دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
هذا الكتاب "محمد محمد علي" شاعرآ عبارة عن دراسة تحليلية نقدية
كتبتها المرحومة د. فاطمة القاسم شداد
في كتاب جميل حظيت بنسخة منه من خالي (شقيق المرحومة)
السيد: نصر الدين القاسم إسحق شداد
شقيق المحامي المعروف: إسحق القاسم شداد
سأتناول في هذا الكتاب نبذة عن المرحومة مقتطفة من الغلاف الخلفي
ثم كلمتان تعريفيتان عنها أحدهما من شقيقها المحامي: إسحق القاسم شداد
والاخري كتبها المرحوم: عون الشريف قاسم
طيب الله ثراه وثرى فقيدة البلاد فاطمة القاسم شداد
أخيرآ سأتحدث قليلآ عما جاء في الكتاب وعن سيرة الشاعر محمد محمد علي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
وكتب الدكتور أبوبكر شــداد
Quote: الاخ الحبيب أشرف
دائما انت سابق فى الطيبة والوفاء رحم الله العمة فاطمة القاسم شداد التى رحلت عنا فى هدوء النسيم نسأل الله ان يرحمها ويغفر لها ....
لقد سبقتنى الى هذا العمل الجميل وقد حصلت ايضا على نسخة من الكتاب من العم نصر الدين شداد وبدأت كتابة مسودة الموضوع ولم أجد عنونا أصدق واكثر تعبيرا من (رحيل النوار خلسة) العنوان الذى رثا به أستاذنا محمد عثمان الجعلى الدكتور على المك رحمه الله ...فاستعرته مبدئيا ...
واصل فيما تكتب يا أخى وسوف الحق بك قريبا انشا الله
أود أن أزجى تحياتى الطيبات الى الدكتورة عائشة السعيد وأرسل لها سلامى وتقديرى
أبوبكر شداد |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
الحقيقة سعدت جدآ بتداخلكما فانتما تعرفان الدكتورة خير معرفة
وأكون أسعد بالمساهمة في هذا البوست للتوثيق لسيرتها العطرة
ألا رحم الله الفقيدة رحمة واسعة وجعل مثواها الجنة
وإنا لله وإنا إليه راجعون لهذا الفقد العظيم...
أبشركم بأنني قد عملت إسكان لأكثر من خمسين صفحة من الكتاب
وهي من أهم ماجاء فيه....
وسأقوم بإنزالهم قريبآ (بإذن الله)
مع الأسف أنني حفظتهم في اللاب توب وقد حدث به عطل طارئ
سأقوم بإصلاحه أو إعادة النسخ (إن إضطررت لذلك)
في الوقت الراهن سأترككم مع نبذة قصيرة عن المرحومة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
فاطمة القاسم شداد
- ولدت الدكتورة فاطمة في بارا عام 1950
- تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم عام 1971
- حصلت علي الماجستير من جامعة الخرطوم عام 1976
- حصلت علي الدكتوراة من جامعة أكسفورد عام 1982
- منحتها جامعة امدرمان الإسلامية درجة الاستاذية (بروفيسور) عام 1995
- عملت في دار الوثائق القومية
- إلتحقت بجامعة امدرمان الإسلامية (كلية البنات)
شغلت وظيفة عميدة كلية البنات بجامعة أمدرمان الإسلامية في الفترة من 1982 - 1989
- إنتدبت لكلية البنات بجامعة الملك سعود بالرياض لتدريس الأدب المقارن عام 1990 - 1995
- كتبت بعض المقالات والقصص في الصحف اليومية والمجلات الإسبوعية مثل (صوت المرأة) و (حواء الجديدة) و(الإذاعة والتلفزيون والمسرح) و (الرأي العام) و (الأيام)
- لها إهتمامات بالادب والنقد الأدبي بصفة عامة وبالدراسات السودانية علي وجه الخصوص
- لها مخطوطة هامة عن ثورة عام 1924 رصدت فيها أسماء 384 ممن إشتركوا في الجمعيات السرية آنذاك ووردت أسماؤهم في المحاكمات مع تراجم لهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: Abobakr Shadad)
|
البرفيسور فاطمة القاسم شداد (1950-1995) شهادة المرحوم عون الشريف ومرة أخرى : رحيل النوار خلسه
فى البدء أترحم على روح الراحلة الغالية فاطمة القاسم شداد واسأل الله العظيم أن يعوض شبابها الغض جنات عرضها السموات والارض ... واترحم كذلك على روح فقيد الامة السودانية البروفيسور عون الشريف قاسم سأئلا الله ان يجعل العلم الذى خلفه ذخرا له فى اخراه وان يورثة تعالى بكل ما كتب ووثق وارخ وعلم جنات النعيم ... وها نحن نكتب على حين غصة نحمد الله المحمود فى جميع الاحوال ونسأله أن ينزل شآبيب رحمته على مراقد الراحلين وأن ينزلهم منازل الصديقين برحمته التى وسعت كل شئ .
وفى البدء ايضا أود ان أسلم على أخى الكبير وأستاذى الدكتور محمد عثمان الجعلى بعد ان طال بنا البعد وعزت اللقيا ...أحيى ذلك الرجل الفائق الاريحية الوافر الابداع واستاذنه فى هذا العنوان الذى سبق و رثا به فقدنا ووجعنا الاكبر طيب الذكر البروفيسور على المك رحمه الله وجعل مقامه فى عليين .... اتجرأ متسربلا بهذا العنوان الفخيم مدركاالفارق الكبير فى مقامات العلم والفهم والمعرفة.
وفى ختام البدأ أشكر العم الكريم الاستاذ القانونى اسحق القاسم شداد وكذلك العم نصر الدين القاسم شداد اللذان قاما بجهد كبير لطباعة كتب المرحومة فاطمة شداد ومنها(محمد محمد على شاعرا ) بعد أعوام من الرحيل المر وكذلك بجهدهما الكبير فى تأسيس ورعاية مكتبة المرحومة فاطمة القاسم شداد بجامعة أمدرمان الاسلاميةالجامعة التى عملت فيها المرحومة الى ان تولت منصب عمادة كلية البنات خلال الفترة من 1982وحتى 1989 حينما تم انتدابها لجامعة الملك سعود بالرياض لتدريس الأدب المقارن
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
الأخوة والأبناء الأعزاء
أأسف للتأخير ياأشرف أشوفك جريت كُرسيك وقعدت
وأنا في تظاهرة علمية ثقافية جميلة
ساقتنا اليها زهرة أخرى اقتُطفِت باكراً
ألا ترى كيف يزين هؤلاء الراحلين والراحلات حياتنا؟؟؟
رحمة الله عليك يا صديقتي فاطمة ...ماأحوجني لمشورتك في مجالِِ لا يضاهيك فيه إبداع!
رحمة الله على الشاعر محمدمحمد علي الذي استلهمك إبداعه هذا السِفر الضافي...
رحمة الله على محمد عبد الحي .... تتناقشان في أمور الشعر ووضاح يراقبكما ويضحك كأنه فهم
وأمه مهمومة بالعشاء في ليل أكسفورد المُترف بالمعارف
ورحمة الله على غادة تملأ أمسياتنا الآن بجائزتها ليتعرف شباب جيلها ويتواصل مع الإرث الذي أورثتموهم
****
ومساهمتي هنا يا أشرف هي الجزء الثاني من الورقة التي أسمتها
****قراءة جديدة في ديوان العودة الى سنار****
وقد نشرنا الجزء الأول منها في الصحافة
و لدي أمل أن يستطيع أحدكم إنزال ذاك الجزء الأول من ارشيف الصحافة
ثم أنزل الجزء الثاني...
سأضع الكرسي هذه المرة أنا وأنتظر ردك
مع محاولتي للتعرف على تكنولوجيا الإنزال كما فعلت أنت أعلاه.
لك ولزوار فاطمة التحية
وطبتِ مقاماً يا فاطمة في الفراديس العُلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: عائشة موسي السعيد)
|
Quote: أأسف للتأخير ياأشرف أشوفك جريت كُرسيك وقعدت وأنا في تظاهرة علمية ثقافية جميلة ساقتنا اليها زهرة أخرى اقتُطفِت باكراً ألا ترى كيف يزين هؤلاء الراحلين والراحلات حياتنا؟؟؟
رحمة الله عليك يا صديقتي فاطمة ...ماأحوجني لمشورتك في مجالِِ لا يضاهيك فيه إبداع! رحمة الله على الشاعر محمدمحمد علي الذي استلهمك إبداعه هذا السِفر الضافي... رحمة الله على محمد عبد الحي .... تتناقشان في أمور الشعر ووضاح يراقبكما ويضحك كأنه فهم وأمه مهمومة بالعشاء في ليل أكسفورد المُترف بالمعارف ورحمة الله على غادة تملأ أمسياتنا الآن بجائزتها ليتعرف شباب جيلها ويتواصل مع الإرث الذي أورثتموهم ****ومساهمتي هنا يا أشرف هي الجزء الثاني من الورقة التي أسمتها ****قراءة جديدة في ديوان العودة الى سنار**** وقد نشرنا الجزء الأول منها في الصحافة و لدي أمل أن يستطيع أحدكم إنزال ذاك الجزء الأول من ارشيف الصحافة ثم أنزل الجزء الثاني... سأضع الكرسي هذه المرة أنا وأنتظر ردك مع محاولتي للتعرف على تكنولوجيا الإنزال كما فعلت أنت أعلاه. لك ولزوار فاطمة التحية وطبتِ مقاماً يا فاطمة في الفراديس العُلا. |
شكرآ دكتورة عائشة موسي السعيد لطلتك البهية ما مشكلة التأخير فأنا أعلم ظروفك وإنشغالك وربنا يجزيكي كل خير لما تقومين به من عمل خير وغادة تستحق كل خير ولا تدرون كم تألمنا لفقدها وكم نتألم أكثر كلما واصلت الاخت سهام في ذكرياتها فقد عظيم لكل الوطن وشخصيآ لا اتحمل ان اري ام تعاني هكذا لكي التحية وكل من ساهم معكي في اعمال الخير التي تقومون بها
كما لا يفوتني ان الحظ وفائك واخلاصك تجاه المرحومة فاطمة كم هي محظوظة ان وهي تجد الاصدقاء الاوفياء امثالك يترحمون عليها ويتألمون لفراقها ويدعون لها, ويقيني انها الان تسمعك وتشعر بكي انتي انسانة وفية ومخلصة لمعارفك واصدقائك وكلنا فخورين بكي وانتي تتذكري الراحلين المفقودين وتحيي ذكراهم العطرة رحمة الله علي غادة وفاطمة ومحمد محمد علي وكل امواتنا واموات المسلمين
بالنسبة للورقة الاولي عن ديوان العودة الي سنار والله لم اسمع بها ولو وجدت طريقة للحصول عليها لن ابخل باحضارها وانتي تعلمين انني اقيم خارج السودان وربما يتعثر علي ذلك لكن اذا وجدت اي فرصة للحصول عليها سأقوم بنشرها فورآ وكذلك أطلب من الدكتور أبوبكر شداد المساعدة ما استطاع سبيلا ولا أحمل علي عاتقه حملآ ولكن علي يقين انه سينزلها اذا وجدها وعندها يمكنكي انزال النسخة الثانية التي بحوزتك
بالنسبة لانزال الاوراق يمكن ان تحفظيها اولا في ملف صورك وبإيقونة (تحميل صورة) أعلاه تحملي ملفها وتنزليها في المنبر ويستحسن ان تكون الصورة او الورقة ان عملتي لها (إسكان) تنزل علي كودات مثل JPG واذا في اي اشكال ارجوا مراسلتي في الماسنجر
لكي خالص التحايا العطرة الندية يا دكتورتنا الفاضلة وربنا يخضر ضراعك ويثيبك أجر وإحسان علي صنائعك الحسنة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "محمد محمد علي" شاعرآ...كتاب بقلم الدكتورة والأستاذة / فاطمة القاسم شداد (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
قراءة جديدة في ديوان «العودة الى سنار» للشاعر/ محمد عبد الحي (1)
تقديم: د. فاطمة القاسم شداد
في حضرة العمالقة ذكرى الغياب
فاجأتني صديقتي ورفيقتي في زمن كالح عشته في غربتي، كانت لي فيه نعم الرفقة والعون بقدر ما كانت تشيع حولها بفيض معرفي ادبي لا يعرف الملل، كانت دائمة الابتكار لأمور ادبية وثقافية لا نفكر فيها في غمرة انشغالنا بالحياة. وكانت المفاجأة هي هذه الدراسة الرصينة بعنوان «قراءة جديدة في ديوان العودة إلى سنار» للشاعر محمد عبد الحي.. تقديم فاطمة القاسم شداد ففهمت سر نبشها في أوراقي عن كل ما يتعلق بسنار. كتبت هذه الورقة في عام 1995م باجتهاد شديد في جمع المصادر، اذ لم نكن في ذلك الحين قد فتحنا وديعته التي أودعها، مما كان قد يفيدها كثيراً في البحث. ولكن بما حصلت عليه من مخطوطات أجرت مقارنة دقيقة لكل حذف او اضافة او تغيير ما بين 1962 و1985م. وقسمتها الى ثلاث مراحل: مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ثم ختمتها بهوامش وثبت المراجع. واعتقد انها دراسة جديرة بالاهتمام، شأنها شأن بحوث الدكتورة فاطمة شداد التي تتسم بالصدق والمثابرة، ولا اريد ان افسدها بالتلخيص.. لذا سننشرها على حلقات حتى تجد طريقها للنشر في كتاب، كما ارادت فاطمة وكما وعد الاخ الاستاذ نصر الدين شداد، له وللأسرة الود والتحية. رحم الله فاطمة شداد رحم الله محمد عبد الحي ورحم الله محمد محمد علي
عائشة موسى السعيد اولاً ــ نبذة تعريفية: ٭ افتتح الشاعر الناقد احمد عبد المعطي حجازي- في تعليقه على ديوان «حديقة الورد الاخيرة» للشاعر محمد عبد الحي- مقاله بقوله:«لا بد أن يتهم المرء نفسه أو يتهم الحياة الأدبية حين يتعرف على غير انتظار بهذا الشاعر الذي اقدمه لكم اليوم، فيفاجأ بموهبة فريدة، كان حقها أن تقدم من أول قصيدة، فكيف وقد أصدر الشاعر الى الآن سبعة كتب، ظهر اولها قبل اثنين وعشرين عاماً وظهر الاخير الذي عرفت به الشاعر هذا العام. إن مسؤوليتنا، بما فينا الشاعر نفسه، لا تنكر.. ولكن المسؤولية الأولى تقع على هذه الحياة الادبية التي نعيشها، والتي تحكمها شروط تقطع الطريق على الموهوبين وتثير الضجيج حول أدعياء كثيرين.
لقد عبر أحمد عبد المعطي حجازي بصدق كامل، عما يحسه الكثيرون في أن ملابسات كثيرة ومختلفة في الحياة تقطع الطريق أمام الموهوبين من المبدعين. وتفتح الطريق بلا تحفظ أمام الادعياء. والشاعر الناقد محمد عبد الحي «1944م ــ 1989م» من المبدعين الذين اسهموا اسهاماً جدياً في ترسيخ اقدام القصيدة العربية في العالم العربي منذ بداية الستينيات من هذا القرن، وقد اضاف خطابه الشعري تجارب عميقة لمسار القصيدة العربية على مستوى الشكل المنجز في نصوصه، وعلى مستوى المضامين التي أبحرت قصيدته للإمساك بها في محيط واقع ثقافي معقد. وتشير المؤثرات الثقافية في تكوين عبد الحي الى تمازج الثقافتين التراثية والوافدة في مرحلة تعليمه النظامي بين جامعة الخرطوم والجامعات البريطانية، فالشهادة الجامعية الاولى من بلاده والشهادتان الاخيرتان من ليدز واسكفورد بالمملكة المتحدة في مجالي الادب الانجليزي والأدب المقارن. وعرف عبد الحي- بجانب التعليم النظامي- بسمة اطلاعه في شتى مجالات المعرفة الإنسانية بصفة عامة، كما شهر بتبحره المتواصل في أعماق التراث الادبي العربي منه والاجنبي. وقد توجت جهوده العلمية بترقيته الى درجة الأستاذية من جامعة الخرطوم قسم اللغة الانجليزية، حيث كان يعمل عضواً في هيئة التدريس.
وبدأ عبد الحي نشر نتاجه الادبي منذ بداية الستينيات، وظل يكتب بلا توقف حتى وفاته عام 1989م، متخطياً الظروف المرضية القاسية التي أحاطت به منذ بداية الثمانينيات، وعلى الرغم من مرضه ظل متحلياً بالصبر والجلد والكبرياء، مقاوماً المرض الذي لازمه حتى آخر يوم في حياته، وقد أثرى عبد الحي كلاً من المكتبتين الشعرية والنثرية بنتاجه الغزير في مجالي الشعر والنشر، فظهرت له في مجال الشعر ثماني مجموعات مطبوعة هى «العودة الى سنار، أجراس القمر، السمندل يغني، معلقة الإشارات، حديقة الورد الأخيرة، الله في زمن العنف، رؤيا الملك «مسرحية شعرية» أعراس البحر «مسرحية غنائية».
ونشر عبد الحي في مجال الدراسات النقدية والأدبية، عدداً كبيراً من دراساته، من أهمها «الحرية والضرورة في شعر أدوين ميور» وهى رسالته لدرجة الماجستير «ليدز 1961» و«التراث والتأثيرات الانجليزية والامريكية على الشعر العربي الحديث»، وهى رسالته لدرجة الدكتوراة، اكسفورد 1973م، وقد نشرت في كتاب1982، و«الاسطورة الاغريقية في الشعر العربي المعاصر 0091-0591م» و«الهوية والتعدد» و«شعراء انجليز في العربية»، و«الرؤيا والكلمات»، و«قراءة من شعر التجاني يوسف بشير»، هذا بجانب نشره لعدد من الدراسات الادبية في دوريات عربية وأجنبية، وكان عبد الحي بجانب الشعر والتأليف يسهم في المؤتمرات العلمية واللقاءات الثقافية داخل البلاد وخارجها.
ثانياً: العودة إلى سنار
مقدمة: ٭ يرتكز ديوان «العودة الى سنار» على مطولة الشاعر التي حملت هذا المسمى، وهى قصيدة من خمسة اناشيد طويلة، وتمثل هذه القصيدة بنصوصها المختلفة منذ بداية ظهورها في عام 1963م الى نهاية تكوينها في نصها النهائي عام 1985م، مراحل التحول والتغير والنمو المتواصل في شاعرية عبد الحي، كما يشير الى ذلك الشاعر نفسه في رسالة بعث بها الى صديق له عام1972 م. «ارسل اليك مراحل الـ Foetus للقصيدة تحولاتها تحولاتي.. منذ أن كتبت ثم نشرت في الرأى العام في ديسمبر 1963، ثم حوار 1965م، ثم كتابتها مرة أخرى في يوركشير واكسفوردشير»، ويشير الى أنه قد أعاد كتابتها سبع مرات أو نحو ذلك، وكأنها تدرج من مقام الى مقام، حيث تاريخ الذات وتاريخ القبيلة شيء واحد».
ويعتبر عبد الحي هذه القصيدة «دفعة من كيان الفنان في شبابه حينما رغب، كما رغب جويس أن يشكل مصهر روحه ضمير أمته الذي لم يخلق بعد، كما يعدها فتحاً آخر ومركزاً لقواه الشعرية. لذلك فهى في رأيي من أهم أعماله الإبداعية لأنها عمل متعدد المستويات، اتسعت فيه تجربة الشاعر الذاتية بكل تداعياتها ومعطياتها الخاصة، لتلتحم مع تجربة كلية تغوص الذاكرة في اعماقها- متخطية حدود الزمان، والمكان، والتاريخ- هادفة الى اعادة البناء، ووصل لجذور وخلق عالم جديد ومتناغم، فقد عبرت القصيدة مراحل زمنية متعددة انتهت بالمستوى الختامي المثبت في الديوان الاخير الصادر عن دار النشر بجامعة الخرطوم عام 1985 قبل وفاة الشاعر بأربع سنوات.
ولعل إشارات عبد الحي لكل من جيمس جريس وعذرا باوند ولا تزال سنار في مراحل التدرج الاولى- وفقاً للمقامات المتداخلة التي شكلت رؤية الشاعر النهائية بعد ذلك بما يزيد عن العشر سنوات- دلالة واضحة على حاسة التنبؤ لدى الشاعر التي جعلته يوقن بأن هذه القصيدة ستبلغ درجة الأعمال العالمية الخالدة المُشار الى اصحابها. لا سيما أن تلك الاعمال التي استضاء بها الشاعر قد انتهجت المنهج التدرجي نفسه، فقصيدة «الأرض اليباب» لإليوت كانت هاجساً مسيطراً على إليوت قبل كتابتها بسنوات، ثم كتبت على مراحل زمنية متفاوتة، ورُفدت وهى في شكلها النهائي بمقطوعات من شعر الشاعر كانت سابقة لتاريخ القصيدة، وقد اشترك عذرا باوند، صديق الشاعر في عملية التنقيح والاضافة والحذف قبل أن يصل النص الى شكله النهائي. أما رواية «صورة الفنان في شبابه» وهى الرواية التي تمثل اطوار حياة الكاتب في مراحل نموه النفسي والعقلي، فقد امتدت فترة كتابتها الى عشر سنوات من عام (1904-1914م). ومعلوم ان اناشيد عذرا باوند نفسه قد تنمو وتتطور عبر مراحل حياته الادبية. وتعرضت قصيدة «العودة الى سنار» في مراحل ظهورها المختلفة الى قراءات نقدية متعددة من قبل عدد من الدارسين والنقاد، وقد حاولت تلك القراءات الاقتراب من النص المتاح في حينه، ولكني لم الحظ في جميع ما توفر لدي من تلك القراءات، وجود دراسة عُنيت بتشبع مراحل النمو داخل النص، أو ما أسماه الشاعر مراحل الـ Foetus . والمعنى الدقيق لكلمة Foetus كما جاء في قاموس اللغة الانجليزية هو مراحل نمو الجنين داخل الرحم من الاسبوع الثامن الى تاريخ الولادة، والارجح أن الشاعر قد قصد باثباته الكلمة الانجليزية بنصها التنبيه الى الجانب التدريجي المرحلي في بناء «العودة الى سنار»، لافتاً الانظار في الوقت نفسه الى عملية التمازج والالتئام بين الذات الفردية «الجنين» والذات «الجمعية»- معطيات الرحم أو البيئة المغذية للجنين في مراحل التكون البطئ، حيث يلتئم تاريخ الذات بتاريخ القبيلة. ٭ إن القراءة الحالية للقصيدة تهدف للغوص في أحشاء «العودة الى سنار» منذ أن كانت جنيناً في مراحل النمو الاول، في الستينيات الى ان اصبحت عملاً ابداعياً كاملاً. وهو عمل يجمع شتات جزئيات الرؤية، ويقدم في النهاية التجربة الشاملة في منتصف الثمانينيات.وربما حفز كاتبة القراءة الحالية الى انتهاج هذا المسلك، أمر لعله لم يتوفر لغيرها، وهو حصولها على نص اصلي للمخطوط بخط الشاعر،وهو مخطوط تاريخه مايو 1970م. كما حظيت الباحثة برسالة «شخصية» غير منشورة يذكر الشاعر فيها أن الارهاصات الاولى لهذه القصيدة قد بدأت وهو مازال في المرحلة الثانوية في مدرسة حنتوب، ثم امتدت خلال دراسته الجامعية، ثم تواصلت بعد ذلك، هذا بجانب حصول الباحثة على نسخ قديمة منشورة للقصيدة يرجع تاريخها الى الستينيات، وأهمها النص الذي نشر في مجلة «حوار» البيروتية عام 1965م، وقد اشار اليه الشاعر في رسالته السابقة الذكر الى صديقه خالد المبارك، كما استعانت الدراسة بالطبعتين الأخيرتين الصادرتين عن دار النشر بجامعة الخرطوم، في عامي 1973و 1985م. وهكذا فقد أتيح للباحثة فرصة الوقوف على مراحل النمو Foetus داخل تلك النصوص مدعمة بلسان شاعرها وهو يردد «وهل أنا غير حصاة تتبلور فوق جمر الأغنية». وقبل البدء في دراسة النص أرى أنه من الضروري في ختام هذه المقدمة الاشارة الموجزة الى مؤثرين لهما أهمية قصوى في تكوين شاعرية عبد الحي في «العودة الى سنار» وفي أعماله الشعرية الاخرى بصفة عامة. واولهما: المؤثر الثقافي الجامع بين استيعاب التراثين «العربي والغربي» فالتراث العربي- لدى عبد الحي- يُعد الاصل والينبوع الاول الذي يفجر طاقة الابداع، وكان دوماً يؤكد ضرورة هذا المؤثر في تكوين الشعراء بوجه عام، حيث يرى أنه: «علينا ان نبحث عن وحدة شجرة الشعر العربي في استمرار العناصر الداخلية التي تصل بين جذورها وفروعها وثمارها وفي مواسمها المختلفة. ولا قيمة للأثر الأجنبي إلا بمقدار ما تمثلت الشجرة عناصره، وامتصتها في نسيجها وجعلتها جزءاً من طبيعتها». ويمكن داخل التراث العربي الذي استوعبه عبد الحي و«اعانته موهبته القوية المستقلة عن تخطيه والانتقال به الى مستوى جديد في المعنى والاسلوب»، التراث الصوفي الذي يمثل حضوراً خاصاً في «العودة الى سنار». ثم يتخذ التراث الإفريقي المحلي كذلك مكانة لا تخفى في شحذ قريحة الشاعر وثرائها. وقد تحقق مؤثر التراث الغربي لدى عبد الحي عن طريق القراءة المتخصصة، مع الاقامة في البيئة الغربية نفسها قرابة العشر سنوات، وهى مرحلة الدراسة لشهادتي الماجستير والدكتوراة، وقضاها الشاعر بين جامعتي ليدز واكسفورد، وبجانب القراءات والتنقيب في مصادر الادب الانجليزي، الرومانسي والحديث، في محاولة لإيجاد الجسور بينه والادب العربي. وكان لوجود عبد الحي في مدينة اكسفورد المتميزة بعبقها الخاص المفعم بالزخم التاريخي، ومناخها العلمي الذي يمتزج فيه الواقع بالاسطوري، خصوصية لا تنكر في إثراء تجربته الشعرية ووصلها بمؤثرات التراث المحلي. وإن كان عبد الحي قد ظل يؤكد دائماً أن مؤثر التراث العربي بالنسبة له هو الاصل، لكنه لم ينكر أهمية المؤثر الغربي في إثراء الأدب، حيث يراه «كالريح التي تستثير جمراً كامناً في رمادها حين يتراكم هذا الرماد لضعف يصيب الثقافة أو الشعر في فترة ما». وهو «قد يدفع بحركة تولدت من صلب العناصر الاصلية ويزيدها نشاطاً، فهو مثل السماد الذي يساعد على ازدهار النبات، ولعله احياناً عنصر ضروري لهذا الازدهار، لعل النبات يظل احياناً ضعيفاً ضئيلاً دونه ولكنه حتماً ليس اصل النبات او بذرته». إذن فبامتزاج البذرة الأصل وامتزاجها بالسماد «العنصر المجلوب» برزت التجربة الشعرية الكاملة في ديوان «العودة إلى سنار» مما يجعلنا نتفق مع الشاعر الناقد محمد المهدي المجذوب في تعليقه على شعر عبد الحي بقوله:«فهذا الشعر نسيج ملتحم أصيل، والتوفيق بين التراث العربي وحضارة العصر وتراثها الانساني أمر دقيق لا يستوي إلا على يدي ملكة قاهرة رزق الله بها عبد الحي. «وهو على كل شيء قدير».
أما المؤثر الثاني فهو تجربة المرض الذي عانى منه الشاعر عشر سنوات منذ عام 1980م، وقد دفع المرض به الى معوقات ومشكلات كثيرة، حينما اصيب بالشلل الجزئي ثم النصفي، كما أحدث الشلل- أول أمره- تأثيراً على مركز اللغات لديه. إلا أن قوة ارادة عبد الحي، وصدق إيمانه حولتا تلك العوامل السلبية الى عوامل إيجابية، فتعلم الكتابة باليد اليسرى، وظل يواصل العطاء دون توقف، وقد جعلته هذه التجربة يغير نظرته لبعض الاشياء والمواقف، كما امدته بشفافية زادت من رهافة حسه، ورفدته بقوة تأملية. وكان يقول وهو في ذروة مرضه «الآن فقط وقفت على قدمي- لقد أوصلني لهذا المرض». وكانت له قدرة ساحرة على امتصاص أحزانه وأحزان من حوله، بروح من السخرية يحاول عن طريقها التخفيف عن نفسه والآخرين، فعند قدومه من لندن بعد نوبة المرض الثاني التي المت به بعد منتصف الثمانينيات، وكان حينها يجلس على كرسي متحرك، كان يقول «ذهبت برجلين وعدت بأربعة أرجل»، كما أثر عنه قوله وهو طريح مستشفى سوبا بالسودان في آخر أيامه: «من نعم الله علىَّ ان عيوني ترى، وعقلي يفكر وكل ما عداهما يعتبر عطل فني». وهكذا تضافرت المؤثرات السابقة لتنسج خطوط «العودة إلى سنار» التي نضجت على مراحل ثلاث، كانت أولها مرحلة الستينيات والشاعر في العشرين من العمر، ثم مرحلة السبعينيات والشاعر على مشارف الثلاثين، ثم أخيراً مرحلة الثمانينيات والشاعر في الأربعين من عمره، وقد توفاه الله بعد ذلك بسنوات قليلة. وكأنما كان عبد الحي يتحدث عن شعره بصفة عامة، وعن «العودة الى سنار» بصفة خاصة عندما نشر دراسته «الرؤية والكلمات» عن الشاعر السوداني التيجاني يوسف بشير في العام نفسه الذي نشر فيه طبعته الاخيرة لديوان «العودة الى سنار»، فقد ختم مقدمة دراسته عن شعر التيجاني بقوله :«الشعر عند التيجاني- مراحل ثلاث، انقسام النفس- وتطوره باللغة- اللغة السحرية- الرمز الى تصالح النفس والتئامه بالعالم والاشياء العادي بالقدسي، وأخيراً ظهور الشاعر الناضج يحمل مسؤوليته وتاريخه الانساني والكوني، وثقافته القومية، وشعبه، وسياسته، وطبيعته، حتى وصل الى ذروة الشعر».
صحيفة الصحافة
http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=13040#13040
| |
|
|
|
|
|
|
|