعد موته بسنتين. ونشر عام 1951 مجموعة قصصية عنوانها «مصارع الوحوش» وفيها ثماني قصص منحته تقديراً كبيراً في الأرجنتين. وعام 1951 حصل على منحة من الحكومة الفرنسية وانتقل إلى فرنسا التي قرّر أن يستقرّ فيها حتى وفاته.

    تزوج خوليو كورتاثار عام 1953 من المترجمة الأرجنتينية أورورا بيرنارديث، وعاش الزوجان في فرنسا وكانت حالتهما الاقتصادية متواضعة. وعرضت على خوليو كورتاثار فرصة ترجمة أعمال إدغار الآن بو كاملة من قبل جامعة بويرتو ريكو، واعتبر هذا العمل من قبل النقاد من أفضل الترجمات التي تناولت أعمال الكاتب الأميركي. والجدير ذكره أن الزوجين كورتاثار سافرا إلى إيطاليا خلال السنة التي استغرقتها ترجمة أعمال إدغار الآن بو، ثم سافرا لاحقاً بحراً إلى بوينوس أيريس، وأمضى كورتاثارالطريق إلى بوينوس أيريس طابعاً على آلته الكاتبة رواية جديدة.

    عام 1963 زار كوبا تلبية لدعوة من منظمة «كاسا دي لاس أمريكاس» كعضو لجنة تحكيم في إحدى المسابقات الأدبية، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن الاهتمام بسياسة أميركا اللاتينية. وفي العام نفسه ظهرت رواية «الحجلة» التي سجلت أفضل المبيعات وأضحى من خلالها واحداً من أكثر كتاب أميركا اللاتينية انتشاراً. وعام 1967 انفصل عن زوجته أورورا واتخذ من ليتوانيا أوجنيه كارفيليس رفيقة له، لكنه لم يتزوجها، علماً أنها غرست في روحه اهتماماً كبيراً بالسياسة. وقام كورتاثار مع الكاتبة الكندية كارول دنلوب- صديقته الثالثة التي أصبحت في ما بعد زوجته الثانية – بالعديد من الأسفار مثل رحلته إلى بولندا التي زارها للمشاركة في مؤتمر التضامن مع تشيلي. وكتب عن إحدى رحلاته مع زوجته الثانية في كتاب «البحار العالمي» وتحكي رحلة الزوجين على الطريق السريع باريس – مارسليا. وبعد وفاة الزوجة الثانية والأخيرة لكورتاثار كارول دنلوب، كانت زوجته الأولى أورورا بيرنارديث هي التي رافقته في مرحلة مرضه وتعتبر اليوم الوارثة الوحيدة لأعماله المنشورة ونصوصه.

    كان كورتاثار متعدد الأسفار، ما جعله شديد الاطلاع على ثورات أميركا اللاتينية عن قرب، وعندما نتحدث عن نضال كورتاثار نكتشف أنه تبرع بالعديد من حقوق الطبع والنشر لبعض أعماله لمساعدة المعتقلين السياسيين في العديد من بلدان أميركا اللاتينية وبينها الأرجنتين. واعترف كورتاثار في إحدى الرسائل الموجهة إلى صديقه فرانسيسكو بورروا بأن حب كوبا لتشي غيفارا جعله يشعر على نحو غريب بأنه أرجنتيني، حين صافح فيديل كاسترو في ميدان الثورة القائد غيفارا، وكان حاضراً هناك مع ثلاثمئة ألف شخص استمروا في التصفيق عشر دقائق. وفي تشرين الثاني 1970 سافر كورتاثار إلى تشيلي للتضامن مع حكومة سالفادور الليندي وأمضى بضعة أيام زارفيها أمه وأصدقاءه، وذكر في رسالة إلى غريغوري راباسا أن هذيانه في تشيلي كان كابوساً يومياً.

    عام 1971 ندّد كورتاثار مع كل من ماريو فارغاس يوسا وجان بول سارتر وسيمون دو بوفوار بمطاردة المؤلف هيبرتو باديلا واعتقاله، وكان يشعر بخيبة أمل بسبب موقف الثورة الكوبية من هذه القضية. ورغم ذلك ظل متابعاً للوضع السياسي في دول أميركا اللاتينية. وفي عام 1974 منح جائزة ميديثيس لعمله كتاب مانويل وقام بمنح أموال الجائزة لصالح الجبهة الموحدة للمقاومة في تشيلي. وفي عام 1974 كان عضواً في محكمة برتراند راسل الثانية والتي تم عقدها في روما لأجل بحث الوضع السياسي في أميركا اللاتينية، وبخاصة الانتهاكات المنافية لحقوق الأنسان.

    تعرض كورتاثار في آب 1981 لنزيف في المعدة وأنقذت حياته بمعجزة ولم يتخلّ البتة عن الكتابة التي كانت شغفه الأول والأخير، حتى في أحلك أوقاته.عندما بدأت الأرجنتين تنعم بالديموقراطية عام 1983 قام كورتاثار بآخر رحلة له إلى مسقط رأسه الأرجنتين واستقبل بحرارة شديدة من معجبيه الذين كانوا يستوقفونه في الشارع ويطلبون صورة معه، على عكس السلطات المحلية. وبعدما زار عدداً من أصدقائه عاد إلى باريس، ولدى عودته منحته حكومة فرنسوا ميتران الاشتراكية الجنسية الفرنسية. ولما توفت زوجته الثانية كارول دونلوب في 2 تشرين الثاني 1982 تركت كورتاثار في حالة يأس عميقة، وفي الثاني عشر من شباط 1984 توفى كورتاثار بعد معاناة من سرطان الدم ودفن في مدافن مونابارناس في القبر نفسه الذي ترقد فيه زوجته كارول. ونحت صديقاه الفنانان خوليو سيلفا ولويس توماسيو شاهد القبر والتمثال اللذين يزينان القبر.

    من كتابات كورتاثار

    حكاية بلا مغزى

    كان ثمة رجل يبيع صرخات وكلمات، وكانت تجارته رابحة، رغم التقائه أناسًا كثيرين يساومون في السعر ويطلبون تخفيضًا. كان الرجل يقبل دومًا وهكذا تمكن من بيع العديد من الصيحات لباعة متجوّلين وبعض التنهدات التي تشتريها سيدات من ذوات الأملاك وكلمات تصلح كهتافات وشعارات وعناوين وأفكار زائفة.

    أخيرًا عرف الرجل أن الوقت قد حان وطلب لقاء طاغية البلاد، الذي يشبه جميع زملائه، فاستقبله محاطًا بالجنرالات والأمناء وفناجين القهوة. قال الرجل: جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة، إنها بالغة الأهمية لأنها لن تخرج منك قط بشكل طيب في حينها، وفي المقابل من الملائم لك أن تقولها ساعة الاحتضار القاسي، كي تشكل بسهولة مصيرًا تاريخيًا وتذكاريًا.

    - ترجم لي ما يقوله… أمر الطاغية مترجمه.

    - إنه يتحدث بالأرجنتينية، فخامتكم.

    - بالأرجنتينية؟! ولماذا لا أفهم شيئاً؟!

    - لقد فهمت جيدًا قال الرجل – أكرر أنني جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة.

    وقف الطاغية على قدميه كما يحدث عادة في مثل هذه الظروف، وكاظمًا رعشة، أمر بإلقاء القبض على الرجل وحبسه في زنزانة خاصة، غالباً ما توجد في هذه الأجواء الحكومية.

    - يا للأسف- قال الرجل بينما كانوا يحملونه- في الحقيقة إنك ستود أن تقول هذه الكلمات حين يأتي الأجل، وستحتاج إلى قولها لكي تشكل بسهولة مصيراً تاريخياً وتذكارياً. ما كنت سأبيعه لك هو ما ستودّ أن تقوله، فلا غش إذن، ولكن بما أنك لم تقبل الاتفاق وبما أنك لن تتعلم مقدمًا تلك الكلمات، فعندما تحين اللحظة التي ستود فيها الكلمات أن تنبثق للمرة الأولى وبشكل طبيعي، لن تتمكن من النطق بها.

    - لماذا لن أتمكن من النطق بها، إذا كانت ما ينبغي لي قوله؟ تساءل الطاغية وأمامه فنجان آخر من القهوة.

    - لأن الخوف لن يسمح لك- قال الرجل بحزن: لأن حبلاً سيكون حول عنقك ومرتديًا قميصاً ترتعش من الرعب والبرد، وسوف تصطك أسنانك ولن تستطيع أن تنطق بكلمة. الجلاد والحضور، بينهم سيكون بعض هؤلاء السادة، سينتظرون دقيقتين لياقة، لكن عندما يخرج من فمك أنين متقطع فحسب جراء الشهقة وتضرع استغفاراً لأن هذا ستتمكن من نطقه من دون جهد سيفرغ صبرهم وسيقومون بشنقك.

    أحاط الحاضرون بالطاغية وهم جدّ غاضبين، خاصة الجنرالات، وطلبوا منه إطلاق النار على الرجل فوراً. لكن الطاغية، وكان شاحبًا مثل الموت، طردهم بفظاظة واختلى بالرجل كي يشتري منه كلماته الأخيرة.

    في الوقت نفسه، أعدّ الجنرالات والأمناء، المذلولون تماماً من هذه المعاملة، العدة للانقلاب عليه وفي الصباح التالي قبضوا على الطاغية بينما كان يأكل عنبًا في استراحته المفضلة. وكي لا يتمكن من نطق كلماته الأخيرة قتلوه في الفور بإطلاق رصاصة عليه. بعد ذلك شرعوا في البحث عن الرجل الذي كان قد اختفى من مقر الحكومة، وسرعان ما وجدوه، إذ كان يتمشى في السوق بائعًا إعلانات للبهلوانات. وضعوه في سيارة الشرطة وحملوه إلى القلعة وقاموا بتعذيبه كي يكشف عن الكلمات التي كانت ممكناً أن تكون الأخيرة للطاغية. وإذ لم يحصلوا على أي اعتراف منه قتلوه ركلاً.

    ظلّ الباعة الجائلون الذين كانوا اشتروا صرخات منه يصرخون في الزوايا. إحدى تلك الصرخات أضحت بعد ذلك كلمة سر للثورة المضادة التي أنهت حكم الجنرالات والأمناء. بعضهم، قبل أن يموت، فكر مضطربًا أن ذلك كلّه كان في الحقيقة سلسلة خرقاء من الارتباكات وأن الكلمات والصرخات كانت في الواقع شيئاً يمكن أن يباع ولكن لا يشترى، وإن كان يبدو ذلك عبثياً.

    طال التحلّل الجميع، الطاغية والرجل والجنرالات والأمناء، لكن الصرخات ظلت تتردد بين الحين والآخر في الزوايا.

    خطوط اليد

    من رسالة ملقاة على الطاولة يخرج خط يمر عبر لوح الصنوبر ويهبط عبر ساق. يكفي النظر جيدًا لاكتشاف أن الخط يمضي عبر الأرضية الخشبية، يرتفع إلى السور، يدخل في صورة تستنسخ لوحة لـ «بوشيه»، يرسم ظهر امرأة مستلقية على الأريكة وأخيرا يهرب من الغرفة عبر السقف وينحدر في سلسلة مانعة الصواعق حتى الشارع. من الصعب ملاحقته هناك بسبب حركة المرور، لكن ببعض الانتباه سيرى صاعدًا عجلة الحافلة المتوقفة في الزاوية التي تحمل الناس إلى الميناء. هناك يهبط عبر الجورب النايلون الكريستالي للمسافرة الأكثر شقرة، يدخل في منطقة الجمارك المعادية، ينحدر ويتعرج ويزحف حتى الرصيف الكبير وهناك لكن من الصعب رؤيته، فقط الفئران تتابعه للصعود على ظهره يصعد إلى سفينة التوربينات الهادرة، يمضي عبر سطح الطلاء من الدرجة الأولى، يجتاز بصعوبة فتحة السفينة الأكبر المؤدية إلى الأسفل وفي إحدى المقصورات، حيث يجلس رجل حزين يستمع إلى صفارة الرحيل، يرتفع عبر خياطة البنطلون، عبر السترة المطرزة، ينزلق حتى الكوع وبجهد أخير يأوي إلى كف اليد اليمنى، التي تبدأ في تلك اللحظة في الانغلاق على مقبض المسدس.

    مسلك المرايا في جزيرة عيد الفصح

    عندما يتم وضع مرآة إلى جهة الغرب في جزيرة عيد الفصح فإنها تؤخر الوقت. وعندما يتم وضع مرآة إلى جهة الشرق في جزيرة عيد الفصح فإنها تقدم الوقت. بقياسات دقيقة يمكن إيجاد النقطة التي يكون فيها الوقت منضبطًا، لكن هذه النقطة التي تصلح لهذه المرآة ليست ضمانة أنها تصلح لأخرى، فالمرايا تعاني اختلاف المواد وتنفعل كما يحلو لها. وهكذا فإن سالومون ليموس عالم الأنثروبولوجيا، الحاصل على زمالة معهد غوغنهايم رأى نفسه ميتًا بالتيفود لدى نظره في للمرآة وهو يحلق لحيته، كل هذا في الجانب الغربي من الجزيرة. في الوقت نفسه، كانت مرآة منسية في الجانب الشرقي للجزيرة تعكس للا أحد كانت ملقاة بين الحجارة سالومون ليموس ببنطلونه القصير وهو ذاهب إلى المدرسة، ثم بعد ذلك وهو في حوض الاستحمام وأمه وأبوه يحممانه بحماسة وعمته ريميديوس تناغيه بعد ذلك متأثرة في إحدى مزارع منطقة ترينكي لاوكن.

    جمل غير مرغوب فيه

    قبلوا جميع طلبات العبور عبر الحدود، لكن «جوك»، يُعلن على نحو غير متوقع «غير مرغوب فيه». يذهب جوك إلى مركز الشرطة حيث يقولون له: لا يمكن فعل شيء، عد إلى الواحة، فبإعلانك غير مرغوب فيك ليس هناك من فائدة في إجراء الطلب. جوك الحزين يعود إلى ملاعب الطفولة. جمال العائلة والأصدقاء يحيطون به، يسألونه ماذا حدث، غير معقول، ولماذا أنت على وجه الخصوص؟ حينئذ قام وفد إلى وزارة النقل للاستئناف، بعدد هائل من الموظفين ذوي الشهادات: هذا لم يرَ من قبل، عودوا إلى الواحة على الفور وسوف ينظر في الأمر. يأكل جوك في الواحة عشباً.

    كل الجمال عبرت الحدود. جوك لا يزال ينتظر. هكذا يمر الصيف والخريف. بعد ذلك يعود جوك إلى المدينة، يتوقف في ساحة فارغة. يتم تصويره كثيرًا من قبل السياح ويجيب عن أسئلة التحقيقات الصحافية. لجوك هيبة غامضة في الساحة. يستغل الفرصة ليبحث عن مخرج، على البوابة يتغير كل شيء: يعلن غير مرغوب فيه. يحني جوك رأسه، يبحث عن الكلأ النادر في الساحة. نادوا عليه في أحد الأيام بمكبر الصوت ودخل سعيدًا إلى مركز الشرطة وهناك يعلن «غير مرغوب فيه». يعود جوك إلى الواحة وينام. يأكل قليلا من العشب وبعد ذلك يضع خطمه في الرمال. يبدأ في إغلاق العينين بينما تغرب الشمس. تخرج من أنفه فقاعة تدوم ثانية واحدة أكثر منه.

    ترجمها عن الإسبانية أحمد يماني


                  

11-26-2014, 00:19 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: Osman Musa)

    قلم كبير ومدهش نعم قلم كبير ومدهش فتح صندوق باندورا لكتاب أمريكا اللاتينية ومن بعدهم شباب العالم . قلم كبير ومدهش وأنت أيضاً قلم كبير ومدهش وترجمان كبير ومدهش.
                  

11-27-2014, 11:56 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: Bushra Elfadil)

    العزيز إبراهيم:

    استوقفتني تلك العبارة في سياقاتها الثلاثة المتقدمة، على وجه الخصوص، وعلى الرغم من استحالة وصولي إليها في أصلها لجهلي التام بالإسبانية، لما تطرحه من أفق للحوار حول جملة مسائل. فمثلا، تبدو أمام المترجم حساسية اللغة مسألة من الأهمية بمكان على صعيد المفاضلة ما بين المفردات، وهنا بدت تلك الجملة الأولى في استخدامها لكلمة content أكثر توفيقا للدلالة على ما يمكن تسميته الامتلاء الوجداني أو الثقل الذي لا يحتمل للسعادة، كما يحاول السياق العام للفقرة توضيحه أو تصويره، فهي كلمة تأخذ في حقل تأويلاتها المتعدد والمتنوع في آن معان ذات درجات متفاوتة من الكثافة الشعورية، من مثل ما يرفد به أحد القواميس:

    contented · satisfied · pleased · gratified · fulfilled · happy · cheerful · cheery · glad · delighted · tranquil · unworried · untroubled · at ease · at peace · comfortable · serene · placid · complacent

    وأكثر من ذلك، تتبدى رحابة الجملة الأولى ليس فقط في حذف ألف ولام التعريف عن اليوم (الأحد)، بل كذلك في وضع البعد الزمني كجملة اعتراضية في البناء العام للجملة، مما يعكس المسار سمه الحلزوني لفكر خوليو كورتاثار القصصي في إعادة بناء العالم وتعاطيه، وهو ما يفارق المسار التقليدي السائد لبناء الجملة في الإنجليزية التي تضع الزمن آخرا، وهو ما التزم به صاحب الترجمة الثانية:

    I sat down on the parapet and felt terribly happy in the Sunday morning

    على أنّه استرعى انتباهي ترجمتك لكلمة the parapet بوصفها المتراس ملتزما بأصلها العسكري، على الرغم من استخداماتها اللاحقة التي يكشف عنه تاليا تعريف ويكبيديا:

    A parapet is a barrier which is an extension of the wall at the edge of a roof, terrace, balcony, walkway or other structure. Where extending above a roof, it may simply be the portion of an exterior wall that continues above the line of the roof surface, or may be a continuation of a vertical feature beneath the roof such as a fire wall or party wall.[1] Parapets were originally used to defend buildings from military attack, but today they are primarily used as guard rails and to prevent the spread of fires.

    وبمعنى آخر، هل تبدو كلمة المتراس كلمة مغرقة في المعجمية وبعيدة إلى درجة عن الاستخدامات الحية للغة. أخيرا أغفر لي تطاولي.
                  

11-27-2014, 02:56 PM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: لُعَاب إبليس - أو تكبير الصورة
    خوليو كورتاسر

    Julio3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    Quote: ترجمة : إبراهيم فضل الله

    انا طبعا كبّرت الصورة.
    وفيا يتعلق بالترجمة، بدا لي كما لو أن النص الإنجليزي قد تُرجم من العربية !
    لذلك ساستعير عبارة سايمون كويل في برنامج المواهب الامريكية: OMG وهي عبارة يطلقها كلما صعقه موهوب.!
    ربنا يحفظك.

    محبتي

    (عدل بواسطة الفاتح ميرغني on 11-27-2014, 03:37 PM)

                  

11-29-2014, 09:34 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: الفاتح ميرغني)

    العزيز ابرايهم..حبابك يا صديقي...
    هي بعض من خواطر اتنفقت فيها بعض السويعات..وسوف اضيفها لهذا الخيط في وقت ارحم..

    لهداك الحين..
    عساك تبقى طيب يا ابراهيم..

    كبر
                  

11-29-2014, 08:11 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: Kabar)

    (.) حقيقة اعتقد ان البرنس قال فصدق .. شكرًا ابراهيم على الجدية على المادة القيمة
                  

12-01-2014, 02:46 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: كمال علي الزين)

    عزيزي صاحب الروح الجميلة عثمان موسى ...شكرا ليك الجيبة المجيهة ...قرأت المقال بمتعة ..وأعجبتني القصص القصيرة المدرجة في نهايته ...

    بعد إذنك ..سأفردها بالإقتباس هنا تباعاً ...:
    Quote: من كتابات كورتاثار

    حكاية بلا مغزى

    كان ثمة رجل يبيع صرخات وكلمات، وكانت تجارته رابحة، رغم التقائه أناسًا كثيرين يساومون في السعر ويطلبون تخفيضًا. كان الرجل يقبل دومًا وهكذا تمكن من بيع العديد من الصيحات لباعة متجوّلين
    وبعض التنهدات التي تشتريها سيدات من ذوات الأملاك وكلمات تصلح كهتافات وشعارات وعناوين وأفكار زائفة.

    أخيرًا عرف الرجل أن الوقت قد حان وطلب لقاء طاغية البلاد، الذي يشبه جميع زملائه، فاستقبله محاطًا بالجنرالات والأمناء وفناجين القهوة. قال الرجل: جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة،
    إنها بالغة الأهمية لأنها لن تخرج منك قط بشكل طيب في حينها، وفي المقابل من الملائم لك أن تقولها ساعة الاحتضار القاسي، كي تشكل بسهولة مصيرًا تاريخيًا وتذكاريًا.

    - ترجم لي ما يقوله… أمر الطاغية مترجمه.

    - إنه يتحدث بالأرجنتينية، فخامتكم.

    - بالأرجنتينية؟! ولماذا لا أفهم شيئاً؟!

    - لقد فهمت جيدًا قال الرجل – أكرر أنني جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة.

    وقف الطاغية على قدميه كما يحدث عادة في مثل هذه الظروف، وكاظمًا رعشة، أمر بإلقاء القبض على الرجل وحبسه في زنزانة خاصة، غالباً ما توجد في هذه الأجواء الحكومية.

    - يا للأسف- قال الرجل بينما كانوا يحملونه- في الحقيقة إنك ستود أن تقول هذه الكلمات حين يأتي الأجل، وستحتاج إلى قولها لكي تشكل بسهولة مصيراً تاريخياً وتذكارياً.
    ما كنت سأبيعه لك هو ما ستودّ أن تقوله، فلا غش إذن، ولكن بما أنك لم تقبل الاتفاق وبما أنك لن تتعلم مقدمًا تلك الكلمات، فعندما تحين اللحظة التي ستود فيها الكلمات أن تنبثق للمرة الأولى وبشكل طبيعي، لن تتمكن من النطق بها.

    - لماذا لن أتمكن من النطق بها، إذا كانت ما ينبغي لي قوله؟ تساءل الطاغية وأمامه فنجان آخر من القهوة.

    - لأن الخوف لن يسمح لك- قال الرجل بحزن: لأن حبلاً سيكون حول عنقك ومرتديًا قميصاً ترتعش من الرعب والبرد، وسوف تصطك أسنانك ولن تستطيع أن تنطق بكلمة.
    الجلاد والحضور، بينهم سيكون بعض هؤلاء السادة، سينتظرون دقيقتين لياقة، لكن عندما يخرج من فمك أنين متقطع فحسب جراء الشهقة وتضرع استغفاراً لأن هذا ستتمكن من نطقه من دون جهد سيفرغ صبرهم وسيقومون بشنقك.

    أحاط الحاضرون بالطاغية وهم جدّ غاضبين، خاصة الجنرالات، وطلبوا منه إطلاق النار على الرجل فوراً. لكن الطاغية، وكان شاحبًا مثل الموت، طردهم بفظاظة واختلى بالرجل كي يشتري منه كلماته الأخيرة.

    في الوقت نفسه، أعدّ الجنرالات والأمناء، المذلولون تماماً من هذه المعاملة، العدة للانقلاب عليه وفي الصباح التالي قبضوا على الطاغية بينما كان يأكل عنبًا في استراحته المفضلة.
    وكي لا يتمكن من نطق كلماته الأخيرة قتلوه في الفور بإطلاق رصاصة عليه. بعد ذلك شرعوا في البحث عن الرجل الذي كان قد اختفى من مقر الحكومة، وسرعان ما وجدوه،
    إذ كان يتمشى في السوق بائعًا إعلانات للبهلوانات. وضعوه في سيارة الشرطة وحملوه إلى القلعة وقاموا بتعذيبه كي يكشف عن الكلمات التي كانت ممكناً أن تكون الأخيرة للطاغية. وإذ لم يحصلوا على أي اعتراف منه قتلوه ركلاً.

    ظلّ الباعة الجائلون الذين كانوا اشتروا صرخات منه يصرخون في الزوايا. إحدى تلك الصرخات أضحت بعد ذلك كلمة سر للثورة المضادة التي أنهت حكم الجنرالات والأمناء.
    بعضهم، قبل أن يموت، فكر مضطربًا أن ذلك كلّه كان في الحقيقة سلسلة خرقاء من الارتباكات وأن الكلمات والصرخات كانت في الواقع شيئاً يمكن أن يباع ولكن لا يشترى، وإن كان يبدو ذلك عبثياً.

    طال التحلّل الجميع، الطاغية والرجل والجنرالات والأمناء، لكن الصرخات ظلت تتردد بين الحين والآخر في الزوايا.
                  

12-01-2014, 03:04 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: هذا النصّ المترجم للراحل الكبير كورتاثار، عصيّ على التصنيف، شأن الحياة، بسيطة وعميقة، وفي آن، لا يعقلها معنى محدد، فهو،
    كما تبين أمثلة تلك الأفلام، ذو مستويات باطنية متتالية عمقيا، كلما نقبت في طبقة وخرجت بأشياء، كلما كشف عنصر الطبقة المزال عن طبقة أخرى.


    هذا توصيف حاذق للقصة ..وهو ما يشعر به القارئ تماماً - على الأقل عن نفسي - خلال المسار السردي المتعرج.. والمترادف
    في رحلة أشبه بالمراوحة بين حقل الذكريات وحقل التداعيات..وحقل الواقع ..
    بينما يتم الانتقال بين تلك الحقول المترادفة بكل أريحية وسلاسة ...تشبه السفر داخل كبسولة الأحلام ...
    مدهشة فعلاً .

    أشكرك عزيزي البرنس على هذا التوصيف الحصيف ..وهو منك ليس بمستغرب ...

    ...وأتابع ...
                  

12-01-2014, 03:19 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: قلم كبير ومدهش نعم قلم كبير ومدهش فتح صندوق باندورا لكتاب أمريكا اللاتينية ومن بعدهم شباب العالم


    عزيزي الكاتب دكتور بشرى الفاضل ..أسعدني جدا مرورك من هنا بروح التواضع ..حال عزيزنا الكاتب المبدع البرنس ..
    فشكراً لكما ...

    وشكرا ً لجميع النجوم المتألقة بهذا المكان ..


    ...أتابع ...

                  

12-01-2014, 04:04 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)


    Quote: تبدو أمام المترجم حساسية اللغة مسألة من الأهمية بمكان على صعيد المفاضلة ما بين المفردات، وهنا بدت تلك الجملة الأولى في استخدامها لكلمة content
    أكثر توفيقا للدلالة على ما يمكن تسميته الامتلاء الوجداني أو الثقل الذي لا يحتمل للسعادة، كما يحاول السياق العام للفقرة توضيحه أو تصويره، فهي كلمة تأخذ في حقل تأويلاتها المتعدد والمتنوع
    في آن معان ذات درجات متفاوتة من الكثافة الشعورية، من مثل ما يرفد به أحد القواميس:

    contented · satisfied · pleased · gratified · fulfilled · happy · cheerful · cheery · glad · delighted · tranquil · unworried · untroubled · at ease · at peace · comfortable · serene · placid · complacent

    وأكثر من ذلك، تتبدى رحابة الجملة الأولى ليس فقط في حذف ألف ولام التعريف عن اليوم (الأحد)، بل كذلك في وضع البعد الزمني كجملة اعتراضية في البناء العام للجملة،
    مما يعكس المسار سمه الحلزوني لفكر خوليو كورتاثار القصصي في إعادة بناء العالم وتعاطيه، وهو ما يفارق المسار التقليدي السائد لبناء الجملة في الإنجليزية التي تضع الزمن آخرا، وهو ما التزم به صاحب الترجمة الثانية:

    I sat down on the parapet and felt terribly happy in the Sunday morning



    عزيزي البرنس ...أشكرك كثيرا على فتح باب المتاوقة على معضلات الترجمة ...وأوافقك القول بأن حساسية اللغة مسألة هامة للغاية ليس للمفاضلة بين المفردات فحسب ..بل لتركيب الجملة ..وحذف
    أو إضافة أدوات التعريف ..وخير مثال ..قد ورد طي مداخلتك الآنفة ..في حذف أداة التعريف عن يوم الـ " أحد " ...
    وكنت قد اعتمدت في ترجمتي على النص الإنجليزي الأول " ترجمة بلاكبيرن" ...وهو كما تبين ..من قام بترجمة عدد من قصص كورتاسار المطبوعة ..
    لكنني على المستوى التذوقي - وقد أخطيء - وجدت عسر هضم كبير تجاه أسلوبه ..وغاب عني فهم العديد من
    الجمل والفقرات ..الأمر الذي دفعني للبحث عن ترجمة أخرى ..وهي ما توصلت إليه في أحد البلوقات ..وأدرجتها هنا ..وقد بدت لي أكثر وضوحا واستجابة لشرط الصياغة الأدبية ..وقد استخدمتها لمراجعة
    النص المترجم ...واستبدال العديد من الجمل بناءا على ضوئها ....وقد أفلت من ثقوب مراجعتي ما أفلت ...
    بالنسبة للجملة التي ذكرتها ...أوافقك مائة بالمائة ..الصياغة تبدو أكثر تماساكا وجمالاً واتساقا مع روح النص ..باستخدام كلمة " السكينة " أو الرضا أو الطمأنينة ..بدلاً عن كلمة السعادة ..
    والتلاعب اللفظي لكورتاسار ..يجعل الصياغة : " سكينة مريعة " ...ولا نملك إلا أن نندهش ..ونبتسم من هكذا عبارة ..تنضح جمالاً وسخرية في آن معاً .

    وسأعيد صياغة الترجمة ..بما يتوافق وهذا الفهم الجديد .. على ضوء مداخلتكم هنا ..وما يتبعها ...فشكرا لك .

    لعلي قلت كلاماً كثيراً ...ولم أقل شيئاً ..مفيداً ...فأرجو العذر .
                  

12-01-2014, 04:19 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    مواصلة لتعقيبي على مداخلة الأديب البرنس ..فيما يخص استخدامي لكلمة " متراس" في الترجمة .. فقد وجدتها مناسبة ..وخصوصاً أن الكلام عن حاجز على النهر ..
    وربما كنت واقعاً بصورة لا واعية ..تحت تأثير كلمات حمد الريح ...وهو يغني للذين ترسوا البحر بالطواري ...وفي الاستخدام العامي في الريف السوداني
    خصوصا المناطق المجاورة للأنهار ..تستخدم كلمة الترس ..للحواجز الترابية المقامة لصد المياه ...

    لكن لا أستبعد وجود مترادفات أخرى ربما تكون أوفق في الترجمة ...تحرر الصورة السردية ..خالصة لما يخدم روح النص.


    ويا عزيزي البرنس إن كان هنالك من يجب أن يعتذر على التطاول ...فهو لست أنت بلا أدنى شك ...فما تقدمونه هنا من معرفة مكتسبة عبر المكابدة والإطلاع العريض
    والخبرة الطويلة والموهبة الباذخة ...يعطيكم حق الفيتو ..للخوض في كل ما يتعلق بالسرد والأدب ...وأجدني مستفيداً من كل ملاحظاتك ..وصدري رحابة .
                  

12-02-2014, 06:07 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    الأخ الأديب إبراهيم ودفضل الله
    سلااااام ومعزة كبيرة وتحيَّات زاكيات لك ولضيوفك
    إستمتعت بالترجمة للقصص ، ومداخلاتك ومداخلات الأخوة وخاصة الأديب البرنس
    Quote: ربما سارت الأمور تماماً على ذلك النحو ؛ تلك المرأة لم تكن ترى في الصبي عشيقا ،
    وفي نفس الوقت كانت توجهه نحو مصير يستحيل فهمه إن لم تتخيل الأمر كلعبة قاسية ،
    الرغبة في الرغبة دون اشباع ، لإستثارة نفسها لأجل شخص آخر ، شخص لا يمكن لذلك الصبي أن يكونه بأية حال من الأحوال


    دي شخصية"فلانة..... أُم بوخ" الخالق النَّاطق.....
    إتعلموا فيها المراهقين كووووولهم، يضع جنيهو في العلبة المفتوحة، وهي راقدة مفشقه كرعينها،
    ويقوم ...، بعد داك تشيلو من كتيفاتو وتزحو بعيد.... ثم يدخل صبي آخر والعلبة مفتوحة يرمي جنيهو و...........
    وبعد دااااك كلو يجي رفيقها بالليل متراوح ......!

    Quote: كان ثمة رجل يبيع صرخات وكلمات، وكانت تجارته رابحة، رغم التقائه أناسًا كثيرين يساومون في السعر
    ويطلبون تخفيضًا. كان الرجل يقبل دومًا وهكذا تمكن من بيع العديد من الصيحات لباعة متجوّلين
    وبعض التنهدات التي تشتريها سيدات من ذوات الأملاك وكلمات تصلح كهتافات وشعارات وعناوين وأفكار زائفة
    أخيرًا عرف الرجل أن الوقت قد حان وطلب لقاء طاغية البلاد، الذي يشبه جميع زملائه، فاستقبله محاطًا بالجنرالات
    والأمناء وفناجين القهوة. قال الرجل: جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة،
    إنها بالغة الأهمية لأنها لن تخرج منك قط بشكل طيب في حينها، وفي المقابل من الملائم لك أن تقولها ساعة الاحتضار القاسي،
    كي تشكل بسهولة مصيرًا تاريخيًا وتذكاريًا

    كان ثمة رجل يبيع صرخات وكلمات، وكانت تجارته رابحة، رغم التقائه أناسًا كثيرين يساومون في السعر
    ويطلبون تخفيضًا. كان الرجل يقبل دومًا وهكذا تمكن من بيع العديد من الصيحات لباعة متجوّلين
    وبعض التنهدات التي تشتريها سيدات من ذوات الأملاك وكلمات تصلح كهتافات وشعارات وعناوين وأفكار زائفة

    أخيرًا عرف الرجل أن الوقت قد حان وطلب لقاء طاغية البلاد، الذي يشبه جميع زملائه،
    فاستقبله محاطًا بالجنرالات والأمناء وفناجين القهوة. قال الرجل
    جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة،

    ديل ناس الإنقاذ زااااتهم وشعاراتهم الباعوها لي الشعب السوداني والناس الدجالين و.....
    "دفاعنا الشعبي ياهو دي.... وأمريكا روسيا قد دنا عذابها و.....قمحنا كتير بكفينا............الخ
    محبتي
    التعديل إستبدلنا الإسم ب "فلانة"

    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 12-02-2014, 06:09 AM)
    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 12-02-2014, 07:02 AM)
    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 12-02-2014, 11:15 AM)

                  

12-02-2014, 01:47 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبيد الطيب)

    Quote: بدا لي كما لو أن النص الإنجليزي قد تُرجم من العربية !


    عزيزي الأديب الإعلامي ..والمترجم المبدع ..شهادتك أعلاه ..تنتفخ لها أوداجي ..تيها وطربا

    فشكرا لك كرمك وجمال روحك ...


                  

12-02-2014, 01:54 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: هي بعض من خواطر اتنفقت فيها بعض السويعات..وسوف اضيفها لهذا الخيط في وقت ارحم..

    لهداك الحين..
    عساك تبقى طيب يا ابراهيم..


    أخي وعزيزي كبر ..شكرا لك العبور الجميل ..وأنتظر بشوق ما يخطه يراعك من مداد يرشح بالأناقة وعمق الطرح والمقاربة ..
    أتحرى عودتك ... لا شك تأتي بالجديد ..
                  

12-02-2014, 01:57 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: شكرًا ابراهيم على الجدية على المادة القيمة


    عزيزي كمال على الزين ..شكرا لك يا صاحب القلم المبدع ...على كلامك الطيب والمحفز.

                  

12-02-2014, 02:05 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: سلااااام ومعزة كبيرة وتحيَّات زاكيات لك ولضيوفك
    إستمتعت بالترجمة للقصص ، ومداخلاتك ومداخلات الأخوة وخاصة الأديب البرنس


    عزيزي عبيد الطيب ( ود المقدم ) ...حادي البوادي وخازن تراثها الشعري الذاخر ...
    لك أطيب تحية وأجمل تقدير على كلماتك الطيبة والمحفزة ...ومعك أجدد شكري للأديب البرنس
    ولجميع الكرام الذين زينوا هذا المفترع كالقناديل المتوهجة ..بل هم قناديل متوهجة .

                  

12-02-2014, 02:22 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    هنا مشاهد من المسرح الحقيقي لقصة كورتاسر ...التي جرت أحداثها في جزيرة باريسية تسمى سانت لويس ..
    ها هي :
    img_7.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    على جانبها أعلى الصورة ..نرى شارع أنجو وشارع بوربون عند حافتها العليا ..حيث جرت أحداث القصة في ميدان عند رأس الجزيرة ...
    وهنا مشاهد من الشوارع المذكورة ...

    شارع أنجو ( لا أعلم صحة النطق ) :
    1280px-Eugsudanne_Atgetsudan_Quai_dsudanAnjousudan_6h_du_matinsudan_1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وهنا شارع بوربون :
    1280px-Quai_de_Bourbon_Paris_4e_001.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    وهنا واجهة فندق لوزان .. الواقع على شارع أنجو ...حيث مر بطل الحكاية ...ووقف يتأمل لبرهة ...وهو يردد أبيات شعر مألوفة ...
    P1050908_Paris_IV_quai_dsudanAnjou_nsudan17_rwk.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وهنا كنيسة القديس تشابيل ...التي صورها بطل الحكاية ...في الجزيرة المجاورة لسانت لويس ...ومنها انطلق يتجول حول الجزيرة مسرح الأحداث ...
    sainte-chapelle.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصور أعلاه ..ربما لا تعني الكثير ...وربما تعين في سد خلل الترجمة ..المنقولة عن ترجمة أخرى ...أقول ربما .

    يتبع ....
                  

12-10-2014, 10:53 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    حسناً ...من هنا ..مواصلة لما انقطع ...

    وأجلب لكم من فيض خواطر قوقول ...بما دلني عليه العزيز عثمان موسى ..في المقال الذي أدرجه إلى الأعلى ...

    هذه الأبيات لكورتاسر :

    Quote:
    الأصدقاء
    ------------------
    الأصدقاء
    في التبغ، في القهوة، في النبيذ
    على حافة الليل، ينهضون
    كتلك الأصوات التي تغني من بعيد
    دون أن نعرف ما تُغنّي
    بسبب الطريق
    إخوة القدر الظرفاء
    أبناء زيوس،
    يدفعون عني الظلال الباهتة
    يحتملونني كعادة ضجرة
    كي أظل طافياً في خضم الدوامة.
    الأموات منهم يهمسون كثيرا في الأذن
    والأحياء، أيد دافئة وسقف
    هم حصيلة الفوز والخسارة
    يوما ما،
    سأغطي صدري بكل هذا الغياب
    بهذا الحنان العتيق الذي يسميهم
    في قارب الظل



    يتبـــع ...
                  

12-17-2014, 03:15 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    وهنا ترجمتي لقصة قصيرة أخرى ...
    من بدائع كورتاسر ...ولم أكن سباقاً في ترجمتها .. فمنها نسخ متاحة على القوقول ..للمستزيد .

    --------------------------------------------------------------------
    إتصالية الحدائق
    خوليو كورتاثار
    -------------------------------------------------------------------------
    لقد بدأ مطالعة الرواية قبل أيام قليلة .ثم تركها جانباً لبعض الأشغال الطارئة ، وعاد إليها مرة أخرى وهو في طريقه إلى "فيللته" بالقطار ؛ وسمح لنفسه بتطوير إهتمام يتنامى بطيئاً حول الحبكة ، وبناء الشخصيات.
    في تلك الظهيرة ، بعد أن فوض صلاحياته إلى وكيل أعماله ومشرف الفيللا لمناقشة صفقة ملكية مشتركة ، عاد إلى مطالعة الكتاب بمكتبته الهادئة المطلة على حديقة البلوط .استرخى على مقعده الأثير الوثير، مولياً قفاه إلى الباب ، منزعجاً من كونه مصدراً محتملاً للتطفل ، تاركاً يده اليسرى تداعب البطانة المخملية الخضراء للمقعد بين فينة وأخرى ، طفق يقرأ الفصول الأخيرة .
    تداعت بذاكرته أسماء وسمات الشخصيات بكل سهولة ، وسيطرت عليه الأخيلة دفعة واحدة تقريباً ، تذوق متعة أقرب إلى الشذوذ ، وهو يستل نفسه سطراً فسطرا عن محيط الأشياء من حوله ،
    وفي الوقت نفسه يستشعر أن رأسه مسترخياً بإرتياح على المخمل الأخضر للمقعد ذي المسند المرتفع ، وأن سجائره قابعة في متناول يده ، وأن هواء الظهيرة ، خلف النوافذ العريضة ، يتراقص تحت أشجار البلوط .

    يترك نفسه ، مأخوذاً بمأزق الخيارات الشريرة التي تواجه البطلين ، ليمتصه النص كلمة فكلمة ، حد أن الشخوص تجسدت أمامه واتخذت ألواناً ومسارات حركية ، كان شاهداً على المواجهة الأخيرة التي جرت في الكابينة الجبلية. حضرت المرأة أولاً ، متوجسة ؛ ثم ظهر عشيقها ، على وجهه خدش بفعل غصن . قامت بشغف ، تنهش الدم بالقبلات ، لكنه نفر من مداعباتها ؛ فهو لم يأت ليؤدي مرة أخرى طقوس الشغف السري ، المحمي بعالم من الأوراق الجافة والممرات المثقلة بالثمار ، على امتداد الغابة .أصبح الخنجر أكثر دفئاً في إلتصاقته بصدره ، وتحته ترتعش بذرة تحرر كامنة ، اشتهاءاً لموسم الإنبات. تدفق حوار لاهث شبق عبر الصفحات مثل غدير أفاعي ، و كأن مجراه قد تقرر منذ الأزل .

    حتى تلك الملاطفات التي التفت حول جسد العشيق ، وكأنها ترغب في الإحتفاظ به ، و ثنيه عن الأمر ؛ إلا أنها في نفس الوقت كانت ترسم بشكل مقيت حدود الجسد الآخر الذي يجب إخماده .
    لم يتم إغفال أي شئ : أعذار الغياب ، الأخطار غير المرئية ، الأخطاء المحتملة . من هذه اللحظة فصاعداً ، كل لحظة لها أهميتها المحسوبة بالدقيقة .المراجعة المزدوجة التي تمت بدم بارد ، للتفاصيل ، كانت بالكاد تتوقف لتمكن يدا من ملاطفة خد ، كان النهار قد بدأ في الإنحسار .الآن ودون أن ينظر أحدهما إلى الآخر ، افترقا عند مدخل الكابينة ، وهما غارقين تماماً في المهمة التي تنتظرهما . هي انطلقت على الدرب المتجه شمالاً . وفي مطلع الدرب المعاكس ، استدار للحظة يرقبها وهي تعدو ، وشعرها المسدل يحلق خلفها.ركض بدوره ، يشق طريقه بين الشجيرات والأسيجة ، حتى تمكن تحت الضباب الأصفر للمغيب ، من تمييز رواق الأشجار الذي يقود إلى المبنى .

    لم يكن من المفترض من الكلاب أن تنبح ؛ ولم تنبح .لن يكون مشرف المبنى موجوداً في هذه الساعة ، ولم يكن موجوداً . صعد على الدرجات الثلاث للمدخل ثم ولج . جاءته كلمات المرأة عابرة هدير الدم بأذنيه :أولاً ردهة زرقاء ، ثم رواق ، ثم درج مغطي بالسجاد . في الأعلى ، يوجد بابان .لا أحد في الغرفة الأولى ، ولا أحد في الثانية . باب الصالون ، ثم الخنجر باليد ، والضوء المنحسر عبر النوافذ العريضة ، ومسند ظهر مرتفع لمقعد ذي بطانة مخملية خضراء ، وهامة رجل على المقعد يطالع كتاباً .

    (عدل بواسطة ibrahim fadlalla on 12-17-2014, 03:24 PM)
    (عدل بواسطة ibrahim fadlalla on 12-17-2014, 03:29 PM)

                  

12-18-2014, 12:05 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    هنا نموذج لترجمة القصة السابقة ...والتي اختار لها المترجم الناقد والكاتب المغربي
    محمد الباهي ..اسم : " البساتين المتصلة" ...

    ويبدو لي من الهامش الوارد أسفل الترجمة ، أنه قام بترجمة مجموعة قصصية لكورتاسر ، منشورة تحت مسمى " الأسلحة السرية " ...

    Quote: خوليو كورتزار: البساتين المتصلة / ترجمة: محمد الداهي
    البساتين المتصلة

    cortazar

    خوليو كورتزار

    ترجمة محمد الداهي



    سبق له أن بدأ قراءة رواية، ثم تخلى عنها بسبب انشغالات طارئة. فتحها من جديد وهو عائد على متن القطار إلى منزله الفخم. أصبح يفتتن شيئا فشيئا بالعقدة وطبيعة الشخوص. في هذا المساء، وبعد أن تخلص من كتابة رسالة إلى وكيل مفوض ومن التشاور مع كبير الخدم حول عقد استئجار أرض، استأنف قراءة الرواية جديد من مستمتعا بسكينة الشقة التي ترقد في حضن بستان مكتظ بأشجار البلوط. استرخى على أريكته المفضلة، مديرا ظهره إلى الباب حتى لا يعير أهمية لمختلف التشويشات التي يمكن تقتحم محرابه وتكدره، وملامسا بيده اليسرى المخمل الأخضر. ذاكرته تستوعب بيسر أسماء الشخوص وملامحها. وسرعان ما أسره الوهم الروائي.

    ينتشي بمتعة شبه فاسدة تزيحه شيئا فشيئا وسطرا بعد سطر عن محيطه، وهو واع بأن رأسه ممدد في استرواح على مخمل المسند العلوي، وبأن السيجارة مثبتة في يده، وبأن وراء النوافذ ترقص ريح الغسق تحت أشجار البلوط.

    جملة بعد جملة، أصبح يشعر بأنه مشدود إلى الاختيار الإنسان رخيص الذي وصل إليه البطلان، ومستسلم للصور التي تتراص وتكتسي تدريجيا ألوانا وحياة. وهكذا، سيكون شاهدا على آخر لقاء بين الشخصيتين في كوخ تحتضنه الأدغال. تدخل المرأة حذرة، ثم يأتي الرجل ووجهه مخدوش بأشواك غصن. أوقفت، بطريقة عجيبة، سيلان الدم من الخدوش بلثمة. يتهرب من المداعبات، فهو لم يأت لينخرط من جديد في محفل هوى يخفيه ويحميه عالم الأوراق اليابسة والممرات السرية. أصبح الخنجر دافئا من كثرة احتكاكه بصدره. تحته، على إيقاع القلب، تنبض الحرية المنشودة. حوار ضعيف يجري على الصفحات كسيل من الزواحف، نحس معه بأن كل شيء محسوم منذ مدة، مداعباته تشمل جسد الحبيبة(كما لو أنه أراد التأثير عليها وإخضاعه) وهي ترسم بشناعة تخوم الجسد الآخر الذي كان من الضروري صرعه.

    لم يتم التغافل عن أي شيء: حجج وصدف وأخطاء ممكنة. ابتداء من الآن، كل لحظة ستحظى باستعمال مدروس بدقة. ما كاد التكرار الشديد والمتضاعف يوقف الزمن حتى حكت يد خدا. بدأ الليل يرخي أجنحته.

    بدون أن يتبادلا النظرات فيما بينهما تفارقا عند باب الكوخ، وكل واحد منهما منشغل بالمهمة التي تنتظره. ينبغي لها أن تتابع السير في الممر المتجه إلى الشمال. في الاتجاه المعاكس، التفت لحظة فشاهد أنها تجري وخصلة شعرها منحلة. أخذ بدوره يجري، وهو ينحني تحت الحواجز والأشجار. في الأخير تراءى له من خلال الضباب البنفسجي للشفق المسلك الذي يفضي إلى منزله.

    لا يجب على الكلاب أن تنبح، وهي الآن لا تنبح. لا يجب على كبير الخدم أن يكون هنا في هذا الوقت، وهو الآن غير موجود. صعد الأدراج الثلاثة، ودخل إلى المنزل. تصله عبارات المرأة من خلال الدم الذي يدوي في أذنيه. في البداية، توجد غرفة مظلمة فممر ثم درج مغطى بطنفسة. في الأعلى، يوجد بابان. لا أحد في الغرفة الأولى، ولا أحد في الغرفة الثانية. عند باب الصالون، الخنجر مثبت في اليد، والأضواء متسربة من الفرجات المتسعة، والمسند العلوي لأريكة المخمل موجود، والرجل مستغرق في قراءةالرواية ورأسه يظهر من أعلى الأريكة.

    *****

    عن المجموعة القصصية، الأسلحة الخفية،1959، ص/ص 85-86.
                  

12-20-2014, 04:16 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)


    سلام ابراهيم يا خطير
    هذا مكان بديع وأراك في أبهى حلل المترجمين.
    لم أقرأ كثيراً وأعد بالعودة.
    قل لي، كيف استقر رأيك علي مفردة لُعاب كترجمة لكلمة drool الواردة في عنوان الكتاب بالانجليزية The Devil's Drool؟
    ومن المهم الاشارة، وقد تكون حدثت، لأن فيلماً شهيراً من الستينيات لمايكلانجلو أنتونيوني وبطولة فانيسا ردجريف بعنوان Blow Up 1966 استقر في قائمة أحسن مائة فيلم
    أوربي منذ بدأ الخليقة، تم استيحاؤه من هذه القصة القصيرة!
    وبلو آب هو مصطلح في التصوير يعني (تكبير) ولا أقصد العبارة الكيزانية المقيتة! والتكبير متعلق بجزئية من السيناريو لا أدري الآن ان كانت في نص القصة الأصلي أعلاه.
    المهم أن تغيير الاسم ربما أتى حاسماً لأمر الاسم الأصلي الذي أراه اسماً فيه شيئ من القبح. بل ان اسم بلو آب هو اسم مناسب جداً لكون الفيلم ينتمي لأفلام الكاونتر كلشر التي
    من صفاتها استحداث أو ترويج تعابير غير مألوفة كجزء من طرائقها في تقويض أو ابدال الثقافة السائدة. وكذلك فإن شبهة التناص المزعج بين قصة لعاب الشيطان وقصة اخرى
    حوّلها هيتشكوك لفيلم شهير بعنوان نافذة خلفية Rear Window، تقدح أو تقلل من عبقريتها وكثيراً.
    المهم أن دروُل drool لها معادلها الأنسب في العربية وهو بحسب القواميس المتوفرة في النيت، الرُؤال والمعروف لدينا (بالريالة) والآتي على وزن كلمة سؤال. أقول ذلك من
    منطلق أنني من أنصار احياء أو استنهاض كلمات عربية من غسق عدم الاستخدام كمقابلات لمفردات في اللغات الأخري ليختبرها الزمن فإما أُضيفت للسائد أو اندثرت!
    تحياتي يا صديق وأثمّن عالياً جهودك في مجال نشر الاستنارة وتوسيع المدارك.

                  

12-20-2014, 07:58 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: mustafa mudathir)

    Quote: خوليو كورتاثر: أشعر بحبّ لانهائي نحو القواميس
    الكتابة الثلاثاء, 28 أكتوبر 2014 00:00 حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط طباعة البريد الإلكتروني
    Share on facebookShare on twitterShare on emailShare on printMore Sharing Services
    0
    خوليو كورتاثر: أشعر بحبّ لانهائي نحو القواميس
    الكتابة
    حوار: إلينا بونياتوسكا
    ترجمة: مارك جمال
    الطفولة والخيال، الفقر والقواميس، الترجمة والعُزلة، الثورة، هي الموضوعات المطروحة خلال اللقاءات التي أجرتها الكاتبة والصحفية إلينا بونياتوسكا مع خوليو كورتاثار، والتي لم نكن نعرف منها سوى شذرات. حوار متنوع وجدير بالاهتمام، شأن كتابات صاحب "كل النيران النار".

    (1)
    ذكريات الطفولة والمراهقة
    * هل لديك أخبار عن لويس سارديني؟
    - لا أعرف عنه أي شيء. أليس ممثلًا كوميديًا توفي منذ زمن؟
    في مقرّ دار نشر "سيجلو 21"، خلف الأبواب الزجاجية، يقف رجل أصلع في انتظار الحصول على أوتوجراف، متأبطًا كومة من الكتب. عندما يستعد خوليو للتوقيع، يهمس الأصلع بشيء عن لويس سارديني. فأسأل خوليو:
    - وما علاقتك بـ لويس سارديني؟
    - لا شيء على الإطلاق. دائمًا ما تحدث لي أشياء غريبة. أذكر سيدة غارقة في عرقها، متدفقة المشاعر، لاحقتني بقصد تهنئتي: «أنا أعشق قصصك، أنا وابني مفتونان بها. ألا تريد أن تكتب قصّة بطلها يُدعى هاري المزيّت؟» أعتقد أنها كانت تريد إدخال السرور إلى نفس ابنها. سأعترف إليكِ بشيء يا إلينا، حاولت بالفعل أن أكتب قصّة عن "هاري المزيّت".
    - وما الإغواءات الأخرى التي تستسلم لها؟
    - إغواءات كثيرة.
    يضحكُ، وأسنانه (الأمامية المتباعدة) أسنان طفل. لو لم تكُن آثار النيكوتين عليها بادية، لقلت إنها أسنان لبنيّة. بالتفكير جيدًا، أجد أن خوليو بأكمله لبنيّ، مغذّ، طيب، يُدفِّئ النفس ويسمح لكل من اقترب بأن ينهل منه. لا يحافظ على أي مسافات، ليس فيه من النجومية شيء. يتقبّل جهلنا، ضعفنا. يعانق. من المستحيل أن يستاء المرء برفقته. للنساء عذرهن إذا أغرقنه بالرسائل.
    - ما الإغواءات الأخرى التي استسلمت لها طفلًا؟
    - ذكريات الطفولة والمراهقة خادعة. كان ينتابني شعور سيء وأنا طفل.
    - لماذا؟ هل كان الواقع يثقل عليك؟
    - نعم، أعتقد أنني كنت حيوانًا ميتافيزيقيًا منذ عمر السادسة أو السابعة. أذكر بكل وضوح أن أمّي وخالاتي (تركنا أبي أنا وأختي في سن صغيرة للغاية) وباختصار، أولئك الذين عرفوني صغيرًا، كانوا يشعرون بالقلق بسبب شرودي واستغراقي في الخيال. كنت دائم التحليق في عالمي. لم يكن الواقع المحيط بي يثير اهتمامي. كنت أرى الفجوات، كالمسافة التي تفصل بين كرسيين، دون أن أرى الكرسيين، لو أمكن استخدام تلك الصورة. ولذا، فقد اجتذبني الأدب الفانتازي منذ نعومة أظفاري. في فصل بعنوان "الإحساس بالخيالي"، حكيت أن واحدًا من الآلام الأشد وقعًا في نفسي كان حين أعطيت لصديق لي قصة "الرجل الخفي"، التي أخذها "ويلز" عن جول فيرن، فألقى بها.
    - هل رفضها؟
    - كنتُ رقيق الصحة خجولًا، وبي ميلٌ للسحري والاستثنائي، ما جعل مني ضحية طبيعية لرفاقي الأكثر مني واقعية. قضيت طفولتي في ضباب يسكنه الجان والأقزام، وكان إحساسي بالمكان والزمان مختلف عن الآخرين. وهو ما أحكيه في "حول اليوم في ثمانين عالمًا". عرضت كتابتي على أعز أصدقائي، فألقى بها في وجهي: «لا، هذا فانتازي أكثر مما ينبغي».
    * ألم تساورك أحلام بأن تصبح عالمًا ذات يوم، أن تكتشف الـ "لماذا" وراء الأشياء؟
    - كلا. ساورتني أحلام بأن أكون بحارًا. قرأت جول فيرن كالمجنون وكلّ ما أردته تكرار المغامرات التي خاضتها شخصياته: أن أصعد على ظهر سفينة، أصل إلى القطب الشمالي، وأصطدم بجبال الجليد. ولكن كما ترين لم أصبح بحارًا، صرت معلمًا.
    * إذن، هل كانت طفولتك قاسية؟
    - لا، لم تكُن قاسية. كنت طفلًا محبوبًا للغاية، حتى أولئك الرفاق الذين لم يقبلوا برؤيتي للعالم، كانوا يشعرون بالإعجاب نحو شخص يمكنه قراءة كتب لا يقوون على حملها. ولكني كنت ممزقًا، لم أشعر بالراحة داخل جلدي. وقبل عمر الثانية عشرة، جاءت مرحلة البلوغ وبدأت أكبر كثيرًا.
    * خوليو، دائمًا ما تصِف أطفالًا ومراهقين محبوبين، ومعذبين فوق كلّ شيء.
    - كنتُ سعيدًا في طفولتي، ما ترك في نفسي أثرًا بالغًا. ومن هنا جاء اهتمامي بالأطفال، بعالمهم. إنه ولع. أنا رجل يحب الأطفال كثيرًا رغم أنه لم ينجب. أعتقد أنني طفولي جدًا، بمعنى أنني لا أقبل بالواقع. أحكي للأطفال أشياء خيالية، وفي الحال تقوم علاقة طيبة بيني وبينهم. أما الأطفال حديثو الولادة، فلا يروقون لي إطلاقًا؛ لا أقربهم حتى يصبحوا بشرًا.
    * أعتقد أن الأطفال في قصصك يحركون المشاعر بسبب أصالتهم.
    - نعم، لأن ثمة أطفالًا مصطنعين جدًا في الأدب. واحدة من القصص التي أحبّها كثيرًا قصّة "الآنسة كورا"؛ لقد عشت الحالة التي يمرّ بها ذلك المراهق المريض، وكما قلتُ لكِ مررت بتجارب هائلة في الحب بلا أمل وأنا بعمر السادسة عشرة، حين كنت أعتبر الفتيات في عمر الثامنة عشر أو العشرين نساء مكتملات الأنوثة. حينئذ كنّ في نظري مثالًا بعيد المنال. "الآنسة كورا" قصّة عانيت معها كثيرًا.
    - ألا تعتقد أن كلّ هذا ينطوي على رثاء للذات؟
    - بل أعتقد أنه ينطوي بالأحرى على مقدرة أكيدة للعودة إلى رؤية العالم من خلال عيني الطفل، فأشعر بسرور غامر لكتابة تلك العودة، ويغمرني شعور طيب عندما أعود إلى طفولتي.

    (2)
    أشعر بحبّ لانهائي نحو القواميس
    - ومن ذلك الولع بالطفولة جاءت الكتب المُجسمة، أو كتب القُصاصات؟
    - نعم، أحبّ اللعب كثيرًا، اللعب الذكيّة التي تُحرّك وتفعل؛ أحبّها كمتاجر الأدوات المكتبية، المفكرة، سنّ القلم الرصاص، الممحاة، والحبر الصيني. كنت أتنشّق رائحة قاموس "لاروس": كانت له رائحة عطرية ما زالت تبلغني. أشعر بحب لا نهائي نحو القواميس. قضيت فترات نقاهة طويلة واضعًا القاموس فوق ركبتيّ، وأنا أبحث بين صفحاته. كانت أمّي تطلّ على غرفة النوم لتسألني: "ماذا تجد في القاموس؟".
    - خوليو، هل كانت أمّك ذات خيال خصب؟
    - كانت أمّي ذات رؤية غريبة للعالم. لم تكُن على قدر كبير من الثقافة، ولكنها كانت مصابة بداء الرومانسية المزمن. وضعت قدمي على أول طريق روايات الرحلات، ومعها قرأت "جول فيرن". شيء غريب، لأن النساء لا يقرأن جول فيرن. كانت أمّي تقرأ أدبًا رديئًا، ولكن خيالها الهائل فتح لي أبوابًا أخرى. كانت لنا بعض الألعاب: فكنا نتطلع إلى السماء باحثين عن أشكال السحاب، ونؤلّف قصصًا عظيمة. كان هذا يحدث في بانفيلد. لم يتمتع أصدقائي بهذا الحظ، فلم تكُن لهم أمهات يتطلعن إلى السماء. كان في بيتي ثمة مكتبة وثقافة.
    * هل تعتقد أن معيشتك في السابق وسط أبناء عمال وفقراء لها الأثر في انشغالك الآن بالبؤس والظلم بأمريكا اللاتينية، ومشاركتك في المحكمة المعنية بجرائم الحرب التي ارتكبها المجلس العسكري في تشيلي، على سبيل المثال؟
    - لا أظنّ أنها أثّرت في على نحوٍ مباشر، ولكني أعتقد أن طفولتي الفقيرة التي عشتها مع أطفال فقراء كانت بمثابة حُسن حظّ لا شعوري، لأنني دخلت طبقة برجوازية صغيرة مُحددة للغاية في وقت لاحق.
    - لماذا تقول إن العيش بين الفقراء كان بمثابة حسن حظّ لاشعوري؟
    - لأنه ترك بصمة إيجابية في نفسي.
    - بوصفك كاتب؟
    - هذا أيضًا، فما هي المشكلة التي تنعكس على الكثيرين من كُتّاب أمريكا اللاتينية؟ ليس من عادتي ولا يروق لي ذكر الأسماء، ولكن إدواردو مايّا، على سبيل المثال، لم يتواصل على نحوٍ مباشر مع شعبه، وعندما يدور الحديث على لسان شخصياته الشعبية، فإن رؤيته مصطنعة وتُبيّن جهله التام بأسلوب حياة أولئك الناس. هذا مثال جزئي، ولكن ثمّة عدد كبير من كتاب أمريكا اللاتينية من أمثال مايّا، لم يساعدهم تعليمهم الابتدائي على أن يُحسنوا فهم أشياء ستمتنع على فهمهم تمامًا في وقت لاحق.
    * واقع بلادهم؟
    - نعم. أعتقد أن جزءًا كبيرًا من معرفتي بواقع أمريكا اللاتينية، وتمرّدها، والإهمال الذي تشهده، أدين به لأصدقائي من أبناء العمال.
    * وماذا عن شغفك بأوروبا، متى ظهر؟ متى قررت الاستقرار في فرنسا؟ هل كنت تتشبه بالأوروبيين شأن كل أرجنتيني؟ وهل كنت واسع الثقافة كعادة المفكرين؟
    - أعتقد أنني كُنت محبًا للفن والجمال.
    - هل أنت...
    - نعم. أغلقت على نفسي طوال سنوات قضيتها في القراءة، لم أكُن أتحدث مع أحد؛ كنت كارهًا للبشر في شبابي، دخلت عالم الثقافة والجماليات. وقد دام هذا طويلًا، أعوامًا كثيرة. كنت أقرأ، أقرأ فحسب، وأكتب فلا أنشر، مدفوعًا بكبريائي، لمعرفتي بأن كتاباتي جيدة.
    - جيدة مثل كتابات "بورخس"؟
    - مختلفة. بورخس يدعو للإعجاب.
    - هل كتبت القصّة سيرًا على خُطى بورخس، متأثرًا به؟
    - بل كتبتها بالأحرى سيرًا على خطى إدجار آلن پو.
    - ألهذا ترجمته؟
    - تقريبًا، قُدِّر لي أن أترجمه. فلقد استيقظ الأدب الحديث بداخلي حين قرأت في طفولتي قصص بو، والتي صنعت بي خيرًا كثيرًا وشرًا كثيرًا في الوقت ذاته. قرأت قصصه في التاسعة من عمري، وبسببه عشت في فزع، وعانيت من الرعب الليلي حتى بلغت مرحلة المراهقة. غير أنه علّمني معنى الأدب العظيم والقصة. انشغلت كثيرًا بالانتهاء من قراءة پو، أقصد قراءة مقالاته التي قلّما تُقرأ بوجه عام، باستثناء المقالين أو الثلاثة مقالات المعروفة (حول فلسفة التأليف)، ثمّ تذكّر صديقي العزيز فرانثيسكو آيالا، من جامعة بويرتو ريكو، الأحاديث التي دارت بيننا، فكتب إلي سائلًا إذا كنت أريد القيام بالترجمة. أتممت أول ترجمة لكتاب بو (قصص ومقالات) الذي لم يكُن قد ترجم بدوره. كان عملًا ضخمًا، واستمر زمنًا طويلًا، إلّا أنه كان رائعًا. كم تعلمت من اللغة الإنجليزية وأنا أترجم پو!
    - هل قمت بذلك في الأرجنتين؟
    - لا، وأنا في باريس. تركت الأرجنتين عام 1951، واستقريت في باريس بشكل نهائي. كنت في السادسة والثلاثين؛ وكان قدّ مرّ شطر كبير من حياتي في بوينوس آيرس، فحملت بيتي فوق ظهري: الأرجنتين. خلال العام الذي رحلت فيه تحديدًا، ترجمت مارجريت يورسنار. ذهبت إلى أوروبا سعيًا وراء المغامرة، بلا نقود، وبالطبع كنت في حاجة إلى السعي وراء كل سبل العيش الممكنة. كانت لدي الخبرة الكافية كمترجم، وترجمت أعمالًا جيدة للغاية. ترجمت شيسترتون، وأندريه جيد، وكذلك حياة ورسائل كيتس، باختصار، كنت أمتلك خلفية جيدة كمترجم. دائمًا ما أحببت الترجمة، لذا سعيت لإتمام ترجمات في أوروبا وإرسالها إلى بوينوس آيرس. ونظرًا لأن دار نشر سودأمريكانا كانت قد نشرت بالفعل كتابي الصغير Bestiario في نفس الوقت الذي رحلت فيه عن الأرجنتين، فقد سمحوا لي بالاختيار من بين أربعة كتب؛ رأيت كتاب "مذكرات أدريان" الذي كنت قد قرأته بالفرنسية وفتنت به، فطلبت من دار النشر مهلة طويلة لإتمامه، إذ كنت أعرف أن هذا الكتاب يجب ترجمته جيدًا. بل وبدأت العمل عليه في المركب الذي حملني من بوينوس آيرس إلى مارسيليا، فأعدت قراءة الكتاب، وجرّبت مقاربات مختلفة للترجمة. أتممت ترجمة "مذكرات أدريانو" في باريس، ثمّ نُشرت. دائمًا ما يشيد بها النقاد.
    - خوليو، بينما كنت تترجم، ألم تشعر بأنك تقتطع من الوقت الخاص بأعمالك الشخصية؟
    - لا، لم أشعر بذلك قط، فقد كان لدي الكثير من الوقت حينئذ، ولي قدرة عظيمة على العمل عندما أرغب في القيام بشيء. كُنت مجهولًا تمامًا وقتئذ، فلا كنتِ أنتِ أو غيرك تحضرون لإجراء المقابلات معي وتصويري وطلب أوتوجراف، وما كنت أتلقى مترًا مربعًا من الرسائل أسبوعيًا. أقصد أنني كنت بحق شخصًا يعيش الحياة التي أحببتها دائمًا، حياة المنعزل، عندما كنت أكرّس نصف يومي لكسب العيش عن طريق الترجمة لليونسكو، ثمّ يكفيني ويزيد الوقت المتبقي للقراءة والكتابة.
    - كتب أحد شعراء المكسيك، أليخاندرو أورا، منتقدًا المنعزلين: «عزلة المنعزلين محض هراء». كما قال: «يبتسمون بغتةً بدون سبب واضح، ونظرة الحملان على وجوههم تدقّ كأجراس مرضى الجذام التي تُبعد الآخرين».
    - رغمًا عن صديقك، سأظلّ منعزلًا.
    - إن سمحوا لك.
    - إن سمحوا لي. وهو ما أصبح عسيرًا الآن، ولكني حين أريد الاختلاء بنفسي أستقل القطار إلى لندن (حيث لا يعرفونني) وأعيش وحدي تمامًا ما احتجت من الوقت. أحبّ الحديث إلى الناس يا إلينا، واكتشفت تلك البهجة في وقت متأخر للغاية. قضيت خمس سنوات أعمل معلمًا للمرحلة الإعدادية بإحدى القرى، في الريف؛ ثمّ رحلت إلى "مندوثا"، إلى جامعة "كويو"؛ لتدريس المرحلة الجامعية.
    - ولكن ماذا درست؟
    - قلتُ لكِ، أنا معلم، تخرّجت من مدرسة "ماريانو أكوستا" في "بوينوس آيرس"، ودرست بكليّة الآداب، ثمّ التحقت بكليّة الفلسفة والآداب، غير أنني تركتها بعد مرور عام ورحلت إلى القرية الريفية التي حدثتكِ عنها. كانت تلك هي أعوام عزلتي، وكنت واسع الإطلاع. التجارب التي عشتها كانت أدبية دائمًا. عشت قراءاتي، ولم أعِش حياتي. قرأت الآلاف من الكتب، حبيس البنسيون؛ درستُ وترجمت. اكتشفت الآخرين في وقت متأخر للغاية.
    - والآن، لماذا تكرّس كل هذا الوقت للناس؟
    - لأنني لا أستطيع تجنب ذلك. أنا لا أعرف إلى أيّ مدى يعرف المرء ذاته، قليلًا جدًا على الأرجح. رغم ذلك أنا مقتنع بأنني لو كنت قد بقيت في الأرجنتين وقطعت مشوارًا يعادل ذلك الذي قطعته في أوروبا، لأصبحت بعد ذلك ما أنا عليه. منذ طفولتي شعرت بإحساس شديد العمق بالآخرين بوصفهم أشخاصًا. أما الشيء الذي كنت أفتقر إليه فهو الإحساس بالآخرين بوصفهم مجموعة، بوصفهم قصة؛ وقد تعلمت هذا مع الكوبيين، ولكن على المستوى الفردي، فالحزن الذي يشعر به شخص قريب مني كالحزن الذي يشعر به حيوان، أفعل أيّ شيء لتخفيف حزنه. لا أستطيع رؤية قط أو كلب يتألّم، لا أقبل بذلك. فما بالك برجل أو امرأة...
    - ألا تشعر بضياع الوقت؟ أرجو أن تعذر إلحاحي في مسألة الوقت، ولكنها قد استحوذت عليّ مؤخرًا.
    - ضاع مني وقت طويل في حياتي، إلى درجة يصبح معها من النفاق اعتبار أن تخفيف ألم أو مرض مضيعة للوقت. كلا، كلا، كلا. أعرف أن هناك أشياء تضيع وقتي. في باريس، على سبيل المثال، في هذه اللحظة، هناك المشاكل اليومية التي تواجه أشخاصًا من تشيلي والأرجنتين وأروجواي، إذ يصلون من بلادهم مطرودين، بلا نقود، مرتبكين، ودون معرفة باللغة في الكثير من الأحيان، في بلد يبدو لهم معاديًا لأنهم لم يكوّنوا بعد العلاقات اللازمة؛ حينئذ أفعل المستحيل لإعطائهم أصدقاء، وتوضيح وضعهم، ومرافقتهم. لا أعتبرها مضيعة للوقت. بل إنها كما لو كنت أؤلف كتابًا.
    - حقًا؟
    - بالطبع! إنه كتاب لن يصدر، ولكن هذا ليس له أدنى أهمية. أفتقرُ إلى رد فعل الكاتب المهني، الذي يتّسم بالأنانية بوجه عام، وإن اعترفت بأن هذا ضروري في بعض المواقف. أثناء عملي على قصّة، وعندما أجد نفسي مستغرقًا في تلك القصّة وفي كيفيّة حلّها، حينئذ أغلق بابي بإحكام ولا أقابل أحدًا. لا أردّ على الهاتف. ولكن على كل حال، بابي مفتوح بقدر الإمكان.
    - الشعار الذي اتخذه جييرمو آرو هو: «الموت للضعفاء والخائبين، فلنساعدهم على الاختفاء، وليكُن هذا أول مبادئ حبّ الآخر».
    - فيما يخصّ الضعفاء، لا يمكنني أن أرّد بالمثل، فليس لهم ذنب في كونهم ضعفاء. الأسباب المؤدية لذلك كثيرة. تخيّلي ميكانيكيًا من تشيلي رحل عن بلده ووصل إلى باريس. هذا الرجل ضعيف بالنسبة للمجتمع الفرنسي الذي يدخله، رغم أنه مفعم بالقوة. ضعيف لأنه أعزل تمامًا: لا يعرف الفرنسية، ليس هناك من يمنحه فرصة عمل، ستقابله مشاكل مع النقابات. أساعد هذا الشخص لأنه ليس ضعيفًا بحق. لو منحته فرصة، وساعدته في التواصل مع ورشة، لو عمل ميكانيكيًا وبدأ في إظهار معرفته بالعمل، خلال خمسة عشر يومًا لن يعود ضعيفًا؛ فهو رجل له راتب وغرفة، ويبدأ في الحياة. كيف لا أفعل له شيئًا؟
    - خوليو، هل ما زالت قدرتك على العمل استثنائية بنفس القدر؟
    - لا، فهي تقلّ بمرور الزمن. عندما أبدأ كتابًا - لنتحدث عن الرواية لأنها عمل متواصل بدرجة أكبر- وأكون في حاجة ماسّة لكتابته، أستغرق وقتًا طويلًا للغاية في اتخاذ قرار بدء الكتاب، فأدور كما يدور الكلب حول جذع شجرة، لأسابيع وشهور في بعض الأحيان، وصولًا إلى البداية أخيرًا؛ هذا أمرٌ واضح، أعرفه بالخبرة، فدائمًا ما يحدث لي نفس الشيء. خلال الثلث الأول من الكتاب يتقدّم سير العمل على نحوٍ متقطّع، ثمّ أدخل مرحلة العمل المتواصل، وصولًا إلى مرحلة نسيان النوم والطعام في النهاية. أذكر بكل وضوح عندما كتبت "لعبة الحجلة"، كنت في حالة من الاستغراق لم أكُن أستطيع معها مفارقة المكتب.
    - وهل ما زلت محتفظًا بتلك القدرة على الجنون؟
    - نعم، نعم. أنهيت الخمسين أو الستين صفحة الأواخر من "كتاب مانويل" دفعةً واحدة، حتّى النهاية. هكذا، كتبتها وأنا أحتسي الكثير من الخمر، وحيدًا تمامًا. في جلسة واحدة.
    - وبالنسبة لك، هل الكثير من الخمر يعني احتساء زجاجة ويسكي يوميًا؟
    - لا، إطلاقًا، بل يعني احتساء ستة كؤوس من الويسكي (إذا أردتِ الدقّة)، ولكنها ليست عادة منتظمة، هي أبعد ما تكون عن ذلك.
    - وفقًا لتصريحات أدليت بها في إحدى المناسبات، بدأ كتاب "الرابحون" كقصّة. هل صنعت رواية انطلاقًا من القصّة؟ هل حدث نفس الشيء في حالات أخرى، وبنيت عملًا على نحوٍ عشوائي؟
    - لم أدلِ بهذا التصريح قط! إنه زائف تمامًا. لو أن هناك كتابًا بدأ كرواية فهو "الرابحون"، رغم أن هذا قيل بطريقة ما في ملاحظة صغيرة في بداية الكتاب أو نهايته. كنت أقوم برحلة على ظهر سفينة من مارسيليا حتّى بوينوس آيرس؛ واحد وعشرون يومًا في الدرجة الثالثة، وهو ما لم يكُن مريحًا جدًا. على كلّ حال، نزلت وزوجتي في كابينة. لم يكُن المسافرون لطفاء على الإطلاق. كما تعرفين، هذه مسألة حظّ؛ في بعض الرحلات يكون المرء في غاية السعادة لمقابلة أربعة أو خمسة أشخاص يتفاهم معهم، ولكن تلك المرة لم يكُن ثمّة أحد. انصرفت زوجتي إلى القراءة والتشمُّس، أمّا أنا فكانت لدي رغبة لكتابة تلك الرواية التي جاءت تتجول، وكانت اللحظة مثالية، نظرًا لكون الكابينة منعزلة. كانت معي آلة كاتبة محمولة فبدأت، وأعتقد أنني كنت قد كتبت ما يقرب من مائة صفحة بوصولنا إلى بوينوس آيرس.

    (3)
    الثورة تبدأ من الفرد
    * خوليو، فكرتك عن الثورة فريدة، فقد ناديت دائمًا بثورة فردية، تلك التي يبدأها المرء بنفسه، ومن الواضح أنك تمثّلها، وهو ما لا تقبله الأحزاب الشيوعية التقليدية. صرّحت في عدّة مناسبات بأنه ينبغي على الإنسان أن يولد من جديد، وينبغي على الثورة أن تنجب إنسانًا جديدًا، أليس كذلك؟
    - بالطبع. ما أؤمن به، وما سعيت لقوله في "كتاب مانويل"، هو أن إحساسي بالثورة الاشتراكية حسب فهمي لها في أمريكا اللاتينية، ينطوي على عملية مزدوجة، بالتزامن وليس على التوالي. هناك من يفكر أنه، بادئ ذي بدء، ينبغي القيام بالثورة؛ بمعنى القضاء على الإمبريالية الأمريكية، والرجعيين، والعسكر، ثمّ تولي زمام الحكم، وإرساء الاشتراكية في البلاد، ومن ثمّ سيكون هناك وقت للبدء في الخطط الثقافية والتنمية البشرية. أشكّ في ذلك. في اعتقادي، ما لم تكُن في نفوس أولئك الثوار رغبة في أن يُطلب، بالتزامن، من كل فرد إعطاء أفضل ما لديه، والبحث عن ذاته، واستكشافها، واتخاذ الثورة وسيلة للتخلص من ثيابه البالية بدلًا من السير نحوها محمّلًا بالأحكام المسبقة، ستفشل تلك الثورة. في الواقع، كانت رؤية الرجل الجديد تلك إحدى أفكار جيفارا. وهي ليست بفكرة عن مستقبل بعيد مجردة ونظرية، بل ينبغي لها أن تنشأ بالتزامن. دعيني أعبّر عن ذلك بصورة: دائمًا ما قلتُ بضرورة القيام بالثورة من الخارج إلى الداخل، ومن الداخل إلى الخارج، على جميع المستويات. يجب القضاء على أعدائنا، وكذلك الأعداء الذين بداخلنا. تأمّلي ما يحدث لثورة اشتراكية. فبعد عمل شاق لانهائي، وعناء رهيب يقاسيه أبطال ضحوا بأرواحهم، يكون الوصول إلى السلطة. ولمجرد أن أربعة أو خمسة أو ستة من القادة لم يمارسوا نقد الذات ينشأ في السلطة، على سبيل المثال، تحفّظ وتزمّت في التقاليد (ولنقُل من المنظور الجنسي). أنا لا أقبل بهذا، فهذه تبدو لي ثورة فاشلة. سيظل الإنسان سجين الوازع والتابوهات والمستحيلات التي يصنعها. بأيّ جحيمٍ تنفعه الاشتراكية؟ بلا شيء.
    أعتقد أن عمل المُفكّر هو الوقوف في الصفوف الأولى للمعركة، بمعنى ألّا يسمح بأن ينام ذلك الإحساس بضرورة خوض المعركة كلّ يوم، بضرورة أن يتساءل كلّ فرد يعدّ نفسه ثائرًا، عند استيقاظه كلّ يوم: «تُرى، هل أمتلك الحقّ في أن أسلك هذا السلوك مع زوجتي؟ هل أمتلك الحقّ في ممارسة ذلك التمييز؟ هل أمتلك الحق في تطبيق أفكار بائدة، حاربتُها وشقيت بسببها؟ بما ينفع انتصار الثورة؟»

    بتلك الطريقة لا ينفع بشيء، لا أعرف إن كنت قد أوضحت مقصدي.



    http://alketaba.com/index.php/2013-10-30-09-56-23/item/3221-%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D8%AB%D8%B1-%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A8%D8%AD%D8%A8%D9%91-%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B3/3221-%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D8%AB%D8%B1-%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A8%D8%AD%D8%A8%D9%91-%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B3.html#.VJXGBsAAAhttp://alketaba.com/index.php/2013-10-30-09-56-23/item/3221-...8%B3.html#.VJXGBsAAA
                  

12-24-2014, 11:49 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: سلام ابراهيم يا خطير
    هذا مكان بديع وأراك في أبهى حلل المترجمين.
    لم أقرأ كثيراً وأعد بالعودة.
    قل لي، كيف استقر رأيك علي مفردة لُعاب كترجمة لكلمة drool الواردة في عنوان الكتاب بالانجليزية The Devil's Drool؟
    ومن المهم الاشارة، وقد تكون حدثت، لأن فيلماً شهيراً من الستينيات لمايكلانجلو أنتونيوني وبطولة فانيسا ردجريف بعنوان Blow Up 1966 استقر في قائمة أحسن مائة فيلم
    أوربي منذ بدأ الخليقة، تم استيحاؤه من هذه القصة القصيرة!
    وبلو آب هو مصطلح في التصوير يعني (تكبير) ولا أقصد العبارة الكيزانية المقيتة! والتكبير متعلق بجزئية من السيناريو لا أدري الآن ان كانت في نص القصة الأصلي أعلاه.
    المهم أن تغيير الاسم ربما أتى حاسماً لأمر الاسم الأصلي الذي أراه اسماً فيه شيئ من القبح. بل ان اسم بلو آب هو اسم مناسب جداً لكون الفيلم ينتمي لأفلام الكاونتر كلشر التي
    من صفاتها استحداث أو ترويج تعابير غير مألوفة كجزء من طرائقها في تقويض أو ابدال الثقافة السائدة. وكذلك فإن شبهة التناص المزعج بين قصة لعاب الشيطان وقصة اخرى
    حوّلها هيتشكوك لفيلم شهير بعنوان نافذة خلفية Rear Window، تقدح أو تقلل من عبقريتها وكثيراً.
    المهم أن دروُل drool لها معادلها الأنسب في العربية وهو بحسب القواميس المتوفرة في النيت، الرُؤال والمعروف لدينا (بالريالة) والآتي على وزن كلمة سؤال. أقول ذلك من
    منطلق أنني من أنصار احياء أو استنهاض كلمات عربية من غسق عدم الاستخدام كمقابلات لمفردات في اللغات الأخري ليختبرها الزمن فإما أُضيفت للسائد أو اندثرت!
    تحياتي يا صديق وأثمّن عالياً جهودك في مجال نشر الاستنارة وتوسيع المدارك.


    العزيز مصطفى مدثر ...جيدا جيت يا زول ..وشكرا على الكلام المحفز
    وشكرا على التنوير حول فيلم أنطونيني ..وفعلا فإن القصة اشتهرت تحت الاسم الذي اختاره للفلم ...ربما لأنه أكثر تعبيرا عن مضمون القصة ..

    أما عن سبب اخيتاري لترجمة درول ..صدقاً لم يخطر ببالي أية بدائل لكلمة لعاب ..وما توقفت فيها كتير ...لكن المفردة الجميلة الجبتها إنت من القواميس
    تبدو مناسبة تماماً ..ولو خوفي من المشاترة ..لاخترت مكانها كلمة " ريالة " ..لأنني الآن تأكد من أن مصدرها هو كلمة " رؤال " القاموسية ...
    لكن ما المانع من أن تكون ريالة نفسها كلمة بديلة تؤدي المعنى بأجمل صورة ...وأظنها مستخدمة في معظم البلاد العربية بنفس المعنى ...

    وأوافقك بأن " لعاب " ...يؤدي معنى السائل من حيث هو ....دون توصيف لحالته ..أما " رؤال " ...فهي حسب وصف القاموس تعني اللعاب السائل ...وهذا هو المقصود

    ....أنتظر الرأي ..بخصوص استخدام " ريالة "...بدلاً عن رؤال ...وللا ممكن تكون خادشة ...هههه

    تحياتي
                  

12-26-2014, 11:45 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)




    شكرا البرنس على جلب اللقاء الصحفي البديع ...
    سأعود لمقتطفات منه ...بما يخطر من تعليق ..
                  

12-26-2014, 05:29 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    ربما, للدقة, يا إبراهيم, وصف الحوار بالفكري, ذلك الذي يلامس جوهر تجربة خوليو كورتاثر ككل: نشأته.. مصادر تكوينه الإنساني.. المعرفي.. والحرفي كسارد كبير: لا الصحفي على مستوى تبدياته اليومية العابرة, بمعنى أنه طرح لما هو مشترك إنساني ومتسم بقدر من الديمومة. وأية صور يتضمنها هذا الحوار:

    Quote: كنت أرى الفجوات، كالمسافة التي تفصل بين كرسيين، دون أن أرى الكرسيين، لو أمكن استخدام تلك الصورة.


    على أنني أرجو أن يتاح لي العودة إلى موضوعة البوست الأساسية. تقديري.
                  

12-27-2014, 06:49 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام يا ابراهيم
    هناك عدد من المترجين هنا أعرفهم من اسمائهم ومنهم مَن لا ينشغل بترجمة الأعمال الابداعية ولا تثريب عليهم.
    لكنني كنت أتمنى اشتراكهم بالتداخل هنا في خيطك هذا!
    أولاً أشكرك على سعة صدرك فيما يخص تكراري لمعلومة فيلم بلو آب التي وجدت أنك أوردتها في مفتتح البوست.
    حقيقة لأني مارست ما كنت أذمه عند آخرين، ألا وهو القراءة الاسكانينج وربما القراءة الانتقائية التي تدربت على
    القفز فوق العبارات. وأنقد نفسي في ذلك لأنها طريقة تبتسر جهد مؤلف الخيط وتخم الأشياء خمّاً.
    وفيما يخص لعاب وريالة وما أدراك، فإنني بحثت قبل أيام عن اصدارات مجمعات اللغة العربية فيما يخص الكلمات
    التي جرى تدشينها أو بدائلها في اللغة العربية، المكتوبة على الأقل. والشاهد أنني فوجئت بأن مجمعات اللغة العربية
    خصوصاً في مصر والمغرب العربي، وبحسب معرفة متواضعة عندي، لا تنشغل بنشر يومي للمفردات التي تفرزها
    عمليات الانتاج المعلوماتي اليومية في العالم ولا حرج عليها في أنها لم تلاحق (النجر) اليومي للتعابير والكلمات، ربما
    لأن شرط هذا التوليد للمفردات لا يتم إلاً في ظروف ديمقرطية حقيقية، وهذا ما لم يتوفر بشكل كاف في عالم الربيع
    العربي. على أن مجمع اللغة العربية في حيفا بدا لي فريداً ونشيطاً وذلك في عراكه مع اللغة المهيمنة، العبرية، حيث
    وقفت على عدد من أنشطته وهو ربما كان أنشط من مركز القاهرة ولدية مرونة حتى في ادماج تعابير عبرية في ذخيرة
    لغة العرب وهو عمل أكاديمي كبير يقوده أستاذة وأكاديميون مختصون ويبدو عملهم جاداً تماماً!
    تصوري هو أن يطلق ويدشن مثل هذا المجمع الموثوق به ما توصل اليه من عبارات مسكوكة بالكامل من العربية أو
    مخلوطة بالعبرية أوغيرها من اللغات، يطلقها في الصفحات الأولى للصحف السيارة بكيفية تقول. دقيقة في واحد دق الباب!
                  

01-05-2015, 03:01 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: mustafa mudathir)



    وخرج الضيوف فعدت يا ابراهيم!
    المهم أن انتاج ومباركة كلمات جديدة في اللغة المكتوبة أو حتى في المتداولة كلاماً، هو أمر ممكن وطبيعي وإلاّ لما كانت اللغة حية ولما استخدمها الناس.
    ومن تجاربنا في ما يسمى بالعالم الأول هو أن صناعة الكلمة هي أمر يومي ويخضع تماماً للمشاركة الديمقراطية للأفراد. فمثلاً لو عندك كلمة تعتقد أنها جديدة وذات جدوى فبمقدورك أن تنشرها في المواقع الحريصة على مثل هذا النشاط وتشجعه وسوف يتم بعد عرض كلمتك، تعرضك إما لنقد موضوعي أو لتأييد قد يؤدي لاستقرار الكلمة حيث سيكون هناك مرجع لمن يسأل عنها وهكذا وهلمجرا.
    أنا نفسي اصطككت مع كلمة لاب توب وعندما وجدت أن أصلها أن لا يكون الجهاز ديسك توب أو جهاز محطوط على مكتب وتوصلت لأن لاب توب يمكن ترجمتها ب حجروب وذلك من كلمة حِجر، كأن تقعد طفلك في حجرك، وهذا ما تفعله مع هذا الجهاز الذي تخلص من وزن الديسك توب وكل ما جلس على حِجرك فهو حميم ولذلك فإن مناداة اللاب توب بالحِجروب ينبغي أن تكون عادية وإلاّ فمن اين جاءت موفقتنا على ترجمة كومبيوتر بحاسوب؟. وعليه أكون قد توصلت لترجمة أراها مقنعة ولكن أين يمكن أن أزكي هذه الترجمة وأشيعها كما الفاحشة؟ لا أدري.

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 01-05-2015, 05:54 AM)

                  

01-20-2015, 02:11 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: mustafa mudathir)

    Quote: ربما, للدقة, يا إبراهيم, وصف الحوار بالفكري, ذلك الذي يلامس جوهر تجربة خوليو كورتاثر ككل: نشأته.. مصادر تكوينه الإنساني.. المعرفي.. والحرفي
    كسارد كبير: لا الصحفي على مستوى تبدياته اليومية العابرة, بمعنى أنه طرح لما هو مشترك إنساني ومتسم بقدر من الديمومة. وأية صور يتضمنها هذا الحوار:

    Quote: كنت أرى الفجوات، كالمسافة التي تفصل بين كرسيين، دون أن أرى الكرسيين، لو أمكن استخدام تلك الصورة.


    نعم ..عزيزي البرنس ..المقال الذي أدرجته هو كما تفضلت بوصفه ...حوار فكري متأمل
    ومشحون بالصور البديعة ...مفعم بالصدق والتواضع الأجمل ...
    وما ترصع به من صور بلاغية عميقة ..حقاً ..يخطف..كالبرق ..إلا أن شروط صيد تلك الصور ..وحبسها وتجميدها في قالب النظر - كما فعلت - غير متيسرة ، بأخوي وأخوك .

    أنتظر عوداتك بالمزيد من التبصر ...وأعتذر عن أوباتي الكسولة ...


    في حقل الوقت المنظور .
                  

01-20-2015, 02:44 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: فيما يخص لعاب وريالة وما أدراك، فإنني بحثت قبل أيام عن اصدارات مجمعات اللغة العربية فيما يخص الكلمات
    التي جرى تدشينها أو بدائلها في اللغة العربية، المكتوبة على الأقل. والشاهد أنني فوجئت بأن مجمعات اللغة العربية
    خصوصاً في مصر والمغرب العربي، وبحسب معرفة متواضعة عندي، لا تنشغل بنشر يومي للمفردات التي تفرزها
    عمليات الانتاج المعلوماتي اليومية في العالم ولا حرج عليها في أنها لم تلاحق (النجر) اليومي للتعابير والكلمات، ربما
    لأن شرط هذا التوليد للمفردات لا يتم إلاً في ظروف ديمقرطية حقيقية، وهذا ما لم يتوفر بشكل كاف في عالم الربيع
    العربي.


    يا مصطفى ...لا أحد - أنا مثلاً - يشعر بوجود مجمعات اللغة العربية ..فهي لا تصنع حراكا ولا تقود مسيرة لإثراء اللغة ورفدها بما يتناسب وثورة
    الاتصال الهائلة التي أعيت أجاويدها ....وهي - أي ثورة المعلومات - أصبحت مما ليس منه بد أو مفر ..
    الشاهد ، أن شباب اليوم أصبحوا أكثر جرأة ..ينجرون لغتهم الخاصة من طرف ...بكل مستجد يعبر إليهم من مسامات هذا الانفتاح الوسيع ..
    فهم قد تجاوزوا مجمعات اللغة العربية بعقود ضوئية ....بقي أن يؤطر لهكذا عملية ..جهة ذات جهد علمي ومعرفة ...حتى يتم الإلتحام
    بسلاسة مكوك فضائي ...عانق محطته بعد طول غياب ..

    وفي تقديري أن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من ظروف ديمقراطية حقيقية ، كما تفضلت ...ربما يحتاج إلى وعي حقيقي وجياش ..
    يخلق ثورة ، لنسمها اصطكاكية ، وعي ..يصنعه ويقوده ..ووقوده ..الأدباء ...والصحفيون السيارون...وكتاب المدونات " ابتسم " ...
    وغيرهم ...وغيرهم ..وغيرهم من المتعاطين لحشيش الكلام ....
                  

01-20-2015, 03:12 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: نا نفسي اصطككت مع كلمة لاب توب وعندما وجدت أن أصلها أن لا يكون الجهاز ديسك توب أو جهاز محطوط على مكتب وتوصلت لأن لاب توب
    يمكن ترجمتها ب حجروب وذلك من كلمة حِجر، كأن تقعد طفلك في حجرك، وهذا ما تفعله مع هذا الجهاز الذي تخلص من وزن الديسك توب وكل ما جلس على حِجرك
    فهو حميم ولذلك فإن مناداة اللاب توب بالحِجروب ينبغي أن تكون عادية وإلاّ فمن اين جاءت موفقتنا على ترجمة كومبيوتر بحاسوب؟


    وقد لا يكون حميماً ..
    ده صك طريف وظريف ...لكن هل انتبهت إلى أن مصطلح حاسوب ..قد صادف انتهاء جذره بحرف الباء ..أصلاً ...مجرد صدفة ...فاشتق عنه المصطلح " حاسوب " ...
    بينما حجروب ...قد أقحمت عليه الباء إقحاماً ؟؟ فجذر الكلمة هو " حجر " ؟؟؟ فمن هذه الوووب ؟؟ ( مشاغلة بس ) .

    وربما يكون من المفيد أن نصك المصطح بعيدا عن المعنى الحرفي للمصطلح المستورد ، وفي المثال " حجروب " .. ...
    بمعنى أن نلجاً إلى خصائص اللابتوب الأخرى ...كمثل أن نسميه " اللوحي " ...أو " المنشطر " أو " المقعدي" أو " الركبي " ..... رايك شنو ... بنفع نجار ؟؟؟

    وكان قلت حجروب ..نقول حجروب ...ما في مانع ...حتى الآن ...أقول حتى الآن ..ههه

                  

01-20-2015, 03:21 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    الآن وقد اكتملت الردود ...على استحياء ...

    نرمي الفيها النصيب ...ونقول يا لطيف ..

    ----------------------------------------------------------------------------------------------
    إتصالية الحدائق
    خوليو كورتاثار

    لقد بدأ مطالعة الرواية منذ أيام قليلة .ثم نحاها جانباً لمشغوليات طارئة ، ونكص إليها مرة أخرى حينما كان في القطار عائداً إلى داره ؛ سمح لنفسه بتطوير إهتمام يتنامى هوناً حول الحبكة ونمو الشخصيات . في تلك الظهيرة ، بعد أن فوض وكيل أعماله ومشرف داره لمناقشة ملكية مشتركة ، استدار لمطالعة الرواية بمكتبته الهادئة المطلة على حديقة بلوط .استرخى على مقعده الوثير المفضل ، مولياً ظهره إلى الباب ، وهو منزعج من كونه مصدراً محتملاً للتطفل ، تاركاً يده اليسرى تداعب بطانة المقعد المخملية الخضراء بين فينة وأخرى ، طفق يقرأ الفصول الأخيرة . تداعت إلى ذاكرته أسماء وسمات الأشخاص بكل يسر ، وأسرته الأخيلة دفعة واحدة تقريباً ، شعر بمتعة شبه منحرفة ، وهو يستل نفسه سطراً فسطرا عن محيط الموجودات حوله ، وفي الآن نفسه ، يحس برأسه المستريح على مخمل المقعد الأخضر مرتفع الظهر، وبسجائره القابعة على مد يده ، وبهواء الظهيرة ، خلف النوافذ العريضة ، يرقص تحت أشجار البلوط .

    يترك نفسه ، مأخوذاً بمأزق البدائل الشريرة التي تواجه البطلين ، ليمتصه النص كلمة فكلمة ، حد أن الشخصيات تجسدت أمامه وتشكلت بألوان ومسارات حركية ، كان شاهداً على اللقاء الأخير الذي جرى في الكابينة الجبلية . حضرت المرأة أولاً ، متوجسة ؛ ثم ظهر عشيقها ، على وجهه خدش غصن . قامت بشغف ، تنهش الدم تقبيلاً ، إلا أنه نفر من مداعباتها ؛ فهو لم يأت ليؤدي مرة أخرى طقوس الشغف السري ، المتستر بعالم من الأوراق الجافة والممرات المثقلة بالثمار ، على امتداد الغابة. أصبح الخنجر أكثر دفئاً في إلتصاقه على صدره ، وأسفل منه ترتعش بذرة تحرر كامنة ، اشتهاءاً لموسم الإنبات. تدفق حوار لاهث شبق عبر الصفحات مثل غدير أفاعي ، و كأنما مساره قد تحتم منذ الأزل .

    حتى تلك الملاطفات التي حاصرت جسد العشيق ، وكأنها ترغب في إبقائه ، و ثنيه عن الأمر ؛ إلا أنها في نفس الحين إنما ترسم بشكل مقيت ، حدود الجسد الآخر المطلوب إفناؤه . لم يغفل أي شئ : أعذار الغياب ، المفاجآت ، الأخطاء المحتملة. من هذا الحين فصاعداً ، كل لحظة لها أهميتها المحسوبة بالدقيقة . المراجعة المزدوجة بدم بارد ، للتفاصيل ، كانت بالكاد تتوقف لتمكن كف من مداعبة خد ، كان الظلام قد بدأ في التسرب.
    ودون أن ينظر أحدهما إلى الآخر ، افترقا عند مدخل الكابينة ، وهما غارقين تماماً في المهمة التي تنتظرهما . انطلقت هي على الدرب المتجه شمالاً . وفي مطلع الدرب المعاكس ، استدار هو للحظة يراقبها تعدو ، وشعرها المسترسل يحلق خلفها.

    هرول بدوره ، يفج طريقه بين الشجيرات والأسيجة ، حتى تمكن تحت صفرة ضباب المغيب ، من تمييز رواق الأشجار المفضي إلى المبنى . لم يكن من المفترض أن تنبح الكلاب ؛ ولم تنبح . سيكون مشرف الدار غائباً في هذه الساعة ، وقد كان غائباً. إرتقى على درجات المدخل الثلاث ثم دخل . وصلت كلمات المرأة عبر هدير الدم إلى مسامعه :
    أولاً ردهة زرقاء ، ثم رواق ، ثم درج مغطىً بالسجاد . في الأعلى ، يوجد بابان .لا أحد في الغرفة الأولى ، ولا أحد في الثانية.

    باب صالون ، ثم خنجر في كف ، ضوء ينسحب عبر نوافذ عريضة ، مسند ظهر مرتفع لمقعد ذي بطانة مخملية خضراء ، رأس رجل جالس على مقعد يقرأ كتاباً .



    ------------------------------------
    هذا النص له ترجمات أخرى متاحة في الشبكة ...وكنت قد شرعت في ترجمته قبل النص الافتتاحي ...ثم توقفت مستدركاً ...بعثرة المجهود في تجريب المجرب ...
    ورغم تبيني لوجود ترجمات سابقة ومتاحة على الشبكة ... رأيت أن أكمل ما بدأت ... لعل وعسى ... ومن يدري ...
                  

01-20-2015, 04:02 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    حقا، عزيزي إبراهيم، استمتعت بقراءة ما أسميته (الفيها النصيب)، ولا أقول لكسلي، ولكن لكفايتي لم أذهب للبحث أبعد، عن تراجم أخرى لهذا النصّ، إلا أنني توقفت موافقا عند كلمة (اتصالية) في العنوان، إذ تشكل عتبة بالغة الدلالة، ليس فحسب على هذا النصّ، بل كذلك على مجمل عالم خوليو، من حيث البراعة والمهارة الفائقة، على صعيد الدمج بين عوالم تبدو من الاستحالة بمكان إمكانية تواصلها الحيّ. إنه يمحو الحدود، وتتلاشى لديه الفواصل، وينقل ما بدا دائما كتجاور ساكن أو ميت إلى تفاعل نابض بالحياة. شكرا إذ منحتني سببا للكتابة.
                  

01-27-2015, 03:28 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: أنني توقفت موافقا عند كلمة (اتصالية) في العنوان، إذ تشكل عتبة بالغة الدلالة، ليس فحسب على هذا النصّ، بل كذلك على مجمل عالم خوليو، من حيث البراعة والمهارة الفائقة،
    على صعيد الدمج بين عوالم تبدو من الاستحالة بمكان إمكانية تواصلها الحيّ. إنه يمحو الحدود، وتتلاشى لديه الفواصل، وينقل ما بدا دائما كتجاور ساكن أو ميت إلى تفاعل نابض بالحياة.


    المقتبس ...أعلاه ..دواء لا يخرج إلا من صيدلية نطاس بارع ...
    وهو لمحة لا تصدر إلا من ذي بصر حاذق...وبصيرة نافذة ...وتراكم معرفي عريض ...

    شكرا لك عزيزي البرنس على القراءة الحصيفة لعمل كورتاسر ، والاطراء الجميل في حق الترجمة ...
                  

01-27-2015, 03:52 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: مأخوذاً بمأزق البدائل الشريرة التي تواجه البطلين


    وهنا ..يا محمد علي طه الملك ، وقعت في فخ المصطلح المغلوط ...دون حتى أن أنتبه لذلك ، لو لا الحوار اللطيف الدورتو
    في مظاريف مصطفى ...والرابط المفيد الختيتو هناك ..وأظن أسم الموقع " الأنفاس " ...للمستزيد


    الشخصيتان..أعلاه ..أبعد ما تكونان عن معنى ومفهوم البطولة ..القاموسي والفلسفي حتى ...لكن خادم الفكي غالبا ما يكون مجبور على الصلاة ...
    وأنا كنت أحمل إبريق الخواجة ..و بنيت أورادي على ما ورد في " ترجمته " الإنجليزية - والتي جاء فيها المصطلح بنفس الحمرة الأباها المهدي ..أعلاه --

    ..بينما النص في أصله مكتوب بإسبانية مبينة...ولا سبيل عندي - على الأقل - للتأكد من المصطلح الذي استخدمه الكاتب كورتاسر ...

    ولو حاولت هنا استخدام العبقرية الشعبية " الجماهيرية " ...وفي البال ما دار في مظاريف مصطفى - ادفع حق الترويج يا مصطفى ، على بوار جداري - ...
    فهل يصح أن نستبدل المصطلح ..بالـ " خائنان " ...وهما فعلا وقولا يمشيان على طريق الخيانة ..لا يحيدان عنه قيد أنملة ...:

    فتصبح الجملة : مأخوذاً بمأزق البدائل الشريرة التي تواجه الخائنين .---- ويتسق المعنى بإرتياح .. رغم أنف الخواجة ...

    أنتظر تعليقات الجميع ...
                  

01-28-2015, 08:58 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)


    سلام سيد البوست المريوق وشابع، البوست السلايفي، من سلايفا saliva!*
    يا ابراهيم دي ترجمة خرافية.
    صدّق وقعت على أكثر من كلمة لم أرها من قبل، بل كنت أحياناً أستجيب للفكرة التي تدعوني للتوهان
    عن القراءة، وهي ليست فكرة واحدة في كل الأحوال، فأتذكر أنها ليست اللغة الأصلية تلك التي أقرأ بها النص!
    لا هذه متعة حقيقية ويمكنني التنبؤ بكون ترجمتك هي في الغالب الأحسن، أسيجة هي الكلمة التي أراها للمرة الأولى!
    وسأعود
    ---------------------------
    * العرب تقول سلافةُ كل شيئ عصرتَه، أولُه. وأنت أول ما تقوم من النوم الفي خشمكم، فمك، هو الريق عصره الجوع
    من جواك، فهو سلافة وأهلنا الما فاطر بيقولولو مريوق، يعني مافي فمه غير السلافة التي هي بالانجليزية saliva!
    وقادر صانع اللغات!
                  

01-29-2015, 02:46 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: mustafa mudathir)

    Quote: أسيجة هي الكلمة التي أراها للمرة الأولى


    شكرا يا مصطفى ..على شحذ الهمة ...بنبيذ الاطراء ...، ده حق الترجمة ...

    أما المقتبس :
    فالأسيجة ...ليست بأشد غرابة من التفلية التي أوشكت أن تعزلها بين الأقواس ...دون ذنب أو جناية ، وحسنا فعلت أن تركتها طليقة تمرح بين نديداتها من بنات الضاد..

                  

01-31-2015, 07:09 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لُعَاب إبليس – وقصص أخرى مترجمة – في مئوية رائد الواقعية السحرية : خوليو ك (Re: ibrahim fadlalla)



    عالياً

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de